إمارة جبل شمر

عودة للموسوعة

إمارة جبل شمر

إمارة جبل شمر
1830–1921
الفهم
الحدود التقريبية لإمارة جبل شمر في مطلع القرن العشرين
العاصمة حائل
الحكومة إمارة
الأمير  
• 1835 - 1847
عبد الله بن علي الرشيد
• 1847 - 1868
طلال بن عبد الله الرشيد
• 1868
متعب بن عبد الله الرشيد
• 1868 - 1872
بندر بن طلال الرشيد
• 
محمد بن عبده الرشيد
• 
عبد العزيز بن متعب الرشيد
• 
متعب بن عبد العزيز الرشيد
• 
سلطان بن حمود بن متعب الرشيد
• 
سعود بن حمود بن متعب الرشيد
• 
سعود بن عبد العزيز الرشيد
• 
عبد الله بن متعب الرشيد
التاريخ  
• تأسست
1830 1830
• انحلت
1921 1921
Preceded by
Succeeded by
[[الدولة العثمانية]]
[[المملكة العربية السعودية]]

إمارة جبل شمـَّر أوإمارة آل رشيد أوإمارة حائل هي دولة مستقلة تأسست عام 1834 في مدينة حائل (شمال وسط الجزيرة العربية)، على يد جميع من عبدالله العلي الرشيد وأخيه عبيد العلي الرشيد ، وتوسعت الدولة في السنوات اللاحقة لتأسيسها حتى أصبحت تضم في العقود الخمسة الأخيرة من القرن التاسع عشر (1850 - 1902)، جميع الأراضي الواقعة مابين جنوب دمشق في الشام إلى شمال نجران قرب اليمن، ومابين حدود الحجاز، حتى نجد.

ويعود نسب أسرة آل رشيد إلى آل جعفر من عبده من قبيلة شمر، [1]

جبل شمر في التاريخ

في القرن السابع الهجري كانت تسمى المنطقة جبال طيء ويحكمها الامير بهيج بن ذيبان الزبيدي , وتم التحالف القبلي المعروف بـ اسم شمر بين القبائل الثلاث 1- قبيلة عبدة بقيادة آل ضيغم 2- الاسلم بقيادة ابن بقار 3- زوبع بقيادة آل غريب وتمت ازاحة الامير بهيج وطرده خارج البلاد مع قبيلته واستقر الامر لقبائل شمر وسمي الجبل بـ جبل شمر واستمرت القبائل بحكم مشيخات بدوية الى ان تم تأسيس اول حكم مركزي حضري بزعامة آل علي .

امارة جبل شمر في عهد آل علي

بدات امارة آل علي من الجعفر من شمر في وادي الديعجان بمدينة حائل في عام 905هـ بزعامة الامير علي الكبير بن عطية آل جعفر واستمرت الامارة بالتوسع الى ان ضمت جبل شمر وشمال نجد .

نشأة إمارة آل رشيد في حائل

في العام 1820 تولى عبدالله العلي الرشيد إنشاء ما يمكن تسميته بـ المعارضة، لحكم آل علي في حائل، فقام حاكم حائل آنذاك صالح بن عبد المحسن آل علي بمحاولة اعتنطقه فهرب إلى العراق على الفور، في عام 1820.

وفي العراق اتضحت بوادر القدرة الحربية والسياسية لدى عبد الله، وشارك في معظم غزوات شمر في العراق وأعجب به الوالي العثماني ومنحه ثقته، وفي ذات الوقت استطاع عبد الله توطيد علاقته مع هجري بن عبدالله آل سعود وابنه فيصل بن هجري. وكان هجري بن عبد الله قد تمكن من استرداد نفوذ أسرته على بعض مناطق نجد، إلا أنه اغتال في الرياض بواسطة ابن أخته مشاري بن عبدالرحمن فيثمانية مايو1834. عندها أستنجد فيصل بن هجري بعبدالله بن رشيد للثأر من قاتل أبيه واستعادة ملكهم الذي استولى عليه مشاري بن عبد الرحمن.

توجه عبد الله بن رشيد ومعه مجموعة من الرجال نحوقصر الحكم في الرياض وتمكن من اقتحامه ومعه احدعبيده.وقتل مشاري بن عبد الرحمن في داخل القصر.

استمرار نهوض جبل شمر

في مارس 1868 انتحر حاكم حائل طلال آل رشيد ، الأمر الذي يعتبر من أندر الظواهر في شبه الجزيرة ، وأشار المؤرخ ابن عيسى إلى ذلك الحادث قائلا حتى طلال اختل عقله فانتحر. ومع حتى أمير حائل حكم المنطقة الواسعة بصورة مستقلة تقريبا ، فإنه لم يعلن القطيعة أبدا مع فيصل وابنه عبد الله، بل كان يقدم لهما مساعدة عسكرية كبيرة. وكانت وفاة طلال قد هيأت الإمكانية لإعادة النظر في العلاقات المتبادلة بين حكام جائل والرياض، وخصوصا عندما توفي بعد عام واحد عبيد بن علي عم طلال العجوز والمتنفذ في الوقت ذاته. كان عبدي من أنصار التعاون مع آل سعود. وقد نعته پلگريڤ بالتعصب أما في رأي آن بلنت فهو(البطل الرئيسي لتنطقيد شمر)، وهوشجاع كريم سخي. وكان تقدير دوتي لعبيد رفيعا أيضا ، حيث اعتبره عقيدا وشاعرا تتناقل الألسن قصائده.


كان طلال قد فرض سيطرته على خيبر وتيماء الواقعتين شمالي المدينة المنورة. ومع حتى حاكم حائل كان يتصرف بصورة مستقلة بقدر كاف، فمن المشكوك فيه أنه كان يستطيع حتى يجمع قوات شديدة البأس تكفي لتحدي حاكم الرياض.

كان أمير شمر يتميز بالتسامح الديني وقد جاز للشيعة واليهود بأن يقيموا ويتاجروا في حائل، وكان يجبي منهم ضرائب غير قليلة. وخط پلگريڤ (إن التجار من البصرة ومشهد علي وواسط ووالباعة من المدينة وحتى من اليمن كانوا يستقرون في سوق حائل الجديد بعد عروض مغرية. وقدم طلال لبعض منهم مقاولات رسمية، وهي نافعة لهم وله بقدر واحد. ومنح البعض الآخر امتيازات وتسهيلات ، وكان يولي الجميع الدعم والحماية). وبالأموال الواردة إلى بيت المال من الغزوات والحج والتجارة أنجز طلال قلعة بارزان وأنشأ حول العاصمة سورا ارتفاعه سبعة أمتار، وبنى حي السوق ومسجدا كبيرا وكثيرا من الآبار العامة.

وإذا كان الدين في جبل شمر لا يلعب دور القوة التوحيدية الأولى فإن التعاضد القبلي أدى هذه الوظيفة. وحتى الحضر في حائل والمدن الأخرى كانوا يعتبرون أنفسهم من أبناء شمر بالدرجة الأولى، و(موحدين) بالدرجة الثانية. لقد لعب البدوفي إمارة جبل شمر دورا أكبر مما في إمارة الرياض . إلا حتى سيطرة قبيلة واحدة شمر دورا أكبر مما في إمارة الرياض . إلا حتى سيطرة قبيلة واحدة كانت تؤمن استقرار السلطة في منطقة محدودة، ولكنها كانت عائقا أمام توسيع إمارة جبل شمر ، لأنها تنير حفيظة القبائل القوية الأخرى.

كان طلال يدفع الأتاوات لفيصل وعبدالله بشكل خيول وحصة من الضريبة المفروضة في حائل على الحجاج الفرس وحصة من الغنائم. إلا حتى نفوذ الرياض في أواسط الجزيرة أخذ يضعف، بينما صارت الراية الخضراء الحمراء لإمارة جبل شمر ترتفع. وخط فالين بحق منذ عهد عبد الله بن الرشيد: (إنني أعتبر أهالي شمر دون ريب من أنشط القبائل في الجزيرة حاليا. وإن سلطتهم ونفوذهم يضمان جيرانهم أكثر فأكثر من عام لآخر) .

وورث متعب شقيق طلال العرش . وبعد عشرة شهور اغتال متعب في مجلسه بيد بندر الإبن البكر لطلال، وصار بندر أميرا، ولكنه ظهر لديه منافس خطر هوعمه محمد بن عبد الله آل رشيد، الابن الثالث لمؤسس السلالة. وقد اغتال هذا بندر في عام 1874، عارفا بأن الثأر ينتظره وأخذ الأمير الجديد يلاحق إخوان بندر الخمسة فانتقم من أربعة منهم. واعترفت جبل شمر بالأمير الجديد. ومع حتى حكمه بدأ بالانتقام الدموي من منافسيه، فإنه دشن عهدا من الازدهار والسلطة القوية في الإمارة. وخط فيلبي يقول (لم تكن الحكومة فعالة أبدا مثلما كانت في عهده).

تعتبر كتابات ضاري بن رشيد التي استخدمها ويندير على نطاق واسع أبرز مرجع في تاريخ آل الرشيد منذ وفاة طلال حتى استيلاء محمد علي السلطة. وخلال أمد طويل لم تخرج إمارة آل الرشيد عن إطار جبل شمر وأقرب الواحات إليها – خيبر وتيماء والجوف. وقدر الرحالة عدد السكان الخاضعين لحائل في أواخر القرن التاسع عشر (قبل ضمها إلى نجد) ما بين 20 و50 ألف نسمة من الحضر، ومثل هذا العدد تقريبا من البدو. وتفيد معطيات أخرى حتى عدد البدويمكن حتىقد يكون ضعف عدد الحضر.

كان حاكم جبل شمر يلقب بالأمير أوشيخ المشايخ، أي أنه ظل زعيما لاتحاد قبائل شمر التي يعتمد عليها. وكان آل رشيد يحكمون بمساعدة أقربائهم ومفارز خدعهم الشخصيين. وفي ظل الصراع المتواصل تقريبا داخل الأسرة الحاكمة وعدم الثقة بالأقرباء كان الأمير يعتمد أكثر فأكثر على مفارز الخدم والمرتزقة المصريين والأتراك. وتفيد معطيات فالين حتى مفرزة الأمير تتكون من 200 إنسان تقريبا، ويذكر رحالة الستينات – الثمانينات من القرن التاسع عشر الرقم 500-600. ومنهم 20 شخصا يشكلون حرس الأمير الأكثر إخلاصا، وحوالي 200 إنسان كانوا في حائل أما الباقون فيرافقون التجار والحجاج وجماعات جباة الزكاة ويؤدون حسب الدور الخدمة في الحاميات في المناطق الملحقة بالإمارة.

وكان بين أفراد مفارز الأمير محاربون بسطاء و(رجال شيخ المشايخ). وهذا المصطلح يطلع على كبار أفراد المفرزة وكذلك على المقربين إلى الأمير، وعموما على جميع من يتمتع بثقة خاصة لديه. والكثيرون منهم متحدون من العبيد. وكان (رجال الشيخ) يمثلون كبار الموظفين وقادة مفرزته والقائمين على أمور القصر وحكام ممتلكات الأمير. وبعد حتى تطورت الإمارة صاروا يتراسون مختلف أصعدة جهاز إدارة الدولة. واعتبارا من سبعينات وثمانينات القرن التاسع عشر كان بين أكثر المتنفذين في الإمارة، كما يقول الرحالة، صاحب المضايف في القصر وصاحب بيت المال والمحرر الأول وحامل الراية والجليس ووزير آل الرشيد.

كان أمراء جبل شمر ملتزمين بتنطقيد كرم الضيافة التي يرمز إليها القدر النحاسي الضخم الذي يحمله بصعوبة أربعة من الرجال الأشداء. وفي ثمانينات القرن التاسع عشر كان القصر يستضيف يوميا 150-200 شخص، ويصل هذا العدد إلى 1000 إنسان أثناء مرور القوافل الكبيرة.

ومع تطور نظام الدولة طبقت الشريعة باتساع متزايد، مما ضيق على العهد والعادات. وهذا أمر أشار إليه الرحالة. وكان من بين العقوبات بتر الأيدي ومصادرة الأموال على العصيان ضد الأمير والسجن على السرقة وعلى رفض دفع الزكاة، والجلد بالعصى على الضرب والإصابة بجراح، والغرامات المالية. واستخدم مقر آل رشيد السابق بمثابة سجن، إلا حتى الرهائن والسجناء الذين يتمتعون بمنزلة رفيعة صاروا منذ ستينات القرن التاسع عشر يحتجزون في مضيف القصر الجديد. وكان لحائل عمالها المباشرون في الأطراف، ولكنهم في الغالب كانوا من الوجهاء المحليين. وظل شيوخ جميع قبائل البدويحكمونها كالسابق.

ونظرا لقلة التزام وإخلاص الهجانة البدوأخذ آل الرشيد يعتمدون أكثر فأكثر على سكان المدن والواحات وعلى حرس من العبيد. وقدر گوارماني الحد الأقصى لعساكر جبل شمر في ستينات القرن التاسع عشر بـ 6.5 آلاف شخص، وإذا أضيف إليها محاربوالمناطق الملحقة يبلغ هذا العددتسعة آلاف. ويقول نولدي حتى الأمراء في التسعينات كان بوسعهم حتى يقدموا 40 ألف محارب. وتمتطي العساكر ظهور الجمال، بينما يركب الوجهاء الخيل. والأسلحة هي الرماح والسيوف، وأحيانا السلاح الناري. وكانت هناك عدة مدافع.

وفي عهد محمد الرشيد (1817-1897) بلغت إمارة جبل شمر أوج ازدهارها. ففي السبعينات تم الاستيلاء على العال وقرى في وادي السرحان حتى حدود وادي حوران. وكان استمرار ركود إمارة الرياض والتحالف مع الباب العالي قد مكنا محمد من بسط نفوذه على مدن القصيم في البداية ، ثم في عام 1884 على نجد كلها.

وما كان بإمكان إمارة جبل شمر حتى تنهض إلا بتضعضع إمارة الرياض ذات الكثافة السكانية الأكبر والتي تمتلك قدرة عسكرية كبيرة دون شك. كانت حروب السعوديين في مطلع القرن وغزوات المصريين الفتاكة والنزاع القبلي المضيء جميع ذلك ضم جبل شمر بقدر أقل من أواسط نجد. واستفاد عدد من الحكام المحنكين من هذه الظروف الملائمة بالنسبة لهم فجعلوا من حائل لوقت قصير سيدة لأواسط الجزيرة كلها.


نهوض إمارة جبل شمر بعد سقوط إمارة السعوديين

أخذت الواحات والمناطق وقبائل البدوتنفصل الواحدة تلوالأخرى عن الرياض وتنتقل طوعا أوكرها إلى حماية آل الرشيد وتدفع الأتاوات لهم . ولم توفق محاولات عبدالله لإبعاد قبضة آل الرشيد الثقيلة . وكان محمد بن الرشيد يلعب مع أمير الرياض لعبة القط والفأر .

واشتد التنافس في القصيم بين الأسرة الحاكمة سابقا في بريدة آل عليان وبين الحكام الجدد من آل مهنا الذين أيدتهم حائل . وكان توزيع القوى على النحوالتالي : الرياض تتعاون مع عنيزة وتعتمد على تأييد عتيبة ومطير ، أما حائل فهي تؤيد بريدة وتتعاون مع قبيلة حرب .

وفي تلك الأثناء حاول أولاد سعود بن فيصل حتى يتحدوا ابن الرشيد . فجمعوا قسما من قبائل عتيبة وبعض سكان واحات العارض ، ولكنهم اندحروا . إلا حتى إمارة عبدالله الصغيرة كانت تتمزق مزقا. وفي أكتوبر 1887 استولى أولاد سعود بن فيصل على الرياض والعارض وأسروا أمير الرياض . وتمكن الأمير قبل ذلك بقليل من طلب النجدة من حاكم حائل الذي لم يتردد في قطف الثمرة الناضجة . وكان طلب عبدالله حجة بيد محمد بن الرشيد (لإنقاذه) ولبسط سلطة آل الرشيد على جميع ممتلكاته. وتوجه إبن الرشيد إلى الرياض على رأس قوات كبيرة ، ففر أولاد سعود إلى الخرج . وأطلق أمير جبل شمر سراح عبدالله من السجن ونقله إلى العاصمة حائل (حفاظا على سلامته)، وهجر واحدا من أكثر القادة العسكريين إخلاصا، وهوسالم آل سبهان الذي لايعهد الرحمة أميرا للرياض.

كان عبد العزيز الذي صار فيما بعد ملكا للعربية السعودية يرى حتى هناك ثلاثة مسببات لسقوط عمه الأمير عبدالله : (لم يستقم الأمر لعبدالله لثلاثة أسباب : (أولاد – وجود أبناء أخيه في الخرج يحرضون القبائل عليه ، ثانيا – مناصرته لآل عليان أمراء القصيم السابقين على أعدائهم آل مهنا الأمراء الحاكمين في ذلك الحين . وكان هذا جهلا من عبدالله في وقت ضعفه ليس من الحكمة حتى يتحزب لبيت مغلوب فيضعضع نفوذه في القصيم . ثالثا – ظهور محمد بن الرشيد الطامع بحكم نجد . فقد تحالف مع آل أبي الخيل ... وكانوا كلهم يدا واحدة على إبن مسعود) . وانتهى وجود دولة السعوديين الثانية رسميا في آواخر عام 1887 .

وفي أغسطس من العام التالي تمكن حاكم الرياض سالم آل سبهان من اللحاق بأولاد مسعود . ويتضح النطاق العملي لقواتهم من عدد أفراد فيصل شمر الذي طاردهم – 35 شخصا لا غير. وقد اغتال ثلاثة من أولاد سعود، وقتل الرابع قبل ذلك، أما الخامس فقد فر إلى الأخير لسعود كان أسيرا فخريا في حائل. وفي شتاء 1889/1890 قام الشمريون بغزوة وصولا فيها إلى الحجاز. وعندما عاد ابن الرشيد إلى العاصمة فهم بأن ضيفه الأسير عبد الله بن فيصل مريض وأن حالته خطرة. فسمح له بالعودة إلى الرياض مع أخيه عبدالرحمن بن فيصل. عاد عبدالله إلى عاصمته الخالية وتوفي في تشرين الثاني (نوفمبر) 1889. وقبل 24 عاما من ذلك، عندما تربع على العرش، كانت إمارة الرياض تمتد من جبل شمر حتى المناطق الداخلية في عمان، ومن الخليج حتى الحجاز وحدود اليمن. وعندما توفي وهوتابع لحائل لم يكن عنده غير منطقة العارض وسيادة إسمية على الوشم وسدير. وكان ثلث تلك الفترة تقريبا هاربا مشردا ، بينما كان آخرون يحكمون الدولة المتداعية. ونعته فيلبي بالحاكم (غير القدير). إلا حتى مجمل الملابسات غير الملائمة وليس الضعف الشخصي، هي الأسباب الحاسمة في هلاك دولة السعوديين.

وصار عبد الرحمن أميراً للرياض . وقد اصطدم في عام 1860 مع حاكمها الشمري سالم وأعرب الانتفاضة عليه . وحاصرت قوات إبن الرشيد الرياض ، إلا حتى المدينة كانت آنذاك قد تعززت كثيرا . وأخفق الحصار ، تعقد الطرفان هدنة . وظل عبدالرحمن حاكما للرياض وبعض المناطق المجاورة لها ولكن بصفة تابع في في الواقع لمحمد بن الرشيد .

وفي تلك الأثناء فضل أهالي عنيزة وبريدة في القصيم التحالف مع عبدالرحمن ضد جبل شمر بعد حتى تأكد لهم حتى سلطة الشمريين تتقوى عليهم وأن الضرائب تزداد والامتيازات تتقلص.

وفي أواخر عام 1890 تشكل ائتلاف واسع نسبيا للعناصر المناهضة لآل الرشيد من بين أهالي القصيم وأنصار عبدالرحمن وقبائل مطير. وجمع إبن الرشيد جميع قواته ، بما فيها وحدات من قبائل شمر وكذلك من حلفائها من بدوالظفير وحرب والمنتفق. وخط أ. موسيل يقول حتى ابن الرشيد (بعث 30 رسولا على أربعين ناقة موشحة بستائر سوداء إلى مختلف أفخاذ وبطون شمر التي خيمت آنذاك بين كربلاء والبصرة. وكان يراد للستائر السوداء حتى تبين بوضوح لجميع رعايا الأمير محمد بأن عارا أسود سيلطخهم إذا لم يهبوا فورا لنجدة زعيمهم). ونشبت معركة كبيرة هي سقطة المليدة في القصيم اقتتلت فيها من الجانبين آلاف عديدة من المحاربين. وربما كانت تلك أكبر معركة منذ الغزوالمصري.

واستمر القتال سجالا طوال شهر . إلا حتى عبدالرحمن، لسبب ما، لم يهب لنجدة حلفائه وهجرهم وحيدين في لقاءة الشمريين . الحيلة متظاهرا بالانسحاب، ولكنه نظم بعد ذلك هجوما مضادا مباغتا. جمع بضعة آلاف من الجمال في الوسط وحركها إلى الأمام بعد حتى أطلق النار على القصيميين. وتقدم المشاة من وراء الجمال. وسدد الهجانة والفرسان في وقت واحد ضربات من الجناحين . وفقد القصيميون مابين 600 أو1200 شخص، وفر الكثيرون إلى الكويت والعراق والشام. وعزز ابن رشيد لعشر سنين تقريبا مواقعه كحاكم بلا منازع لأواسط الجزيرة.

وعندما بلغ عبدالرحمن بن فيصل نبأ هزيمة حلفائه فر إلى البادية وبعد تجوال طويل استقرت عائلته في عام 1893 في الكويت تحت حماية شيخها محمد الصباح . وخصصت الحكومة العثمانية لعبدالرحمن معاشا متواضعا بستين ليرة مضىية شهريا. وانتقلت السلطة كاملة في الرياض إلى عجلان وهومن عبيد محمد بن الرشيد. وتم تقسيم نجد إلى عدة مناطق خاضعة لجبل شمر.

وغدا حاكم جبل شمر سيدا لبلد مستنزف مخرب، ومحروم من منفذ إلى البحر . وخط جميع الرحالة الذين زاروا أواسط الجزيرة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر عن البساتين الذابلة والنخيل الميتة والآبار التي اجتاحها الرمال والقوى الموات. ولم تكن الدولة الخائرة بقادرة على حماية الواحات من البدو. ونزح آلاف الناس إلى العراق أوإلى سواحل الخليج.

وتضررت التجارة. وخط أمين الريحاني عن الأحوال العصيبة التي قابلها التجار آنذاك . وأسفرت مخاطر نقل البضائع بطرق القوافل التجارية عن تذبذب في الأسعار ونسقت العلائق الاقتصادية وأدت إلى إفلاس الصناع والتجار .

وفي العقد الأخير من القرن التاسع عشر لم تحل دون الانتفاضات إلا القوة العسكرية لدى محمد بن الرشيد . ولكن القلاقل بدأت على أثر وفاته، وأخمدها بوحشية الأمير الجديد لجبل شمر عبدالعزيز بن الرشيد. فقد نهب المدن والقرى بلا رحمة وخنقها بالغرامات الحربية. ولكنه تورط في صراع مع الكويت فعجز عن السيطرة على النزاعات القبلية الإقطاعية التي تصاعدت في جميع مكان وعن الحيلولة دون نهب البدوللواحات . ونطق موسيل: (كان الحضر جميعا يحنون إلى سلطة قوية تحمي أموالهم وحياتهم).

آل الرشيد في أواخر القرن التاسع عشر

يقول المؤرخ خالد الفرج: (اعتمد محمد العبد الله الرشيد في تشييد إمارته على سياسة (فرق تسد) واتكأ على قوة عشيرته (شمر) وهي من كبريات القبائل المشهورة بالفروسية والشجاعة ... وخص الأتراك بكثير من المجاملة والمسايرة لأن طرفي طريق الحجاج الذي يقوم آل رشيد على إيراده ، وهما العراق والحرمان ، في أيديهم ، حتى أنه اعترف بخضوعه للسلطان عبد الحميد. وتعددت منه الرسل والهدايا إلى (الباب العالي) وحاز النياشين الرفيعة وقبل المعتمدين المندوبين من الحكومة العثمانية . فصارت تعتمد عليه ، وتعده من أ:بر المخلصين لها ، وتراه الوسيلة الفعالة التي قضت على آل سعود ومحت إمارتهم من الوجود، فأغدقوا عليه العطاء وخصوه بالمساعدات والتعضيد. وكان على الأجمال رجل وقته، إلى حتى توفي سنة 1315 هـ (1897 م) مريضا بذات الجنب ، عقيما لم يخلف ولدا). وورث الحكم عنه إبن اخته عبد العزيز المتعب الذي كان في حوالي الثلاثين من العمر ، وكان محاربا باسلا ومغامرا ، ينساق للغضب والاستعجال في اتخاذ القرارات . كان يجيد استخدام السيف أكثر مما يجيد السياسة، وكان يعمل قبل حتى يفكر. وفي غضون عشر سنين بدد القسم الأكبر من الإرث الذي خلفه له خاله الجبار.

ولم تستطع إمارة جبل شمر حتى تلعب دول الدولة الموحدة المستقرة. فهي تستند إلى قبيلة شمر ، ولذا اعتبرها سائل السكان أداة سيطرة اتحاد قبلي واحد على القبائل الأخرى وليس سلطة لعموم الجزيرة العربية تتجاوز الأطر القبلية. وفي أواخر القرن التاسع عشر سقطت إمارة جبل شمر في تبعية متزايدة للدولة العثمانية فغدت وسيلة لنقل النفوذ العثماني إلى شبه الجزيرة، ولذلك فإن تذمر واستياء أعراب الجزيرة من حكم الأتراك ضما أمراء حائل أيضا. وكانت بريطانيا قد عززت مواقعها على ساحل الخليج وأعاقت محاولات الأتراك لاستعادة مواقعهم ، وأخذت تؤيد منافسي إمارة جبل شمر. وأخيرا، بعد وفاة محمد الرشيد، لم تتمكن العائلة الحاكمة الغارقة في النزاعات من ترشيح أي حاكم بمنزلة عبد العزيز بن عبد الرحمن مؤسس العربية السعودية المرتقب . وكانت جميع هذه العوامل التي أضيفت إليها فيما بعد المشاركة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الأتراك قد أسفرت من غروب وسقوط إمارة جبل شمر القوية.


العلاقة بين آل رشيد وآل سعود

لقد قامت العلاقة بين آل رشيد وآل سعود في عهد التأسيس على أسس قوية وثابتة، واختلفت العلاقة بين عبد الله بن رشيد وفيصل بن هجري عن أية علاقة أخرى بين عبد الله بن رشيد وبين أي من حكام الأنطقيم النجدية الأخرى، وقد توثقت هذه العلاقة بالمصاهرة بين الأسرتين، فقد تزوج عبد الله بن فيصل بن هجري من نورة العبداللة الرشيد، ثم من ابنة عمها طريفة العبيد الرشيد، ولما توفي عنها، تزوجها شقيقه محمد بن فيصل بن هجري. وكذلك فقد تزوج عبد الله بالجوهرة أخت فيصل بن هجري.

الحكام

إمارة آل رشيد في حائل
الحكام
الحاكم سنوات حكمه (من - إلى)
عبدالله العلي الرشيد (المؤسس) 1834 - 1847
عبيد العلي الرشيد (المؤسس) لم يحكم توفي عام 1869
طلال العبدالله الرشيد 1847 - 1866
متعب العبدالله الرشيد 1866 - 1869
بندر الطلال الرشيد 1869 - 1873
محمد العبدالله الرشيد (العصر المضىي) 1873 - 1897
عبدالعزيز المتعب الرشيد 1897 - 1906
متعب العبدالعزيز الرشيد 1906 - 1907
سلطان الحمود الرشيد 1907 - 1908
سعود الحمود الرشيد 1908 - 1908
سعود العبدالعزيز الرشيد 1908 - 1920
عبدالله المتعب الرشيد 1920 - 1921
محمد الطلال الرشيد 1921 - 1921 (سقوط حائل)

بعد وفاة عبد الله بن رشيد، المؤسس الأول للدولة، لم تكن شؤون انتنطق الحكم معروفة وموثقة، إذ لم يعهد عبد الله بولاية العهد لأحد، ولكن الجميع كانوا يعتقدون بأن عبيد العلي الرشيد، شقيق عبد الله وساعده الأيمن في إنشاء الدولة، هوالمرشح لتولي زمام الحكم. إلا حتى عبيد لما جمع جماعة حائل في قصر برزان نطق لهم : "إن أميركم يطلبكم الحل (مات) ، فابحثوا عمن ترضونه ويرضاكم ليكون حاكماً " ولما لم يكن لأحد من الجماعة وجهة نظر خاصة بالموضوع، فقد قام عبيد بتعيين ابن أخيه طلال العبداللة حاكما على حائل، في خطوة غير متسقطة على الإطلاق.

طلال العبدالله الرشيد

تولى طلال الحكم، وكان عمره حينها 25 عاماً، وشهدت فترة حكمه توسعاً في نفوذ حائل فقد أخضع إقليم الجوف المجاور لحائل وتيماء وتبوك وما حولها، وفي الوقت نفسه عمل على تحسين علاقته مع الخلافة العثمانية، وكانت علاقته مع آل سعود في الرياض على ما يرام أيضاً فقد كانت زوجته هي الجوهرة بنت فيصل بن هجري. وفي عام 1866 أصيب طلال بسقم عضال، فأستدعي له طبيب إيراني شهير آنذاك، فأبلغه الطبيب بأن لديه العلاج لسقمه لكن العلاج سيؤثر على قدراته العقلية، فلم يرض طلال بتعاطي الدواء بل خرج إلى الصحراء وصوّب فوهة مسدسه نحورأسه وقتل نفسه. فلم يكن يرضى بأن يتحوّل من ملك إلى مجنون.[بحاجة لمصدر] حكم طلال لعشرين عاماً، وكانت فترة انتنطقية في دولة آل رشيد في حائل إذ عزز قوتها وأرسى أساساتها، وأحبه أهالي حائل بشكل كبير.

متعب العبدالله الرشيد

ومتعب هوأخ لطلال، تولى الحكم من بعد أخيه عام 1866، وكان بندر، ابن طلال، يرغب بالحكم، عوضا عن عمه متعب (لأن الحكم الملكي يجري عادة بإمتداد عمودي أي من الأب للإبن) إلا حتى صغر سن بندر الطلال (كان عمره 17 سنة عندما توفي والده) قد حال دون وصوله إلى مبتغاه حال وفاة والده. ولكن ذلك لم يمنعه من المطالبة بالحكم، فأبتدأت النزاعات بين بندر وبدر الطلال من جهة وبين عمهم متعب العبداللة من جهة، وحاول عبيد العلي الرشيد عمهم الأكبر، حتى يحل النزاع إلا حتى متعب العبداللة لم يتجاوب مع المفاوضات ومحاولات الإصلاح، فقام بندر الطلال بقتل عمه متعب في عام 1869 وتولى الحكم في حايل.

بندر الطلال الرشيد

بعد اغتال متعب العبداللة تولى بندر الطلال منطقيد الحكم في حائل وكان عمره آنذاك 20 عاماً وفي العام الذي تولى فيه بندر الحكم توفي العم الأكبر و(عراب) الأسرة عبيد العلي الرشيد، وكان بندر يعتمد على قوة وهيبة وسلطة عمه عبيد المعنوية التي كانت تشكل درع حماية له خصوصا من عمه محمد العبدالله الرشيد، شقيق متعب العبداللة الذي قتله بندر, وكان محمد العبداللة أثناء اغتال أخيه متعب متواجداً في الرياض عند عبدالله فيصل بن هجري، ولولا حتى عبيد كان في حائل عندما تم اغتال متعب وتولى بندر السلطة، لتوجه إلى حائل ليثأر لأخيه القتيل، لكن وجود عبيد بالقرب من بندر الطلال جعل محمد العبداللة يؤخر ثأره.

ولكن عندما توفي عبيد في نفس العام، بدأ بندر الطلال ينتظر عودة محمد العبداللة من الرياض ويفكر بما سيثير ذلك من مشاكل في الأسرة، فتوجه بندر إلى الرياض قبل حتى يخرج منها محمد، في محاولة لاسترضائه تكللت بالنجاح، فقد اتفقوا على حتى يبقى بندر حاكما فيما يتولى محمد العبداللة إدارة قوافل الحج القادمة من إيران والعراق والتي تمر بحائل وتعتبر موردها الإقتصادي الأهم، فرضي محمد بهذا المنصب الهام وسارت الأمور في حائل على ما يرام.

ولكن في عام 1873 وبعد ثلاث سنوات من تولي بندر السلطة، وقع خلاف بين بندر الطلال وعمه محمد العبداللة المسؤول عن القوافل، وكان السبب في ذلك أفراد من قبيلة الظفير كانوا قادمين مع إحدى قوافل الحج، ومنعهم بندر الطلال من دخول حائل وأمرهم بالرجوع من حيث جاؤوا لخلاف بينه وبين قادة قبيلتهم، ولكن محمد العبداللة جاز لهذه القافلة بالدخول إلى حائل ومواصلة مسيرها، وحينها غضب بندر الطلال فاستدعى محمد العبداللة ونطق له : " من هوالأمير ،يا ترى؟ أنا أم أنت ،يا ترى؟ "، وحينها ثار الخلاف بينهم وانتهى بمقتل بندر الطلال على يد عمه محمد العبداللة وذلك عام 1873.

محمد العبدالله الرشيد

بعد مقتل بندر الطلال دبّر محمد اغتال جميع أبناء طلال العبداللة الرشيد، كي لا يثورون ضده بعد قتله لأخيهم الحاكم بندر الطلال، ما عدا بدر ونايف، أخوي بندر، فقد سلما من القتل. ولما كبر بدر أراد الانتقام من عمه، إلا حتى عمه استطاع قتله وأسر نايف في قصره، وبذلك تربع على سدة الحكم، ونطق في إحدى خطبه يبرر قتله لهم ( والله ما قتلتهم الا خوفا على هذه - واشار إلى رقبته - يا جماعة، هل تظنون ان من اغتال أخي سيعفوعني )،

وفي محاولة منه لكسب تأييد أكبر عدد من أفراد أسرة آل رشيد، بنى محمد علاقات وثيقة مع فرع عبيد الذي كان أكثر عدداً من فرع عبد الله وأصبح حمود الابن الأكبر لعبيد الصديق والحليف الوثيق لمحمد، واهتم محمد بن رشيد بتنظيم جيشه وتحصين ثغور بلاده، وبسط الأمان في تلك الأنحاء، وكف البدوعن الغزوات، وتشدد على السارقين واللصوص، وسعى إلى بسط حكمه في شرقي نجد وتقدم شمالاً حتى وصل إلى حوران وهدد نواحي دمشق حتى خاف أهلها من دخوله عاصمتهم ، ولما رأى بوادر الانشقاق تدب بين آل سعود سعى إلى توسيع نفوذ حائل فتدخلت القوات الحائلية في القصيم بعد حتى استنجد به حسن ال مهنا أمير بريدة عندما أراد عبد الله بن فيصل آل سعود غزوالقصيم. ومن ثم سنحت الفرصة للأمير محمد الرشيد عندما استنجد به عبد الله بن فيصل آل سعود لمحاربة أبناء أخيه سعود بن فيصل فتوجه الجيش الحائلي للرياض وأخرج ابني سعود بن فيصل (محمد وعبدالعزيز) من الرياض وحبسهم في حائل وبعد ذلك انتصر علي أهل القصيم في معركة المليداء عام 1890 فوزآ عظيمآ وتم أسر أمير بريده حسن ال مهنا ، وأخيرا ضم الرياض إلى حائل قرابة عام 1882 واضطر عبدالرحمن بن فيصل عام 1891 إلى الرحيل عنها إلى قطر ثم البحرين ثم إلى الكويت، وتعتبر فترة حكم محمد بن عبد الله بن رشيد من أزهى فترات حكم آل رشيد في حائل ويعتبر عهده العهد المضىي للدولة . وتوفي محمد العبداللة في حائل عام 1897.

عبدالعزيز المتعب الرشيد

كان محمد العبداللة عقيما، ولم يكن له أبناء من بعده، فلما توفي حكم من بعده عبد العزيز المتعب العبداللة الرشيد، الذي كان أبيه الحاكم الثالث لحائل . وفي فترة حكمه أقدم الشيخ مبارك الصباح ومعه ابن سعود وآل سليم حكام عنيزة وآل مهنا حكام بريدة وجموع كبيرة من البوادي على محاربة آل رشيد وتقدموا بقوتهم واحتلوا الطرفية ، إحدى قرى القصيم ، وجعلها مبارك الصباح مسقطاً متقدماً لقواته. وخاض الطرفان في 17 مارس 1901 معركة الصريف واستطاع فيها عبد العزيز المتعب إحراز نصر حاسم على مبارك الصباح.

ولكن في السنة التالية 1902 استطاع عبدالعزيز آل سعود الاستيلاء على الرياض بعد حتى اغتال حاكم الرياض المعين من قبل حائل عجلان بن محمد ، ثم حصلت لقاءات عديدة بين عبد العزيز بن متعب وعبدالعزيز بن عبد الرحمن في منطقة القصيم منها في البكيرية والشنانة عام 1904 ، ثم كانت المعركة الفاصلة في روضة مهنا، التي اغتال فيها عبد العزيز المتعب في 14 أبريل 1906 . ومن أبنائه متعب ومشعل ومحمد من موضي ابنة حمود العبيد , وسعود من موضي ابنة سبهان السلامة السبهان من شمر .

متعب العبدالعزيز الرشيد

تولى بعد والده باتفاق أهل حائل والجنود الذين كانوا معه ، غير حتى أبناء حمود العبيد الرشيد : سلطان وسعود وفيصل، والذين هم أخواله ، قاموا بقتل متعب العبدالعزيز في 27 ديسمبر 1906 أي بعد توليه الحكم بثمانية أشهر. وقتلوا معه أخويه مشعل ومحمد بعد حتى دعوهم إلى رحلة صيد وقتلوهم هناك ، اما الأخ الصغير للمقتولين (سعود العبدالعزيز) فقد فر به خواله السبهان إلى المدينة المنورة وعمره عشر سنوات .

كانت فترة حكم متعب قصيرة لم تتجاوز التسعة أشهر، ورغم هذه الفترة القصيرة إلا أنه كانت له بعض الجهود الإصلاحية التي حببت أهالي حائل فيه، من ذلك أنه عقد صلحاً مع الملك عبد العزيز واتفقا على حتى تكون المناطق الواقعة شمال القصيم تابعة لأبن رشيد وماعداها تابع لأبن سعود.

سلطان الحمود العبيد الرشيد

خطط سلطان لإغتيال حاكم حائل متعب العبدالعزيز وإخوته الثلاثة، وتم ذلك في ديسمبر 1906 .غير أنهم لم يتمكنوا من اغتال سعود، الأخ الصغير لمتعب، فقد غادر به أخواله السبهان نحوالمدينة المنورة حالما وصلهم خبر مؤامرة أبناء حمود العبيد على الأمير متعب. بعد حتى تمكن سلطان وإخوته سعود وفيصل من اغتال الحاكم متعب وإخوته، عادوا إلى حائل وأعرب سلطان الحمود نفسه حاكما لحائل، وعيّن أخيه سعود ولياً للعهد، أما فيصل فأعطاه إمارة منطقة الجوف.

تحالف خلالها مع ال مهنا أبا الخيل أمراء بريدة ومع فيصل الدويش شيخ قبيلة مطير ضد عبد العزيز آل سعود، وخاضوا معركة الطرفية التي انتصرت فيها قوات عبد العزيز آل سعود على قوات المتحالفين. بعد الهزيمة أصبح الأمير سلطان في موقف قاسي أمام الجماعة (أهالي حائل)، وبعد هزيمته من قبل السعوديين أجبره أخوه سعودعلى التنازل عن الحكم، وذلك في يوليو1907. ويرجّح أنه لم يعش طويلاً بعد عزله.

سعود الحمود العبيد الرشيد

تولى سعود الحكم بعد عزل أخيه الأميرسلطان

سعود العبدالعزيز المتعب الرشيد

سعود العبدالعزيز المتعب الرشيد

تولى الحكم بعدمقتل الأمير سعود الحمود الرشيد عام 1908، وكان الأمير سعود العبدالعزيز المتعب هوالناجي الوحيد من المذبحة التي سقطت لإخوانه بأمر سلطان الحمود الرشيد الحاكم الثامن، وكان وقتئذ صغيراً في السن فهرب به أخواله السبهان إلى المدينة المنورة ، فعاش هناك حتى عودته ، وكان عمره عشر سنوات فتولى الحكم تحت وصاية خاله حمود السبهان الذي مارس دور الحاكم العملي للإمارة ، وبعد وفاة حمود السبهان ، عام 1909 تولى دور الوصاية على الأمير سعود، زامل السالم العلي السبهان.(وهووالد جدته الأميرة فاطمة)، ولكن زامل أيضاً كان كبيراً في السن ولم يلبث حتى توفي في أواخر عام ١٩١٠م، وفي ١٩١٥ خاضت حائل حربها الظافرة ضد السعوديين في معركة جراب، وألحقت هزيمة بالسعوديين كانوا قد افتقدوها منذ عام ١٩٠٢م. وكان جميع ذلك من تدبير الأميرسعود


عهد سعود بموالاته للدولة العثمانية ومناصرته لها والوقوف إلى جانبها في الحرب العالمية الأولى ، وفي عهده كانت معركة جراب في عام 1915 التي هزم فيها عبد العزيز آل سعود لأول مرة منذ الهزيمة الكبرى في معركة الصريف عام 1901، وصد توسعه نحوالشمال، وتمكن أيضاً من استعادة الجوف وتوابعه إلى إمارته. وانتهت فترة حكمه بقتله إغتيالاً على يد الأمير عبد الله الطلال الرشيد في مارس 1920.

عبدالله المتعب العبدالعزيز الرشيد

عبد الله المتعب الرشيد

تولى الأمير عبد الله الحكم في مارس 1920، في ظل ظروف سياسية صعبة في حائل، فقد ابتدأ حكمه بإغتيال الأمير سعود العبدالعزيز الرشيد على يد عبد الله الطلال الرشيد، فقابل عبد الله المتعب إنقساماً حاداً في الأسرة الحاكمة، كذلك بدأ مع حكمه حصار الإخوان وقوات عبد العزيز آل سعود لمدينة حائل، وفيما كانت البلد تعيش تحت ظروف الحرب قدم محمد الطلال الرشيد من الجوف، ومحمد هوأخ لعبدالله منفذ اغتيال الأمير سعود. وبوصوله سادت سحابة من الشك داخل قصر برزان، بين أفراد الأسرة المؤيدين لعبدالله المتعب والآخرين المؤيدين لمحمد الطلال. ورغم حتى محمد نطق لعبدالله المتعب أنه لن لم يأتِ من الجوف ليقتله بل ليساعد في الدفاع عن حائل، إلا حتى الأخير كان متخوفاً من محمد الطلال. فأمر الحاكم عبد الله المتعب بسجن محمد الطلال، الاان الموالين لمحمداخرجوه من السجن فأبتدأ محمد بعد خروجه من السجن بجمع أهالي حائل وقبيلة شمر لتكوين جيش ضد الغزاة المتحالفين : الوهابيين والسعوديين.وماسمع عبد الله عن خروج محمدالطلال حتي هرب عند آل سعود وذلك في أواخرعام 1920. ثم اغتال في الرياض عام 1946، رغم أنه لاجئ، في جريمة غامضة لم يتم التحقيق فيها .

محمد الطلال الرشيد

تولى الأمير محمد الحكم في حائل مطلع عام 1921، بعد لجوء الأمير عبدالله المتعب الرشيد (الحاكم الحادي عشر) إلى آل سعود، وكانت فترته تنذر بنهاية إمارة آل رشيد، فعبد العزيز آل سعود جعل هدفه احتلال حائل، فشدد حصاره عليها حتى وخاض الأمير محمد الطلال وأهالي حائل وقبيلة شمر عدة معارك مستميتة في سبيل الدفاع عن البلد غير حتى الدعم العسكري البريطاني لقوات آل سعود قد رجّح الكفة لصالح السعوديين. فسقطت حائل في يد قوات عبد العزيز آل سعود في 2 نوفمبر 1921 الموافق 29 صفر 1340 هـ ، وانتقل الأمير محمد الطلال إلى الرياض بعد سقوط حائل.

انظر أيضاً

  • تاريخ حائل

المصادر

  • Madawi Al-Rasheed, A History of Saudi Arabia, Cambridge University Press, Cambridge, 2002, ISBN 0521644127 (extract)
  • World Statesmen - Jebel Shammar

الهامش

  1. ^ نشأة إمارة آل رشيد - د. عبد الله بن صالح العثيمين - الطبعة الثانية.
  2. ^ يقول الباحث أرمسترونج في كتابه لورد أوف أريبيا المنشور عام 1936 THOSE were days of danger and constant alarms. The country round the town of Riad itself was full of raiding parties of uncontrolled bedouin. Away to the north the Shammar tribes had united under one Mohamed ibn Rashid, a capable, ambitious man, who had made his capital in the town of Hail and who coveted Riad and the other rich villages of Nejd
  3. ^ نص الكامل لكتاب أرمسترونج لورد أوف أريبيا
  4. ^ يقول المغيري في كتابة المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب: وكانت عبدة ثلاثة بطون آل جعفر، وآل فضيل، وآل مفضل، ومن آل جعفر آل علي فخذ، وكانت لهم الرياسة قديما، وآل خليل بطن، ومن آل خليل الرشيد بطن، ومن الرشيد آل عبد الله، وآل عبيد، وانتقلت الرياسة من آل علي في عبد الله بن علي بن رشيد، إلى أولاد عبد الله طلال، ومنهم بن طلال بن نايف بن طلال بن عبد الله بن علي الرشيد. ومن آل عبد الله عيال سعود بن عبد العزيز بن متعب بن عبد الله. ومن آل عبد الله محمد بن عبد الله بن علي بن رشيد الذي اغتال ابن أخيه بندر بن طلال، لما اغتال أخاه متعب. وآل عبيد منهم حمود بن عبيد بن علي الرشيد واخوانه.
  5. ^ ألكسي ڤاسيلييڤ (1986). . موسكو: دار التقدم.
  6. ^ يقول الباحث أرمسترونج في كتابه لورد أوف أريبيا المنشور عام 1936 في وصف عبد العزيز الرشيد The Rashid was short, dark, lowering in looks, brusque in manner; a harsh, unlovable man and ungenerous. He had no patience and no ability to handle the tribesmen. He understood force only. He ruled by force. He fought for loot. He was a freebooter and a destroyer.
  7. ^ نص الكامل لكتاب أرمسترونج لورد أوف أريبيا


مراجع للإستزادة

  1. نشأة إمارة آل رشيد - د. عبد الله بن صالح العثيمين - الطبعة الثانية، 1991.
  2. السياسة في واحد عربية : إمارة آل الرشيد - ا. د. مضاوي الطلال الرشيد - دار الساقي، 1998.
  3. إمارة آل رشيد في حائل - محمد الزعارير - بيسان للنشر، 1997.
  4. القول السديد في أخبار إمارة الرشيد – سليمان صالح الدخيل 1999.
  5. التاريخ السياسي لإمارة حائل - جبار يحيى عبيد - تحقيق : عبد الله المنيف - الدار العربية للموسوعات، 2003.
  6. تاريخ العربية السعودية بين القديم والحديث - ا. د. مضاوي الطلال الرشيد - دار الساقي، 2005.
  7. نبذة تاريخية عن نجد – ضاري الفهيد الرشيد – دار اليمامة، 1999.
  8. الفجر الصادق - جميل أفندي صدقي الزهاوي، مطبعة الواعظ بمصر، 1905.
  9. الرحالة الأوروبيون في شمال وسط الجزيرة العربية : منطقة حائل (1845 - 1921 م) - د. عوض البادي - دار برزان للنشر، 2004.
  10. الأزهار النادية في روائع البادية - محمد سعيد كمال - الأجزاء : 3، 7، 11 - مخطة المعارف، 1966.
  11. تاريخ نجد - محمد شكري الألوسي - دار الوراق 2007.
  12. هذه بلادنا : حائل - فهد العلي العريفي - الرئاسة العامة لرعاية الشباب، 1985.
  13. نجد في عصور العامية – أبوعبد الرحمن بن عقيل الظاهري – دار العلوم، 1974.
  14. تاريخ نجد - حسين بن غنام.
  15. الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية - نجدة فتحي صفوة - الجزء الثالث - دار الساقي، 2000.

وصلات خارجية

  • برزان


حكام آل رشيد
المؤسس عبدالله العلي الرشيد - المؤسس عبيد العلي الرشيد - طلال بن عبدالله الرشيد - متعب العبدالله الرشيد - بندر الطلال الرشيد - محمد العبدالله الرشيد - عبدالعزيز المتعب الرشيد (الجنازة) - متعب العبدالعزيز الرشيد - سلطان الحمود الرشيد - سعود الحمود الرشيد - سعود العبدالعزيز الرشيد - عبدالله المتعب الرشيد - محمد الطلال الرشيد
تاريخ النشر: 2020-06-09 05:59:53
التصنيفات: Pages using infobox country with unknown parameters, مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر, آل رشيد, تاريخ الجزيرة العربية, سلالات عربية, أسر حاكمة مسلمة, أسر حاكمة, شمر, تاريخ حائل, تاريخ السعودية, آل الرشيد, بلدان سابقة في الشرق الأوسط

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

آبل تطلق تحديثا جديدا لأنظمة تشغيل هواتفها

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 06:15:24
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 37%

أحمد موسى يوضح أسباب الخلاف بين مصر وصندوق النقد

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 03:26:06
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 59%

الأثار المستردة توضح تطورات استرجاع القطع المهربة إلى الخارج

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 03:26:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

قوات أوكرانيا استخدمت أسلحة محظورة خلال الهجمات على دونيتسك

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 06:16:40
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 87%

محمد بن سلمان.. رؤية ومستقبل وطن

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 03:25:22
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 62%

واشنطن عاجزة عن مساعدة الدول الهشة عسكريا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 03:25:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

الريف المصري توضح مساحات القمح المتوقع زراعتها الموسم المقبل

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 03:26:04
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 51%

وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية التركي

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 03:25:23
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

وكالة: مصر ألغت صفقات شراء للقمح الأوكراني

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 06:16:39
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 86%

هكذا تستمتع بفن الإسترخاء لتحقيق نمط حياة أفضل

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 06:15:25
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 39%

اجعل خيالك بوابة التغلب على مخاوفك

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 06:15:27
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 35%

الصحة توضح استعدادتها لمواجهة جدري القرود

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 03:26:05
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

ستيفن سيغال يؤكد أنه لن يتخلى عن الجنسية الروسية أبدا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-28 06:16:38
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 94%

تحميل تطبيق المنصة العربية