الأغاني الحورية

عودة للموسوعة

الأغاني الحورية

صورة للرقم المسماري الذي نقشت عليه أغنية نيكال، يعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، عُثر عليه في أوغاريت، رأس شمرا سوريا

الأغاني الحورية (أقدم أغنية في التاريخ) هي مجموعةٌ موسيقيةٌ تعود لأكثر من 3،500 عام نُقشت بالكتابة المسمارية على ألواحٍ طينيةٍ أثرية يعود عمرها إلى أكثر من 1،400 عام عُثر عليها في أوغاريت (رأس شمرا) العموريةالكنعانية في مدينة اللاذقية شماليّ سُوريا. واحتوى أحد الألواح الصلصالية المُكتشفة على كَاملِ كَلماتِ تَرنيمةِ الحُوريّةِ التي تّمَجِّدُ الآلهة نيغال (إلهة القمر)،. ما جعلَ منها أقدم عملٍ موسيقيٍّ متكاملٍ تم تلحينُه في العالم . في حين يُعتبرُ هذا العملُ الموسيقيُّ من الأعمال الغَفْلَةِ إلا أنّ بقيّة الأعمالِ لم تَكن كذلك، بِسَبَبِ العثور على أسماءِ مُؤَلِّفيْها. ونيغال هذه حزينةٌ بسببِ عُقمها وعَدم إنجابها للأطفال، بالرّغم من أنّ زوجَها هوالإله الذي يمنح الذرية للأزواج، بحسب الرّواية المتوارثة.

وتقول رواية أخرى لريتشارد دامبريل، أستاذ الآثار الموسيقية بجامعة بابل بالعراق حتى هذا اللّوح عن فتاة شابة لا تُنجب، وتظنّ حتى عدم إنجابها كان جرّاء إثم ما ارتكبته دون حتى يأتي اللوح على ذكره. وما نفهمه من النص، وهوالقدر المحدود، تمضى الفتاة ليلا لتبتهل للإلهة نيغال، إلهة القمر، حاملة قدرا من بذور السمسم أوزيت السمسم كي تقدمه لها. هذا جميع ما نعهده عن النص".

قدّم المَؤلف الموسيقي السُّوريَ مالك جندلي رؤيته لمؤلفات أوغاريت الأصلية موزّعة للبيانووالأوركسترا في أسطوانة حملت عنوان "أصداء من أوغاريت" قدم فيها أيضاً بَعضَ مَقطوعاتها مع الأوركسترا الفلهارمونية الروسية.


تاريخها

أوغاريت
أوغاريت
حمص
حمص
دمشق
دمشق
خريطة تظهر مسقط أوغاريت على الساحل السوري

رُبما لم يكن لسكّان تل رأس شمرا في اللاذقية حتى يعهدوا قبل العام 1928، حتى مهنتهم في الزراعة متوارثة عن أسلافٍ سبقوهم بنحو4400 وفق ما تشير الآثار المكتشفة حتى الآن. ليس هذا فقط، بل على الأرجح فإن الأغاني والأهازيج التي تصدح بها حناجرهم أثناء أعمال الحراثة أوالحصاد، تحمل الكثير من الأنغام التي تعود إلى الحضارة التي عهدت أقدم تدوين موسيقي في العالم، أوغاريت. فبعد حتى اكتشف فلاح من رأس شمرا سقف مدفن أثري أثناء حرثه لحقله، توالت البعثات الأثرية للكشف عن الحضارة المدفونة قبالة ساحل البحر المتوسط، ثم توقفت عام 1939 بسبب الحرب العالمية الثانية، وبعد استئناف الأبحاث تم الكشف عن أقدم تدوين موسيقي في العالم عام 1948.


تعتبر الأغنية الكاملة التي تمّ العثور عليها واحدة من حوالي 36 أغنية خطت على هذا النحوبالكتابة المسمارية، وعثر على بقيّة الألواح الصلصالية هذه إثر عمليات التنقيب التي جرت فترة خمسينيات القرن الماضي في قصر أوغاريت الملكي (رأس شمرا، سوريا)، في طبقة أحفورية يعود عمرها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، حيث كانت هذه الأغنية هي الوحيدة التي لم تتأثر بِفِعْل الوقتِ وحافظت على شكلها الكامل إلى حد كبير. نشر إيمانويل لاروتشي كتابا عن مجموعة البتر التي عثر عليها لأول مرة بين عامي 1955 و1968، حدّدَ فيه الأجزاءَ الثّلاثةَ التي فَهرسها عُلماء الآثارِ الميدانيين على أنها تعود للوحٍ صلصاليّ واحدٍ وهي: ر.ش 15.30 ور.ش 15.49 ور.ش 17.387 وفي نشرته عن الأغنيات التي تعود إلى لوح إتش.6 "الحورية" في البتر 2–17, 19–23, 25–6, 28, 30 جنبا إلى جنب مع بتر أصغر هي ر.ش. 19.164 ج م، ي، ن، س، ص، ص، ر، ث، س، ص، أأ، وج ج. حيث وجدت الأغنية كاملة في القائمة السابقة وتم أيضا نشر نصٍ منقحٍ عن الأغنية عام 1975.

احتوى اللوح إتش.6 على حدثات أغنية لنيغال، إلهة البساتين (الزراعة) عند الديانات السامية القديمة، إرشاداتٍ لمغنٍ يصاحبه عزف على آلة من تسعة أوتار، قد تكون نوعا من أنواع القيثار أوعلى الأرجح آلة السمسمية. كما احتوى لوحٌ واحدٌ على الأقّل على إرشاداتٍ لضبط آلة القيثار.

سبقت أغنية الحورية الكثير من الأعمال الموسيقية المبكرة الأخرى، كالتراتيل الدلفية ومرثيات سيكيلوس قبل ألف عام، إلا حتى ترميزها لا يزالُ مثيرًا للجدل. كما يمكن الاستماع إلى محاولة إعادة التوزيع الموسيقي التي قام بها مارسيل دوتشيسن-جيليمين على الرابط هنا، ومع الفهم حتى هذه المحاولة كانت واحدة من خمس محاولات لإعادة توزيعها الموسيقى حيث أسفرت جميع محاولة عن نتائج مختلفة تمامًا عن الأخرى".

اللوح محفوظ في مجموعة المتحف الوطني بدمشق، سوريا.


الرموز

مدخل القصر الملكي في أوغاريت، حيث تم العثور على أغاني الحورية.

كان شكل هذا الرقيم بعد ضم أجزاءه إلى بعضها مستطيلا طوله سبعة إنشات ونصف وعرضه ثلاثة إنشات. وقد قام لاروش بنشر النص في النشرة الرسمية الخاصة بالبعثة التنقيبية الفرنسية -أوغاريتيكا- عام 1968. وبعد حتى تم جمع أجزاء هذا الرقيم إلى بعضها غدا في حالة تسمح بفحصه ودراسته من قبل مختلف الباحثين. كان رقيما غير اعتيادي فهويبتدئ بأربعة سطور على الوجه الأول تلتف لتحيط بالرقيم من الوجه الثاني. على الوجه الأول وتحت السطور الأربعة هنالك خطان أفقيان فاصلان تحتهما سبعة أسطر مؤلفة من رموز وإشارات لا من حدثات. وقد تبين للباحثين بعد دراسة هذا النص حتى السطور الأربعة العلوية تحتوي على ترتيلة دينية قديمة باللغة الحورية. أما السطور السبعة الواقعة تحت الخطين الفاصلين فعبارة عن إشارات موسيقية من نوع ما توجه العازفين إلى طريقة أداء اللحن. أما الأداة الموسيقية المختارة فهي القيثارة. إلى غير ذلك فإن هذا الرقيم الذي أعيد تجميعه يحتوي على أول تدوين موسيقي في التاريخ، وهوأقدم من فيثاغورث الذي يعزى إليه ابتكار التدوين الرقمي الموسيقي بحوالي ألف عام. ومع ذلك فإن هذه الموسيقى المدونة لم تسمع بعد.

وتصدى ثلاثة باحثين أمريكيين لحل اللغز وهم: آن .د.كليمر أمينة متحف لوي للأنثروبولوجيا وباحثة في الآشوريات، وريتشارد ل. كروكر البروفيسور في تاريخ الموسيقى، وروبرت ر.براون وهوي فيزيائي. قبل جميع شيء كان على هؤلاء حتى يضعوا قاعدة نظرية لفهم طبيعة العبارات والرموز الموسيقية القديمة، والتي من شأنها إتاحة المجال لتفسير المقطوعة الموسيقية الموافقة للترتيلة الحورية. وقد تم لهم ذلك من خلال دراسة بعض النصوص البابلية ذات الصلة بالموسيقى، والتي تقدم شروحات بخصوص الأشكال الموسيقية في بابل القديمة، وتصف أيضا كيفية دوزنة القيثارة أوتار القيثارة. بعد ذلك جرى تصنيع قيثارتين وفق النماذج القديمة وذلك باللجوء إلى المادة الآثارية والمادة الكتابية. وقد صنعت القيثارة الأولى وفق قيثارة سومرية عثر عليها في المقابر الملكية لمدينة أور خلال تنقيبات السير ليونارد وولي عام 1927، وصنعت القيثارة الثانية وفق قيثارة محفورة على بترة عاجية عثر عليها في مسقط مدينة مجدوبفلسطين الشمالية، وهومسقط قريب جغرافيا وحضاريا من أوغاريت. بعد ذلك تمت دوزنة الآلتين الموسيقيتين وفق المبادئ المشروحة في النصوص البابلية. مزودين بهذه العدة استطاع هؤلاء الباحثين حل رموز الشيفرة الموسيقية وجرى غناء اللحن على أنغام القيثارة فسمع العالم الأنشودة الدينية الأوغاريتية مسجلة تحت عنوان "أصوات من الصمت". وكان الاستماع إليها أشبه بالاستماع إلى أصوات مسكونة بالأشباح تأتي من الماضي البعيد.

وَيعود الفضل في القراءة الجديدة والموضوعية للرقيم السادس للباحث في علوم الآثار وأصول الموسيقا العالم السوري راوول غريغوري فيتالي(2003،1927) الإيطالي الأصل والسوري المولد في مدينة اللاذقية، صاحب الدراسات الكثيرة في التاريخ والموسيقا، ومن أهمها: «التناظر الشكلي للأحرف الأوغاريتية»، و«أوغاريت لا كنعانية ولا فينيقية»، و«الرقم عبر التاريخ – اختراع وتطور كتابة الأعداد»، «الكنعانيون»، وغيرها. وقد نشر دراسة قيمة سنة 1979 منشورة في عدة مجلات عالمية مختصة بفهم الموسيقا حول الرقيم الأوغاريتي المصنف تحت اسم (H – 6) الذي يضم أنشودة العبادة الأوغاريتية، ويُعد أقدم تدوين موسيقي في العالم أجمع. حيث قدم فيها قراءة جديدة للتدوين الموسيقي لا تعتمد على فكرة تعدد الأصوات، إنما على ترجمة بعض الرموز المتواجدة في الرقيم إلى أزمنة موسيقية، وعلى عدم وجود إشارات تحويل موسيقية ( بيمول ودييز)، وعلى عدم وجود ثلاثة أرباع المسافات الصوتية (ربع الصوت)، ليتم عزفها من حديث على درجة مي ومن مقام الكرد الذي لا يحوي إشارات تحويل من هذه الدرجة، وبشكل مغايير للمرات الثلاث السابقة التي قُرأت وعُزفت، لتصبح المقطوعة متطابقة مع أوزان نصها الأدبي، وليس كما قدمها غيره من الموسيقيين حيث إعتمدوا على فكرة تعدد الأصوات، وكانت قراءة يغلب عليها الرأي الشخصي.

قراءة راوول فيتالي

درس راوول فيتالي أوّلاً السلالم الموسيقية البابلية التي تم اكتشافها في أربعة رقم طينية تم العثور عليها في العراق ( بلاد ما بين الرافدين )، ومن خلال تحليل معاني الدرجات الموسيقية ( الأوتار ) استنتج حتى ترتيبها هومعاكس لما كان مسلّم به قبلاً، واستطاع بناءً على هذا الاستنتاج حتى يحدد جميع أبعاد السلالم الموسيقية البابلية في بلاد ما بين الرافدين بدقة عالية، وهوأوّل من استطاع حتى يصل لهذا التحديد الدقيق، ولقيت النتائج التي توصّل لها في هذا المجال قبولاً واسعاً من الفهماء المختصين بالموضوع، والدراسات اللاحقة أكدت استنتاجاته واعترفت له بسبق هذا الاستنتاج. التدوين الرقمي الموسيقي الموجود على الرقيم H-6 كما قلنا مؤلف من تتالي بعد موسيقي – عدد، حيث البعد الموسيقي معروف تحديداً بين أي درجتين هو، مثلاً “قبليت” هوالبعد ما بين الدرجتين لا ورِه الأعلى منها ( بعد لقاءة أسماء درجات السلالم البابلية بما هوقريب منها في السلم الموسيقي الغربي المعاصر ).

التدوين الرقمي الموسيقي الموجود في الرقيم H-6
السطر نص التدوين الرقمي
1 قبليت 3 ريبوت 1 قبليت 3 شير 1 إشارةعشرة “أشتما آري”
2 تيتور إشارة 2 زيرد 1 شير 2 شلشات 2 ريبوت 2
3 أمبوب 1 شلشات 2 ريبوت 1 نيد قبلي 1 تيتور قبليت 1 تيتور إشارة 4
4 زيرد 1 شير 2 شلشات 4 ريبوت 1 نيد قبلي 1 شير 1
5 شلشات 4 شير 1 شلشات 2 شير 1 شلشات 2 ريبوت 2
6 كتم 2 قبليت 3 كتم 1 قبليت 4 كتم 1 قبليت 2
الأبعاد المذكورة في الرقيم H-6 مقارنة بالسلم الموسيقي الغربي المعاصر
البعد بين الدرجتين في السلم المعاصر
قبليت لا – ره   صاعد
ريبوت ره – فا   نازل
شير فا – لا   صاعد
إشارة ره – صول   نازل
تيتور إشارة دو– لا   نازل
زيرد سي – صول   نازل
شلشات مي – صول   نازل
أمبوب دو– فا   نازل
نيد قبلي سي – مي   صاعد
تيتور قبليت ره – سي   نازل
كتم صول – دو   صاعد

بعض المحاولات لقراءة التدوين الرقمي الموسيقي افترضت حتى وجود البعد «لا – ره» يليه العدد ثلاثة مثلاً يعني عزف الدرجتين «لا» و«ره» معاً ثلاث مرات متتالية، أي تعدُّد أصوات ( هارمونية )، بينما غيرها افترض حتى البعد «لا – ره» يعني عزف الدرجات «لا – سي – دو– ره» بالتتالي لكن بقي تفسير العدد المكتوب بعد البعد الموسيقي صعباً. بعد حتى تفهم راؤول فيتالي المحاولات السابقة لقراءة التدوين الرقمي الموسيقي واعتمد على اكتشافاته بخصوص السلالم الموسيقية البابلية، قدّم قراءته الخاصة الكاملة للتدوين الموسيقي وبناها على الأسس التالية:

  • رفض فكرة تعدد الأصوات التي تقول بأن البعد لا – ره مثلاً يعني عزف الدرجتين لا وره معاً، قِدَم التدوين الرقمي الموسيقي هوأحد الأسباب ولكن يوجد سبب آخر ذَكَرَه وهوحتى بعض تلك الأبعاد بالنتيجة ستكون متنافرة غير صافية مما يعني حتى عزف الدرجتين معاً لن يعطي نتيجة محبذة حسب ما معروف في فهم الهارموني، وبالتالي قَبِل بالفكرة الأخرى التي تقول أي حتى البعد لا – ره مثلاً يعني غناء أوعزف الدرجات لا – سي – دو– ره بالتتالي.
  • قارَن الأعداد الواردة في سطور التدوين الرقمي الموسيقي مع عدد المقاطع الصوتية في سطور نص النشيد وهي محدّدة مسبقاً من قبل فهماء آخرين، فلاحظ حتى عدد المقاطع الصوتية في جميع سطر من نص النشيد المكتوب يساوي ثلاثة أضعاف مجموع الأعداد الواردة في سطر مقابِل من التدوين الرقمي الموسيقي، فاعتبر إذاً حتى الأعداد الواردة في التدوين الرقمي الموسيقي لها دلالة إيقاعية، فإذا كان جميع مبتر صوتي يأخذ زمن واحد فهذا يعني حتى الأعداد الواردة في التدوين الرقمي الموسيقي جميع منها يشير على عدد مازورات ثلاثية الزمن، أي عدد ضربات آلة الإيقاع القوية عندماقد يكون الإيقاع ثلاثياً.
  • في نهاية السطر الأول من التدوين الرقمي بَعدَ آخِر بُعدٍ وعدد، ترد حدثتان “أشتما آري” وتم ترجمتهما بمعنى “لا تُسمع – أعطِ” ففهمها راوول فيتالي بمعنى “لا تُسمِع النص – أعطِ” أي حتى نصف آخر متتالية ( وما سبقها ) هوعزف بدون غناء بينما يبدأ الغناء من بداية نصفها الثاني، وهذا معناه حتى السطر الأول من التدوين الرقمي الموسيقي حتى منتصف المتتالية الأخيرة منه هومقدمة موسيقية بدون غناء، أيضاً بما أنّ عدد سطور التدوين الرقمي الموسيقي ستة بينما عدد سطور النشيد هي أربعة فهذا يعني أيضاً حتى السطر الأخير من التدوين الرقمي الموسيقي هوأيضاً عزف بدون غناء أي خاتمة موسيقية.
  • تكرار المقاطع الصوتية السبعة في آخر جميع سطر من سطور النشيد في بداية السطر الذي يليه هوطريقة حتى ينتقل القارئ ( المغنّي ) من نهاية السطر على ظهر الرقيم إلى بداية السطر التالي على وجه الرقيم بدون حتى ينسى آخر حدثات لئلا يحدث انقطاع زمني خلال عملية قلب الرقيم، وهذه الطريقة متّبعة حتى اليوم في المصاحف وفي قراءة الخط الدينية حيث تعاد كتابة آخر حدثة من الصفحة في بداية الصفحة التي تليها، مع الفهم حتى حذف عدد المقاطع المعادة وايضاً إضافة زمن نصف المتتالية الأخيرة في سطر التدوين الرقمي الموسيقي الأول إلى زمن سطر النشيد الأول ينطبق تماماً على معادلة ثلاثة أضعاف زمن التدوين الرقمي نسبة لعدد مقاطع سطر النشيد اللقاء.
مقارنة مجموع أعداد التدوين الرقمي الموسيقي بعدد مقاطع النشيد الحوري
التدوين الرقمي الموسيقي مقاطع النشيد الحوري نسبة مجموع الأعداد إلى عدد مقاطع النشيد نسبة مجموع الأعداد إلى عدد مقاطع النشيد
السطر مجموع الأعداد السطر عدد المقاطع الصوتية

( بدون المقاطع المكررة )

1 13

( مع حذفخمسة من آخر عدد )

2 14

( مع إضافةخمسة من آخر عدد في السطر الأول )

1 42 1\3
3 10 2 30 1\3
4 10 3 30 1\3
5 12 4 36 1\3
6 13
  • المقدمة والخاتمة الموسيقيتان لا يوجد ما يمكن حتى يشير على الإيقاع الذي يفترض حتى تسيرا عليه، لكن راوول فيتالي من دراسة المتتاليات في الخاتمة الموسيقية لاحظ حتى جميع منها يتألف من أربع درجات وهذا يتوافق أكثر مع إيقاع ثنائي لذلك اعتبر حتى إيقاع الخاتمة الموسيقية هوثنائي، وأيضاً باعتبار حتى في المقدمة الموسيقية جمل موسيقية تشابه جمل موسيقية في الخاتمة اعتبر حتى إيقاع المقدمة الموسيقية هوأيضاً إيقاع ثنائي، بينما إيقاع المبتر المغنّى هوإيقاع ثلاثي.
  • أصبحت إذاً درجات المتتالية الموسيقية والزمن الذي يجب حتى يستغرقه أداء جميع متتالية معروفة، ولكن مازال غير معروف كيف من الممكن أن يفترض حتى يتم تقسم الزمن على درجات المتتالية، فأحياناً يمكن حتىقد يكون متساوٍ إذا كان الزمن يساوي أومن مضاعفات عدد درجات المتتالية، وأحياناً هذا غير ممكن، لذلك قام راوول فيتالي بتوزيع الزمن على النغمات المتنوعة بالطريقة الأكثر مناسبة للحس الموسيقي السليم معتبراً حتى هذا الموضوع كان متروكاً لحسّ العازف، واعتمد في ذلك على مساعدة صديقه الموسيقار اللاذقاني المعروف محمود عجان.
  • أصبح هناك إذاً ما يكفي لتقديم قراءة كاملة للتدوين الموسيقي على الرقيم H-6 والناتج كان له سقط موسيقي جميل جداً، وهذا هوالتدوين الرقمي الناتج:

في الواقع هناك من لم يقبل بهذه القراءة للتدوين الموسيقي فكيفية التدوين الرقمي التي افترضها راوول فيتالي غير قادرة على تدوين جميع الألحان الموسيقية، وهذا سليم ولكن ليس هناك باللقاء ما يشير بأن الألحان في أوغاريت في ذلك العصر كانت حرّة وغير مقيدة بقواعد، وهناك أيضاً قراءات أخرى للتدوين قدمها فهماء مختلفون. لكن ما ثابت – حتى اليوم على الأقل – حتى قراءة راوول فيتالي هي القراءة الوحيدة الكاملة والمفصلة والتي تقدم تفسيراً لكل الحدثات والأعداد الواردة في الرقيم H-6 وبشكل متوافق تماماً مع نص النشيد بدون وضع افتراضات معقدة لا تستند على أساس، والنتيجة الموسيقية جيدة جداً.


حوري أمْ أوغاريتي

إن مجموعة الرقيمات ال 36 الأوغاريتية المكتوبة باللغة الحورية فتحت أبواباً جديدة للمناقشات والأبحاث حول أصول السلم الموسيقي المستعمل في هذا الرقيم (H-6). ومن المعروف بأن الحوريين حكموا مساحات واسعة من بلاد المشرق ومنها شمال سوريا، لكن بعد قرون عديدة اختفوا من مسرح الوجود بعد حتى ذابوا بغيرهم من الشعوب ومنهم الآراميين. وورث الآراميون بدورهم شيئاً من الحضارة الحورية والكثير من الأماكن والمدن الحورية فطبعوها بطابعهم وأصبحت آرامية مع الزمن.

تؤكد الرقيمات المكتشفة في أوغاريت السورية ما للحوريين من مدنية راقية وانتشاراً واسعاً للغتهم الأدبية، بحيث خطت فيها أشعار لأغاني “موسيقا أوغاريت”، ولكن هذا لا يعني حتى المقطوعة الموسيقية الأوغاريتية هي حورية المنشأ، إنما هي أوغاريتية الإختراع رغم لغتها الحورية. إذا كون لغة الأنشودة في الرقيم (H-6) باللغة الحورية وكون تدوينها الموسيقي باللغة الآكادية لا يجعلها حورية أوآكادية، بل هي أوغاريتية الإنتاج والهوية والإبداع كما يصرح الفهماء.

إن السلم الموسيقي المستعمل في المقطوعة الأوغاريتية هوالسلم السباعي المشهجر بين شعوب المنطقة كافة ولربماقد يكون حوري الإختراع أوالتطوير، وإلا لما خطت جميع هذه الرُقم باللغة الحورية إذا لم يكن السلم الموسيقي حوري المنشأ. ان أصل السلم الموسيقي السباعي لدى الآراميين واليونانيين هومن الحوريين، وقد عملوا بدورهم على تطويره بما يناسب شخصية موسيقا جميع منهما. فالسلم الموسيقي الآرامي (السرياني) واليوناني جذرهما واحد، وهوالسلم الموسيقي الحوري لأن المنطق وتسلسل التاريخ يقولان هكذا. وقد ورث الآراميون هذا السلم مباشرة من الحوريين لإحتكاكهم المباشر فيهم، أما اليونان فيبدوانهم أخذوه عن الكنعانيين والفينيقيين بواسطة الأوغاريتيين الذين أخذوه بدورهم من الحوريين.

إن هذا الأمر يقلب الطاولة على مفاهيم كثيرة كانت قد خدمت الفهم لفترة معينة لكنها شاخت الآن ولم تعد تصمد أمام الدراسات الحديثة. أما الأفكار غير الفهمية المتدالة بين الناس العاديين والتي لا تصمد أمام إثباتات البحوث الفهمية واللغوية فليست جديرة بالذكر. ففي عصرنا هذا فإن العلوم تتطور والأفكار تتجدد، وصاحب الإختصاص اليوم لا يتقبل الكلام الإنشائي الذي يدغدغ فقط أحاسيس الإنسان وليس عقله، إنما يبحث عن الحقيقة الفهمية، ويتابع الأبحاث الفهمية الجديدة ويتبنى نتائجها أكانت لمصلحته أوضده، لأن الحقيقة الفهمية هي فوق جميع إعتبار.

المراجع

  1. ^ جورجيوبوتشيلاتي "الموسيقى الحورية"،مساعد محرر ومشرف المسقط فيديريكوأ. بوتشيلاتي أوركيش (2003).
  2. ^ دينيس باردي، "الأوغاريتية"،في اللغات القديمة في سوريا وفلسطين والجزيرة العربية, تحرير روجر د. وودارد، 5–6. (كامبريدج ونيويورك: مطبعة جامعة كامبريدج، 2008). ISBN 0-521-68498-6, ISBN 978-0-521-68498-9.
  3. ^ مارغريت يون، مدينة أوغاريت في "تل راس شمرا" (بحيرة وينونا، في: آيزنبراونز، 2006): 24. ISBN 978-1575060293 (179 صفحة)
  4. ^ توب، جوناثان ن. (1998)، "الكنعانيين" (المتحف البريطاني شعوب الماضي)
  5. ^ ك. ماري ستولبا، تطور الموسيقى الغربية : تاريخ ، طبعة ثانية موجزة (ماديسون: براون آند بينشمارك ناشرون، 1995), ص. 2.; مارتن ليتشفيلد غرب "التدوين الرقمي الموسيقي البابلي والنصوص اللحنية الحورية"، الموسيقى والحروف 75، رقم 2 (أيار/مايو1994):161-79، الاقتباس في ص 171.
  6. ^ مارسيل دوشيسن-غيليمون، "بشأن إعادة الموسيقى الحورية"، استعراض فهم الموسيقى 66، رقم 1 (1980) 5-26، الاقتباس في ص 10.
  7. ^ آن كيلمر، "بلاد الرافدين" قاموس نيوغروف للموسيقى والموسيقيين، الطبعة الثانية، حررها ستانلي سادي وجون تيريل (لندن: ماكميلان ناشرون، 2001).
  8. ^ إيمانويل لاروتشي, القصر الملكي في أوغاريت 3: نصوص أكادية وحورية من أرشيف الشرق, الغرب والمركزيه. تحرير جان نوغايرول، جورج بوير، إيمانويل لاروتشي، وكلود فريديريك-أرمان شيفر، 1:327–35 "وثائق اللغة الحورية من رأس شمرا"، في أوغاريت 5: نصوص أكادية جديدة، ونصوص حورية من محفوظات مخطة أوغاريت الخاصة،تحرير كلود فريديريك - أرمان شيفر وجان نوغايرول، 462–96. المخطة الأثرية والتاريخية / المعهد الفرنسي للآثار في بيروت 80; بعثة رأس شمرا 16 (باريس: المطبعة الوطنية (جوثنر) ليدن: إ. ج. بريل، 1968).في الأخير، النص المنسوخ من إتش.6 موجود في ص 463، مع النص المسماري ونسخة عنه في ص 487.
  9. ^ مانفريد ديتريش وأوزوالد لوريتز، "الكولاج على النص الموسيقي من أوغاريت"، أبحاث أوغاريتسبعة (1975): 521–22.
  10. ^ مارتن ليتشفيلد ويست, "التدوين الرقمي الموسيقي البابلي والنصوص اللحنية الحورية", الموسيقى والحروف 75، رقم 2 (أيار/مايو1994) 161-79، الاقتباس في ص 166.
  11. ^ أنون، "أقدم أغنية في العالم" (أمارانث للنشر، 2006). (تم الوصول إليه في 12 آذار/مارس 2020).
  12. ^ مارتن ليتشفيلد ويست، "التدوين الرقمي الموسيقي البابلي والنصوص اللحنية الحورية"، الموسيقى والرسائل 75، رقم 2 (أيار/مايو1994): 161-79، الاقتباس في ص161.بالإضافة إلى ويست ودوشيسن-غيليمون ("مشاكل تسجيل نوتة الحورية"، مراجعة فهم الآثار الشرقية وفهم الآثار الشرقية 69، رقم 2 (1975): 159–73; "على رد الموسيقى الحورية"، استعراض الموسيقى 66، رقم. 1 (1980): 5–26; سجل الموسيقى الحورية من أوغاريت: اكتشاف موسيقى بلاد ما بين النهرين، مصادر من الشرق الأدنى القديم، المجلد 2،ماليبو، كاليفورنيا: منشورات أودينا، 1984. ISBN 0-89003-158-4، وتضم المنافسين هانز جاتربوك، "التدوين الرقمي الموسيقي في أوغاريت"، مجلة فهم الآثار والآثار الشرقية 64، رقم 1 (1970): 45–52; آن درافكورن كيلمر،"اكتشاف نظرية الموسيقى في بلاد ما بين النهرين القديمة" ، وقائع الجمعية الفلسفية الأمريكية 115 ، رقم 2 (أبريل 1971): 131-49؛ كيلمر،"أغنية العبادة مع الموسيقى من أوغاريت القديمة: تفسير آخر"مراجعة فهم الأحياء 68 (1974): 69-82)؛ كيلمر مع ريتشارد كروكر وروبرت ر. براون ، أصوات من الصمت :الاكتشافات الحديثة في موسيقى الشرق الأدنى القديمة (بيركلي: منشورات بيت إنكي، 1976؛ يتضمن سجل LP، سجلات بيت إنكي 101، كيلمر، "الموسيقى: فقه اللغة"، الموسوعة الحقيقية لآشور وآثار الشرق الأدنى 8حرره ديتز أوتوإدزارد (برلين: دي جرويتر 1997), 463–82, ISBN 3-11-014809-9; ديفيد ولستان ، "ضبط القيثارة البابلية"،العراق 30 (1968): 215–28 ؛ والتسون، "أقدم نوتة موسيقية "، الموسيقى والحروف 52 (1971): 365–82 ؛ وراؤول غريغوري فيتالي،"الموسيقى السومرية - الأكادية: التدوين الرقمي والنوتة الموسيقية"، بحث أوغاريت 14 (1982): 241–63.
  13. ^ مارسيل دوشيسن-غيليمون، "حول إعادة الموسيقى الحورية"، مراجعة فهم الموسيقى 66، رقم. 1 (1980): 5–26، الإستشهاد في الصفحات. 10، 15–16.
  14. ^ فيتالي، رامي. أقدم موسيقى معروفة في العالم ( قراءة راوول فيتالي ).
  15. ^ صوما، نينوس أسعد. الموسيقا السريانية الكنسية.
تاريخ النشر: 2020-06-09 10:21:34
التصنيفات: أعمال القرن 14 ق م, ألواح صلصال, أوغاريت, الفن والعمارة في الشرق الأوسط القديم, تاريخ الموسيقى, تاريخ سوريا القديم, ثقافة سوريا, حوريون, فن سوري, لغة أوغاريتية وأدب, مواقع أثرية في محافظة اللاذقية, مواقع العصر البرونزي في سوريا, موسيقى سورية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الأهلى وبيراميدز .. بيع 29 ألف تذكرة لمباراة السوبر المصرى فى الإمارات

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:12
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 45%

تعرف على خطوط تلقى شكاوى رفع تعريفة السيرفيس بالقاهرة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:20
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 40%

روسيا تتهم دولة غربية بالتخطيط لمحاولة اغتيال بوتين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:40
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 61%

يبدأ بموكب ملكى .. تليجراف تكشف أجندة حفل تتويج الملك تشارلز

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:11
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 37%

القبض على رجل وزوجته حاولا بيع طفلهما بـ150 ألف دولار

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 66%

محافظ الجيزة: تعليق لافتات بالتعريفة الجديدة وحملات رقابية بالمواقف

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:16
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 42%

من بينها مصر. السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية بـ7 دو

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:36
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 50%

فيل بغابة هندية يهاجم امرأة بعنف بعد أن استفزته.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:14
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 50%

موسم صفرى.. ماذا قدم تشيلسى تحت قيادة 3 مدربين فى عام 2023؟

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:26
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 46%

وفاة شقيقة الفنان جميل برسوم وتشييع جثمانها من البحيرة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:18
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 45%

تشييع جنازة الشاعر الغنائى أيمن الطويل من أوسيم فى الجيزة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:24
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 44%

هل دقت أخيرا ساعة محاربة الفساد بالمغرب؟!

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:23:38
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 75%

الصحة العالمية تطرد عالما كبيرا بسبب سوء سلوك جنسي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:32
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 55%

السفير السعودي: لا نعترض على أي مرشح رئاسي في لبنان

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:44
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

الأهلى بزيه التقليدى وبيراميدز بالكحلى فى السوبر المصرى بالإمارات

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:22
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 37%

تونس تحتضن سنة 2024 المهرجان الدولي للأم المثالية

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:21:56
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 53%

تجدد الاحتجاجات في إسرائيل ضد مقترحات حكومة نتنياهو

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:48
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

الرئيس الإيراني: العدو الإسرائيلي في أضعف حالاته

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-04 15:22:28
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

تحميل تطبيق المنصة العربية