ابتسامات محمد عبد الله
ابتسامات محمد عبد الله، هي أول سيدة تلتحق بالجيش المصري خلال حرب فلسطين عام 1948 ،حيث كانت أول ضابطة برتبة ملازم أول تتطوع في الجيش المصري. ،فقد شاركت في العمل التطوعي كمسقمة في الجيش المصري عام 1948 لإسعاف المصابين في حرب فلسطين.
سيرتها
وُلدت ابتسامات في محافظة بني سويف عام 1927، وكان والدها القائمقام المصري محمد عبد الله، وجدها السلطان فضل النور. كان والدها يعمل كضابط مفتش غفر بمديرية أسيوط برتبة بكباشي التي تعادل مقدم الآن وهومن ريف مركز ميت غمر التابع لمحافظة الدقهلية، أما والدتها فهي فاطمة فضل ابنة السلطان فضل نور سلطان إقليم واو(حالياً في جنوب السودان).، ولديها خمس أشقاء هم «المعتصم بالله والمتوكل بالله والمؤتمن بالله والأمين بالله والمأمون وسوسنة وتنهدات» ،انتقلت برفقة والديها وإخوتها إلى شارع إسماعيل باشا أبوجبل في حى عابدين بالقاهرة. ، وتزوجت ابتسامات من الضابط والرياضي محمد حبيب وقد توفي قبلستة سنوات، ولم ترزق منه بأولاد.
تفهمت ابتسامات في المدارس الابتدائية الفرنسية إلا أنها لم تكمل تعليمها العالي ، وبالرغم من توقف دراستها إلا أنها لم تتهاون في تحقيق حلمها «العمل التطوعي»، فقررت الالتحاق بالتمريض في الهلال الأحمر عن طريق اعلان قرأته في إحدى الصحف، يطلب 75 متطوعة للقوات المسلحة في الخدمات الطبية، فتقدمت للوظيفة، وكانت أول ضابطة برتبة ملازم أول تتطوع في الجيش.
وتحكي سيرة زواج والديها قائلة: «كان والدي ضمن مجموعة من الضباط المصريين في حملة إلى جنوب السودان. فطلب والدي حتى يتزوج من هناك. فنطقوا له إذا السلطان فضل النور لديه بنات فأمضى له، ومضى إليه وطلب إحدى بناته وتعهد على تفاصيل الزواج وجهز قطيعاً كبيراً من الماشية من أبقار وجمال وأغنام وتزوج والدتي، وعاد إلى مصر».
الإلتحاق بالجيش
وتحكي سيرة إلتحاقها بالجيش المصري كأول ضابطة تقول : «كنت أحب التمريض وأمارس التطبيب خيالياً مع لعباتي. أربط رأس العروسة وأضع لها شريطا أحمر، وأطلب لها الإسعاف. وفي يوم وجدت إعلاناً في الصحيفة يطلب فيه الهلال الأحمر متطوعات لدراسة التمريض. قدمت ودرست لمدة عام «نظرياً وعملياً» وتخرجت بعد عام، ووجدت إعلاناً آخر في الصحف يطلبون فيه متطوعات للجيش، فمضىت واجتزت المعاينة وكانت المسؤولة عن الاختيار هي وصيفة الملكة فريدة زوجة الملك فاروق وهي الشخصية المشهورة «ناهد رشاد» زوجة الدكتور يوسف رشاد. وكانوا يأخذون بنات العائلات فتم قبولي وتم توزيعنا على مستشفيات مصر.
حرب فلسطين
في ذلك الوقت اشتدت الحرب في فلسطين بين العرب وإسرائيل في عام 1948م. وكانت هنالك حاجة شديدة لمسقمات للسفر لفلسطين لمداواة الجرحى، فتم إختيارها. وتقول عن ذلك :»مضىنا بالقطار حتى غزة «العريش غزة» كانت المعارك شديدة وأعداد الجرحى لا حصر لها. كانوا من جميع البلاد العربية، من السعودية واليمن والسودان وغيرها. وكان يوجد ألماني واحد تطوع لحرب إسرائيل اسمه هانز ورغم أنه غير مسلم، لكنه مؤمن بقضية فلسطين. تواصل في السرد قائلة: «كنا نمضى للخنادق وميادين القتال لنضمد جراح الجنود الذين لا تتطلب مداواتهم وجودهم في المستشفى. وأثناء وجودنا اتى الملك فاروق إلى فلسطين، وقبل حضورنا فاتني حتى أقول أننا تسلمنا رتباً عسكرية وكانت رتبتي الأولى ملازم.
هدية الملك فاروق
تقول ابتسامات: «وعندما عاد الملك إلى القاهرة أمر بإعطائنا هدايا تعبير عن ساعات قيمة فيها تاريخ زيارته لغزة، وما زالت هذه الساعة موجودة على معصمي وتعمل بشكل جيد. تعد الثواني والدقائق والساعات من تلك السنوات. وكانت هدية ملكية تاريخية. ومع الساعات تم منحنا نوط الجدارة من المضى ونجمة فلسطين.
محمد نجيب
وعن الرئيس المصري الأسبق تقول: «علاقة الأسرة كانت قوية مع محمد نجيب منذ حتى كان ضابطا صغيرا في الجيش المصري. فقد كان صديق العائلة وهومن أصول سودانية مثلي. كان يأتي ليتناول الوجبات التي يحبها في منزلي. يحب الجمبري كثيراً، ولم تنبتر زياراته إلى منزلنا حتى أثناء اعتنطقه بعد نجاح ثورة يوليو. وكان يأتي معه الحرس وعنده كلب يحبه كثيراً، أعد له الطعام الذي يفضله فيتناول وجبته ثم يمضى».
عن فترة اعتنطقه تقول: استغربت جداً لاعتنطقه وهوقائد الثورة. وأذكر أنني سألته عن مسببات اعتنطقه وكنت مشفقة عليه، فلم يتحدث بسوء عن جمال عبد الناصر وجماعته ونطق لي المهم حتى الثورة نجحت و»الأولاد فرحانين» وكان يقصد الجنود. ونطق انه طلب في اجتماع بعد نجاح الثورة تسليم الحكومة والبلد للملكيين ورجوع الجيش للثكنات فرفضوا هذا الطلب، وقاموا باعتنطقه وتحديد إقامته. وأقول أنه رغم ذلك لم يشتم واحداً منهم وتحمل هذا القرار بصدر رحب.
ثورة يوليو
تروي ابتسامات أسرارا مهمة عن الثورة المصرية وتقول: «كنت أسكن في فيلا كبيرة تحيط بها حديقة واسعة محاطة بسور. كان محمد نجيب يزورني وهوسبب زواجي من محمد حبيب بعد حتى رفض أخي بحجة حتى الكثير من أفراد الأسرة في الجيش. وفي أحد الأيام تخطى محمد النجيب السور قافزاً وكان الوقت ليلاً وطرق الباب فسألته مين،يا ترى؟ فأجاب أفتحي سريع أنا أونكل محمد نجيب. فاستغربت جداً لهذه الزيارة الغريبة، رغم أنه كان يزورني كثيراً في النهار. ودخل وكان يحمل في يده شنطة وتبدوعليه دلالات الاهتمام الشديد بالشنطة فنطق لي دخلي الشنطة دي عندك ومتفتحيهاش أبداً»!
وطلب مني بألا يعهد أي إنسان مهما كان بحقيقة هذه الشنطة. أصابني الخوف وقلت له: الشنطة دي فيها أيه بصراحة كده،يا ترى؟ فنطق لي فيها أوراق مهمة تخص نادي الضباط وسلاح الحدود(حيث كان يعمل). هجر الشنطة عندي لمدة يوم وليلة ثم اتى وأخذها في المغرب، ثم قامت الثورة، فعهدت حتى هذه الشنطة كانت تحتوي على معلومات وخطة الثورة وهي معلومات خطيرة جداً.
تكريمها
بعد سنوات تنكر الجيش لنا بوصفنا من أوائل الضباط في الجيش المصري وتم إعفاؤنا بدون تكريم أوحتى حدثة شكر، فغضبت لهذا الأمر. فقد كنا جنوداً وحاربنا ومضىنا لميادين القتال وإذا متنا فسوف نموت شهداء، فالصواريخ كانت تحيط بنا من جميع مكان. غضبت لهذه المستوى وهيجت الدنيا بواسطة وسائل الإعلام وتصدرت القضية الصحف واحتلت صورتي غلاف مجلة «أكتوبر» التي وزعت أضعاف توزيعها، فسأل طنطاوي وزير الدفاع عن هذا الأمر فحكوا له، وقام باستنادىئي وأقام لي تكريماً كبيراً جداً وكان ذلك في عام 2011م. أقيم لي استقبال كبير جداً واحتفال ضخم وأكرمني المشير طنطاوي وأعطاني درعاً. أعطيتُ ضابطاً سودانياً كبيراً شهادة ميلاد أمي وطلبت منه توصيلها للرئيس عمر البشير، رئيس السودان ليعهد أنني معتزة بجذوري السودانية، لكن لا أدري ما الذي وقع في هذا الشأن.
حياتها الشخصية
تزوجت مدرب كرة السلة الشهير محمد حبيب، ولم ينجبا أطفال.
مرئيات
| ابتسامات عبد الله، أول ضابطة بالجيش المصري. |
المصادر
- ^ "أ ول ضابطة فى الجيش المصرى تكشف الأسرار الخفية لاعتنطق رئيس مصر ",مصرس محرك درس إخباري,شر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 27 -عشرة - 2012 Archived 21 November 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ "القومي للمرأة يكرم السيدة ابتسامات عبد الله أول سيدة متطوعه بالجيش المصري",جورنال مصر,الإثنين 26/سبتمبر/2016,خط:أسماء حامد
- ^ "الملازم ابتسامات.. أول ضابط بالجيش المصري منذ 66عاماً في محادثة لـ«مبتدا»",بوابة مبتدا الإلكترونيه, 2013-10-03 Archived 21 November 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ "بالصور..سبعة معلومات عن أول ضابطة في الجيش المصري.. قامت بإسعاف مصابي حرب فلسطين.. طلبت حمل السلاح للمشاركة في المعركة.. كرمها الملك فاروق ومنحها «ساعه مضىية».. شاركت في 48 عمل تطوعي بالقوات المسلحة ",جريدة صوت الأمة, الأربعاء 17/أغسطس/2016 Archived 21 November 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ "أول سيدة في الجيش المصري",جريدة العالم الحر,27/07/2015,خط – إبراهيم خليل إبراهيم Archived 26 December 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ "أول ضابطة فى الجيش المصرى تكشف الأسرار الخفية لاعتنطق رئيس مصر",مسقط مصرس,نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 27 -عشرة - 2012 Archived 21 November 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ "بالصور..سبعة معلومات عن أول ضابطة في الجيش المصري.. قامت بإسعاف مصابي حرب فلسطين.. طلبت حمل السلاح للمشاركة في المعركة.. كرمها الملك فاروق ومنحها «ساعه مضىية». شاركت في 48 عمل تطوعي بالقوات المسلحة "، جريدة صوت الأمة، الأربعاء 17/أغسطس/2016 Archived 21 November 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ "ا لملازم ابتسامات. أول ضابط بالجيش المصري منذ 66عاماً في محادثة لـ«مبتدا»",مسقط مبتدا الإلكتروني,2013-10-03 Archived 21 November 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ "ابتسامات محمد عبد الله حفيدة السلطان فضل النور: حقيبة أسرار ثورة يوليوكانت محفوظة في منزلي". جريدة القدس العربي. 2015-08-11. Retrieved 2020-01-25.
