التسمم السُجُقي كسلاح بيولوجي
التسمم السُجُقي (Botulism)
إن سم الوشيقة هوأشد أنواع السموم المعروفة سمية, إذا هذا السم تنتجه جرثومة تعهد باسم المطثية الوشيقية (Clostridium botulinum) وهي صنف من الجراثيم الإيجابية الجرام اللاهوائية ذات الأبواغ) , وهناك سبعة أنواع من هذه الجرثومة ويرمز لها بالحروف من A إلى G, وجدير بالذكر حتى الأجسام المضادة لسموم النوع A لا تستطيع معادلة سموم الأنواع الأخرى من B إلى G.
استخدامها كسلاح بيولوجي:
وقد أنتجت وطورت عدة دول هذه السموم كأحد الأسلحة البيولوجية. وتشكل هذه السموم تهديداً كبيراً, وتكمن خطورة هذا التهديد في حتى هذه السموم لها قدرة كبيرة على القتل, بالإضافة إلى سهولة إنتاجها ونقلها, وبالإضافة أيضاً إلى العناية الطبية المركزة والطويلة الأمد التي يحتاجها المصاب بهذا النوع من السموم . يحدث التسمم السُجُقي عندما تصل سموم هذا السقم إلى الأمعاء أوالرئتين أوالجروح غير الملتئمة (لا تستطيع هذه السموم اختراق الجلد السليم)، وبعد امتصاصها تصل هذه السموم إلى ما يعهد بالمشابك الطرفية كولينية العمل (Cholinergic synapses) والموجودة في الجهاز العصبي مما يؤدي إلى منع إطلاق الأستيل كولين (وهوناقل عصبي يخرج من نهايات العصبونات الحركية) مما يؤدي إلى تلف عصبي دائم وشلل , وعندما لا تعالج الحالة بوضعها على جهاز التنفس الصناعي فستكون النتيجة الحتمية فشل تنفسي وموت محقق. وتعد الحالات الطبيعية (غير الناتجة عن استخدام سلاح بيولوجي) للتسمم السُجُقي نادرة, ولكن قد تنتج من تلوث الأطعمة المعلبة والتي لم تسخّن جيداً, ومن المعلوم حتى سموم المطثية الوشيقية تفسد لوتعرضت لدرجة حرارة 85 درجة مئوية أوأكبر. وجدير بالذكر أته لا توجد حالات تسمم سجقي نتيجة لتلوث المياه حيث حتى المعالجات الكيماوية للماء تعادل سموم المطثية الوشيقية, إلا إنه من الناحية النظرية يمكن حدوث هذا النوع من التسمم إذا كانت السموم موجودة في المياه بكميات كبيرة.
فترة الحضانة (قبل ظهور الأعراض):
تتراوح بين 12 إلى 72 ساعة.
- الأعراض:
غالباً ما تكون الأعراض المبكرة في شكل غثيان وقيء (وتحدث في الإصابات الطبيعية عند ابتلاع الجراثيم, وقد لا تظهر هذه الأعراض إذا كان الطعام يحوي سموماً خالصة)، ثم تبدأ الأعراض العصبية في الظهور؛ وتتمثل في صعوبة وعسر في التحدث والرؤية والبلع. وبعد ذلك يحدث تدلٍ في جفني العينين وازدواج الرؤية، كما يحدث ضعف بالعضلات يبدأ في الجذع ثم يتحرك إلى الأطراف. وفي النهاية يحدث شلل العضلات وصعوبة في التنفس عندما يصل السقم إلى عضلات التنفس. ويلاحظ حتى المريض لا يصاب بحمى ولا يتغير مستوى وعيه. وقد يحتاج هذا الشلل لأسابيع وربما شهور حتى يمكن حتى يحدث الشفاء من هذه الحالة، وهي الفترة التي يحتاجها المصاب لنموالنهايات العصبية الحركية الجديدة. ويعد أمراً هاماً جداً أنه عندما يشك في وجود حالة تسمم سجفي يجب إبلاغ السلطات الصحية فوراً دون تأخير حتى يمكن اتخاذ اللازم.
كيف يمكن نشر السقم?
ينتقل السقم من مرذات معبأة بهذه السموم أوعن طريق الطعام الملوث بها.
كيف يتم تشخيص واختبار حدوث التسمم السُجُقي?
إن الاختبار المتاح للكشف عن سموم المطثية الوشيقية هوإجراء مقايسة حيوية (Bioassay) على الفئران, ولسوء الحظ هذه المقايسة بحاجة لوقت طويل. ويركز التطور المستقبلي على التشخيص والكشف المبكر عن هذه الجراثيم وذلك عن طريق إجراء مقايسات تفاعل سلسلة البوليمزار (PCR). كما يستحدث الآن مقايسات الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم (ELISA) للكشف عن السموم الفعالة لهذه الجرثومة.
العلاج:
يوجد مضادات لهذه السموم وهي متاحة في الولايات المتحدة في مراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها, وتستطيع هذه المضادات إيقاف تقدم السقم ويمكن حتى تمنع الإصابة به بعد التعرض له. إضافة لذلك يقدم علاج داعم للمريض مثل وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي في وحدات العناية المركزة, وتغذية المريض عبر الوريد وعلاج أية عدوى ثانوية.
اللقاح:
لا يوجد لقاح متاح لعامة الناس إلا حتى هناك لقاح تجريبي للعاملين في المجالات العسكرية والعاملين في المختبرات, ويستخدم في خلال الثلاثين عاماً الماضية. وتعطي هذه اللقاحات مناعة قصيرة الأجل (لعدة شهور) , كما حتى ليس لها مفعول سريع فلا تنفع إذا أعطيت عند التعرض للسقم.
- --------------------------------------------------------------
- المصدر [مركز تعريب العلوم الصحية http://www.acmls.org]
- --------------------------------------------------------------
قائمة الأمراض الشائعة