معاهدة لوزان Treaty of Lausanne (في 24 يوليو, 1923) كانت معاهدة سلام وُقـِّعت في لوزان التي سوَّت الجزء الأناضولي من تقسيم الدولة العثمانية بإبطال معاهدة سيڤر التي سقطتها الدولة العثمانية كنتيجة لحرب الاستقلال الهجرية بين حلفاء الحرب العالمية الأولى والمؤتمر الوطني الكبير لهجريا (الحركة الوطنية الهجرية). المعاهدة كان نتيجة مفاوضات مؤتمر لوزان التي استمرت 11 أسبوعاً.

نظرة عامة والمفاوضات

بعد طرد القوات اليونانية من قـِبل الجيش الهجري بقيادة مصطفى كمال (الذي أصبح لاحقاً أتاتورك), رفضت الحكومة الهجرية حديثة التشكيل معاهدة سيڤر المسقطة حديثاً.

بنود المعاهدة

المعاهدة تتكون من 143 بنداً بالأقسام الرئيسية التالية:

• مؤتمر المضائق الهجرية
• تبادل (إلغاء التعهدات)
• تبادل السكان بين اليونان وهجريا
• الإتفاقيات
• الرسائل المـُلزِمة.

نصت المعاهدة على استقلال جمهورية هجريا وكذلك حماية الأقلية المسيحية الأرثوذكسية اليونانية في هجريا والأقلية المسلمة في اليونان. إلا حتى معظم السكان المسيحيين في هجريا والسكان الأتراك في اليونان كانوا قد طـُردوا حسب معاهدة تبادل السكان اليونانيين والأتراك السابق توقيعها بين اليونان وهجريا. فقط يونانيواسطنبول، إمبروس وتندوس تم استثناؤهم (حوالي 270,000 آنذاك)، والسكان المسلمين في تراقيا الغربية (نحو129,120 في 1923.) الفقرة 14 من المعاهدة منحت جزر گوقچى‌عادة (إمبروس) وبوزجاعادة (تندوس) "تنظيم اداري خاص"، وهوالحق الذي ألغته الحكومة الهجرية في 17 فبراير 1926. كما قبلت هجريا رسمياً خسارة قبرص (التي كانت مؤجرة للامبراطورية البريطانية إثر مؤتمر برلين في 1878، ولكنها ظلت قانونياً أرضاً عثمانية حتى الحرب العالمية الأولى) وكذلك مصر والسودان الأنجلو-مصري (الذي احتلته قوات بريطانية بحجة "اخماد ثورة عرابي واستعادة النظام" في 1882، ولكنهما ظلتا "قانونياً" أراض عثمانية حتى الحرب العالمية الأولى) إلى الامبراطورية البريطانية، والتي قامت بشكل أحادي بضمهما فيخمسة نوفمبر 1914. مصير مقاطعة الموصل تـُرك ليتحدد عبر عصبة الأمم. كما تخلت هجرياً عن جميع الانادىءات فيما يختص بـجزر الدوديكانيز، التي كانت إيطاليا مجبرة على اعادتها لهجريا حسب الفقرة 2 في معاهدة اوشي في 1912 - وتُعهد أيضاً بإسم معاهدة لوزان الأولى (1912), إذ وُقـِّعت في شاتودوشي في لوزان، سويسرا - في أعقاب الحرب الإيطالية الهجرية (1911–1912).

الحدود

رسـّمت المعاهدة عرّفت حدود اليونان، بلغاريا، وهجريا. وتنازلت رسمياً عن جميع المطالبات الهجرية في جزر الدوديكانيز (الفقرة 15) وقبرص (الفقرة 20)؛ومصر والسودان (الفقرة 17)؛ سوريا، والعراق (الفقرة 3)؛ و(سويةً مع معاهدة أنقرة) أقرت حدود الدولتين الأخيرتين. وفي اللقاء، أعيد ترسيم الحدود مع سوريا بما يضم ضم أراض واسعة وتضم من الغرب إلى الشرق مدن ومناطق مرسين وطرسوس وقيليقية وأضنة وعنتاب وكلس ومرعش واورفة وحران وديار بكر وماردين ونصيبين وجزيرة ابن عمر.

الأراضي إلى الجنوب من سوريا والعراق في الجزيرة العربية التي ظلت تحت السيطرة الهجرية حين وُقـِّعت هدنة مدروس في 30 أكتوبر 1918 لم يتعامل نص المعاهدة معهم بوضوح. إلا حتى تعريف الحدود الجنوبية لهجريا في الفقرة ثلاثة كان يعني أيضاً حتى هجريا قد تخلت عنهم. تلك الأراضي ضمت المملكة المتوكلية اليمنية، عسير وأجزاء من الحجاز مثل مدينة المدينة المنورة. وقد احتفظت بهم القوات الهجرية حتى 23 يناير 1919.

وقد تخلت هجريا رسمياً عن جزيرة عادة قلعة في نهر الدانوب لرومانيا في الفقرات 25 و26 في معاهدة لوزان؛ بالاعتراف رسمياً ببنود معاهدة تريانون في 1920.

كما تخلت هجريا عن امتيازاتها في ليبيا كما كانت تحددهم الفقرةعشرة من معاهدة اوتشي في 1912 (حسب الفقرة 22 من معاهدة لوزان في 1923.)

الاتفاقيات

بين الكثير من الإتفاقيات، كانت هناك إتفاقية منفصلة مع الولايات المتحدة: امتياز تشستر. وقد رفض مجلس الشيوخ الأمريكي حتى يصادق على المعاهدة وبالتالي فضـَّت هجريا الإمتياز.

التبعات

مؤتمر المضائق الهجرية ظل سارياً لمدة ثلاث عشرة سنة فقط ثم حل محله مؤتمر مونتروالمتعلق بنظام المضائق الهجرية. القيود على الجمارك في المعاهدة عـُدِّلت بعد توقيع المعاهدة بفترة قصيرة. تم تطبيق عفواً سياسياً. 150 شخصية غير مرغوب فيهم في هجريا ببطء حصلوا على الجنسية (آخرهم كان في 1974) وهم من نسل الأسرة المالكة السابقة.

أكذوبة البنود السرية

تسري أكذوبة (مرفقة) بين المتعاطفين مع الخلافة العثمانية مفادها حتى ثمة بنود سرية في معاهدة لوزان تتعلق بحفنة من الأكاذيب منها:

• بند يحد سريان المعاهدة بمائة عام فقط. ومع اقتراب عام 2023، تسري سيناريوهات مؤامرة كثيرة حول ما سيحدث آنئذ.
• بند يتعهد فيه عصمت إينونو(رئيس وزراء هجريا آنذاك ورئيس وفد هجريا في مفاوضات لوزان) بجعل الشباب يدمنون كرة القدم حتى يبتعدوا عن الدين.
• بند تتعهد فيه هجريا بنشر توظيف المرأة في العمل خارج بيتها حتى تضعف الأخلاق.

ويرافق تلك الشائعات شائعة أخرى بوجود بند سري في معاهدة مونتروحول نظام المضائق (1936)، المكملة لمعاهدة لوزان، مفادها حتى المعاهدة يمكن مراجعتها جميع عشرين سنة، وأن هجريا من حقها إرسال إخطار بإلغاء المعاهدة قبل سنتين من تاريخ المراجعات العشرينية.

مطالبة أردوغان بتعديل معاهدة لوزان 2017

في ديسمبر 2017، لدى زيارة الرئيس الهجري أردوغان لليونان، في أول زيارة لرئيس هجريا منذ 65 عاماً، بدأ زيارته بتوجيه انتقادات لاذعة لاتفاقية لوزان التي رسمت حدود هجريا الحديثة وحدودها مع اليونان، وطالب بتعديلها، وهوما رفضته أثينا بشكل عاجل.

وعلى الرغم من حتى أردوغان يهدف من خلال زيارته تحسين العلاقات التاريخية والحديثة المتوترة مع اليونان، إلا أنه طرح النقاط الخلافية بقوة ومنها اتفاقية لوزان ومسألة قبرص والجزر المتنازع عليها والسيادة على بحر إيجه وقضية مسلمي تراقيا الذي اتهم أثينا بالتمييز ضدهم.

وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره اليوناني پروكوپيس پاڤلوپولوس، نطق أردوغان إذا معاهدة لوزان، المسقطة بعد الحرب العالمية الأولى تنصّ على تفاصيل دقيقة ما تزال غير مفهومة حتى الوقت الراهن، مشيراً إلى ضرورة تحديثها بالقول: "لست أستاذًا في فهم القانون، لكنني أعهد قانون السياسة جيداً، ففيه شرط يقضي بوجوب تحديث الاتفاقيات، ونحن قادرون على تحديث ما أُبرم بيننا من اتفاقات، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك". وتساءل: "كيف نقول بأنّ معاهدة لوزان (بين هجريا وعدة دول بينها اليونان) يتم تطبيقها وإلى الآن لم يتم انتخاب مفتي عام لمسلمي غربي تراقيا (اليونانية ذات الأقلية الهجرية)"، واتهم أثينا بالتمييز ضدهم قائلاً: "الدخل القومي للفرد في اليونان حوالي 18 ألف دولار، لكن معدل الدخل القومي للفرد بالنسبة لشعب تراقيا الغربية لا يتجاوز الـ2200 دولار".

وبينما اعتبر حتى هذا الأمر يشير على وجود تمييز وعدم تقديم الدعم اللازم لشعب تراقيا فيما يتعلق بالاستثمارات والمراحل الواجب اتخاذها لصالح الأقلية الهجرية في تراقيا الغربية، نطق إنه "لا يمكنكم رصد أي تمييز ضد مواطنينا الروم في هجريا، حتى في قضية معابدهم، أمّا في تراقيا الغربية فإنه من غير المقبول حتى كتابة حدثة هجري".

وركز أردوغان على أوضاع الأقلية المسلمة التي تتواجد في شمال شرقي اليونان والتي من المقرر حتى يزورها في جولته التي تستمر اليوم الجمعة أيضاً، وتعترف اليونان بمسلمي تراقيا على أنهم أقلية دينية لا أكثر حددتها معاهدة لوزان، في حين تعتبرهم هجريا أقلية تـركية، وتطـالب بتحـسين ظروفـهم.

ورأى أنه "ينبغي حتى ننظر إلى النصف المملوء من الكأس ولا ننشغل بنصفه الفارغ، علينا حتى نعزز علاقاتنا، آمل من خلال زيارتي وضع السنوات الـ65 الماضية جانبًا وأن ننظر إلى المستقبل"، معتبراً حتى الهدف "أن نجد حلًا دائمًا وعادلاً للأزمة القبرصية، وكذلك بالنسبة لبحر إيجة".

ومعاهدة لوزان التي سقطت في 24 يوليو1923، حددت الوضع القانوني للجزر في بحر إيجة. وفي هذه المعاهدة، تم تحديد سيادة هجريا على بعض الجزر، إلى جانب نقل وتثبيت ملكية جزر لليونان وإيطاليا. وحسب المادة 16 من المعاهدة، فإن هجريا تنازلت عن كافة حقوقها القانونية من الجزر المذكورة في الاتفاقية، لكنها تمتلك حق المشاركة في تحديد مصير تلك الجزر.

نطق الناطق الحكومي اليوناني ديميتريس تساناكوپولوس في بيان إذا تعليقاته "تثير مخاوف وتساؤلات. الحكومة اليونانية ورئيس الوزراء يرغبان في حتىقد يكون سبب زيارته بناء جسور، وليس تشييد جدران"، وأضاف حتى احترام المعاهدة «هوالأساس الحصري غير القابل للتفاوض الذي يمكن حتى يقوم عليه التعاون الصادق بين البلدين. التعليقات الخاصة بمراجعة المعاهدة لا تسهم في الأجواء التي نحاول خلقها في علاقتنا وفي المنطقة». وعلى الفور، نطق الرئيس اليوناني إنّ "معاهدة لوزان"، تشكّل حجر الأساس في العلاقات القائمة بين بلاده وهجريا، وأنها غير قابلة للنقاش أوإعادة النظر، معتبراً حتى معاهدة لوزان أوضحت الحدود الجغرافية لكلا البلدين، وأنه من غير الممكن تعديلها أوتحديثها.

طالع أيضاً

• مؤتمر لوزان
• تبعات الحرب العالمية الأولى
• أتراك تراقيا الغربية
• يونانيوهجريا
• اللاجئون اليونانيون
• معاهدات الأقليات
• عصمت إينونو
• حاييم ناحوم

الهامش

وصلات خارجية

• النص الكامل لمعاهدة لوزان (1923) (بالإنجليزية)