محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار، وشهرته ابن إسحاق (و. 704 - ت. 767)، هومؤرخ إسلامي ومحدث ومحرر سيرة نبوية عربي. جمع ابن إسحاق الأحادث الشفهي وجعل منها قاعدة لكتابة سيرة النبي محمد، حيث كان مؤلفه الأشهر سيرة ابن إسحاق.

سيرته

وُلد أبوبكر محمد بن اسحاق بن يسار بن خيار المدني القرشي، ولد في المدينة المنورة سنة 85هـ/703م، وبها نشأ، وقرأ على فهمائها ومحدثيها.

وكان جده يسار من سبي عين التمر حين أفتتحها المسلمون في خلافة أبوبكر الصديق، سنة 12هـ، وقد وجده خالد بن الوليد في كنيسة عين التمر من بين الغلمان الذين كانوا رهنا في يد كسرى فأخذه خالد إلى المدينة.

اهتم أبوه إسحاق برواية الحديث، فروى عنه ابنه محمّد منذ حداثة سِنّه، كما سمع وروى عن كبار محدِّثي المدينة وفهمائها الذين عاشوا في نهاية القرن الأول ومطلع القرن الثاني الهجري فأخذ عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصدّيق، وأبان بن عثمان بن عفان، ومحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ونافع مولى عبد الله بن عمر، وسعيد بن المسيِّب، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وسمع الكثير من المقْبُريّ والأعرج.

ثم قصد الاسكندرية سنة 119هـ ليسمع من محدِّثها يزيد بن أبي حبيب. وحدث بها عن جماعة من فهماء مصر، ومنهم عبيد الله بن المغيرة، ويزيد بن حبيب، وثمامة بن شفي، وعبيد الله بن أبي جعفر، والقاسم بن قزمان، والسكن بن أبي كريمة، والأعرج، وقد تخصص بالرواية عن هؤلاء المحدثين، وكان بحرا من بحور الفهم، ذكياً حافظاً.

ولما عاد إلى المدينة اختلف مع اثنين من كبار فهمائها هشام بن عُروة بن الزُبير، ومالك بن أنس. أما خلافه مع الأول فكان سببه حتى ابن إسحاق روى بعض الأحاديث عن زوج هشام، فاطمة بنت المنذر بن الزبير، التي روت عن أسماء بنت أبي بكر فأنكر هشام عليه ذلك. أما خلافه مع مالك بن أنس فكان سببه طعن ابن إسحاق بنسب مالك وفهمه، وقد اصطلحا بعد ذلك.

طلبُه للفهم

كان أبوه مشغوفا بجمع الأحاديث والأخبار،وكان يروي عن أبيه في خطه. ولذلك فإنه بدأ في طلب الفهم في سن مبكرة، اشتغل برواية الأحاديث ثم وسع مداركه بزيارة الكثير من الفهماء مثل عاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر الأنصاري، وابن شهاب الزهريوقد عاد إلى الثلاثة جميعهم في كتابه،وقد حاول الحصول علي الأخبار من جميع مكان .

نشأته الفهمية

نشأته الفهمية المبكرة كانت في أعظم حواضر الفهم والفهم، وهي المدينة النبوية الشريفة، فتعلَّم على عُلمائها، وأخذ عن فقهائها، وسمع من محدثيها، فنال بذلك أسمى مراتب التعليم، حتى قيل : إنه رأى الصحابي الجليل أنس بن مالك، ورأى سيد التابعين سعيد بن المسيب . وكان من أشهر شيوخه : سعيد المقبري، وعبد الرحمن بن هرمز، وعمروبن شعيب، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وأبوجعفر الباقر، والزهري، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، ومحمد بن المنكدر، وغيرهم كثير . ورحل في طلب الفهم في مقتبل عمره إلى الجزيرة، والكوفة، والريّ، وبغداد، بل وصل الإسكندرية في رحلاته سنة خمس عشرة ومائة، وروى عن جماعة من أهل مصر، وقد نطق ابن سعد رحمه الله : خرج من المدينة قديما، فلم يروعنه أحد منهم غير إبراهيم بن سعد، وكان مع العباس بن محمد بالجزيرة، وأتى أبا جعفر بالحيرة، فخط له المغازي، فسمع منه أهل الكوفة بذلك السبب، وسمع منه أهل الريّ، فرواته من هؤلاء البلدان أكثر ممن روى عنه من أهل المدينة .

أعماله

سيرة ابن إسحاق

غادر ابن إسحاق المدينة فأتى الكوفة والجزيرة والريّ والحيرة وبغداد. واجتذبه المنصور العباسي، وكلّفه تأليف كتاب لولي عهده، ابنه المهدي، فلما أنجزه وجده المنصور مطوّلاً، فنطق له: امضى فاختصره، فعاد وقدّم السيرة، وهوأول كتاب من خط رواة التأليف التاريخي انتهت إلينا بتر منه وهوثلاثة أقسام:

• المبتدأ: وهوتاريخ العصر الجاهلي منذ الخليقة.
• المبعث: وهوتاريخ النبي حتى السنة الأولى للهجرة،
• المغازي: حتى وفاة النبي .

لم تصل النسخة الأصلية من سيرة ابن إسحاق كاملة، وإنما وصل مختصر ابن هشام لها، وكان ابن هشام قد روى السيرة عن أحد تلامذة ابن إسحاق، وهوالبكائي.

أخذ على الكتاب قسمه الأوّل «المبتدأ»، وطُعن فيه، وهوالقسم الذي استمد أكثره من وهب بن منبّه، أورد فيه مقتبسات شعرية لا وزن لها، ولم يذكر من أنشده إياها، ولذلك نطق عنه محمد بن سلام الجُمَحيّ إنه هجّن الشعر وأفسده، مع حتى قصائد كثيرة استشهد بها ابن إسحاق لم تكن مزيّفة، وأن قسما ً كبيراً منها لايتطرق الشك إلى صحته. وأخذ على هذا القسم أيضاً اعتماده على التوراة ونقله عن اليهود والنصارى والمجوس نقلاً حرفياً، واصفاً إيّاهم بأنهم أهل الفهم من أهل الكتاب الأُوَل. لذلك حذف ابن هشام ما أثبته ابن إسحاق من تاريخ الأنبياء بين آدم وإبراهيم، وأهمل كذلك من فروع إسماعيل الفروع التي لم تكن في أجداد النبي .

وقد اعتُرف بفضل ابن إسحاق في جمع الأحداث وترتيبها وتبويبها، إلاّ أنه كان قليل الإسناد في القسم الأول من كتابه، كثيره في القسمين الثاني والثالث.

ومع ما أُخِذ على ابن إسحاق من اتصاله بالعباسيين، حتى قيل عنه: حاباهم في العبّاس، ومع إمساك بعض الفهماء عن الاحتجاج برواياته، فقد وصفه كثيرون بأنه ثقة، وشهدوا بفضله ورووا عنه، وممن روى عنه سفيان بن سعيد الثوري وشعبة بن الحجاج وسفيان بن عيينة ويزيد بن زريع وابراهيم بن سعد وإسماعيل بن عُليّة ويزيد بن هارون ويعلى ومحمد ابنا عبيد وعبد الله بن نمير وغيرهم. نطق الشافعي: «من أراد حتى يتبحّر في المغازي فهوعيال على محمد بن إسحاق» ونطق الزُهري: «من أراد المغازي عمليه بابن إسحاق»، أما أبوغرسة الدمشقي فنطق عنه: «ابن إسحاق رجل قد أجمع الكبراء من أهل الفهم على الأخذ عنه وقد اختبره أهل الحديث فرأوا فيه صدقاً وخيراً». ونطق سفيان بن عيينة: «ما أدركت أحدا يتهم ابن إسحاق في حديثه». أما ابن حيان فوصفه بأنه أحسن الناس سياقاً للأخبار.

مختصر ابن هشام

ومختصر ابن هشام لسيرة ابن اسحاق مايزال مرجعاً فريداً يعوّل عليه الدارسون، وقد شرحه السهيلي (ت 581هـ) في «الروض الأُنُف». وقد ذكر ابن النديم كتاباً آخر لابن إسحاق عنوانه :«تاريخ الخلفاء».

يعتبر المؤرخ المسلم محمد بن إسحاق بن يسار أول من خط السيرة النبوية والمنسوبة خطأ لابن هشام ولذلك يذكر ابن هشام في جميع تعبير (نطق محمد بن إسحاق) في كتابه سيرة بن هشام . وعن أحمد بن عبد الجبار نطق : نطق يونس بن بكير: جميع شيء من حديث ابن إسحاق مسند، فهوأملاه علي، أوقرأه علي، أوحدثني به، وما لم يكن مسنداً، فهوقراءة؛ قرئ على ابن إسحاق.

وعند المسلمين إجماع على حتى أوائل المصنفين في السيرة محمد بن إسحاق وقد اتفق جمهور الفهماء والمحدثين على توثيقه، إلا ما روي عن مالك، وهشام بن عروة بن الزبير من تجريحه، وقد حمل كثير من الفهماء المحققين تجريح هذين العالمين الكبيرين له بعداوات شخصية كانت قائمة بينهما وبين ابن إسحاق.

كتابه المغازي

اشتهر محمد بن إسحاق باهتمامه البالغ في فهم المغازي، حتى كان أول من جمع المغازي في مصنف كامل، ونطق فيه الإمام الشافعي رضي الله عنه : من أراد حتى يتبحر في المغازي فهوعيال على محمد بن إسحاق . ونطق ابن عدي : لولم يكن لابن إسحاق من الفضل إلا أنه صرف الملوك عن الاشتغال بخط لا يحصل منها شيء، إلى الاشتغال بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه، ومبتدأ الخلق، لكانت هذه فضيلة تجاوز بها . ونطق الإمام المضىي: قد كان في المغازي علامة .

ألف ابن إسحاق كتابه المغازي من أحاديث وروايات سمعها بنفسه في المدينة ومصر، ومن المؤسف حتى هذا الكتاب لم يصل إلينا، فقد فُقِدَ فيما فُقِدَ من تراثنا الفهمي الزاخر، ولكن مضمون الكتاب بقي محفوظا بما رواه عنه ابن هشام في سيرته عن طريق شيخه البكائي الذي كان من أشهر تلامذة ابن إسحاق.

تأثيره

ويعتبر أول مؤرخ عربي خط سيرة رسول الإسلام محمد بن عبد الله وأطلق تسمية "سيرة رسول الله" على كتابه. وقضى ابن اسحاق معظم حياته في المدينة وبدأ بجمع الروايات المتنوعة من مختلف المصادر الشفهية التي كانت متوفرة آنذاك ولم يكن أهتمامه الرئيسي منصبا على تدقيق صحة الروايات وإنما كان غرضه جمع جميع مايمكن جمعه من معلومات عن الرسول. وفي عام 115هـ، الموافق 733م، بدأ بالتنقل من المدينة إلى الإسكندرية ثم إلى الكوفة والحيرة ليستقر في بغداد حيث وفر له الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور جميع الدعم الممكن لأن يخط عن تاريخ الرسول محمد.

وفاته

توفي محمد بن اسحاق في بغداد سنة 151هـ/ 768م، ودفن في مقبرة الخيزران، أم الرشيد.

نقد

ويرى بعض المستشرقين إذا مدى صحة الحقائق التأريخية في كتابه قد يحدث مشكوكا فيها لأنقضاء مايقارب 120 سنة بين وفاة الرسول محمد وبداية جمعه للروايات الشفهية وأيضا يشك البعض في حيادية بعض المواضيع التي قد تكون غير منصفة لبني أمية لكون الكتاب خط في عهد الخلفاء العباسيين والذين كان لهم خلافات مع من سبقهم من الأمويين. وبما حتى الكتاب أقدم ما خط عن سيرة محمد فقد أستند عليه كتاب السيرة الذين أتوبعده مثل ابن هشام والطبري بالرغم من تحفظهم على بعض الروايات، فهماً إذا ابن اسحاق نفسه ذكر في مقدمة كتابه ان "الله وحده عليم أي الروايات سليمة" ثناء أهل الفهم على حديثه نطق عنه شعبة بن الحجاج : أمير المؤمنين في الحديث . ونطق فيه أبومعاوية الضرير : كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، فكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أوأكثر، فاستودعها عند ابن إسحاق، نطق : احفظها علي، فإن نسيتها، كنت قد حفظتها علي . ونطق سفيان الثوري : جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة، وما يتهمه أحد من أهل المدينة، ولا يقول فيه شيئا . ونطق علي بن عبد الله : نظرت في خط ابن إسحاق، فما وجدت عليه إلا في حديثين، ويمكن حتىقد يكونا سليمين .

اتهامه بالقدرية حتى ذُكر أنه جلد بسببه

اتهامه بالتشيع

وهذان الأمران – إذا ثبتا عنه – فلا يؤثران في حديثه، إذ ما زال الفهماء يأخذون عن القدرية والشيعة إذا ثبت صدقهم وحفظهم.

اتهامه بالتدليس

ذكره ابن حجر في المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين (ص/51) ونطق : مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم، وَصَفَه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما . وهذا لا يعتبر قدحا مطلقا في حديثه أيضا، فالمدلس المكثر من التدليس يُقبَل حديثه إذا صرح بالسماع، وإنما يُرَدُّ ما رواه بالعنعنة.

اتهامه بالكذب

وهي تهمة باطلة لا تثبت عليه، وإن اتهمه بها هشام بن عروة (ت146هـ)، ومالك بن أنس (ت179هـ)، ويحيى القطان (ت198هـ) أما اتهام هشام بن عروة له بالكذب – وأخذها عنه يحيى القطان - فسببه أنه نطق : يحدث ابن إسحاق عن امرأتي فاطمة بنت المنذر، والله إذا رآها قط . وهذا السبب لا يكفي لاتهام علامة كابن إسحاق بالكذب، إذ يحتمل حتىقد يكون سمع منها من وراء حجاب ولم يرها، ويحتمل حتىقد يكون سمع منها قبل زقابلا بهشام بن عروة، بل نطق المضىي : يحتمل حتى تكون إحدى خالات ابن إسحاق من الرضاعة، فدخل عليها، وما فهم هشام بأنها خالة له أوعمة . نطق سفيان الثوري : أبلغني – يعني ابن إسحاق - أنها حدثته، وأنه ولج عليها . نطق المضىي : هوصادق في ذلك بلا ريب...وهشام صادق في يمينه، فما رآها، ولا زعم الرجل أنه رآها، بل ذكر أنها حدثته، وقد سمعنا من عدة نسوة، وما رأيتهن، وكذلك روى عدة من التابعين عن عائشة، وما رأوا لها صورة أبدا . نطق عبد الله بن أحمد : فحدثت أبي بحديث ابن إسحاق، فنطق : ولِمَ يُنكِرُ هشام ،يا ترى؟ لعله اتى فاستأذن عليها فأذنت له – يعني : ولم يفهم -. وأما تكذيب الإمام مالك له، وقوله عنه : دجَّال من الدجاجلة : فلم يقبله الفهماء منه ؛ إذ لم يذكر دليلا على تكذيبه، وقد كان بين مجموعة من الفهماء : كابن إسحاق، وابن أبي ذئب، وابن الماجشون شقاق ونفرة مع الإمام مالك، فلم يقبل الفهماء المتأخرون كلام بعضهم في بعض لما عهد من عداوتهم، كما لم يقبلوا قول ابن إسحاق في الإمام مالك : ائتوني ببعض خطه حتى أبين عيوبه، أنا بيطار خطه . ونطق يعقوب بن شيبة : سألت عليا – يعني المديني - : كيف من الممكن أن حديث ابن إسحاق عندك، سليم ؟ فنطق : نعم، حديثه عندي سليم. قلت : فكلام مالك فيه ؟ نطق : مالك لم يجالسه، ولم يعهده، وأي شيء وقع به ابن إسحاق بالمدينة ؟! قلت : فهشام بن عروة، قد تحدث فيه ؟ فنطق علي : الذي نطق هشام ليس بحجة، لعله ولج على امرأته وهوغلام فسمع منها، إذا حديثه ليتبين فيه الصدق، يروي مرة : حدثني أبوالزناد، ومرة : ذكر أبوالزناد، ويروي عن رجل، عمن سمع منه يقول: حدثني سفيان بن سعيد، عن سالم أبي النضر، عن عمير : ( صوم يوم عهدة )، وهومن أروى الناس عن أبي النضر، ويقول: حدثني الحسن بن دينار، عن أيوب، عن عمروبن شعيب : ( في سلف وبيع )، وهومن أروى الناس عن عمرو. ونطق الإمام المضىي رحمه الله : لسنا ندعي في أئمة الجرح والتعديل العصمة من الغلط النادر، ولا من الكلام بنفس حاد فيمن بينهم وبينه شحناء وإحنة، وقد فهم حتى كثيرا من كلام الأقران بعضهم في بعض مهدر، لا عبرة به، ولا سيما إذا وثق الرجل جماعة يلوح على قولهم الإنصاف، وهذان الرجلان – يعني مالكا وابن إسحاق - جميع منهما قد نال من صاحبه، لكن أثر كلام مالك في محمد بعض اللين، ولم يؤثر كلام محمد فيه ولا ذرة، وارتفع مالك، وصار كالنجم، والآخر – يعني ابن إسحاق - فله ازدياد بحسبه، ولا سيما في السير.

اتهامه بمخالفة الثقات

اتهامه بالانفراد ببعض المناكير

نطق المضىي رحمه الله : صدق القاضي أبويوسف إذ يقول : من تتبع غريب الحديث كُذِّبَ . وهذا من أكبر ذنوب ابن إسحاق، فإنه يخط عن جميع أحد ولا يتورع سامحه الله . ولذلك كان الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه لا يرتضي أحاديث ابن إسحاق . نطق يعقوب بن شيبة : سمعت ابن نمير - وذكر ابن إسحاق – فنطق : إذا وقع عمن سمع منه من المعروفين فهوحسن الحديث صدوق، وإنما أتي من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة . نطق إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري الحافظ : سمعت محمد بن إسماعيل يقول : محمد بن إسحاق ينبغي حتىقد يكون له ألف حديث ينفرد بها، لا يشاركه فيها أحد . ونطق أحمد : قدم ابن إسحاق بغداد، فكان لا يبالي عمن يحكي، عن الكلبي، وعن غيره، ونطق : ليس هوبحجة. نطق أبوالعباس بن عقدة : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل : كان أبي يتبع حديث ابن إسحاق، فيخطه كثيرا بالعلووالنزول، ويخرجه في (المسند)، وما رأيته أبقى حديثه قط . قيل له : يحتج به ،يا ترى؟ نطق : لم يكن يحتج به في السنن . ونطق العقيلي : حدثني الخضر بن داود، حدثنا أحمد بن محمد : قلت لأبي عبد الله : ما تقول في ابن إسحاق ،يا ترى؟ نطق : هوكثير التدليس جدا . قلت : فإذا نطق : أبلغني، وحدثني، فهوثقة ،يا ترى؟ نطق : هويقول أبلغني، فيخالف . واختلف الروايات عن ابن معين في حكمه على حديث ابن إسحاق، ونطق النسائي : ليس بالقوي . ونطق أبوحاتم : يخط حديثه . ونطق الدراقطني : لا يحتج به . على حتى كلام من جرحه لا يسقط حديثه، وإنما ينزل به حديثه إلى درجة الحسن، وإلى الحكم على حديثه بالضعف طالما المخالفة أوالتفرد بالغريب فقط، وليس في جميع حال . نطق ابن عدي : وقد فتشت أحاديثه كثيرا، فلم أجد من أحاديثه ما يتهيأ حتى يبتر عليه بالضعف، وربما أخطأ، أويهم في الشيء بعد الشيء، كما يخطئ غيره، ولم يتخلف في الرواية عنه الثقات والأئمة، وهولا بأس به .

روايته الإسرائيليات

أجاب عن ذلك الإمام المضىي رحمه الله بقوله : " ما المانع من رواية الإسرائيليات عن أهل الكتاب مع قوله صلى الله عليه وسلم : ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج )، ونطق : ( إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ) فهذا إذن نبوي في جواز سماع ما يأثرونه في الجملة، كما سمع منهم ما ينقلونه من الطب، ولا حجة في شيء من ذلك، إنما الحجة في الكتاب والسنة " انتهى. " ميزان الاعتدال " (6/58)

جمعه بين ألفاظ الشيوخ

نطق أيوب بن إسحاق بن سافري : سألت أحمد بن حنبل، فقلت : إذا انفرد ابن إسحاق بحديث، تقبله ،يا ترى؟ نطق : لا والله، إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد ولا يفصل كلام ذا من كلام ذا . وهذا القادح أيضا لا يضعف حديثه كله، وإنما يدعوإلى التوقف فيما يشك فيه أنه جمع فيه بين ألفاظ الشيوخ وخلط بعضها ببعض، وذلك لتمييز ألفاظ الثقات من غيرهم . وبغض النظر عن هذه الانتقادات فإن الكثير من المؤرخين والمستشرقين يعتبرونه مؤرخاً جيداً كان همه الرئيسى الحفاظ على أي رواية عن تاريخ رسول الإسلام.

رأي ابن مالك

المراجع

• عبد العظيم المسلم: حفظ وتداول السيرة النبوية

في القرون الثلاثة الأولى للدعوة من الصحابة والتابعين للبخاري وسليمه.

المصادر

• أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران - تأليف وليد الأعظمي - مخطة الرقيم - بغداد - 2001م - صفحة 12.
• الترجمة المختصرة لسيرة رسول الله [1]

للاستزادة

• نبذة عن أسلوبه وسيرته، وكيف لخصها ابن هشام