أبوكبير الهذلي

أبوكبير الهُذلي ومسماه عامر بن الحليس ( توفي نحو10هـ ) , أحد بني سعد بن هذيل ثم أحد بني جُريب. تزوج أم الشاعر تأبط شرا. شاعر فحل من شعراء الحماسة في الجاهلية. قيل إنه استوعب الإسلام وأسلم. ولقي الرسول.ولأبي كبير الهذلي ديوان شعر مطبوع مع ترجمة فرنسية له, شعره يكاد يقتصر على وصف حياة الفروسية والقتال والصحاب الذين رافقوه, يفاخر بغاراته على القبائل وبطشه بأهلها وصيده للذئاب وحيداً, وكذلك يشيد كثيراً بسيفه, عبارته قوية جزلة .

اسمه ونسبه

هو : عامر بن الحليس أحد بني جريب بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

إسلامه

قيل أنه أسلم وأتي إلي الرسول الكريم وطلب منه حتى يأذن له بالزنا، فنطق له النبي صل الله عليه وسلم هل ترضاه لأحد من محارمك وكان النبي يفهم حتى أبوكبير رجل كريم حريص على عرضه، فأجابة أبوكبير: لا والله لا أرضاه لأحد من أهلي، فنطق له الرسول فارض لناس ماترضاه لنفسك، فنطق أبوكبير اُدع لي يارسول الله حتى يمضى الله مابي من رغبةً فيه فدعى له الرسول صل الله عليه وسلم، وفي هذه السيرة إشارة ودرس لحسن تعامل الرسول مع الناس.

ذُكر عن أبي اليقظان أنه أسلم، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فنطق: أحل لي الزنا. فنطق: "أتحب حتى يؤتى إليك مثل ذلك،يا ترى؟ نطق : لا نطق: "فارض لأخيك ما ترضى لنفسك". نطق: فادع الله حتى يمضى ذلك عني. نطق: وقد نطق حسان يذكر ذلك :


سألت هُذيل رسولَ اللهِ فاحـشةً		ضلّت هُذيل بما سألت ولم تُصِب
سألوا نبيهم ما ليس معـطـيهـم		حتى الممات وكانوا عرة العرب

خبره

تزوج أبوكبير عامر بن الحليس الهذلي أم تأبط شرا، وكان غلاماً صغيراً، فلما رآه يكثر الدخول على أمه تنكر له، وعهد ذلك أبوكبير في وجهه إلى حتى ترعرع الغلام، فنطق أبوكبير لأمه: ويحك، قد والله رابني أمر هذا الغلام، ولا آمنه، فلا أقربك! نطقت: فاحتل عليه حتى تقتله. فنطق له ذات يوم: هل لك حتى تغزو،يا ترى؟ فنطق: ذلك من أمري. نطق: فامض بنا. فخرجا غازيين ولا زاد معهما، فسارا ليلتهما ويومهما من الغد، حتى افترض أبوكبير حتى الغلام قد جاع، فلما أمسى قصد به أبوكبيرٍ قوماً كانوا له أعداءً فلما رأيا نارهم من بعد، نطق له أبوكبير: ويحك قد جعنا، فلومضىت إلى تلك النار فالتمست منها لنا شيئاً! نطق: ويحك وأي وقت جوعٍ هذا. نطق: أنا قد جعت فاطلب لي فمضى تأبط شراً فوجد على النار رجلين من ألص منقد يكون من العرب، وإنما أوفده إليهما أبوكبير ليقتلاه، فلما رأياه قد غشي نارهما وثبا عليه، فرمى أحدهما، وكر على الآخر فرماه، فقتلهما، ثم اتى إلى نارهما فأخذ الخبز منها، فاتى به إلي أبي كبير، فنطق: جميع لا أشبع الله بطنك! ولم يأكل هو، فنطق: ويحك أبلغني قصتك. نطق وما سؤالك عن هذا، كل، ودع المسألة. فدخلت أبا كبير منه خيفة، وأهمته نفسه، ثم سأله بالصحبة إلا حدثه كيف من الممكن أن عمل فأبلغه، فازداد خوفاً منه. ثم مضيا في غزاتهما فأصابا إبلاً، وكان يقول له أبوكبير ثلاث ليالٍ: اختر أي نصفي الليل شئت تحرس فيه، وأنام، وتنام النصف الآخر وأحرس. فنطق: ذلك إليك، اختر أيهما شئت. فكان أبوكبير ينام إلى نصف الليل ويحرسه تأبط شراً، فإذا نام تأبط شراً، نام أبوكبير أيضاً، لا يحرس شيئاً حتى استوفى الثلاث. فلما كان في الليلة الرابعة افترض حتى النعاس قد غلب على الغلام، فنام أول الليل إلى نصفه وحرسه تأبط شراً، فلما نام الغلام، نطق أبوكبير: الآن يستثقل نوماً وتمكنني فيه الفرصة. فلما افترض أنه قد استثقل أخذ حصاةً، فحذف بها، فقام الغلام كأنه كعبٌ، فنطق: ما هذه الوجبة،يا ترى؟ نطق: لا أدري. نطق: والله صوتٌ سمعته في عرض الإبل. فقام فعس وطاف فلم ير شيئاً، فعاد فنام، فلما افترض أنه استثقل أخذ حصيةً صغيرة فحذف بها، فقام كقيامه الأول، فنطق: ما هذا الذي أسمع،يا ترى؟ نطق: والله ما أدري، قد سمعت كما سمعت وما أدري ما ولعل بعض الإبل تحرك. فقام وطاف وعس فلم ير شيئاً، فعاد فنام، فأخذ حصيةً أصغر من تلك فرمى بها فوثب كما وثب أولاً، فطاف وعس فلم ير شيئاً ورجع إليه، فنطق: يا هذا، إني قد أنكرت أمرك، والله لئن عدت أسمع شيئاً من هذا لأقتلنك! نطق أبوكبير: فبت والله أحرسه خوفاً حتى يتحرك شيءٌ من الإبل، فيقتلني. نطق: فلما رجعا إلى حيهما، نطق أبوكبير: إذا أم هذا الغلام لامرأة، لا أقربها أبداً. ونطق هذه الأبيات :


ولقد سريت على الظلام بمغشم		جلدٍ من الفتيان غير مُهَبل
مما حملن به وهن عواقدٌ		حبك الثياب فشب غير مثقل
حملت به في ليلةٍ مزؤودةٍ		كرهاً وعقد نطاقها لم يحلل
فأتت به حوش الجنان مبطناً		سهداً إذا ما نام ليل الهوجل
ومبرأً من جميع غبَّر حيضةٍ		وفساد سقمعةٍ وداءٍ مغيل
فإذا طرحت له الحصاة رأيته		ينزولسقطتها طمور الأخيل
ما إذا يمس الأرض إلا منكبٌ		منه وحرف الساق طي المحمل
وإذا رميت به الفجاج رأيته		ينظر مخارمها هوي الأجدل
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه		برقت كبرق العارض المتهلل
وإذا يهب من المنام رأيته		كرتوب كعب الساق ليس بزمل
صعب الكريهةٌ لا يرام جنابه		ماض العزيمة كالحسام المقصل
يحمي الصحاب إذا تكون عظيمة		وإذا هم نزلوا فمأوى العيل

وفاته

لم يُذكر خبر وفاته، على حتى الظاهر من أخباره أنه توفي في الجاهلية ولم يُدرك الإسلام على السليم، وكان قد تزوج أم تأبط شرًا، ومسماه "ثابت"، وكان ثابت صغيرا، ثم إذا ثابتا قُتل كبيرا قبل حتى يظهر الإسلام.