الشيخ عبد الرحمان بن الطيب حمادوش
الشيخ عبد الرحمن بن الطيب حمادوش (1909 - 18 أبريل 1998)
كان التواضع سمته ، كثير الصمت،عفيف اللسان ، يستحي حتى من أبنائه وأحفاده ، دائم البسمة في وجه جميع من يقابله صغيرا كان أم كبيرا ، صبورا جلدا إلى حد الدهشة .
كان السخاء والكرم والإنفاق على اليتيم والسائل والمحروم ديدنه فهومن عائلة معروفة بزاوية قجال التي كان الهدف من إنشائها تحفيظ القرآن وتعليم العلوم الشرعية وأداء صلوات الجمع والأعياد، والإنفاق في سبيل الله وإصلاح ذات البين .
إنه سيدي عبد الرحمن حمادوش بن الشيخ الطيب بن الشيخ الصديق الحسني نسبا . ولد سنة ألف وتسعمائة وتسعة بقرية قجال. حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ بوزيد خلفي ، ودرس الفقه المالكي على يدي الشيخ المختار بن الشيخ ، وانتقل إلى زاوية أولاد سيدي الشيخ بطولقة ودرس فيها عدة سنوات ،ثم عاد إلى قجال ليتولى الشؤون الخاصة للبيت الكبير وإطعام طلبة الزاوية. كان سيدي عبد الرحمن حريصا على تلاوة كتاب الله بقوة تبرز في التأكيد على مخارج الحروف ،وإعطاء المدود حقها . يحافظ على قراءة الحزب مع طلبة الزاوية ، يجالسهم ويصلي خلفهم ، وينفتح عليهم بالحدثة الطيبة والنصيحة النافعة ، والتوجيه الذكي .
لا يعهد الكثير من الناس حتى الشيخ سيدي عبد الرحمن كان فقيها ضليعا في الفقه المالكي ، ولكنه لم يتصد يوما للفتوى، وكان يحيل المستفتين على الشيخ الشهيد عبد الحميد حماد وش والشيخ القريشي من بعده. " الخير فيما اختاره الله " كانت هذه حدثته التي يقابل بها جميع ضغوطات الحياة ومشاكلها ومصائبها .لم يكن يبدي جزعا من قضاء الله الذي ابتلاه في فقد الكثير من أولاده في عز صغرهم .وبعضهم في عز شبابهم. ما رأيته منذ وعيت على الدنيا - وأنا حفيده وقد بلغت الخمسين من العمر عند وفاته – أبدى غضبا من أحد منا صغيرا أوكبيرا، رجلا أوامرأة ، كما أني لم أسمعه يسب خصما أويذكر أحدا بسوء أويخوض في عرض أحد، كان بعيدا عن جميع ما ألفه الناس من غيبة أوسخرية.
كانت علاقة الشيخ سيدي عبد الرحمن بأبنائه وأحفاده ، ملؤها المودة والعطف من قبله والتقدير والإجلال من قبلهم ،لم يحدث حتى أبدى الشيخ عبد الرحمن يوما شيئا من الغضب بل مجرد الامتعاض أوالانزعاج مما يصدر منا من أخطاء أومواقف لا ترضيه.
كان للشيخ سيدي عبد الرحمن حضور معنوي كبير بقرية قجال ،فهوشيخها وسيدها وعمادها ، كان وجوده يعطي سكان المنطقة الإحساس بالأمان والسكينة والحفظ ،يلتمسون منه النادىء ، ويحرصون على دعوته لحضوره مجالسهم الخاصة والعامة تيمنا وتبركا . كان الشيخ رابح عيادي نعم الصديق الحبيب للشيخ سيدي عبد الرحمن. رفيقه في تسوقه أوعيادة مريض أوتلبية دعوة ، وجليسه أمام الدارأوفي ساحة المسجد .
عاش الشيخ سيدي عبد الرحمن ما يقرب من تسعين سنة، رسم من خلالها معالم أساسية لمن أراد حتى يحيا حياة فاضلة من أحفاده والناس :حفظ كتاب الله وتلاوته في جميع آن، والثقة في الله والتواضع لخلق الله، والإنفاق في سبيل الله ، والصبر عند البلاء والشكر في الرخاء. انتقل الشيخ سيدي عبد الرحمن إلى رحمة الله يوم الثامن عشر من شهر أفريل سنة 1998، ودفن بمقبرة قجال . تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنانه .
المراجع
- http://4.bp.blogspot.com/-gQZK7Q-8iuI/Us9rqjI3RBI/AAAAAAAAASs/xQyavINKLIE/s1600/456075130.png