ماريا تريزا من النمسا

عودة للموسوعة

ماريا تريزا من النمسا

ماريا تريزا من النمسا
Maria Theresa of Austria
الامبراطورة الرومانية المقدسة (الزوجة)، ملكة المجر، بوهميا، كرواتيا وسلاڤونيا، أرشدوقة النمسا، دوقة پارما وپياسنزا، دوقة عظمى لتوسكانيا
العهد 20 اكتوبر 1740 - 29 نوفمبر 1780
سبقه تشارلز السادس، الامبراطور الروماني المقدس
تبعه جوسف الثاني، الامبراطور الروماني المقدس
Burial
المدفن الامبراطوري، فيينا
Issue Archduchess Maria Elisabeth
أرشدوقة ماريا آنا
Archduchess Maria Caroline
يوسف الثاني، الامبراطور الروماني المقدس
ماريا كرستينا
Archduchess Maria Elisabeth
Archduke Carlos Joseph
الأرشدوقة ماري أمالي
ليوپولد الثاني، الامبراطور الروماني المقدس
Archduchess Maria Caroline
Archduchess Maria Johanna Gabriela
Archduchess Maria Josepha
الملكة ماريا كارولين
Archduke Ferdinand of Austria-Este
Queen Marie Antoinette
الأرشدوق ماكسمليان فرانز
البيت بيت هابسبورگ-لورين
الأب تشارلز السادس, امبراطور روماني مقدس
الأم Elisabeth Christine of Brunswick-Wolfenbüttel

ماريا تريزا (بالألمانية: Maria Theresia ماريا ثرسيا، انظر أيضاً لغات أخرى؛ 13 مايو1717 - 29 نوفمبر 1780) كانت أرشيدوقة حاكمة من النمسا، وكانت ملكة المجر وبوهميا، وامبراطورة رومانية مقدسة.

ماريا تريزا وعائلتها

ماريا تيريزا (1717-1780م) الإمبراطورة الرومانية المقدسة وملكة المجر وبوهيميا، وأميرة من الأسرة الإمبراطورية النمساوية، كانت ذات نفوذ قوي في الشؤون الأوروبية وواحدة من أحكم وأقدر الحكام في تاريخ النمسا، وقامت بمساعدة مستشارها شديد الذكاء ورئيس الوزراء الأمير كونيتن بإدارة الشؤون الخارجية بمهارة. وقد عملت إصلاحاتها الاقتصادية على زيادة رفاهية إمبراطوريتها، وكان لها 16 من الأبناء والبنات، كانت إحداهنّ ماري أنطوانيت ملكة لفرنسا.

وُلدت ماريا تيريزا بفيينا، وكان والدها الإمبراطور تشارلز السادس، آخر رجل وريث من عائلة هابسبورج. وفي عام 1724م قام بالإعلان العام عن قرار كان قد صدر بشكل خاص في عام 1713 يُسمَّى مرسوم الأمر العالي، جاز هذا المرسوم بأن ترث ماريا تيريزا أراضيه. وقد تقبل حكام الدول الرئيسية بأوروبا هذا المرسوم، ووعدوا بألا يعتدوا على أراضي ماريا تيريزا.

تُوفي تشارلز السادس في عام 1740م، وكانت بروسيا أول الدول التي بدأت بالهجوم في حرب الخلافة النمساوية. وسرعان ما انضمت لها بافاريا وفرنسا وأسبانيا. وطالبت كلها بأجزاء من أراضي ماريا تيريزا بالرغم من الوعود السابقة. قامت هولندا وبريطانيا بمساعدة قوات ماريا تيريزا خلال الحرب. وفي عام 1745م أصبح زوج ماريا تيريزا، فرانسيس ستيفن، الدوق السابق للورين إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة باعتباره فرانسيس الأول، ولكن نفوذها ظل على معظم شؤون الدولة.

انتهت حرب الخلافة النمساوية في عام 1748م بمعاهدة إكس لاشابل. وبموجب هذه المعاهدة فقدت ماريا تيريزا تقريبًا جميع مقاطعة سيليسيا الغنية، حيث حصل عليها الملك فريدريك الثاني ملك بروسيا. وقد اعترفت قوى أوروبا بحقوقها تجاه أملاكها الأخرى. وفي أوائل الخمسينيات من القرن الثامن عشر الميلادي عملت ماريا تيريزا على زيادة قوتها داخليًا وبنت جيشًا كبيرًا، وفي عام 1756م بينما كانت تخطط للانتقام بسبب فقدها سيليسيا، قام فريدريك الثاني فجأة بالهجوم ثانية. وتتابعت سبعة أعوام من الحرب، حيث أجْبِرت ماريا تيريزا على التنازل عن مطالبتها بسيليسيا.

توفي زوجها في عام 1765م، وأصبح ابنها الأكبر الإمبراطور الروماني المقدس باعتباره جوزيف الثاني. وفي عام 1772م انضمت ماريا تيريزا مع روسيا وبروسيا في تقسيم بولندا وحصلت على معظم إقليم جاليسيا، وفي عام 1775م أخذت إقليم بوكوفينا من هجريا.

توفيت ماريا تيريزا بفيينا.

حكمها

رأيناها من قبل في الحرب، وفيها لم تسلم إلا لفردريك وأبلت في السياسة الحربية، وفي اتساع النظرة وإلحاح الهدف، وفي الشجاعة تقابل الهزيمة. نطق فردريك عنها في 1752 "إذا استثنينا ملكة المجر وملك سرينيا (شارل إيمانويل الأول) الذي انتصرت عبقريته على تعليمه الرديء، لم نجد في ملوك أوربا وأمراءها كلهم غير معتوهين مشهورين. لقد فاقتها في فن الحكم إليزابث الأولى ملكة إنجلترا من قبلها، وكاترين الثانية قيصرة روسيا من بعدها ، ولم يفقها ملكات غير هاتين. وكانت في رأي فردريك "طموحاً محبة للثأر". ولكن أكان يتسقط منها ألا تحاول استرجاع سيليزيا التي اغتصبها،يا ترى؟ أما الأخوان جونكور فرأيا فيها "ذهناً متوسطاً جيداً يرافقه قلب محب، وإحساساً سليماً بالواجب، وقدرات مذهلة على العمل، وحضوراً قوياً وجاذبية غير عادية...أماً حقيقية لشعبها". وكانت غاية في اللطف مع جميع من لم يهاجم إمبراطوريتها أوإيمانها؛ وعلى سبيل المثال نذكر استقبالها الحار لأسرة موتسارت في 1768. وكانت أماً فاضلة، ورسائلها لأبنائها نماذج في الرقة والمشورة الحكيمة، ولوأستمع إليها يوزف لما توفي إنساناً فاشلاً، ولوأتبعت ماري أنطوانيت نصيحتها لكان من الجائز حتى يُعفى رأسها من الجيلوتين.

لم تكن ماريا تريزا ملكة "مستبدة مستنيرة". فهي لم تكن مستبدة. وفي رأي فولتير "أنها وطدت ملكها في جميع القلوب بدماثة طبع وشعبية لم يؤتهما غير قلة من أسلافها، وقد ألغت المراسم والقيود من بلاطها...ولم ترفض لقاءة إنسان، ولم يبرح إنسان حضرتها غير راضٍ"(7). ولم تكن قط مستنيرة بالمعنى الذي يقصده فولتير، فقد أصدرت المراسيم المتعصبة ضد اليهود والبروتستانت، وظلت كاثوليكية صادقة إلى النهاية، وشهدت في هلع تسرب الشكوك الدينية إلى فيينا من لندن وباريس، وحاولت حتى تصد هذا التيار بتشديد الرقابة على الخط والدوريات، ومنعت تدريس الإنجليزية "لطابع هذه اللغة الخطر من حيث مبادئها الدينية والخلقية المفسدة".

ومع ذلك لم تنجُ تماماً من تأثير ذلك العداء للأكليروس الذي كان يكنه مستشاروها وابنها. فقد ذكروا لها حتى ممتلكات الأكليروس الإقليمية وغيرها من مسببات الثراء تتزايد بسرعة نتيجة لتلميح الكهنة للسقمى المشرفين على الموت بأن في استطاعته التكفير عن آثامهم واسترضاء الله بالإيصاء ببعض الثروة للكنيسة، فإذا سارت الأمور على هذا المنوال فلابد حتى يأتي قريباً ذلك اليوم الذي تصبح فيه الكنيسة-التي هي عملاً دولة داخل الدولة-سيدة على الحكومة. وكانت أديرة الراهبات والرهبان تتكاثر فتقصي الرجال والنساء على الحياة الناشطة وتعفي المزيد من الثروة من الضرائب. وكان الصبايا يغرين بنذر أنفسهن للرهبنة قبل حتى يبلغن السن التي يدركن فيها مغزى التكريس مدى الحياة وقد بلغ تسلط الأكليروس على التعليم حداً تشكل معه جميع عقل نامٍ على حتى يدين بولائه الأعلى للكنيسة لا للدولة. واستسلمت الملكة لهذه الحجج استسلاماً حملها على الأمر ببعض الإصلاحات الهامة. فحظرت وجود الكنسيين عند كتابة الوصايا. وأنقصت عدد المؤسسات الدينية، وأمرت بفض الضرائب على جميع الثروة الدينية. وحرمت النذر للرهبنة قبل سن الحادية والعشرين. وحظرت الكنائس والأديرة إيواء المجرمين بمقتضى "حق اللجوء". وأمرت بألا يعترف بأي منشور بابوي في المملكة النمساوية قبل حتى يحصل على تصديق الإمبراطورة. واخضع ديوان التفتيش لإشراف الحكومة، لا بل أنه في الواقع ألغيً. وأعيد تنظيم التعليم تحت إدارة جوهارت فان سفيتن (طبيب الملكة) والأب فرانتس راوتنشراوخ، وأحل الفهمانيون محل اليسوعيين في كثير من كراسي الأساتذة، وأخضعت جامعة فيينا للإدارة الفهمانية وإشراف الدولة، وروجت المناهج فيها وفي غيرها بهدف التوسع في تعليم العلوم والتاريخ. إلى غير ذلك سبقت الإمبراطورة التقية إلى حد ما الإصلاحات الكنسية التي سيقوم بها ابنه الشكاك.

وكانت مثلاً في الفضيلة في زمن نافست فيه قصور الدول المسيحية الآستانة في تعدد الزوجات. ولعل الكنيسة كانت مستخدمة إياها حجة وبرهاناً على فضل التمسك بالعقيدة لولا حتى أغسطس الثالث ملك بولندا ولويس الخامس عشر ملك فرنسا وكلاهما كاثوليكي كان أشره العشاق استكثاراً من النساء. ولم تقتد أرستقراطية فيينا بها. فقد فر الكونت أركوإلى سويسرا مع خليلته، وهربت الكونتسية أسترهاتسي إلى فرنسا مع الكون فون در شولنبورج، وكان الأمير فون كاونتي يصحب خليلته في تلك الفترة في مركبته، فلما عاتبته الإمبراطورة نطق لها "سيدتي، لقد أتيت لأتحدث عن شؤونكِ لا عن شؤوني(11)" ونظرت ماريا تريزا باشمئزاز إلى هذا التحلل، وأصدرت مراسم قاسي لفرض الوصية السادسة على الشعب. وأمرت بتطويل تنانير النساء في أسفلها وقمصانهن في أعلاها(12). ونظمت جيشاً من ضباط العفة خولت لهم القبض على أي امرأة يشتبه في احترافها البغاء. وشكا كازانوفا من حتى "تعصب الإمبراطورة وضيق عقلها جعل الحياة شاقة على الأجانب بوجه خاص(13)".


السنون الأولى

"أشهر عملة في التاريخ"، تالر ماريا تريزا. النقش اللاتيني هوM[ARIA] THERESIA D[EI] G[RATIA] R[OMANORVM] IMP[ERATRIX] HV[NGARIAE] BO[HEMIAE] REG[INA]، وترجمته "ماريا تريزا، بفضل الرب، امبراطورة الرومان وملكة المجر وبوهميا." هذه العملة بالذات صـُكت في ڤيينا، عام 1890، بالرغم من حتى انتاجها تواصل لسنين عديدة بعد وفاتها.

ويرجع الفضل في كثير من نجاحها إلى وزرائها الأكفاء. فقد قبلت إرشادهم وكسبت إخلاصهم. وظل المير فون كاونتز منوطاً بالشؤون الخارجية رغم فشل سياسته "قلب الأحلاف"، وقد أخلص في خدمة الإمبراطورية أربعين عاماً. وغير لودڤيگ هاوگڤيتس من الإدارة الداخلية، وأعاد رودلف شوتك تنظيم الاقتصاد. هؤلاء الرجال الثلاثة أدوا للنمسا ما أداه ريشليووكولبير من قبل لفرنسا، والواقع أنهم خلقوا دولة جديدة، أقوى بما لا يقاس من المملكة المختلة النظام التي ورثتها ماريا تريزا.

بدأ هاوگڤيتس بإعادة بناء الجيش الإمبراطوري. وكان يعتقد حتى هذا الجيش انهار أما الانضباط البروسي لأنه كان مؤلفاً من وحدات مستقلة يجمعها ويقودها نبلاء شبه مستقلين، واقترح وأنشأ جيشاً ثابتاً قوامه 108.000 محارب يخضعون لتدريب موحد وإشراف مركزي. ولكي يمول هذا الجيش أوصى بفرض الضرائب على النبلاء والكهنة كما تفرض على العامة، واحتج النبلاء والكهنة، وتصدت لهم الإمبراطورة بشجاعة وفرضت عليهم ضريبة ملكية وضريبة دخل. وامتدح فردريك عدوته إدارية كفئاً، "لقد نظمت ماليتها تنظيماً لم يبلغه أسلافها قط، ولم تقتصر على تعويض ما فقدته بالنزول عن أنطقيم لملكي بروسيا وسردينيا بالإدارة الحسنة بل أنها زادت من دخلها زيادة كبيرة". وواصل هاوجفتز جهوده لتنسيق القانون، وتحرير القضاء من تسلط النبلاء، ولإخضاع أمراء النبلاء لإشراف الحكومة المركزية. وأذيع في 1768 قوانين موحدة.

وكان شوتك يجاهد أثناء ذلك ليبث النشاط في الاقتصاد الخامل. فالصناعة كانت تعرقل مسيرتها الاحتكارات التي حابت النبلاء، ولوائح النقابات الحرفية التي ظلت سارية حتى 1774، على حتى لنتز كلن بها رغم هذا مصانع للصوف تضم 26.000 عامل، وتفوقت فيينا في صناعة الزجاج والخزف الصيني، وتصدرت بوهيميا سائر أقطار الإمبراطورية في عمليات التعدين. وكان في النمسا والمجر مناجم منتجة، ففي غاليسيا رواسب ملحية كبيرة، وكانت المجر تستخرج من المضى جميع عام ما قيمته سبعة ملايين جولدن. وحمى شوتك هذه الصناعات بالرسوم الجمرجية، لأنه كان لزاماً حتى يتحقق للنمسا، المشتبكة في حروب متكررة، اكتفاء ذاتي في السلع الضرورية، فالتجارة الحرة كالديمقراطية ترف لا يتأتى إلا في الأمن والسلام.

ماريا تريزا الأولى من النمسا

ومع ذلك ظلت الإمبراطورية زراعية إقطاعية. ذل حتى الإمبراطورية شأنها في ذلك شأن فردريك، لم تجرؤ وهي تقابل الحرب على المجازفة بالتفسخ الاجتماعي الذي قد يحدث نتيجة لمهاجمة الإشراف الراسخين في امتيازاتهم. وقد ضربت المثل الطيب بإلغاء القنية في أراضيها، وفرضت على أعيان المجر المتغطرسين مرسوماً يخول للفلاح حتى يتنقل ويتزوج ويربي أبناءه كما يشاء، وأن يستأنف أحكام سيده الإقطاعي أمام محكمة المقاطعة(15). على حتى طبقة الفلاحين في المجر وبوهيميا كانت رغم هذه المسكنات في فقر قريب من فقر فلاحي روسيا. وكانت الطبقة الدنيا في فيينا تعيش في فقر تقليدي، بين القصور الباذخة والأوبرات المتقنة والكنائس الضخمة توزع الأمل على البشر.

وكانت فيينا بادئة في منافسة باريس وضواحيها في الأبهة الملكية. فكان قصر شونبرن (الربيع الجميل) الواقع خارج المدينة مباشرة يحوي 495 فداناً من الحدائق، مخططة (1753-75) على غرار فرساي، بسياجات شامخة مستقيمة، ومغارات غريبة وبرك متناسقة، وتماثيل بديعة من نحت دونر وبيير ومعرض وحوش وحديقة نباتات، وعلى رابية في خلفية "جلورييت" بناها في 1775 يوهان فون هوهنبرج-مبنى مقنطر معمد في طراز رومانيسكي خالص. أما قصر شونبرون ذاته، وهومجمع ضخم من 1441 حجرة، فقد صممه يوهان برنهارت فشر فون أرلخ في 1965، ولكنه هجر ناقصاً في 1705. فكلفت ماريا تريزا نيكولوبا كاسي بتصميمه من جديد، واستؤنف العمل فيه عام 1744 وأكمل عام وفاة الإمبراطورة (1780). وكان في داخله قاعة كبرى طولها 141 قدماً لها سقف روكوكي الطراز رسمه گريگوريوگولييلمي (1761). وكان قصر شونبرون مقراً للبلاط من الربيع إلى الخريف. وبلغ عدد أفراد الحاشية الآن 2400. واقتضت رعاية الخيل والمركبات استخدم مائتين وخمسين سائساً وخادماً. وبلغت جملة نفقة صيانة القصر وملحقاته 4.300.000 وجولدن غب العام. أما الملكة ذاتها فقد مارست القصد في النفقة واعتذرت عن بهاء قصرها بضرورته لمراسم الحكم الملكي. وعوضت عن ذبح حاشيتها بسخائها في أعمال البر. ذكرت مدام دستال في معرض حديثها عن النمسا بعد جيل "إن عناصر البر هناك تنظم بكثير من الترتيب والسخاء، فالإحسان الخاص والعام يصرف بروح سامية من وكل شيء في هذا العدل...وكل شيء في هذا البلد يحمل طابع حكومة أبوية حكيمة متدينة".

ولم يكد يوجد أثر للتسول رغم فقر الشعب، وكانت الجرائم قليلة نسبيا. ووجد أفراد الشعب مسراتهم البسيطة في التزاور، واللقاء والاختلاط في الميادين، والابتراد في البساتين الوارفة الظلال والتمشي في طريق البراتر الذي يحفه الشجر، والتنزه في الريف، أو-في أدنى طبقاتهم-طرب لمرأى المعارك الضارية تنظيم بين حيوانات تتضور جوعاً. وأجمل منه هذه الرقصات لا سيما المنويت التقليدية، ففي هذه الرسيرة نادرا ما كان الرجل والمرأة يتلامسان، فكل حركة تحملها التنطقيد والقاعدة، وتؤدي بانضباط ورشاقة. أما الموسيقى فكان نصيبها في حياة فيينا من البر بحيث تطالبنا بتناولها في فصل خاص بها.

وبالقياس إلى هذا كله كان الأدب ضعيفاً فجاً. فلم يكن للنمسا التي سيطرت عليها المقدسات نصيب في حركة "شتورم فوند درانج" التي أثارت ألمانيا. ولم تكن ماريا تريزا راعية للفهم ولا للأدب البحت. ولم يكن في فيينا صالونات أدبية، ولم يختلط المؤلفون والفنانون والفلاسفة بالنساء والنبلاء والساسة كما في فرنسا. لقد كان مجتمعاً ساكناً، فيه ما في أساليب العيش القديمة المحسوبة من سحر وراحة، أنقذ من ضجيج الثورة وعجيجها ولكن أعوزته فتنة الأفكار المتحدية. وكانت صحف فيينا الخاضعة لرقابة دقيقة عوائق غبية للفكر، وربما باستثناء "الفيير تسايتونج" التي أسست في 1780. أما مسارح فيينا فكان ديدنها الأوبرا للأرستقراطية والبلاط، أوالملاهي الغليظة لعامة الشعب. خط ليوبولد موتسارت يقول إذا "شعب فيينا في جملته لا يشعر بالحب لأي شيء جاد أومعقول، بل إذا أفراده لا يفهمونه. وفي مسارحهم البراهين الوفيرة على حتى الهراء المطلق دون غيره هوالذي يرضيهم-كالرقصات والمنوعات المسرحية الخفيفة (البرلسك) والتهريجات وحيل الأشباح وألاعيب الشيطان". ولكن بابا مونسارت كان قد خيب أمله استقبال فيينا لولده.

هذا الخليط من الممثلين والموسيقيين والعامة والأقنان والبارونات ورجال البلاط والكنيسة حكمته الإمبراطورة العظيمة بسهر الأم واهتمامها الشديد. وكان زوجها فرانسوا اللوريني قد توج إمبراطوراً في 1745، ولكن مواهبه وجهته إلى التجارة لا الحكم. فنظم الصناعات، وزود الجيوش النمساوية بالحلل والخيول والسلاح، وباع الدقيق والعلف لفردريك بينما كان هذا مشتبكاً في حرب مع النمسا (1756)، وهجر إدارة الإمبراطورية لزوجته. على أنه في الأمور الزوجية كان يتشبث بحقوقه، وقد أنجبت له الإمبراطورة التي أحبته رغم خياناته ستة عشر طفلاً. وربتهم في محنة وصرامة، وأكثرت من تعنيفهم، وأعطتهم من جرعات الفصيلة والحكمة ما جعل ماري أنطوانيت تبتهج بالفرار إلى فرساي، أما يوزف فكان يتسلى بالفلسفة. ودبرت الخطط بمهارة لتحصيل على مراكز مريحة لأبنائها الآخرين، فجعلت ابنتها ماريا كارولينا ملكة على نابلي، وابنتها ليوبولد دوقاً أكبر لتسكانيا، وأبتها فرديناند حاكما على لمبارديا. وكرست نفسها لإعداد ولدها البكر يوزف للاضطلاع بالتبعات الجسام التي ستخلفها له، وراقبت في قلق تطوره أثناء التعليم والزواج، وزعزع الفلسفة وخطوب الحب، حتى أتى الوقت الذي حملته في نشوة من المحبة والتواضع وهوفي الرابعة والعشرين ليتربع بجوارها على عرش الإمبراطورية.


أواخر حكمها وأثر ابنها يوزف

ظلت ماريا تريزا فترة محطمة الجسد والعقل بعد موت الإمبراطور فرانسوا الأول (18 أغسطس 1765). وشاركت خليلته الحزن عليه، ونطقت لها: "يا عزيزتي الأميرة؛ لقد فقدت كلتانا الكثير".(30) وقصت شعرها، وتصدقت بصيوان ثيابها، ونبذت جميع أنواع الخلي ولبست السواد إلى يوم مماتها. وسلمت شؤون الحكم ليوزف ورددت حديث الاعتكاف في أحد الأديرة. على أنها عادت إلى الحياة العامة لخشيتها من حتىقد يكون وريثها الطائش غير كفء للحكم؛ ثم سقطت في 17 نوفمبر إعلاناً رسمياً بالمشاركة في الحكم. واحتفظت بالسلطة العليا في الشؤون الداخلية للنمسا والمجر وبوهيميا؛ أما يوزف فتقرر باعتباره إمبراطوراً حتى يناط به الشؤون الخارجية الجيش؛ ثم الإدارة والمالية بسلطة أقل؛ ولكنه في الشؤون الخارجية قبل إرشاد، كاونتز، وفي جميع الميادين خضعت قراراته لمراجعة الإمبراطورة. وقد خفف احترامه وحبه لأنه من حدة شغفه بالسلطة. فلما أشرفت على الموت تقريباً بالجدري في 1767 لزم سريرها إلا نادراً؛ وأذهل الحاشية بعمق قلقه وحزنه. وأخيراً أقنعت هذه الهجمات الثلاث التي أصاب بها السقم الأسرة المالكة الأطباء النمساويين بإدخال التطعيم ضد الجدري.

وأقلق الابن النحب أمه بإلحاح أفكاره المطالبة بالإصلاح. ففي نوفمبر 1765 أوفد إلى مجلس الدولة مذكرة لابد أنها أفزعت قراءها: "رغبة في الاحتفاظ بالمزيد من كفاءة الرجال القادرين على خدمة الدولة سأصدر أمراً-مهماً نطق البابا وجمع الرهبان في العالم-يحرم انقطاع أي من رعاياي للعمل الكنسي قبل...سن الخامسة والعشرين. فالعواقب والوخيمة-للجنسين-التي كثيراً ما تنجم عن النذور المبكرة خليق بها حتى تقنعنا بنفع هذه الترتيب، فضلاً عن المبررات المتصلة بالدولة.

"وينبغي حتىقد يكون التسامح الديني والرقابة المعتدلة على المطبوعات، والكف عن المحاكمة على الأخلاق وعلى التجسس في خصائص الناس-ينبغي حتىقد يكون هذا كله من مبادئ الحكم الأساسية. إذا الدين والأخلاق هما ولا شك من بين أهداف الملك الرئيسية". ولكن غيرته يجب ألا تتجاوز الحد إلى عقاب الأجانب وتحويلهم عن دينهم. فالعنف لا جدوى منه في مسائل الدين والأخلاق؛ إنما الحاجة إلى الإقناع. أما عن الرقابة فينبغي حتى نكون شديدي التنبه لما يخط ويباع ولكن تفتيش جيوب الناس وحقائبهم ولا سيما الأجانب إجراء متطرف في الغيرة.ومن اليسير حتى نثبت حتى جميع كتاب محرم يوجد الآن في فيينا رغم الرقابة الصارمة على المطبوعات الآن، وفي وسع أي إنسان حتى يغريه هذا التحريم حتى يشتريه بمثلي ثمنه.. "ويجب دفع الصناعة والتجارة قدماً بحظر جميع البضائع الأجنبية فيما عدا التوابل، وبإلغاؤ الاحتكارات، وإنشاء مدارس تجارية، وبالقضاء على الوهم الذي يزعم حتى الاشتغال بالتجارة لا يتفق مع النبالة. وينبغي تقرير حرية الزواج، حتى ما ندعوه الآن بالزواج غير المتكافئ. فلا القانون إلهي ولا الطبيعي يحرمه، فالتحيز وحده هوالذي يوهمنا بأنني أعظم قدراً لأن حدي كان كونتاً، أولأنني أملك رقاً سقط عليه شارل الخامس. أننا لا نرث من آبائنا غير الوجود البدني، إذن فالملك أوالكونت أوالبرجوازي أوالفلاح كلهم سواء(31)".

ولابد حتى ماريا تريزا ومستشاريها قد شموا ريح فولتير أو"الموسوعة" في هذه المقترحات. وكان على الإمبراطور الشاب حتى يسير الهوينا، ولكنه تقدم. فنقل إلى الخزانة عشرين مليون جولدن-نقداً وسندات وأملاكاً-خلفها له أبوه يف وصيته، ثم غير الدين القومي بفائدة أربعة في المائة بدلاً من ستة. وباع أراضي الصيد والقنص التي كانت للإمبراطور المتوفى، وأمر بذبح الخنازير البرية التي كانت هدفاً وأداة تدمير لمحاصيل الفلاحين. وفتح البراتر وغيره من البساتين للشعب رغم احتجاجات النبلاء ولكن بموافقة أمه(32).

وفي 1769 صدم الإمبراطور والبلاط بذهابه إلى نايسي في سيليزيا وقضائه ثلاثة أعوام أيام (25-27 أغسطس) في مناقشات ودية مع فردريك الأكبر أعدى أعداء النمسا. وكان قد أخذ عن ملك بروسيا فكرة الملك "الخادم الأول للدولة". وأعجب بإخضاع فردريك الكنيسة للدولة، والتسامح مع شتى المذاهب والديانات، وحسد بروسيا على تنظيمها العسكري وإصلاح شرائعها. وقد شعر كلا الرجلين حتى الوقت حان لإغراق خلافتهما في اتفاق وقائي ضد روسيا الصاعدة. وخط يوزف لأمه يقول "بعد العشاء...دخنا ودار حديثنا حول فولتير(33)" ولم يكن الملك البالغ من العمر آنئذ سبعة وخمسين عاماً فكرة طيبة عن الإمبراطور ذي الثمانية والعشرين. خط يقول "لقد اتخذ الملك الشاب مظهر الصراحة الذي ناسبه تماماً...أنه رغب في حتى يتفهم، ولكنه لم يؤت من الصبر ما يتيح له حتى يفهم نفسه، ومنصبه الرفيع يجعله سطحياً والطمع الذي لا حد له ينهش قلبه..وله من الذوق ما يكفي لقراءة فولتير وتقدير مزاياه(34).

وقد حمل المنذر بالخطر، الذي حققته كاترين الثانية في روسيا، كاونتز على ترتيب اجتماع ثانٍ مع فردريك. والتقى الملك والإمبراطور والأمير في تويشتات بمورافيا في 3-7 سبتمبر 1770. ولابد حتى يوزف تطور تطوراً كبيراً خلال ذلك العام، لأن فردريك خط الآن إلى فولتير يقول "أن الإمبراطور الذي نشئ في بلاط متعصب قد نبذ الخرافة، واتخذ العادات البسيطة رغم أنه ربي في جوف مترف، وهومتواضع رغم ما يحرق له من بخور، وهومع شوقه للعظمة والمجد يضحي بأطماعه في سبيل واجبه البنوي(35).

وكان هذان اللقاءان جزءاً من تربية يوزف السياسية. وقد أضاف إليها بزيارة ممتلكاته وفحصه مشكلاتها وإمكاناتها بنفسه. ولم يزرها بوصفه إمبراطور بل سافر مثل عامة الناس يركب جواداً. وتجنب المراسم ونزل في الفنادق بدلاً من قصور الريف. وحين زار المجر في 1764 و1768 لاحظ فقر الأقنان المدقع وصعق حين رأى في أحد الحقول جثث أطفال ماتوا جوعاً. وفي 1771-72 رأى مثل ه1ا في بوهيميا ومورافيا وكان حيثما مضى يسمع أنباء أويشهد الأدلة على خشية الإقطاعيين وجوع الأقنان. وخط يقول "إن الموقف الداخلي لا يصدق ولا يوصف، أنه يفطر القلوب(36)". فلما عاد إلى فيينا سخط على التحسينات التافهة التي ينويها مستشاروالإمبراطورة فنطق "إن الإصلاحات الصغيرة لن تجدي قتيلاً، إذ لابد من تغيير في الكل". واقترح البدء بالاستيلاء على بعض الأرضي الكنسية في بوهيميا ليبني فوقها مدارس وملاجئ ومستشفيات. وبعد نقاش طويل اقنع المجلس بأن يصدر (1774) قانوناً ميسراً يقلل وينظم حجم تشغيل اٌنان (الذي كان البوهيميون يسمونه روبوتا) الواجب عليهم للسيد الإقطاعي وقاوم إقطاعيوبوهيميا والمجر، وهب الأقنان البوهيميون في ثورة غير منظمة، فأخضعتهم قوات الجيش. ولامت ماريا تريزا ابنها على هذه الضجة الكبرى فخطت لعاملها في باريس مرسي دارجنتو:

"إن الإمبراطور الذي يسرف في شعبيته قد أفرط في الحديث خلال لرحلاته المتنوعة...حول الحرية الدينية وتحرير الفلاحين. وقد أحدث هذا كله الاضطراب في جميع ولايتنا الألمانية...فليس الفلاح البوهيمي وحده هوالذي يخشى منه، بل المورافي والستيري والنمساوي أيضاً، لا بل أنهم في قسمنا يجرءون على التمادي في أشد الوقاحات(37)".

وزاد توتر العلاقات بين الابن والأم (1772) حين انظم يوزف إلى فردريك وكاترين الثانية في التقسيم الأول لبولندا. فاحتجت على اغتصاب أمة صديقة وكاثوليكية. وبكت حين أقنعها يوزف وكاونتز بعد إلحاح بإضافة توقيعها إلى الاتفاق الذي منح شطراً من بولندا للنمسا. وقد علق فردريك بخبث "أنها تبكي، ولكنها تأخذ(38)". على أنها كانت مخلصة في أسفها كما نرى من خطابها لولدها فرديناند "كم من مرة جاهدت لأتجنب اشتراكي في عمل يلوث ملكي كله،يا ترى؟ ليت الله يمنحني الإعفاء من تبعته في عالم آخر. إنه يثقل قلبي ويعذب ذهني، ويشيع المرارة في أيامي(39). وقد تأملت خلق ولدها في خوف ومحبة. "إنه يحب الاحترام والطاعة،،ويرى المعارضة شيئاً كريهاً لا يكاد يحتمل...وكثيراً ماقد يكون غير مراع لشعور الآخرين...وحيويته الكبيرة المتزايدة تفضي إلى رغبة عاتية في حتى ينال ما يريد بكل دقائقه...أن لولدي قلباً طيباً. ومرة أنبته بمرارة: "حين أموت أخادع نفسي بأنني سأظل حية في قلبك، بحيث لا تخسر الأسرة والدولة بموتي...أن تقليدك (لفردريك) ليس بالأمر السار. فهذا البطل... هذا الفاتح-أله صديق واحد؟...أية حياة هذه التي تنعدم فيها الإنسانية. أياً كانت مواهبك فليس حتى تكون جربت جميع شيء. حذار من الوقوع في خطيئة الحقد،يا ترى؟ إذا قلبك ليس شريراً إلى الآن، ولكنه سيكون كذلك. لقد حان الوقت للكف عن التلذذ بكل هذه الملاحظات الظريفة، هذه الأحاديث الذكية البارعة التي لا هدف لها إلا السخرية من الغير...إنك عابث تتظاهر وأنت في الواقع لست إلا مقلداً عديم التفكير حين تحسب نفسك مفكراً مستقلاً(40)".

وكشف يوزف عن جانبه من الموقف في خطاب إلى ليوبولد:

"لقد بلغت شكوكنا وعدم ثقتنا هنا قمة لا تستطيع تخيلها. فالواجبات تتراكم جميع يوم ولا شيء يعمل. وأنا أكدح جميع يوم حتى الخامسة أوالسادسة لا يتخلل ذلك غير ربع ساعة أتناول فيها الطعام وحيداً، ومع ذلك لا شيء يحدث. فإن أسباباً تافهة، ودسائس طالما كنت ضحيتها تسد الطريق، وكل شيء أثناء ذلك يمضى إلى الشيطان. أنني أهديك منصبي بوصفي الابن البكر(41)".

وقد احتقر الرجال الذين شاخوا في خدمة أمة. ولم يؤيده غير كاونتز، ولكن في حذر يغيظه.

وأما الإمبراطورة المسنة فقد استمعت إلى أفكار ابنها الثورية في ذعر. وصارحته برأيها: "إن أبرز مبادئك السياسية هي: 1- إطلاق الحرية في ممارسة الدين، وهوما لا يستطيع ملك أوأمير كاثوليكي السماح به دون حتى يتحمل تبعة ثقيلة. 2- القضاء على طبقة النبلاء القنية... 3- الدفاع عن الحرية في جميع شيء وهومبدأ يتردد كثيراً جداً...أنني بلغت من الشيخوخة حداً لا يستطيع معه تقبل أفكار كهذه، وأسأل الله ألا يجربها خلفي أبداً. حتى التسامح الديني، وعدم الاكتراث واللامبالاة هما بالضبط يكبح الجماح،يا ترى؟ لا ضابط ولا المشنقة ولا دولاب التعذيب.. إنني أتحدث سياسياً لا كمسيحية. فما من شيء ألزم وأنفع من الدين. أتريد السماح لكل إنسان بأن يسلك على هواه،يا ترى؟ وإذا لم يكن هناك عادة ثابتة، وخضوع للكنيسة، فأين ترانا نكون،يا ترى؟ ستكون النتيجة قانون القوة...ليس لي من أمنية إلا حتى أستطيع حين أموت الانضمام إلى أسلافي متعرية بأن ابني سيكون عظيماً تقياً كأجداده، وأنه سيقلع عن حججه الباطلة، وعن الخط الشريرة، وعن الاتصال بأولئك الذين أغووا روحه على حساب جميع شيء ثمين مقدس، لا لشيء إلا لإقامة حرية موهوبة لا يمكن..أن تفضي لغير الخراب الكامل(42)". ولكن إذا كان ثمة شيء يتوق إليه يوزف فهوحرية الدين. من الممكن لم يكن ملحداً كما خاله بعضهم(43)، ولكنه كان قد تأثر تأثيراً عميقاً بأدب فرنسا. وكانت جماعة من رجال الفكر النمساويين وقد ألفت عملاً في 1772 حزب التنوير(44). وفي 1772 نشر جورجي بيسينيي المجري في فيينا مسرحية تردد أفكار فولتير، وقد قبل الدخول في الكاثوليكية إرضاء لماريا تريزا، ولكنه ارتد إلى العقلانية بعد موتها(45). ولا ريب حتى يوزف كان على فهم بهذا الكتاب المشهور المسمى "الوضع الكنسي والقانوني لبابا روما" (1763)، الذي أكد فيه أسقف كاثوليكي بارز تخفى تحت اسم فيرونيوس، من حديث سموالمجامع العامة على الباباوات، وحق جميع كنيسة قومية في حتى تحكم نفسها. ورأى الإمبراطور الشاب في ثروة الكنيسة النمساوية الموطدة الأركان عقبة كؤوداً في طريق التطور الاقتصادي، وفي سيطرة الكنيسة على التعليم، المعوق الأكبر لنضج العقل النمساوي. وفي يناير 1770 خط إلى شوازيل:

"أما عن خطتك للتخلص من اليسوعيين فأنا موافق عليها موافقة تامة...ولا تسرف في الاعتماد على أمي، فإن التعلق الوثيق باليسوعيين صفة موروثة في أسرة الهابسبورج...على حتى لك صديقاً في كاونتز، وهوينفذ ما يشاء من الإمبراطورة(46)". ويبدوحتى يوزف استخدم نفوذه في روما ليوصل حدثنت الرابع عشر إلى المستوى النهائية، وقد أبهجه إلغاء البابا للطائفة 1773(47). ولوعهدت ماريا تريزا من خطابات ولدها مبلغ انحرافه إلى معسكر "الفلاسفة" لصعقت. لقد بذلت قصاراها لتمنع حل جمعية اليسوعيين، ولكن كاونتز أقنعها بالامتثال لرأي سائر الدول الكاثوليكية. خطت إلى صديقة لها تقول "إنني مغمورة يائسة لما أصاب اليسوعيين. لقد أحببتهم وأكرمتهم طوال حياتي، ولم أرَ قط فيهم غير جميع شيء بناء للروح(48)". وقد عطلت تطبيق الأمر البابوي بتعيين لجنة لدراسة. وأتيح لليسوعيين النمساويين الوقت لنقل أموالهم ومقتنياتهم الغالية وأوراقهم من البلد. وصودرت أملاك اليسوعيين، ولكن الإمبراطورة حرصت على حتى يلتقي أعضاء الطائفة المعاشات والثياب وشتى العطايا.

ووسع اغتباط يوزف الواضح بحل جماعة اليسوعيين الهوة بين الأم وولدها. ففي ديسمبر 1773 انهار تحت وطأة التوتر وتوسل إليها حتى تعفيه من جميع مشاركة في شؤون الحكم. وأفزعها اقتراح مذهل كهذا، وخطت إليه نداء مؤثراً للمصالحة:

"يجب حتى أعترف بأن قدراتي، ووجهي، وسمعي، وحذقي-كلها تتدهور سريعاً وبأن الضعف الذي ارتعت منه طوال حياتي-وهوالتردد في اتخاذ القرارات-يرافقه الآن، تثبيط الهمة والافتقار إلى الخدام الأوفياء فالجفوة منك ومن كاونتز وموت مستشاري المخلصين، والمروق عن الدين، وتدهور الأخلاق، والرطانة التي تجري على جميع لسان، والتي لا أفهمها-كل هذا يكفي لسحقي. أنني أقدم لك تام ثقتي، وأسألك حتى تنبهني لأي خطأ ارتكبه..أعن أما...تعيش في وحدة، وسيقضي عليها حتى ترى جميع جهودها وأحزانها مضىت أدراج الرياح. قل لي ما ترغب أعمله لك(49)".

وتصالح معها، ووافقت المرأة التي حاربت يوماً فردريك وأوقفت تقدمه، مؤقتاً على حتى تتعاون مع تلميذ فردريك المعجب به. واستخدما معاً ثروة اليسوعيين المصادرة في الإصلاح التعليمي. وفي 1774 أصدرا "نظاماً عاماً للتعليم" أحدث تنظيماً جديداً أساسياً للمدارس الابتدائية والثانوية. فوفرت مدارس متدرجة للتعليم الإلزامي لجميع الأطفال، وسمحت بدخول البروتستنت واليهود طلاباً ومفهمين، وقدمت لتلاميذها التعليم الديني في جميع دين، ولكنها وضعت الأشراف في أيدي موظفين حكوميين. وسرعان ما أصبحت مدارس الشعب Voikschulen هذه تعد خير المدارس في أوربا. وأنشئت مدارس لتدريب المفهمين، وتخصصت المدارس العليا Hauptschulen في العلوم والتكنولوجيا، وفهمت المدارس الثانوية Gymnasien اللاتينية والعلوم الإنسانية، وخصصت جامعة فيينا إلى حد كبير للقانون والعلوم السياسية والإدارة، وأدت وظيفة دار الحضانة لموظفي الدولة. واستبدل بإشراف الكنيسة على التعليم إشراف من الدولة لا يقل عنه صرامة ودقة.

واستمر التعاون بين الأم وولدها فألغى التعذيب (1776). ولكن الاتفاق بينهما حطمته أحداث السنة التالية. ذلك حتى يوزف كان بنوي منذ زمن زيارة باريس-لا ليرى "الفلاسفة" وسيدفئ في الصالونات، بل ليدرس موارد فرنسا جيشها وحكومتها، وليرى ماري أنطوانيت، وليقوي الروابط التي ربطت ربطاً واهياً جداً بين الأعداء القدامى في حلفهما الهش. فلما توفي لويس الخامس عشر، وبدا حتى فرنسا على شفا التمزق، خط يوزف إلى ليبوبولد يقول: "أنني قلق على أختي فسيكون عليها حتى تلعب دوراً شاقاً(50)". ووصل باريس في 18 إبريل 1777، وحاول حتى يتكتم زيارته فتخفى تحت اسم الكونت فون فلكشتين وأشار على الملكة الشابة المرحة بأن تقلع عن الإسراف والطيش، وصبغ وجنتيها وشفتيها، وأصغت إليه في ضجر. وحاول ولكنه فشل في كسب لويس السادس عشر إلى حلف سري لكبح توسع روسيا(51). وتحرك بسرعة في أراتى العاصمة و"لم تمضِ أيام حتى عهد عنها أكثر مما سيعهد لويس السادس عشر طوال حياته(52)". وزار الأوتيل ديوولم يخف دهشته لسوء الإدارة غير الإنسانية لذلك المستشفى. وفتن أهل باريس، وذعرت حاشية فرساي، حين وجدت أحمل ملوك أوربا يمشي في زي مواطن بسيط، يتحدث الفرنسية كأحد أبنائها. ويلتقي بجميع الطبقات دون تكلف. أما عن نجوم الأدب فقد التمس أولاً لقاء روسوويوفون. وحضر أمسية عند مدام نكير، والتقى بجبون، ومارمونتيل، والمركيزة دودفان، ومما يشرفه حتى رباطة جأشها وشهرتها أربكتاه أكثر مما أربكها مقامه الرفيع، فالعمى يسوي بين الناس لأن الشالات يتكون نصفها من الثياب. وحضر جلسة لبرلمان باريس وأخرى للأكاديمية الفرنسية. وأحس الفلاسفة أنهم وجدوا في النهاية الحاكم المستنير الذي تطلعوا إليه أداة لثورة سليمة. وبعد حتى قضى يوزف شهراً في باريس هجرها في جولة بالأنطقيم فسافر شمالاً إلى نورمندية، ثم على الساحل الغربي إلى بايون، ثم تولوز، فمونيليه فمرسليا، ثم صعد مع الرين إلى ليون وشرق إلى جنيف. ومر بفرنيه دون حتى يزور فولتير، إذ لم يشأ حتى يغضب أمه أويرتبط جهاراً برجل يخاله الشعب النمساوي والملك الفرنسي شيطاناً مجسماً. وكان حريصاً على استرضاء أمه، لأن عشرة آلاف مورافي هجروا الكثلكة في غيبته إلى الممضى البروتستنتي، وكان رد العمل من جانب ماريا تريزا-أومجلس الدولة-على هذه الكارثة اتخاذ إجراءات تذكرنا بغارات الفرسان على بيوت الهجونوت أيام لويس الرابع عشر. فقبض على زعماء الحركة وشتتت اجتماعات البروتستنت وجند المتحولون العنيدون في الجيش وفرضت عليهم الأشغال الشاقة وأوفدت نساؤهم إلى الملاجئ. فلما عاد يوزف إلى فيينا نطق لأمه محتجاً "أن السبيل لإعادة هؤلاء الناس إلى الكثلكة حتى تجعلي منهم جنوداً أوترسليهم إلى المناجم أوتستخدميهم في الأشغال العامة...يجب حتى أعرب صراحة...أن المسئول عن هذا الأمر، أيا كان، هوأحقر خدامك، وهولا يستحق مني غير الازدراء، لأنه أحمق وقصير النظر(53)". وأجابت الإمبراطورة بأنها ليست مصدرة هذه المراسيم بل مجلس الدولة، ولكنها لم تسحبها. واتى وفد من المورافيين البروتستنت للقاءة يوزف، فأمرت ماريا تريزا بالقبض على أفراده. وكانت الأزمة بين الأم وولدها تسير إلى طريق مسدود حتى أقنعها كاونتز بسحب المراسيم. فأوقفت الاضطهادات، وسمح لمعتنقي البروتستنتية بممارسة عبادته الجديدة شريطة حتىقد يكون ذلك في هدوء ببيوتهم. وتوقف صراع الجيلين برهة.

ثم استؤنفت لما توفي مكسمليان يوزف ناخب بافاريا في 30 ديسمبر 1777 دون حتى يعقب بعد حكم طويل رخي. وفي الصراع على وراثة دولته أيد يوزف الثاني ناخب بالاتين شارل (كارل) تيودور شريطة حتى ينزل للنمسا عن جزء من بافاريا، وأيد فردريك الأكبر شارل دوق تزافا يبروكن، وأعرب أنه سيقاوم أي محاولة من النمسا لتملك أرض بافارية. وحذرت الإمبراطورة ولدها من تحدي ملك بروسيا الذي لم يزل منيعاً لم يقهر بعد. ولكن يوزف تجاهل نصيحتها، وأيده كاونتز، وجردت قوة نمساوية على بافاريا. وأمر فردريك جيشه بدخول بوهيميا والاستيلاء على براغ ما لم يجل النمساويون عن بافاريا. وقاد يوزف جيشه الرئيسي ليدافع عن براغ، واقترب الجيشان العدوان، ولاح حتى حرباً نمساوية بروسية أخرى وشيكة على سفك دماء الأخوة. أما فردريك فقد تجنب خوض المعركة منتهكاً بذلك السوابق والتسقطات، واكتفى بإطلاق جنوده على المحاصيل البوهيمية ليأتوا عليها، وأما يوزف فقد تردد في الهجوم لفهمه بشهرة فردريك قائداً للجيوش. وكان يأمل حتى تخف فرنسا لنجدته، وأوفد على وجه السرعة نداءات لماري أنطوانيت. فأوفد له لويس السادس عشر خمسة عشر مليون جنيه، ولكنه لم يستطع حتى يعمل أكثر من هذا، لأن فرنسا كانت قد سقطت (6 فبراير 1778) حلفاً من المستعمرات الأمريكية الثائرة، وكان عليها حتى تعد نفسها لخوض حرب مع إنجلترا. وأقام يوزف في معسكره نهباً للغيظ والقلق بينما نهبته البواسير في الطرف الآخر.

وهنا قبضت ماريا تريزا على أزمة الأمور انتفاضة أخيرة من انتفاضات الإرادة، وأوفدت إلى فردريك عرضاً للصلح (12 يوليو) ووافق فردريك على للتفاوض، وأذعن يوزف لأمه، وتوسط لويس ملك فرنسا وكاترين قيصرة روسيا في النزاع. وانتهى الأمر بمعاهدة تشن (13 مايو1779) التي عزت بوزف بأربعة وثلاثين ميلاً مربعاً من بافاريا، ولكن شارل تيودور استأثر بكل ما بقي من تلك الإمارة الناخبة، إلى غير ذلك توحدت بافاريا وبالاتينات، واتفق على حتى تحصل بروسيا على بايرويت وانسباخ بعد موت حاكمها الأبتر. وادعى جميع فريق أنه المنتصر.

هذه الأزمة الثالثة بين فردريك المسن والإمبراطورة المسنة قضت عليها. وكانت لا تتجاوز الثالثة والستين عام 1780، ولكنها كانت بدينة مصابة بالربو، أضعف قلبها حربان وستة عشر حملاً فضلاً عن الهم المقيم.وفي نوفمبر حاصرها مطر غزير وهي راكبة عربة مكشوفة، فأصابها سعال خبيث، ولكنها أصرت على حتى تقضي الغد تعمل في مخطها. وقد نطقت مرة "إنني ألوم نفسي على الوقت الذي أنفقه في النوم"(54) وقضت أيام سقمها الأخيرة جالسة على كرسي إذ استحال عليها تقريباً حتى تتنفس وهي راقدة. واستدعى يوزف أخوته وأخواته إلى جوارها، وقام على رعايتها في محبة. وطلق الأطباء جميع أمل في شفائها فارتضت حتى تتناول الأسرار الأخيرة. وفي ساعاتها الأخيرة قامت وتعثرت من كرسيها إلى سريرها. وحاول يوزف حتى يريحها فنطق "إن جلالتك في سيئ". فأجابت "نعم، ولكنه وضع مناسب للموت فيه". وماتت في 29 نوفمبر 1780.


ألقابها منذ ميلادها حتى وفاتها

  • Her Royal Highness Archduchess Maria Theresa of Austria (13 مايو1717-20 اكتوبر 1740)
  • Her Majesty The Queen of Hungary and Bohemia (20 اكتوبر 1740-13 September 1745)
  • Her Imperial Majesty The Holy Roman Empress (13 سبتمبر 1745-18 August 1765)
  • Her Imperial Majesty The Dowager Holy Roman Empress (18 أغسطس 1765-29 نوفمبر 1780)
  • الاسم بلغات أخرى

    • بالكرواتية وبالسلوڤينية: Marija Terezija
    • بالتشيكية: Marie Teresie
    • بالهولندية وبالألمانية: Maria Theresia
    • بالفنلندية: Maria Teresia
    • بالفرنسية: Marie Thérèse
    • باليونانية: Μαρία Θηρεσία, ماريا تريزا
    • بالعبرية: מריה תרזה
    • بالمجرية وبالسلوڤاكية: Mária Terézia
    • بالايطالية، بالبرتغالية and بالپولندية: Maria Teresa
    • باللاتڤية: Marija Terēzija
    • بالرومانية: Maria Tereza
    • بالروسية: Мария Терезия
    • بالصربية: Марија Терезија
    • بالاسپانية: María Teresa
    • بالسويدية: Maria Teresia
    • بالاوكرانية: Марія Тереза

    النسب

     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    8. Ferdinand III, Holy Roman Emperor
     
     
     
     
     
     
     
    4. Leopold I, Holy Roman Emperor
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    9. ماريا آنا من اسپانيا
     
     
     
     
     
     
     
    2. شارل السادس، الإمبراطور الروماني المقدس
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    10. Philip William, Elector Palatine
     
     
     
     
     
     
     
    5. Eleonore-Magdalena of Neuburg
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    11. Landgravine Elisabeth Amalie of Hesse-Darmstadt
     
     
     
     
     
     
     
    1. ماريا تريزا من النمسا
    ملكة المجر وبوهيميا
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    12. Anthony Ulrich, Duke of Brunswick-Wolfenbüttel
     
     
     
     
     
     
     
    6. Louis Rudolph, Duke of Brunswick-Lunenburg
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    13. Duchess Elisabeth Juliana of Schleswig-Holstein-Sønderburg-Norburg
     
     
     
     
     
     
     
    3. Elisabeth Christine of Brunswick-Wolfenbüttel
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    14. Albert Ernest I, Prince of Oettingen-Oettingen
     
     
     
     
     
     
     
    7. Princess Christine Louise of Oettingen-Oettingen
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    15. Duchess Christine Friederike of Württemberg
     
     
     
     
     
     


    تشخيصها في الإعلام

    صورت ماريان فيثفل شخصية ماريا تريزا في فيلم ماري أنطوانيت 2006.


    ماريا تريزا من النمسا
    أسرة هابسبورگ
    وُلِد: 13 مايو1717 توفي: 29 نوفمبر 1780
    ألقاب ملكية
    سبقه
    {{{before
    {{{title تبعه
    {{{after
    {{{title
    سبقه
    كارل السادس
    الدوقة الحاكمة لپارما وپياتشنزا
    1741-1748
    تبعه
    فيليپ، دوق پارما
    الدوقة العظمى الحاكمة للنمسا
    1740-1780
    تبعه
    يوزف الثاني
    الملكة الحاكمة للمجر، الملكة الحاكمة لكرواتيا وسلاڤونيا
    1741-1780
    سبقه
    كارل السابع
    الملكة الحاكمة لبوهميا
    1743-1780 (طالبت بالعرش منذ 1741)
    سبقه
    أنا ماريا فرانزيسكا
    تبعه
    سبقه
    كارل
    كونت الفلاندرز
    1740-1780
    تبعه
    يوزف

    ابنائها

    الحظ لم يرافق الملكة ماري أنطوانيت في حياتها القصيرة وطريقة اعدامها فقط بل امتد لكل ابنائها أيضا!حيث فقدت اثنين من ابنائها حتى من قبل الثورة ابنها لوي جوزيف وابنتها صوفي توفيا في صغرهما بسقم السل. وتوفي ابنها الأصغر لويس السابع عشر في السجن بعد إعدام والديه حيث عانى من سوء الحالة الصحية ومات بعمر العاشرة. ابنتها الوحيدة ماري تريزا الوحيدة التي نجت لكنها عاشت حياة تعيسة للغاية حيث تزوجت من ابن عمها لويس التاسع عشر في ظروف سياسية غاية في الاضطراب أصبحت فيها ملكة فرنسا لمدة عشرين دقيقة فقط ثم عاشت بقية حياتها في المنفى !


    المصادر

    1. ^ Panování císařovny Marie Teresie, Josef Svátek, Praha, 1898


    وصلات خارجية

    • Entry in aeiou.at
    • Baroque Absolutism Country Studies - Austria
    • Book by M. Goldsmith (1936) about Maria Theresia (eLibrary Austria Project - eLib at)


    تاريخ النشر: 2020-06-09 05:20:36
    التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, Pages using infobox royalty with unknown parameters, أشخاص من ڤيينا, أسرة هابسبورگ, ملوك كاثوليك, امبراطورات رومانيات مقدسات, ملكات زوجات ألمانيات, ملكات حاكمات, عواهل مجريون, عواهل بوهيمية, حكام النمسا, أرشدوقات النمسا, دوقات برابانت, دوقات لوثير, دوقات پارما, دوقات ميلانو, حكام ستيريا, Dدوقات كارنثيا, دوقات لوكسمبورگ, كونتات التيرول, كونتات الفلاندرز, نساء في الحروب الحديثة المبكرة, مواليد 1717, وفيات 1780, Articles containing non-English-language text

    مقالات أخرى من الموسوعة

    سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

    آخر الأخبار حول العالم

    الدوما: أبلغنا قائد فاغنر بوقف عمليات مجموعته بأوكرانيا

    المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:17:48
    مستوى الصحة: 84% الأهمية: 86%

    الغرب قرر طرد فاغنر من إفريقيا

    المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:17:23
    مستوى الصحة: 89% الأهمية: 97%

    الملك يؤدي صلاة عيد الأضحى بتطوان ويتقبل التهاني بهذه المناسبة السعيدة

    المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:20:00
    مستوى الصحة: 58% الأهمية: 68%

    زيادة مطردة في إصابات الحجاج بالإجهاد الحراري

    المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:19:15
    مستوى الصحة: 90% الأهمية: 96%

    الاتحاد الإيطالي يوقف مورينيو

    المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:17:18
    مستوى الصحة: 79% الأهمية: 91%

    الفدرالي الأمريكي: قد نشدد القواعد المالية بعد فشل بنوك أمريكية

    المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:17:15
    مستوى الصحة: 93% الأهمية: 90%

    أوكرانيا تحرز مكاسب في قتال "شرس" حول باخموت

    المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:17:49
    مستوى الصحة: 80% الأهمية: 95%

    العيش قرب المساحات الخضراء يبطئ شيخوخة الخلايا 2.5 عام

    المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:19:27
    مستوى الصحة: 91% الأهمية: 94%

    "اليويفا" يعلن عن النظام الجديد لتصفيات مونديال 2026

    المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:17:17
    مستوى الصحة: 87% الأهمية: 96%

    رسميا.. توتنهام يتعاقد مع صانع الألعاب الإنجليزي ماديسون

    المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:17:19
    مستوى الصحة: 83% الأهمية: 97%

    الحج الأيقونة السعودية.. وسُعار الحملات الإعلامية

    المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:19:18
    مستوى الصحة: 77% الأهمية: 92%

    ما سبب خلاف أوكرانيا مع إسرائيل

    المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:17:21
    مستوى الصحة: 88% الأهمية: 87%

    محكمة بريطانية تقضي بعدم قانونية خطة إرسال المهاجرين لرواندا

    المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:17:50
    مستوى الصحة: 89% الأهمية: 91%

    انطلاق عملية عسكرية لمطاردة عناصر داعش في شمال العراق

    المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:18:59
    مستوى الصحة: 95% الأهمية: 87%

    بوريل: إضعاف بوتين قد يفاقم خطره ويدفعه لخيارات غير محسوبة

    المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:17:47
    مستوى الصحة: 75% الأهمية: 94%

    علماء يكتشفون جيناً بشرياً يحمينا من فيروسات إنفلونزا الطيور

    المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
    تاريخ الخبر: 2023-06-29 15:20:27
    مستوى الصحة: 74% الأهمية: 85%

    تحميل تطبيق المنصة العربية