الأحنف بن قيس
الأحنف بن قيس
هوالضحاك بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبادة بن تميم التميمى، المعروف بالأحنف.. ولد الأحنف في البصرة سنة (619 م) وأدرك عهد النبى صلى الله عليه وسلم ولم يصحبه وشهد بعض الفتوحات منها قاسان والتيمرة .. ولما أتى النبى صلى الله عليه وسلم بنى تميم يدعوهم إلى الإسلام كان الأحنف فيهم ولم يجيبوا إلى اتباعه فنطق لهم الأحنف: إنه ليدعوكم إلى مكارم الأخلاق وينهاكم عن ملائمها فأسلموا، وأسلم الأحنف ولم يفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمَّا كان زمن عمر ابن الخطاب رضى الله عنه وفد عليه.. وكان من جُلَّة التابعين وأكابرهم وكان سيد قومه موصوفا بالعقل والدهاء والفهم، وكان يُضرب به المثل في الحلم.. وخط عمربن الخطاب رضى الله عنه إلى أبى موسى الأشعرى وَالِى البصرة أما بعد فأدن الأحنف وشاوره واسمع منه.. واعتزل الأحنف الفتنة يوم الجمل ثم شهد صِفِّين مع على رضى الله عنه ولمَّا انتظم الأمر لمعاوية رضى الله عنه عاتبه فأغلظ الأحنف في الجواب، فسُئل معاوية عن صبره عليه فنطق: هذا الذى إذا غضب غضب له ألف لا يدرون فيما غضب.. وولى خراسان وكان صديقًا لمصعب بن الزبير أمير العراق.. وقد سُئل الأحنف عن الحلم ما فنطق: هوالذل مع الصبر، وكان يقول إذا عجب الناس من حلمه: إنى لأجد ما تجدون ولكنى صبور.. ومن أقواله: عجبت لمن جرى في مجرى البول كيف من الممكن أن يتكبر، وكان يقول أكرموا سفهاءكم فإنهم يكفونكم العار والنار.. وروى الأحنف عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب رضى الله عنهم، وروى عنه الحسن البصرى وأهل البصرة.. وقد تُوفى الأحنف بن قيس سنة (72هـ)..
من أقواله
جل من أهل البصرة عن رجل من بني تميم نطق: حضرت مجلس الأحنف بن قيس وعنده قوم مجتمعون في أمرهم، فحمد الله وأثنى عليه ثم نطق: إذا الكرم، منع الحرم، ما أقرب النقمة من أهل البغي، لا خير في لذة تعقب ندماً، لن يهلك من قصد، ولن يفتقر من زهد، وخير القول ما صدقه العمل؛ رب هزل قد عاد جدا، من أهل الزمان خانه، ومن تعظم عليه أهانه، دعوا المزاح فإنه يورث الضغائن، وخير القول ما صدقه العمل، احتملوا لمن أدل عليكم، وأقبلوا عذر من اعتذر اليكم، أطلع أخاك وإن عصاك، وصله وإن جفاك، أنصف من نفسك قبل حتى ينتصف منك، وإياكم ومشاورة النساء وافهم حتى كفر النعمة لؤم، وصحبة الجاهل شؤم، ومن الكرم، حتى الوفاء بالذمم، ما أقبح القطيعة بعد الصلة، والجفاء بعد اللطف، والعداوة بعد الود، لا تكونن على الاساءة أقوى منك على الاحسان، ولا الى البخل أسرع منك الى البذل. وافهم ان لك من دنياك، ما أصلحت به مثواك، فأنفق في حق، ولا تكونن خازناً لغيرك. وإذا كان الغدر في الناس موجوداً، فالثقة بكل أحد عجز، اعهد الحق لمن عهده لك. وافهم حتى قطيعة الجاهل، تعدل صلة العاقل، نطق: فما رأيت كلاماً ابلغ منه، فقمت وقد حفظته
المصدر
الأمالي للنطقي الجزء الثاني ص 24 طابعة الهيئة العامة المصرية للكتاب
- المؤلف : أبوعلي النطقي
صفاتة
- كان رجل شديد الحلم ورع وقيل له ممن درست الحلم نطق من قيس بن عاصم
المصادر
موسوعة الحضارة الأسلامية