إغاثة الأمة بكشف الغمة
إغاثة الأمة بكشف الغمة، هوكتيّب صغير من خير ما خط الإمام المقريزي عمقاً وفهماً ويتناول فيه تاريخ المجاعات التي نزلت بمصر منذ أقدم العصور إلى عام 808هـ/1405 , وهي السنة التي ألف فيها الأمام المقريزي هذا الكتاب , وقد طبع هذا الكتاب في القاهرة عام 1940 بتحقيق محمد مصطفى زيادة , وجمال الدين الشيال , ثم أُعيد طبعة عام 1957 , وطبع طبعة دمشقية عن دار ابن الوليد عام 1956 بتحقيق الدكتور بدر الدين السباعي , وعن مؤسسة ناصر للثقافة في بيروت عام 1980 , ولكن هذة الطبعات المتعددة بالبحث والتمحيص وُجد أنها لم تقدم دراسة وافية عن الإمام المقريزي ومدى تفرده في حديثة عن الجانب الأقتصادي وأبعاده على الجانب الأجتماعي , وتحليل الأحداث والوصول إلى الأسباب التي أدت لمثل هذة المجاعات .
أراد المقريزي في كتابه إغاثة الأمة بكشف الغمة أو"تاريخ المجاعات في مصر"، الحديث عن الأزمات الاقتصادية والمجاعات التي عاشتها مصر، ليصور لنا ما لاقته معظم فئات الشعب والجماهير المصرية من ضروب المحن والمآسي، في غفلة من الحكام، الذين فضل معظمهم الابتعاد عن الجماهير ، وجعلوا جميع همهم في جني الأموال وتحصيلها والإكثار منها، والاحتفاظ بالسلطة والحكم بمختلف الوسائل الأخلاقية وغير الأخلاقية، ومهما حل بالشعب من آلام ومصائب.
واستطاع المقريزي حتى يحدد الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه المآسي والمجاعات ووصفها واحداً واحداً لتلافيها وعدم الوقوع فيها مرة ثانية. لقد عدد الكثير من المجاعات التي ألمت بمصر وأوضح صورها وأسبابها وحمّل مسؤولية هذه المجاعات للحكام الغافلين عن مصالح العباد، والغارقين في ملذات الدنيا وعبثها (ذكر منها قرابة ستاً وعشرين مجاعة).
لقد كانت وسائل الإنتاج بسيطة، حيث كان يسود في المدينة الإنتاج الحرفي مع أدواته البسيطة، وتمركزه الضعيف ورأسماله القليل، أما في الريف فلم تكون وسائل الإنتاج تعدوالمألوف من محاريث يدوية وأوائل زراعية تقليدية. ويوضح المقريزي بأن المصائب والمحن تعاظمت على الناس في مصر بحيث ضن الناس حتى هذه المحن لمقد يكون فيما مضى مثلها ولا مر الزمان في شبهها، حتى أنهم نطقوا لا يمكن زوالها، وغفلوا حتى ما بالناس هوناتج من سوء تدبير الزعماء والحكام، وغفلتهم عن النظر في مصالح العباد، وما هذه الأزمة التي تمر بها مصر حالياً إلا كما مر من الأزمات والمصائب والمحن التي مرت بها فيما مضى من الأزمات.
وحاول المقريزي حتى يذكر من الأزمات والمحن والمجاعات التي مرت بها مصر فيما مضى، ما يتضح به أنها كانت أشد وأصعب من هذه المحن التي نزلت بالناس في هذا الزمان بأضعاف مضاعفة، حتى ولوكانت الأزمة الحالية مشاهدة والماضية خبراً.
وأكد المقريزي على حتى المحن والأزمات تتعاقب على هذا الكون منذ بداية الخليقة وفي سائر الأقطار والبلدان، وهويحاول حتى يوضح في كتابه هذا ما حل بمصر وشعب مصر من المجاعات منذ آدم عليه السلام وإلى الزمن الحاضر " الذي عاشه " وهويعود إلى التاريخ ويحاول حتى يوضح ويذكر أبرز ما وقع لشعب مصر من المصائب على مر العصور. ويذكر على لسان الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه في كتابه أخبار مصر لما قبل الإسلام، ( حتى أول غلاء سقط بمصر كان في عهد الملك السابع عشر من ملوك مصر قبل الطوفان . ومسماه افروس بن مناوش الذي كان طوفان نوح عليه السلام في زمنه ، على قول ابن هرجيب بن شلهوب، وكان سبب الغلاء ازدياد الأمطار وقلة ماء النيل، فعقمت البهائم ، وسقط الموت فيها لما أراده الله سبحانه وتعالى من هلاك العالم بالطوفان.
الخلاصة ان الغلاء
أما بسبب طبيعي -قلة الماء والفياضانات وغيرها
أوسوء التدبير من الحكام