ڤلهلم الأول، الامبراطور الألماني
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
فيلهلم الأول .Wilhelm I (ولد في برلين في 22 مارس 1797 - توفي في برلين فيتسعة مارس 1888) توج في عام 1861 ملكا على بروسيا ثم أصبح في عام 1871 أول قيصر ألماني في الرايخ الثاني, بعد توحيد ألمانيا على يد أوتوفون بسمارك. وتمتد فترة جلوسه على عرش الرايخ الثاني من عام 1871 حتى وفاته في عام 1888.
وقد أطلق عليه البعض لقب "أمير قذائف المدفعية" لدوره في قمع ثورة 1848. وقد توج قيصرا للرايخ في عام 1871 بعد فوز ألمانيا على فرنسا في الحرب الألمانية الفرنسية على يد بسمارك, ونجاح بسمارك في توحيد الإمارات الألمانية المشتتة لتصبح مملكة واحدة, أطلق عليها "الرايخ الثاني".
وكانت السلطة العملية في الرايخ الثاني في يد بسمارك, الذي لعب دورا أساسيا وجوهريا في تحقيق الوحدة الألمانية. فخاض ثلاث حروب من أجل جعل الوحدة حقيقة واقعة, هي الحرب الألمانية الدانماركية, والحرب البروسية النمساوية, والحرب الألمانية الفرنسية.
حياته
كان فيلهلم الابن الثاني للملك فريدريش فيلهلم الثالث .Friedrich Wilhelm III ملك بروسيا, والملكة لويزه Könige Luise ابنة الدوق كارل الثاني دوق ميكلينبورج وشتريليتس Karl II. von Mecklenburg-Strelitz. وقد تولى تأديبه وتعليمه في سنوات الطفولة يوهان فريدريش جوتليب ديلبروك, الذي كان مديرا لتربوية ماجدبورج قبل حتى تعينه الأسرة مؤدبا لفيلهلم.
وفي الأول من يناير من عام 1807, حين تلقت بروسيا هزيمة ساحقة من جيوش نابليون في يينا وأورشتيت, منح الملك الأب ابنه الذي لم يتجاوز العاشرة رتبة ضابط. وبرغم هذا الدخول المبكر في الحياة العسكرية فقد عهد فيلهلم بالتواضع حتى وهوملك, وقد نطق ذات مرة : "لولم أولد ابن ملك لتمنيت حتى أكون ضابط صف".
وفي عام 1814, وبعد ترقيته إلى رتبة نقيب, رافق والده في حملته العسكرية في فرنسا ضد جيوش نابليون, وحين وصلوا إلى بارسوروب منحه الملك الأب في 26 فبراير "الصليب الحديدي", وكانت هذه المرة الأولى التي يمنح فيها هذا الوسام الحربي الرفيع. ثم دخلت جيوشهم باريس في شهر مارس. ثم رافق والده في زيارته إلى إنجلترا. وفيثمانية يونيو1815, وبعد ترقيته إلى رتبة رائد, قاد كتيبة الحرس الملكي الأولى مرة أخرى إلى فرنسا, حيث انتهت الحرب حينئذ ضد جيوش نابليون.
وقد رقي بعد ذلك مرات عديدة حتى أصبح قائدا للحرس الملكي في عام 1825.
وقد كان الملك الأب يثق فيه ويستشيره في شؤون الحكم, وقد أوفده مرات عدة إلى بلاط بيترسبورج لحل مشاكل العائلة الملكية, أولحل لمشاكل المملكة هناك, وهذا يشير على ذكائه وقدراته السياسية.
زقابل وأبنائه
تزوج فيلهلم من الأميرة إليزا رادتسيفيل Elisa Radziwill, ولكنه انفصل عنها في عام 1826, لأنها كما ينطق كانت تهدد بإثارة موضوع النزاع حول الإرث الملكي في العائلة المالكة.
ثم تزوج في 11 يونيو1829 من الأميرة أوجوستا فون زاكسن - فايمار - أيزنباخ Augusta von Sachsen-Weimar-Eisenbach, وهي ابنة الدق كارل فريدريش فون زاكسن - فايمار - أيزنباخ, دوق زاكسن وفايمار وأيزنباخ, الذي تزوجت أخته ماريا أيضا بكارل الأخ الأصغر لفيلهلم.
وقد تم الزواج بناءا على رغبة الملك الأب, ولم يكن هذا الزواج سعيدا, لأن أوجوستا المثقفة والتي نشأت نشأة متحررة في بلاط فايمار, التي كانت منفتحتة على الفن والأدب, لم تجد في بلاط برلين المتزمت والمحافظ إلا مكانا تافها وخاليا من المعنى. وكذلك فإن فيلهلم لم يشعر بميل عاطفي نحوأوجوستا, إلا أنه كان ينجح في إخفاء علاقاته العاطفية الأخرى عنها وعن العائلة. وقد نتج عن هذا الزواج ابن وابنة:
- فريدريش فيلهلم Friedrich Wilhelm (1831- 1888) ، الذي تزوج بالأميرة فيكتوريا ابنة الملكة فيكتوريا ملكة إنجلترا.
- لويزه Luise (1838- 1923), التي تزوجت من الدوق فريدريش الأول دوق بادن.
وقد كانت لأوجوستا أفكارا سياسية ومحاولات للتأثير على فيلهلم, حتى تجعله ينتهج نهجا متحررا, ولكن ذلك لم يجد رضى لدي فيلهلم ولا مجلس وزرائه. وقد خط أوتوفون بسمارك في مذكراته التي تحمل عنوان "أفكار وذكريات" عن زوجة فيلهلم العنيدة, بأنها كانت تحمل شعورا بالواجب لكونها زوجة القيصر, ولكنها لم تهجر لتمارس دورا غير دورها في العائلة المالكة.
أمير بروسيا
بعد موت الملك الأب في عام 1840, توج أخوه فريدريش فيلهلم الرابع ملكا على بروسيا ، وأصبح هووليا للعهد. ومنح لقب "أمير بروسيا" ورقي إلى رتبة جنرال للمدفعية.
وحين قامت ثورة مارس عام 1848, قام الأمير فيلهلم بالحصول على موافقة دستورية من البرلمان لإصدار قرار بقمع الثورة التي عهدت بثورة المتاريس ، التي اندلعت في برلين في 18 مارس, ولكنه كان يريد قمعها بالقوة العسكرية. فأمر بانسحاب الجيش إلى خارج المدينة وقام بقصفها بقذائف المدفعية الثقيلة, لذلك أطلق عليه لقب "أمير قذائف المدفعية" Kartätschenprinz.
ويرى البعض حتى الانسحاب من المدينة وقصفها من الخارج, كان السبيل الوحيد للقضاء على الثوار, لأنه لوبقي الجنود في المدينة يحاربون ثوار المتاريس وجها لوجه حرب عصابات, فإن الجيش سيخسر حينئذ. وكان من الممكن حتى يقتل الجنود عن آخرهم لكثرة الثوار ولضرواتهم في المقاومة والقتال.
وبسبب قمعه العنيف والوحشي للثورة, ودعوته إلى استخدام القوة العسكرية في لقاءة ثوار لا يحملون إلا الأسلحة الخفيفة, فقد كرهه الشعب. وقد نصحه أخوه الملك بالسفر إلى لندن, ففي 20 مارس أشعل أحد الثوار المتبقين بعد القضاء على الثورة النار في قصره الذي كان يقيم فيه في برلين, ولكن تم إطفاء الحريق وإنقاذ الأمير, وقد خط على جدار القصر هذه الحدثات "هذا القصر ملكية وطنية".
وفي 21 مارس خرج الأمير من برلين متنكرا تحت اسم مستعار "ليمان" Lehmann, مرتحلا إلى لندن هربا من السخط الشعبي. وفي لندن أقام صلات عدة مع الساسة هناك أمثال الأمير ألبرت وروبرت بيل وجون راسل وهنري جون بالمرستون, وغيرهم من الساسة, حيث كان يشرح لهم أفكاره وآراؤه السياسية بشأن توحيد ألمانيا ، الذي كان الأمير فيلهلم من أكبر وأهم المؤيدين له.
وفي تلك الفترة انتشرت أغنية هزلية تسخر من الأمير فيلهلم تقول: يا سيد المعارك ، يا أمير بروسيا عد إلى برلين, عد فإننا نريد حتى نرشق سموك بالحجارة وإننا نريد إقامة المتاريس
وقد مكثت الأميرة أوجوستا في تلك الفترة مع أطفالها في بوتسدام. وفي أوائل شهر يونيوعاد فيلهلم إلى برلين, وقد قامت مظاهرة قوامها عشرة آلاف متظاهر للاحتجاج على عودته. ثم اختير عضوا في الجمعية البروسية الوطنية, ولكنه رفض. ثم مضى إلى بوتسدام. وفي سبتمبر وافق الملك على اقتراح قدمه الأمير بتوزير عدة وزراء جدد في الوزارة المعادية للثورة.
وفي يونيو1849 عين فيلهلم قائدا للعمليات العسكرية في بادن ومنطقة بفالتس. وبعد نجاته من محاولة اغتيال بالقرب من إنجلهايم ، استطاع في خلال عدة أسابيع حتى يسحق قوات الثوار في منطقة بفالتس وكذلك الثوار في بادن فيما عهد بثورة بادن.
وبالاستيلاء على راشتات الحصن الأخير للثوار, بقيادة الأمير فيلهلم, تكون ثورة 1848 قد قضي عليها نهائيا. وفي 19 أغسطس ولج الأمير فيلهلم ودوق بادن في موكب احتفالي إلى كارلسروهه.
وفي 12 أكتوبر ولج على رأس القوات التي حاربت معه في بادن, إلى برلين منتصرا. ثم أصبح الحاكم العسكري في الراين وفستفالن, واتخذ مقر إقامته في كوبلنتس. وفي عام 1854 أصبح بجانب كونه قائدا عاما لسلاح المدفعية, مارشالا وحاكما لقلعة ماينتس.
سنوات كوبلينتس
أقام فيلهلم وزوجته أوجوستا في كوبلينتس من عام 1850 إلى 1858. وقد كانت الأميرة أوجوستا سعيدة بالعيش في كوبلينتس, فهناك تهيأت لها الفرصة لعيش حياة بلاط حقيقية, كما تعودت حتى تعيش أيام طفولتها في بلاط فايمار, حيث الحياة المنفتحة على الفن والأدب, بعيدا عن برلين وبلاطها المحافظ. وكان ابنها فريدريش يفهم الحقوق في مدينة بون القريبة من كوبلينتس, وصار بذلك أول ولي عهد بروسي يفهم دراسة أكاديمية. وكان فريدريش متأثرا أيما تأثر بوالدته.
وقد جعلت الأميرة من قصر كوبلينتس ملتقى ثقافي للمفكرين الليبراليين وكذلك للمؤرخين, أمثال ماكس دونكر وفهماء الحقوق أمثال أوجوست موريتس فون بيتمان هولفيج وكليمنس تيودور بيرتس وأيضا ألكساندر فون شلاينيتس.
وقد بدأ الأمير فيلهلم في تلك الفترة ينظر بشكل محايد وأكثر اعتدالا, إلى ثورة مارس وأفكارها, مما أثار استنكارا لدى أخيه الملك. وكانت الأميرة بسبب أفكارها المتحررة تنظر إلى الطائفة الكاثوليكية والمنتمين والمتحولين إليها نظرة متسامحة, مما أثار حالة من النقد الشديد, على اعتبار حتى الأميرة تنتمي إلى الأسرة البروسية البروتستانتية المالكة.
العهد الجديد
في سنوات كوبلينتس تغيرت أفكار فيلهلم وتفكيره السياسي, فأصبحت أكثر اعتدالا واهتماما بالشعب, وقد يحدثقد يكون ذلك تحت تأثير زوجته أوجوستا. وقد أدى هذا التغير إلى حتى ينظر الشعب إليه بطريقة مختلفة, فاتجهت إليه أنظار الطبقة المثقفة من اللبراليين وغيرهم, باعتبار أنه كان القوة الحقيقة داخل الأسرة البروسية, خاصة بعد إصابة أخيه الملك بسقم عقلي, وإعلانه نائبا له فيسبعة أكتوبر 1858, وبذلك صار على رأس السلطة الحاكمة في بروسيا.
وبعد أدائه اليمين الدستورية في 26 أكتوبر, أصدر مرسوما ملكيا فيخمسة نوفمبر بتأليف وزارة ليبرالية, سميت بوزارة "العهد الجديد" ، وأوضح في مرسوم آخر فيثمانية نوفمبر أهداف وغايات هذه الوزارة.
فقد أكد على حتى الهدف ليس القطيعة مع الماضي, ولكن مع القيم الزائفة التي سادت فيه. وكذلك فقد أظهر استيائه من السياسة الخارجية التي كانت بروسيا تتبعها, نتيجة تأثرها بتأثيرات خارجية غير أصيلة فيها, ونطق حتى بروسيا يجب حتى تنتهج سياسة ألمانية خالصة, تهدف إلى توحيد ألمانيا والألمان, وتهدف كذلك إلى الإعلاء من قيم الوحدة.
ونطق كذلك حتى هذا التقدم لن يتم إلا بإجراء إصلاحات في الاقتصاد والجيش.
وقد اعتبر حتى مهمة إصلاح الجيش وتطويره بحيثقد يكون قادرا على تحقيق الوحدة الألمانية, إلا حتى أغلبية مجلس النواب لم تكن مستعدة حينذاك, على خطط الأمير وسياسته المنادية للوحدة الألمانية, نظرا للتكاليف الباهظة التي ستتحملها خزينة الدولة.
محاولة الاغتيال الأولى
في الرابع عشر من يوليو1861 قام أوسكار بيكر أحد الطلبة في بادن بادن, بتطبيق محاولة اغتيال للأمير فيلهلم, إلا حتى نجا من هذا الاغتيال, وأصيب إصابة طفيفة في ساقه اليسرى.
ملك بروسيا
بعد موت أخيهفريدريش فيلهلم الرابع في الثاني من يناير 1861, اعتلى فيلهلم العرش البروسي. وفي الثامن عشر من أكتوبر 1861 أقيمت مراسم التتويج الملكي الفخمة في كونيجسبورج.
وقد عدل فيلهلم من تنطقيد وطقوس التتويج في الكنيسة, لكي يقلل من حدة الانتقادات للبهرجة الملكية وبذخ العائلة الملكة.
وقد تم التتويج بأن وضع التاج علي رأسه, ثم تناول الصولجان في يده, ثم تسلم تفاحة الملكية والسيف الملكي من الهيكل. ثم توج زوجته أوجوستا ملكة, بهذه الحدثات: "مباركون هم ملوك بروسيا الذي يتوجون منذ 160 سنة. بعد حتى ظل العرش يعتليه جميع حسب ما حدده القدر, أعتليه الآن ملكا, ذاكرا حتى التاج منحه الله, ولم يمنحه إلا الله, وذاكرا لفضل المقام المقدس, الذي استلمت منه هذا التاج في خضوع وتواضع".
إلا حتى التتويج الذي تم في الكنيسة, أثار المخاوف من موقف الملك الجديد تجاه احترام الدستور, فقد نص الدستور على حتى يتم تنصيب الملك, بأدائه اليمين الدستورية أمام نواب الشعب في البرلمان, ولكنه خرق هذا الالتزام الدستوري, بإقامة التتويج في الكنيسة حسب تنطقيد الأسرة الملكية.
ومما تجدر ملاحظته حتى مينتسل Menzel حين رسم لوحته الزيتية التي فقدت عام 1945, عن تتويج الملك فيلهلم الأول لم يرسم التتويج الذي تم في الكنيسة, وإنما رسم أداء اليمين الدستورية في البرلمان, الذي لم يحصل.
الأزمة الدستورية
أثمرت الانتخابات البرلمانية الجديدة التي أجريت في السادس من ديسمبر 1861, عن فوز حزب التقدم الألماني, الحديث التكوين على أغلبية مقاعد البرلمان, بلغت 104 مقعدا. ومع استنطقة وزارة "العهد الجديد" في 17 مارس 1862, التي هجرها الملك فيلهلم تستقيل, لأنها فشلت في الحصول على موافقة من البرلمان بشأن الخطط الساعية إلى إعادة تنظيم الجيش, وتطويره التطوير المطلوب, بسبب حجم الميزانية الباهظة اللازمة لتطبيق هذه الاقتراحات.
ومع سقوط الوزارة أمام أغلبية حزب التقدم الألماني في البرلمان, بدأت الأزمة الدستورية.
وتبدت الأزمة الدستورية في ماهية العلاقة الدستورية للملك بالبرلمان. ولأنه عثر سلطاته كملك في تناقض مع سلطات البرلمان المنتخب من الشعب, فقد فكر في التنازل عن العرش. وقد خطت وثيقة التنازل بالعمل وسقط الملك عليها, إلا حتى بسمارك تدخل وأقنعه هوووزير الحربية رون Roon بالعدول عن فكرة التنازل عن العرش. ثم أعرب بسمارك نفسه رئيسا للوزراء, وبدأ في تطبيق إصلاحات الجيش دون موافقة البرلمان على الميزانية, مما يعني خرق الدستور, والحكم بدون موافقة البرلمان.
سياسة بسمارك
بتنصيب بسمارك رئيسا لوزراء بروسيا في 23 سبتمبر 1862, وبتأييد الملك لوزارته ضد إرادة البرلمان, فقد الملك الجديد شعبيته بين أفراد الشعب.
وفي الوقت الذي أحبطت فيه الآمال في الإصلاح الداخلي, ازدادت سلطة البوليس وتحكمه في الحياة العامة. وبدأت سياسة بسمارك الصارمة تتضح مع قيامه بتفيذ خطوات حازمة, لتحقيق الوحدة الألمانية. وقد عقد الملك وبسمارك آمالهما, على حتى التوحيد سيقضي على الأصوات المعارضة, وسيجلب شعبية كبيرة سواء للملك ولبسمارك.
وقد بدأت أولى المراحل نحوتحقيق الوحدة مع نشوب الحرب الألمانية الدانماركية في عام 1864, وكان القتال فيها بين بروسيا المتحالفة مع النمسا, وبين الدانمارك المتحالفة مع دوقية شليزفيج ودوقية هولشتاين. وقد وقع ما قدره بسمارك, فبعد فوز بروسيا والنمسا, أدى اختلاف البروسيين مع النمساويين حول مصير شليزفيج وهولشتاين, إلى خلق أزمة سياسية بين الطرفين, في الوقت الذي كانت فيه النمسا من أقوي أطراف الحلف الألماني.
وبرغم حتى فيلهلم قبل قرار بسمارك بالحل العسكري ضد النمسا على مضض, إلا أنه تولى بنفسه قيادة الجيش البروسي حين نشبت الحرب البروسية النمساوية في عام 1866, وقد حقق الجيش البروسي فوزا عسكريا ساحقا على الجيش النمساوي في معركة كونيجسجريتس, بفضل التخطيط الاسترتيجي المتقن لقائد أركان حرب الجيش البروسي هيلموت فون مولتكه.
وقد استجاب فيلهلم لنصيحة بسمارك بعدم ضم زاكسن, حتى لا يسبب ذلك فساد خطط بسمارك لتوحيد ألمانيا.
وقد ساهمت الفوزات العسكرية التي حققتها بروسيا, في تأجيج المشاعر الوطنية مرة أخرى, مما ساعد على إنهاء الأزمة الدستورية, وتم ذلك من خلال موافقة البرلمان أخيرا على الميزانية في عام 1866.
وفي الأول من يوليو1867 تم تكوين الاتحاد الألماني الشمالي, واختير فيلهلم رئيسا له. أما في الساحة الداخلية فقد عاد فيلهلم إلى إعادة الحوار مع الأحزاب الليبرالية, فأنطق الوزراء الذين ينتهجون مواقف معادية لليبرالية, وأحل محلهم وزراء ليبراليون.
وحين نشبت الحرب الألمانية الفرنسية في عام 1870, تولى فيلهلم مرة أخرى قيادة الجيش البروسي, الذي خرج بكامله للحرب مع فرنسا, ومن أبرز المعارك التي حققت فيها بروسيا إنجازات عسكرية هامة هي معركتي جرافلوت وسيدان. وفضلا عن ذلك فقد قاد اسميا العمليات العسكرية ثم المفاوضات السياسية في فرساي, حول تأسيس الرايخ الألماني. إلا حتى بسمارك كان هوالذي يمارس الدور الرئيسي في عملية المفاوضات في فرساي.
ولم يكن فيلهلم مقتنعا تماما بإدماج بروسيا في دولة ألمانية تضم الأراضي الألمانية كلها, حتى ولوكان هوالذي سيصبح على قمة الحكم في الدولة الجديدة. وظل فيهلم مترددا في قبول لقب "القيصر الألماني" حتى عشية تنصيبه قيصرا في قاعة المرايا في قصر فرساي, في الثامن عشر من يناير عام 1871.
وقد حقق فيلهلم أحد أحلامه حين أقدم على ضم منطقتي الإلزاس واللورين, التي كانت تحت سيطرة الفرنسيين, وذلك أثناء المفاوضات مع فرنسا, مما زاد في رغبة الفرنسيين في الانتقام من الرايخ الجديد.
القيصر الألماني
مع إعلان قيام القيصرية الجديدة في 18 يناير 1871, أي بعد مرور 170 عاما على تتويج فريدريش الثالث ملكا لبروسيا, قرر فيلهلم الاحتفاظ في آن واحد بلقب "ملك بروسيا" ولقب "القيصر الألماني", لنفسه ولخلفائه من بعده.
وقد تجاوز حفل تنصيب القيصر, جدل عنيف بين فيلهلم وبسمارك, فقد كان فيلهلم مترددا في قبول اللقب الجديد, ولم يكن راضيا بأن يطلق عليه "القيصر الألماني", وكان يرى حتى لقب "ملك بروسيا" أكثر حملة منه. وبعد استمرار الجدل مدة طويلة قبل فيلهلم في النهاية باللقب, ولكن اختلف الاثنان حول صيغة اللقب, هلقد يكون "قيصر ألمانيا" أم "القيصر الألماني". لكن فريدريش الأول دوق بادن, تدخل لحل المشكلة في النهاية, واقترح لقب "القيصر فيلهلم" ولكن بسمارك لم يوافق على هذه الصيغة, حتى لا يثير ضيق الأمراء الألمان, وفضل حتىقد يكون اللقب هو"القيصر الألماني". وفي النهاية رضخ فيلهلم لرأي بسمارك, وصار اللقب هو"القيصر الألماني".
وقد هجر القيصر لبسمارك رسم سياسة الرايخ الألماني الجديد, وقد كان يقول دائما عن بسمارك: "بسمارك أبرز للرايخ مني" و"إنه لمن العسير, حتىقد يكون المرء قيصرا مع مستشارا كبسمارك".
وقد اتفق مع بسمارك في سياسة تقوية السلام والاسقرار الخارجي, عن طريق إقامة أحلاف مع القوى المجاورة لألمانيا, فيما عدا فرنسا. ومن أجل تحقيق هذا الهدف, اجتمع القيصر في سبتمبر 1872 في برلين مع قيصر النمسا وقيصر روسيا, فيما عهد بلقاء القياصرة الثلاث, وعقدوا حلفا سمي بحلف القياصرة الثلاث Dreikaiserbund, والذي ساعد على تقارب روسيا مع النمسا وتوثيق العلاقات بينهما. كما ساهم هذا الحلف في عزل فرنسا سياسيا. وكانت زيارة القيصر فيلهلم إلى بيترسبورج وفيينا في عام 1873, وإلى ميلانوفي عام 1875, ضمن خطوات التقريب بين القوى الثلاث, ألمانيا والنمسا وروسيا.
وكانت من بين المهام السياسية الخارجية الناجحة التي قام بها القيصر في 1871, عرضه للوساطة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا, لحل الأزمة التي عهدت بأزمة الخنازير, وهي نزاع حدودي بين ولاية واشنطن الأمريكية التي تقع في شمال الولايات المتحدة, وبين ولاية كولومبيا الكندية التي كانت تخضع للسيادة البريطانية, وتقع في جنوب كندا. وقد اتى قراره لصالح الولايات المتحدة بعد ان دامت الأزمة لأكثر من 13 عاما.
محاولة الاغتيال الثانية
تعرض القيصر فيلهلم لمحاولة اغتيال ثانية في 11 مايو1878, حين كان موكبه يعبر شوارع لايبزج وكانت ترافقه ابنته دوقة بادن, حيث كانا يجلسان في سيارة مكشوفة. وأطلقت طلقات نارية من مسدس على السيارة ولكنها لم تصب أحدا. وكان الذي أطلق الرصاص أحد مواطني لايبزج اسمه "ماكس هودل" وكان يعمل صبي سمكري, وكان ينتمي إلى الاشتراكيين الديمقراطيين. وفشلت محاولة الاغتيال تلك.
محاولة الاغتيال الثالثة
لم يكد يمر شهر على محاولة الاغتيال الثانية الفاشلة, ولم تكد تهدأ الضجة التي أحدثتها, حتى تعرض فيلهلم إلى محاولة اغتيال ثانية في الثاني من يونيو. ففي أثناء تجوله في حديقة الحيوانات, إذ بقناص يطلق عليه طلقات نارية من أحد نوافذ أحد المنازل المجاورة لحديقة الحيوان. وقد أصيب القيصر بجراح بالغة في رأسه وفي ذراعه. وكان السبب الوحيد في نجاته من الموت, هوخوذته العسكرية من نوع بيكلهاوبه Pickelhaube, وقد ألقي القبض على الفاعل, بعدما حاول الانتحار ولكنه أصيب بجراح خطيرة ولم يمت.
وكان من نتائج محاولتي الاغتيال المتتاليتين, التي نجا منهما القيصر بجراح جسدية ونفسية, حتى تسلم ولي العهد الأمير فريدريش الحكم مؤقتا بصفته نائبا للقيصر. وكان من نتائج محاولتي الاغتيال أيضا, حتى قرر بسمارك سن ما عهد بقوانين الاشتراكيين, للتضييق على الاشتراكيين, عن طريق منع إجتماعاتهم, وطبع خطهم.
وقد استعاد فيلهلم عافيته تدريجيا وشفي من جميع الجروح الخطيرة التي أصابته, وعاد بعد فترة طويلة أقامها في بادن وفيسبادن, فيخمسة ديسمبر إلى برلين, حيث تولى مهامه القيصرية مرة أخرى, بعد حتى تولاها نائبه الأمير فريدريش أثناء علاجه ونقاهته.
ومن العجيب حتى صدمة النفسية التي تعرض لها القيصر فيلهلم, بعد محاولة الاغتيال الأخيرة, قد أثرت على تفكيره تأثيرا إيجابيا, وجعله يغير وجهة نظره إلى الاشتراكيين الديمقراطيين, ويقرر البدء معهم من جديد. ولكن بسمارك حال دون ذلك. وأصر على المضي في تطبيق قوانين الاشتراكيين.
محاولة الاغتيال الرابعة
خططت جماعة من الفوضويين بقيادة أوجوست راينسدورف, هجوما بالديناميت على القيصر, وذلك أثناء تدشين النصب التذكاري في الغابة السفلى. ولكن المخطط فشل بسبب هطول الأمطار, الأمر الذي تسبب في إغراق فتيل الاشتعال بالماء.
النهاية
تميزت القيصر فيلهلم الأول طيلة حياته بالتواضع والإخلاص, الأمر الذي جعله يتمتع حتى من معارضيه ببعض التقدير والاحترام, وكان يجسد بصفات الإخلاص والصرامة "بروسيا القديمة", أكثر مما كان يظهر عليه في الظاهر.
وكانت النهاية في يومتسعة مارس 1888 في العام الذي سمي بعام القياصرة الثلاثة, حيث توفي إثر فترة سقم قصيرة. ودفن في يوم 16 مارس في الضريح الموجود في حديقة قصر شارلوتنبورج.
وحدث أنه حين كانت الجنازة الملكية سائرة في شوارع برلين, حتى هتف واحد من الجموع الذي كان على ما يظهر من الذين اشهجروا في ثورة مارس 1848 : "فلتعد يا ليمان" ، وهوالاسم المستعار الذي هرب تحته فيلهلم من برلين الذي دكها بمدفعيته على رؤوس الثوار, وهذا الاسم هرب متخفيا به إلى لندن هربا من سخط وهياج الشعب ضده.
ولكن أغلبية الشعب الألماني كانت تحبه, لدوره في إقامة الوحدة الألمانية, فخط على رخام القبر هذه الحدثات: "نحن نريد عودة قيصرنا فيلهلم الكبير" وقد لحنت هذه الحدثات وصارت أنشودة في عام 1893, ولحنها ريشارد هنريون.
التماثيل والنصب التذكارية
وقد أقيم ما يقرب من ألف تمثال ونصب تذكاري من عام 1867 حتى 1918, في جميع البلدان الناطقة بالألمانية, فقد أراد القيصر فيلهلم الثاني حتى يخلد ذكرى جده. وقد أطلق عليه لقب "الكبير" der Große, ولكن هذا اللقب لم ينتشر سواء بين الشعب أوفي خط التاريخ.
اللقب الكامل كامبراطور ألماني
نطقب:Infobox German Monarch Styles |
His Imperial and Royal Majesty Wilhelm the First, by the Grace of God, German Emperor and King of Prussia, Margrave of Brandenburg, Burgrave of Nuremberg, Count of Hohenzollern, Duke of Silesia and of the County of Glatz, Grand Duke of the Lower Rhine and of Posen, Duke in Saxony, of Angria, of Westphalia, of Pomerania and of Lunenburg, Duke of Schleswig, of Holstein and of Krossen, Duke of Magdeburg, of Brene, of Guelderland and of Jülich, Cleves and Berg, Duke of the Wends and the Kassubes, of Lauenburg and of Mecklenburg, Landgrave of Hesse and in Thuringia, Margrave of Upper and Lower Lusatia, Prince of Orange, of Rugen, of East Friesland, of Paderborn and of Pyrmont, Prince of Halberstadt, of Münster, of Minden, of Osnabrück, of Hildesheim, of Verden, of Kammin, of Fulda, of Nassau and of Moess, Princely Count of Henneberg, Count of the Mark, of Ravensburg, of Hohenstein, of Tecklenburg and of Lingen,Earl of Foxdale, Count of Mansfield, of Sigmaringen and of Veringen, Lord of Frankfurt, etc. [1]
أجداده
Wilhelm I, German Emperor |
Father: Frederick William III of Prussia |
Father's father: Frederick William II of Prussia |
Father's father's father: Prince Augustus William of Prussia |
Father's father's mother: Louise Amalie of Brunswick-Lüneburg | |||
Father's mother: Frederika Louisa of Hesse-Darmstadt |
Father's mother's father: Louis IX, Landgrave of Hesse-Darmstadt |
||
Father's mother's mother: Caroline of Zweibrücken | |||
Mother: Louise of Mecklenburg-Strelitz |
Mother's father: Charles II, Grand Duke of Mecklenburg-Strelitz |
Mother's father's father: Charles Louis Frederick, Duke of Mecklenburg-Mirow |
|
Mother's father's mother: Princess Elizabeth Albertine of Saxe-Hildburghausen | |||
Mother's mother: Friederike Caroline Luise of Hesse-Darmstadt |
Mother's mother's father: Georg Wilhelm of Hesse-Darmstadt |
||
Mother's mother's mother: Maria of Leiningen-Dagsburg |
أنجاله
In 1829, Wilhelm married Augusta of Saxe-Weimar and had two children:
- Frederick III, German Emperor (1831–1888) and
- Princess Louise of Prussia (1838–1923)
الألقاب والأساليب والتكريمات والدروع
الألقاب والأساليب
- 22 March 1797–2 January 1861: His Royal Highness Prince William of Prussia
- 2 January 1861–18 January 1871: His Majesty The King of Prussia
- 18 January 1871–9 March 1888: His Imperial and Royal Majesty The German Emperor, King of Prussia
خط
- Thomas Weiberg: … wie immer Deine Dona. Verlobung und Hochzeit des letzten deutschen Kaiserpaares. Isensee-Verlag, Oldenburg 2007, ISBN 978-3-89995-406-7.
نصب تذكارية
From 1867 to 1918 more than 1,000 memorials to Wilhelm I were constructed, including the Kyffhäuser Monument in Thuringia.
انظر أيضاً
- شجرة عائلة ملوك ألمانيا
المصادر
وصلات خارجية
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Wilhelm I of Germany. |
- Archontology.org - Wilhelm I
- Willkommen bei preussen.de (بالألمانية)
- Works by or about ڤلهلم الأول، الامبراطور الألماني in libraries (WorldCat catalog)
- "William I (Germany)". Encyclopædia Britannica (11th ed.). 1911.
ڤلهلم الأول، الامبراطور الألماني
آل هوهنتسولرن
وُلِد: 22 مارس 1797 توفي:تسعة مارس 1888
| ||
نبيل ألماني | ||
---|---|---|
سبقه |
ملك پروسيا 2 يناير 1861 –تسعة مارس 1888 الأمير الوصي منذ 1858 |
تبعه فريدريش الثالث |
منصب مستحدث توحيد ألمانيا
|
الامبراطور الألماني 18 يناير 1871 –تسعة مارس 1888 |
|
سبقه فردريك السابع من الدنمارك |
دوق لاونبورگ 1864 – 1888 |
اندمج في التاج الپروسي |
شاغر معاهدة ڤيينا
|
Duke of Schleswig and Holstein 1867 – 1888 |
|
سبقه أدولف من لوكسمبورگ بصفته دوق ناساو |
أمير ناساو 1866 – 1888 |
|
سبقه فريدرش ڤلهلم من هسه بصفته ناخب هسه |
أمير فولدا 1866 – 1888 |
|
سبقه Karl Fellner بصفته Elder Mayor of Frankfurt |
لورد فرانكفورت 1866 – 1888 |
|
سبقه بصفته ملك هانوڤر |
Count of Lingen and Tecklenburg 1866 – 1888 |
|
مناصب سياسية | ||
سبقه فرانز يوزف الأول من النمسا بصفته رئيس الكونفدرالية الألمانية |
رئيس الكونفدرالية الألمانية الشمالية 1 يوليو1867 – 18 يناير 1871 |
إلغاء الكونفدرالية اعلان الامبراطورية الألمانية
|