ليلى الأخيلية
ليلى الأخيلية, هي ليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية من بني عقيل من عامر بن صعصعة (توفيت حوالي عام 704م، 80 هجرية) شاعرة عربية عهدت بجمالها وقوة شخصيتها وفصاحتها عاصرت صدر الإسلام والعصر الأموي عهدت بعشقها المتبادل مع توبة بن الحُمَير. لها الكثير من دواوين الشعر في العشق والرثاء وجم ذلك الرثاء فيمن تعشقة وهوتوبةالخفاجى ، كان بينها وبين الشاعر النابغة الجعدي مهاجاة. توفيت في ساوة بما يعهد اليوم بمحافظة المثنى في العراق عندما كنت في طريقها إلى الري في إيران.
وصلات خارجية
- معلومات عن ليلى الأخيلية1
حدثنى أبوبكر بن الأنبارى نطق حدثنى أبى نطق أبلغنا أحمد بن عبيد عن أبى الحسن المدائنى عمن حدثه عنمولى لعنبسة بن سعيد بن العاصى نطق: كنت أدخل مع عنبسة بن سعيد بن العاصى إذا ولج على الحجاج، فدخل يوما فدخلت إليهما وليس عند الحجاج أحد إلا عنبسة، فأعدنى فجىء الحجاج بطبق فيه رطب، فأخذ الخادم منه شئاً فاتىنى به، ثم جىء بطبق آخر حتى كثرت الأطباق، وجعل لا يأتون بشيء إلا اتىنى منه بشىء، حتى ظننت حتى ما بين يديى أكثر مما عندهما؛ ثم اتى الحاجب فنطق: امرأة بالباب،يا ترى؟ فنطق له الحجاج: أدخلها، فدخلت، فلما رآها الحجاج طأطأ رأسه حتى ظننت حتى ذقنه قد أصاب الأرض، فاتىت حتى قعدت بين يديه، فنظرت فإذا امرأة قد أسنت حسنة الخلق ومعها جاريتان لها، وإذا هى ليلى الأخيلية، فسألها الحاجاج عن نسبها فانتسبت له؛ فنطق لها: يا ليلى، ما أتى بك،يا ترى؟ فنطقت: إخلاف النجوم، وقلة الغيوم؛ وكلب البرد، وشدة الجهد، وكنت لنا بعد الله الرفد. فنطق لها: صفى لنا الفجاج؛ فنطقت: الفجاج مغبرة، والأرض مقشعرة؛ والمبرك معتل، وذوالعيال مختل، والهالك للقل؛ والناس مسنتون، رحمة الله يرجون؛ وأصابتنا سنون مجحفة مبلطة، لم تدع لنا هبعاً، ولا ربعا؛ ولا عافطة ولا نافطة؛ أمضىت الأموال، ومزقت الرجال، وأهلكت العيال؛ ثم نطقت: إنى قلت فى الأمير قولا؛ نطق: هاتى؛ فأنشأت تقول
حجاج لا يقلل سلاحك إنها الم ... نايا بكف الله حيث تراها
أحجاج لا تعطى العصاة مناهم ... ولا الله يعطى دائها فشفاها
إذا هبط الحجاج أرضاً مريضةً ... تتبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذى بها ... غلام إذا هز القناة سقاها
سقاها فرواها بشرب سجاله ... دماء رجال حيث مال حشاها
إذا سمع الحجاج زر كتيبةٍ ... أعد لها قبل النزول قراها
أعد لها مسمومةً فارسية ... بأيدي رجال يحلبسون صراها
فما ولد الأبكار والعون مثله ... ببحر ولا أرضٍ يجف ثراها
نطق: فلما نطقت هذا البيت نطق الحجاج: قاتلها الله! والله ما أصاب صفتى شاعر مذ دخلت العراق غيرها، ثم التفت إلى عنبسة بن فنطق: والله إنى لأعد للأمر عسى ألاقد يكون أبداً؛ ثم التفت إليها فنطق: حسبك؛ نطقت: إنى قد قلت أكثر من هذا؛ نطق: حسبك! ويحك حسبك! ثم نطق: يا غلام، امضى إلى فلان فقل له: ابتر لسانها؛ فمضى بها فنطق له: يقول لك الأمير: ابتر لسانها؛ نطق: فأمر بإحضار الحجاج، فالتفتت إليه فنطقت: ثكلتك أمك! أما سمعت ما نطقه، إنما أمرك حتى تبتر لسانى بالصلة؛ فبعث إليه يستئبته؛ فاستشاط الحجاج غضبا وهم ببتر لسانه ونطق: ارددها، فلما دخلت عليه نطقت: كاد وأمانة الله يبتر مقولى، ثم أنشأت تقول:
حجاج أنت ا لذى ما فوقه أحد ... إلا الخليفة والمستغفر الصمد
حجاج أنت شهاب الحرب إذا لقحت ... وأنت للناس نورفى الدجى يقد
ثم أقبل الحجاج على جلسائه فنطق: أتدرون من هذه،يا ترى؟ نطقوا: لا والله أيها الأمير، إلا أنا لم نر قط أفصح لسانا، ولا أحسن محاورة، ولا أملح وجها، ولا أرصن شعراً منها! فنطق: هذه ليلى الأخيلية التى توفي توبة الخفاجى من حبها! ثم التفت إليها فنطق: أنشدينا يا ليلى بعض ما نطق فيك توبة؛ نطقت: نعم أيها الأمير، هوالذى يقول:
وهل تبكين ليلى إذا مت قبلها ... وقام على قبرى النساء النوائح
كما لوأصاب الموت ليلى بكيتها ... وجاد لها دمع من العين سافح
وأغبط من ليلى بما لا أناله ... بلى جميع ما قرّت به العين طائح
ولوحتى ليلى الأخيلية سلمت ... على ودونى جندل وصفائح
أسلمت تسليم البشاشة أوزقا ... إليها صدى من جانب القبر صائح
فنطق: زيدينا من شعره يا ليلى؛ نطقت: هوالذى يقول:
حمامة بطن الواديين ترنمى ... سقاك من الغر الغوادى مطيرها
أبينى لنا لا أزال ريشك ناعماً ... ولا زلت فى خضراء غض نضيرها
أبينى لا زال ليلى تبرقعت ... فقد وابنى منها الغداة سفورها
وقد رابنى منها صدود رأيته ... وإعراضها عن حاجتى وبسورها
وأشرف بالقور اليفاع لعلنى ... أرى نار ليلى أويرانى بصيرها
يقول رجال لا يضيرك نأيها ... بلى جميع ما شف النفوس يضيرها
بلى قد يضير العين حتى تكثير البكا ... ويمنع منها نومها وسرورها
وقد زعمت ليلى بأنى فاجر ... لنفسى تقاها أوعليها فجورها
فنطق الحجاج: يا ليلى، ما الذى رابه من سفورك،يا ترى؟ فنطقت: أيها الأمير، كان يلم بى كثيراً، فأوفد إلى يوما أنى آتيك؛ وفطن الحى فأرصدوا له؛ فلما أتانى سفرت عن وجهى؛ عملم أ، ذلك لشر فلم يزد على التسليم والرجوع؛ فنطق: لله درك! فهل رايت منه شيئاً تكرهينه،يا ترى؟ فنطقت: لا والله الذى أسأله حتى يصلحك، غير أنه مرة قولا ظننت أنه قد خضع لبعض الأمر، فأنشأت تقول:
وذى حاجةٍ قلنا له لا تبح بها ... فليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحب لا ينبغى حتى نخونه ... وأنت لأخرى صاحب وحليل
فلا والله الذى أسأله حتى يصلحك، ما رأيت منه شيئا حتى فرت الموت بينى وبينه؛ نطق: ثم مه! نطقت: ثم لم يلبث حتى خرج فى غزاة له فأوصى ابن عم له: إذا أتيت الحاضر من بنى عبادة فناد بأعلى صوتك
عفا الله عنها هل أبيتن ليلةً ... من الدهر لا يسرى إلى خيالها
وأنا أقول:
وعنه عفا ربى وأحسن حاله ... فعزت علينا حاجة لا ينالها
نطق: ثم مه! نطقت: ثم لم يلبث حتى توفي فأتانا نعيه؛ فنطق: أنشدينا بعض مراثيك فيه؛ فأنشدت:
لتبك عليه من خفاجة نسوة ... بماء شؤون العبرة المتحدر
نطق لها: فأنشدينا، فأنشدته:
كأن فتى الفتيان توبة لم ينخ ... قلائص يفحصن الحصى بالكراكر
فلما فرغت من القصيدة نطق محصن الفقعسي - وكان من جلساء الحجاج - : من الذى تقول هذه هذا فيه،يا ترى؟ فوالله إنى لأظنها كاذبة؛ فنظرت إليه ثم نطقت: أيها الأمير، إذا هذا القائل لورأى توبة لسره ألا تكون فى داره عذراء إلا هى حامل منه؛ فنطق الحجاج: هذا وأبيك الجواب وقد كنت عنه غنياً، ثم نطق لها: سلى يا ليلى تعطى؛ نطقت: أعط فمثلك منح فأحسن؛ نطق: لك عشرون؛ نطقت: زد فمثلك زاد فأجمل؛ نطق: لك أربعون؛ نطقت: زد فمثلك زاد فأكمل؛ نطق: لك ثمانون؛ نطقت: زد فمثلك زاد فتمم؛ نطق: لك مائة، وافهمى أنها غنم؛ نطقت: معاذ الله أيها الأمير! أنت أجود جودا، وأمجد مجدا، وأورى زندا، من حتى تجعلها غنما؛ نطق: فما هى ويحك يا ليلى،يا ترى؟ نطقت: مائة من الإبل برعاتها؛ فأمر لها بها، ثم نطق: ألك حاجة بعدها،يا ترى؟ نطقت: تدفع إلى النابغة الجعدى نطق: قد عملت، وقد كانت تهجوه ويهجوها؛
--
المصدر
الكتاب : الأمالي
المؤلف : أبوعلي النطقي
