قمة كامپ ديڤيد 2000 Camp David Summit، كانت قمة عقدت في كامپ ديڤيد بين الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، رئيس الوزراء الإسرائيلي إهود باراك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عهدات. عقدت القمة بين 11 و25 يوليو2000، وقد كانت محاولة فاشلة للتفاوض على "تسوية الوضع النهائي" للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

القمة

أدت المفاوضات الثنائية الفلسطينيةـالإسرائيلية، التي سبقت قمة كامپ ديڤيد 2000، إلى تحقيق تفاهمات محدودة بين مفاوضي عهدات وباراك حول الموضوعات الرئيسية للحل النهائي التي تضمنت قضايا: "القدس، واللاجئين، والمستوطنات، والسيادة، والحدود". وظلت معضلة السيادة على القدس القديمة قائمة، حيث هجرت هذه المسألة للمعالجة المباشرة بين عهدات وباراك.

وقرر الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عقد القمة النهائية بين باراك وعهدات بهدف التوصل إلى اتفاق للحل النهائي وكان الموقف السعودي ـ المصري تجاه قضية السيادة على القدس الشرقية أثر مباشر في موقف عهدات الذي قدم في السابق تنازلات عديدة، ولكنه لم يستطع في كامب ديفيد حتى يخوض في طريق تقديم التنازلات بسبب الموقف العربي والموقف الفلسطيني الداخلي.

أما في الموقف الإسرائيلي فلم يكن إهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي على استعداد لتقديم أي استحقاق يتعلق بقضية السيادة على القدس، فقد بدأ ضعيفاً أمام ائتلافه الحكومي، الذي اتجه نحوإسقاطه، بعد حتى أبدى ليونة تجاه قضايا الحل النهائي، كما حتى لاءات باراك الخمس التي مضى بها إلى مفاوضات كامب ديفيد الثانية، بقيت كما هي أثناء المفاوضات لقاء مقترحات شكلية.

الموقف الأمريكي الأولي قبل القمة

اعتمد الموقف الأمريكي الأولى على الفكرة الإسرائيلية القديمة والمسماة بنظرية "المركز والدائرة والمحيط بمدينة القدس". وتعتمد تلك النظرية على تقسيم القدس إلى ثلاث مناطق: الأولى تسمى المركز وتضم ما بداخل السور بالبلدة القديمة للقدس، والثانية تضم الدائرة وتتمثل في الأحياء القريبة من البلدة القديمة وتقع على بعد كيلومتر واحد، والثالثة تسمى المحيط وهي المناطق العربية داخل بلدية القدس مثل مناطق "شعفاط وبيت حنانيا والعيسوية"، ويعرض فيها الإسرائيليون حكماً ذاتياً موسعاً في منطقة المحيط، بينما تظل السيادة الإسرائيلية الكاملة على المركز والدائرة مع منح الفلسطينيين ما يسمى بسيادة وظيفية فقط، إضافة إلى ممر للحرم القدسي "المسجد الأقصى".

وبالرغم من حتى الموقف الأمريكي بنى مقترحه على الرأي الإسرائيلي بالتقسيم للمناطق الثلاث المذكورة، إلا أنه يضيف منح السيادة الكاملة للجانب الفلسطيني على المحيط، ونوعاً من الحكم الذاتي الموسع في الدائرة وإدارة محلية أوبلدية في المركز، أي يؤيد في النهاية عدم وجود سيادة سياسية فلسطينية على القدس.

ويرفض الفلسطينيون هذا المقترح من منظور ثلاث مسائل:

أ. أنها لا تحقق السيادة الفلسطينية الكاملة على القدس الشرقية والبلدة القديمة وهي لب الصراع.

ب. أنها تعزل التجمعات السكانية الفلسطينية عن مركز القدس، وهوما تهدف إليه إسرائيل من تفريغ المركز أوقلب المدينة، ومن ثم إحداث تفوق في الميزان السكاني لمصلحتهم.

ج. منح الأحياء البعيدة نوعاً ما في القدس "المحيط" إضافة إلى وجود 165 ألف مستوطن يهودي، في القدس "المركز والدائرة" يكفل لهم التفوق السكاني بعد حتى كان صفراً في عام 1967، وبهذا يصبح لليهود أغلبية في القدس الشرقية.

المفاوضات

المقترح الأمريكي

اتىت الأفكار والمقترحات الأمريكية في كامپ ديڤيد حلولاً وسطاً وافق عليها الجانب الإسرائيلي من حيث المبدأ؛ لأنها تقترب وتتفق مع أفكاره التفاوضية، وتتلخص هذه المقترحات في الآتي:

القدس

القدس: تقسيم القدس إلى أربع مناطق جغرافية كالآتي:

1- الأولى: الأحياء اليهودية في شرق المدينة داخل الأسوار وخارجها، تضم لإسرائيل وتكون تحت سيادتها.

2- الثانية: الأحياء الفلسطينية خارج الأسوار تكون تحت السيادة الفلسطينية، وتضم لإسرائيل وتكون تحت سيادتها.

3- الثالثة: الأحياء المتنوعة في شرقي المدينة بعمل الاستيطان اليهودي فيها، وهذه تكون تحت السيادة المشهجرة.

4- الرابعة: البلدة القديمة تكون تحت السيادة المشهجرة، أوتظل في وضعها الحالي مدة من الزمن، على حتى يعود الطرفان للتفاوض بشأنها لاحقاً. على حتى يسمح بإدارة فلسطينية "عربية ـ إسلامية ـ مسيحية" للأماكن المقدسة بالبلدة القديمة من القدس.

الدولة الفلسطينية

تعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية على 95% من أراضي الضفة الغربية و100% من قطاع غزة على حتى يؤجر قسم منها لإسرائيل لمدة ما بينعشرة - 15 سنة وتكون هذه الدولة منزوعة السلاح، وتوضع فوق جبال السامرة محطات إنذار إسرائيلية، ويحظر دخول جيش أجنبي إليها، وفي حالة حدوث خطر كهذا تنتشر القوات الإسرائيلية على طول نهر الأردن، ويتاح للطائرات الإسرائيلية استعمال المجال الجوي الفلسطيني.

المعابر الأمنية

نظام شبكة طرق جديدة تكون معابر آمنة، مثل إقامة طريق فلسطيني يوصل الدولة الفلسطينية بالقدس بحرية دون أي احتكاك مع الإسرائيليين، وتكون بعض أجزائه جسوراً وأنفاقاً، ومعبراً آخر يصل غزة بالضفة الغربية ويكون جسراً هوائياً لا يطأ المارون عليه الأرض الإسرائيلية، وطريق التفافي يشق الضفة الغربية على طولها، ليضمن حرية التنقل الفلسطينية بحرية وبلا حواجز، وطريق آخر للمستعمرات اليهودية يضمن حرية التنقل ويحقق أمن المستوطنين اليهود.

اللاجئون

تعترف إسرائيل بمأساة اللاجئين الفلسطينيين الناجمة عن الحرب، وتأسف لذلك، ويمكن حتى تستوعب في أراضيها بضع عشرات الألوف منهم في إطار جمع ضم العائلات، على حتى تستوعب الدولة الفلسطينية نصف مليون منهم "لا تضم النازحين عام 1967، البالغ عددهم ـ طبقاً للإحصائيات الإسرائيلية ـ 350 ألف فلسطيني"، ويقام جهاز لتعويض اللاجئين وتوطينهمقد يكون لإسرائيل دور في تمويله.

والواقع حتى المقترح الأمريكي فيما يتعلق بالقدس، يؤدي إلى احتفاظ إسرائيل بالسيادة العليا على القدس مع توسيع حدودها داخل الضفة الغربية، بعد ضم المستوطنات الإسرائيلية إليها، مع إعطاء حقوق مدنية وبلدية ودينية تتعلق بالسكان لا بالأرض في شرقي القدس والبلدة القديمة، وهوما يعني ممارسة الفلسطينيين حكماً ذاتياً، وإدارة مدنية على المناطق الفلسطينية بالقدس الشرقية، بينما تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية والسيادة، مع إدارة مدنية فلسطينية للسيطرة على قرى وضواحي القدس الشرقية وضواحيها "شمالها وجنوبها" مثل "وادي جوز ـ الطور ـ أبوطور ـ جبل موكبر ـ عسويا" لقاء ضم إسرائيل المستوطنات شرقي القدس مثل "معاليه أدوميم، وجفعات زئيف" وغيرها إلى القدس لتصبح تحت السيادة الإسرائيلية.

المقترح الإسرائيلي=

المقترح الإسرائيلي أثناء القمة، ويتلخص في الآتي:

أ- حكم بعض الأحياء الفلسطينية في القدس حكماً ذاتياً واسعاً مع تبادل لأراضى تضم مستوطنات في الضفة الغربية مثل مستوطنات "معاليه أدوميم، وجفعات زئيف" إلى القدس، لقاء ضم بعض الأراضي الخاضعة لإسرائيل إلى الدولة الفلسطينية المقبلة.

ب- تقدم إسرائيل إلى الفلسطينيين ممراً آمناً إلى الأماكن الإسلامية المقدسة في مدينة القدس القديمة.

المقترح الفلسطيني

نفي الجانب الفلسطيني أنه تلقى اقتراحات أمريكية حول القدس، وأن الموقف الأمريكي قبل المؤتمر أكد للجانب الفلسطيني على قرارات الشرعية الدولية، وأن القدس أرض محتلة ينطبق عليها جميع ما ينطبق على الأراضي الفلسطينية، وأكد الجانب الفلسطيني أنه لن يقبل في المفاوضات أقل من عودة سيادته على القدس الشرقية، كما حتى قضية القدس قضية دولية، ومن ثم لا يمكن التفريط في الحقوق العربية والإسلامية والمسيحية فيها.

النتائج

فشلت قمة كامپ ديڤيد 2000، وكانت معضلة القدس هي المحك الأساسي في فشل المفاوضات، ويمكن تحديد مسببات فشل هذه القمة في الآتي:

1- إصرار الطرف الإسرائيلي للحصول على إقرار فلسطيني بإنهاء الصراع بينهما.

2- إذا الحل النهائي المطروح لنقد يكون حلاً نهائياً بالمعنى الحقيقي، إذ ستستمر المفاوضات حول القضايا المعلقة مثل "اللاجئين، والقدس، والمستوطنات، والحدود" كما حتى معظم المشكلات التي لم تحل ستكون لها تداعياتها السلبية بين الجانبين.

3- حتى معضلة القدس كانت العقبة الأساسية أمام عملية التسوية، كما حتى تقطيع أوصال الدولة الفلسطينية لا يهيئ للدولة الجديدة، أي نوع من الاستقرار السياسي والاقتصادي أوالأمني على أراضيها.

4- إذا قمة كامب ديفيد هجرت جانباً جميع القرارات الدولية، وانطلقت من مقترحات ومبادئ "أمريكية- إسرائيلية".

تحليل وتعليقات

الختام البيان الثلاثي (النص الكامل)

25 يوليو2000

الرئيس وليام ج. كلينتون
رئيس الوزراء الإسرائيلي إهود باراك
رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عهدات

Between July 11 and 24, under the auspices of President Clinton, Prime Minister Barak and Chairman Arafat met at Camp David in an effort to reach an agreement on permanent status. While they were not able to bridge the gaps and reach an agreement, their negotiations were unprecedented in both scope and detail. Building on the progress achieved at Camp David, the two leaders agreed on the following principles to guide their negotiations:

1. The two sides agreed that the aim of their negotiations is to put an end to decades of conflict and achieve a just and lasting peace.
2. The two sides commit themselves to continue their efforts to conclude an agreement on all permanent status issues as soon as possible.
3. Both sides agree that negotiations based on UN Security Council Resolutions 242 and 338 are the only way to achieve such an agreement and they undertake to create an environment for negotiations free from pressure, intimidation and threats of violence.
4. The two sides understand the importance of avoiding unilateral actions that prejudge the outcome of negotiations and that their differences will be resolved only by good faith negotiations.
5. Both sides agree that the United States remains a vital partner in the search for peace and will continue to consult closely with President Clinton and Secretary Albright in the period ahead.

انظر أيضاً

• تقرير ميتشل (الصراع الإسرائيلي الفلسطيني)
• مقترحات من أجل دولة فلسطين
• تشارلز إندرلين

المصادر

المراجع

• Ehud Barak. Statement by Prime Minister Barak at Press Conference upon the Conclusion of the Camp David Summit
• Shlomo Ben-Ami. Camp David Diaries. Excerpts from anستة April 2001 article in Ma'ariv
• Gilead Sher (2006). The Israeli-Palestinian Peace Negotiations, 1999–2001. Routledge. A first hand account from the chief negotiator for the Israeli team
• Mahmoud Abbas, Reports of the Camp David Summit,تسعة September 2000 Excerpts published in the Journal of Palestine Studies, vol. XXX, No. 2 (Winter 2001), pp. 168–170
• Akram Haniyah, The Camp David Papers, first hand account by a member of the Palestinian negotiating team, originally published in the Palestinian daily al-Ayyam. English translation in Journal of Palestine Studies, vol. XXX, No. 2 (Winter 2001), pp. 75–97
• Madeleine Albright (2003). Madame Secretary. New York: Hyperion (especially chapter 28)
• Bill Clinton, My Life: The Presidential Years (especially chapter 25)
• Dennis Ross The Missing Peace : The Inside Story of the Fight for Middle East Peace
• Kenneth Levin. The Oslo Syndrome: Delusions of a People Under Siege. Hanover: Smith and Kraus, 2005.

وصلاة خارجية

عامة

• . FMEP, Settlement Report, September-October 2000. American proposals, as reported in Ha'aretz and Yediot Aharanot.
• Interview with Dennis Ross about the summit
• More recent interview with Dennis Ross about the summit
• Several articles on the 2000 summit, including interviews with Clinton and Ben-Ami at the Jewish Virtual Library
• Camp David offer according to Palestinian Academic Society for the Study of International Affairs
• The Middle East Peace Summit at Camp David- July 2000 Israeli Ministry of Foreign Affairs

خرائط

• Camp David proposal maps (with explanations) according to MidEastWeb.
• Palestinian Maps of the Camp David 2 Proposals.
• West Bank Final Status Map Presented By Israel, May 2000 Foundation for Middle East Peace.
• Projection of West Bank Permanent Status Offer, Camp David, July 2000 Peres Center for Peace.
• (بالفرنسية) Maps: Israeli proposals, from Camp David (2000) to Taba (2001)
• Failed compromise at Camp David. December 2000 English article in Le Monde diplomatique refers to some of the above-linked French-language maps.
• and , Orient House, 2000
• . Gush Shalom.

سلسلة نيويورك رڤيواوف بوكس

• Robert Malley and Hussein Agha. "Camp David: The Tragedy of Errors," New York Review of Books,تسعة August 2001
• Dennis Ross, Gidi Grinstein, Hussein Agha, Robert Malley. "Camp David: An Exchange." New York Review of Books, 20 September 2001
• Camp David and After: An Exchange (1. An Interview with Ehud Barak), by Benny Morris, in response to "Camp David: The Tragedy of Errors") 13 June 2002
• Camp David and After: An Exchange (2. A Reply to Ehud Barak) By Hussein Agha, Robert Malley, 13 June 2002
• Camp David and After – Continued Benny Morris, Ehud Barak, Reply by Hussein Agha, Robert Malley, 27 June 2002

آراء في التحليل

• Comparing Camp David I and II, Dr. Kenneth W. Stein, Emory University
• "Was Arafat the Problem?" by Robert Wright
• "Barak: A Villa in the Jungle." Uri Avnery, July 2002
• "The Day Barak's Bubble Burst". 15 Sept. 2001 article, by Uri Avnery, a founder of the Israeli peace group Gush Shalom. More of their articles about Camp David are here.
• Jerome M. Segal, "The Palestinian Peace Offer," originally published in Ha'aretz, 1 October 2001
• Visions in Collision: What Happened at Camp David and Taba?, Dr. Jeremy Pressman, 2003.

قراءات إضافية

• Bregman, Ahron Elusive Peace: How the Holy Land Defeated America.