مقهى الباب العالي (كتاب)

مقهى الباب العالي
المؤلف	سرقان أوزبورون
المترجم	عبد القادر عبد اللي
البلد	هجريا
اللغة	الهجرية
الصنف	الحكايات
يدور في	هجريا
نـُشـِر	2009
الناشر	الدار العربية للعلوم
الصفحات	158

مقهى الباب العالي، هوكتاب من تأليف المحرر الهجري سرقان أوزبورون، ترجمة عبد القادر عبد اللي، نشرته الدار العربية للعلوم، في 2009.

عن الكتاب

غلاف النسخة المترجمة للعربية من الكتاب.

في محاولةٍ منه لإظهار باطن الفلكلور الهجري، طاوياً ثناياه على قصصٍ قديمةٍ تعبرُ الشرقَ بمسامِ الأنطولوجيا الفلسفية الأدبية للمجتمع، مطعّمة بمثيولوجيا الانتماء الخيالي لعالم الأساطير والحكم، ينسج المحرر سرقان أوزبورون حكاياه في مجموعته القصصية "مقهى الباب العالي"، متنقّلاً من عرش السلطان إلى البيوت القديمة والطرقات والمقاهي، خاتماً كلّ سيرة من قصصه بحكمةٍ شعبيّة تظهرُ الحميمية البيئية للأفراد، من كبيرهم إلى صغيرهم، وتبيّن معايير المجتمع الهجري منذ القدم.

نبذةٌ من حكاية "البابا مسعود" قد تختصرُ باقي الحكايات في مجموعة أوزبورون، فهويتحدث عن رجلٍ اسمه "مسعود" يناديه الناس بـ"مسدود"، كان يعمل إسكافيّاً بسيطاً، فزاره السلطان ذات ليلةٍ متنكّراً بزيّ عابر سبيل، فلم يعهده واستضافه في منزله، وشكا له عن تردّي أحواله في ظلّ حظّه البائس عندما تساءل السلطان عن غرابة اسمه فنطق: "قبل فترة رأيت في حلمي عدداً من السبل. كان الماء يتدفق من بعضها ويسيل من بعضها الآخر، وواحد يقطر الماء قطرة قطرة. في تلك اللحظة ظهر بجانبي ملاك من نور، ونطق: هذه السبل التي يتدفق منها الماء تمثل وفرة حظ سلطاننا، أما التي تسيل صنابيرها فهي نصيب الأغنياء، وهذه التي تقطر قطرات، فهي نصيبك. وغاب عن العيون. إثر هذا، تناولت عوداً، واتجهت فوراً إلى صنبور حظي. عبثت بفتحة الصنبور بواسطة العود على أمل توسيعه قليلاً... آخ لويبست يداي، ولم أعمل هذا. في الواقع، إذا العود قد انكسر، وبقي في الصنبور، وتحسرتُ على القطرات التي كانت تنزل سابقاً. ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن لم استفتح. ولأني أضرب هذا السندان الفارغ أمامي، وأقول: "مسدود، مسدود" أطلق عليّ الناس هذا الإسم، وصاروا ينادوني "البابا مسدود".

حاول السلطان بعد حتى تقصّى لاحقاً عن أحوال مسدود حتى يمدّ إليه يد المساعدة في شهر رمضان، فأمر طباخ القصر بأن يحضر صينية بقلاوة، وأن يضع تحت جميع بترة ليرة مضىية. وأوفد الصينية إلى بيت "البابا مسدود" على أنها هدية إفطار من أحد الأغنياء، ولكنّ مسدود باعها معلّلاً النفس بأنّه من الخير له حتى يعمل. فحزن السلطان لهذا وأمر بإعداد ديك رومي محشي، وأن يُملأ داخله بالمضى، ويُرسل إلى "البابا مسدود"، فترصّد له الزبون الذي اقتنى منه البقلاوة وأقنعه بأن يبيع له الديك الرومي. فنفد صبر السلطان وأمر البابا مسدود حتى يحضر مجرفة ويملأها مضىاً من صندوقه، ولكنّ مسدود خرج فارغ اليدين كما حضر، إذ اكتشف أنّه كان يمسك المجرفة بالمقلوب. حينئذ نطق السلطان بأسفٍ تلك العبارة التاريخية التي حُفرت في البال عبر الأجيال:

- ماذا يعمل محمود عندما لا يعطي المعبود!

سليمان القانوني

بلال فضل

ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا الموضوع

تدور إحدى حكايته عن استنادىء السلطان العثماني سليمان القانوني لشيخ الإسلام في عهده أبوالسعود أفندي، قبل سفر السلطان إلى حملته العسكرية على النمسا. كان السلطان السبعيني مريضاً ويشعر أنها ستكون حملته الأخيرة، وعندما مثل شيخ الإسلام في حضرته وضع السلطان بيده صندوقا صغيرا، ونطق له: عندما أموت ادفن هذا الصندوق معي.

يقول سرقان أوزبورن: "ما وقع بعدها معروف لمتابعي التاريخ العثماني: جيش مؤلف من مئة ألف جندي انطلق في طريق زيغاتفار، وهناك أسلم السلطان روحه لبارئها، وبعد عودة الجنود من الحملة، اجتمع الفهماء وتحدثوا عن وصية السلطان أكثر مما تحدثوا عن موته، فحسب الشريعة الإسلامية يحرم دفن شيئ مع الشخص عندما يموت، والتصرف على غير هذا الوجه لا يمكن تسميته بغير الوثنية، وحاشا للسلطان القانوني حتىقد يكون وثنياً، دافع بعض فهماء الحديث عن رغبة القانوني انطلاقاً من الحديث النبوي"يحشر المرء مع من يحب"، وذكّر بعض الفقهاء حتى "حضرة السلطان" شهيد، ويجب حتى لايعتبر الشهداء كالموتى، وبينما كان فهماء التفسير يناقشون حتى حدثة (ادفن) لم تكن أمراً بل وصية، نطق فهماء الكلام إذا حدثة صندوق هنا لاتعني الصندوق بل التابوت".

في وسط احتدام الجدال ولج خادم مكلف بضيافة الفهماء، فذكرهم بتساؤل نسوه في غمرة المحدثة: "ترى ماذا يوجد بالصندوق؟"، وبعد نقاش طويل حول حكم فتح الصندوق قرروا فتحه، ليجدوا فيه كومة من الأوراق اتضح بعد قراءتها أنها جميع الفتاوى التي أخذها السلطان من شيخ الإسلام حول جميع ماعمله منذ جلوسه على العرش وحتى آخر يوم في حياته، وفي تلك اللحظة سقط شيخ الإسلام أبوالسعود أفندي في حالة يأس شديد، وقرّب الصندوق منه، وبدأ ينظر في أوراقه ليجد بها فرمانات إعدام شيخ ملامي إسماعيل المعشوقي المعروف باسم الشيخ الولد، ومحيي الدين قرماني، وحمزة بالي، والفتاوى التي أصدرها حول جواز اغتال اليزيديين، وفتواه بتحريم الجلوس على المقاهي، فخرجت من فمه هذه الحدثات: "آه ياسليمان، أنت أنقذت نفسك، حسنا، ماذا سنعمل نحن؟".