الظاهر سيف الدين جقمق
الظاهر سيف الدين جمقمق (1373 - 1453)، أوجمقمق العلائي الظاهري سيف الدين أبوسعيد ، هوسلطان من المماليك البرجية ، تولى حكم مصر في الفترة من 842 هـ إلى 857 هـ (1438 - 1453). وهوالرابع والثلاثون من ملوك الهجر ، والعاشر من ملوك الشراكسة.
حياته
الظاهر سيف الدين جمقمق شركسي الاصل اشتراه العلائي (علي بن أينال اليوسفي) وقدمه إلى الملك الظاهر برقوق ، فأعتقه واستخدمه. عاش نيفا و80 سنة ، وخلع بولده المنصور، برغبة منه إليه، لشدة سقمه. ومات بعد خلعه باثني عشر يوما.
وحبس في أيام الملك الناصر فرج ، ثم أطلق وولي أعمال في دولتي الملك المؤيد شيخ ، والظاهر ططر ، إلى حتى كان (أتابك) العساكر في دولة الأشرف برسباي.
ولما توفي الاشرف وولي ابنه العزيز يوسف استمر جقمق أتابك ومدبرا للدولة. وقام بعض المماليك فخلعوا العزيز ، وولوه السلطنة، فانتظم له الامر إلى حتى توفي بالقاهرة.
أعماله
كان وقتئذ أتابكا للسلطنة وعمره 69 عاما. استهل حكمه بالقضاء على الثورات الداخلية في السلطنه كثورة حلب وثورة الأمير قرقميش ، فاستتب له الأمر في الحكم دون اضطرابات داخلية .
حسّن علاقاته مع الممالك الإسلامية المجاورة، فسمح لشاه رخ بكسوة الكعبة المشرفة من الداخل مما سبّب غضبا شعبيا عاما جعله يتراجع عن ذلك فيما بعد. كما تزوج إحدى أميرات آل عثمان، واحتفل باحتلالهم لمدينة القسطنطينية عام 1453م.
حاول إخضاع واحتلال جزيرة رودوس التي أصبحت قاعدة للفرسان الإسبتاريين الصليبيين بعد إخضاع جزيرة قبرص في عهد السلطان برسباي في عام1426م. وقد سيّر إلى الجزيرة ثلاث حملات بحرية حيث فشلت الحملة الأولى عام 1440 وفشلت الحملة الثانية في عام 1443، ونجحت الحملة الثالثة بدخول الجزيرة وتدمير مدنها وإيقاع الخسائر الفادحة بين الفرسان الإسبتاريين مما أرغمهم على اللجوء لطلب عقد الصلح، فقبل السلطان جقمق ذلك وعادت جيوشه منتصرة.
قام السلطان المملوكي جقمق بإرسال رسول (يحيى بن أحمد)إلى ملك الحبشة غرس يعقوب غير حتى يحيى بن أحمد (طول لسانه)على غرس يعقوب فتم ضرب أحمد بن يحيى وأصدر حكم بسجنه أربع سنوات لم يستطع السلطان المملوكي حتى يعمل شيئا لأحمد بن يحيى سوى الانتظار حتى يخرج من السجن.
صفاته
كان الظاهر جمقمق ملكا عظيما جليلا دينا متواضعا كريما هدأت البلاد في أيامه من الفتن، وكان فصيحا بالعربية، متفقها، له مسائل في الفقه عويصه يرجع إليه فيها، وكانت فيه حدة وآذى بعض الفهماء.
ونطق عنه ابن تغري بردي: يخلط الصالح بالطالح والعدل بالظلم ومحاسنه أكثر من مساوئه.
كان السلطان الملك الظاهر جقمق محبّا للفهم والفهماء، وكان يكرم الفهماء والأدباء، وكان يعطف على الأيتام ويحبهم ويحسن إليهم. كان متواضعا جواداً براً طاهر الفم، فقيها فاضلا شجاعا عارفا بأنواع الفروسية، ولم يُرى أحد من ملوك الدولة الأيوبية والهجرية من هوعلى عفّته وعبادته.
عملاته وألقابه
كانت دراهم ودنانير " الأشرف برسباى " المعروفة بالدراهم والدنانير الأشرفية هي التي كانت متداولة لكن جقمق سك دراهم ودنانير جديدة اسماها " الظاهرية " سنة 1440 وأمر بمنع التعامل بالدراهم والدنانير الأشرفية فوقف البيع والشراء فإضطرت السلطات ان تجمع الدراهم والدنانير الأشرفية من الناس بثمنها وروجوا بدلا منها دراهم ظاهرية وحولوا الدراهم الأشرفية لدراهم ظاهرية في " دار الضرب ". الدراهم الظاهرية كانت جيدة السكة وكانت نسبة الفضة فيها 94.5% ووزنها كان ما بين 1.46 و1.89 جرام.
الأسماء والالقاب التي ظهرت على عملات جقمق هي : " السلطان الملك الظاهر أبوسعيد "، و" الملك الظاهر أبوسعيد " و" السلطان الملك الظاهر "، و" السلطان الملك ". وظهر له نادىء : " عز نصره "، و" خلد الله ملكه ".
وظهرت عملات خاطئة بألقاب " القاهر " و" ظاهر " بدل " الظاهر ".
وفاته
قيل أنه توفي ولم يقتل. وقيل اغتال في القلعة عام 824هـ ودفن بتربته في المدرسة الجقمقية إلى جوار باب الجامع الأموي الشمالي.
انظر أيضا
- مماليك برجية
المصادر
- ^ تاريخ الشراكسة
- ابن إياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1982
- ابن تغرى: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، دار الخط والوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005، ISBN 977-18-0373-5
- المقريزى : السلوك لفهم دول الملوك, دار الخط, القاهرة 1996.
- شفيق مهدى (دكتور) : مماليك مصر والشام, الدار العربية للموسوعات, بيروت 2008.
ألقاب ملكية | ||
---|---|---|
سبقه العزيز يوسف |
سلطان مملوكي 1438-1453 |
تبعه المنصور فخر الدين |
المرجع
- مخطوطة كتاب ( أعلام الشراكسة - الجزء الثاني)- فيصل حبطوش خوت أبزاخ- عمان الأردن- 2008م.