الوفد المصري إلى مؤتمر ڤرساي 1919

عودة للموسوعة

الوفد المصري إلى مؤتمر ڤرساي 1919

الوفد المصري في باريس، 1919، ملفات سكتلنديارد، الأرشيف الوطني البريطاني.

الوفد المصري إلى مؤتمر ڤرساي 1919، كان وفداً يضم ثلاثة من أعضاء الجمعية التشريعية سعد زغلول وعلي شعراوي وعبد العزيز فهمي، ممثلين عن الشعب المصري لعرض قضية استقلال مصر علي مؤتمر الصلح الذي عُقد في ڤرساي عام 1919. وطالب الوفد بالسفر للمشاركة في مؤتمر الصلح لحمل المطالب المصرية بالاستقلال. وإزاء تمسك الوفد بهذا المطلب، وإزاء تعاطف قطاعات شعبية واسعة مع هذا التحرك، قامت السلطات البريطانية بالقبض على سعد زعلول وثلاثة من أعضاء الوفد هم محمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقي، ورحّلتهم إلى مالطة في الثامن من مارس عام 1919. وكان ذلك إيذانا بقيام ثورة 1919، التي اجتاحت جميع انحاء البلاد، وتصدت لها القوات البريطانية وقوات الأمن المصرية بأقصى درجات العنف.


خط زمني

  • 9 أكتوبر 1918 - الأمير عمر طوسون كان أول من فكر في تأليف وفد للمطالبة بحقوق مصر في مؤتمر الصلح في باريس، وقد التقى بسعد زغلول ليلةتسعة أكتوبر سنة 1918 في حفلة أقامها رشدي باشا بكازينوسان استفانواحتفالا بعيد جلوس السلطان (الملك) أحمد فؤاد، وذلك قبل الهدنة، فأفضى إليه بهذه الفكرة، فأقرها سعد ووافق عليها. ووعد الأمير بأن يفاتح أصدقاءه بالقاهرة في تطبيقها، وأعاد الأمير الكرة عليه يوم 23 أكتوبر في حفلة شاي أقامها السير رجنلد ونجت تكريماً للسلطان فؤاد برمل الإسكندرية، ثم التقى به غداة ذلك اليوم بالقطار الذي أقلهما إلى القاهرة، وحادثه أيضاً في هذا الصدد. ثم عاد الأمير إلى

الإسكندرية ، منتظراً ما ينبئه به سعد باشا من نتائج مسعاه مع أصدقائه، فلم يتلق منه جواباً.

وفي يوم الهدنة، 11 نوفمبر، سافر الأمير إلى القاهرة والتقى بسعد، عملم منه أنه على موعد هووزميلاه علي شعراوي باشا وعبد العزيز فهمي بك للقاءة السير ونجت يوم 13 نوفمبر، وظهر حتى سعداً أراد حتى ينفذ الفكرة التي فاتحه الأمير فيها، ولكن بعيداً عن الأمير، وبدا ذلك من أنه اتفق مع سعد حين لقاءته إياه يوم 11 نوفمبر على عقد اجتماع يدعوإليه الأمير في قصره بشبرا يوم 19 نوفمبر، وأوفد عملاً تذاكر الدوة إلى المدعوين، ولكن الحكومة المصرية قررت منع الاجتماع ، وأبلغ رشدي باشا الأميب هذا القرار. وقيل إنه اتخذه باتفاقه مع السلطان ومع سعد باشا، فلم يكن من الأمير إلا حتى أوفد إلى المدعوين تذاكر بتأجيل الاجتماع، وقد تأيدت هذه الرواية من كون الأمير تلقى في غضون ذلك رسالة من السلطان على لسان أمين يحيى باشا بالكف عن التدخل في هذه المسألة.

وظاهر من هذه الملابسات حتى فكرة تأليف الوفد قد صدرت أول ما صدرت عن الأمير عمر طوسون، وتلقاها عنه سعد باشا وانفرد بها لكي لا تكون الرئاسة للأمير إذا ظل مشترِكاً في تطبيقها. وقد يحدث ما عُرف عن الأمير من الجفاء بينه وبين الإنجليز من العوامل التي أقصته عن الوفد.

  • في 18 نوفمبر 1918: تشكل الوفد الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد ومكرم عبيد وفخر الدين المفتش وآخرين.. وأطلقوا على أنفسهم "الوفد المصري".
  • 20 نوفمبر 1918 - طلب سعد زغلول من قيادة الجيش الإنجليزي جوازاً له ولأعضاء الوفد بالسفر إلى أنجلترة. فردت عليه السلطة في اليوم التالي بأن ظلبه سينظر فيه في أقرب وقت ممكن. فلما أبطأت في الرد أوفد إليها في 28 نوفمبر يستعجل النظر في طلبه، فاتىه منها الرد في اليوم التالي بأن: "قد عرضت صعوبات تمنع من اجابته إلى طلبه في الوقت الحاضر. ومتى زالت تلك الصعوبات ستبادر بإعظائه وصحبه الجوازات التي يطلبونها."

فلما وصل هذا الرد، وكان يشير على نية السلطة العسركية في الرفض، بادر سعد باشا بإرسال الخطاب الآتي تعريبة إلى المندوب السامي البريطاني بتاريخ 29 نوفمبر سنة 1918، نطق:

وبعد حتى تلقت دار الحماية تعليمات لندت، أوفد اللفتننت كولونل سايمز نائب السكرتير الخاص للمندوب السامي خطاباً إلى سعد باشا برفض الترخيص بالسفر، وبدعوته إلى تقديم مقترحاته عن نظام الحكم في مصر إلى المندوب السامي نفسه، على ألا تخرج عن الخطة التي رسمتها الحكومة البريطانية من قبل، أي في دائرة الحماية.

  • في [[]]، 1919: الوفد يقابل المندوب السامي البريطاني ونگت باشا للحصول منه علي موافقة علي سفر الوفد إلي باريس لعرض قضية استقلال مصر علي مؤتمر الصلح الذي سيُعقد في ڤرساي 28 يونيو1919. ونگت يرفض مدعياً حتى سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي لا يمثلون الشعب. كانت ونگت كان يوافق علي عرض مصر لمطالبها في مؤتمر الصلح وحث الحكومة البريطانية على حل هذه المسألة خوفاً من التصعيد المستقبلي، ولكن رد وزير الخارجية بلفور كان: "الوقت الذي يصبح فيه ممكناً منح مصر حكماً ذاتياً لم يحن بعد".
  • في [[]]، 1919: الوفد يبدأ في جمع تفويضات للتأكيد على حتى هذا الوفد يمثل الشعب المصري في السعي إلى الحرية. وصل عدد التوكيلات إلى 2 مليون توكيل فى شعب كان تعداده 14 مليون.
  • فيثمانية مارس 1919، اعتنطق سعد زغلول، وثلاثة آخرين من أعضاء الوفد هم محمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقي، ونفتهم إلى مالطا.
  • فيتسعة مارس 1919، قيام ثورة 1919 والتي استمرت حتى يوليومن العام نفسه.
  • في أبريل 1919، عودة سعد زغلول ورفاقه من المنفى.
  • في 18 إبريل 1919، الوفد يمضى إلى مؤتمر الصلح بعد موافقة الحكومة البريطانية. عاد الوفد بدون حتى يحقق نتيجة تذكر بعدما نجحت بريطاني في سد الطريق أمام الوفد من خلال اعتراف دول المؤتمر بالحماية على مصر، والحصول على اعتراف الشعب ذاته بإرسال لجنة ملنر لإقناعهم.
  • في 14 أكتوبر، 1919، بدء الاحتجاجات على لجنة ملنر بقيادة سعد زغلول لإقناع الشعب بمقاطعة اللجنة، ومن ثم رفض سعد زغلول إبرام أي اتفاقيات واعتقل ونفى للمرة الثانية ولكن إلى جزيرة سيشل تمهيداً لإعلان تصريح 28 فبراير.
  • 29 ديسمبر، 1921، نفت السلطات البريطانية سعد وصحبه إلى جزر سيشيل بالمحيط الهندي بدلًا من سيلان التي كان من المفترض حتى ينفى إليها.
  • في 23 يناير، 1922: أصدر الوفد قرارًا بتنظيم مقاومة سلبية في وجه السياسة البريطانية.
  • في 28 فبراير، 1922، أعربت بريطانيا استقلال أحادي الجانب لمصر (تصريح 28 فبراير) ويرجع السبب في هذا عدم قبول أي طرف مصري حتىقد يكون شريكاً معها.
  • في 29 مارس، 1923: عاد سعد زغلول من منفاه الثاني في سيشل وقام بتأسيس حزب الوفد المصري، ودخل الانتخابات البرلمانية عام 1923، ونجح فيها حزب الوفد باكتساح.


تشكيل الوفد

اجتمع سعد زغلول مع بعض أعضاء الجمعية التشريعية وغيرهم، ورغبتهم في تأليف وفد يسافر إلى باريس للمطالبة باستقلال مصر لدى مؤتمر السلام. مضى سعد زغلول وعلي شعراوي وعبد العزيز فهمي إلى دار الحماية البريطانية للقاءة السير ريجنالد ونجت عقب عهد الهدنة في الأربعاء 13 نوفمبر 1918، دار الحديث بينهم دون نتيجة تذكر. كان هناك اجتماعات لمجموعات آخري غير مجموعة زغلول، فقد اجتمع فريق من أعضاء نادي المدارس العليا، واتجهت أنظارهم لتكليف مجموعة سعد زغلول بالمطالبة بالاستقلال. قصد مصطفى النحاس وعلي ماهر سعد زغلول وعرضوا عليه موقفهم، أخفى عليهم زغلول ما يقوم به هووزملاؤه، إلا أنهم لم يقتنعا وعاد النحاس للقاءة عبد العزيز فهمي. اقتنع فهمي بصدقهم فأبلغهم بما يجري. بدأ الوفد في جمع توكيلات من المصريين لتوكيلهم في الدفاع عن القضية المصرية. في هذه الأثناء ظهرت حركة آخرى من أعضاء الحزب الوطني لتأليف وفد أخر بتأيد من عمر طوسن وكيل الجمعية التشريعية. قابل سعد زغلول عمر طوسون في محاولة منه لتوحيد صف الوفد، فقبل طوسون فضُمّ مصطفى النحاس وحافظ عفيفي.

ومن المشاركين في الوفد:

1- سعد زغلول: سياسي مصري، ورئيس الوفد.

2- علي شعراوي: ثاني الثلاثة الذين توجهوا للقاءة المعتمد البريطاني في مصر في نوفمبر 1918 مندوبين عن الوفد، خرج من الوفد هووزوجته هدي شعراوي عندما احتدم الصراع بين المعتدلين مع المتصلبين بقيادة زغلول عام 1922.

3- عبد العزيز فهمي: ثالث المندوبين الثلاثة، استنطق من الوفد في يناير 1921 وساهم في تأسيس حزب الأحرار الدستوريين، ورأسه مرتين بعد ذلك، طالب بمنع تعدد الزوجات، وعندما صدر كتاب الإسلام وأصول الحكم للشيخ علي عبدالرازق مهاجماً فكرة الخلافة باعتبارها ليست أصلا دينياً، هاجم الملك فؤاد وأنصاره الكتاب، وكذلك سعد زغلول والوفد، ولكن الأحرار الدستوريين رفضوا إدانة الكتاب ومؤلفه.

4- محمد محمود باشا: أحد الأربعة الكبار الذين كان نفيهم إلى مالطة فيثمانية مارس 1919، السبب في إشعال ثورة 1919، عندما أفرج عن الوفد في أبريل 1919 ومضى للمفاوضات انقسمت المجموعة إلى معتدلين ومتشددين، فاستنطق محمد محمود من الوفد في أبريل 1921. ولما ضاق الفريقان ببعضهما كان انقسام الوفد في أكتوبر 1922 بتأسس حزب الأحرار الدستوريين برئاسة عدلي يكن، ثم عبدالعزيز فهمي، ثم محمد محمود، الذي ترأسه لـ15 عاما كاملة حتى وفاته، ومحمد محمود هوالنائب الوحيد الذي نجح في دائرته في لقاءة الوفديين في انتخابات 1924.

5- إسماعيل صدقي أحد الأربعة الذين أشعل نفيهم الثورة، اختلف مع سعد زغلول مبكرا واستنطق عام 1919 نفسه، تولى وزارة المالية عام 1921، وترأس الحكومة ثلاث مرات بين (يونيو1930- سبتمبر 1933)، ثم مرة أخرى (فبراير 1946- ديسمبر1946)، ويعد أكثر السياسيين الذين لقوا رفضا شعبيا، لأنه بدأ عهده بتمرير الغاء دستور 1923، وإعداد دستور 1930، الذي وسع صلاحيات الملك على حساب البرلمان.

كما حل مجلسي النواب والشيوخ، وشكل حكومة قمعية، لهذا اعتزل السياسة بعد هجره الحكومة، لأنه أصبح مكروها للغاية من الشعب والمثقفين، أما حكومته الأخيرة فاتىت بعد حادثة كوبري عباس، التي أطاحت بحكومة النقراشي، فاتى إسماعيل صدقي بعد مدة طويلة من اعتزاله العمل السياسي مدعوما من الملك والإخوان المسلمين، وروج الإخوان للرجل المكروه باستخدام الآية (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد).

6- حمد الباسل: أحد الأربعة الذين كان نفيهم إلى مالطا السبب الرئيسي لاشتعال الثورة، ولكنه في المفاوضات التالية أخذ جانب المعتدلين ضد المتشددين ضد الإنجليز في المفاوضات (سعد زغلول- مصطفي النحاس- مكرم عبيد- علي ماهر- سينوت حنا- واصف غالي- ويصا واصف)، ولم يلبث حتى خرج من الوفد وابتعد، ولكن في ديسمبر 1921 وجه الإنجليز إنذارا لسعد زغلول وبعض قادة الوفد بأن يلزموا الريف ولا يأتوا إلى القاهرة فأدرك أنهم ينوون اعتنطقه فقرراستمالة بعض رفاقه القدامى فاختار محاورة حمد الباسل فأوفد له ورقة بهذه الحدثات (عزيزي حمد- الاتجاه إلى الاعتنطق- واجبك حتى تعود إلى الوفد- رد الأمة هوعدم التضامن مع الإنجليز- مقاطعة البنوك والشركات الإنجليزية- تشجيع بنك مصر، الامتناع عن تشكيل أي وزارة، الإمضاء سعد)، وبالعمل تم في 23 ديسمبر 1921 القبض على سعد زغلول ونفيه إلى سيشل (النفي الثاني) مع رفاقه.

7- أحمد لطفي السيد: أستاذ الجيل، وأول رئيس لجامعة القاهرة، والمدافع الصلب عن حرية الفكر، كان من أعضاء الوفد المصري الأول (السبعة المؤسسين)، اختلف بعدها مع الوفد وأصبح من قيادات الأحرار الدستوريين، كان وزيرا للمعارف في حكومة محمد محمود، ووزير خارجية في حكومة إسماعيل صدقي الثانية عام 1946 والتي لفت مفاوضات صدقي-بيفن، استنطق من الوزارة عام 1932 عندما تم إقصاء طه حسين من الجامعة، ثم ولج في حكومة أخري وزيرا ليستقيل مرة ثانة عام 1937 بعد اقتحام الشرطة الحرم الجامعي، وهوصاحب مقولة "الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".

8- محمد علي علوبة: أحد السبعة المؤسسين للوفد، اختلف مع مواقف سعد فكان جزءا من معسكر المعتدلين منذ وصول الوفد إلى باريس في أبريل 1919 حتى مغادرة غالبية الوفد في مارس 1921، كان بعد ذلك من مؤسسي حزب الأحرار الدستوريين ووكيل الحزب لمدة طويلة وشغل منصب الوزير أكثر من ثماني مرات في حكومات الأحرار الدستوريين أوالحكومات الائتلافية، طالب بتقييد تعدد الزوجات، وكان أحد الوزراء الثلاثة الذين استنطقوا في أزمة كتاب الإسلام وأصول الحكم..

9- عدلي يكن: رجل دولة شغل مناصب وزارية مختلفة قبل ثورة 1919، انضم للوفد المفاوض وكان في المفاوضات قائد جبهة التريث و(الاستقلال المتاح)، التي كانت تتفاوض على أساس مشروع ملنر ومعها غالبية الوفد، في لقاءة جبهة الاستقلال التام التي قادها سعد زغلول، وأقلية قليلة فيها مكرم عبيد والنحاس، ترأس عدلي الحكومة بعد عودة الوفد، أي في أوائل عام 1921،وقرر عدلي حتى يرأس وفد المفاضات، وعرض على سعد زغلول حتى ينضم إلى الوفد كعضو، فرفض زغلول وصمم على رئاسة الوفد بوصفه موكلامن المصريين، وعلى شروط أخرى.

فلما رفض عدلي نطق سعد زغلول جملته الشهيرة عن المفاوضات التي سيقودها عدلي وهي "جورج الخامس يفاوض جورج الخامس"، وذلك للانتقاص من مواقف زميله، ولكن في النهاية سيستقيل عدلي يكن وحكومته فور إصدار الإنجليز أوامر بالقبض على سعد زغلول ونفيه (الثاني إلى سيشل في ديسمبر1921، وسيسعى بعد ذلك لتأسيس حزب الأحرار الدستوريين.

10- عبد اللطيف المكباتي: أحد السبعة الذين أسسوا الوفد، كان من مجموعة المعتدلين استنطق من الوفد في أبريل 1921 بعد عودة الوفد من المفاوضات، وانضم إلى الأحرار الدستوريين.

جمع التفويضات

استمر الوفد في جمع التوقيعات للضعط على الإنگليز للسماح بالسفر للوفد إلى باريس. ألقى سعد زغلول أول خطاب في أول اجتماع بعد تأليف الوفد في 13 يناير 1919، بمنزل حمد الباسل، أعرب فيه حتى الحماية باطلة بموجب القانون الدولي، ووضع في هذا الخطاب مبادئ الدستور السياسي لمصر المستقلة؛ تضمنت المبادئ بقاء نظام الامتيازات الأجنبية، بهدف كسب تأييد الدول التي تتمتّع رعايها بهذه الأمتيازات، حتى تعاون مصر في مؤتمر السلام لنيل استقلالها. أيد حسين رشدي باشا رئيس الوزراء حينها وعدلي يكن وزير المعارف حركة التوكيلات هذه، وطلبا من المعتمد البريطاني السماح لهما وللوفد بالسفر، فاتى الرد بعدم الموافقة، بحجة انشغال اللورد بلفور بمفاوضات الصلح لقرب انعقاد مؤتمر السلام. تقدم الأثنين باستنطقتهم للسلطان فؤاد الأول 2 ديسمبر 1918. لم يقبل السلطان فؤاد هذه الاستنطقة لعلّ يقبل الأنجليز عرض رشدي باشا بالسفر إلى لندن. في 21 يناير 1919، سافر المعتمد البريطاني السير ونجت إلى لندن في محاولة إقناع حكومته بسفر الوزيرين إلى لندن لكن الحكومة البريطانية رفضت، فبقي هناك ولم يعد. أصرّ الإنگليز على موقفهم وظلت الأستنطقة معلقة. تراجعت السلطات الإنگليزية فيما بعد، وسمحت للوزيرين بالسفر إلى لندن دون غيرهم. أصرّ رشدي باشا على طلبه بالسماح للسفر لمن يطلب السفر من المصريين إلى أوروبا، فرفض الإنگليز ما أدى إلى قبول السلطان الاستنطقة في مارس 1919.


اعتنطق الوفد

إحدى مظاهرات ثورة 1919.

تدخل الوفد لأول مرة باعتباره ممثلًا للشعب، وأوفد خطابًا في 2 مارس 1919 للسلطان ليُعلن عن رفضه في قبوله استنطقة الوزارة. تبع هذا الخطاب خطابًا آخر في أربعة مارس إلى ممثلي الدول الأجنبية يحتج فيه على منع الإنجليز المصريين من السفر إلى مؤتمر السلام. فيستة مارس، استدعى الجنرال وطسن قائد القواتْ البريطانية سعد زغلول وأعضاء الوفد للقاءته. قام الجنرال وطسون بتحذيرهم من القيام بأي عمل يعيق الحماية البريطانية على مصر، واتهمهم بتعطيل تشكيل الوزارة الجديدة، ما يجعلهم عرضة للأحكام العهدية. أوفد سعد زعلول احتجاج إلى لويد جورج رئيس الوزارة الإنجليزية، أعرب فيه أنه يطلب "الاستقلال التام" لبلاده وأنه يرى في الحماية عملًا دوليًا غير مشروع.

ولابد حتى نذكر حقيقة تاريخية ظهرت بعد نشر المراسلات بين ونجت والحكومة البريطانية، وهي حتى ونگت كان يوافق علي عرض مصر لمطالبها في مؤتمر الصلح فيقول في مراسلاته للحكومة البريطانية “إذا لم تعالج هذه المسألة المشتعلة الآن، فمن المحتمل أننا سنقابل صعوبات كبيرة في المستقبل، واعتقد أنه من العدل حتى يعهد السلطان والوزراء والمصريون جميعاً موقفهم”. ولكن رد الخارجية البريطانية التي كان يرأسها بلفور اتى كالتالي ” الوقت الذي يصبح فيه ممكناً منح مصر حكماً ذاتياً لم يحن بعد”.

وحتي تكون لسعد زغلول صفة الوكالة عن الشعب في المطالبة بحقوقه، بدأت حملة توقيعات علي عرائض بتوكيل سعد وأصحابه. وأشعلت حركة توقيع التوكيلات المشاعر الوطنية وأصبح الشعب في لقاءة سلطات الاحتلال التي نشطت في قمع حركة توقيع التوكيلات.

وزاد الاضطراب بعد قبول استنطقة وزارة حسين رشدي الذي استنطق احتجاجاً علي عدم السماح للوفد بالسفر إلي مؤتمر الصلح وفي باريس، عدم السماح أيضاً لحسين رشدي ووزير المعارف عدلي يكن بالذهاب إلي لندن لمناقشة آمال مصر في الاستقلال مع الحكومة البريطانية.

وكان قبول استنطقة وزارة حسين رشدي الوطنية من السلطان فؤاد إذاناً بالقطيعة بين السلطان فؤاد والوفد بزعامة سعد زغلول، فقد أوفد الوفد خطاباً قاسياً للسلطان فؤاد فيه كثير من التأنيب علي قبول استنطقة حسين رشدي وكان الأولي بالسلطان فؤاد حتى يقف بجانب الوزارة المتمسكة بحق مصر في عرض قضيتها وآمالها في الاستقلال.


النفي واندلاع الثورة

خبر القبض على سعد باشا وثلاثة من الوجهاء وابعادهم إلى مالطة، في ثلاث سطور في صفحة داخلية، الأهرامعشرة مارس 1919.

كان هذا الخطاب الموجع هوورقة الطلاق بين السلطان فؤاد والوفد، فانتهز الإنجليز الفرصة وقاموا فيثمانية مارس 1919 باعتنطق سعد زغلول ومحمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقي وساقتهم إلي ثكنات قصر النيل ومنها إلي بورسعيد ثم نفتهم إلي جزيرة مالطا.

انتشرت أخبار نفي أعضاء الوفد فيتسعة مارس، ما تسسب في بدأ مظاهرات الاحتجاج في القاهرة والمناطق الكبرى، كان قوام المظاهرات طلبة المدارس الثانوية والعليا ثم انضم لهم بقية المصريين.


العودة من المنفى وحضور مؤتمر باريس

العودة من المنفى

عاد سعد زغلول ورفاقه من المنفى في مالطا في أبريل 1919.

حضور مؤتمر باريس

وصل الوفد المصري إلى باريس في 18 إبريل، وقد انتشر نبأ في اليوم التالي بموافقة الولايات المتحدة على الحماية التي فرضتها إنجلترا على مصر. قرر الوفد إيفاد محمد محمود باشا إلى الولايات المتحدة للنادىيا وانتقاد إعلان الرئيس ويلسون. أُعلنت شروط الصلح التي قررها الحُلفاء وسُلمت للوفد الألماني فيسبعة مايو، مؤيدة للحماية التي فرضتها إنجلترا على مصر. قبلت ألمانيا في 2 يونيووسقطت على شروط الصلح وصارت جزءًا من معاهدة فرساي. احتج الوفد المصري على بنود الإتفاقية وأوفد خطابًا للسيد جورج حدثنسورئيس الوزراء الفرنسي ورئيس الؤتمر. وقع انشقاق بالوفد وقرر في يوليوفصل إسماعيل صدقي ومحمود أبوالنصر، بحجة مخالفتهم مبدأ الوفد وخطته، وفصل حسين واصف بعد ذلك. لم يكن بعض أعضاء الوفد على تآلف مع سعد زغلول ظنًا منهم أنه يريد إعلان الجمهورية في مصر، في حين كان أعضاء الوفد وخصوصًا من الأعيان يرون خطورة هذه المستوى.

لجنة ملنر

اللورد ألفرد ملنر

في أبريل 1919، فكرت الحكومة البريطانية في حل لمشكلة الثورة المصرية وتفاديها، فأقتُرح إيفاد لجنة كُبرى إلى مصر للتحقيق في اسبابها. أعربت الصُحف البريطانية حتى اللجنة ستُسَافر في خريف 1919، الأمر الذي زاد من سخط المصريين، كون تمسك بريطانيا بالحماية. مُهد لقدوم اللجنة في أوائل سبتمبر، حيث صدرت الأوامر إلى المصالح الحكومية بإعداد تقارير وإحصائيات عن الوضع المصري، وإرسال نشرات للأعيان تحوي على أسئلة بخصوص دوافع الثورة. في 22 سبتمبر 1919، أعربت لندن عن تشكيل لجنة برئاسة اللورد الفريد ملنر وزير المستعمرات حينها.

الاحتجاج على لجنة ملنر

  • 24 أكتوبر: في القاهرة، تظاهر المصريين احتجاجًا على قدوم اللجنة فتصدت لهم الشرطة، وفي الأسكندرية خرج المصلون من جامع المرسي أبى العباس في مظاهرات ضخمة فتصدت لهم الشرطة وأستعانت بقوات الجيش الإنجليزي، فقتلخمسة وجرح نحو40 شخصًا.
  • 31 أكتوبر: خرجت تظاهرة كبرى في الأسكندرية، فاقتحمت سيارة للجيش الإنجليزي الجموع، فصدمت من صادفته. ثار المتظاهرين على الجنود، فأطلق الجنود النيران على المُتظارهرين، فقتل أربعة وجرح 40 شخصًا. صدر قرار من مجلس الوزراء فيخمسة نوفمبر بمنع التظاهرات.
  • 14 نوفمبر: نشرت دار الحماية بلاغًا رسميًا أعربت قرب قدوم لجنة ملنر وحددت مُهمتها بأقتراح نظام سياسي يُلائم مصر تحت الحماية البريطانية. أصدر الحزب الوطني ردًا على البيان أعرب فيه سياسة عدم المفاوضات مع المُحتلين. أُذيع بيان من لجنة الوفد المركزية، بضرورة تمسُك المصريين بحقوقهم، وضرورة جهادهم الوطني.
  • 16-15 نوفمبر: اندلعت مُظاهرات في بالقاهرة والأسكندرية، وتوجهت مظاهرات القاهرة إلى ميدان عبدين تهتف بالاستقلال وسقوط لجنة ملنر. حاولت قوة من الجيش المصري تفريق المُتظَاهرين، ما أدى إلى هجوم المتظاهرين على قسم شرطة عابدين والموسكي وتمت حصارهم. استدعت الحكومة الجيش البريطاني للتدخل، فسقطت معركة دامية وقتل 13 وجرح 79 مصريًا. وفي الأسكندرية اعترضت القوات البريطانية التظاهرات وقتل اثنين من المتظاهرين. وكذلك قامت تظاهرات كبرى في طنطا والمنصورة وشبين الكوم. قدم محمد سعيد رئيس الوزراء استنطقته، مسببًا إيها إلى عدم موافقته على حضور لجنة ملنر. استبقى السلطان فؤاد الاستنطقة حتى يُشكل وزراة جديدة.
  • 21 نوفمبر: شُكلت وزارة يوسف باشا وهبة (القبطي)، وكان معظم الوزراء من الحكومة السابقة. قوبل التشكيل بسخط عام، حيث أنها أتت بعد بلاغ دار الحماية فدل ذلك على إقرارها بالسياسة البريطانية في الحماية على مصر. أقام الأقباط في الكنيسة المُرقسية الكبرى، وأعربوا سخطهم على وهبة باشا. عقدت الجمعية العمومية للمحامين وقرروا الأضراب احتجاجًا على لجنة ملنر.

وصلت لجنة ملنر إلى بور سعيد، فيسبعة ديسمبر، واستقلوا قطارًا إلى القاهرة، وكانت الحراسة مشددة على القطار وتحرسه خمس طائرات حربية. تجددت الاحتجاجات على قدوم اللجنة فأضرب الطلاب وقاموا بمظاهرة كُبرى فيتسعة ديسمبر.

  • 11 ديسمبر: قامت مظاهرة من طلبة الأزهر، وكان من المخطط لهم السير إلى دور معتمدي الدول (السفراء)، هاجمت القوات الإنجليزية فتفرقوا وعادوا لإلى ميدان الأزهر. ولج الكثير من المتظاهرين إلى المسجد الأزهر، فدخل ورائهم الجنود الإنجليز بالأسلحة، واعتوا على المتظاهرين داخل المسجد. سقط كبار فهماء الأزهر على احتجاجًا على الأحداث أوفد إلى السلطان فؤاد ويوسف وهبة واللورد اللنبي.
  • 15 ديسمبر: فشلت محاولة لاغتيال يوسف وهبة، فقد ألقى عليه طالب قبطي بكلية الطب فنبلتين فانفجرتا ولم تصبه. تكررت حوادث الاغتيالات للوزاء ففي 28 يناير 1920 ألقى أحد الطلاب قنبلة على إسماعيل سري وزير الأشغال، لكنها لم تصبه. في 22 فبراير، ألقي أحد الطلاب قنبلة على محمد شفيق وزير الزراعة لكنها لم تصبه أيضًا. كذلك فيثمانية مايوألقيت قنبلة على حسين درويش وزير الأوقاف لكنها لم تصبه.
  •  ; عودة اللجنة إلى لندن

قضت لجنة ملنر في مصر نحوثلاثة أشهر تدرس فيها مسببات الثورة وتبحث عن علاج لها. غادر اللورد ملنر مصر فيستة مارس 1920. اجتمعت الجمعية التشريعية في بيت الأمة لأول مرة بعد حتى عُطلت عام 1914، وأصدرت قرارت ببطلان الحماية الإنجليزية على مصر وطالبت بالاستقلام التم لمصر والسودان. أزعج الاجتماع السلطان البريطانية ما أدي إلى إصدار اللورد اللنبي أمر عسكري بمنع اجتماع الجمعية. في 19 مايو، قدم وهبة إستنطقته، كنتيجة للسخط المصري على وزارته، فقبلها السلطان في 21 مايو. عُزيا تشكيل الوزارة الجديدة إلى محمد توفيق نسيم وزير الداخلية في وزارة يوسف وهبة، لكنها قوبلت بسخط عام هي الأخرى، والقى أحد الطلبة على سيارة نسيم قنبلة لكنها لم تؤذيه.

مفاوضات الوفد مع لجنة ملنر

نادى اللورد ملنر الوفد المصري في باريس للمجئ إلى لندن للتفاوض مع اللجنة. أوفد الوفد ثلاثة من أعضائة: محمد محمود وعبد العزيز فهمي وعلي ماهر، للتأكد من استعداد الحكومة البريطانية في التفاوض نحوالمطالب القومية. استقر رأي الوفد على الذهاب، فوصل فيخمسة يونيوواستقبله المصريون في لندن بمحطة فكتوريا. جرت أول لقاءة بين الوفد واللورد ملنر فيسبعة يونيو، وأسفرت المفاوضات عن مشروع للمعاهدة بين مصر وإنجلترا قدمه اللورد ملنر إلى الوفد فرفضه الوفد، ثم قدم الوفد مشروع للجنة لكن رفضه اللورد ملنر وتوقفت المفاوضات. استؤنفت المفاوضات مرة آخرى بوساطة من عدلي يكن، وقدمت لجنة ملنر مشروعًا يضم على بعض التعديلات اليسيرة دون أي تغير في جوهر المُعاهدة. اجتمع الوفد للبت في قبول أورفض مشروع المعاهدة، وانتهى بهم الأمر إلى عرض مشروع المُعاهدة على الرأي العام المصري. اصدر الحزب الوطني بيانًا ينصح فيه المصريين برفض المعاهدة. غادر أعضاء الوفد المنتدبين للاستشارة إلى باريس في أكتوبر 1920. قابل الوفد اللورد ملنر وقدموا له تحفظات المصريين على المُعاهدة، فرفض ملنر المناقشة حول هذه التحفظات. غادر الوفد لندن في نوفمبر 1920 ووصل إلى باريس، ومنها أوفد سعد زغلول باشا نداءً إلى المصريين بالاتحاد والتضحية حتى تنال مصر استقلالها. استنطق اللورد ملنر في يناير 1921 خلفه في منصبه ونستون تشرشل كوزير للمستعمرات، وأدلى بأولى تصريحاته والذي عد فيه مصر جزءًا من الإمبراطورية البريطانية المرنة، ما أثار عاصفة من الاحتجاجات في مصر.

مفاوضات الوفد الرسمي برئاسة يكن باشا

مضت وزارة عدلي بمهمة المفاوضات غير مكترثة لمعارضة سعد زغلول، واستخدمت الإدارات الحكومية في جمع توقيعات من الأعيان وغيرهم. استصدر السلطان في 19 مايو1921 مرسومًا بتشكيل الوفد الرسمي للمفاوضات برئاسة عدلي يكن زادت حدة المظاهرات في القاهرة والأسكندرية، واتخذت طابع العداء لكل من خالف رأي سعد زغلول، والنداء بسقوطهم، والاعتداء على منازلهم. في 22 مايو1921، اشتدت المظاهرات عنفًا في الأسكندرية واشتبك المتظاهرين مع الأجانب، واشتعلت النار في عدة منازل، وحدث تبادل إطلاق النار. تحولت المظاهرات إلى اضطرابات ما أدى إلى تدخل الشرطة ثم الجيش المصري لقمعها، واستمرت الاضطرابات حتى 23 مايو. على اثر وقوع الأحداث صرح ونستون تشرشل وزير المستعمرات بأنه لا يرى الوقت مناسب لجلاء الجيش البريطاني عن مصر. وصل عدلي يكن لندن في 11 يوليو1921، وبدأت المفاوضات بينه وبين جورج كورزون وزير الخارجية البريطاني. سلّم كورزون عدلي فيعشرة نوفمبر مشروع معاهدةأصرت فيه بريطاني على التواجد العسكري في مصر، وتدخلها في مجريات الحكم.

في 19 سبتمبر 1921، قررت السلطة العسكرية نفي علي فهمي تام وكيل الحزب الوطني، وقرر مجلس الوزاء وقف جريدة اللواء المصري. استقدم سعد زغلول بعثة مكونة من خمسة نواب عن حزب العمال برئاسة جون سوان (John Swan (UK politician)) في البرلمان البريطاني للوقوف على الوضع المصري. بعد رحيل البعثة اعتزم سعد زيارة مديريات جنوب مصر وبدأ بأسيوط، فسقط شجار بين أنصاره وخصومه، وقامت قوات الشرطة والجيش بمنع سعد من النزول إلى البر، واسفر الشجار عن مقتل إنسان وجرح ثلاثين.

في ثلاثة ديسمبر 1921 مضى المندوب السامي البريطاني - اللنبي- إلى سراي عابدين وسلم السلطان فؤاد تبليغًا يتضمن ايضاحًا لسياسة الحكومة البريطانية إزاء مصر. تضمن التبليغ حتى الحكومة البريطانية لا تنفذ مُقترحاتها في مشروع المُعاهدة دون رضاء مصر. قُطعت المفاوضات وغادر الوفد الرسمي لندن ووصل إلى مصر فيخمسة ديسمبر، قوبل عدلي من الجماهير بكل صنوف الإهانات والتحقير. قدم عدلي تقريراً إلى السلطان عن المفاوضات، وأوضح استحالة قبول مشروع المعاهدة، وقدم عدلي استنطقته في اليوم التالي.


النفي مرة أخرى

اعتنطق سعد زغلول ونفيه

صورة مأخوذة في جزر سيشل سنة 1922 حيث نـفـت السلطات البريطانية الزعماء الوفديين، وهي مسقطة ومهداة من مصطفى النحاس باشا إلى محمد علي الطاهر: سعد زغلول وخلفه من اليمين إلى اليسار: سينوت حنا - مصطفى النحاس - عاطف بركات - مكرم عبيد - فتح الله بركات.

نشر سعد زغلول نداءً إلى المصريين داعهم إلى مواصلة التحرك ضد الاحتلال البريطاني ونطق فيه «فلنشق إذن بقلوب كلها اطمئنان، ونفوس ملؤها استبشار، وشعارنا الاستقلال التام أوالموت الزؤام». نادى إلى اجتماع كبير بنادي سيروس، فأنذرته السلطة البريطانية بعدم إلقاء خطب، وأمرته بمغادرة القاهرة والإقامة في الريف له والكثير من زملائه، فرد عليهم سعد برفض هذه الأوامر. اعتقلت السلطة العسكرية سعد زغلول وزملائه، واصدر اللنبي أمراً عسكريًا يوجب على البنوك الامتناع عن صرف أي أموال مودعة باسم سعد أوالوفد إلا بإذن منه. احتج الوفد على هذه الاعتنطقات، وقامت مظاهرات في القاهرة ومدن آخرى. غادر سعد زغلول في 21 دسيمبر إلى عدن ومنها إلى سيلان (سريلانكا حاليًا)، وهناك أوفدت السلطات البريطانية أحد ضباط المخابرات ليعرض على سعد حتىقد يكون ملكًا على مصر، على حتى يقبل الحماية البريطانية وفصل السودان، لكن رفض سعد العرض. في 29 ديسمبر، نفت السلطات البريطانية سعد وصحبه إلى جزر سيشيل بالمحيط الهندي بدلًا من سيلان التي كان من المفترض حتى ينفى إليها.

أصدر الوفد قرارًا في 23 يناير 1922 بتنظيم مقاومة سلبية في وجة السياسة البريطانية لتضم؛

  • عدم التعاون: والذي يقتضي بتر العلاقات الاجتماعية مع الإِنجليز، وامتناع السياسيين المصريين عن تشكيل الوزارة.
  • المقاطعة: مقاطعة التجارة والبنوك والسفن وشركات التأمين الإنجليزية.

بعد حتى نشرت الصحف قرار الوفد، اعتقلت السلطة العسكرية الأعضاء الذين سقطوا عليه وسجنتهم في سجن قصر النيل، وعطلت الصحف التي نشرت القرار. على أثر الاعتنطقات شُكِلت هيئة جديدة للوفد، وأصدروا نداء إلى المصريين باستمرار جهادهم ضد البريطانين، إلا حتى السلطة العسكرية ما لبثت حتى أفرجت في 27 يناير عن أعضاء الوفد المعتقلين فانضموا إلى الهيئة الجديدة. توسطت هذه الفترة حوادث اغتالات على البريطانيين ومن أهمها مقتل المستر براون مُفتش بوزارة المعارف.

وفي 29 مارس 1923 عاد سعد زغلول من منفاه الثاني في سيشل وقام بتأسيس حزب الوفد المصري، ودخل الانتخابات البرلمانية عام 1923، ونجح فيها حزب الوفد باكتساح.

انظر أيضاً

  • ثورة 1919

المصادر

منستة أبريل 1919
من 1914 -خمسة أبريل 1919
ثورة 1919 - تاريخ مصر القومي من 1914 إلى 1921
انقر لمطالعة الجزئين.
  1. ^ كان هذا الجفاء معروفاً من أول الحرب، إذ كان الأمير عمر طوسون بأوروبا في صيف 1914، فلما أراد العودة إلى مصر بعد إعلان الحرب عارضت السلطة العسكرية البريطانية في عودته وظل وقتاً طويلاً تحت الملاحظة في مرسيليا، إلى حتى توسط له السلطان حسين تام لدى السلطات البريطانية، فأذنت له بالعودة إلى مصر.
  2. ^ "سيرة التوكيلات التى صنعت الوفد المصرى". جريدة الشروق المصرية. 2018-05-24. Retrieved 2018-11-15.
  3. ^ "عودة سعد زغلول من منفاه". جريدة أخبار اليوم. 2016-03-29. Retrieved 2018-11-15.
  4. ^ الرافعي 1987, p. 110-115
  5. ^ عبد النور 1992, p. 50
  6. ^ "صراع الرفاق في ثورة 1919". دوت مصر. 2015-10-10. Retrieved 2018-11-15.
  7. ^ عبد النور 1992, p. 59
  8. ^ عبد النور 1992, p. 72
  9. ^ عبد النور 1992, p. 73
  10. ^ الرافعي 1987, p. 332
  11. ^ الرافعي 1987, p. 334
  12. ^ نحاس 1952, p. 32
  13. ^ أمين 1991, p. 29
  14. ^ الرافعي 1987, p. 398-400
  15. ^ الرافعي 1987, p. 401
  16. ^ الرافعي 1987, p. 404
  17. ^ الرافعي 1987, p. 407
  18. ^ الرافعي 1987, p. 408-410
  19. ^ الرافعي 1987, p. 411
  20. ^ الرافعي 1987, p. 414
  21. ^ الرافعي 1987, p. 415
  22. ^ الرافعي 1987, p. 416
  23. ^ الرافعي 1987, p. 423
  24. ^ الرافعي 1987, p. 429
  25. ^ الرافعي 1987, p. 442-445
  26. ^ الرافعي 1987, p. 454
  27. ^ الرافعي 1987, p. 455
  28. ^ الرافعي 1987, p. 457-459
  29. ^ الرافعي 1987, p. 463
  30. ^ الرافعي 1987, p. 464-479
  31. ^ الرافعي 1987, p. 486
  32. ^ الرافعي 1987, p. 541
  33. ^ الرافعي 1987, p. 548
  34. ^ الرافعي 1947, p. 28
  35. ^ الرافعي 1947, p. 30
  36. ^ الرافعي 1947, p. 31,32
  37. ^ الرافعي 1947, p. 33
  38. ^ الرافعي 1947, p. 36
  39. ^ الرافعي 1947, p. 37
  40. ^ الرافعي 1947, p. 41
  41. ^ الرافعي 1987, p. 45
  42. ^ الرافعي 1987, p. 46
  43. ^ أمين 1991, p. 10
  44. ^ الرافعي 1987, p. 48
  45. ^ الرافعي 1987, p. 52
  46. ^ الرافعي 1987, p. 55
  47. ^ الرافعي 1987, p. 53-56
  48. ^ "عودة سعد زغلول من منفاه". جريدة أخبار اليوم. 2016-03-29. Retrieved 2018-11-15.


خطأ استشهاد: وسوم <ref> موجودة لمجموعة اسمها "ملاحظة"، ولكن لم يتم العثور على وسم <references group="ملاحظة"/> أوهناك وسم </ref> ناقص

تاريخ النشر: 2020-06-09 10:57:58
التصنيفات: Interlanguage link template link number, ثورة 1919, صفحات بأخطاء في المراجع

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

في 3 خطوات.. رابط التسجيل في منحة العمالة غير المنتظمة لصرف 1000 جنيه

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:21:11
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 70%

"أبوالغيط" يستقبل المبعوث الرئاسى السودانى لبحث الأوضاع فى الخرطوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:21:19
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

إصابة 9 أشخاص في انقلاب "ميكروباص" ببنى سويف

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:21:05
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

وزير التعليم من مطروح: لن نسمح بأى حالات غش فى امتحانات نهاية العام

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:20:53
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

سكاى: رونالدو يريد الرحيل عن النصر السعودى فى الصيف

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:20:58
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

الهيئة العربية للمسرح تنعى الفنان شريف فاروق

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:21:14
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 55%

وزير الصحة: توفير فرق دعم نفسى لاستقبال الأطفال القادمين من السودان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:20:48
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

محافظ الغربية يشكل وحدة الدعم الفني للمشروعات الخضراء الذكية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:21:04
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 61%

مرصد الكهرباء: أقصى حمل مسائي اليوم 27 ألف ميجاوات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:20:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 54%

حريق يلتهم محل ملابس في قنا والحماية المدنية تخمده

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:21:09
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

تقارير: تضارب بين روايتي باريس سان جيرمان وميسي بشأن سفره للسعودية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:20:57
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

جدول امتحانات أولى إعدادي الترم التاني 2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:21:10
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

كواليس تصالح شيرين عبدالوهاب و"روتانا"

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:21:15
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 67%

ننشر تشكيل سموحة والمحلة في الأسبوع الـ27 للدوري

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:20:56
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

الرئيس السيسى يتلقى اتصالًا من نظيره الكينى لبحث أزمة السودان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:20:51
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

فون دير لاين تحثّ الاتحاد الأوروبى على إنتاج مزيد من أشباه الموصلات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:21:20
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

الكونجرس يحقق في أخلاقيات المحكمة العليا للولايات المتحدة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:21:20
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

إنجي علي تستضيف إيمان العاصي في برنامج «أسرار النجوم».. الخميس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:21:14
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 56%

حملات توعية لعمال المناطق الصناعية بأضرار المخدرات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:20:50
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 67%

اجتماع طارئ لاتحاد الكرة لمناقشة مصير كأس السوبر المصري

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:20:58
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

الزراعة تعلن توصيات فنية لمزارعي الأرز خلال شهر مايو

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:20:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 66%

الهجان: غلق مزلقان قليوب البلد لمدة 4 أيام لأعمال الصيانة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:21:07
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 52%

ندى موسى: أشارك في "البحث عن علا 2".. وهذه تفاصيل "قمرين"

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:21:16
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 63%

الجنايات تؤجل محاكمة قاتل زوجة ابنه في كفر صقر لجلسة 28 مايو

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-02 18:21:08
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 67%

تحميل تطبيق المنصة العربية