العقد الفريد
العقد الفريد هوكتاب من تأليف ابن عبد ربه الأندلسي (ت. 328 هـ)، يعتبر من أمهات كتاب الأدب العربي.
ويشتمل الكتاب على جملة من الأخبار والأمثال والحكم والمواعظ والأشعار وغيرها. وقد سُمي بـ «العقد» لأن ابن عبد ربه قسّمه إلى أبواب أوخط حمل جميع منها اسم حجر كريم، كالزبرجدة والمرجانة والياقوتة والجمانة واللؤلؤة، وغير ذلك مما تناول عقود الحسان الحقيقية.
تعريف بالكتاب
الكتاب موسوعة أدبية، تجمع بين المختارات الشعرية والنثرية، ولمحات من التاريخ والأخبار، مع الأخذ بنظرات في البلاغة والنقد مع شيء من العروض والموسيقى، وإشارات للأخلاق والعادات.
اسم الكتاب
يشتهر الكتاب باسم «العقد الفريد»، إلا حتى بعض النقّاد نطقوا بأن اسم الكتاب هو«العقد» فقط، وأن حدثة «الفريد» اضيفت فيما بعد. وقيل حتى أول من أضاف هذه الحدثة هوالأبشيهي صاحب «المستطرف».
أقسام الكتاب
قسّم ابن عبد ربه «العقد» إلى خمسة وعشرين كتابا، كما في الجدول أدناه:
أبواب العقد (الأولى) | أبواب العقد (الثانية) | |
---|---|---|
1 - اللؤلؤة في السلطان | 25 - اللؤلؤة الثانية في النتف والهدايا والفكاهات والملح | |
2 - الفريدة في الحروب ومدار أمرها | 24 - الفريدة الثانية والطعام والشراب | |
3 - الزبرجدة في الأجواد والأصفاد | 23 - الزبرجدة الثانية بيان طبائع الإنسان وسائر الحيوان وتفاضل البلدان | |
4 - الجمانة في الوفود | 22 - الجمانة الثانية في المتنبيئن والممرودين | |
5 - المرجانة في محاورة الملوك | 21 - المرجانة الثانية في النساء وصفاتهن | |
6 - الياقوتة في الفهم والأدب | 20 - الياقوتة الثانية في فهم الألحان واختلاف الناس فيه | |
7 - الجوهرة في الأمثال | 19 - الجوهرة الثانية في أعاريض الشعر وعلل القوافي | |
8 - الزمردة في المواعظ والزهد | 18 - الزمردة الثانية في فضائل الشعر ومقاطعه ومخارجه | |
9 - الدرة في المعازي والمراثي | 17 - الدرة الثانية في أيام العرب ووقائعهم | |
10 - اليتيمة في النسب وفضائل العرب | 16 - اليتيمة الثانية في زياد والحجاج والطالبيين والبراكمة | |
11 - العسجدة في كلام الأعراب | 15 - العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم وأيامهم | |
12 - المجنبة في الأجوبة | 14 - المجنبة الثانية في التوقيعات والفصول وأخبار الخطة | |
13 - كتاب الواسطة في الخطب |
محتوى الكتاب
نطق ابن عبد ربه في المقدمة:
ومع حتى مؤلف الكتاب أندلسي، فإن أكثر ما نقله كان من أخبار أهل المشرق، ويحكى أنه لما سمع الصاحب بن عباد عن «العقد» سعى في طلبه حتى إذا حصل عليه نطق: «هذه بضاعتنا ردت إلينا»، إشارةً إلى ما فيه من ثقافة مشرقية.
واتى في كشف الظنون: «نطق ابن خلكان وهومن الخط الممتعة حوى من جميع شيء ونطق ابن كثير يشير من كلامه على تشيع فيه». كما حتى المؤلف ابتعد عن ذكر الأسانيد خوفا من التطويل.
اقتباسات
نوادر من الحكمة
قيل لُقس بن ساعدة: له ما أفضل اَلمعْرفة،يا ترى؟ نطق معْرفة الرجل نَفْسَه؛ قِيل : فما َأفضلُ العِلْم،يا ترى؟ نطق: وقوف المرء عند عِْلمه؛ قِيل له: فما أفضل المروءة،يا ترى؟ نطق: استبقاءُ الرجل ماء وَجْهه
…..
واجتمعت عُلماء العَرب والعجم على أربع حدثات: لا تحمل على َ ظنِّك ما لا تُطيق، ولا تَعْمل عملا لا يَنْفعك، ولا تَغْترّ بامرأة، ولا تَثِق بمال وإن كثر.
….
البلاغة
وتكلّم رَبيعة الرَّأي يومًا فأكثر " وُأعجب بالذي كان منه " وإلى جَنْبه أعرابيٌّ، فالتفتَ إليه، فنطق: ما تَعُدّون
البلاغَة يا أعرابيّ،يا ترى؟ نطق: قِلّة الكلام وإيجاز الصواب، نطق: فما تَعُدّون العِيّ،يا ترى؟ نطق: ما ً كنت فيه من ذ اليوم.فكأنما َأْلقمه حَجرًا
....
قيل للعَتّابي: ما البلاغة،يا ترى؟ نطق: إظهار ما غمَض من الحقّ، وتَصْوير الباطل في صورة الحق.
وقيل لأعرابيّ: مَن َأبلغ الناس،يا ترى؟ نطق: أَسْهَلهم َلفظًا وأحسنهم بَدِيهة.
وقيل لآخر: ما البلاغة،يا ترى؟ فنطق: نشر الكلام بمعانيه إذا َقصُر، وحُسْن التأليف له إذا طال.
وقيل لآخر: ما البلاغة،يا ترى؟ فنطق: َقرْع الحجَّةِ ودُنُوّ الحاجة.
وقيل لآخر: ما البلاغة،يا ترى؟ نطق: الإيجاز في َ غيْر عَجْز، والإطناب في غَيرْ خَطَل.
وقيل لغيره: ما البلاغة،يا ترى؟ نطق: إقلال في إيجاز، وصَواب مع سُرعة جواب.
قيل لليُونانيّ: ما البلاغة،يا ترى؟ نطق: تَصْحيح الأقسام واختيار الكلام.
وقيل لبعضهم: مَن أبلغ الناس،يا ترى؟ نطق: مَن هجر الُفضُول واقتصر على الإيجاز.
وكان ينطق: رسول الرجل مكان رَْأيه، وكِتَابه مكان عَقله.
ونطق جَعفر بن محمد عليه السلام: سُمِّي البليغ بليغًا لأنه يَبلغ حاجتَه بَأهْون سعيه.
وسُئل بعضُ الحكماء عن البلاغة فنطق: مَن أخذ مَعاني كثيرة فأدَاها بألفاظ قليلة، وأخذ معاني قليلة فولّد
منها لفظًا كثيرًا، فه ِ وبَليغ.
ونطقوا: البلاغة ما حَسُن من الشعر المنظوم نثره، ومن الكلام المنثور نَ ْ ظمه.
ونطقوا: البلاغة ما كان من الكلام حَسنًا عند استماعه، مُوجزًا عند بَدِيهته.
وقيل: البلاغة: َلمْحة دالّة على ما في الضَّمير.
ونطق بعضُهم: إذا كفاك الإيجاز فالإكثار عِيّ، وإنما يَحْسن الإيجاز إذا كان هوالبَيان: ولبعضهم
......
باب في آداب الحكماء والفهماء
ومن كلام علّي عليه السلام: فيما يُروى عنه أنه نطق: مَن حَلم ساد، ومن ساد استفاد، ومن استَحيا حُرم،
ومن هاب خاب، ومَن طلب الرّآسة صَبر على السياسة؛ ومَن أبصر عَيْب نفسه عَمِيَ عن عَيب غيره، ومَن
سلَّ سيف البَغْي ُقتل به، ومن احتقر لأخيه بئرًا وَقع فيها، ومَن نَسى زَلَّته استعظم زلّة غيره، ومن هَتَك
حِجاب غيره ْانهتكت عورات بَيته، ومن كابر في الأمور عَطِب، ومن اقتحم اللُّجج َ غ ِ رق، ومن أحب برْأيه
ضَلَّ، ومن استغنى بعَقله ز َ ل، ومن تَجَبَّر على الناس َ ذلَّ، ومن تَعمَّق في العَمَل مَلَّ؛ ومَن صاحَب الأنذال
حُقِّر، ومن جالس الفهماء وَُقر؛ ومن دَخل مَداخل السًوء اتُّهم؛ ومَن حَسَنُ خُلقه، سَهَُلت له طُرُقه؛ ومن
حَسَّنَ كلامَه، كانت اْلهَيْبة أمامَه؛ ومَن خَشي الله فاز؛ ومَن استقاد ا َ لجهْل، تَرك َ ط ِ ريق العَدْل؛ ومَن عهد
أجَله، قَصًر أمله؛ ثم أنشأ يقول:
البَسْ أخاك على عُيوبه ... واسْتُر وغَطِّ على ذُنوبه
واصبر على بَهتِْ السَّفِيهِ ... وللزَّمان على خُطوبه(الكذب والباطل)
ودَع الجوابَ تفض ً لا ... وكِل الظلومَ إلى حَسِيبه
…
ونطق شبيب بن شيبة: اطلبوا الأدب فإنه مادة العقل، ودليل على المروءة، وصاحب في الغربة، ومؤنس في الوحشة، وحلية في المجلس، ويجمع لكم القلوب المتنوعة.
ونطق عبد الملك بن مروان لبنيه: عليكم بطلب الأدب؛ فإنّكم إذا احتجتم إليه كان لكم مالا، وإن استغنيتم عنه كان لكم جمالا.
ونطق بعض الحكماء: افهم أنّ جاها بالمال إنما يصحبك ما صحبك المال، وجاها بالأدب غير زائل عنك.
ونطق ابن المقفّع: إذا أكرمك الناس لمال أولسلطان فلا يعجبك ذلك: فإن الكرامة تزول بزوالها، ولكن ليعجبك إذا أكرموك لدين أوأدب
…
ونطق الفضيل بن عياض: رأس الأدب فهم الرجل قدره.
ونطق سفيان الثّوري: من عهد نفسه لم يضره ما نطق الناس فيه
..
ما وهب الله لا مريء هبة ... أفضل من عقله ومن أدبه
هما حياة الفتى فإن فقدا ... فإن فقد الحياة أحسن به
…
سئل.. ديوجانس أي الخصال أحمد عاقبة،يا ترى؟ نطق: الايمان بالله عز وجل، وبر الوالدين ومحبة الفهماء وقبول الأدب
---
وما حزن احد علي ممات اخية في النساء مثل الخنساء
ونطق الأصمعيًّ: نَظر عمرُ بن الخَطاب إلى الخَنساء وبها نًدوب في وَجْهها، فنطق: ما هذه النُدوب يا خَنْساء،يا ترى؟ نطقت: من طُول البُكاء على أخَوَيّ؛ نطق لها: أخَواك في النار؛ نطقت: ذلك أطْول لِحُزني عليهما، إني كنتُ أشْفِق عليهما من النار، وأنا اليوم أبْكي لهما من النار، وأنشدتْ
وقائلةٍ والنَّعشُ قد فات خَطْوَها ... لِتًدْرِكه: يا لَهْفَ نفسي عَلَى صَخْرِ
ألا ثَكِلت أُمُ الذين غَدَوْا به ... إلى القَبرِ ماذا يَحْمِلون إلى القَبر
---
الطبع
طبع عدة مرات منها:
- مطبعة بولاق سنة 1293 هـ ، وسنة 1302 هـ.
- مطبعة إبراهيم عبد الرازق بمصر سنة 1302 هـ.
- مطبعة شرف بمصر سنة 1305 هـ.
- مطبعة الاستقامة بالقاهرة سنة 1373 هـ ، تحقيق محمد سعد العريان.
- لجنة التأليف والترجمة والنشر بالقاهرة سنة 1359 هـ وثم طبعة ثانية سنة 1367 هـ وثالثة 1383 - 1393 هـ، بشرح وضبط إبراهيم الإبياري وأحمد أمين وأحمد الزين. الطبعة الثالثة ظهرت في ست مجلدات (ومجلد سابع يحوي فهارس وضعه محمد فؤاد عبد الباقي ومحمد رشاد عبد المطلب).
وقد قام محمد شفيع، أستاذ اللغة العربية بجامعة البنجاب الهندية، قام بإصدار كتاب في جزأين عن «العقد الفريد»، أحدهما فهرس تحليلي للنسخ المطبوعة في مصر، والثاني تسليمات وتعليقات ومقارنات بينهما، ونشرها في كلكتة عام 1935 - 1937 م.
مختصرات
للكتاب عدد من المختصرات منها:
- مختصر العقد لأبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن الرياشي المتوفى 570 هـ / 1174 م.
- مختار العقد الفريد تصنيف: عبد الحكم محمد، عبد الخالق عمر، عبد العزيز خليل، محمد الخضري، طبع بالقاهرة 1331 هـ / 1913 م.
- اختيارات من العقد الفريد لفؤاد أفرم البستاني، بيروت 1927 م.
المصادر
- ^ Empty citation (help)
-
^ مجلة آداب الرافدين. 7. Unknown parameter
|الصفحة=
ignored (help); Unknown parameter|التاريخ=
ignored (help); Unknown parameter|العنوان=
ignored (help); Unknown parameter|الناشر=
ignored (help); Unknown parameter|الأول=
ignored (help); Unknown parameter|المسار=
ignored (help); Unknown parameter|الأخير=
ignored (help); Missing or empty|title=
(help) - ^ Empty citation (help)
- ^ Empty citation (help)
- ^ .
- ^ .
- ^ .
- ^ دراسة في مصادر الأدب.
- ^ .