قبة الصخرة بالإنجليزية Dome of the Rock، هي أحد أبرز المعالم الإسلامية في فلسطين، أمر ببنائها الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان وتم تشييدها بين عامي 66 هـ/685 م و72 هـ/691 م. تقع قبة الصخرة في حرم المسجد الأقصى في مدينة القدس. أقيمت القبة على الصخرة التي عرج بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى في ليلة الإسراء والمعراج.

التاريخ

بنى هذه القبة المباركة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86هـ/ 684-705م)، حيث بدأ العمل في بنائها سنة 66هـ/ 685م، وتم الفراغ منها سنة 72هـ/ 691م. وقد اشرف على بنائها المهندسان العربيان راتى بن حيوة وهومن بيسان فلسطين ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان وهومن القدس. وقد وضع تصميم مخطط قبة الصخرة المشرفة على أسس هندسية دقيقة ومتناسقة تدل على مدى إبداع العقلية الهندسية الإسلامية، حيث اعتمد المهندس المسلم في تصميم هيكلها وبنائها على ثلاث دوائر هندسية ترجمت بعناصر معمارية لتشكل فيما بعد هذا المفهم والصرح الإسلامي العظيم. وما العناصر المعمارية الثلاثة التي اتىت محصلة تقاطع مربعين متساويين فهي: القبة التي تغطي الصخرة وتحيط بها، وتثمينتين داخلية وخارجية تحيطان بالقبة نتج فيما بينهما رواق داخلي على شكل ثماني الأضلاع.

النزاع حول البناء

لقد بات معروفاً تماماً أنه تم الفراغ من بناء قبة الصخرة المشرفة عام 76هـ/ 691م أي في فترة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86هـ/ 684-705م)، وذلك حسب النص المادي والموجود حتى يومنا الحاضر والذي يتمثل بالنقش التذكاري المعمول من الفسيفساء الممضىة بالخط الكوفي الأموي والواقع أعلى التثمينة الداخلية للقبة في الجهة الشرقية الجنوبية منها. يقول النص (( .. بنى هذه القبة عبدالله الإمام المأمون أمير المؤمنين في سنة اثنتين وسبعين تقبل الله منه ..)) وهنا لا للقارئ حتى يتساءل كيف من الممكن أن تداخل اسم "المأمون" الخليفة العباسي (198-218 هـ/ 813 – 833م) مع التاريخ 72 هـ.

والجواب هنا أنه أثناء أعمال الترميم التي جرت في فترة الخليفة العباسي المأمون ، قام أحد الفنيين بتغيير اسم عبد الملك الخليفة الأموي مؤسس وباني قبة الصخرة، ووضع مكانه اسم "المأمون" ولكنه نسي حتى يغير التاريخ حيث تم اكتشاف الأمر بسهولة.

ولكننا نقول حتى ولوتم تغيير التاريخ فإنه من الصعب القبول به: ذلك حتى التحليل المعماري لمخطط قبة الصخرة يعود بعناصره وزخارفه إلى الفترة الأموية وليست العباسية إضافة إلى ما ورد في المصادر التاريخية من نصوص تؤكد حتى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان هونفسه الذي قام ببناء هذه القبة وصرف على بنائها خراج مصر لسبع سنين.

فلوأجرينا حسابات للمبالغ الطائلة التي أنفقت لبناء هذا المفهم الحضاري، والذي رصد لبنائه خراج أكبر ولاية إسلامية (مصر) ولمدة سبع سنوات فإننا سنجدها اليوم تقدر بملايين الدولارات. وإن دل هذا على شيء فإنما يشير على الاستقرار والرخاء الذي كان يعم الخلافة الإسلامية في الفترة الأموية والتي تعكس تأثير القوة الاقتصادية لهذه الخلافة الإسلامية الحديثة أمام الإمبراطوريتين العظميين البيزنطية والفارسية في ذلك الوقت .

وكذلك حسب ما اتى في الصفحة 188 من كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي، الجزء الأول، حيث يقول:

(( ..السنة السابعة من ولاية عبد العزيز بن مروان على مصر وهي سنة اثنتين وسبعين – فيها بنى عبد الملك بن مروان قبة الصحرة بالقدس والجامع الأقصى، وقد ذكرناه في الماضية، والأصح أنه في هذه السنة، وسبب بناء عبد الملك حتى ان عبد الله بن الزبير لما نادى لنفسه بمكة فكان يخطب في أيام منى وعهدة وينال من عبد الملك ويذكر مثالب بني أمية، ويذكر حتى جده الحكم كان طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعينه، فمال أكثر أهل الشام إلى ابن الزبير، فمنع عبد الملك الناس من الحج فضجوا، فبنى لهم القبة على الصخرة والجامع الأقصى ليصرفهم بذلك عن الحج والعمرة، فصاروا يطوفون حول الصخرة كما يطوفون حول الكعبة وينحرون يوم العيد ضحاياهم، وصار أخوه عبد العزيز بن مروان صاحب مصر يعهد بالناس بمصر ويقف بهم يوم عهدة.))

أسباب البناء

السبب الديني

عند محاولة تحليل السبب خلف بناء قبة الصخرة بهذه الفخامة والعظمة، فمما لا ريب فيه حتى السبب المباشر في بناء هذه القبة هوالسبب الديني حيث لولا وجود "الصخرة" بالتحديد التي عرج عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسب ما مثبت في العقيدة الإسلامية لما ورد في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والروايات التاريخية المنقحة، فلولا وجود هذه الصخرة كرمز ديني إسلامي ارتبطت بمعجزة الإسراء والمعراج لما قدم الخليفة عبد الملك بن مروان ليشيد هذه القبة فوقها.

السبب السياسي

وكان مدينة بيت المقدس هي الأخرى مدينة مقدسة عند المسلمين. وقد أصبح العرب من القرن الثامن الميلادي يؤلفون الكثرة الغالبة من سكانها. وأراد الخليفة عبد الملك بن مروان حتىقد يكون فيها مسجد للمسلمين لا يقل فخامة عن كنيسة القبر المقدس حين جددت بعد حتى دمرها كسرى أبرويز، فاستخدم خراج مصر في تشييد عدة صروح تعهد في مجموعها باسم الحرم الشريف، وشيد في الطرف الجنوبي من المدينة (691-694) المسجد الأقصى. وقد دمر زلزال هذا المسجد في عام 746، ثم أعيد بناؤه في عام 785، وأدخلت عليه فيما بعد تعديلات كثيرة، ولكن القبلة لا تزال كما كانت في أيام عبد الملك، كما حتى معظم العمد مأخوذ من بازيليكا جستنيان التي كانت قائمة في أورشليم. ويرى المقدسي حتى بيت المقدس أجمل من المسجد الأموي العظيم المقام في دمشق، ويقول المسلمون إذا النبي (صلى الله عليه وسلم) قد التقى فيهِ بإبراهيم، وموسى، وعيسى، وأنه صلى فيه معهم، وانه رأى بالقرب منه الصخرة (التي يعتقد بنوإسرائيل أنها "سرة الدنيا") والتي أراد إبراهيم حتى يضحي عندها بإسحق (حسب المعتقد اليهودي)، والتي تلقى عندها موسى تابوت العهد^{[بحاجة لمصدر]}(بالرغم من حتى موسى لم يدخل فلسطين)، والتي شاد عندها سليمان وهيرود هيكلهما. ويؤمن المسلمون حتى النبي محمد صعد عندها إلى السماء، بل ويعتقد بعض المسلمين حتى الإنسان لوأوتي إيماناً قوياً لأبصر في الصخرة أثار قدميه.

وما حتى استولى عبد الله بن الزبير، في عام 684، على مكة وما يدخل فيها من إيراد الحج، أراد عبد الملك حتى يجتذب إلى الشام أموال الحج، وأن يحج الناس إلى الصخرة بدلاً من حتى يحجوا إلى الكعبة، فأقام صناعه على بناء هذه التحفة التاريخية (691) "قبة الصخرة" الشهيرة على الطراز البيزنطي-السوري، وسرعان ما أضحت هذه القبة "رابعة عجائب العالم الإسلامي" (والثلاث الأخرى هي مساجد مكة والمدينة ودمشق). ولم يكن هذا البناء في أول امره مسجداً، بل كان حرماً مقدساً حول الصخرة؛ وقد أخطأ الصليبيون مرتين حين أطلقوا عليه اسم "مسجد عمر". ويبلغ ازدياد القبة 112 قدماً، وهي قائمة على بناء ذي ثمانية أضلاع مشيد من الحجارة المربعة. ويبلغ محيط هذا البناء 528 قدماً. والقبة نفسها مصنوعة من الخشب ومغطاة من الخارج بالنحاس الأصفر الممضى ذي النقوش البارزة. وللبناء أربعة أبواب جميلة-عتباتها مصفحة بالبرونز-تؤدي إلى الداخل الذي تقسمه صفوف من العمد المتخذة من المرمر المصقول، متتالية ومتحدة في المركز، إلى أشكال مثمنة الأضلاع جميع منها أصغر من الذي في خارجه. وهذه العمد الفخمة من الآثار الرومانية القديمة، وتيجانها بيزنطية الطراز. وتمتاز الأجزاء التي بين العقود بما فيها من بتر الفسيفساء، التي تصور أشجاراً لا تقل في جمالها عن تصوير كوربيه Courbet. وأجمل من هذا على جماله فسيفساء الجزء الأسفل من القبة. وعلى الطنف التي فوق العمد الخارجية نقش بالخيط الكوفي ذوحروف صفراء على بتر من القرميد زرقاء، أمر به صلاح الدين في عام 1187، وهومثل جميل رائع من هذه الزخرفة المعمارية الفذة. وتحيط العمد بهذه الصخرة الضخمة غير المنتظمة الشكل التي يبلغ محيطها مائتي قدم. وقد وصفها المقدسي بقوله:

"فإذا بزغت عليها الشمس أشرقت القبة، وتلألأت المنطقة، ورأيت شيئاً عجيباً. وعلى الجملة لم أر في الإسلام ولا سمعت حتى في الشرق مثل هذه القبة"(80).

وقد أخفق عبد الملك فيما كان يسعى من إحلال هذه الصخرة عند المسلمين محل الكعبة، ولوأنه نجح فيما كان يبتغيه في حتى يجعل بيت المقدس مركز الأديان الثلاثة التي كانت تتنافس في الاستحواذ على روح الإنسان في العصور الوسطى.

وقد أورد اليعقوبي هذا السبب، واتهم فيه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بنية تحويل قبلة الحجاج عن الكعبة المشرفة في مكة المكرمة إلى الصخرة في بيت المقدس مانعاً في ذلك مبايعة الحجاج لعبد الله بن الزبير في مكة. إذ لا يخفى عن بال جميع فطين شيعية المؤرخ اليعقوبي ومدى معارضته للخلافة الأموية التي أكثر من تشويه صورتها لقاء الخلافة العباسية.

رواية ابن كثير في "البداية والنهاية"

نطق ابن كثير في البداية والنهاية - الجزء الثامن، سنة 66 هـ فصل (مسير ابراهيم بن الأشتر الى عبيد الله بن زياد ):

عبد الله بن الزبير كان قد استولى على مكة وكان يخطب في أيام منى وعهدة ومقام الناس بمكة وينال من عبد الملك ويذكر مساوى بنى مروان ويقول إذا النبى ص لعن الحكم وما نسل وأنه طريد رسول الله ص ولعينه وكان يدعوإلى نفسه وكان فصيحا فمال معظم أهل الشام إليه وبلغ ذلك عبد الملك فمنع الناس من الحج فضجوا فبنى القبة على الصخرة والجامع الأقصى ليشغلهم بذلك عن الحج ويستعطف قلوبهم وكانوا يقفون عند الصخرة ويطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة وينحرون يوم العيد ويحلقون رؤسهم ففتح بذلك على نفسه بأن شنع ابن الزبير عليه وكان يشنع عليه بمكة ويقول ضاهى بها عمل الأكاسرة في إيوان كسرى والخضراء كما عمل معاوية ولما أراد عبد الملك عمارة بيت المقدس وجه إليه بالأموال والعمال ووكل بالعمل راتى بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه وجمع الصناع من أطراف البلاد وأوفدهم إلى بيت المقدس وأوفد إليه بالأموال الجزيلة الكثيرة وأمر راتى بن حيوة ويزيد ان يفرغا الأموال إفراغا ولا يتوقفا فيه فبثوا النفقات وأكثروا فبنوا القبة فاتىت من أحسن البناء وفرشاها بالرخام الملون وعملا للقبة جلالين أحدهما من اليود الأحمر للشتاء وآخر من أدم للصيف وحفا القبة بأنواع الستور وأقاما لها سدنة وخداما بأنواع الطيب والمسك والعنبر والماورد والزعفران ويعملون منه غالية ويبخرون القبة والمسجد من الليل وجعل فيها من قناديل المضى والفضة والسلاسل المضى والفضة شيئا كثيرا وجعل فيها العود القمارى المغلف بالمسك وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة وكانوا إذا أطلقوا البخور شم من مسافة بعيدة وكان إذا عاد الرجل من بيت المقدس إلى بلاده توجد منه رائحة المسك والطيب والبخور أياما ويعهد أنه قد أقبل من بيت المقدس وأنه ولج الصخرة وكان فيه من السدنة والقوم القائمين بأمره خلق كثير ولم يكن يومئذ على وجه الأرض بناء أحسن ولا أبهى من قبة صخرة بيت المقدس بحيث إذا الناس التهوا بها عن الكعبة والحج وبحيث كانوا لا يلتفتون في موسم الحج وغيره إلى غير المسير إلى بيت المقدس وافتن الناس بذلك افتنانا عظيما وأتوه من جميع مكان وقد عملوا فيه من الأشارات والعلامات المكذوبة شيئا كثيرا مما في الآخرة فصوروا فيه صورة الصراط وباب الجنة وقدم رسول الله ص ووادى جهنم وكذلك في أبوابه ومواضع منه فاغتر الناس بذلك وإلى زماننا وبالجملة حتى ضخرة بيت المقدس لما فرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه الأرض ومنظرا وقد كان فيها من الفصوص والجواهر والفسيفساء وغير ذلك شىء كثير وأنواع باهرة ولما فرغ راتى بن حيوة ويزيد بن سلام من عمارتها على أكمل الوجوه فضل من المال الذى أنفقاه على ذلك ستمائة ألف مثنطق وقيل ثلاثمائة ألف مثنطق فخطا إلى عبد الملك يخبرانه بذلك فخط إليهما قد وهبته منكما فخطا إليه إنا لواستطعنا لزدنا في عمارة هذا المسجد من حلى نسائنا فخط إليهما إذ أبيتما حتى تقبلاه فأفرغاه على القبة والأبواب فما كان أحد يستطيع حتى يتأمل القبة مما عليها من المضى القديم والحديث فلما كان في خلافة أبى جعفر المنصور قدم بيت المقدس في سنة أربعين ومائة فوجد المسجد خرابا فأمر حتى يقلع ذلك المضى والصفائح التى على القبة والأبواب وأن يعمروا بها ما تشعت في المسجد فعملوا ذلك وكان المسجد طويلا فأمر حتى يؤخذ من طوله ويزداد في عرضه ولما أكمل البناء خط على القبة مما يلى الباب القبلى أمر ببنائه بعد تشعيثه أمير المؤمنين عبد الملك سنة اثنتين وستين من الهجرة النبوية وكان طول المسجد من القبلة إلى الشمال سبعمائة وخمسة وستون ذراعا وعرضه أربعمائة وستون ذراعا وكان فتوح القدس سنة ستة عشر والله سبحانه وتعالى أفهم.

المجاراة للعمارة البيزنطية

هل كان ضرورياً حتى يبنيها بهذه العظمة والفخامة، إذ كان يستطيع حتى يبنيها بشكل أبسط وغير مكلف، ولكن إذا أمعنا النظر بالظروف التي أحاطت بتلك الفترة عشية بناء القبة وحللناها نجد أنه كان لا بد لأمير المؤمنين الخليفة عبد الملك بن مروان حتى يبني هذه القبة بهذا الشكل لإظهار عظمة وقوة الخلافة الإسلامية الحديثة في حينها أمام القوتين العظميين الفرس والروم. ذلك أنه إبان الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام، كان السكان في هذه البلاد إما نصارى أووثنيين ومنهم من ولج الإسلام مع الفتوحات، ولكنهم بقوا ضعفاء الإيمان فكيف لا وهم اعتادوا على رؤية الحضارة البيزنطية تتألق من خلال مبانيها الفخمة مثل الكنائس والقلاع وخاصة كنيسة القيامة في القدس الشريف وكنيسة المهد في بيت لحم. فما كان للخليفة الأموي إلا حتى يبني هذه القبة العظيمة محاكياً فيها العمارة البيزنطية ليبين ويثبت للسكان مدى وقوة الدولة الإسلامية الجديدة .

وقد أكد هذا السبب المؤرخ الجليل المقدسي المتوفى عام 985م حينما وضحه أثناء مناقشته مع عمه (البناء) بخصوص العمارة الأموية في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان وولده الوليد، حيث يقول في ذلك ما نصه على لسان عمه ((.. ألا ترى حتى عبد الملك لما رأى عظم قبة القمامة (القيامة) وهيئتها خشي حتى تعظم في قلوب المسلمين فنصب على الصخرة قبة على ما ترى ..)) .

مراحل البناء

الفترة الأولى

رسم دائرة قطرها 20.44 م حول جسم الصخرة البارز فوق سطح الأرض ، وتم وضع أربع نادىئم على شكل مربع على محيط الدائرة، كما تم وضع ثلاثة أعمدة بين جميع نادىمة وأخرى، إلى غير ذلك يصبح مجموع الأعمادة اثني عشر عموداً وأربع نادىئم موزعة بانتظام على محيط الدائرة التي تحيط بالصخرة المشرفة، وتم وصل هذه الأعمدة مع النادىئم بواسطة الأقواس على ارتفاعات واحدة، وبنيت فوق الأقواس حلقة دائرية عريضة تسمى بالعنق أوالإطار ليكون المحيط الذي ترتكز عليه قبتان من الخشب، إحداهما قبة صغيرة داخلية تطل عى الصخرة مباشرة، والأخرى فوق القبة الصغيرة وتطل على ساحة الحرم الشريف، وقد تم فتح 16 نافذة في الإطار الذي يحمل القبة من أجل دخول النور والهواء، وقد ارتفعت القواعد إلى الأعلى حتى تقوم بحمل القبتين.

الفترة الثانية

وهي تمثل مجموعة من النادىئم على شكل ثماني يحيط بالقبة المركزية، وقد تم توزيع النادىئم الثماني على زوايا المثمن، كما تم إقامة عمودين بين جميع نادىمتين، وبهذاقد يكون مجموع الأعمادة 16 عموداً تم وصلها مع النادىئم بواسطة الأقواس، وقد تم عمل هذه الفترة الإنشائية لحمل السقف الذي يغطي المسافة بين القبة وبين الجدار الخارجي الذي يمثل الفترة الثالثة من المخطط الهندسي.

الفترة الثالثة

وهي تتكون من ثمانية جدران حجرية، تم تنظيمها على شكل ثماني خارجي يحيط بالمراحل السابقة، ويبلغ طول ضلع الثماني هذا 20.60م وتبلغ سماكة الجدار 1.30م بينما يبلغ ارتفاعه 9.5م وقد تم فتح أربع بوابات رئيسية ومحورية في أربعة جدران متقابلة تقابل الجهات الأربع، بينما تم فتح خمس نوافذ في جميع جدار من الجدران الثمانية، وبهذاقد يكون مجموع النوافذ أربعين نافذة بالإضافة إلى الأبواب الرئيسية الأربعة.

الفترة الرابعة

وكانت الفترة الختامية في مجال الإنشاء المعماري ، وهي إقامة السقف الخشبي فوق المساحة الواصلة بين الجدران الخارجية حتى عنق القبة المركزية بحيث يستند على الأعمدة المتوسطة التي تتكون منها الفترة الثانية، ويتكون السقف من الجسور الضخمة والعوارض الخشبية المسطحة، وبهذا تم تحديد المخطط الأرضي ومجسم البناء المعماري بحيث كانت وظيفة النادىئم والأعمدة والجدران لتحديد أبعاد المخطط وشكله الهندسي، بينما تم اعتماد بناء القبة والأقواس والجدران لتقوم بوظيفة حمل السقف الذي يغطي كافة المساحات حول الصخرة المشرفة بشكل دقيق ومحكم، ولعل هذا الأسلوب يذكرنا بإقامة خيمة أوصيوان بأسلوب هندسي رفيع، لقد تحدد في بناء قبة الصخرة ضبط كافة الأقسام والوحدات والعناصر المعمارية بشكل دقيق جداً، وظهرت لنا جميع النسب الهندسية متماثلة ودقيقة تدل على مهارة هندسية متناهية وذوق هندسي بديع.

زخارف قبة الصخرة المشرفة

راجع الموضوع الفرعي زخارف قبة الصخرة المشرفة

الزخارف الرخامية

لقد استخدم الفنان المسلم المادة الرخامية في زخرفة قبة الصخرة المشرفة بشكل ملفت للنظر، حيث استخدمها في الأعمدة وتيجانها وفي تكسية القابلات الداخلية والخارجية للتثمينة الخارجية وكذلك في تكسية النادىمات الحجرية، ولكن ثمة عنصر آخر شكله من المادة الرخامية أيضاً وهوالأفاريز الرخامية (الإطارات) التي علت النادىمات الحجرية المكسية بالرخام، وكذلك القابلات الداخلية للتثمينة الخارجية، حيث اتىت هذه الأفاريز الرخامية المحفورة والمزخرفة بزخارف نباتية وهندسية، متجانسة إلى حد كبير مع الزخارف الفسيفسائية من ناحية ألوانها وموضوعات زخرفتها. وقد عهد أسلوب عمل هذه الأفاريز الرخامية باسم (Champelve) ، حيث اشتهر في العصرين البيزنطي والأموي. وأن جميع هذه الأفاريز الرخامية الموجودة في قبة الصخرة المشرفة، لتعود إلى الفترة الأموية متزامنة مع تاريخ بنائها سنة 72هجرية/ 691 ميلادية .

ويجدر الإشارة أيضاً إلى الزخارف الخشبية التي اتىت أيضاً متجانسة في عناصرها وموضوعاتها مع الزخارف الفسيفسائية والرخامية في قبة الصخرة المشرفة.

الزخارف القاشانية

القاشاني هوذلك الأجر المزجج والملون والذي يعهد في بلادنا بالبلاط الصيني. وقد استخدم لأول مرة في عمارة قبة الصخرة المشرفة في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني الذي قام باستبدال الزخارف الفسيفسائية التي كانت تغطي قابلات التثمينة الخارجية منذ العهد الأموي، بالبلاط القاشاني المزجج والملون وذلك في سنة 959هجرية/ 1552 ميلادية .

وقد عهد بالبلاط القاشاني نسبة إلى مدينة قاشان الواقعة في خراسان في بلاد فارس، حيث كان في بادئ الأمر يصنع في هذه المدينة وينقل بعد ذلك إلى البلاد المراد استخدامه فيها .

وإن القاشاني الذي استخدم في عمارة قبة الصخرة في عهد السلطان سليمان القانوني، كان قد خلق في قاشان ومن ثم نقل إلى القدس .

ولكن ما لبثت هذه الصناعة حتى انتقلت في نهاية القرن السادس عشر إلى القدس وذلك عن طريق استقطاب صنّاع مهرة من بلاد فارس ليقوموا بتصنيع البلاط في القدس نفسها، فقد تفهمها الكثير من صنّاع أهل الشام وفلسطين فنقلوها إلى بلاد الشام بسرعة فائقة، حتى غدا هذا الفن منتشراً ومشهوراً في القرنين السابع والثامن عشر الميلادي في بلاد الشام .

وقد استطاع الفنان المسلم حتى يجسد روح العقيدة الإسلامية أيضاً في هذا العصر الزخرفي وذلك باستخدامه مواضع مماثلة لتلك الموجودة في الزخارف الفسيفسائية بالداخل والتي تمثلت بالعناصر النباتية والهندسية والخط الإسلامي .

صحن قبة الصخرة المشرفة

المقصود بصحن قبة الصخرة هوالساحة الخارجية أوالباحة التي تحيط بمبنى قبة الصخرة، والتي ترتفع عن أرضية الحرم الشريف 12 قدم (4م). ويتوصل إليها عن طريق مراق (درج)، توجت بقناطر حجرية تتألف من مجموعة عقود حجرية تقوم على أعمدة رخامية عهدت باسم "الموازين". وقد أشار المقدسي إلى وجود أربع مراق في صحن الصخرة، حيث يقول في وصفه للمسجد الأقصى ما نصه (43) : ((.. والصحن مبلط – يقصد الحرم الشريف – وسطه دكة – يقصد فناء الصخرة – مثل مسجد يثري يصعد إليها من الأربع جوانب في مراق واسعة ..)) وأما ابن الفقيه فقد أشار إلى وجود ست مراق تؤدي إلى صحن الصخرة .

فمن المحتمل حتى تاريخ تأسيس وبناء هذه الموازين يعود للفترة الأموية حيث صممت لتفي بالغرض الجمالي والهندسي وهومَلءُ الفراغ الموجود في صحن قبة الصخرة ليتجانس مع مخططها الهيكلي من جهة، وللغرض التوجيهي وهوالإشارة والدلالة إلى مداخلها من جهة أخرى.

يبلغ عدد هذه الموازين أوالقناطر أوالبوائك (جمع بائكة) ثمانية، حيث مرت هذه البوائك في مراحل ترميم مختلفة تراوحت بين الصيانة والترميم إلى إعادة بنائها من جديد. وقد وزعت في جهات صحن الصخرة الأربع على النحوالتالي:

في الجهة الجنوبية اثنتان وهما : (صورة/ مرشد المسقط 4-5) .

القنطرة الجنوبية ويعود تاريخها إلى القرن الرابع الهجري .

القنطرة الجنوبية الشرقية ويعود تاريخها إلى سنة 412 هجرية/ 1021 ميلادية.

وفي الجهة الشمالية اثنتان وهما: (صورة / مرشد المسقط 5-7).

القنطرة الشمالية ويعود تاريخها إلى سنة 721 هجرية/ 1321 ميلادية.

القنطرة الشمالية الشرقية ويعود تاريخها إلى سنة 726هجرية/ 1325 ميلادية .

وفي الجهة الغربية ثلاثة وهي : (صورة / مرشد المسقطثمانية – 10)

القنطرة الغربية (المتوسطة) ويعود تاريخها إلى سنة 340 هجرية/ 955 ميلادية .

القنطرة الشمالية الغربية ويعود تاريخها إلى سنة 738هجرية/ 1337 ميلادية .

القنطرة الجنوبية الغربية ويعود تاريخها إلى سنة 877 هجرية/ 1472 ميلادية .

في الجهة الشرقية قنطرة واحدة وهي: (صورة /دليل المسقط 11)

القنطرة الشرقية ويعود تاريخها إلى القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي .

تقوم أيضاً على صحن الصخرة المشرفة مجموعة من القباب تعود تواريخ إلى فترات نشائها إإسلامية مختلفة ومتتابعة، كما تقوم في الجهة الشمالية لصحن قبة الصخرة مجموعة غرف صغيرة تعهد بالخلاوي (جمع خلوة) أقيمت في صف واحد، حيث تم إنشاؤها في الفترة العثمانية .

المسلمون والمحافظة على قبة الصخرة

راجع الموضوع الفرعي المسلمون والمحافظة على قبة الصخرة

القبة والعمارة الإسلامية

إن الأسلوب الهندسي لمخطط بناء قبة الصخرة يرتبط بأصول هندسية عربية الجذور منذ الفترة السابقة للإسلام ، ولعل المباني الثمانية الشكل التي ظهرت خلال القرنين الرابع والسادس الميلادي تؤكد حتى بلاد الشام بصورة عامة ، وإقليم فلسطين بصورة خاصة قد مارست هذا الأسلوب ، وخاصة في المباني ذات الأهمية البالغة، مثل: كنيسة المهد القديمة، وكنيسة القيامة ، وكنيسة الصعود ، وكنيسة هبة الله في جبال جرزيم ، وكاتدرائية بصرى في منطقة حوران ، فهي تؤكد الجذور العربية لهذا المخطط الثماني.

أنظر أيضا

• عبد الملك بن مروان
• الأمويون
• العباسيون
• المسجد الأقصى

وصلات خارجية

• Dome of the Rock Sacred Destinations - includes photo tour
• Dome of the Rock AutoCAD release 14, CAD drawing, 1995
• Dome of the Rock Bible places
• Dome of the Rock Interior picture
• Dome of the Rock Sacred sites
• Re-envisioning the Dome of the Rock The Hope
• Dome of the Rock from Jerusalem photos portal
• 16X zoomable panoramic view of Jerusalem from the Mount of Olives
• Site surrounding the controversy over the excavations made by the Waqf
• A vision for the Temple Mount
• Photo Gallery of the Temple Mount and the Dome of the Rock

مصادر