نواف بن نوري الشعلان
الأمير نواف بن النوري بن هزاع بن نايف آل شعلان، من قبيلة الرولة ولد عام 1300هـ/1883م. حكم منطقة الجوف بإسم أبيه عام 1326هـ/1909م وأستمر أميرًا عليها إلى وفاته عام 1338هـ/1918م، وخلفه من بعده أبنه الأمير سلطان الذي سلمها للملك عبدالعزيز آل سعود عام 1340هـ/1921م.
صفاته
يقول عنه عزالدين التنوخي الشهير بشيخ السروجية الذي زار الجوف في عهده:
والأمير نواف شديد التمسك بالدين، فلا يهجر الصلوات الخمس ويأمر قومه بها، يؤدي صلاة الجمعة في دومة الجامع القديم عهده، وينطق أنه عمري بناه عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- ولايزال، كسائر المساجد في صدر الإسلام، مسقوفا بالجريد ومفروشا بالحصى.
وللأمير نواف ولع شديد بسماع الفهم، فقد قرأت له شيئًا كثيرًا من التاريخ والحديث، وقضينا ليالي في قراءة ألف ليلة وليلة وغيرها من أخبار العرب وأخبارهم، وقرأت له مره قصيدة عمروبن كلثوم المعلقة، فكان يتمايل طربًا لمعانيها، لاسيما بما يتعلق بالحماسة، ويلتفت إلى حاشيته قائلاً «اسمعوا أيش تقول أجدادنا العرب».
وكنت أسأله عن كثير من الحدثات اللغوية فكان يجيبني بلا تردد عن معانيها، لأن البدولازالوا يستعملونها مثل رحى، وثفال ولهوه وقرى.
وقد أمتدح التنوخي الأمير نواف الشعلان عندما زار الجوف بعهده عام 1332هـ ورأى منظر النخيل فنطق في بيتين:
- لعمري زرت الديار وأهلها
- وطفت فيها حتى دعيت بطواف
- فلم ارى مثل الجوف يزهوبنخله
- ًلم ارى حاكما فيها مثل نواف
حكمه
عندما أستعاد الأمير نواف الجوف اتى ومعه خمس وثلاثون جندياً فقط من العبيد الشباب، الذين لم يضعوا أسلحتهم الجاهزة للأستعمال جانباً منذ وصولهم.
علاقتة بوالده
كانت علاقتة مع والده متوترة بسبب تأخر الأمير النوري لنصرة ابنه الأمير نواف ولهذا السبب تأخر نصره على أعداءه والمعارضين له.
ممانطقه ألويز موزيل
أبلغني طراد بن سطام الذي سلم رسالة نواف لوالده، حتى نواف كان على حافة اليأس لأن والده لم يرسل له السلاح والمال والمؤن. ورفض أيضاً السماح لأمه بزيارته، ومعها ابنه الصغير سلطان. وتوسل إلى طراد حتى أحاول إقناع الأمير النوري بالتخلي عن عناده ومساعدة ابنه نواف. وبعدها خط النوري لمولى ابن سبهان الذي كان يسيطر على حصن خذما وحصن مارد، وطلب منه الحضور إليه لمناقشة كيفية تسليم هذه المنطقة له، لأنه يرغب في الاستيلاء على الجوف وما حولها من البلدات والقلاع، إما بالتفاوض أوبالقوة، وإذا لم يحضر فسيعتبر ذلك منه عداء وإعلاناً للحرب. وبعد مغادرتي لخيمة الأمير اتى رسول من الأمير سعود ابن رشيد مع رسائل تنشد السلام. وكان عبيد الأمير النوري وجميع الرولة ينادون بالحرب، ويرغبون في مساعدة الأمير نواف وكانوا على فهم بالخلاف بين الأمير النوري وابنه نواف، وكانوا يتسقطون حتى يجدد النوري اتفاقيته مع ابن رشيد، ولكنهم انقلبوا على الرسول المسكين، الذي اتى بالهدايا والاقتراح بإحلال السلام، فأهانوه، وهددوه بأنه لن ينجوا أويفلت من أيديهم حياً، وأنبهم النوري على سلوكهم مع الرسول، وعاقب اثنين من عبيده. وبعد يومين أُطلق الرسول، محملاً بالرسائل الكثيرة. واتى الآن أحد عبيد زامل بن سبهان وزير ابن رشيد بصحبته ثلاثة رجال وكلهم يرتدون ملابس حريرية، واستقبلهم الأمير بحفاوة، وأقاموا عنده ثمانية أيام، فذبح لهم، وجدد ميثاق السلام مع ابن رشيد فيما يخصه هوفقط وتحت شروط متعددة. ومضى عبد ابن سبهان إلى الجوف للتفاوض مع نواف الجوف.
ذريته
- الأمير سلطان (حاكم الجوف من بعده)
- الأمير فواز شيخ الروله
- الإمير نواش
- الأمير نايف
- الأميرة حصة
- الأميرة فضة
- الأميرة فوز
- الأميرة نوف
- الأميرة نورة
وفاته
توفي الأمير نواف ابن شعلان عام 1340هـ وفاة طبيعية ودفن في عذرا وهذا يعني انه توفي قبل وفاة أبيه الأمير النوري بأكثر من عشرين سنة.
مآثره
بنى الأمير نواف الشعلان قصرين في منطقة الجوف الأول قصره المهيب بكاف بالقريات الذي أنشغل ببناءه عدة سنوات حتى تم بناءه عام 1338هـ/1918م ولايزال شامخا هناك إلى الآن.
أما الاخر ويقع في سكاكا وتم هدمه بحجة إقامة منتزه في عام 1392هـ.
المراجع
- ^ قبيلة الرولة في التاريخ، فايز دميثان الرويلي
- ^ الرحلة التنوخية رحلة عزالدين التنوخي من الزرقاء للقريات، ص45
- ^ في الصحراء العربية، ألويز موزيل
- ^ الجوف وادي النفاخ، عبدالرحمن أحمد السديري ص156