رمطان لعمامرة (و. 15 يونيو1952)، هوسياسي جزائري ووزير الشؤون الخارجية الجزائر الحالي ونائب رئيس الوزراء منذ 12 مارس 2019. وكان لعمامرة وزيراً للخارجية من 11 سبتمبر 2013 حتى مايو2017. من 1 أغسطس 2005 حتىسبعة يوليو2007 كان الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية.

حياته

وُلد في أميزور، ولاية بجاية، الجزائر، عام 1952. تخرج من المدرسة العليا للادارة، وبعد أداء الخدمة العسكرية التحق في أكتوبر 1978 بوزارة الخارجية، وبمخط الشؤون القنصلية، وأنه في ديسمبر من نفس السنة توفي الرئيس الأسبق هواري بومدين، ليخلفه الرئيس الشاذلي بن حديث الذي سحب وزارة الخارجية من بوتفليقة، وعين على رأسها محمد الصديق بن يحيى، وأن لعمامرة من الممكن لم يكن قد التقى ببوتفليقة، إلا مرة واحدة عندما نظم هذا الأخير حفلا ببيته بحي الأبيار بأعالي العاصمة ليودع فيه كوادر وزارة الخارجية. وذكرت المصادر ذاتها أنه إذا كان لعمامرة خريجا لمدرسة دبلوماسية، فهي بالتأكيد مدرسة الصديق بن يحيى، ومدرسة الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي الذي عمل معه كثيراً لما كان هذا الأخير على رأس وزارة الخارجية في عهد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد.

العمل الدبلوماسي

كان الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، وكذلك كمبعوث للأمم المتحدة الى ليبيريا بين عامي 2003 و2007. سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة في الفترة بين 1993 و1996، وانخرط في الكثير من الوساطات لحل عدد من النزاعات في القارة الأفريقية، حتى تم تعيينه وزير الشؤون الخارجية في 11 سبتمبر 2013.

وزارة الخارجية

يعتبر رمطان لعمامرة من جيل الدبلوماسيين الذين تفهموا في المدرسة الجزائرية، فهويتحدث أربع لغات على الأقل بطلاقة، خلافاً لسابقه مراد مدلسي، الذي يشغل الآن منصب رئيس المجلس الدستوري، والذيكانت له صعوبات مع اللغة العربية.

ولعل لعمامرة هوالوزير الوحيد الذي يحظى بإجماع قطاعات واسعة في المجتمع الجزائري، والذي لم تعترض على تعيينه حتى المعارضة، خاصة وأن تصريحاته منذ تعيينه أثارت الإعجاب، إلى درجة حتى رواد مواقع التواصل الاجتماعي رشحوه لأنقد يكون مرشحا لرئاسة الجمهورية في الاستحقاق الرئاسي القادم، رغم حتى لعمامرة لم يكن معروفا من طرف قطاعات واسعة في المجتمع قبل تعيينه على رأس الخارجية، على اعتبار حتى تعيينه لسنوات طويلة على رأس مفوضية السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي جعله يبتعد عن الأضواء، كما حتى سيطرة الرئيس بوتفليقة على الخارجية لم تسمح لكوادر هذه الوزارة بالظهور.

ولعل الفارق الرئيسي بين لعمامرة ومن سبقوه على رأس الخارجية في سنوات بوتفليقة، هوحتى هذا الأخير دبلوماسي التكوين، وخريج مدرسة الخارجية الجزائرية، وإذا كان رمضان لعمامرة قد نطق في آخر مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة الجزائرية بأنه فخور لكونه خريج مدرسة عبد العزيز بوتفليقة الدبلوماسية، فهذا كلام لا يخلومن دبلوماسية ومن مجاملة للرئيس بوتفليقة.

وتجلى أداء لعمامرة في تسيير الأزمة القائمة مع المغرب، بعد حادث الاعتداء على القنصلية الجزائرية في الدار البيضاء، وتنكيس الفهم الجزائري في 1 نوفمبر الذي يصادف ذكرى اندلاع ثورة التحرير الجزائرية، وكذا رده على مزحة الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند بخصوص الوضع الأمني في الجزائر، إذ بادر لعمامرة بإصدار رد عمل شخصي، خلافاً لسابقيه الذين لمقد يكونوا يتجرؤون على المبادرة بأي شيء، إلا إذا عادوا للرئيس بوتفليقة، وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالعلاقات مع فرنسا.

في 12 مارس 2019، عُين لعمامرة نائباً لرئيس وزراء الجزائر ووزيراً للخارجية، خلفاً لعبد القادر مساهل.

الاحتجاجات الجزائرية 2019

في 22 فبراير 2019 اندلعت الاحتجاجات الشعبية في الكثير من المدن الجزائريّة للمطالبة بعدم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة؛ بعدما رشحه حزب جبهة التحرير الوطني – الحزب الحاكم في البلاد – للمشاركة في السباق الانتخابي ثمّ أعربت الكثير من الأحزاب والنقابات دعمها لإعادة انتخاب بوتفليقة رغم أنّ حالته الصحية في تدهور خاصة بعدما أُصيب بسكتة دماغية عام 2013.

في 23 فبراير 2019، أعربت الرئاسة الجزائرية توجه بوتفليقة إلى جنيڤ لإجراء فحوص طبية دورية، لكنها لم تكشف عن مزيد من التفاصيل. بعد أسبوع في مطلع مارس، عادت طائرة رئاسية جزائرية، من مطار جنيڤ، وعلى متنها شقيق الرئيس عبد الرحيم بوتفليقة المدعو"ناصر"، ورمطان لعمامرة، وبقى بوتفليقة في مستشفاه بجنيڤ. وحسب المصادر، فقد استدعى بتوفليقة مستشاره الدبلوماسي ووزير الخارجية السابق، رمطان لعمامرة، إلى جنيڤ للتفاوض حول إمكانية تعيين الأخير رئيساً لوزراء البلاد، لشعبيته الواسعة خلفاً لأحمد أويحيى الذي يقابل عاصفة من الغضب الشعبي ومعارضة حادة من الأحزاب والمنظمات.

المبعوث الأممي لليبيا 2020

في مارس 2020، رشح أنطونيوگوترش، الأمين العام للأمم المتحدة الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة، رئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أنسميل)، ومبعوثاً خاصاً له إلى ليبيا، خلفاً للوزير اللبناني السابق غسان سلامة، الذي استنطق من منصبه في مطلع مارس.

وقبل ترشيح لعمارة جرى التداول في أسماء عدة، أبرزها وزير الخارجية التونسي السابق خميس الجهيناوي. غير حتى الرئيس التونسي قيس سعيد فضّل حتى تظل بلاده في منأى عن القضايا المعقدة لدى جارتها ليبيا. واقترح آخرون ترشيح نائبة غسان سلامة الأمريكية ستيفاني ويليامز لهذه المهمة، بيد أنها استبعدت في فترة مبكرة. كما اقترح البعض تسميه السوداني الموظف الدولي يعقوب الحلو«استجابة لمطالبة الاتحاد الأفريقي بتعيين مبعوث من دول القارة للتعامل مع الأزمة الليبية». كما ركز الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط على ضرورة اختيار مبعوث عربي الهوية في ليبيا، وقدم اسم مرشح آخر من موريتانيا.

وشغل وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة، مناصب عدة في الأمم المتحدة، ويوصف بأنه «يقف على مسافة واحدة» من أطراف النزاع في ليبيا.

واشتغل لعمامرة سابقاً في منصب الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، وكمبعوث للأمم المتحدة إلى ليبيريا بين عامي 2003 و2007. كما عمل في المجال الدبلوماسي سفيراً للجزائر لدى الأمم المتحدة بين عامي 1993 و1996. وانخرط في كثير من الوساطات لحل بعض النزاعات في أفريقيا، حتى تم تعيينه وزيراً للخارجية عام 2013. وشغل أيضاً منصب الأمين العام لوزارة الخارجية.

في 16 أبريل 2020، قرر لعمامرة سحب ترشيحه لشغل مهمة المبعوث الأممي إلى ليبيا، وذلك بعد رفض الولايات المتحدة دعم ترشيحه. وذكرت تقارير إعلامية حتى مصر والإمارات الداعمتين لحفتر ضغطتا على واشنطن للوقوف ضد تعيين الدبلوماسي الجزائري في المهمة الأممية المذكورة، معتبرة إياه مقربًا من حكومة الوفاق التي يديرها فايز السراج.

المرشح الرئاسي المحتمل

كان لرمطان لعمامرة خلافات متعاقبة مع رئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال، والمقرب من الرئيس بوتفليقة، خاصة في قضية تداخل صلاحيات الخارجية الجزائرية التي كانت منقسمة لشقين، شق الخارجية مع رمطان لعمامرة وشق الشؤون المغاربية والإفريقية مع عبد المالك مساهل، والذي كان يحلم دائمًا حتى يصبح على رأس الدبلوماسية الجزائرية، وقد تحققت له رغبته.

ونطقت مصادر خاصة مطلعة، إذا بوتفليقة اتخذ قرار إسناد دبلوماسية البلاد إلى عبد القادر مساهل منذ مارس 2018، لكنه انتظر حتى 25 مايو، لتأكيد هذا الاختيار رسمياً، عملى ما يظهر كان بوتفليقة يفهم أنه ليس من السهل التخلص من رجل مثل رمطان لعمامرة، وإقناع الشعب بذلك، فأولى ردود العمل كانت مندهشة من القرار، لقد كان رمطان لعمامرة الوزير الوحيد من الممكن الذي كان يحفظ ماء وجه الجزائر في الخارج.

وفي الأمم المتحدة، يعتبر رمطان لعمامرة الاسم الأكثر شهرة، وكذلك في كواليس الاتحاد الأفريقي، ما جاز له تبوأ مكانة مرموقة، وربما يشير على ذلك أنه في يوم رحيله من منصبه، تواصل معه جميع من وزير الخارجية الروسي سرگي لاڤروڤ، ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، للحديث في الأمر، وفقًا لصحيفة لوموند أفريك.

وتشير لوموند إلى حتى رمطان لعمامرة حاول إجراء إصلاحات في السلك الدبلوماسي الجزائري، لكنها قوبلت بطريق مسدود من قبل بوتفليقة، الذي يمضى مراقبون للقول بأنه رأى في رمطان لعمامرة تهديدًا لمستقبل جماعة الحكم، من الممكن لطموحه من جهة، ولعلاقاته الخارجية القوية من جهة أخرى.

وسليم حتى الكثيرين تحدثوا عن احتمالية خلافة رئيس الوزراء أحمد أويحيى لبوتفليقة، لكن اللوموند تقول إذا مصادر مقربة من قصر المرادية، أكدت حتى الرجل الثاني في الدولة وقائد الأركان، أحمد قايد صالح، يرى في رمطان لعمامرة حلًا وسيطًا، ويعتبره الأصلح لمنح المصداقية لأصحاب القرار خارج سيناريوالتوريث الذي يرفصه الشعب الجزائري جملة وتفصيلًا.

وتُشير لوموند إلى أنه بعد إزاحة رمطان لعمامرة من وزارة الخارجية، روجت السلطة الجزائرية إلى أنه لم يتم الاستغناء تمامًا عن الرجل، وبالعمل عُرضت عليه السفارة الجزائرية بفرنسا لكنه رفض. في اللقاء، وبعد ذلك بأسابيع، استطاع بفضل نسيج علاقاته الخارجية، الحصول على منصب مرموق في اللجنة الاستشارية العليا للأمم المتحدة المكلفة بالوساطة الدولية، وهوما اعتبره المتابعون ثأرًا شخصيًا من الزمرة التي أبعدته عن اللعبة السياسية في الجزائر.

المصادر