يوهان فريدريش هربارت

يوهان فريدريش هربارت Johann Friedrich Herbart (عاش أربعة مايو1776 – 11 أغسطس 1841). فيلسوف وتربوي ألماني، أثر كثيرًا في نظرية التربية في نهاية القرن التاسع عشر. افترض هربارت حتى التربية مرتبطة كثيرًا بالأخلاق (دراسة أنماط الصواب والخطأ) وفهم النفس. حيث توفر الأخلاق الهدف الكامل للتربية لبناء صفات أخلاقية قوية، ويزوّد فهم النفس وسائل تحقيق هذا الهدف.

ركز هربارت على أهمية تطوير ورعاية اهتمام الطلاب بالتعليم. ونادى باتباع أربع خطوات في التعليم. أولاً: يقدم المفهم معلومات للطلاب. ثانيًا: يساعد المفهم الطلاب على تحليل المادة الجديدة ويقارنها أويضاهيها مع الأفكار التي تفهموها بالعمل. ثالثًا: يستخدم المفهم والطلاب المعلومات الجديدة في تطوير قاعدة عامة لحل مشكلاتهم. رابعًا: يساعد المفهم الطلاب على تطبيق المعلومات الجديدة في مواقفهم الأخرى أواستخدام القاعدة في حل مشكلات أخرى. ويطبق الكثير من المفهمين في أوروبا وأمريكا الشمالية المراحل الأربع لهربارت، التي وسعها تابعوه بعد ذلك إلى خطوات خمس.

النشأة

ولد هربارت في اولدنبورگ، بألمانيا. ودرسَ الفلسفة في جامعة ينا على يد فيشته. ومضى، في عام 1797، إلى سويسرا ليعمل مفهمًا خاصًا. والتقى هناك بالمفهم السويسري يوهان هاينريش پستالوتشي، الذي أثر في الكثير من نظرياته. قام هربارت بتدريس التربية والفلسفة في جامعة گوتنگن من عام 1802 م إلى عام 1809، وفي جامعة كونيگسبرگ من عام 1809 إلى عام 1833. وعاد بعد ذلك إلى جوتنجن، حيث مارس التعليم حتى وفاته.

عني هربارت في الإجابة عن السؤال: (كيف ينبغي حتى نتفهم؟) وكان الجواب: التفهم بالترابط. والترابط لديه هوالتمثل وتعهد فكرة جديدة بوساطة الأفكار الموجودة في العقل. ويرى حتى المتفهم يتفهم الأمور الجديدة إذا ما تمكن من ربطها وإيجاد شبه بينها وبين معارفه وأفكاره السابقة. وإيجاد هذه الرابطة يساعده على سرعة التفهم وعلى تثبيت الأفكار الجديدة في ذهنه. ولابد من إثارة الأفكار القديمة كي يبني عليها الجديدة مع توافر عنصر حديث هوالاهتمام. والمتفهم يتفهم ما دام مهتماً، وإن فقدان الاهتمام يبطل التفهم. ويرى أيضاً أنه حتى تتحقق الشخصية الخلقية ذات النموالكامل والاهتمام المتعدد الجوانب لدى المتفهم فإنه لابد من وجود المنهج الدراسي المرتبط بالمواد الدراسية الفهمية والتاريخية، ويرافق ذلك الأنشطة المتصلة بها، والمتكيفة مع أعمار المتفهمين، والمتصلة بالميل والاهتمامات المراد تنميتها. ولنجاح ذلك لابد من الهجريز باهتمام تام على عمل عقلي واحد، وعلى فكرة واحدة في المرة الواحدة.

نموذج هربارت

يقترح هربارت نموذجاً يحاول فيه وضع قواعد واضحة لتنظيم مراحل الدروس باتباع خطوات في العملية التدريسية تنسجم مع قوانين التفكير الإنساني والتفهم السليم، وهي تمثل الدرس النموذجي. وهذه المراحل هي:

1- المقدمة أوالتمهيد introduction: لكي تتحقق هذه المستوى لابد للمفهم من حتى يلم جيداً بمادته، وبموضوع درسه، ومستوى المتفهمين. ويكون التمهيد للدرس بزيادة استعداد المتفهم عن طريق تذكيره بخبراته وأفكاره القديمة المتصلة بموضوع الدرس الجديد، والعمل على استنادىء تلك الأفكار والخبرات إلى مركز انتباهه وعلى تهيئة ذهنه وجذبه الكامل لمحتويات الدرس الجديد.

2- العرض presentation: يعطي المفهم في هذه المستوى الفرصة للمتفهم لاختبار الأمور بنفسه بطريقة مباشرة، وفي حال تعذر ذلك فإنه يلجأ إلى العرض غير المباشر عن طريق الشرح والإلقاء والمناقشة ويحاول توضيحها بالوسائل المناسبة والممكنة أحياناً.

3- الربط والموازنة association: يحاول المفهم مساعدة المتفهم على تحليل المعارف والخبرات الجديدة ومقارنتها وإدراك الشبه والارتباط بينها وبين المعارف والخبرات القديمة حتى يتمكن من الانتنطق إلى خطوة التعميم. ويستطيع المفهم تحقيق ذلك عن طريق السؤال وربط تجارب المتفهمين وتنظيم معلوماتهم حتى يصلوا إلى الفكرة العامة أوإلى قاعدة.

4- التطبيق application: وتتضمن هذه المستوى تطبيق المعارف والمهارات والقواعد العامة التي تم اكتسابها والوصول إليها من الدرس مما يجعل معناها واضحاً فتتحسن عملية فهمها. ويستطيع المفهم حتى يقف على النقاط التي لم يستوعبها المتفهم جيداً فيصل إلى إيضاحها وشرحها من جديد، وعليه حتى يبدأ التطبيق بمسائل سهلة وليست صعبة.

5- التعميم والتلخيص generalization: يتم الوصول في هذه المستوى إلى القضايا الكلية والقوانين العامة والتعميم، وتكوين فكرة عامة من الأفكار الجزئية، والانتنطق من المدرك الحسي إلى المدرك الكلي، ومن الأمثلة إلى القواعد العامة. وقد يشهجر المفهم والمتفهمون في إعداد الملخص المناسب لعرض المفهومات والمبادئ والأسس. وما المراحل السابقة إلا الطريق الذي يسلكه المفهم ليصل بالمتفهمين إلى الحكم الكلي وذلك ابتداءً من التمهيد حتى التلخيص.

خطه

هجر هربارت مجموعة خط أهمها: «المدخل إلى الفلسفة» Einleitung in die philosophie ت(1813)، «الفلسفة العملية العامة» Allgemeine praktische philosophie ت(1808)، «الميتافيزيقا العامة» Allgemeine Metaphysik ت(1828-1929)، «التربية العامة» Allgemeine Pädagogik ت(1806)، «خطة محاضرات في فهم التربية» Umriss padagogischer Vorlesungen ت(1835)، «السيكولوجية فهماً» Psychologie als Wissenschaft ت(1824).