نقولا نقاش

نقولا إلياس نقاش (1825 - أربعة ديسمبر 1894م) أديب وصحافي لبناني، من رجال القانون في العهد العثماني، أنشأ صحيفة «المصباح» عام 1880 التي استمرت إلى عام 1908. انتخب نائباً في «مجلس المبعوثان العثماني» عام 1887. ترجم إلى العربية كثيراً من القوانين العثمانية منها «كليات شرح الجزاء» و»قانون الأراضي» و«نظام أصول المحاكمات التجارية» عام 1885م وله ديوان شعـر. (المنجد، ص 712).

مولده ونشأته

هونقولا بن إلياس بن ميخائيل نقاش، ولد في بيروت في أوائل سنة 1825م وتلقى مبادىء اللغتين العربية والسريانية وقسطاً من الفنون الحسابية، ثم انكب على مطالعة اللغة الإيطالية فأتقنها، وأخذ يتخرج على شقيقه مارون نقاش، فأخذ عنه مبادىء اللغة الهجرية، وطريقة مسك الدفاتر على النسق الغربي، ولما كان أخوه مارون أزمع في ذلك الحين على السفر إلى أوروبا خلفه في كتابة جمارك بيروت وملحقاتها، وبقي على هذه الخطة سبع سنوات طلب بأثنائها العلوم العربية بفروعها، فصار ينشيء الموضوعات وينظم القصائد، وانعكف على مطالعة خط اللغة الهجرية بدون استاذ حتى برع فيها فصار محرراً بارعاً وشاعراً مجيداً، ولما أنشأ شقيقه مارون المسرح العربي، وألف بالعربية أول رواية، أخذته الحمية فألف عدة روايات بالعربية أودعها الحكم والفوائد والآداب والأخلاق.

خدماته

استخدمه تام باشا متصرف بيروت بمعيته، ثم انتخب عضواً لمجلس الإدارة وأخذ العلوم الشرعية و(فهم الفرائض) عن العلامة الشيخ يوسف الأسير، ومن سنة 1869 حتى سنة 1776 كان عضواً لمجلس إدارة ولاية سورية في دمشق، وبأثناء ذلك ترجم وطبع كتاب (قانون الأراضي)، وفي سنة 1877 كان نائباً عن ولاية سورية في مجلس النواب العثماني، وفي سنة 1880 انشأ جريدة (المصباح) وعاشت ثمانية وعشرين عاماً، وتولى تحرير مجلة (النجاح) التي أصدرها القس لويس صابونجي السرياني ويوسف الشلفون، وفي سنة 1889م نصب عضواً دائماً لمحكمة بيروت التجارية ثم استنطق منها، وتعاطى المحاماة حتى آخر حياته، ونال أوسمة كثيرة.

مؤلفاته

قانون التجارة.

ألف روايات كثيرة وهي:

1 ـ الشيخ الجاهل

2 ـ الوصي

3 ـ ربيعة

4 ـ قانون الأراضي

5 ـ قانون الجزاء

6 ـ قانون أصول المحاكمات الجزائية

7 ـ قانون أصول المحاكمات الحقوقية

8 ـ قانون التجارة

9 ـ شرح قانون التجارة

10 ـ ذيل قانون التجارة

11 ـ قانون الأبنية

12 ـ قانون تشكيلات المحاكم

13 ـ كتاب تكريم القديسين.

شعره

كان شاعراً بليغاً، تطرق في منظوماته للحكم والرثاء والمديح والأخلاق والغزل، ومن قوله في الغزل:

لما يا ورد لم يذبلك شوق لروضك نطق دعني يا حسودي ألم ترني وروض الصدغ ظلي فعشت بجيرتي ورد الخدود ويرى فتك الأجفان أمضى من السيوف فنطق. تخاصم السيف والأجفان أيهما أمضى وأفتك في قلب الصناديد واشتد بالخود والأبطال غيظهما فمجلس الحسن منح الحق للخود ووصف عصابة منديل لاحدى السيدات فنطق. هذي عصابة ذات الحسن قد لمعت في ليلة الوصل أم ترصيع إكليل كلا ولكنما واشي الصباح بدا من الجبين فاخفته بمنديل وفي مناجاة حبيبته نطق وقد أبدع. هذا الصباح بدا أم ذا محياك وذاك برق أم افترت ثناياك ام الغزالة من بين الغصون بدت أم وجه هند بدا من خلف شباك مصونة عن خيال الوهم قد حجبت كان ادراكها من فوق ادراكي أيا رعى الله وقتاً بالربوع مضى ولم يرق لي به إلاّك الاك فكم بت أرعي البدر عن شغف كان في البدر نوراً من محياك وكم سعدت دجى إذ كنت غافلة ولم يكن غير عين الله ترعاك نزهت طرفي في روض الجمال كما سجت من ببديع الحسن أغناك معانقاً يدك اليسرى ومتشحاً برد العفاف الذي حاكته يمناك فلم أمد لمنديل الجبين نداً إذ خفت اشراق صبح منه هتاك يا أمة العرب هلا تنقذون فتى همت على فتله أجفان أتراك