تاريخ الإسكندرية

عودة للموسوعة

تاريخ الإسكندرية

خريطة الإسكندرية، حوالي عام 30 ق.م.

يعود تاريخ الإسكندرية إلى تأسيس المدينة، على يد الإسكندر الأكبر، عام 331 ق.م. وتعتبر مدينتا الإسكندرية وأبوقير من المدن الساحلية التراثية وقد نسجت حولهما الأساطير فيما روي عنهما المؤرخون والزائري من الإغريق والرومان والعرب . وكانت المدينتان من المدن المتحفية التي كانت تضم آثار الغابرين الذين عمروهما. وكانت هذه الآثار قائمة لكنها لم تتحد الزمن فوق الأرض. فأبوقير القديمة طمرت وغاصت تحت مياه خليج أبوقير. والإسكندرية بقصورها الملكية المنيفة ومعابدها مالت لتغوص تحت مياه الميناء الشرقي مابين قلعة قايتباي ولسان السلسلة في أواخر القرن الثامن. والغريب أنها مالت في إتجاه واحد كأن المدينتين كانتا ماثلتين فوق جرف أرضي إنهار بهما فجأة. فاختفت المدينتان بعدما كانتا أثرا لكل عين منذ ألف عام. وينطق حتى هذا بسبب الزلال وينطق بسبب الفيضانات التي داهمت المدينتين وأغرقتهما بما فيها منارة الإسكندرية الشهيرة. وطبعا كانت هذه الكارثة إبان العصر الإسلامي . لهذا عند التنقيب تحت المياه وجدت عملات وآثار إسلامية وأعمدة وبقايا معابد فرعونية وإغريقية ورومانية وإسلامية. وفي أبوقير تم العثور علي مخلفات أسطول نابليون الذي أغرقه الإسطول الإنجليزي وهوقابع في الخليج عام 1798. فعندما نتطلع إلي الميناء الشرقي أمام تمثال الجندي المجهول حاليا بالمنشية نجد حتى تحت المياه ترقد أطلال مدينة الإسكندرية الأسطورية. لتمثل بانوراما حضارة قامت وغبرت وجعلت من هذه المدينة المتحفية أسطورة حضارية وأثرية. ولغزا دفينا في أعماق البحر.

الاستيطان المبكر

مباشرة إلى الشرق من الإسكندرية في العصور القديمة (حيث يوجد اليوم خليج أبوقير) كانت هناك مستنقعات والكثير من الجزر. ومنذ القرن السابع ق.م.، تواجدت مدن موانئ هامة، منها كانوپ وهيراكليون. وتلك الأخير أعيد اكتشافها مؤخراً تحت الماء. جزء من كانوپ مازال على البر فوق الماء، قد درسه فهماء الآثار لزمن طويل. كما كانت هناك أيضاً بلدة منوتيس. ولطالما كانت دلتا النيل ذات أهمية سياسية كنقطة الدخول لمن يريد التجارة مع مصر.

وقد تواجدت مدينة أوبلدة راكوتيس (كوم الدكة) على الشاطئ حيث توجد الإسكندرية اليوم. وخلفها كانت هناك خمس قرى متناثرة على طول الشريط بين بحيرة مريوتيس والبحر، حسب غرام الإسكندر.

كان المصريون يعيشون حول قرية راقودة الإغريقية داخل المدينة. وكان الإغريق مفتونين بالفن الفرعوني فلقد عثر علي ثلاثة تماثيل لبطليموس في وضع فرعوني و28 أبوالهول ومسلات كثيرة وبعض الأعمال الفنية الفرعونية وقد إنتزعها البطالمة من مدينة هليوبوليس (عين شمس) وكانت تزين بها المقرالرئيسي لعبادة الإله الفرعوني رع. وكان جان إمبرير - مدير البحث بمركز البحوث الوطني الفرنسي قد شارك في العمل مع فريق البحث الفرنسي والمصري المشهجر- قد أدلي لبرنامج (نوفا) بشبكة PBS الأمريكية بحديث عن الأعمال الإستكشافية الأثرية التي تجري بالميناء الشرقي بالإسكندرية .

فنطق حتى الفريق عثر علي لوحة رخامية متآكلة عليها حروف إغريقية خمسة هي (alpha, rho, tau, sigma and omega) وكل حرف إرتفاعه 30 سنتيميتر من البرونز ولم يبق منها سوي بقايا مع ثقوب في الرخام. وهذه الحروف الخمسة ليست كافية لفهم ماخط علي اللوحة . لكن دارسا أمريكيا قد إستطاع التعهد علي هذه اللوحة التاريخية وتبين أنها مخطوط يخص بناء منار الإسكندرية. والتماثيل التي كانت مقامة أمام قاعدتها كانت لملوك البطالمة في شكل فراعنة للتعبير علي أنهم ليسوا سادة الإسكندرية فقط ولكن لكل مصر. وكان جميع زائر للإسكندرية من البحر لابد حتى يمر أمام هذه التماثيل. وكان من بينها تماثيل للملكات في شكل الربة إيزيس المصرية. وبين في حديثه حتى تماثيل أبوالهول التي عثر عليها. جميع واحد منها كان يمثل ملكا من ملوك الفراعنة. وكل منها يختلف في الحجم ومادة الحجر الذي خلق منه .فبعضها من الجرانيت أوالكوارتز وكانت قد جلبت هذه التماثيل من هيليوبوليس مع المسلات لتزين الإسكندرية أوتتخذ للبناء. وهذه المسلات قد أخذ بعضها من الإسكندرية لروما ولندن وباريس وأمريكا. كما تحدث عن كيفية معالجة الأحجار والتماثيل المنتشلة من البحر والخشية عليها من تأثير الأملاح التي تهجرز في الطبقة الخارجية والتي تسمي بجلد الأثر الحجري نطق: عن طريق وضعها في يوم إنتشالها بأحواض فيها ماء مملح بنسبة تعادل نسبة الصوديوم في ماء البحر. ثم تخفف نسبة الصوديوم بالتدريج بالماء العذب حتي تتخلص من الملح بداخلها. ويغير الماء حتي يصبح ماء الغسيل عذبا. وهذه العملية تستغرق ستة شهور. ثم تخزن في الهواء ولاخوف عليها بعد الغسيل من التآكل أوالتملح.


التأسيس

الإسكندر الأكبر، مؤسس الإسكندرية، بريشة پلاسيدوكوستانزي (1736-1737)

الإسكندرية أسسها الإسكندر الأكبر في 331 ق.م. (اليوم في تلك السنة هوموضع خلاف) بإسم Ἀλεξάνδρεια (ألكساندرِيا). كبير معماريي الإسكندر للمشروع كان دينوقراطس. الروايات القديمة عديدة ومتنوعة للغاية، وتتأثر كثيرًا بالتطورات اللاحقة. يروي أحد الأوصاف الأكثر رصانة، التي قدمها المؤرخ آريانوس، كيف من الممكن أن قام الإسكندر بوضع التخطيط العام للمدينة، ولكن افتقاره للطباشير أووسائل أخرى، جعله يلجأ إلى رسمها بالحبوب. وهناك الكثير من أساطير التأسيس الأكثر خيالية في غرام الإسكندر وقد التقطها المؤرخون في العصور الوسطى.

بعد بضعة أشهر من التأسيس، غادر الإسكندر مصر شرقاً ولم يعد إلى مدينته قط. بعد مغادرة الإسكندر، واصل نائبه، كليومينس، توسيع المدينة.

في صراع مع خلفاء ألكسندر الآخرين ، نجح الجنرال پطليموس (لاحقًا پطليموس الأول من مصر) في جلب جسد الإسكندر إلى الإسكندرية. أصبحت مقبرة الإسكندر وجهة سياحية شهيرة للمسافرين القدماء (بما في ذلك يوليوس قيصر). مع رموز القبر و المنارة ، روّج الپطالمة لأسطورة الإسكندرية كعنصر من شرعيتهم للحكم.

كان المقصود من الإسكندرية حتى تحل محل Naucratis مركزاً هلينياً في مصر، وأن تكون الرابط بين اليونان ووادي النيل الغني. إذا كانت هذه المدينة ستقبع على الساحل المصري، فلنقد يكون هناك سوى مسقط واحد محتمل، خلف نافذة جزيرة فاروس بعد إزالة الطمي الذي يلقيه النيل، مباشرةً إلى الغرب من أقصى فروع مصب النيل إلى الغرب، الفرع "كانوپي". وفي الوقت نفسه، يمكن حتى تتمتع المدينة بإمدادات المياه العذبة عن طريق قناة من النيل. كما قدم المسقط حماية فريدة ضد الجيوش الغازية: الصحراء الليبية الشاسعة إلى الغرب ودلتا النيل إلى الشرق.

على الرغم من حتى كليومينس كان مسئولاً بشكل رئيسي عن تطبيق رؤية التطور المستمر للإسكندرية، فإن الـهپتاستاديون Heptastadion (الجسر سباعي الأرجل إلى جزيرة فاروس) والأحياء الرئيسية يظهر أنها كانت في الأساس أعمال بطلمية. التفاصيل الديمغرافية لكيفية نموالإسكندرية بسرعة إلى حجمها العظيم لا تزال غير معروفة.


تخطيط المدينة

كانت مدينة الإسكندر قد قام بتخطيطها المعماري (دينوقراطيس). ولم يكن تخطيط المدينة الجديدة مبنادى بل كان تخطيطا عمليا أشبه بالمدن الإغريقية القديمة. حيث كان تخطيطها علي شكل شطرنج أوما يسمى الطراز الهيبودامي تعبير عن شارعين رئيسيين ومتقاطعين بزاوية قائمة هما شارع كانوبك وشارع سوما وعرض جميع منهما 14 متر. ومنهما تتفرع شوارع جانبية متوازية عرضهاسبعة متر. وكان كانوبك (شارع فؤاد حاليا ) يربط بوابة القمر من الغرب وبوابة الشمس من الشرق. وكان الشارع يمتد شرقا ليربط مدينة كانوبس (أبوقير). وكان يتقاطع شارع سوما (النبي دانيال حاليا )مع شارع كانوبك ويمتد من الشمال للجنوب .وتقاطعهما كان مركز مدينة الإسكندر حيث ينطق حتى الإسكندر الأكبر قد دفن هناك بهذه المنطقة بعد عودة جثمانه من بابل. وكان يربط جزيرة فاروس شمال شرق الميناء الكبير بالبر جسر يطلق عليه هيبتاستاديون(هيبتا :سبعة .ستدات وحدة مقياس طولي ). وكان جسرا ضيقا نسبيا ثم تحول ليابسة ضمت الجزيرة بالبر في منطقة المنشبةوالأنفوشي. وكان يفصل بين المينائين الشرقي وكان يطلق عليه الميناء الكبير والغربي وكان يطلق عليه ميناء العود الحميد.

وكان عند ميناء طبيعي قرب قرية الصيادين براقودة بني الإسكندر ميناء محصنا أشبه بالقلعة شرق الميناء الشرقي حاليا عند منطقة السلسلة. وقد قام بتوصيل جزيرة فاروس المقام عليها قلعة قايتباي حاليا بالبر بجسر هيبتاستديون وكان طوله 1300متر. وبهذا أقام مينائين لمدينته علاوة علي الفنارليرشد السفن ليلا ونهارا من فوق جزيرة فاروس. وكان الحي الملكي قرب الإبراهيمية ومصطفي تام وشمالهما. وكان بالمدينة معبد السرابيوم لعبادة الإله سيرابيس وهوبالمنطقة بين باب سدرة وكوم الشقافة وبجواره معبد الإله مترا الإغريقي وقد تهدم المعبد أيام الرومان. وفوق تل سدرة يوجد عمود السواري (بومبي) وتمثال فرعوني جرانيتي كبير وخلفه تماثيل الآلهات لحمايته. ويسار العمود يوجد جعران عليه كتابة هيروغليفية وفوق التل يوجد ثلاث تماثيل لأبوالهول اثنان إغريقيان يمثلان بطليموس السادس والثالث فرعوني بلا رأس ويوجد أجزاء من تماثيل رمسيس الثاني وبسماتيك وقد جلبت من هيليوبوليس . كما يوجد مقياس للنيل لقياس منسوب مياه ترعة المحمودية حاليا و12 خزان لحفظ مياه الفيضان وحمامات أثرية.

وفي تل كوم الدكة (الديماس أوالبانيوم ) كان المسرح المدرج الروماني وحوله حديقة وهومن المباني الدائرية أشبه بطراز الكولوزيوم بروما وكانت مدرجاته من الرخام وكان له سوران متداخلان علي هيئة حدوة الحصان من الحجر والطوب الأحمر. وكانت قوة الإسكندرية قد إكتسبتها عام 320 ق.م عندما إنتقلت العاصمة من منف بالجيزة للإسكندرية أيام حكم البطالمة الإغريق. وكانت تحتكر صناعة ورق البردي في العالم وقتها وكانت تصدر الأدوية والعطور والمجوهرات. وظلت قوتها الإقتصادية حتي العصر البيزنطي. وقد إنتعشت أيام حكم البطالمة الأوائل حتي أصبحت أشهر وأكبر مدينة في العالم . وكانت شهرتها تعود للإنجازات الفهمية والفلسفية ومخطتها الكبري (الموسينون) ومنارتها بجزيرة فاروس والهيبتاستاديون ديك ومعبد سيرابيس. وكان القصر الملكي موئلا خصبا لفضائح ملوك والأسرة الحاكمة. لكن كان العصر المضىي للمدينة البطليموسية إبان حكم الثلاث ملوك الأول من البطالمة.

وفي عام 1995 قام فريق فرنسي يعاونه فريق مصري من الغواصين لمسح طوبوغرافية مساحة تقدر بفدانين ونصف تحت الماء تجاه قلعة قايتباي فعثروا علي آلاف البتر الأثرية الغارقة تحت أعمدة القلعة من بينها تيجان وقواعد وتماثيل ومخلفات فرعونية وإغريقية ورومانية وصف من الكتل الجرانيتية الحمراء جلبت من أسوان. وكانت لسور جداري مقام بشمال القلعة وتزن جميع كتلة حجرمن 50 – 70 طن. وينطق أنها بقايا فنارة الإسكندرية القديمة وكانت قد تهدمت نتيجة زلزال في القرن 14 وهناك تم العثور علي تمثال للملك بطليموس الثاني. وينطق حتى هذا التمثال كان مقاما أمام منارة الإسكندرية التي دمرت عام 1341.


العصر البطلمي

وبحلول عام 250 ق.م.، كانت قد أصبحت أكبر مدينة في حوض البحر الأبيض المتوسط. وتقع مدينة الإسكندرية علي البحر فوق شريط ساحلي شمال غربي دلتا النيل ووضع تخطيطها المهندس الإغريقي (دينوقراطيس) بتكليف من الإسكندر لتقع بجوار قرية قديمة للصيادين كان يطلق عليها راكوتا (راقودة). والمدينة قد حملت إسمه. وسرعان ما إكتسبت شهرتها بعدما أصبحت سريعا مركزا ثقافيا وسياسيا وإقتصاديا ولاسيما عندما كانت عاصمة لحكم البطالمة في مصر وكان بناء المدينة أيام الإسكندر الأكبر إمتدادا عمرانيا لمدن فرعونية كانت قائمة وقتها ولها شهرتها الدينية والحضارية والتجارية. وكانت بداية بنائها كضاحية لمدن هيركليون وكانوبس ومنتوس . وإسكندرية الإسكندر كانت تتسم في مطلعها بالصبغة العسكرية كمدينة للجند الإغريق ثم تحولت أيام البطالمة الإغريق إلي مدينة ملكية بحدائقها وأعمدتها الرخامية البيضاء وشوارعها المتسعة وكانت تطل علي البحر وجنوب شرقي الميناء الشرقي الذي كان يطلق عليه الميناء الكبير مقارنة بينه وبين مبناء هيراكليون عند أبوقير علي فم أحد روافد النيل التي إندثرت وحالياإنحسر مصب النيل ليصبح علي بعد 20 كيلومترا من أبوقير عند رشيد. والمدينة الجديدة قد اكتسبت هذه الشهرة من جامعتها العريقة ومجمعها الفهمى "الموسيون" ومخطتها التى تعد أول معهد أبحاث حقيقى في التاريخ ومنارتها التي أصبحت أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم. فقد أخذ فهماء الإسكندرية في الكشف عن طبيعة الكون وتوصلوا إلى فهم الكثير من القوى الطبيعية. ودرسوا الفيزياء والفلك والجغرافيا والهندسة والرياضيات والتاريخ الطبيعى والطب والفلسفة والادب. ومن بين هؤلاء الأساطين إقليدس عالم الهندسة الذى تتلمذ على يديه أعظم الرياضيين مثل أرشميدس وأبولونيوس وهيروفيلوس في فهم الطب والتشريح وإراسيستراتوس في فهم الجراحة وجالينوس في الصيدلة وإريستاكوس في فهم الفلك وإراتوستينس في فهم الجغرافيا وثيوفراستوس في فهم النبات وكليماكوس وثيوكريتوس في الشعر والأدب فيلون وأفلاطون في الفلسفة وعشرات غيرهم أثروا الفكر الإنساني بالعالم القديم. فماهي سيرة هذه المدينة الملكية القديمة؟. وما هومصيرها؟. وكيف إكتشفت مؤخرا وهي غارقة تحت مياه الميناء الشرقي؟. حيث شكلت بانوراما مائية أدهشت الغواصين والباحثين بتماثيلها وقصورها وأعمدتها وكنوزها. ولقد عثر الباحثون عن آثار الإسكندرية القديمة وأبوقير تحت الماء علي أطلال غارقة عمرها 2500 سنة لمدن فرعونية–إغريقية. ولاتعهد حتي الآن سوي من خلال ورودها فيما رواه المؤرخون الرحالة أومااتى بالأساطير والملاحم اليونانية القديمة. وكانت مدينتا هيراكليون ومنتيس القديمتين قرب مدينة الإسكندرية القديمة وحاليا علي عمقثمانية متر بخليج أبوقير. وكانت هيراكليون ميناء تجاريا يطل علي فم فرع النيل الذي كان يطلق عليه فرع كانوبس. ومدينة منتيس كانت مدينة دينية مقدسةحيث كان يقام بها عبادة إيزيس وسيرابيس. والمدينتان غرقتا في مياه البحر الأبيض المتوسط علي عمق نتيجة الزلازل أوفيضان النيل. وكان لهذا ميناء هيراكليون الفرعوني شهرته لمعابده وإزدهاره تجاريا لأنه كان أبرز الموانيءالتجارية الفرعونية علي البحر الأبيض المتوسط فلقد إكتشفت البعثات الإستكشافية مواقع الثلاث مدن التراثية التي كانت قائمة منذ القدم وهي هيراكليون وكانوبس ومينوتيس. فعثرت علي بيوت ومعابد وتماثيل وأعمدة. فلأول مرة تجد البعثة الإستكشافية الفرنسية شواهد علي هذه المدن التي كانت مشهورة بمعابدها التي ترجع للآلهة إيزيس وأوزوريس وسيرابيس مما جعلها منطقة حج ومزارات مقدسة. وظل مبناء هيراكليون مزدهرا تجاريا حتي بني الإسكندر الأكبر مدينة الإسكندرية عام 331 ق.م. وكان علي العالم الفرنسي فرانك جوديو. رئيس فريق البحث الدولي عن الآثار البحرية التفتيش علي عمق 20- 30 قدما في هذه المنطقة لمدة عامين في الساحل الشمالي وكان يعاونه فريق البحث والتنقيب في خليج أبوقير مستعينا بما دونه الأولون عن هاتين المدينتين واستعان بأجهزة كشف وتصوير حديثة من بينها جهاز قياس قوة المغناطيسية وجهاز يعمل بالرنين النووي لتصوير خريطة مغناطيسية للقاع وجهاز التوقيع المساحي المنصل بالأقمار الصناعية لتحديد مواقع الآثارومسقط جميع بترة. حيث إكتشفت أعمدة من الجرانيت تحت الرمال بالقاع. ولوحظ شرخ كالهلال طوله 115 قدم وعرضه 50 قدما وكان مملوئا بالرمال. ويقول جوديومعلقا علي مدينة هيراكليون: إذا هذا أبرز إكتشاف في تاريخ العثور علي آثار بحرية. وكان الفريق قد إستعان بأحدث الأجهزة ومن بينها الموجات المغناطيسية لرسم خريطة تحت المياه للمسقط ما بين عامي 1999 و2000 .وتم في مؤتمر صحفي في يونيوالماضي عرض بعض ماتم العثور عليه وتصويره أمام الصحافة وتلفزيونات العالم. فلقد عثر الفريق علي رأس فرعون وتمثال نصفي مجعد الشعر وله ذقن للإله سرابيس وتمثال طولي بلا رأس من الجرانيت للإلهة ايزيس وهما من الآلهة الفرعونية القديمة.

ويقول المؤرخون حتى مدينتي مينتوس المدينة الدينية وهيراكليون التجارية الغارقتين قد شيدتا إبان القرنين السادس والسابع قبل الميلاد وقبل مجي الإسكندر لأكثر من قرنين. وستظلان قابعتين تحت الماء ولن ينتشل منهما سوي الآثار التي يمكن حملها ووضعها في المتاحف. ولقد تحدثت كتابات الأقدمين عن هاتين المدينتين التراثيتين بإستفاضة وعن أهمبة المنطقة التي كانت تضم مسقطهما قبل حتى تغمرهما مياه البحر بسبب ما ينطق بزلزال. فلقد ذكرهما المؤرخ الشهير هيرودوت عام 450 ق.م. فوصف معبد إيزيس الشهير بمنتيس. وقد اتى ذكر هذا المسقط في التراجيديات والأساطير الإغريقية ولاسيما في سيرة مينلاوس ملك إسبرطة الذي توقف في مدينة هيراكليون أثناء عودته من طروادة ومعه الملكة هيلينا. وكانت مدينة هيراكلون قد فقدت أهميتها الإقتصادية بعدما شيد الإسكندر مدينته الإسكندرية لتكون عاصمة لمصر لقربها من أثينا اليونانية. وقد قسي عليها الزمن فداهمها الزلزال في القرنين السابع والثامن بعد حوالي ألف عام من إنشائهما. فمالت أعمدتها وجدران معابدها تجاه البحر حتي غمرتها المياه لتصبح آثارها غارقة علي بعد أربعة ميل من شاطيء خليج أبوقير وهذا ما يتضح من خريطة المسح المغناطيسي للمسقط الذي قام به باحثون من جامعة ستانفورد الأمريكية. وغاصت مع المدينة المنكوبة مدينتا كانبوس ومينتوس. وكان الغواصون قد إكتشفوا في المسقط تحت الماء عملات مضىية وجواهر إسلامية وبيزنطية. وفي دراسة أخري ينطق حتى المدينتين القديمتين هيراكليون ومينتوس قد غرقتا بسبب الفيضان عندما فاضت مياهه عند مصب فم النيل حيث كانت المدينتان وحللت المياه التربة وحولتها لعجينة سائلة تحتهما. فانزلفت المدينتان لمياه الخليج بسبب شدة مياه الفيضان التي كانت تنحر التربة تحت أساساتهما فجرفتهما. وهذا ما بينته تحليلات الرسوبيات في خليج أبوقير. وهذه النظرية قد بينها العالم الجغرافي الأثري جيان ستانللي من مؤسسة سميثسونيان مستبعدا مقولة إختفاء المدينتين بسبب الزلازل أوغمر مياه الخليج. فعكس ماينطق فقد توصل إلي حتى النيل قد فاض وارتفع مترا عن المعتاد مابين عامي 741 و742 م. وأيا كان فالمدينتان قد غرقتا بعد عام 730 م. لأن العملة الإسلامية التي وجدت بين الأطلال الغارقة عليها نقشت هذه السنة. والغريب لاتوجد كتابات تغطي هذه الكارثة ولم تتحدث عنها حتي بين المؤرخين العرب. حقيقة سجلات الفيضان للنيل تبين فيضانا هائلا قد سقط بهاتين السنتين. كما حتى سجلات الزلازل لاتبين وقوعها في هذه الفترة.

الفترة البطلمية

Alexandria, sphinx made of pink granite, Ptolemaic, Pompey's Pillar.

لم يحالف الحظ الإسكندر لرؤية ولومبنى واحد من المدينة التى أمر ببنائها حيث عاد إليها بعد موته ليدفن جثمانه بها..وحيث انه لم يكن له ابن شرعى، فقد تم تجزئة إمبراطوريته بين ثلاث من قواد جيشه وكانت مصر من نصيب أمهرهم وهو: "بطليموس"، والذى حكمت أسرته مصر طيلة الثلاث قرون التالية.. ورغم كونه غير مصرى(مقدونى المولد) إلا أنه شهد ميلاد المدينة الجديدة والتى أرادها حتى تصبح عاصمة ثقافية وفكرية للعالم أجمع وفي عهده (من 323 ق م إلى 304 ق م) اتسعت مملكته لتضم ليبيا وفلسطين وقبرص بجانب مصر. ومنذ عهده أصبحت الإسكندرية هى عاصمة مصر.. وانتعشت المدينة في عهد بطليموس الثاني الذى كان شغوفاً بالفهم والفهم فأقام مخطة الإسكندرية الشهيرة وجمع جميع الخط من اليونان وسورية وبابل وبلاد فارس والهند..اشتراها بماله الخاص ووضعها في المخطة ويأتى الطلبة من جميع أنحاء العالم ليتفهموا أمور الفهم والرياضيات والفلسفة و.. في الإسكندرية.. كذلك قرر حتى تتم ترجمة التوراة إلى اليونانية. وبناء على طلبه، اختار الكاهن الأكبر لمعبد القدس 72 من كبار اليهود وأوفدهم إلى الإسكندرية ، ليقوموا بشرح التوراة للمترجمين فأتموا ترجمة الخط الخمسة المنسوبة إلى موسى عليه السلام وأصبحت هذه الترجمة للتوراة معروفة بـ"النص السبعيني". ولم تكن الإسكندرية في ذلك العصر معروفة فقط بأنها عاصمة الفهم والفهم بل كانت أيضاً معروفة بأنها أكبر مكان لتجمع اليهود على مستوى العالم. حيث كان لانتعاش ونموالمدينة أثر في زيادة الهجرات اليهودية للمدينة..وكان جيش البطالمة يضم بعض الجنود المرتزقة الذين كان منهم اليهود والذين سكنوا مصر وبالتحديد في الإسكندرية . كذلك فقد اقتنى بطليموس الثانى الكثير من العبيد اليهود ثم أطلق سراحهم وجاز لهم بالسكن في الإسكندرية. والحقيقة حتى يهود الإسكندرية في ذلك العصر قد شاركوا في نموالمدينة فكرياً فظهر منهم الكثير من الفلاسفة والفهماء.

غير حتى البطالمة كانوا حريصين على تقسيم المدينة إلى ثلاث أحياء أوأقسام:

  1. يوناني (حي بروشوم).
  2. مصري (حي راكتوس والمعروف الآن بكوم الدكة)
  3. يهودي (في المنطقة الشرقية من المدينة).

مما كان له من أثر سلبي في ظهور بعض الاضطرابات منذ عهد بطليموس الرابع (221-204 ق م) الذي خاض حروباً في فلسطين أدت في النهاية لضياع الشام من قبضة مصر مما كان له من أثر سلبي على يهودي الإسكندرية الذين أظهروا كثير من التمرد والعنف طيلة الثلاثون عاماً التالية ومن وقت لآخر حتى سقوط البطالمة.وبصفة عامة كان للبطالمة الجانب المضيء والسلبي أمرهم كأمر أي شئ في العالم: فالنهضة الفهمية والفكرية..المخطة..منارة الإسكندرية ..القصر الملكي ..المعابد وعلى رأسها معبد سيرابيس..ووصل جزيرة فاروز بالشاطئ الرئيسي (ما يعهد بالمنشية حاليا) الذي لم يتح فقط سهولة الانتنطق للجزيرة بل جاز كذلك بوجود ميناءين للمدينة (ميناء شرقى وغربى).. كذلك التزام البطالمة بالتنطقيد والعقائد المصرية حيث مزجوا بين المعبودات المصرية القديمة واليونانية، فقد اعتمدوا بصفة عامة على ولاء الشعب المصري وحكموا كمصريين، وعلى الجانب الآخر، كانت معاناة المصري البسيط من سوء الأحوال الاقتصادية بسبب الضرائب المرتفعة..كذلك كان اليونان يمثلون الطبقة العليا في مصر رغم حتى الجهاز الإداري ظل في أيدي المصريين.. فضلاً عن حتى القصر الملكى قد كثير من الفضائح العائلية من اغتال وسرقة للعرش وغيرها.. غير حتى العصر المضىي للإسكندرية كان وبحق من نصيب أول ثلاث حكام بطالمة..


نهاية الفترة البطلمية وبداية الفترة الرومانية

دراخمة من الإسكندرية، 222-235 م. الوجه: Laureate head of Alexander Severus, KAI(ΣΑΡ) MAP(ΚΟΣ) AYP(ΗΛΙΟΣ) ΣЄY(ΑΣΤΟΣ) AΛЄΞANΔPOΣ ЄYΣЄ(ΒΗΣ). الظهر: Bust of Asclepius.
المسرح الروماني القديم بالإسكندرية

وبسبب كثير من الصراعات على الحكم داخل الأسرة البطلمية في أواخر عهدها، بدأت روما (القوة الصاعدة الجديدة في ذلك الوقت) في السيطرة على مصر حتى أصبحت مصر في النهاية تحت الوصاية الرومانية منذ عام 80 ق م.. وفى عام 48 ق م، استعانت كليوباترا بالقائد الروماني يوليوس قيصر للتخلص من أخيها بسبب صراعهم على الحكم..فدخل بجيشه الإسكندرية للقضاء على أخيها وبعد عدة معارك انتصر قيصر وتم اغتال أخيها..وبذلك استطاعت كليوباترا الانفراد بحكم مصر! وعلى أحد آراء بعض المؤرخين فقد تم حرق مخطة الإسكندرية الشهيرة في ذلك الوقت في صراع يوليوس قيصر مع بطليموس الثالث عشر(أخوكليوباترا)..قد دخلت كليوباترا في علاقة حب أولاً مع يوليوس قيصر(الذي اغتال في عام 44 ق م) ثم في علاقة حب أخرى مع القائد الروماني مارك أنتونى، الذي بسببه أقحمت كليوباترا مصر في حرب مع منافسه أوكتافيوس (أغسطس) تلك الحرب التي انتهت بهزيمة الأسطول المصري ومقتل مارك انتونى ثم انتحار كليوباترا ثم أخيراً سقطت مصر كمقاطعة رومانية في عام 30 ق م.

هذا عرض لأشهر الموانيء التاريخية بمنطقة الإسكندرية وقد تناولنا مدنها هبراكليون ومنتيس وكانوبس والإسكندرية أومايمكن حتى ينطق بالشاطيء القديم للساحل الشمالي لغربي الدلتا . فمن خلال القراءات والعثور علي الآثار الغارقة صور الأثريون هذه المدينة وما إندثر من شواطئها بعمل الزمن. فلقد تقلصت هذه المدينة التراثية مع أبوقير بسبب 23 زلزال ضربوا السواحل الشمالية ما بين عامي 320 – 1303 م. مما جعل أرضية خليج أبوقير والميناء الشرقي تغور وتبتلعها المياه. فهل مازال الخطر ماثلا يتهدد الإسكندرية وأبوقير وبقية الساحل الشمالي ولاسيما وأن البنايات قد إمتدت وتشكل ثقلا قد ينوء بحمله وتحمله الشاطيء المطل علي البحر؟

رغم حتى البطالمة لمقد يكونوا من المصريين إلا انهم حكموا كمصريين- فراعنة- وشهدت الإسكندرية في عهدهم ميلادها الحقيقي وازدهارها الأول وكانت عاصمة لمصر لأكثر من ثلاثة قرون ، إلا حتى الرومان حولوا مصر من دولة مستقلة ذات سيادة إلى مجرد ولاية تابعة للإمبراطورية الوليدة –روما- فلم يقدموا الكثير ليحظوا باحترام أوتقدير المصريين! فقد حظى عهدهم بكثير من الأحداث والصراعات .. بدأ حكمهم بإلغاء مجلس المدينة في الإسكندرية العاصمة (ما يعهد بالبرلمان حالياً) مما أثار الاحتجاج والغضب، كذلك تم نزع جميع القوى عن الأسرة البطلمية مما أدى إلى ظهور طبقة من الأثرياء النبلاء بلا عمل! كما زادت الضرائب وكأنها نوع من "العقاب" الجماعي وكان القمح يغرس في مصر ويشحن من الإسكندرية إلى روما ليطعم أهلها! مما جعل لمصر أهمية خاصة..

وخوفاً من الطبيعة المتمردة الثائرة التي وصف بها أهل الإسكندرية في تلك الحقبة وكذلك ذكرى نهاية كليوباترا ومارك أنتونى في المدينة وسقوط مصر وما صاحب تلك الفترة من توتر ، فقد فكر الإمبراطور الروماني أغسطس في بناء مدينة جديدة شرق الإسكندرية مباشرة والتي عهدت فيما بعد بـ" نيكوبوليس" Nicopolis والتي أصبحت - بأتساع المدينة- جزء من الإسكندرية والمعروفة الآن بمنطقة "الرمل"! ثم تم فيما بعد بناء مخطة كبيرة بها "كازيروم"Caesarium، حاول الرومان بها جذب الفهماء والمفكرين.. وقد ظلت الإسكندرية أكبر مدينة في الإمبراطورية الرومانية الواسعة بعد روما العاصمة.. كذلك تم تجديد وإعادة حفر القناة القديمة التي كانت تربط نهر النيل والبحر الأحمر لخدمة التجارة.. وكذلك فقد منح الرومان لليهود في الإسكندرية-والذين كانوا يمثلون جزءا أساسيا من الهجريبة السكانية للمدينة- حريات كثيرة وجاز لهم بإدارة شئونهم الخاصة..غير حتى جميع ذلك لم يوقف حركات التمرد والتوتر في المدينة والتي وصف أحد الكتاب القدماء أهلها بأنهم "الأكثر رغبة في الثورة والقتال من أي قوم آخر"!

فمن تمرد اليهود في عام 116 والتوتر المتواصل بين اليهود واليونان على مسائل قديمة. فضلاً عن احتجاج السكندريون بصفة عامة على الحكم الروماني، والذي أدى في عام 215 وعلى إثر زيارة الإمبراطور الروماني إلى الإسكندرية إلى اغتال ما يزيد عن عشرين ألف سكندري بسبب قصيدة هاتى قيلت في الرجل!

حين سمع سكان الإسكندرية بزعم الامبراطور كركلا أنه اغتال شقيقه الامبراطور گـِتا دفاعاً عن النفس، خطوا قصيدة هاتى يسخرون فيها من ذلك الزعم ومن أكاذيب كركلا الأخرى. وفي 215، سافر كركلا إلى الإسكندرية ورد على الإهانة بأن قام بذبح وفد علية القوم، الذين قدموا للترحيب به في مدينتهم. ثم أمر قواته بالقيام بالمذابح والحرق والنهب بالمدينة لبضعة أيام. وبعد المذبحة توجه كركلا شرقاً إلى أرمنيا. وبحلول 216، كان قد عبر أرمنيا وتوجه جنوباً إلى پارثيا.


غير حتى من أبرز مسببات الاضطراب هوحتى العالم قد شهد أحد أبرز الأحداث في التاريخ وهوميلاد الديانة الجديدة..المسيحية..والتي تزامنت مع بداية الحكم الروماني في مصر..وحيث حتى الديانة الجديدة بدأت تجذب الكثير من المصريين نظراً لما تدعوإليه من خير للبشرية جمعاء ، فقد بدأ عصر حديث من الاضطهاد فقتل القديس مرقص في الإسكندرية عام 62 م وهوالذي أدخل الديانة الجديدة إلى مصر وحدثا زاد عدد المؤمنين زاد الاضطهاد..حيث كانت روما ترغب فرض عبادة الإمبراطور وكذلك العبادات الوثنية على المصريين!

ومن الصعب حتى نقدر على وجه التحقيق أعداد أولئك الذين استشهدوا من جراء موقفهم المناوئ للرومان في سبيل دينهم ولا ريب حتى أعدادهم كانت بالآلاف (يقول بعض المؤرخين حتى عدد الشهداء وصل إلى 144000 شهيد خلال تسعة أعوام) حتى حتى الكنيسة القبطية أطلقت على هذا العصر "عصر الشهداء" واتخذتها بداية للتقويم القبطي المعروف بتقويم الشهداء تخليداً لذكراهم وجهادهم في سبيل إيمانهم ويبدأ التقويم في سنة 284. وبسبب هذا الاضطهاد الديني المريع والظلم البين لجأ البعض إلى الفرار بدينهم إلى الصحراء بقصد التعبد والتنسك ومن هنا قام نظام الرهبنة الذي هوفي الأصل مصري صميم تفهمه العالم من مصر.

الفترة البيزنطية ودخول الفرس

كانت الإمبراطورية الرومانية قد انقسمت إلى إمبراطوريتين شرقية(وعاصمتها بيزنطة) وغربية (وعاصمتها روما)..وكانت الإمبراطورية البيزنطية قد وصلت إلى حالة بالغة من الضعف في القرن السابع الميلادي فشجع ذلك الإمبراطورية الفارسية في الشرق على الهجوم على ممالكها واحتلال الشام ومصر.. وولج الفرس الإسكندرية ونهبوا المدينة وقتلوا الكثير من أهلها وفي أماكن أخرى من مصر أحدث الفرس مذابح مشابهة..وكان الإسلام في الجزيرة العربية ما يزال وليداً عندما سقطت تلك الأحداث التي ذكرت في القرآن في أول سورة الروم حيث حزن المسلمون بهزيمة الروم لأنهم أهل كتاب مثل المسلمين في حين حتى الفرس يدينون بالمجوسية ولكن الله بشرهم حتى النصر سيحالف الروم من حديث في بضع سنين وعندها سيفرح المؤمنون وصدق الله وعده فلم يدم الحكم الفارسي إلا بضع سنين حيث استطاع الإمبراطور هرقل استرداد ممالكه ورجعت الإسكندرية من حديث تابعة للإمبراطورية البيزنطية الرومانية..وقد أراد هرقل تعيين بطريرك قوى في الإسكندرية يسند له الرئاسة السياسية بجانب سلطته الدينية ليكون قادر على قهر الأقباط فعين بطريرك رومانيا يدعى "قيرس" والمعروف عند مؤرخي العرب باسم "المقوقس"..

كان النزاع الممضىي على ما يعهد بالمونوثيليتية ما يزال على أشده في مصر وخاصة في الإسكندرية-عاصمة مصر في ذلك الوقت.. وقد أراد الإمبراطور هرقل تعيين بطريرك قوى يسند له الرئاسة السياسية بجانب سلطته الدينية ليكون قادر على قهر الأقباط وإرغامهم على اتباع الممضى المونوثيليتية فعين قيرس - وكان رومانياً- لهذا المنصب..ولم يكد هرقل يصل إلى الإسكندرية في خريف سنة 631 م حتى هرب البطريرك بنيامين ولكن قبل رحيله عقد مجمعاً بالإسكندرية شهده القسس والرعية وألقى فيه خطاباً يحضهم فيه "على حتى يثبتوا على عقيدتهم حتى يوافيهم الموت" ثم خط إلي أساقفته جميعاً يأمرهم بالهجرة إلى الجبال والصحارى أنبأهم حتى البلاد سيحل بها الوبال وأنهم سيلقون الظلم لعشر سنوات ثم يحمل عنهم بعد ذلك ثم تسلل بنيامين في كنف الليل إلي صعيد مصر على جانب الصحراء(عند مدينة قوص) حيث مكث بدير صغير هناك..

وبعد حتى فشل قيرس (المعروف عند مؤرخي العرب بالمقوقس) في تغيير ممضى المصريين ، أخذ في اضطهادهم إلا حتى جميع ذلك لم ينل من إيمانهم.. حتى حتى شقيق البطريرك السابق بنيامين تعرض لتعذيب بشع حيث سلطت النار على جسمه فأخذ يحترق وسال الدهن من جسمه ثم رموا به في البحر غير أنه توفي ولم يتزعزع إيمانه! ويقول المؤرخ ميخائيل السربانى: "لم يصغ الإمبراطور إلى شكاوى الأساقفة فيما يتعلق بالكنائس التي نهبت ولهذا فقد انتقم الرب منه.. لقد نهب الرومان الأشرار كنائسنا وأديرتنا بقسوة بالغة واتهمونا دون شفقة ولهذا اتى إلينا من الجنوب أبناء إسماعيل لينقذونا من أيدي الرومان وهجرنا العرب نمارس عقيدتنا بحرية وعشنا في سلام"

الحكم العربي

بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خرج العرب المسلمون من شبه الجزيرة العربية لنشر الإسلام في أنحاء العالم المعروف، وضربوا أروع الأمثلة في الفضائل والقدوة الحسنة.. وقد رحب المصريون بالمسلمين الذين خلصوهم من ظلم الرومان طيلة عقود طويلة من القهر والظلم ..وبعد حتى عجز البيزنطيون عن مقاومة الجيش الإسلامي تم عقد معاهدة في 641 م اشتهرت بـ"صلح الإسكندرية" تنتهي بعد حوالي سنة يتم خلالها جلاء الحامية البيزنطية عن الإسكندرية وألا يعود البيزنطيون للإسكندرية.. وولج القائد عمروبن العاص الإسكندرية في 642 وخط إلى الخليفة عمر بن الخطاب يصف له المدينة التي كان بها وقت دخوله إليها " 4000 قصر و4000 حمام عام و12000 مزارع و40000 يهودي و400 مسرح" ولكن بعد مدة قصيرة من السيطرة على المدينة قام البيزنطيين بهجوم مضاد ليستعيدوا المدينة من حديث إلا حتى عمروبن العاص استطاع هزيمتهم وولج الإسكندرية مرة أخرى في صيف سنة 646 ورحب الأقباط في الإسكندرية بقيادة البطريرك بنيامين بالمسلمين ترحيباً بالغاً وبذلك فقدت الدولة البيزنطية أغنى ولاياتها إلى الأبد.

وقد تم تحويل العاصمة من الإسكندرية إلى الفسطاط حيث لم يرد الخليفة عمر بن الخطاب حتى يفصله عن والى مصر بحر..هذا مما أفقد الإسكندرية الكثير من أهميتها ورغم حتى ذلك لم يفقد العرب افتتانهم بالمدينة وذلك يتضح من خلال كتاباتهم الكثيرة عن وصف الإسكندرية ومنارتها وآثارها القديمة.. ومن طبيعة الحال فقد استمرت حركة التجارة التى كانت الإسكندرية تلعب فيها دورا مهما وكذلك تم بناء سور حديث للمدينة..وقد وفد على الإسكندرية الكثير من الفهماء من أمثال الإمام الشاطبى والحافظ السِّلَفي وابن خلدون وغيرهم الذين أثروا الحركة الفهمية للمدينة.. ومن المعالم التي هجرتها الفترة الأولى للفتح ضريح وجامع أبى الدرداء-ذلك الصحابي الجليل- في منطقة العطارين والذي شارك في فتح مصر.. وقد تعرضت المدينة لعدة زلازل قوية (عام 956 ثم 1303 ثم 1323) أدت إلى تحطم منارتها الشهيرة (إحدى عجائب الدنيا السبع) حتى حتى ابن بطوطة – الرحالة المعروف- عندما زار الإسكندرية في عام 1349 لم يستطع السير عند مسقط المنارة من كثرة الحطام! كما تعرضت الإسكندرية لهجمات صليبية كان أخرها في أكتوبر [[1365]] م عانت فيها من أعمال اغتال دون تمييز بين مسلم ومسيحي ونهب وضربت المساجد.. إلا أنه وفي عام 1480 قام السلطان المملوكي قايتباي ببناء حصن للمدينة لحمايتها في نفس مسقط المنارة والمعروفة الآن بـ"قلعة قايتباي"حيث حظيت الإسكندرية في عهده بعناية كبيرة..وقد هيأت دولة المماليك وسائل الراحة لإقامة التجار الأوروبيين في مينائي الإسكندرية ودمياط فبنيت الفنادق ووضعتها تحت تصرف التجار، حتى يعيش التجار الأوروبيين وفق النمط الذى اعتادوه في بلادهم وكانت الفنادق مبان كبيرة مكونة من عدة طوابق وبها فناء داخلي يجرى به عمليات فك البضائع وربطها.

وبعد بناء القاهرة في سنة 969 م ثم اكتشاف طريق رأس الراتى الصالح في عام 1498 م وكذلك بعد جفاف فرع النيل والقناة التي كانت تمد الإسكندرية بالمياه العذبة، فقدت الإسكندرية الكثير من أهميتها.. إلا أنها كانت ما تزال الميناء الرسمي المصري والتي كان يرسوعندها أغلب الزائرين الأوروبيين في العصر المملوكي والعثماني..وفي نهاية القرن الثامن عشر الميلادي حينما سيطر المماليك على مصر في ظل الحكم العثماني، ظهر الفساد وزادت الضرائب على المصريين وكانت أوروبا قد بدأت تشهد تغيرات سياسية هامة بعد قيام الثورة الفرنسية وصعود نابليون بونابرت كزعيم سياسي..واتىت الحملة الفرنسية على مصر وولج جنود الحملة الفرنسية الإسكندرية في الأول من يوليوعام1798 بدون مقاومة تذكر..ورغم حتى أفراد الحملة لم يكن لديهم لا الوقت ولا الرغبة في إعادة الحياة إلى الإسكندرية إلا حتى تلك الحملة كانت بمثابة إنذار بـ"اليقظة" إلى جميع المصريين! وسرعان ما التحمت القوات البريطانية مع الفرنسية في الإسكندرية في عام 1801 م في معركة أدت لخروج القوات الفرنسية من مصر..لتدخل الإسكندرية ومصر بصفة عامة فترة جديدة مليئة بالنهضة في جميع المجالات..

الإسكندرية والحملات الصليبية

الحملة الصليبية التاسعة على الاسكندرية بين عامي 1365 و1369 تكونت من 400 سفينة من أسطول البندقية تحت قيادة الملك بطرس الاول (دي لوزٍنيان) ملك قبرص. حملة صليبية باغتت الإسكندرية التي كانت في حالة سلم مع قبرص والبندقية. دكت الحملة الإسكندرية ونهبتها بالكامل ثم انسحبت بعدما تلقت إنذارا من السلطان المصري بالمغادرة خلال ثلاثة أيام.

التاريخ المعاصر

شارع شريف باشا بالإسكندرية، أوائل القرن العشرين.

تدين الإسكندرية لمحمد على باشا بالنهضة حيث أنه -وبحق -قد أعاد للمدينة الحياة شئنا أم أبينا..ففي عام 1820 م تم الانتهاء من حفر قناة المحمودية لربط الإسكندرية بنهر النيل مما كان له الفضل في إنعاش اقتصاد الإسكندرية.. وقد صمم الميناء الغربي لأنقد يكون هوالميناء الرسمي لمصر وتم بناء منارة حديثة عند مدخله..كذلك فإن منطقة المنشية هي بالأساس من تصميم مهندسيه..كما شيد محمد على عند رأس التين مقره المفضل وأصبحت الإسكندرية هي مقر قناصل الدول الغربية مما جعل لها شخصية أوروبية حيث جذبت الكثير من الفرنسيين واليونان واليهود والسوريين ، بسبب الانتعاشة التي منيت بها المدينة.. كذلك –وبعد بناء أسطول مصري قوى- فقد خرجت عدة حملات بحرية مصرية من الإسكندرية إلى جزيرة كريت ومورة وسوريا..كما كانت المدينة مهددة مرتين: مرة بالأسطول اليوناني في عام 1827 م ومرة بالأساطيل البريطانية والفرنسية والروسية في عام 1828. وعلى جميع حال فقد أصبحت الإسكندرية منذ تولى محمد على الحكم وخلال الـ150 سنة التالية أبرز ميناء في البحر المتوسط ومركزا مهما للتجارة الخارجية ومقرا لسكان متعددي الأعراق واللغات والثقافات..وزاد عدد سكانها من 8000 نسمة (مباشرة عند تولي محمد على الحكم) إلى 60000 نسمة.

بنطقة الخواجة أرمناك كوتشوكيان وأولاده. الإسكندرية 1935.

وتحت حكم خلفاء محمد على استمرت الإسكندرية في النموالاقتصادي وخاصة بعد افتتاح قناة السويس في عام 1867 م..كما زاد النموالسكاني نحوشرق المدينة عند منطقة الرمل (نيكوبوليس في العهد الروماني) والتي كانت قد تحولت إلى مجرد خراب، وذلك لمواكبة الزيادة في عدد السكان .. كذلك تم ربط الإسكندرية بالقاهرة بخط سكة حديد في عام 1856 م .. وفي عام 1882 م قام الزعيم الوطني (وزير الحرب وقتها) أحمد عرابي بثورة ضد الخديوي توفيق للاحتجاج على التدخل البريطاني في شئون مصر..وقد تأزم الموقف عندما وصل الأسطول البريطاني إلى الإسكندرية ليقذف المدينة بالقنابل لمدة يومين حتى استسلمت المدينة معلنة بداية الاحتلال البريطاني لمصر والذي دام لسبعين عاماً.. وتحت الاحتلال البريطاني زاد عدد الأجانب وخاصة اليونان والذين أصبحوا يمثلون مركزا ثقافيا وماليا مهم في المدينة..وتحولت الإسكندرية وقناة السويس إلى مواقع استراتيجية مهمة للقوات البريطانية.. وفي تقرير للقنصل البريطاني عن الإسكندرية عام 1904 نطق: "زاد حجم الإنشاءات والمباني وزادت أسعار الأراضي بصورة هائلة..كما تضاعفت تكلفة المعيشة في المدينة.." وخلال الحرب العالمية الثانية، كانت الإسكندرية مهددة عندما سقطت معركة العالمين على ساحل البحر المتوسط غرب المدينة إلا انه وبحلول عام 1952 م، قام بعض من ضباط الجيش المصري بانقلاب عسكري تم تعريفه فيما بعد بـ"ثورة 52" أدى إلى خروج الجيش البريطاني نهائياً في 1954.

ومن الإسكندرية خرج الملك فاروق بعد حتى تنازل عن العرش ورحل إلى منفاه في إيطاليا. ومن الإسكندرية وبالتحديد في ميدان المنشية، أعرب الرئيس جمال عبد الناصر (وهوبالمناسبة من مواليد الإسكندرية) تأميم قناة السويس.

مخطة الإسكندرية

محافظوالإسكندرية

محافظوالإسكندرية (منذ 1960):

  1. صديق عبد اللطيف (أكتوبر 1960 - نوفمبر 1961)
  2. محمد حمدي عاشور (نوفمبر 1961 - أكتوبر 1968)
  3. أحمد تام (أكتوبر 1968 - نوفمبر 1970)
  4. ممدوح سالم (نوفمبر 1970 - مايو1971)
  5. أحمد فؤاد محيي الدين (مايو1971 - سبتمبر 1972)
  6. عبد المنعم وهبي (سبتمبر 1972 - مايو1974)
  7. عبد التواب أحمد هديب (مايو1974 - نوفمبر 1978)
  8. محمد فؤاد حلمي (نوفمبر 1978 - مايو1980)
  9. نعيم أبوطالب (مايو1980 - أغسطس 1981)
  10. محمد سعيد الماحي (أغسطس 1981 - مايو1982)
  11. محمد فوزي معاذ (مايو1982 - يونيو1986)
  12. إسماعيل الجوسقي (يوليو1986 - يوليو1997)
  13. محمد عبد السلام محجوب (1997–2006)
  14. عادل لبيب (أغسطس 2006 - )

اكتشافات حديثة

كان فريق البحث الفرنسي برئاسة العالمين جوديووإمبريير قد فتش المسقط الأول وقام بمسح القاع ما بين عامي 1999و2000. فعثر علي مسقط شرق مدينة كانوبس القديمة علي بعد 1,6 كيلومتر من الساحل. ووجد فيه آثارا طمرتها كميات من الطمي بسمك يرتفع خمسة أمتارفوق كانوبس الشرقية ومدينة هيراكليون علي بعد 5,4 كيلومتر وتحت طمي غمرها سمكه سبعة أمتار. وحاليا مصب النيل علي بعد 20 كيلومترا شرق أبوقير عند رشيد بعدما كانت المدينتان تطلان عليه إبان قيامهما وكانت مدينة مينوتيس كماتبين أطلالها المغمورة تحت الماء أبرز مدينة مقدسة في مصر القديمة وموئلا لوفود الحجاج إليها لوجود معبد إيزيس بها. وكانت المدينة الملاصقة هي مديتة كانوبس مخصصة لإقامة الإحتفالات الدينية التي كانت شائعة في العالم القديم. وكانت هيراكليون ميناء تأتيه المراكب بالبضائع وبه الجمارك قبل دخولها لمياه فرع النيل. وتعتبر المدن هيراكليون ومنتيس من المدن التي أقامها الإغريق التجار الذين كانوا يعيشون في مصر قبل مجيء الإسكندر. لهذا كان بها آثار إغريقية كمعبد هرقل ومعابد الآلهة الفرعونية إيزيس وأوزوريس وسيرابيس. وكانت أيضا مدنا للفنون والمال. فلقد حمل من الماء تمثال إيزيس إرتفاعه 1,5 متر من الجرانيت الأسود ورأس فرعوني لتمثال أبوالهول. وتمثال ضخم للإله حابي إله فيضان النيل وإله الخصب والنماء وهوأكبر تمثال عثر عليه لإله في مصر حتي الآن . وطوله 11قدما ووزنه 6طن من الجرانيت. وتم إنتشاله عام 2001. كما عثر علي أواني طبخ وصحون للأكل وعملات مضىية ومصابيح زيتية ومرايا. وفي دراسة حديثة نشرتها مجلة (تخصصر) بينت حتى مدينتا هيراكلبون وكانوبس قد إنزلقتا وغارتا في المياه بسبب طمي فيضان النيل وتخلخل الأساسات لمنشئاتهما ولاسيما عامي 741 و742م. حيث كان الفيضان شديدا. مما جعل الطمي يترسب بالبحر في هذه المنطقة. ولتراكمه سبب عبئا فوق أرضية القاع فتصدعت. وهاتان المدينتان كانتا قد عاصرتا الإغريق والرومان والبيزنطيين والعرب. وقد إختفيتا في القرن الثامن لأنهما كان قد شيدا فوق أرضية الأحراش الرخوة. فدراسة سيرة مأساة هاتين المدينتين المنكوبتين تحت مياه البحر يفترض أن تعطي دلالات حول المدن الساحلية وتعرضها لمخاطر الزلازل والإنزلاق تحت الأمواج. وكان الفريق الفرنسي من الباحثين عن الأثار الغارقة تحت المياه برئاسة العالم الفرنسي والأثري البحري فرانك جوديومن المؤسسة الأوربية لآثار تحت المياه بباريس قد أعرب إكتشاف مينائي مدينتي هيراكليون ومونتيس الغارقتين وآثار يرجع عمرها 2500 سنة تحت مياه ساحل الإسكندرية.

وهذه الكارثة التي أحدقت بأبوقير كانت قد طالت أيضا 20% من الإسكندرية التي بناها الإسكندر الأكبر. حيث إختفت أجزاء منها تحت المياه بسبب الزلازل مابين القرنين الثالث والثامن. فلقد قام لمدة تسع سنوات فريق البحث الفرنسي يشاركه فريق مصري بالغوص تحت الماء لإكتشاف قلب مدينة الإسكندرية الغارق. وخلال خمس سنوات من بداية البحث عن الآثار الغارقة عام 1994 في منطقة فاروس. إكتشف تمثالا عملاقا لفرعون و26 تمثالا لأبوالهول ومئات الأعمدة وآلاف من بتر أحجار البناء. وقد يحدث مسقط الميناء كان يوما ما مزارا سياحيا تحت الماء. وكان الفريق قد إكتشف عام 2001 مسقط أحياء المدينة الغارقة وحددوا ثلاثة شوارع منها و30 بناية من بينها ثلاث بنيات رئيسية. كما إكتشف مسقط راكوتا (راقودة) القرية الصغيرة التي بني بجوارها الإسكندر الأكبر مدينته حيث تم العثور علي أحجار والسور الخشبي لميناء قديم كان موجودا قبل بناء الإسكندرية. وكان من خشب الصنوبر .وكان قد شيد الميناء الخشبي في القرن الخامس قبل الميلاد. كما أظهرت الحفريات المائية جزيرة( أنتيروديس) التي شيد عليها ملوك الإغريق قصور هم بدءا من الإسكندر ونهاية بكليوباترا السابعة ولاسيما قصرها الذي أغوت فيه يوليوس قيصر ومارك أنطونيووكان ملحقا به رصيف بحري. وكانت أعمدته من الجرانيت الأحمر وقطر العمود متر. وكانت الجزيرة قلعة محصنة بعدما أصبحت الإسكندرية عاصمة مصر البطليموسية. وكانت كليوبترا قد شيدت أوجددت معبد إيزيس فوق الجزيرة. وعلي الشاطيء اللقاء للجزيرة كانت قد شبدت تمثالا إرتفاعه خمسة أمتار لإبنها قيصرون من يوليوس قيصر. وإكتشفت البعثة رأس التمثال الذي أوفد للمتحف البريطاني حاليا. كما شيدت معبدا لإبن إله البحر بوسيدون ليقابل الجزيرة من جهة الشرق. واكتشف الماسح الصخور التي موجودة تحت المياه عند مدخل الميناء الشرقي والتي تمثل خطرا للسفن التي كانت تدخل أوتخرج من الميناء. ومن بينها صخرة الماس المجاورة للفنار بأقصي غربه. وأمكن عن طريق التعهد علي هذه الصخور تحديد عرض مدخل الميناء وكان عرضه 300مترا .كما أمكن إكتشاف رأس لوخياس (Lochias) (السلسلة حاليا)بأقصي شرقي الميناء وكان يمتد 45مترا باتجاه شمال غرب. وقد غمرت المياه معظم الرأس حيث أقيم حاجز للأمواج مؤخرا بمنطقته فوق الأثار التي كانت قائمة فوقه. وفي أقصي شمال غرب الميناء الكبير يوجد قلعة قايتباي التي أقيمت في القرن 15 أيام المماليك فوق جزيرة فاروس التي أصبحت متصلة باليابسة شمال غرب المنشية وبالأنفوشي عند منطقة بحري بالإسكندرية. وحول القلعة تم العثور بالمياه علي أعمدة وتماثيل وبقايا منارة الإسكندرية التي كانت فائمة فوق صخرة تحيط بها المياه عند أقصي طرف بشرق جزيرة فاروس وكانت تعتبر أحد عجائب الدنيا السبع بالعالم القديم. وقد بنيت مابين عامي 285و280 ق.م أيام بطليموس الثاني . كان يري ضوءها من عرض البحر وقد دمرها زلزال مابين عامي 1303 و1349 م. وكانت تعبير عن طابق أرضي مربع يعلوه طابق مثمن الشكل والطابق الثالث كان مستديرا. ولها سلم حلزوني وكان يحمل لها الوقود برافعة. وكانت مجمرة النيران في القمة ومعها مرآة عاكسة شفافة من الزجاج العاكس للضوء. وكان مصورون تحت الماء قد صوروا المنطقة التي كانت حول الفنار فعثروا علي دستة من الأعمدة علي هيئة نبات البردي وبعضها عليه خرطوش الملك رمسيس الثاني الذي حكم مصر قبل إنشاء الإسكندرية بتسعة قرون. وشاهدوا بترا من ثلاث مسلات لسيتي الأول أبورمسيس الثاني. وفي جنوب شرق الميناء إكتشفت البعثة ثلاثموانيء غارقة وكانت تطل علي الساحل الداخلي للميناء الشرقي. وكانت محاطة بحجارة الأرصفة التي كانت تستخدم لرسوالمراكب وكحاجز للأمواج. والإسكندرية من خلال السجلات التاريخية والأثرية قد ثبت أنها تقلصت ودمرت بواسطة زلزال قد ضربها في أواخر القرن الثامن كما يقول بعض الفهماء. وهذا يتضح من خلال جغرافية المكان .وكثيرون يوعزون هذه الكارثة لفيضان النيل وتراكم رواسب الطمي مما شكل ثقلا علي القاع ففلقه. ورغم عدم وجود تصدع في قشرة أرض المنطقة لكن إزاحة زلزالية بها قد سجلت بسبب زلزال هائل شدته 8,5 ريختر داهمها عام 365 ميلادية. وقد سقط في جزيرة كريت مما حمل لشدته أرضية قاع البحر 25 قدما. لكن لاتوجد تسجيلات تاريخية لهذا الزلزال . رغم حتى بعض الفهماء يحدسون بأن ثمة زلزالا قد نشب من النيل للبحر دمر المدينة وجعل الأرض تحتها تتخلخل وتلين حتي تحللت وغاصت في المياه. مما جعل الفهماء يعودون للتفتيش عن صدع موجود بالعمل بين الأطلال الملقاة فوق القاع واكتشفوه.

انظر أيضاً

  • خط زمني لتاريخ الإسكندرية

معرض الصور

المصادر

  1. ^ Christine Favard-Meeks & Dimitri Meeks, "The heir of the Delta"; in Jacob & de Polignac (1992/2000); pp. 20–29.
  2. ^ François de Polignac, "The shadow of Alexander"; in Jacob & de Polignac (1992/2000); pp. 32–42. "في نهاية المطاف، أثار النصب الكثير من التفسيرات المجازية حيث وقف كمحور للكوكب، النقطة المركزية التي أمر الكون كله حولها. ومع ذلك، لا شيء يمكن حتى يشير إلى هذا التغيير أفضل من وضع قبر الإسكندرية داخل المدينة يمكن للسلالة ورأس المال، المبني على مثل هذه الآثار المرموقة، أكثر من أي دولة أخرى ، حتى يدعيوا الحفاظ على الرؤية العالمية المرتبطة بالملكية الموروثة من المتوفى والحفاظ عليها. وهذا يضم، في نفس الوقت، الإسكندر 331، الملك المقدوني ومؤسس المدينة، الإسكندر 323، ابن آمون، فاتح العالم والإله الذي لم يتزعزع، وأخيرًا الإسكندر 321، حامي مصر الذي، من خلال العودة من ممفيس، نقل تراث الفراعنة لقلب الإسكندرية".
  3. ^ Mostafa el-Abbai, "The Island of Pharos in Myth and History"; in Harris & Ruffini (2004), p. 286–287.
  4. ^ Walter Scheidel, "Creating a Metropolis: A Comparative Demographic Perspective"; in Harris & Ruffini (2004), p. 2. "إن المدى الحقيقي لجهلنا بشأن أبرز الخصائص الديموغرافية للإسكندرية تكشف عنه بجلاء المجلدات الضخمة التي خطها فريزر عن تاريخ المدينة في عهد البطالمة. 1,100 صفحة من النصوص والملاحظات لا يمكنها تغيير حقيقة حتى 'تطور الإسكندرية كمدينة هوإلى حدٍ كبير غير معروف لنا'. من بين أمور أخرى ، لا نعهد عدد الأشخاص الذين استقروا في البداية في المسقط ؛ وكيف تغيرت أعدادهم بمرور الوقت ؛ من أين اتىت الأجيال المتعاقبة من المهاجرين ؛ وما هوالحد الأقصى لعدد السكان أومتى تم الوصول إليه. ولا نفهم أيضًا ما إذا كان الإمداد الغذائي أوالظروف الديموغرافية أوالمتغيرات الأخرى التي توسطت في نموالمدينة، أوكيف من الممكن أن أثر تطورها على النظام الحضري في مصر ككل."
  5. ^ مجد الإسكندرية القديمة.
  6. ^ Morgan, Robert (2016). History of the Coptic Orthodox People and the Church of Egypt. FriesenPress. p. 31. ISBN .
  7. ^ Fisher, Warren (2010). The Illustrated History of the Roman Empire: From Caesar's Crossing the Rhine (49 Bc) to Empire's Fall, 476 Ad. AuthorHouse. p. 86. ISBN .
  8. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة :6
  9. ^ Melton, Gordon, J. (2014). Faiths Across Time: 5000 Years of Religious History. p. 338.
  10. ^ Boatwright, Mary Taliaferro; Gargola, Daniel J; Talbert, Richard J. A. (2004). The Romans, from village to empire. Oxford University Press. pp. 413–414. ISBN .
  11. ^ http://www.alex4all.com/governal/articl.php?id=3

وصلات خارجية

تاريخ النشر: 2020-06-09 07:57:58
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, Commons category link is locally defined, تاريخ الإسكندرية, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, Articles containing non-English-language text

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

«المصري للتأمين»: وضع أول جدول حياة مصري في معدلات الوفاة والعجز

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:24:04
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

إيطاليا تسجل إصابات قياسية بكورونا لليوم الثالث على التوالي

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:24:56
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

آخرهم سفيان لوكار.. لاعبون فارقوا الحياة داخل ملاعب كرة القدم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:27:36
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 43%

القوات اليمنية تستعد لبدء عملية عسكرية واسعة ضد الحوثيين

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:24:58
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 59%

قطر تدين بشدة هجوم الحوثيين على مدينة جازان السعودية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:29:05
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 70%

إجازة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:24:31
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

بعد 95 يومًا.. انتهاء ثوران بركان جزيرة لا بالما الإسبانية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:28:57
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 66%

التعاون الخليجي يدين هجوم الحوثيين على منطقة جازان السعودية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:28:48
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

روسيا: مناقشاتنا مع واشنطن ستركز على عدم توسع الناتو شرقًا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:28:25
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 65%

الصحة الفلسطينية: 23 مصابًا بـ«أوميكرون» وجميعهم دون أعراض شديدة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:23:43
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

الزلزولي يحسم موقفه من تمثيل المنتخب الوطني

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:23:53
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

البحرية التونسية تنقذ 44 مهاجرًا أغلبهم من سوريا ومالي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:28:41
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 50%

«صحة النواب» تناقش مشروع إنشاء المجلس الصحي المصري الثلاثاء

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:23:57
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 69%

«للصدفة حسابات أخرى»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:24:29
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 59%

لبنان: تسجيل 433 إصابة بأوميكرون لوافدين عبر المطار خلال ديس

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:28:36
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

مصرع وإصابة 11 يمنيا في قصف حوثي على سوق شعبي بمأرب

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:28:31
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 56%

غنى الناىُ فى دمنا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:24:33
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

تكريم المجاهد سيد علي عبد الحميد بوسام الاستحقاق الوطني بدرجة عشير

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:28:29
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 62%

«تقيم بها الملكة إليزابيث».. اعتقال مسلح اخترق أرض قلعة وندسور

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:23:41
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

أصغر كتب العالم.. بيع كتاب يزن 8 جرامات مقابل 4200 يورو فى فرنسا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-25 19:27:51
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 38%

تحميل تطبيق المنصة العربية