طربوش
الطربوش Fez, "سرپوش" بالفارسي ، هوغطاء للرأس كالقبعة أحمراء اللون أومن مشتقات اللون الأحمر بين الأحمر الفاتح والأحمر الغامق أوأبيض اللون وهوعلى شكل مخروط ناقص تتدلى من الجانب الخلفي حزمة من الخيوط الحريرية السوداء.
نشأ الطربوش في المغرب وأنتشر في عهد الامبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر.
يعتبر أستخدامه حالياً مقصوراً على مناطق محدودة وعلى بعض الأشخاص وربما رجال الدين الذين يضيفوا العمة البيضاء أوالملونة السادة أوالمنقوشة حول الطربوش.
هناك نوعان من الطرابيش بعضها تصنع من الصوف المضغوط (اللباد) أومن الجوخ الملبس على قاعدة من القش أوالخوص المحاك على شكل مخروط ناقص.
الطربوش في مصر
ظل الطربوش مستخدماً في مصر حتى قامت ثورة يوليوواعتبرته جزءاً من العهد البائد فنبذ ارتداؤه بعد حتى كان ضروروياً لاستكمال المظهر الرسمي.
وكانت مصر إلي عهد محمد على باشا تستورد الطربوش من الخارج، إلي حتى أنشأ محمد على في إطار برنامجه لتصنيع البلاد واستقلالها مصنعا للطرابيش في فوة، استغنت مصر به عن الاستيراد. وعندما حطم الغرب دولة محمد علي باتفاقية 1840 كان حريصا على تفكيك مصانعه بما في ذلك مصنع الطرابيش.
وقد اشتعلت معركة الطربوش على خلفية معركة أخرى أعم وأضم بحثا عن هوية مصر: هل هي فرعونية ،يا ترى؟ أم إسلامية ،يا ترى؟ أم أنها تنتسب للبحر الأبيض المتوسط ؟
واكتسب الطربوش في هذا المناخ دلالة خاصة " قومية " باعتباره رمزا في لقاءة قبعة الأوربيين الغزاة. وانبرى سلامة موسى على صفحات المجلة الجديدة يذكر المصريين بأن الطربوش من بقايا تبعية مصر للحكم الهجري، بينما انقض غيره في صحف أخرى يلعنون القبعة ومن يرتديها. وأصبح الطربوش فجأة تيارا سياسيا له هيبة في الشارع المصري.
وفي هذه اللحظة ظهر سياسي شاب هو"أحمد حسين", أنشأ جماعة للشباب الحر، تحولت فيما بعد إلي " جمعية مصر الفتاة " وكان شعارها : " الله الوطن الملك " ، وغايتها : " حتى تصبح مصر فوق الجميع " ، ونادى إلي مقاطعة السلع الأجنبية واستقلال مصر الاقتصادي . وفيما بعد ألف تشكيلا عسكريا باسم " القمصان الخضر ". لكن برامج أحمد حسين خلت من أية حدثة عن الدستور والحريات أوإنهاء الاحتلال البريطاني، مما أثار التساؤلات حول نشاط أحمد حسين.
وقام أحمد حسين وهوطالب في السنة الثانية بكلية الحقوق بطرح مشروع القرش. وكانت الفكرة حتى يتبرع جميع مواطن بقرش صاغ واحد ليبنى بالحصيلة مصنع للطرابيش. واعتمد في دعوته للمشروع على أنه عار على المصريين حتى يستوردوا لباس رأسهم القومي من الخارج. ووجد المشروع إهمالا من الصحف إلي حتى تبناه صدقي باشا، وأصدر تعليماته بأن تقدم الحكومة للمشروع جميع التسهيلات.
لكن حزب الوفد المصري اتخذ موقفا معاديا للمشروع وأعرب النحاس باشا حتى هدف المشروع هو: " حرف جهود الشباب عن قضية مصر الحقيقية " يقصد جلاء الاحتلال. ونطق طه حسين إنه يخشى حتىقد يكون هذا النشاط الشبابي " هروبا من ثورة الفكر ".
وظهرت في تلك الفترة تنطقيع متعمدة ردا على مشروع القرش، فابتكر البعض طربوشا مختلفا بألوان الفهم المصري حينذاك، أي أخضر اللون بزر أبيض. فكان لابسه على حد قول الدكتور لويس: " يظهر وكأنه يلبس فحل فجل ". وبالرغم من جميع ذلك اتخذت الحملة من أجل الطربوش صورة قومية، اشهجر فيها آلاف المتطوعين في القاهرة والإسكندرية وعواصم المحافظات وباركتها الأحزاب السياسية وسخرت لها الحكومة فرق الموسيقى العسكرية والحفلات وشارك فيها المطربون ولاعبوالسيرك. وكان الدكتور لويس عوض أحد المتطوعين وحمل معه دفترين من تلك الكوبونات ليبيعها في مدينة المنيا بالصعيد. وبلغت حصيلة مشروع القرش في العام الأول نحو17 ألف جنيه، وفي العام التالي نحو13 ألف جنيه وهي مبالغ خرافية بمقاييس الثلاثينات.
وبلغت ثقة أحمد حسين في عدالة ووطنية مشروعه حتى الدعوة التي وجهها إلي الشعب للتبرع من أجل استقلال مصر الاقتصادي في فبراير 1932 تضمنت نبرة التهديد حين اتى فيها قوله: " لا يفكر إنسان في الامتناع عن شراء طوابع القرش، فالمتطوعون مكلفون بالتعرض لكل إنسان لا يحمل طابع القرش، والمتطوعون ألوف وألوف، وإذن فخير لك حتى تدفع ".
وأسفر مشروع الطربوش بالعمل عن إنشاء مصنع في العباسية بالتعاقد مع شركة هاريتمان الألمانية، وافتتح المصنع في 15 فبراير 1933.
ويوضح برنامج جمعية مصر الفتاة، ثم " المبادئ العشرة " المعلنة لاحقا, حالة من الفزع المضطرب بسبب حاضر مصر المحتلة حينذاك ومستقبلها. فلابد لكل مصري حتى يؤمن بأن مصر فوق الجميع، وأن يشعل القومية المصرية، وأن تصبح حدثة المصرية هي العليا وما عداها لغوا. أضف إلي ذلك: "لا تتحدث إلا بالعربية. لا تشتر إلا من مصري ولا تلبس إلا ما خلق في مصر. احفظ نشيد اسلمي يا مصر, ورتله في جميع حفل. ابعث مجد مصر". ثم وأخيرا: " احتقر جميع ما أجنبي وتعصب لقوميتك إلي حد الجنون ".
لم يعد أحد الآن يدعوإلي الطربوش. إلا حتى رائحة المعركة القديمة مازالت تسري في مناخ حاضرنا. وما زال البحث جاريا في ظروف جديدة عن هوية مصر، وما إذا كان الطربوش أليق بها أم القبعة،يا ترى؟ وهل ينبغي حتى نبحث عن صورة مصر في الماضي الإسلامي أم في ثقافة البحر الأبيض المتوسط، أم في الماضي الفرعوني، أم بالارتباط الوثيق بالقبعة الأوروبية،يا ترى؟ لكن صورة مصر لن تتضح إلا باشتباك مصر – ليس مع قبعات وطرابيش الماضي – ولكن مع مشكلات حاضرها ومستقبلها. وبهذا الاشتباك وحده قد تجد مصر نفسها.. وتعهد.. من تكون،يا ترى؟ وحينئذ ستصبح قادرة على حب أبنائها والعطف عليهم ، لأنها ستكون قد عثرت على نفسها .
| هذه الموضوعة تعبير عن بذرة بحاجة للنمووالتحسين؛ فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها. |
المصادر
http://www.jabhaonline.org/viewpage.php?Id=2181 http://www.kefaya.org/reports/0309Alkhamisi.htm http://www.yabeyrouth.com/pages/index1295.htm http://www.0sss0.com/pic16538.html
