ألپ أوفدان
عضد الدولة ألپ أوفدان (و. 1029 - 15 ديسمبر 1072) كان ثاني سلاطين السلاجقة وسليل سلجوق العظيم. وقد اتخذ اسم "محمد بن داود چغري" لدى اعتناقه الإسلام، ثم لشجاعته الشخصية وقدراته العسكرية حصل على اللقب "ألپ أوفدان" الذي يعني "الأسد الشجاع" بالهجرية.
حياته
قامت دولة السلاجقة في إيران والعراق في القرن الخامس الهجري على يد طغرل بك، وأعادت للخلافة العباسية بعض هيبتها المفقودة، وأرجعت لها جزءًا من نفوذها الغابر، وكان السلاجقة يرون في الخلافة السّنّية رمزًا دينيًا يعبر عن وحدة المسلمين، فأحاطوها بمظاهر التقدير والتكريم.
خلف ألپ أوفدان والده چغري بگ حاكماً على خراسان في 1059. وعند وفاة عمه طغرل، عام 1063، فقد خلفه سليمان, شقيق ألپ أوفدان. اعترض جميع من ألپ أوفدان وعمه قـُطـَلـْميش على تلك الخلافة. هزم ألپ أوفدان عمه قطلميش في نزاعهما على العرش وارتقى العرش في 27 أبريل 1064 كسلطان السلاجقة العظام, وبذلك أصبح ملكاً على بلاد فارس من نهر Oxus إلى دجلة. وعاونه وزيره أبوعلي حسن بن علي بن إسحاق الطوسي، المشهور بنظام الملك.
أقام السلاجقة في النصف الأول من القرن الخامس الهجري دولة قوية في خراسان وبلاد ما وراء النهر، وأعربوا تبعيتهم للخلافة العباسية في بغداد، ولم تلبث هذه الدولة الفتية حتى اتسعت بسرعة هائلة وتمكنت من بسط سيطرتها على إيران والعراق، وتوج "طغرل بك" إنجازاته العسكرية بدخول عاصمة الخلافة في (25 رمضان 447هـ= 23 ديسمبر 1055)، معلنًا عصرًا جديدًا لدولة الخلافة العباسية، أطلق عليه المؤرخون عصر نفوذ السلاجقة؛ حيث كانت بيدهم منطقيد الأمور، ولم يبق للخليفة العباسي سوى بعض المظاهر والرسوم.
يعد طغرل بك، المؤسس الحقيقي لدولة السلاجقة، التي نشأت على يديه، ومدت سلطانها تحت سمعه وبصره حتى صارت أكبر قوة في العالم الإسلامي، وتُوفي سنة (455هـ= 1063) دون حتى يهجر ولدًا يخلفه على الحكم، فشب صراع على السلطة حسمه ابن أخيه ألب أوفدان لصالحه، بمساعدة وزيره النابه نظام الملك.
وكان ألب أوفدان امتدادًا لعمه طغرل في القدرة والكفاءة والمهارة والقيادة، فحافظ على ممتلكات دولته، ووسع حدودها على حساب الأنطقيم المسيحية للأرمن وبلاد الروم، وتوَّج جهوده في هذه الجبهة بفوزه الرائع على قيصر الروم في "معركة ملاذ كرد" في (ذي القعدة 463هـ= أغسطس 1071) بعد حتى سحق الجيش الرومي سحقًا تامًا، وسقط القيصر أسيرًا، ولم يخلص نفسه إلا بفدية كبيرة قدرها مليون ونصف من الدينارات، وعقد الروم صلحًا مع السلاجقة مدته خمسون عامًا، واعترفوا بسيطرة السلاجقة على المناطق التي فتحوها من بلاد الروم.
ولم يهنأ ألب أوفدان كثيرًا بما حققه من نصر عظيم ويجنِ ثماره، ويواصل فتوحاته، فقد قُتل بعد عام وبضعة أشهر من فوزه العظيم على يد أحد الثائرين عليه، وهوفي الرابعة والأربعين من عمره، في (10 ربيع الأول 465هـ= 29 نوفمبر 1072)، وخلفه ابن ملكشاه.
من مصادر الدراسة
- در الدين الحسيني: أخبار الدولة السلجوقية ـ تحقيق محمد إقبال ـ لاهور ـ 1933م.
- عبد المنعم محمد حسنين: إيران والعراق في العصر السلجوقي ـ دار الخط الإسلامية ـ القاهرة ـ 1402 هـ= 1982م.
- عصام عبد الرؤوف الفقي: الدول الإسلامية المستقلة في الشرق ـ دار الفكر العربي ـ القاهرة ـ 1987م.
- حسن أحمد محمود وأحمد إبراهيم الشريف: العالم الإسلامي في العصر العباسي ـ دار الفكر العربي ـ القاهرة ـ 1977م.
- حسن إبراهيم حسن: تاريخ الإسلامي الديني والسياسي والثقافي ـ دار الجبل ـ بيروت ـ 1991م.
قبله: طغرل بك |
سلطان سـلجوقي 1063-1072 |
بعده: جلال الدولة ملكشاه |
إسلام أون لاين: ملكشاه.. قمة ازدهار السلاجقة تصريح