الكراهية هي مشاعر انسحابية يصاحبها إشمئزاز شديد، نفور وعداوة أوعدم تعاطف مع إنسان ما أوشيء أوحتى ظاهرة معينة، تعوز عموما إلى رغبة في تجنب، عزل، نقل أوتدمير الشيءالمكروه، يمكن للكره حتى يبنى على الخوف من غرض معين أوماضي سلبي أوإنسان معين نتج عن التعامل مع ذلك الفرد أولشخص، يمكن للناس حتى يشعروا بالنزاع والمشاعر أوالأفكار المعقدة التي تستلزم الكره، ك علاقة الكره والحب. أحيانا يستخدم لفظ "الكراهية" عرضاً للمبالغة في وصف شيء لا يطيقه الشخص أولا يعجبه فحسب، مثل شكل معماري معين، حالة طقس محددة، وظيفة معينة. أوحتى بعض أنواع الطعام.

تستخدم لفظية "كراهية" أيضا لوصف إجحاف أوحكم مسبق، تعصب أوإدانة تجاه فئة أوطبقة أومجموعة من الناس وأعضاء هذه الفئة/الطبقة/المجموعة المكروهة، العنصرية هي أبرز مثال على ذلك. وهذة الكراهية من الممكن حتى تتسبب في تدمير جميع البشر (خاصة أعضاء تلك المجموعة/الفئة/الطبقة المكروهة) إذا أستقرت في القلوب الكارهين. وهناك أمثال وأقوال كثيرة عن الكراهية مثل "الكراهية سقم لوإستحوذ على القلب لحطمه وأمضى العقل معه"هانى حامد مدكور (خبير تنمية بشرية)

وجهات النظر الفلسفية

الفلاسفة أظهروا تعاريف ومرادفات كثيره للكراهية. رينيه ديكارت رأى إذا الكراهية هي إدراك حتى هناك شيء سيئ في مجتمع مع الرغبة في الانسحاب بعيد عنه. يرى أرسطوالكراهية على أنها الرغبة في إبادة الكائن المكروه. كما حتى البعض يرى حتى الحقد والكره هوحزن مع فكرة سيئة مصاحبة لسبب خارجي. أوعندماقد يكون هناك شيء أوإنسان ما يقدم لنا الحزن سواء بإهانة أوإستفزاز..الخ.... فيظهر الحقد وتظهر الكراهية،. يعتقد ديفيد هيوم حتى الكراهية هوشعور غير القابل للاختزال ولا يمكن تحديدها (تحديد سبب الكراهية) على الإطلاق، وغالبا ما يؤدي إلى تدمير الكاره والمكروه معا

وجهات نظر التحليل النفسي

في التحليل النفسي، سيغموند فرويد رأى حتى الكراهية هي رغبة الشخص في تدمير مصدر تعاسة/الحزن/الكره ا.ليه

مرادفات أخرى

يرى البعض ان (الكراهية أوالكره) هوشعور عميق وعاطفي، وغالبا ماقد يكون موجة مؤقتة ضد مجموعة معينة من الاشخاص أوفئة معينة من الكائنات (سواء إنسان أوجماد أوحيوان أونبات الخ...)، وأحيانا مجموعات كاملة (كبيرة) من الناس (مثل قبيلة أومدينة أومحافظة أودولة معينة)، أوالناس بشكل عام، أووجود، أوالعالم كله - (وأحيانا لا تقتصر الكراهية على ذلك بل تتوسع بمجالات وأشياء عديدة) مع ذلك أحيانا تكون الكراهية غير مؤقتة وتستمر حتى موت الكاره أوالمكروه -، وكثيرا ما ترتبط الكراهية بالكثير من المشاعر مثل الغضب والعنف وشيء من الجنون والتصرف بطريقة عدائية تجاه الكائنات المكروهة، ويمكن للكراهية دفع الإنسان إلى الإجراءات المتطرفة. مثل تلك الإجراءات المتطرفة يمكن ان تؤثر سلبا أوتدمر الكائن/الكائنات المكروه/المكروهين أوعلى الشخص الكاره أوعلى الناس عامة. ومن الاجراءات المتطرفة التي يمكن ان تسببها الكراهية العنف، والقتل، والحرب.

الكراهية والبغضاء في منظور الدين الإسلامي

الكراهية والبغض من الأخلاق الذميمة التي نهى الإسلام عنها فيما بين المؤمنين، وحذر منها.

ذكرت في القرآن في سورة البقرة وفي سورة النساء

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آَتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا سورة النساء.

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ سورة البقرة.

تعريف الكراهية والبغض

والكراهية خِلاف الرِّضا والمحبَّة، وينطق: بل الكُرْهُ: المشَقَّة، والكَرْهُ: حتى تُكَلَّف الشَّيء فتعمله كارهًا. وينطق: مِن الكُرْه الكَرَاهِيَة والكَرَاهِيَّة وأكْرَهتُه على كذا: حملته عليه كَرْهًا. ونطق ابن عاشور: (الكُرْه: الكَرَاهِية ونفرة الطَّبع مِن الشَّيء، ومثله الكَرْه على الأصحِّ).

والبغض، بمعنى الكره، وهوضِدُّ الحُب، من بغَض الشيء بُغضًا: مقته وكرهه، والبِغَضَة والبَغْضاء: شِدَّة البُغْض، وتَباغض القوم: أبْغَض بعضهم بعضًا. والبغض هونفور النَّفس عن الشَّيء الذي يرغب عنه. ونطق الكفوي: (البُغْضُ: عبارةٌ عن نفرة الطَّبع عن المؤْلِم المتْعِب، فإذا قوي يُسمَّى مَقْتًا).

و(الفرق بين البُغْض والكَراهة أنَّه قد اتَّسع بالبُغْض ما لم يتَّسع بالكَراهَة، فقيل: أُبْغِض زيدًا أي: أُبْغِض إكرامه ونفعه، ولا ينطق: أكرهه بهذا المعنى، كما اتَّسع بلفظ المحبَّة، فقيل: أُحِبُّ زيدًا، بمعنى: أحبُّ إكرامه ونفعه، ولا ينطق: أريده، في هذا المعنى، ومع هذا فإنَّ الكَرَاهَة تُسْتَعمل فيما لا يُسْتَعمل فيه البُغْض، فينطق: أَكْرَه هذا الطَّعام. ولا ينطق: أَبْغُضه، كما تقول: أُحِبُّه. والمراد أنِّي أكره أكله، كما أنَّ المراد بقولك: أريد هذا الطَّعام، أنَّك ترغب أكله أوشراءه).

وفي الفرق بين الكَراهَة ونُفُور الطَّبع، نطق أبوهلال العسكري: (إنَّ الكَرَاهَة ضدُّ الإرادة، ونُفُور الطَّبع ضدُّ الشَّهوة، وقد يريد الإنسان استهلك الدَّواء المرِّ مع نُفُور طبعه منه، ولوكان نُفُور الطَّبع كراهةً، لَمَا اجتمع مع الإرادة، وقد تُسْتَعمل الكَراهَة في موضع نُفُور الطَّبع مجازًا، وتُسمَّى الأمراض والأسقام: مكاره؛ وذلك لكثرة ما يَكْرَه الإنسان ما يَنْفِر طبعه منه).

في القرآن

- نطق تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ ~[المائدة: 91].

نطق الطبري: (يقول تعالى ذكره: إنما يريد لكم الشيطان استهلك الخمر والمياسرة بالقداح، ويحسن ذلك لكم؛ إرادة منه حتى يسقط بينكم العداوة والبغضاء في شربكم الخمر ومياسرتكم بالقداح، ليعادي بعضكم بعضًا، ويبغض بعضكم إلى بعض، فيشتت أمركم بعد تأليف الله بينكم بالإيمان، وجمعه بينكم بأخوة الإسلام، ويصدكم عن ذكر الله).

في السنَّة

- عن الزبير بن العوام أنَّ النَّبيَّ نطق: ((دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبَغْضَاء، هي الحالقة، لا أقول تحلق الشِّعر، ولكن تحلق الدِّين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنَّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أفلا أُنبِّئكم بما يثبِّت ذلك لكم،يا ترى؟ أفشوا السَّلام بينكم)).

نطق ملا علي القاري: (نطق رسول الله : دبَّ...أي: نقل وسَرَى ومَشَى بخِفْيَة. إليكم داء الأمم قبلكم؛ الحسد. أي: في الباطن. والبَغْضَاء. أي: العداوة في الظَّاهر... وسُمِّيا داءً؛ لأنَّهما داء القلب. هي. أي: البَغْضاء، وهوأقرب مبنًى ومعنًى، أوكلُّ واحدة منهما. الحالقة. أي: القاطعة للمحبَّة والألفة والصِّلة والجمعيَّة. والخصلة الأولى هي المؤدِّية إلى الثَّانية، ولذا قُدِّمت. لا أقول: تحلق الشَّعر. أي: تبتر ظاهر البدن، فإنَّه أمرٌ سهل. ولكن تحلق الدِّين. وضرره عظيم في الدُّنيا والآخرة. نطق الطِّيـبيُّ: أي: البَغْضاء تُذْهِب بالدِّين كالموسى تُذْهِب بالشَّعر، وضمير المؤنَّث راجعٌ إلى البَغْضَاء).

- عن أبي هريرة ، عن النَّبي نطق: ((إيَّاكم والظَّنَّ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكذب الحديث، ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا)).

نطق السعدي: (عملى المؤمنين حتىقد يكونوا متحابِّين، متصافِّين غير متباغضين ولا متعادين، يسعون جميعهم لمصالحهم الكليَّة التي بها قوام دينهم ودنياهم، لا يتكبَّر شريف على وضيع، ولا يحتقر أحدٌ منهم أحدًا).

- عن عبد الله بن عمروبن العاص عن رسول الله أنَّه نطق: ((إذا فُتِحَت عليكم فارس والروم، أيُّ قوم أنتم،يا ترى؟ نطق عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله. نطق رسول الله : أوغير ذلك، تتنافسون، ثمَّ تتحاسدون، ثمَّ تتدابرون، ثمَّ تتباغضون، أونحوذلك، ثمَّ تنطلقون في مساكين المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض)).

- وعن أبي هريرة، عن النَّبيِّ ، نطق: ((سيصيب أمَّتي داء الأمم، نطقوا: يا نبيَّ الله، وما داء الأمم،يا ترى؟ نطق: الأشَرُ وبطر|البَطَرُ، والتَّكاثر والتشاحن في الدُّنيا، والتَّباغض، والتَّحاسد حتىقد يكون البغي ثمَّ الهرج)).

نطق المناوي شارحًا هذا الحديث: (... ((الأَشَر)). أي: كُفر النِّعمة. ((والبَطَر)): الطُّغيان عند النِّعمة، وشدَّة المرَح والفرح، وطول الغنى. ((والتَّكاثر)). مع جمع المال. ((والتَّشاحن)). أي: التَّعادي والتَّحاقد. ((في الدُّنيا والتَّباغض والتَّحاسد)). أي: تمنِّي زوال نعمة الغير. ((حتىقد يكون البغي)). أي: مجاوزة الحدِّ، وهوتحذيرٌ شديدٌ مِن التَّنافس في الدُّنيا؛ لأنَّها أساس الآفات، ورأس الخطيئات، وأصل الفتن، وعنه تنشأ الشُّرور).

في أقوال الفهماء والحكماء والسلف

- عن أبي هريرة نطق: (أَحْبِب حبيبك هونًا ما، عسى حتىقد يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما، عسى حتىقد يكون حبيبك يومًا ما).

- ونطق ابن القيِّم: (البُغْض والكَرَاهَة أصل كلِّ هجر ومبدؤه).

- - ونطق أبوحاتم: (الواجب على النَّاس كافةً: مجانبة الإفكار في السَّبب الذي يؤدِّي إلى البَغْضَاء والمشاحنة بين النَّاس، والسَّعي فيما يفرِّق جمعهم، ويُشتِّت ضمهم).

- ونطق الغزَّالي: (افهم أنَّ الأُلفة ثمرة حسن الخلق، والتَّفرُّق ثمرة سوء الخُلُق، فحُسْن الخُلُق يُوجِب التَّحابَّ والتَّآلف والتَّوافق. وسوء الخُلُق يثمر التَّباغض والتَّحاسد والتَّدابر، ومهما كان المثْمِر محمودًا كانت الثَّمرة محمودة).

أنواع وأقسام الكراهية

تنقسم الكراهية والبغضاء إلى قسمين:

• الأوَّل: مذموم. منهيٌّ عنه.
• الثَّاني: محمود، مأمورٌ به، مُثابٌ صاحبه، ومِن صوره:

1- بُغْضُ وكَرَاهِية الظلم، والباطل: فإنَّ حُبَّ الحقِّ وبُغْضَ وكَرَاهِيةَ الباطل فضيلةٌ خُلقيَّة، فعن عائشة: ((أنَّها أبلغته أنَّها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلمَّا رآها رسول الله قام على الباب، فلم يدخل، فعهدت في وجهه الكَراهِية، فنطقت: يا رسول الله، أتوب إلى الله؛ ماذا أذنبت،يا ترى؟ فنطق رسول الله : ما بال هذه النمرقة،يا ترى؟ نطقت: اشتريتها لتقعد عليها وتَوَسَّدَها. فنطق رسول الله : إنَّ أصحاب هذه الصُّور يوم القيامة يعذَّبون، ينطق لهم: أَحْيُوا ما خلقتم. ونطق : إنَّ البيت الذي فيه الصُّور لا تدخله الملائكة)).

2- بُغْضُ وكَرَاهِية أعداء الله والمجرمين: نطق تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾ ~[الممتحنة: 4].

مسببات الكراهية والتباغض

• الغيرة المفرطة: نطق ابن القيم: (إنَّ الغيرة تتضمَّن البُغْض والكَرَاهَة).

• الخيانة والغدر ونقض العهد.

• الكبر . * العدوان.

• الحسد: كما نطق الشاعر:

(ليس للحاسد إلَّا ما حسد*** وله البَغْضَاء مِن كلِّ أحد

وأرى الوحدة خيرًا للفتى*** مِن جليس السُّوء فانهض إذا قعد).

• كثرة اللوم وال[عتاب]]: وقد نطقوا قديمًا: (كثرة العتاب توجب البَغْضاء).

• الأنانية. *كثرة الجدال والمراء. *الجور وعدم العدل.

• الكذب والغش والخداع.

• القسوة، والغلظة والفظاظة: نطق تعالى: ﴿وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾ ~[آل عمران: 159].

• النميمة والغيبة: نطق بعض الحكماء: (النَّمِيمَة تهدي القلوب إلى البَغْضَاء، ومَن قابلك فقد شتمك، ومَن نقل إليك فقد نقل عنك، والسَّاعي بالنَّمِيمَة كاذبٌ لمن يسعى إليه، وخائن لمن يسعى به).

مراجع