أخبار:كورونا تغيب المعماري العراقي حملت الجادرجي
- وفاة المعماري العراقي البارز حملت الجادرجي عن 93 عاماً تأثراً بإصابته بڤيروس كورونا.
فيعشرة أبريل 2020 عن عمر يناهز 93 عاماً في لندن، المملكة المتحدة، تأثراً بإصابته بڤيروس كورونا.
ونعى الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة خطها على تويتر اتى فيها: "بوفاة حملت الجادرجي، يفقد فن العمارة في العراق والعالم رئته الحديثة التي تنفست حداثة وجمالاً، لقد مارس الجادرجي العمارة بوصفها وظيفة إنسانية وجمالية، ووهبها جميع حياته، عاملاً ومنظّراً تاركاً الكثير لإرث هذه البلاد، فهماً ومباني، لروحه الرحمة ولأسرته ومحبيه الصبر".
وولد حملت تام الجادرجي في العاصمة العراقية بغداد عام 1926، ووالده تام الجادرجي السياسي والوزير المعروف أبان الحكم الملكي في العراق، وهوأيضاً يعد من مؤسسي الحزب الوطني الديمقراطي عام 1946. وعلى الرغم من كونه ابن عائلة عهدت بتاريخها السياسي العريق إلا أّنه عثر طريقه في العمارة والتشكيل، رافضاً الانتماء إلى حزب والده، حيث يقول الجادرجي: "إذا دخلت أي حزب سياسي فهذا يعني أنَّ التزم بمبادئ الحزب والمؤسسة، وأنا أريد أنَّ أكون حرًا دئمًا، فأنا لا التزم لا في العقيدة، ولا في الدين، ولا في شيء آخر، أنا حر".
تزوج حملت الجادرجي من المحررة العراقية بلقيس شرارة، وهي من مواليد مدينة النجف عام 1933، والحاصلة على بكالوريوس في الأدب الإنگليزي من جامعة بغداد عام 1956.
وهجر الجادرجي العراق في التسعينيات، حيث عاش فترة في لبنان، لكنه استقر المطاف به في العاصمة البريطانية لندن.
وفي عام 1978 أصدرت محكمة الثورة الحكم بالسجن المؤبد مدى الحياة لحملت الجادرجي مع مصادرة جميع أمواله، وكان السبب وراء سجنه هوسعدون شاكر، وزير الداخلية في عهد صدام حسين، لكنه أفرج عنه في عام 1980، بحسب ما اتى في كتاب حياة بين ظلمتين، والذي تناول سيرة الجادرجي، بقلم بلقيس شرارة والذي صدر عام 2008 عن دار الساقي.
وصمم الجادرجي مجموعة تصاميم ستبقى راسخة في ذاكرة العراقيين ومعبرة عن عاطفتهم ووجدانهم وهويتهم، منها، القاعدة التي علق عليها الفنان جواد سليم نصب الحرية في ساحة التحرير ببغداد.
كما صمم نصب الجندي المجهول الأول في الستينيات من القرن العشرين في ساحة الفردوس، هونصب تذكاري يرمز للجنود المجهولين الذي مضىوا ضحية الحروب في العراق، لكنه حطم بأمر رئاسي. كما قام الجادرجي بتصميم مبنى مجلس الوزراء، والبريد المركزي، والتأمين في الموصل.
وللجادرجي مؤلفات عدة معظمها يدور حول العمارة والتنظير المعماري، كما حاول النظر إلى الهجريبة الاجتماعية العمرانية في العالم العربي، منها: شارع طه وهامر سميث، والأخيضر والقصر البلوري، ومقام الجلوس في بيت عارف آغا، وفي سببية وجدلية العمارة، ودور العمارة في حضارة الإنسان، وحوار في بنيوية الفن والعمارة، وصورة أب، والحياة اليومية، وفي دار السياسي تام الجادرجي، وصفة الجمال في وعي الإنسان (سوسيولوجية الاستطيقية)، وحياة بين ظلمتين (وهوالكتاب الذي يحكي قصته عندما كان في السجن).
أما وصيته فقد نطق عنها لقاء متلفز أجري معه عام 2014: "وصيتي هوأنني أحرق وليس أدفن"، مصراً على تطبيق هذه الوصية، ومعللاً ذلك بأنه لا يؤمن بالدفن، ولا يريد أنَّ يدنس الأرض، استجابة للفلسفة التي يؤمن ويرى الحياة من خلالها.
المصادر
- ^ "أوصى بحرق جثته.. تعهد على سيرة حملت الجادرجي". الحل نت. 2020-04-10. Retrieved 2020-04-12.