تاريخ القدس

عودة للموسوعة

تاريخ القدس

خلال تاريخها الطويل، تعرضت القدس للتدمير مرتين، وحوصرت 23 مر، وهوجمت 52 مر، وسقطت وردت 44 مرة. استوطن أقدم جزء في القدس في الألفية الرابعة قبل الميلاد، مما يجعلها واحدة من أقدم مدن العالم.

العصر القديم

المفصل في تاريخ القدس، للمؤلف المقدسي عارف العارف. لقراءة وتحميل الكتاب، اضغط على الصورة.

يقوم فهم دراسة الإنسان القديم على الربط بين البقايا العضوية والثقافية للإنسان القديم، وهي العصور الحجرية التي اعتمد فيها الإنسان على الحجر باعتباره أداة للعمل والدفاع، ولا يوجد في فلسطين من الآثار التي تدل على عمل حضاري في هذه الفترة التي تعود إلى نحومليون إلى نصف مليون سنة.

فهذا العصر ما زالت آثاره المعروفة موجودة في أفريقيا، ولكن من المؤكد حتى الإنسان انتقل من أفريقيا إلى فلسطين وبخاصة على جانبي نهر الأردن، فثمة بعض المؤشرات على وجود آثار للإنسان جنوب بحيرة طبرية.

وفي مراحل لاحقة من العصر الحجري وجدت آثار للإنسان في الجليل، وتعود أول آثار معروفة للإنسان في القدس إلى ما قبل 40 ألف سنة، ولكن في العصور الحجرية المتوسطة التي تعود إلىثمانية آلاف سنة قبل الميلاد فيوجد آثار في وادي النطوف شمال غربي القدس تدل على ثقافة متطورة نسبياً، مثل البيوت والأكواخ وتماثيل الحيوان والإنسان. وعهد عن القدس في العصر الحجري الحديث العمليات الزراعية المنظمة، مثل الفخار والطواحين، والمستوطنات الزراعية، ولكن هذه الآثار لا تدل على حتى القدس كانت تتمتع بمكانة عظيمة في تلك العصور، فربما كانت أريحا القريبة منها أبرز منها بكثير.

الفترة ما قبل الكنعانية

نقش ú-ru-sa-lim ، رسائل تل العمارن، القرن 14 ق.م..

يمتاز هذا العصر باستعمال البرونز (خليط من النحاس والقصدير)، وظهرت فيه الكتابة (3200 ق.م) التي تعتبر نقطة تحول ما قبل التاريخ إلى العصور التاريخية، وكانت أول وأقدم الهجرات السامية هي الآمورية إلى فلسطين خلال الألف الخامس قبل الميلاد، ثم الكنعانية.

تشير الحفريات إلى حتى مدينة القدس بنيت مع بداية العصر البرونزي المبكر أي قبل مجيء الكنعانيين واليبوسيين كما هوشائع، وكانت ذات هوية آمورية، وكانت بلدة صغيرة على مرتفع قرب عين جيحون، وشهدت استيطاناً بشرياً ونشاطاً زراعياً واضحاً، وامتاز عمران المدينة بالتخطيط المعماري الدائري في شكل البيوت، وحفر الآبار فيها، والاعتماد على الأعمدة الكبيرة وسط البيوت، والشكل الدائري للأسوار. وفي نهاية العصر البرونزي المبكر شهدت جفافاً قاسياً، فازدادت عمليات الهجرة العشوائية إلى شرق الأردن وشمال الجزيرة العربية.


وبنيت مدينة القدس ثانية في العصر البرونزي الأوسط (القدس الكنعانية) أو(أوروسالم) أي مدينة الإله سالم، وكان من تنطقيد الكنعانيين الدينية عبادة آلهة كبرى تشهجر فيها جميع المدن الكنعانية، وكان لكل مدينة إله خاص بها والذي غالباً ما تشتق اسمها منه مثل (بيت شان) بيسان فهي مدينة الإله شان، وأريحا مدينة إله القمر يرح.

وتظهر الآثار في العصر البرونزي الأوسط حتى القدس الكنعانية كانت محاطة بسور من الطين والحجر من جهاتها الأربع، وتربطها بعين جيحون قناة سرية تنتهي بخزان داخل السور، وعهدت كذلك الصخرة المقدسة لبيت المقدس التي كانت مقدسة عند الكنعانيين عامة واليبوسيين خاصة.

وشاعت تسمية القدس كما في الوثائق والأواني المصرية في ذلك الوقت باسم "أورشليم"، وكان اسمها قبل ذلك "منورتا" الذي يوحي بأصل آموري، ومعناه الشمعة أوالضوء، وهوالمعنى نفسه لحدثة "شالم" أو"سالم" الكنعانية.

وتحولت القدس في العصور البرونزية المتأخرة إلى يبوسية، واليبوسيون هم أشراف وزعماء الكنعانيين في القدس، ثم سقطت تحت الاحتلال المصري، ثم استولى عليها الحثيون عندما احتلوا بلاد الشام ودخلوا في حروب طويلة مع المصريين، ثم تحولت القدس إلى مركز للمجتعات الزراعية والرعوية التي تشكلت فيما بعد من الكنعانيين والحوريين والبدو"العابرين" من الصحاري والأراضي الزراعية الجافة.

وقد ظهر مصطلح كنعان عام 1280 ق.م.، أي قبل ظهور التوراة بزمن طويل، وكان الكنعانيون قبل ذلك يسمون "شام".

وظهر اسم إسرائيل للمرة الأولى في لوح مرنبتاح في وصف مدينة كنعانية، ولم تذكر إسرائيل آثاريا في جميع منطقة الشرق الأدنى إلا عام 842 ق.م عندما حارب ميشع إسرائيل.

وقد عبد اليبوسيون الإله بعل وكان مقر عبادته جبل صهيون، وصهيون اسم كنعاني عهد قبل ظهور اليهود بألف سنة، ثم نسبه اليهود إلى أنفسهم كما نسبوا "سالم" إلى سليمان.

فترة الكنعانيين المملكة المصرية الجديدة

مدينة أورشليم عربية المنشأ والتطور فقد أسسها العرب الكنعانيون الذين سكنوا فلسطين في الألف الثالث قبل الميلاد، وقد قدم إليها العرب الساميون في هجرتين كبيرتين الأولى في بداية الألف الثالث قبل الميلاد، والثانية في بداية الألف الثاني قبل الميلاد، والمؤكد أنه عندما قدم الإسرائيليون إليها في القرن الثاني عشر قبل الميلاد كان الشعب الموجود أصلا شعبا عربيا أخذ منه الإسرائيليون لغته ومظاهر كثيرة من ديانته وحضارته.

يعود أقدم أثر يحمل اسم مدينة أوروسالم إلى الفترة ما بين 2000ق.م.-1900ق.م.، وقد عثر على هذه البترة الأثرية عام 1926م ويظهر الاسم مرة أخرى في إحدى الرسائل التي تم اكتشافها ضمن مجموعة من الألواح عام 1887 في تل العمارنة في مصر الوسطى، وتعود هذه الألواح إلى عام 1350ق.م. وفي هذه الرسائل يرد اسم ملك أورشليم عبد خيبا الذي وجه هذه الرسائل إلى فرعون مصر أمنحوتب الرابع أحد ملوك السلالة الثامنة عشرة والمعروف باسم أخناتون الداعي إلى التوحيد والذي حكم من 1375-1358ق.م. وفي هذه الرسائل يطلب ملك أورساليم عبد خيبا المساعدة من ملك مصر في صد هجمات أهل البادية "الخبيرو" وهم العبريون، ويقول نص الرسالة في جزء منه: "إن هذه الأرض، أرض أوروسالم، لم يعطني إياها أبي وأمي، ولكن أيدي الملك القوية هي التي ثبتتني في دار آبائي وأجدادي، ولم أكن أميرا بل جنديا للملك وراعيا تابعا للملك.. منحت ملكية الأرض أوروسالم إلى الملك إلى الأبد ولا يمكن حتى يهجرها للأعداء".

وتشير هذه الآثار والوثائق إلى حتى المدينة عهدت بالاسم أوروسالم منذ بداية الألف الثاني قبل الميلاد، وتؤكد خط العهد القديم هذا الاستخدام للاسم أوروسالم في وقت مبكر يعود إلى بدايات الألف الثاني قبل الميلاد.

فقد ورد لأول مرة في سفر التكوين من التوراة في الروايات المرتبطة بإبراهيم عليه السلام حيث يذكر النص التوراتي اسم ملكي صادق ملك شاليم، الذي كان في استقبال إبراهيم عليه السلام بعد حتى عاد من معركة خلص منها قومه ومن بينهم لوط من الأسر حيث يبارك ملكي صادق إبراهيم "فخرج ملك سدوم لاستقباله بعد رجوعه.. وملكي صادق ملك شاليم أخرج خبزا وخمرا، وكان كاهنا لله العلي وباركه ونطق مبارك إبرام من الله العلي مالك السماوات والأرض، ومبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك".

ويتضح من هذا حتى الاسم أورشليم الذي أصبحت المدينة تعهد به من بين أسماء متعددة اسم عربي كنعاني، وليس اسما عبريا كما يتبادر إلى الذهن، فقد تم تداول هذا الاسم منذ بداية الألف الثاني قبل الميلاد قبل حتى يظهر العبريون، وقبل حتى تعهد اللغة العبرية في التاريخ، فالحدثة عربية كنعانية ويشير الدكتور أحمد سوستة إلى ضرورة الاعتزاز بهذه التسمية فهي ليست تسمية يهودية كما يدعي اليهود، وقد أورد شعرا جاهليا للأعشى قيس استخدم فيه التسمية أوريشليم، وفي هذا يقول د. حسن ظاظا :"اسم أورشليم ليس عبريا أصيلا، فقد كانت تحمل هذا الاسم قبل دخول العبريين إليها بشهادة نص تل العمارنة، وبدليل حتى اليهود وجدوا صعوبة في كتابة اسمها باللغة العبرية "يروشالايم" فهذه الياء الواقعة قبل الميم الأخيرة لم تكن تثبت في الكتابة العبرية، وقد خطت بدونها في أسفار العهد القديم 606 مرة وخطت بها ست مرات فقط، ولذلك نص فهماء التلمود على وجوب كتابتها بلا ياء (التوسفتا، كتاب الصوم تعنيت16/5)".

وهناك اتفاق بين الفهماء على حتى الجزء الأخير من التسمية وهوساليم وشاليم أوشلم في بعض النصوص هواسم لإله كنعاني قديم معناه السلام أوالسلامة، أي إله السلام أوإله السلامة، وأن المدينة كانت مكرسة لعبادة إله السلام، قبل وصول العبريين إليها، وقد اختلف في تفسير معنى الجزء الأول من التسمية فقد ترجمت أور بمعنى موضع أومدينة، فيصبح الاسم مركب "أورشسالم" بمعنى مدينة السلام، أوموضع عبادة إله السلام كما فسرت بمعنى ميراث، فيصبح المعنى ميراث السلام.

وقد نسب اليهود إلى إبراهيم تسميتها "يرأه" بمعنى الخوف، بينما سماها نوح عليه السلام شليم بمعنى السلام فنحتوا تسمية مركبة "يرأة شلم" بمعنى الخوف والسلام، وهناك رأي آخر يرى حتى يروتعني إله واسم المدينة إله السلام.

وقد سميت المدينة بعدة أسماء أخرى من بينها الاسم القديم يبوس نسبة إلى اليبوسيين وهم جماعة أوقبيلة من قبائل الكنعانيين، وقد ورد ذكر اليبوسي في التوراة على أنه من ولد كنعان الذي اعتبرته التوراة ابنا لحام بن سام، وهي نسبة خاطئة لم يقبلها معظم الباحثين، وفي هذا يقول النص التوراتي: "وبنورحام كوش ومضرايم وفوط وكنعان.. وكنعان ولد صيدون بكره وحثا واليبوسي والأموري والجرجاشي والحوي والعرقي والسيني والاوروادي والصماري والحماتي، وبعد ذلك تفرقت قبائل الكنعاني وكانت تخوم الكنعاني من صيدون حينما تجيء نحوجرار إلى غزة وحينما تجيء نحوسدوم وعمورة وأدامة وصبوييم إلى لاشع".

واليبوسيون هم سكان أورشليم الأصلييون ، وقد تكرر ذكرهم على هذا الوضع في كتاب العهد القديم، وقد ظلوا يسكنون المدينة حتى عصر داود عليه السلام الذي هجرهم يعيشون فيها بعد فتحه لها، ولم يتمكن الإسرائيليون من طردهم من المدينة، ففي يوشع 15: 63 يرد: "وأما اليبوسيون الساكنون في أورشليم فلم يقدر بنويهوذا على طردهم فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في أورشليم إلى هذا اليوم" وفي مكان آخر يرد: "وبنوبنيامين لم يطردوا اليبوسيين سكان أورشليم فسكن اليبوسيون مع بني بنيامين في أورشليم إلى هذا اليوم"‎.وقد ورد ذكر يبوس كاسم لأورشليم في العهد القديم :"فلم يرد الرجل حتى يبيت بل قام ومضى إلى لقاء يبوس، وهي أورشليم.. وفيما هم عند يبوس والنهار قد انحدر جدا نطق الغلام لسيده تعال نميل إلى مدينة اليبوسيين هذه ونبيت فيها، فنطق له سيده لا نميل إلى مدينة غريبة حيث ليس أحد من بني إسرائيل هنا". ويشير هذا النص إشارة واضحة وصريحة إلى كون أورشليم مدينة يبوسية كنعانية غريبة على الإسرائيليين وليس بها أحد منهم، وقد ورد اسم يبوس في بعض المصادر المصرية القديمة حيث أسماها الفراعنة يانيثويابيثي، وهوتحريف للاسم يبوس.

وكما حتى التسمية أورساليم عربية كنعانية، وكذلك التسمية يبوس، فإن الاسم صهيون الذي ورد في العهد القديم وشاع حديثا في الحركة التي أخذت اسم الصهيونية نسبة إلى صهيون، هذا الاسم هوأيضا كنعاني أطلقه الكنعانيون على قلعتهم الحصينة الواقعة على الرابية الجنوبية الشرقية من مدينتهم أوروساليم، فقد سميت هذه الرابية حصن صهيون بواسطة الكنعانيين، وقد غير داود هذه التسمية وأطلق على الحصن اسم مدينة داود، في صموئيل الثاني نقرأ: "كان دود ابن ثلاثين سنة حين ملك، وملك أربعين سنة في حبرون ملك على يهوذا سبع سنين وستة أشهر، وفي أورشليم ملك ثلاثا وثلاثين سنة على جميع إسرائيل ويهوذا، ومضى الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين سكان الأرض فحدثوا داود قائلين لا تدخل إلى هنا ما لم تنزع العميان والعرج أي لا يدخل داود إلى هنا، وأخذ داود حصن صهيون، وهي مدينة داود.. وأقام داود في الحصن وسماه مدينة داود، وبنى داود مستديرا من القلعة فداخلا ويرد الاسمان "ساليم" و"صهيون" معا في المزمور 76 مما يشير إلى ارتباطهما وقداستهما، ويلاحظ حتى الاسم ساليم ورد بحرف السين وليس بحرف الشين المعهود في الاستخدام العبري بما يشير إلى الأصل العربي الكنعاني "الله معروف في يهوذا اسمه عظيم في إسرائيل، كانت في ساليم مظلته ومسكنه في صهيون" كما يلاحظ حتى العمل كان مستخدم في صيغة الماضي وذلك يشير إلى حتى الحديث عن الماضي المدينة وليس عن تسميتها الحديثة في عصر داود ويلاحظ أيضا حتى صيغة ساليم كانت لا تزال مستخدمة على عهد المسيح عليه السلام، ففي إنجيل يوحنا: "وكان يوحنا أيضا تعمد في عيني نون بقرب ساليم لأنه كان هناك مياه كثيرة".

وفي عصر داود عليه السلام سميت أورساليم أويبوس باسم مدينة داود من الممكن في محاولة العهد القديم منها الموضع لتغيير الاسم الكنعاني في أوروساليم ويبوس، وقد وردت هذه التسمية الجديدة في مواضع عديدة في الذي يشير إلى تسمية "حصن صهيون" بمدينة داود "وأخذ داود حصن صهيون، وهي مدينة داود... وأقام داود في الحصن وسماه مدينة داود". وفي موضع آخر ترد ثلاثة أسماء في وقت واحد للمدينة: الاسمان القديمان أورسليم ويبوس والاسم الجديد الذي أطلق عليه حصن صهيون: "ومضى داود وكل إسرائيل إلى أورشليم أويبوس وهناك اليبوسيون سكان الأرض، ونطق السكان يبوس لداود لا تدخل إلى هنا، فأخذ داود حصن صهيون هي مدينة داود... وأقام داود في الحصن لذلك دعوة مدينة داود، وبنى المدينة حواليها من القلعة إلى ما حولها ويوآب حد سائر المدينة"، ويبدومن هذا الوصف حتى داود بنى مدينته في حصن صهيون القلعة الكنعانية الواقعة على التل الجنوبي الشرقي من أورشليم ثم توسعت مدينة داود لتضم المناطق المحيطة بالقلعة، ومن الواضح أيضا حتى أورشليم كمدينة تحتوي مدينة داود هذه كما يوضح النص التالي: " حينئذ جمع سليمان شيوخ إسرائيل إلى أورشليم لإحضار تابوت عهد الرب من مدينة داود، وهي صهيون"، ومع ذلك فقد طغى الاسم أورساليم القديم على التسمية الجديدة "مدينة داود" والتي يفهم أنه على الرغم من أنها أطلقت على جزء من المدينة أورساليم أصبحت فيما بعد تشير إلى أورساليم ذاتها، فمدينة أورساليم هي مدينة داود.

فترة إستقلال إسرائيل ويهودا

تدخل أورشليم في عصر مملكة داود وسليمان المتحدة وفي عصر المملكة المنقسمة في فترة من أشد فترات تاريخ أورشليم اضطرابا من الناحية السياسية كما حتى صورتها الدينية تتسم بالازدواجية التي تتراوح بين كونها المدينة المقدسة والمدينة النجسة الزانية كما تصورها مؤرخوالعهد القديم في فترة الانقسام.

فحتى نهاية عصر القضاة في القرن التاسع قبل الميلاد وهوالعصر السابق على عصر شاؤول ومملكة داود وسليمان من بعده مباشرة، وكانت مدينة أوروساليم مدينة عربية كنعانية خالصة تحمل الاسمين معا أورساليم ويبوس، ويؤكد سفر القضاة على حقيقتين أساسيتين: الأولى أنه لم يكن هناك ملك في بني إسرائيل، وفي تلك الأيام حين لم يكن ملك في إسرائيل " .. " فسار من هناك بنوإسرائيل في ذلك الوقت جميع واحد إلى سبطه وعشيرته وخرجوا من هناك جميع واحد إلى ملكه، في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل، جميع واحد عمل ما حسن في عينيه".

أما الحقيقة الثانية فهي حتى حيث يقول سفر القضاة: "وفي تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل كان رجل لاوي متعربا في عقاب جبل ارايم... فلم يرد الرجل حتى يبيت بل قام ومضى واتى إلى لقاء يبوس، وهي أورشليم... وفيما هم عند يبوس والنهار قد انحدر جدا نطق الغلام لسيده تعال نميل إلى مدينة اليبوسيين هذه ونبيت فيها، فنطق له سيده، لا نميل على مدينة غريبة حيث ليس أحد من بني إسرائيل هنا نعبر إلى جعبة.. ونبيت جعبة أوفي الرامة".

وفي نهاية عصر القضاة يدخل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مرحلته الدامية التي ستؤدي فيما بعد إلى نهاية عصر القضاة، ودخول الإسرائيليين في عصر الملكية الموحدة بعد توحيد قبائل بني إسرائيل والذي حكم خلاله ثلاثة ملوك فقط هم شاؤول وداود وسليمان لكي تنقسم المملكة بعد موت سليمان إلى مملكتين إحداهما إسرائيل في شمال فلسطين والثانية يهوذا في جنوب فلسطين، وتشير الكثير من نصوص سفر القضاة التي تسلط الفلسطينيين وسيادتهم على الإسرائيليين، ويعود هذا الصراع الذي نشأ بين الكنعانيين وغيرهم من القبائل والجماعات العربية الساكنة في فلسطين وبين الإسرائيليين القادمين مع يشوع من شبة جزيرة سيناء بعد الخروج من مصر إلى حتى هذه الجماعات الإسرائيلية بدأت في التسلل إلى أرض كنعان والدخول إليها بوسائل عسكرية أحيانا وبوسائل سليمة أحيانا أخرى، وقد بدأت هذه الجماعة في الدخول إلى أرض كنعان بقيادة يشوع بعد موت موسى عليه السلام والذي توفي قبل حتى يدخل أرض كنعان حسب رواية سفر التثنية: "وصعد موسى من عربات موآب إلى جبل بنوإلى رأس الفسجة الذي قبالة أريحا فأراه الرب جميع الأرض من جلعاد إلى دان...، ونطق الرب هذه هي الأرض التي أقسمت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب قائلا لنسلك أعطيها قد رأيتك إياها بعينك ولكنك إلى هناك لا تعبر، فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب... ولم يعهد إنسان قبره إلى هذا اليوم" ويجب حتى نذكرها حتى سفر التثنية من الكتاب اليهودية المتأخرة الموضوعة خلال القرن السادس قبل الميلاد أي بعد موت موسى عليه السلام بسبعة قرون كاملة، وحول هذا العهد المعطى لموسى عليه السلام والمجدد للعهود السابقة المعطاة لإبراهيم وإسحاق ويعقوب يدور اللاهوت الإسرائيلي المتأخر الذي فهم العهد فهما بحتا في أنه يعني الأرض لا العهد الديني الأخلاقي الذي نصت عليه رسالات أنبياء بني إسرائيل والذي طالما نقضه بنوإسرائيل فاستحقوا العقاب المتكرر على ذلك، ويعتبر يشوع وفقا لهذا الفهم اللاهوتي الإسرائيلي هوالمنفذ الحقيقي للوعد المعطى لموسى عليه السلام، وكان بعد موت موسى عيد الرب حتى الرب وقع يشوع بن نون خادم موسى قائلا: "موسآ عبدي قد مات، فالآن قم اعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم أي لبني إسرائيل، جميع موضع تدوب بطون أقدامكم لكم أعطيته كما حدثت موسى، من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات جميع أرض الجشيين، وإلى البحر الكبير نحومغرب الشمسقد يكون تخمكم". وتكملة لهذه الهوية الدينية السياسية المتأخرة يبدأ الصراع مع سكان الأرض الأصليين: "فنطق يشوع لبني إسرائيل تقدموا إلى هنا وطرد... وطرد يطرد عبركم الكنعانيين والحيثيين والحوريين والفريزيين والجرجاشييين والأموريين واليبوسيين". وعبور يشوع بالإسرائيليين نهر الأردن يصور على أنه اجتياز ديني مؤكد بمعجزة إلهية مثلما عبر الإسرائيليون مع موسى نهر سوف: "على اليابسة عبر إسرائيل هذا الأردن، لأن الرب إلهكم قد يبس مياه الأردن عبركم حتى عبرته كما عمل الرب إلهكم ببحر يفترض أن الذي يبسه عبرنا حتى عبرنا، لكي تفهم جميع شعوب الأردن يد الرب أنها قوية لكي تخافوا الرب إلهكم جميع الأيام... وعندما سمع جميع ملوك الأموريين الذين في عبر الأردن غربا وجميع ملوك الكنعانيين الذي على البحر حتى الرب قد يبس مياه الأردن.. ذابت قلوبهم ولم يتبقى فيهم روح بعد ..". وتندلع الحروب بين هذه القبائل والشعوب العربية من أموريين وموآبيين وكنعانيين.

أما عن وضع أورشليم خلال هذا الصراع فقد كانت المدينة تحت حكم أدوني صادق.

وقد بذل ملك أورشليم الكنعاني جهودا كبيرة لوقف تقدم الإسرائيليين بزعامة يوشع: "فلما سمع أدوني صادق ملك أورشليم حتى يشوع قد أخذ عاي أوفد أدوني صادق ملك أورشليم إلى هوهام ملك حبرون وفرآم ملك يرموت ويافا ملك لخيس ودبير ملك عضلون يقول اصعدوا إلي وأعينوني فنضرب جبعون لأنها صاحت يشوع وبني إسرائيل فاجتمع ملوك الأموريين الخمسة ملك أورشليم وملك حبرون وملك برموت وملك لخيش وملك عجلون وصعدوا هم وكل جيوشهم ونزلوا على جبعون وحاربوها".

إلى غير ذلك يرأس ملك أورشليم هذا التحالف ضد يوشع وبني إسرائيل وحلفائهم، ولكنهم ينهزمون ولا يفهم مصير أورشليم سوى حتى ملكها تم قتله مع بقية الملوك المتحالفين حين قام يشوع بتقسيم الأراضي التي سقطت تحت سيادة الإسرائيليين، سقطت أورشليم في قرعة سبط بني يهوذا: "وقد بقيت أرض كثيرة جدا للامتلاك.. إنما اقسمها بالقرعة لإسرائيل ملكا كما أمرتك.. وكانت القرعة بسبط يهوذا حسب عشائرهم فصعد التخم في وادي ابن هنوم إلى جانب اليبوسي من الجنوب، وهي أورشليم".

ورغم هذه القسمة التي أسقطت أورشليم في نصيب بني يهوذا يشير سفر يشوع إشارة صريحة إلى حتى أورشليم لم تكن خالصة لليهوذيين من بني إسرائيل حيث لن يتمكن اليهوذيون من طرد السكان الأصليين: "وأما اليبوسيون الساكنون في أروشليم فلم يقدر بنويهوذا على طردهم، فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في أورشليم إلى هذا اليوم‎"، وكما وقع هذا في أورشليم كذلك وقع في جازر المدينة الكنعانية: "فلم يطردوا الكنعانيين الساكنين في جازر فسكن الكنعانيون في وسط أفرايم إلى هذا اليوم وكانوا عبيدا تحت الجزية". ونفس الشيء يحدث مع بني منسى من الإسرائيلين: "ولم يقدر بنومنسى حتى يملكوا هذه المدن فعزم الكنعانيون على السكن في تلك الأرض وكان لما تشدد بنوإسرائيل أنهم جعلوا الكنعانيين تحت الجزية ولم يطردوهم طردا".

إلى غير ذلك كان الحال إلى حتى توفي يشوع وهووضع يشير إلى تحقق السيادة لبني إسرائيل على أورشليم ولكن دون حتى يتمكنوا من طرد سكانها الأصليين من اليبوسيين الكنعانيين فقبلوا منهم الجزية.

ويستمر الصراع حول أورشليم في عصر القضاة بعد موت يشوع: "وحارب بنويهوذا أورشليم وأخذوها وضربوها بحد السيف وأشعلوا المدينة بالنار وبعد ذلك هبط بنويهوذا لمحاربة الكنعانيين سكان الجبل والجنوب والسهل"، ومع استمرار الصراع ورغم هذا التخريب الذي لحق بأورشليم لم يتمكن الإسرائيليون من طرد اليبوسيين: "وبنوبنيامين لم يطردوا اليبوسيون سكان أورشليم فسكن اليبوسيون مع بنوبنيامين في أورشليم إلى هذا اليوم‎"، وكان هذا هووضع الكنعانيين في البلدان الأخرى جازر وقطرون وعكووصيدون وغيرهم. وانتهى الأمر بسكن الإسرائيليين على اخلاف قبائلهم وسط الكنعانيين: "وإفرايم لم يطرد الكنعانيين الساكنين في جازر فسكن الكنعانيون في وسطه في جازر.. ولم يطرد آشي سكان عكوولا سكان صيدون .. فسكن الآشييون في وسط الكنعانيين سكان الأرض لأنهم لم يطردوهم.. ونفتالي لم يطرد سكان بيت شمس.. بل سكن وسط الكنعانيين سكان الأرض..".


يعتبر العصر الحديدي أكثر العصور جدلاً وأكثرها عرضة للتلفيق والتزوير، وقد مرت فلسطين في هذا العصر بتحولات اقتصادية واجتماعية جذرية كان من شأنها حتى تعيد البنية الحضارية والسياسية، وتنهي الفترة الأمورية والكنعانية.

فقد شهد غرب فلسطين الساحلي استيطان جماعات "الفستو" الإيجية التي اختلطت بالتراث الكنعاني وذابت فيه، والتي اتى منها اسم "فلسطين". وأما شمال فلسطين فقد شهد تدفقاً زراعياً كنعانياً، وحافظ على الهوية الكنعانية. وفي الوسط استقرت القبائل البدوية التي حاولت انتقاء ما يحلولها من العقائد الكنعانية في سبيل تكوين هوية خاصة بها دون جدوى، فقد ظل التراث الكنعاني مهيمناً.

وتظهر الآثار في القرن العاشر والتاسع قبل الميلاد النشاطات الواسعة للبناء والعمران، وهوما يشير إلى بقائها مدينة يبوسية كنعانية آثارياً، وعدم وجود ما يسمى "المملكة الموحدة" لإسرائيل ويهوذا، وعدم تميز القدس كمدينة خارجة عن السياق الكنعاني اليبوسي كأن تكون عبرية أويهودية.

وكانت مدينة دولة إسرائيل كما تبدوفي الآشوري العائد إلى عصر الملك شلمنصر الثالث (859-824 ق.م.) مدينة كنعانية، ولم تكن عبرية الهوية أوتوراتية الدين.

وفي القرن السابع قبل الميلاد ظهر دين يهوذا الذي انفصل عن الديانة الكنعانية اليبوسية على يد الملك يوشيا الذي عثر على سفر الشريعة.

وتعرض أهل يهوذا وتحديداً أهل أورشليم للسبي البابلي الأول على يد نبوخذ نصر الثاني، وكانوا في أولى خطواتهم لتكوين دين خاص بهم وهوالدين اليهوذي وليس اليهودي، وأما الدين اليهودي فقد تكون في العصر الحديدي الثالث أثناء الهيمنة الفارسية على الشرق الأدنى القديم.

في عام 586 ق.م تعرضت القدس للتدمير وحدث السبي البابلي الثاني، وأغلب سكان القدس اقتلعوا من أرضهم وهجروا إلى أرض بابل، ولم يكن التدمير للقدس من قبل بابل متعلقاً بأية مسألة دينية.

وظهرت فكرة الشتات مع السبي البابلي وليس مع السبي الآشوري لأن السبي البابلي طال عاصمة يهوذا وأهلها الذين سيشكلون الدين اليهودي فيما بعد، والسبي الآشوري طال مدينة السامرة، وهذه الفترة كانت بداية تدوين التراث الديني (المرويات التوارتية) وظهور الأنبياء الذين بنوا الأسس الأولى للدين اليهودي، ثم تطورت حدثة الشتات وأصبحت تطلق على جميع مجتمع يهودي خارج فلسطين.

ولم تعد القدس مدينة للمجتمع اليهودي إلا لفترات قليلة جدا بعد السبي الذي كان فيه مجتمع القدس, ولم تكن مدينة سياسية واجتماعية لليهود، وكانت هذه المدينة مثل باقي مدن فلسطين مكاناً لهجرة الناس ولقائهم من جميع أراتى فلسطين وما حولها.

وسقطت بابل عام 539 ق.م. بيد [قورش الثاني]] ملك الفرس، وأمر بإعادة أهل السبي إلى القدس ويهوذا، وكان أهل السبي خليطاً من الأقوام يعكس طبيعة سكان أهل القدس، وكان يقودهم زربابل وكانت أول أعمالهم بناء بيت الرب) أوالهيكل.

وظهر النبيان حجي وزكريا وبشرا بملوكية زربابل وبأنه المسيح المنتظر، وقد عاصر المؤرخ اليوناني هيرودوتس أحداث ما بعد السبي والعودة، ولم يذكر أي إشارة إلى اليهود وعودتهم وبناء الهيكل كما تقول المرويات التوراتية.


فترة إسرائيل واليهود (بيت داوود) القديمة

هكذا تشير نصوص العهد القديم إلى عدم قدرة القبائل الإسرائيلية على القضاء على الكنعانيين وقبولهم في النهاية الحياة وسط الكنعانيين الأمر الذي أدى في النهاية إلى اندماج الإسرائيليين في الكنعانيين وفي وقت مبكر إذ لم يتمكن البدوالإسرائيليون من مقاومة الحضارة الكنعانية ولا من مقاومة الوقوع تحت التأثير الديني الكنعاني: "وعمل بنوإسرائيل الشر في عيني الرب وعبدوا البعليم، وهجروا الرب إله آبائهم الذي أخرجهم من أرض مصر وساروا وراء آلهة أخرى من آلهة الشعوب الذي حولهم ، وسجدوا لها وأغاظوا الرب وهجروا الرب وعبدوا البعل وعشتاروت، فدفعهم بأيدي نهابين نهبوهم وباعهم بيد أعدائهم حولهم ولم يقدروا بعد على الوقوف أمام أعدائهم.. وأقام الرب قضاة فخلصوهم من يد ناهبيهم.. وقضاتهم أيضا لم يسمعوا بل زنوا وراء آلهة أخرى وسجدوا لها"، ولم يتوقف الأمر عند حد الوقوع في عبادة الإلهة الكنعانية ، ولكنهم اندمجوا اجتماعيا في الكنعانيين ووصل هذا الاندماج الاجتماعي إلى حد الزواج من الكنعانيات: "فسكن بنوإسرائيل في وسط الكنعانيين والحثيين والموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين، واتخذوا بناتهم لأنفسهم نساء وأعطوا بناتهم لبنيهم وعبدوا آلهتهم فعمل بنوإسرائيل الشرفي عيني الرب ونسوا الرب إلههم وعبدوا البعليم والسوارتي.. والعشاروت وآلهة أرام وآلهة صيدون وآلهة موآب وآلهة بني عمون وآلهة الفلسطينيين وبيد بني عمون ..ثم عاد بنوإسرائيل يعملون الشر في عيني الرب فدفعهم الرب ليد الفلسطينيين أربعين سنة".

ويشهجر في هذا الاختلاط بالكنعانيين والفلسطينيين أكابر بني إسرائيل، فهذا شمشون يختار لنفسه زوجة من بنات الفلسطينيين: "ونزل شمشون إلى تمنة ورأى امرأة في تمنة من بنات الفلسطينيين، فصعد وأبلغ أباه وأمه.. فالآن خذاها لي امرأة .. وفي ذلك الوقت كان الفلسطينيون متسلطين على إسرائيل"، ويروي سفر راعوث سيرة زواج اثنين من أبناء يهوذا بامرأتين موآبيتين أيام حكم القضاة.

ومن بين الأمور التي يتأثر فيها الإسرائيليون بالكنعانيين والفلسطينيين وغيرهم التأثر بنظام الحكم عند هذه الشعوب، وقد وضح هذا التأثير في مطالبة نبيهم صموئيل بأن يجعل لهم ملكا تقليدا للشعوب المحيطة بهم. ومن المعروف حتى النظام الذي كان سائدا حتى ذلك الوقت هونظام القضاة الذين كانوا يحكمون في بني إسرائيل فيقضون لهم ويديرون شؤونهم المتنوعة ويتولون قيادة حروبهم: "وكان لما شاخ صموئيل اخه جعل بنيه قضاة لإسرائيل... فاجتمع جميع شيوخ إسرائيل واتىوا إلى صموئيل إلى الرامة، ونطقوا له هوذا أنت قد شخت وابناك لم يسيرا في طريقك، فالآن اجعل لنا ملكا يقضي لنا كسائر الشعوب، فساء الأمر في عيني صموئيل إذ نطقوا اعطنا ملكا يقي لنا وصلى صموئيل إلى الرب فنطق الرب لصموئيل اسمع لصوت الشعب فيكل ما يقولون لك، لأنهم لم يرفضوك أنت بل إياي رفضوا حتى لا أملك عليهم.. ولكن أشهدن عليهم وأبلغهم بقضاء الملك الذي يمتلك عليهم.".


ومن الواضح النظرة السياسية السابقة على قيام الملكية في إسرائيل نظرة رافضة لنظام الملكية، فقد تجاوز حتى رفض القاضي جدعون حتى يعين نفسه ملكا أوحتى يعين عليهم أحد أبنائه ملكا: "ونطق رجال إسرائيل لجدعون تسلط علينا أنت وابنك وابن ابنك لأنك قد خلصتنا من يد مديان ، فنطق لهم جدعون لا أتسلط أنا عليكم ولا يتسلط ابني عليكم، الرب يتسلط عليكم".

ويشير رد صموئيل أيضا إلى رفض فكرة الملكية والحكم الملكي الوراثي ، ويستند هذا الرفض إلى الصفة الدينية الثيوقراطية التي كان عليها اتحاد القبائل الإسرائيلية في عصر القضاة، والذي ينتهي بصموئيل الذي يعتبر آخر القضاة في تاريخ بني إسرائيل، فقد كان أساس هذا الاتحاد دينيا وليس سياسيا لأن القبائل التي أعربت الولاء ليهوه كونت اتحادا دينيا حول الإله المحارب وحول اعتقاد عام مرتبط بشريعة مقدسة وبتأثير من الحضارة الكنعانية بدأت عملية توطين عبادة يهوه وتعديلها في اتجاه يؤكد تأثير الدين الكنعاني الزراعي ، فبعد المكاسب التي حققتها القبائل الإسرائيلية على حساب الكنعانيين والتي نتج عنها حتى اتباع يهوه أصبحوا أصحاب أرض انتزعوها من أصحابها الكنعانيين والفلسطيين وغيرهم.. أصبحت الحاجة ماسة إلى تغيير النظام السياسي بهدف الدفاع عن المكاسب الاقتصادية فبدأت في الظهور فكرة الملكية تقليدا للكنعانيين واستجابة لحاجة اقتصادية ويرفض جدعون وصموئيل هذا الاتجاه الجديد لما فيه من رفض مباشر لحكم يهوه وملكه الاتجاه إلى نظام الملك السائد بين الشعوب الأخرى في الشرق الأدنى، وقد أدت الظروف والضغوط المواتية إلى حدوث هذا التحول في تاريخ الإسرائيليين من اتحاد القبائل المرتبط بعبادة يهوه إلى النظام الملكي المدني الذي يسعى إلى المحافظة مع المكاسب الإقليمية والاقتصادية التي تحققت.

ومن أبرز هذه الضغوط استقرار الفلسطينيين على الساحل الفلسطيني وتقدمهم إلى المناطق الداخلية وإيقاعهم الهزيمة بالإسرائيليين مهددين الاتحاد القبلي: "غدا في مثل الآن أوفد إليك رجلا من ارض بنيامين فامسحه رئيسا لشعب إسرائيل فيخلص شعبي من يد الفلسطينيين"، وقد استولى الفلسطينيون أيضا على التابوت ودمروا معبد شيلوه ، وأصبحت الحاجة ملحة إلى تعيين ملك يحكم باسم يهوه ويقود إسرائيل في حروبها: "فأبى الشعب حتى يسمعوا بصوت صموئيل ونطقوا لا بلقد يكون علينا ملك فنكون نحن أيضا مثل سائر الشعوب ويقضي لنا ملكنا ويخرج أمامنا ويحارب حروبنا"، فيستجيب صموئيل مضطرا وغير مقتنع ومحاولا في نفس الوقت عدم السماح للملك المعين شاؤول بالجمع بين الأمور الدنيوية والدينية حيث احتفظ صموئيل بإدارة شؤون الدين.

وفي إحدى فقرات صموئيل الأول إشارة إلى ندم اليهود على تعيين شاؤول ملكا، ويشتم منه ندم إلهي على نظام الملكية ذاته: "والرب ندم لأنه ملك شاؤول على إسرائيل" وفي موضع آخر: "وكان كلام الرب إلى صموئيل قائلا: ندمت على أني قد جعلت شاؤول ملكا لأنه عاد من ورائي ولم يقم كلامي"، وكذلك: "لنك رفضت كلام الرب رفضك من الملك... لأنك رفضت كلام الرب فرفضتك الرب من حتى تكون ملكا على إسرائيل."

إلى غير ذلك تعددت التأثيرات الكنعانية على حياة الإسرائيليين الذين قدموا إلى أرض كنعان من مصر بعد خروج موسى عليه السلام بهم فقد سقطوا تحت التأثير الديني والسياسي والحضاري ببيئته الكنعانية، واندمجوا فيها اندماجا تاما، واخذوا عنها نظامها السياسي، وتحولوا من نظام الحكم القبلي الذي اعتمد على القضاة في إدارة شئون السلم والحرب إلى نظام الدولة بداية بشاؤول ثم وجود سليمان عليه السلام.


نشأة اللاهوت الأورشليمي

بعد حتى اتخذ داود مدينة أورشليم عاصمة له بدأ في الظهور فكر لاهوتي يربط المدينة بداود ويؤكد على الاختيار الإلهي لداود وأورشليم، أصبحت فيما بعد تشير إلى أورشليم ذاتها فقد ورد في العهد القديم على لسان سليمان: "مبارك الرب إله إسرائيل الذي وقع بفمه داود أبي وأكمل بيديه قائلا منذ يوم أخرجت شعبي من أرض مصر لم أختر مدينة من جميع أسباط إسرائيل لبناء بيت ليكون اسمي هناك ولا اخترت رجلاقد يكون رئيس لشعبي إسرائيل، بل اخترت أورشليم ليكون اسمي فيها واخترت داود ليكون على شعبي إسرائيل".

ويشير هذا النص إلى بداية الفكر اللاهوتي الذي ظهر حول أورشليم ليحولها بعد استيلاء داود عليها بناء سليمان للهيكل منها إلى المدينة المقدسة للإسرائيليين، المدينة التي يسكنها الرب في البيت الذي بني له باسمه والذي كان في نفس الوقت هوبيت الملك حتى يصطبغ الحكم بالصبغة الدينية، ويصبح الملك يحكم باسم الرب ومن بيته وحتى يجتمع في إنسان الملك صفة الملك والكاهن: "وكان لما أكمل سليمان بناء بيت الرب وبيت الملك"، وفي موضع آخر: "وبعد نهاية عشرين سنة بعدما بنى سليمان البيتين بيت الرب وبيت الملك"، ويؤكد هذا اللاهوت على الاختيار الإلهي لأورشليم وعلى مركزية العبادة فيها فهي ليست مجرد عاصمة سياسية لداود وسليمان ولكن شاء التفكير اللاهوتي المتأخر حتى يحولها أيضا إلى المركز الديني الوحيد لبني إسرائيل: "ولأجل أورشليم التي اخترتها"، وأيضا: "لأنه هكذا نطق الرب إله إسرائيل هاأنذا أمزق المملكة من يد سليمان أعطيك عشرة أسباط ويكون له سبط واحد من أجل عبدي داود ومن أجل أورشليم المدينة التي اخترتها في جميع أسباط إسرائيل.. أورشليم المدينة التي اخترتها لنفسي لأضع اسمي فيها".

ويلاحظ حتى هذا اللاهوت الأورشليمي يتطور في ظل ظروف غريبة وغير مواتية ولا يتناسب مع طبيعة الأحداث ولكنه التناقض الإسرائيلي الذي جعل الفكر اليهودي المتأخر الذي صاغ أسفار العهد القديم يبني لاهوت أورشليم في ظل ما سماه بعصيان داود وسليمان ونكثهما بالعهد والفرائض، وأول علامات التناقض في هذا اللاهوت الناشئ حول المدينة وحول داود حتى الرب الذي اختار أورشليم مدينة له واختار داود على شعبه إسرائيل يمنع داود المختار من بناء بيت الرب: "ونادى داود سليمان ابنه وأوصاه حتى يبني بيتا للرب إله إسرائيل ونطق داود لسليمان: يا ابني قد كان في قلبي حتى أبني بيتا لاسم الرب إلهي، فكان إلي كلام الرب قائلا قد سفكت دما كثيرا وعملت حروبا عظيمة فلا تبني بيتا لاسمي لأنك سفكت دماء كثيرة على الأرض أمامي، هوذا يولد لك ابنيقد يكون صاحب راحة وأريحة من جميع أعدائه حواليه لأن اسمهقد يكون سليمان فأجعل سلاما وسكينة في إسرائيل في أيامه هويبني بيتا لاسمي، وهوقد يكون لي ابنا وأنا له أبا وأثبت كرسي ملكه على إسرائيل إلى الأبد، الآن يا ابني ليكن الرب معك فتفهم وتبني بيت الرب إلهك كما تحدث عنك". إلى غير ذلك في الوقت الذي يختار فيه الرب داود يمنعه من بناء بيته لكثرة سفكه للدماء، ولحروبه الكثيرة والوجه الآخر للتناقض حتى أورشليم التي ادعى كتاب العهد القديم اختيارها مدينة للرب مع اختيار داود... نفس هذه المدينة المختارة يعلن الرب عن رغبته في تدميرها بسبب ذنوب داود وآثامه على حد تعبير كتاب العهد القديم فيرسل الرب عليها ملاكا ليهلكها: "فجعل الرب وباء في إسرائيل من الصباح إلى الميعاد فمات من الشعب من دان إلى بئر سبع سبعون ألف رجل، وبسط الملاك يده على أورشليم ليهلكها فندم الرب عن الشر ونطق للملاك المهلك الشعب كفى، الآن رد يدك.. فحدث داود الرب عندما رأى الملاك الضارب الشعب ونطق ها أنا أخطأت وأنا أذنبت وأما هؤلاء الخراف فماذا عملوا فلتكن يدك علي وعلي بيت أبي.. واستجاب الرب من أجل الأرض فكفت الضربة عن إسرائيل".

وليس هناك من تفسير لهذا التناقض في اختيار داود وأورشليم ورغبة الرب في تدمير أورشليم ورفضه حتى يبني داود بيتا له سوى حتى كتاب العهد القديم أرادوا حتى يضعوا نهاية لاختيار داود ليفسحوا المجال أمام اختيار إلهي حديث لسليمان لحل محل داود، وليس هناك من وسيلة لإبقاء على الاختيار الإلهي لداود مع الاختيار الإلهي الجديد لسليمان، وقد آثر كتاب العهد القديم الوقوع في التناقض مع ما فيه من تشويه للعقيدة وللذات الإلهية التي نراها مترددة في اختيارها، ونادمة على أفعالها أما الاختيار الإلهي الجديد لسليمان فنص عليه العهد القديم وعلى لسان داود المعترف بإثمه والقابل لاختيار ابنه من عند الرب: "لقد كان في نيتي حتى أبني بيتا يستقر فيه تابوت عهد الرب، ويكون موطئا لقدمي إلهنا، وقد جهزت ما يحتاجه هذا البناء من مواد. ولكن الله نطق لي: لا تبن أنت بيتا لاسمي، لأنك رجل حرب وقد سفكت دما. إذا الرب إله إسرائيل قد اصطفاني من جميع بيت أبي ليجعلني ملكا على إسرائيل إلى الأبد، وذلك لأنه اختار سبط يهوذا للرئاسة، ثم اختار بيت أبي من بين بيوت يهوذا، وقد سر حتى يفرزني من بين أبناء أبي ليوليني على ملك إسرائيل. ثم اصطفى ابني سليمان من بين أبنائي الكثيرين الذين رزقني بهم الرب، ليخلفني على عرش مملكة الرب، على إسرائيل. ونطق لي: إذا سليمان ابنك هوالذي يبني بيتي ودياري، لأنني اصطفيته لي ابنا وأنا أكون له أبا. فإن أطاع شرائعي وأحكامي وعمل بها كما هي عليه اليوم فإنني أثبت مملكته إلى الأبد.".

وسرعان ما يسقط هذا الاختيار الإلهي الجديد، فمثلما سقط داود في الإثم هكذا أيضا سقط سليمان، إلى غير ذلك يعلن الرب من حديث عن غضبه على مختاره سليمان، مما يضيف تشويها جديدا إلى الذات الإلهية سقط فيه كتاب العهد القديم في محاولاتهم المتكررة لتبرير تولية ملوكهم وإبدال بعضهم ببعض عن طريق الوسيلة القديمة البالية وهي وسيلة الاختيار الجديد الذي يلغي اختيارا قديما، وينتهي بنسبة الآثام والخطايا إلى المختارين، ونسبة التردد والندم إلى الرب وما ينطوي عليه ذلك من نقص في الفهم وعدم فهم بالسلوك المستقبلي لكل من داود وسليمان من قبل الرب، يقول العهد القديم في أمر سقط وقوله سليمان في الخطيئة الكبرى وهي اتباع آلهة أخرى وعلينا حتى نتذكر أنا خطيئة موجهة إلى نبي: "وأولع سليمان بنساء غريبات كثيرات، فضلاً عن ابنة فرعون، فتزوج نساء موآبيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحثيات، وكلهن من بنات الأمم التي نهى الرب بني إسرائيل عن الزواج منهم قائلاً لهم: لا تتزوجوا منهم ولا هم منكم، لأنهم يغوون قلوبكم وراء آلهتهم. ولكن سليمان التصق بهن لفرط محبته لهن. فكانت له سبعمائة زوجة، وثلاثمائة محظية، فانحرفن بقلبه عن الرب. فاستطعن في زمن شيخوخته حتى يغوين قلبه وراء آلهة أخرى، فلم يكن قلبه مستقيماً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه. وما لبث حتى عبد عشتاروث آلهة الصيدونيين، وملكوم إله العمونيين البغيض، وارتكب الشر في عيني الرب، ولم يتبع سبيل الرب بكمال كما عمل أبوه داود. وأقام على تل شرقي أورشليم مرتفعاً لكموش إله الموآبيين الفاسق، ولمولك إله بني عمون البغيض. وشيد مرتفعات لجميع نسائه الغريبات، اللواتي رحن يوقدن البخور عليها ويقربن المحرقات لآلهتهن فغضب الرب على سليمان لأن قلبه ضل عنه، مع أنه تجلى له مرتين، ونهاه عن الغواية وراء آلهة أخرى، فلم يطع وصيته."

هذه صورة سليمان مختار الرب في عيون كتاب العهد القديم والذي سرعان ما تخلوا عنه فاسقطوا اختياره بعد اتهامه بالشرك وحكموا على مملكته بالانقسام حتى بعده "لأنك انحرفت عني ونكثت عهدي، ولم تطع فرائضي التي أوصيتك بها، فإني حتماً أمزق أوصال مملكتك، وأعطيها لأحد عبيدك. إلا أنني لا أعمل هذا في أيامك، من أجل داود أبيك، بل من يد ابنك أمزقها. غير أني أبقي له سبطاً واحداً، يملك عليه إكراماً لداود عبدي، ومن أجل أورشليم التي اخترتها".


وضع أورشليم بعد انقسام مملكة داود وسليمان

انقسمت مملكة سليمان عيه السلام بعد موته إلى مملكتين إحداهما مملكة إسرائيل في شمال فلسطين وعاصمتها شكيم فالسامرة، والثانية مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم، والسبب الديني الذي يعطيه العهد القديم لانقسام المملكة هوهجر عبادة الإله الواحد يهوه وعبادة لآلهة متعددة "وحدث حتى يربعام خرج من أورشليم، فالتقاه النبي أخيا الشيلوني في الطريق. وكان النبي يرتدي رداءً جديداً، ولم يكن سواهما في الحقل، فتناول أخيا الرداء الجديد الذي عليه ومزقه اثنتي عشرة بترةً، ونطق ليربعام: خذ لنفسك عشر بترٍ، لأنه هكذا يقول الرب إله إسرائيل: هاأنا أمزق المملكة من يد سليمان وأعطيك عشرة أسباطٍ، ولا يبقى له سوى سبطٍ واحدٍ إكراماً لعبدي داود، ومن أجل أورشليم المدينة التي اخترتها من بين مدن إسرائيل. لأنه تخلى عني وسجد لعشتاروث إلاهة الصيدونيين، ولكموش إله الموآبيين، ولملكوم إله بني عمون، ولم يسلك في سبلي، ويصنع ما مستقيم في عيني، ولم يطع فرائضي وأحكامي كداود أبيه".

وبسبب انقسام المملكة تصبح أورشليم عاصمة للمملكة الجنوبية فقط وهي لا يتبعها سوى سبط يهوذا وحده الذي تبع بيت داود بينما ضمت المملكة الشمالية عشرة أسباط: "لم تبع بيت داود إلا سبط يهوذا وحده". وهوعقاب لبيت داود بسبب معصية سليمان: "واذل نسل داود من أجل هذا". ورغم النص على سبطا واحدا يتبع بيت داود فالعهد القديم يشير أيضا إلى تبعية سبط بنيامين لبيت يهوذا بعد الانقسام: "ولما اتى رحيعام إلى أورشليم جمع جميع بيت يهوذا وسبط بنيامين .. ليحاربوا بيت إسرائيل يردوا المملكة لرحيعام بن سليمان".

وهنا يظهر مركز حديث ينافس أورشليم على الزعامة في بني إسرائيل حيث قام يربعام ملك إسرائيل الشمالية ببناء شكيم واتخذها عاصمة لدولته ، وقد خشي ريعام من حتى يتسبب مركز أورشليم الديني لكل الإسرائيليين في عودة الملك إلى بيت داود فقام بإجراء بعض التغييرات التي تنهي مكانة أورشليم الدينية بالنسبة للشمالييين: "وبنى يربعام شكيم ي جبل إفرايم وسكن بها، ثم خرج من هناك وبنى فنوئيل، وقاتل يربعام في قلبه الآن ترجع المملكة إلى بيت داود إذا صعد هذا الشعب إلى سيدهم إلى رحيعام ملك يهوذا وتقتلوني ويرجعوا إلى رحيعام ملك يهوذا فاستشار الملك وعمل عجلي مضى ونطق لهم، كثير عليكم حتى تصعدوا إلى أورشليم، هوذا آلهتك يا إسرائيل الذين اصعدوك من ارض مصر ووضع واحد في بيت إيل وجعل الآخر في دان، وكان هذا الأمر خطية وكان الشعب يمضىون إلى أمام أحدهما حتى إلى دان، وبنى بيت المرتفاعات وصير كهنة من أطراف الشعب لمقد يكونوا من بني لاوي، وعمل يربعام عيدا في الشهر الثامن في اليوم الخامس عشر من الشهر كالعيد الذي في يهوذا واصعد على المنتج.. فعمل عيدا لبني إسرائيل".

وقد اتضح من النص السابق حتى يربعام اهتم ببناء عاصمته جديدة هي شكيم ثم أراد حتى يحول الإسرائيليين عن أورشليم كمركز ديني به بيت الرب هيكل سليمان فأقام بيتين للعبادة الأول في بيت إيل والثاني في دان، ووضع عجلا مضىيا في جميع بيت منهما، وطلب من الإسرائيليين حتى يقدموا ذبائحهم في بيت إيل وفي دان، أما التغيير الديني الجريء الآخر هوتعيين كهنة من غير سبط لاوي المختص بالكهنوت في بني إسرائيل، وإقامة عيد حديث يحل محل العيد القديم الذي يقام في أورشليم، وقد قصد من هذه التغييرات الدينية خلق مركز ديني حديث في الشمال يحل محل أورشليم بالنسبة للشماليين حتى لا يضطروا إلى الذهاب إلى أورشليم الأمر الذي يهدد مملكته سياسيا.

وتتعرض أورشليم في السنة الخامسة من ملك رحيعام بني سليمان عليها إلى غزوة مصرية: "وفي السنة الخامسة من ملك رحيعام صعد شيشق ملك مصر إلى أورشليم وأخذ خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وأخذ جميع شيء وأخذ جميع أتراس المضى التي عملها سليمان."، وجدير بالذكر حتى أم رحبعام بن سليمان عربية عمونية: "وأما رحيعام بني سليمان فهلك في يهوذا، وكان رحيعام ابن أحدى وأربعين سنة حين ملك وملك سبع عشرة سنة في أورشليم المدينة التي اختارها الرب لوضع اسمه فيها من جميع أسباط إسرائيل، واسم أمه نعمة العمونية.. وكانت حرب بين رحيعام ويربعام جميع الأيام، ثم اضطجع رحيعام مع آبائه ودفن مع آبائه في مدينة داود".

ويبدوحتى ترصة التي بناها بريعام لم تتمكن من منافسة أورشليم دينيا، لذلك قام عمري ملك إسرائيل ببناء مدينة جديدة لمنافسة أورشليم سياسيا ودينيا لأنها ستصبح فيما بعد المركز الديني المنافس لأورشليم على مدى تاريخ المملكة الشمالية وحتى سقوطها على يد الآشوريين عام 721ق.م.: "في السنة الواحدة والثلاثين لآسا ملك يهوذا ملك عمرى على إسرائيل اثنتي عشرة سنة، ملك في ترصة ست سنين، واقتنى جبل السامرة من شامر بوزتنيني من الفضة وبنى على الجبل ونادى اسم المدينة التي بناها باسم شامر صاحب الجبل السامرة"، إلى غير ذلك تغيرت عاصمة الشمال من شكيم إلى ترصة إلى السامرة وقد ملك بعد عمرى ابنه آحاب الذي تأثر بعبادة زوجته إيزابل ابنة ملك الصيدونيين: "فعبد البعل وسجد له وأقام مذبحا للبعل في بيت البعل الذي بناه ف السامرة".

وتتعرض أورشليم للغزوعدة مرات فقد صعد إليها جزائيل ملك أرام ، واضطر يهوآشي ملك يهوذا إلى أخذ جميع الأواني والأدوات المقدسة: "وكل المضى الموجود في خزائن بيت الرب وبيت الملك وأوفدها إلى جزائيل ملك أرام فصعد عن أورشليم"، وفي عهد أمصيا ملك يهوذا تتعرض أورشليم للغزومرة أخرى على يد لهوآش ملك إسرائيل الذي "اتى إلى أورشليم، وهدم سور أورشليم من باب أفرايم إلى باب الزاوية.. وأخذ جميع المضى والفضة وجميع الآنية الموجودة في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك والهناء ورجع إلى السامرة". وفي عصور الملوك المتأخرين من ملوك إسرائيل الشمالية يبدأ الغزوالآشوري على يد تجلات بلاس ملك آشور ويتم سبي الإسرائيليين إلى آشور: "في أيام فقع ملك إسرائيل اتى تغلث فلاسر ملك أشور وأخذ عيون وآبل بعيت معكة ويانوح وقادش وحاصور وجلعاد والجليل وكل أرض نعتالي وسباهم إلى آشور .. وصعد ملك آشور شلمنصر على جميع الأرض وصعد إلى السامرة وحاصرها ثلاث سنين، في السنة التاسعة لهوشع (ملك إسرائيل) أخذ ملك آشور السامرة وسبى إسرائيل إلى آشور وأسكنهم في حكم وخابور نهر جوزان وفي مدن". ووفقا للنظام العسكري الآشوري فقد تم تفريغ السامرة من سكانها: "وأتى ملك أشور بقوم من بابل وكوث وعوا وحماة وسفراوايم وأسكنهم في مدن السامرة وعوضا عن بني إسرائيل فامتلكوا السامرة وسكنوا في مدنها".

وأما أورشليم فنجوا مؤقتا من مصير السامرة إذ يضطر ملك آشور سنحاريب إلى الانسحاب قافلا إلى بلاده بسبب ظهور قوى داخلية في بلاد النهرين مهددة لملك آشور ومن أهمها القوة البابلية الجديدة، وتفنن اللاهوت الأورشليمي في إعطاء العلل الدينية والتبريرات الاهوتية لنجاة أورشليم من مصير السامرة، ويبدأ هذا اللاهوت بعرض التهديدات الآشورية لأورشليم في صورة التحدي الذي يعرضه ملك آشور إذا كان إله أورشليم يستطيع حتى يقوم بما لم تقوم به الآلهة الأخرى فيحمي أورشليم من آشور: "هل أنقذ آلهة الأمم جميع واحد أرضه من يد ملك آشور، أني ىلهة حماة وأرفاد أين آلهة سفروايم وهنع وعوا، هل أنقذوا السامرة من يدي من جميع آلهة الأراضي أنقذ أرضهم من يدي حتى ينقذ الرب أورشليم من يدي"، ويرسل حزقيا ملك يهوذا إلى النبي أشعيا يبحث عنده عن إجابة أومخرج من هذا التحدي والتهديد الآشوري، ويأتي رد أشعيا: "لا تخف بسبب الكلام الذي سمعته الذي جدف على به غلمان ملك آشور .."، ويمضي هذا التفسير الديني لعودة سنحاريب إلى بلاده وعدم غزوه لأورشليم: "هاأنذا أجعل فيه روحا فيسمع خبرا ويرجع إلى أرضه وأسقطه بالسيف في أرضه"، ويتمادى المفسر الإسرائيلي المتأخر في تصوير موقف أورشليم من سنحاريب فنصورها رغم عفها الشديد في صورة المدينة المحتقرة المستهزئة بسنحاريب: "احتقرتك واستهزأت بك العذراء ابنة صهيون، ونحوك انغصت ابنة أورشليم راسها من غيرت وجدفت وعلى من عليت صوتا وقد حملت إلى العلا عينيك على قدوس إسرائيل"، وينتهي هذا التفكير اللاهوت بطرح فكرة بقية إرائيل بمعنى حتى أورشليم تنجومن الدمار لأن منها تخرج البقية التي تنجومن الغزووالتدمير وتكون بذرة جديدة لإسرائيل: "لأنه من أورشليم تخرج البقية والناجون من جيل صهيون.. لذلك هكذا نطق الرب عن ملك أشور، لا يخل هذه المدينة ولا يرمي هناك سهما ولا يتقدم عليها بترس، ولا يقيم عليها مترسة، في الطريق الذي اتى فيه يرجع وإلى هذه المدينة ولا يدخل يقول الرب: واحامي عن هذه المدينة لأخلصها من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي".

أما قرار انسحاب سنحاريب وعودته إلى بلاده آشور فيصوره العهد القديم أنه تم على أثر هزيمة مريرة، سقطت بجيش آشور على يد ملاك الرب: "وكان في تلك الليلة حتى ملاك الرب خرج وضرب من جيش أشور مائة ألف وخمسة وثمانين ألفا، ولما بكروا صباحا راجعا وأقام في نينوى"، بل إنه تقتل في بيته آاهة كما تنبأ أشعيا.

هكذا يصور الالهوت الاورشليمي نجاة أورشليم وسقوط جيش سنحاريب بواسطة ملاك الرب وعودة سنحاريب إلى نينوي بله ويتجاهل هذا الاهوت العوامل السياسية والعسكرية والظروف المتغيرة التي دفعت سنحاريب وجيشه إلى اتخاذ قرار الانسحاب والعودة‎.ومع ذلك سرعان ما ينسى واضع هذا الاهوت حول أورشليم المدينة وقداستها وفوزها الإعجازي على جيش الإمبراطورية الأشورية ليتنبأ على المدينة بالدمار والخراب على يد بابل، ففي الإصحاح التالي مباشرة وفي عصر نفس الملك حزقيا الذي حدثت المعجزة الإلهية في عصره وعلى يد نفس النبي إشعيا الذي أعرب المعجزة نقرأ: "هوذا تأتي أيام يحمل فيها جميع ما في بيتك وما ذخره آباؤك إلى هذا اليوم إلى بابل، ولا يهجر شيء يقول الرب، ويؤخذ من بيتك الذين تلدهم فيكونون خصيانا في قصر ملك بابل ففي الإصحاح التالي مباشرة وفي عصر منسي بن حزقيا الذي حدثت المعجزة الإلهية في عصره وعلى يد نفس النبي أشعيا الذي أعرب المعجزة نقرأ: "هوذا تأتي أيام يحمل فيها جميع ما في بيتك وما ذخره آباؤك إلى هذا اليوم إلى بابل ، ولا يهجر شيء يقول الرب، ويؤخذ من بيتك الذين تلدهم فيكونون خصيانا في قصر ملك بابل وفي عصر منسى بن حزقيا... هاأنذا جالب شرا على أورشليم ويهوذا.. وأمد على أورشليم خيط السامرة.. وأمسح أورشليم كما يمسح واحد الصحن بمسحه وتعلبه على وجهه وأرفض بقية ميراثي وأدفعهم إلى أيدي أعدائهم فيكونون غنيمة ونهبا لجميع أعدائهم، لأنهم عملوا الشر في عيني وصاروا يغيظونني من اليوم الذي فيه خرج آباؤهم من مصر إلى اليوم."

وتناب أورشليم الكثير من الاضطرابات خلال عصور ملوك يهوذا الضعاف قبل الغزوالبابلي، ففي عصر منسي تسفك الدماء في المدينة: "وسفك أيضا منسي دما برا كثيرا جدا حتى ملأ أورشليم من الجانب إلى الجانب فضلا عن خطته التي بها جعل يهوذا يخطئ بعمل الشر في عيني الرب‎" وفيعهد يهوآجاز بني يوشيا يستمر عمل الشر رغم الإصلاحات الدينية التي قام بها أبوه يوشيا، الذي اغتال على يد المصريين في أيام فرعون مصر نخوحين خرج يوشيا للقائه عند مجدوحين صعود على ملك أشور، وقد أسر الفرعون نخويهوآجاز بن يوشيا ومنعه من حتى يملك في أورشليم: "وأسره فرعون في ربلة في أرض حماة لئلا يملك في أورشليم، وغرم الأرض بمائة وزنة من الفضة ووزنة من المضى وملك فرعون نخوالياقيم بن يوشيا عوضا عن يوشيا أبيه وغير اسمه إلى يهوياقيم وأخذ يهواحاز واتى إلى مصر فمات هناك ودفع يهوياقيم الفضة والمضى لفرعون".

وأخيرا يقوم بنوخذ نصر ملك بابل يغزويهوذا ويحاصر أورشليم ويصور مؤرخ العهد القديم هذا الغزوفي صورة عقاب إلهي ليهوذا وملوكها على خطاياهم المتكررة: "صعد بنوخذنا جير ملك بابل فكان له يهوياقيم عبدا ثلاث سنين ثم عاد فتمرد عليه فأوفد الرب عليه غزاة الكلدانيين وغزاة الموآبيين وغزاة بني عمون وأوفدهم على يهوذا ليبيدها حسب كلام الرب الذي تحدث به عن يد عبيده الأنبياء" وفي عهد يهوياكيني بن يهوياقيم تقع أورشليم تحت الحصار البابلي: "في ذلك الزمان صعد عبيد بنوخذ ناصر ملك بابل إلى أورشليم فدخلت المدينة تحت الحصار واتى بنوخذ ناصر ملك بابل على المدينة وكان عبيده يحاصرونها" ووفقا للسياسة البابلية يتم سبي أهل مدينة أورشليم إلى بابل ويستولي ملك بابل على خزائن الهيكل وبيت الملك: "وسبى جميع أورشليم وكل الرؤساء وجميع جبابرة البأس عشرة آلاف مسبي وجميع الصناع والأقيات، لم يبق أحد إلا مساكين شعب الأرض، وسبى يهوياكينى إلى بابل وأم الملك ونساء الملك وخصيانه وأقوياء الأرض سباهم من أورشليم إلى بابل وجميع أصحاب البأس سبعة آلاف والصناع والقيان ألف وجميع الأبطال أهل الحرب سباهم ملك بابل إلى بابل.

وتقع أورشليم من حديث تحت الحصار البابلي في عهد صدقيا حيث: "اتى نبوخذ ناصر ملك بابل هووكل جيشه على أورشليم ونزل عليها وبنوا عليها أبراجا حولها" ودخلت المدينة تحت الحصار إلى السنة الحادية عشرة للملك صدقيا: "وتتعرض المدينة لمجاعة شديدة ويهرب المقاتلون منها" اشتد الجوع في المدينة ولم يكن خبزا لشعب الأرض فثغرت المدينة وهرب جميع رجال القتال ليلا" ويهرب ملكها فتلحقه جيوش البابليني وتأسره إلى بابل.

ويقوم البابيليون بإحراق أورشليم وتشريد أهلها وسبيهم وتخريب الهيكل وحمل آنيته وأدواته إلى بابل: "وإحراق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم وكل بيوت العظماء احرقها بالنار وجميع أسوار أورشليم مستديرا هدمها جميع جيوش الكلدانيين مع رئيس الشرئ وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة والاريون الذين هربوا إلى ملك بابل وبقية الجمهور سباهم بنوزرادان رئيس الشرط.. وأعمدة النحاس التي في بيت الرب كسرها الكلدانيون وحملوا نحاسها إلى بابل".

هكذا تم تدمير أورشليم بعد إحراقها وتدمير هيكلها ونقل آنيته وأدواته المقدسة إلى بابل، وتم سبي أهل أورشليم وساقتها إلى بابل، بينما هرب بقية السكان إلى مصر: فقام جميع الشعب من الصغير إلى الكبير ورؤساء الجيوش إلى مصر لأنهم خافوا من الكلدانية"، ويعلل المؤرخ الإسرائيلي المتأخر هذه الأحداث التي سقطت لأورشليم ولبيت الرب التعليل المعتاد وهوالعقاب الإلهي للمدينة وأهلها وملوكها بسبب هجرهم عبادة يهوه ووقوعهم في العبادة الأجنبية: "فنطق الرب إني انزع يهوذا أيضا عبري كما نزعت إسرائيل وأرفض هذه المدينة التي اخترتها أورشليم والبيت الذي قلتقد يكون اسمي فيه". وكما بدأ اللاهوت الأورشليمي بتقديس المدينة واختيارها مدينة لله واختيار داود انتهى برفض المدينة ورفض اختيارها ورفض بيت الرب الذي أقيم له فيها.


الفترة الأشورية الجديدة والبابلية الجديدة

الفترة الأخمينية

Reverse, with lily (symbol of Jerusalem)
Judean silver Yehud coin (ma'ah) from the Persian era with Aramaic inscription in ancient Hebrew script, "יהד" "Yehud" (Judea)

استمرت سيطرة اليهود على أورشليم من عهد داود حوالي سنة 1000 ق. م إلى حتى فتحها نبوخذ نصر (بختنصر) في سنة 586 ق.م ودمرها ونقل السكان اليهود إلى بابل (السبي البابلي ) وبعد حتى استولى الفرس على سورية وفلسطين جاز الملك كورش سنة 538 ق.م لمن أراد من الأسرى اليهود بالرجوع إلى أورشليم.

التاريخ القديم الكلاسيكي

تنص المخطوطات العبرانية على حتى النبي داود دام حكمه لمملكة إسرائيل 40 عامًا، وبالتحديد حتى سنة 970 ق.م، وبعد وفاته خلفه ولده سليمان الذي حكم طيلة 33 عامًا، وفي عهده تمّ تشييد هيكل المدينة على جبل موريا، بالإضافة إلى هيكل سليمان الشهير، الذي يلعب دورًا مهمًا عند اليهود، كونه يمثل المستودع الذي حُفظ فيه تابوت العهد وفقًا للمعتقد اليهودي. أصبحت القدس تُسمى بالمدينة المقدسة في عام 975 ق.م، وشكّلت عاصمة لمملكة إسرائيل الموحدة، وبعد وفاة سليمان انقسمت المملكة إلى قسمين شمالي وجنوبي وذلك بعد تمرد الأسباط العبرية الشمالية بسبط يهوذا الجنوبي الذي كان آل داود ينتمون إليه. سُمي القسم الجنوبي بمملكة يهوذا في الجنوب، وأصبحت القدس عاصمة لها تحت قيادة رحبعام بن سليمان. وفي سنة 587 ق.م، احتل الملك البابلي "نبوخذ نصّر الثاني" مدينة القدس بعد حتى هزم آخر ملوك اليهود "صدقيا بن يوشيا"، ونقل من بقي فيها من اليهود أسرى إلى بابل بمن فيهم الملك صدقيا نفسه، وعاث في المدينة دمارًا وخرابًا وأقدم على تدمير هيكل سليمان، مما أنهى الفترة التي يُطلق عليها المؤرخون تسمية "عهد الهيكل الأول".

من سلسلة منطقات عن
المسيحية

الأسس والعقائد
يسوع المسيح
الثالوث الأقدس (الأب ، الابن ، الروح القدس)
كرستولوجيا· الكتاب المقدس·
فهم اللاهوت المسيحي. قانون الإيمان
تلاميذ المسيح· الكنيسة· ملكوت الله· إنجيل
تاريخ المسيحية· الخط الزمني

الكتاب المقدس
العهد القديم· العهد الجديد
الوصايا· عظة الجبل
الولادة· قيامة يسوع· الإرسالية الكبرى
الوحي· الأسفار· القانون· أبوكريفا
التفسير· السبعينية· الترجمات

الثيولوجيا المسيحية
تاريخ الثيولوجيا· الدفاع
الخلق· سقوط الإنسان· الميثاق· الشريعة
النعم· الإيمان· الغفران· الخلاص
تقديس· تأله· العبادة
فهم الكنيسة· الأسرار المقدسة· الأخرويات

التاريخ
المبكرة· المجامع المسكونية· العقائد
الانشقاق· الحملات الصليبية· الإصلاح البروتستانتي

مسيحية شرقية
أرثوذكسية شرقية· أرثوذكسية مشرقية
مسيحية سريانية· كاثوليكية شرقية

مسيحية غربية
كاثوليكية غربية · بروتستانتية
كالفينية · معمدانية · لوثرية
أنگليكانية· تجديدية العماد
إنجيلية · ميثودية . مورمونية
أصولية · ليبرالية · خمسينية
كنيسة الوحدة · . شهود يهوه
فهم مسيحي . توحيدية . الأدفنتست
مواضيع مسيحية
الفرق· حركات· محاولات التوحيد المسيحية
موعظة· الصلاة· موسيقى
ليتورجيا· افخارستيا· الرهبنة· تقويم· الرموز· الفن

شخصيات مهمة
رسل المسيح الاثنا عشر. الرسول بولس
آباء الكنيسة. قسطنطين. أثناسيوس· أوغسطينوس
انسيلم· الأكويني· بالاماس· ويكليف
لوثر· كالفن· جون ويزلي

بوابة المسيحية

    


بعد 50 سنة من السبي إلى بابل، جاز الملك الفارسي قورش الكبير عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود في بابل بالعودة إلى القدس وإعادة بناء الهيكل المهدم، فعاد عدد من اليهود إلى القدس وشرعوا ببناء الهيكل الثاني، وانتهوا من العمل به سنة 516 ق.م، في عهد الملك الفارسي دارا الأول، وعُرف فيما بعد بمعبد حيرود تيمنًا بملك اليهود حيرود الكبير الذي قام بتوسيعه. وحوالي سنة 445 ق.م، أصدر الملك الفارسي "أرتحشستا الأول" مرسومًا جاز فيه لسكان المدينة بإعادة بناء أسوارها، واستمرت المدينة عاصمة لمملكة يهوذا طيلة العقود التي تلت. فقدت الإمبراطورية الفارسية فلسطين بما فيها القدس لصالح القائد والملك المقدوني، الإسكندر الأكبر، عام 333 ق.م، وبعد وفاته استمر خلفاؤه المقدونيون البطالمة في حكم المدينة، واستولى عليها في العام نفسه بطليموس الأول وضمها مع فلسطين إلى مملكته في مصر عام 323 ق.م. ثم في عام 198 ق.م، خسر بطليموس الخامس القدس ومملكة يهوذا لصالح السلوقيين في سوريا، بقيادة أنطيوخوس الثالث الكبير. حاول الإغريق حتى يطبعوا المدينة بطابعهم الخاص ويجعلوا منها مدينة هيلينية تقليدية، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل سنة 168 ق.م، عندما قام المكابيين بثورة على الحاكم أنطيوخوس الرابع، تحت قيادة كبير الكهنة "متياس" وأبنائه الخمسة، ونجحوا بتأسيس المملكة الحشمونائيمية وعاصمتها القدس سنة 152 ق.م. استولى قائد الجيش الروماني "پومپيوس الكبير"، على القدس في عام 63 ق.م بعد حتى استغل صراعًا على سدّة المُلك بين الملوك الحشمونائيمية، وبهذا ضُمت القدس إلى الجمهورية الرومانية.


فترة الممالك الهيلينية (البلطمية/السلوقية/الحشمونائيمية)

ظلت البلاد تحت الحكم الفارسي إلى حتى فتحها الإسكندر المقدوني سنة 332 ق.م، وتأرجحت السيطرة على أورشليم في عهد خلفائه البطالمة والسلوقيين وقد تأثر السكان في هذا العهد الهلينستي بالحضارة الإغريقية.

فترة القدس الرومانية

Prutah of Agrippa I. Inscription in Greek, "of king Agrippa"


الثورة اليهودية الأولى على شيكل عام 68. الوجه: "شيكل إسرائيل ثلاثة أعوام". الظهر: "اليهودية المقدسة"
نهب القدس. داخل الأبواب عند قوس تيوس، روما. The Menorah from the Temple is seen being carried in the victory procession
Judaea Capta coin of Vespasian, struck in 71 to celebrate Rome's victory in the Jewish Revolt. Legend on reverse: IVDEA CAPTA, "Judaea conquered".



Bar Kochba revolt silver Shekel. Obverse: the Jewish Temple facade with the rising star, surrounded by "Shimon". Reverse: A lulav, the text reads: "To the freedom of Jerusalem"

بعد فترة من الفوضى استولى الرومان على سورية وفلسطين ودخل القائد الروماني بومبي أورشليم في سنة 63ق.م، وقد جاز الرومان لليهود بشيء من الحكم الذاتي، ونصبوا في سنة 37 ق.م هيرودس الأدومي الذي اعتنق اليهودية ملكاً على الجليل وبلاد يهودا، فظل يحكمها باسم الرومان حتى السنة الرابعة الميلادية.

وفي عهد الإمبراطور نيرون بدأت ثورة اليهود على الرومان فقام القائد تيتوس في سنة70م باحتلال أورشليم وفتك باليهود. ولما قامت ثورة اليهود من حديث بقيادة باركوخيا سنة 132 م أسرع الإمبراطورهادريانوس إلى إخمادها سنة135 ، وخرب أورشليم وأسس مكانها مستعمرة رومانية يحرم على اليهود دخولها، أطلق عليها اسم "ايليا كابيتولوينا" ولما اعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية أعاد إلى المدينة اسم أورشليم وقامت والدته هيلانة ببناء الكنائس فيها.

الحكم الروماني


الحكم البيزنطي

العصور الوسطى

احتلت مدينة بيت المقدس في الدعوة الإسلامية من البداية مكاناً هاماً فقد أشير إليها عدة مرات في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي وكانت قبلة الإسلام الأولى واليها كان إسراء النبي محمد ومنها كان عروجه.

بعد هزيمة الروم في معركة اليرموك، أصبح الطريق مفتوحاً إلى بيت المقدس وطلب أبوعبيدة بن الجراج من الخليفة حتى يأتي إلى المدينة لأن سكانها يأبون التسليم إلا إذا جاء شخصياً لتسلم المدينة، وقد مضى عمر إلى بيت المقدس سنة 15هـ / 636 م ومنح الأمان لأهلها وتعهد لهم بأن تصان أرواحهم وأموالهم وكنائسهم وبألا يسمح لليهود بالعيش بينهم ومنح عمر سكان المدينة الحرية الدينية لقاء دفع الجزية ورفض حتى يصلي في كنيسة القيامة لئلا تتخذ صلاته سابقة لمن يأتي بعده، ومضى إلى مسقط المسجد الأقصى فأزال بيده ما كان على الصخرة من أقذار، وبنى مسجداً في الزاوية الجنوبية من ساحة الحرم، وتميز الحكم العربي الإسلامي بالتسامح الديني، واحتفظ المسيحيون بكنائسهم وبحرية أداء شعائرهم الدينية.

الخلفاء الراشون، الأمويون والعباسيون

خريطة القدس في 958–1052, حسب الجغرافيين العرب مثل المقدسي.
هيرفورد ماپا موندي، تصور القدس في وسط العالم.

بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة المشرفة سنة 72 هـ /691 م، وأقام الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى بعد ذلك بسنوات قلائل (حوالي سنة 90 هـ .وواصل الخلفاء العباسيون الاهتمام بالقدس فزارها منهم المنصور (136-158 هـ/574 –775 م ) والمهدي ( 158 –169 هـ /775 –785 م ) والمأمون (198 – 218هـ / 813 –833 م ) عند عودته من زيارة مصر ، وقد جرت في عهد الخلفاء الثلاثة تغييرات وتجديدات فيالمسجد الأقصى وقبة الصخرة بعد الخراب الذي نتج عن الزلازل المتكررة.


فترة الخلافة الفاطمية

في سنة 359 / 969 م استولى الفاطميون على القدس، وقد تميز حكـم الحاكم بأمـر الله (386 –411 هـ/ 996 – 1020 م ) بالتعصب الديني واضطهاد النصارى فهدم كنيسة القيامة وغيرها من الكنائس وأسقط بالمسيحية شتى أنواع الاضطهاد، ولكن ذلك لم يصبهم وحدهم فلم يكن المسلمون من رعاياه أفضل حالاً بكثير.


فترة مملكة القدس (الصليبيون)

وفي عهد الدولة الفاطمية استطاع الصليبيون الاستيلاء على بيت المقدس عام 1099 وبقيت في أيديهم حتى عام 1187م إلى حتى استطاع القائد صلاح الدين الأيوب يتخليصها منهم بعد معركة حطين. وقد أزال صلاح الدين الصليب عن قبة الصخرة، وحمل فيها المصاحف وعين لها الأئمة ووضع في المسجد الأقصى المنبر الذي كان قد أمر نورالدين محمود بن زنكي بصنعه ودشن إنشاءات إسلامية كثيرة في القدس أهمها مدرسة الشافعية (الصلاحية) وخانقاه للصوفية ومستشفى كبير (البيمارستان)، وأشرف بنفسه على تلك الإنشاءات، بل شارك بيديه في بناء سور القدس وتحصينه، وعقد في المدينة مجالس الفهم.

تولى حكم القدس بعد صلاح الدين ابنه الملك الأفضل الذي وقف المنطقة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من الحرم على المغاربة، حماية لمنطقة البراق المقدسة، وأنشأ فيها مدرسة، وممن حكم القدس من الأيوبيين بعد الأفضل الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الذي أجرى تعميرات في جميع من المسجد الأقصى والصخرة وأنشأ ثلاث مدارس للحنفية (وكان الحنفي الوحيد من الأسرة الأيوبية)، ولكن المعظم عاد فدمر أسوار القدس خوفاً من استيلاء الصليبيين عليها وضرب المدينة فاضطر أهلها إلى الهجرة في أسوأ الظروف وتلا المعظم بعد فترة وجيزة أخوة الملك الكامل الذي عقد اتفاقاً مع الإمبراطور فردريك الثاني ملك الفرنجة، سلمه بموجبه القدس ما عدا الحرم الشريف، وسلمت المدينة وسط مظاهر الحزن والسخط والاستنكار سنة 626هـ/1229 م وبقيت في أيديهم حتى 637 هـ / 1239 عندما استردها الملك الناصر داود بن أخي الكامل، ثم عادت إلى المسلمين نهائياً سنة 642 هـ / 1244 عندما استردها الخوارزمية لصالح نجم الدين أيوب ملك مصر.


الأيوبيون، المماليك البحرية، والمماليك البرجية

برج القلعة في القدس.
View and Plan of Jerusalem. A woodcut in the "Liber Chronicarum Mundi", Nuremberg, 1493

دخلت القدس في حوزة المماليك في سنة 651 هـ/ 1253 م وفي عصر المماليك حظيت المدينة باهتمام ملحوظ وقام سلاطينهم: الظاهر بيبرس (ت 676 هـ/ 1277 م) وسيف الدين قلاوون (حكم من 679 –689 هـ / 1280 –1290 م ) والناصـر محمد بـن قـلاوون (ت 741 هـ / 1340 م ) والأشرف قايتباي (حكم من 893 – 903هـ / 1486 –1496 م ) وغيرهم بزيارات عدة للقدس، وأقاموا منشآت دينية ومدنية مختلفة فيها كانت آيه للعمارة، وأجروا تعميرات كثيرة في قبة الصخرة والمسجد الأقصى، ومنالمنشآت التي أقامها المماليك زهاء خمسين مدرسة وسبعين ربط وعشرات الزوايا.

وفي سنة 777 هـ جعلوا القدس نيابة مستقلة تابعة للسلطان في القاهرة مباشرة بعد حتى كانت تابعة لنيابة دمشق ومن أثار المماليك في القدس انهم سحبوا المياه من عين العروب إلى الحرم الشريف، ومن أشهر المدارس التي أنشأوها المدرسة السلطانية الأشرفية والمدرسة التنكزية، وغدت القدس زمن المماليك مركزاً من أبرز المراكزالفهمية في العالم الإسلامي كله فكان يفد إليها الدارسون والمدرسون من مختلف الأقطار وقد اكتشف في الحرم القدسي سنة 1974 م وبعده وثائق مملوكية تلقى المزيد منالضوء على تاريخ المدينة.


الفترة المعاصرة

في سنة 922 هـ/ 1516 م وضع السلطان سليم العثماني حداً لحكم المماليك في بلاد الشام إثر فوزه فيمعركة مرج دابق وفي السنة التالية احتل القدس. ولما توفي السلطان سليم خلفه ابنهسليمان القانوني ( 927 هـ/ 1520م ) الذي اهتم بالقدس اهتماماً خاصاً وأقام فيهامنشآت كثيرة منها سور القدس الذي دامت عمارته خمسة أعوام، وتكية خاصكي سلطان، ومساجد وأسبلة، وعمر كذلك قبة الصخرة.

الفترة العثمانية المبكرة


العصر الحديث

أواخر الحكم العثماني

يهود في القدس عام 1895
1883 خريطة القدس
تسليم العثمانين القدس للبريطانيين،تسعة ديسمبر 1917.

كانت متصرفية القدس مقاطعة عثمانية بوضع اداري خاص تأسست عام 1874. تضم وسط وجنوب فلسطين، وكان مركزها القدس وتضم بلدات رئيسية مثل غزة، يافا، الخليل، بيت لحم، وبئر سبع. وكانت المتصرفية في السابق سنجق عثماني تابع لولاية سوريا (تأسست عام 1864، في أعقاب اصلاحات التنظيمات). وكانت مع سنجق نابلس وسنجق عكا، تشكل المنطقة التي كان يطلق عليها "جنوب سوريا" في أواخر العصر العثماني. احتلت المنطقة قوات الحلفاء عام 1917 أثناء الحرب العالمية الأولى وأصبحت جزء من الانتداب البريطاني على فلسطين.


فترة الانتداب البريطاني

صورة پانورامية للقدس، ح. 1900–1940
جنود الفيلق اليهودي عند حائط المبكى بعد مشاركتهم في الغزوالبريطاني للقدس 1917.
الفريق أول إدموند ألنبي يدخل بلدة القدس القديمة بتاريخ 11 ديسمبر سنة 1917.
موسم النبي موسى في القدس في شهر أبريل من سنة 1920، أحد أشهر المناسبات الدينية الإسلامية للسكان المقدسيين منذ فتح صلاح الدين الأيوبي للمدينة.

سقطت القدس بيد الجيش البريطاني بقيادة الفريق أول إدموند ألنبي في سنة 1917، بعد حتى تقهقر الجيش العثماني مهزومًا أمامهم، وفي سنة 1922 منحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين وإمارة شرق الأردن والعراق، وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطاني.

دخلت المدينة في عهد حديث كان من أبرز سماته زيادة أعداد المهاجرين اليهود إليها خاصة بعد وعد بلفور الذي أبرمته حكومة المملكة المتحدة مع ممثل الحركة الصهيونية، ثيودور هرتزل، وقد أظهرت بعض إحصائيات تلك الفترة حتى عدد سكان المدينة ارتفع من 52,000 نسمة عام 1922 إلى 165,000 نسمة عام 1948 بعمل هجرة اليهود. أدّى ازدياد عدد اليهود في فلسطين عمومًا والقدس خصوصًا، وشرائهم للأراضي ومساعدة البريطانيين لهم، أدّى إلى استياء المقدسيين من مسلمين ومسيحيين، فقامت أعمال شغب في سنتيّ 1920 و1929، وعُرفت الأخيرة بثورة البراق، قُتل خلالها عدد من اليهود. عمل البريطانيون على إخماد هذه الثورات، وساهموا في جعل اليهود يستقرون في المدينة عن طريق بنائهم لأحياء سكنيّة كاملة في شمال وغرب المدينة، وإنشائهم لعدد من مؤسسات التعليم العالي، مثل الجامعة العبرية.

أحيلت قضية القدس إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فأصدرت الهيئة الدولية قرارها في 29 نوفمبر سنة 1947 بتدويل القدس تحت رعايتها وإشرافها. واتى في القرار أنه يفترض أن يُطبّق طيلةعشرة سنوات، ويضم مدينة بيت لحم، وأنه بعد هذه الفترة سيتم إجراء استفتاء عام لتحديد نظام الحكم الذي يرغب أغلبية سكان المدينة بتطبيقه عليهم. إلا حتى تطبيق هذا القرار لم يُخط له حتى يتم، فبعد حتى أعربت بريطانيا في عام 1948 إنهاء الانتداب في فلسطين وسحب قواتها، استغلت العصابات اليهودية حالة الفراغ السياسي والعسكري وأعربت قيام الدولة الإسرائيلية، فثار العرب عمومًا والفلسطينيون خصوصًا وأعربوا الحرب على إسرائيل، فهوجمت المدينة من قبل الجيش العربي والثوّار الفلسطينيين، وقُتل عدد من الإسرائيليين في هذا الهجوم وتم أسر البعض الآخر. كذلك هاجم القنّاصة العرب القسم الغربي من المدينة.

التقسيم بين الأردن وإسرائيل (1948–1967)


شرطي إسرائيلي يلتقي بجندي أردني قرب معبر مندلباوم على خط الهدنة الذي كان يفصل مدينة القدس بين سنتيّ 1949 و1967.

كان من نتائج حرب سنة 1948 بين العرب والإسرائليين حتى قُسمت القدس إلى شطرين: الجزء الغربي الخاضع لإسرائيل، والجزء الشرقي الخاضع للأردن. وفي شهر نوفمبر من نفس السنة، أقيمت منطقة عازلة بين الجزئين، حيث قابل قائد القوّات الإسرائيلية في القدس، موشيه دايان، نظيره الأردني عبد الله التل في إحدى منازل حيّ مصرارة بالقدس، وقاما بتعليم الحدود الفاصلة بين شطريّ المدينة، حيث لوّنت حصة إسرائيل باللون الأحمر وحصة الأردن باللون الأخضر. نجم هذا اللقاء عن رسم خريطة لحدود غير رسميّة بين الطرفين المتحاربين، لكنها أخذت بعين الاعتبار عند توقيع اتفاقية الهدنة بين إسرائيل ولبنانومصروالأردنوسوريا سنة 1949، والتي اتفقت فيها تلك الدول على وقف إطلاق النار والتزام الإسرائيليين بالبقاء ضمن هذه الحدود لحين إيجاد حل سلمي للنزاع. كذلك نصّت هذه الاتفاقية على تقسيم القدس على حتى يبقى جبل المشارف في يد إسرائيل على الرغم من أنه يقع في القسم الشرقي، بوصفه جيب داخلي. بناءً على هذا، أقيمت الحواجز الاسمنتيّة والأسلاك الشائكة في وسط المدينة ومرّت بالقرب من باب الخليل‎ في الجانب الغربي من البلدة القديمة، وأُنشأت نقطة اجتياز شمال الأخيرة عُرفت بمعبر مندلباوم. استمرت بعض المناوشات العسكرية بين الأردن وإسرائيل بين الحين والآخر على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أنها لم تكن ذات أهمية تُذكر غالبًا. كان داود بن گوريون، رئيس وزراء إسرائيل، قد أعرب في ثلاثة ديسمبر 1948 حتى القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية الوليدة، وفي سنة 1950 أعرب الأردن رسميًا خضوع القدس الشرقية للسيادة الأردنية، وقد اعترفت المملكة المتحدة وباكستان بهذا الضم، فيما لم تعترف دول أخرى بهذا الأمر بحجة حتى القدس الشرقية خضعت للأردن بحكم الأمر الواقع وليس بشكل رسمي، ويشكك البعض إذا كانت باكستان قد اعترفت بضم الأردن للقدس الشرقية حتى.

خضعت أغلبية المواقع المقدسة في القدس للسيادة الأردنية، بما حتى أغلبها يقع في القسم الشرقي من المدينة، فأجرت الحكومة الأردنية عدد من الإصلاحات والترميمات لقبة الصخرة والمسجد الأقصى، وسمحت للمسيحيين الأجانب بزيارة المقدسات المسيحية شرط خضوعهم للرقابة، أما اليهود فلم يُسمح لهم بدخول المدينة لاعتبارات سياسية، حيث كانت الحكومة تخشى حتى يعمل بعضهم في الجاسوسية لصالح إسرائيل.

جرّافات إسرائيلية تزيل ركام حارة المغاربة بعد هدمها، في يوليوسنة 1967.

دولة إسرائيل

مظليون إسرائيليون بالقرب من حائط البراق بعد سقوط القدس الشرقية بيد إسرائيل في شهر يونيوسنة 1967.

خاض العرب وإسرائيل حربًا أخرى في سنة 1967 انتصرت فيها الأخيرة، وقامت بالسيطرة على القدس الشرقية، وكان من نتيجة ذلك حتى عاد اليهود ليدخلوا دون أي قيود إلى أماكنهم المقدسة، كذلك أزيلت القيود المفروضة على المسيحيين الغربيين، أما المسجد الأقصى وقبة الصخرة فاستمرا خاضعين للأوقاف الإسلامية. قام الإسرائيليون بهدم حارة المغاربة بعد دخولهم المدينة، بما أنها كانت تقابل حائط البراق الذي يتعبّد اليهود عنده، ولكي يجعلوا من المسقط ساحة لحمل الصلاة اليهودية. قامت إسرائيل بتوسيع حدود المدينة بعد انتهاء الحرب وذلك عبر بناء عدد من الأحياء السكنية والمستعمرات اليهودية شرق الخط الأخضر، وقد أقدمت إسرائيل منذ سنة 1967 بمحاولات عديدة تهدف إلى تهويد المناطق التي احتلتها بعد الحرب، وذلك عبر وسائل عديدة، منها الهجريز الإعلامي على أهمية المواقع الأثرية العبرانية في المدينة.

قوبل ضم إسرائيل للقدس الشرقية بالاستنكار الدولي، وبعد حتى أصدرت إسرائيل قانون أساس اعتبرت فيه القدس الموحدة عاصمة أبدية للبلاد، أصدر مجلس أمن الأمم المتحدة القرار رقم 478 الذي نص على حتى إسرائيل خرقت قانونًا دوليًا وطالب جميع الدول الأعضاء بسحب ما تظل من سفاراتها من القدس. ما زالت مسألة القدس تُشكل قضية محورية في الصراع العربي الإسرائيلي، خصوصًا مع إقرار الحكومة الإسرائيلية بناء وحدات استيطانية جديدة على الدوام في حارات وأحياء في البلدة القديمة يسكنها مسلمون وتحوي مقدسات إسلامية، في سبيل حمل عدد اليهود في القدس الشرقية، إلا حتى فهماء الدين المسلمون وعدد من المؤرخين العرب يزعمون حتى اليهود ليس لهم أي حق في المدينة لأسباب متنوعة، منها حتى حائط البراق الذي بُني منذ حوالي 2,500 سنة كان جزءًا من مسجد سليمان الذي تسميه اليهود هيكل سليمان. طالب الفلسطينيون وما زالوا بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية، لذا لطالما كانت حدود المدينة موضع نقاش وجدال في المحادثات الثنائية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. أقام بعض الأشخاص من الفلسطينيين والإسرائيليين الراغبين بالسلام نصبًا تذكاريًا مصنوع من الأسلحة القديمة البالية، يقابل سور القدس القديم ونقشوا عليه عبارات بالعربية والعبرية مقتبسة من سفر أشعياء.

خط زمني لتاريخ القدس

  • 3000 ق.م هاجر العموريون العرب إلى فلسطين.
  • 1900 ق. م هاجر إبراهيم الخليل عليه السلام من أور إلى فلسطين.
  • 1785 ق.م هجرة الهكسوس وفي هذه الفترة، هاجر آل يعقوب إلى مصر نحوسنة 1740 ق. م.
  • 1290 ق.م خروج موسى عليه السلام وجماعته من مصر إلى فلسطين.
  • 1003 ق.م اتخذ داود عليه السلام أور شليم عاصمة له وخلفه ابنه سليمان عليه السلام.
  • 722 ق.م سقوط إسرائيل على يد سرجون الثاني الآشوري.
  • 586 ق.م سقوط يهودا على يد نبوخذ نصر البابلي.
  • 536 ق.م احتل كورش الاخميني بابل وسماحه لليهود بالنزوح إلى فلسطين.
  • 538 ق.م احتل الاخمينيون فلسطين، وقام كورش بتجديد هيكل سليمان وبناء المدينة.
  • 332 ق.م احتل الاسكندر المقدوني فلسطين، وحلت الفوضى البلاد بعد وفاته عام 322 ق.م.
  • 62 ق.م احتل الرومان فلسطين.
  • 37 ق.م نصب الرومان هيرودوس الادومي ملكاً على الجليل والقدس، وظل يحكمها حتى سنة أربعة م وفي زمانه ولد النبي عيسى عليه السلام في بيت لحم.
  • 70 وقع شغب في مدينة القدس فحاصرها طيطوس الروماني وأحدث في المدينة النهب والحرق والقتل وأحرق المعبد الذي بناه هيرودوس.
  • 135 أثار اليهود الشغب مرة أخرى إلا حتى أل إمبراطور الروماني هديريان قام بالتنكيل بهم ودمر المدينة وحرث مسقطها وحول القدس إلى مدينة وثنية وسمح للمسيحيين حتى يقيموا فيها على حتىقد يكونوا من أصل اليهود وسمى المدينة "الياكا بيتولينا" مشتقة من أسرة هدريان المدعوة إليا.
  • 324 أصبحت فلسطين تحت الاحتلال البيزنطي.
  • 614 أحتل كسرى ابرويز فلسطين.
  • في ليلة 27 من شهر رجب قبل الهجرة النبوية بسنة أَسرى الله برسوله صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
  • في شعبان سنة 2 هـ صلّى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أول صلاته باتجاه القدس ثم غيرت القبلة إلى الكعبة المشرفة في هذا التاريخ.
  • 628 استطاع الإمبراطور البيزنطي هرقل حتى يطرد الفرس من القدس.
  • 629 سقطت معركة مؤتة.
  • 630 سقطت معركة تبوك.
  • 634 سقطت معركة أجنادين وانتصر المسلمون فيها على الروم.
  • 636 سقطت معركة اليرموك وانتصر المسلمون فيها.
  • 638 ولج عمر بن الخطاب القدس وصالح أهلها.
  • 661 أخذ معاوية بن أبي سفيان البيعة في القدس، واختار مدينة دمشق عاصمة لخلافته.
  • 684 سقطت ثورة فلسطين بزعامة نائل الجذامي تأييداً لعبد الله بن الزبير.
  • 691 أخذ سليمان بن عبد الملك البيعة في القدس، وبنى في الرملة قصراً له.
  • في الفترة بين سنة ( 163 ـ 218 هـ ) زار فلسطين المهدي العباسي ومن بعده المأمون العباسي.
  • 264 هـ ضم أحمد بن طولون فلسطين إلى دولته في مصر.
  • 968 سيطر الفاطميون على فلسطين.
  • 417 هـ سقطت معركة عسقلان وفوز حلف الأمراء العرب على الفاطميين.
  • 492 هـ استيلاء الوزير الفاطمي الأفضل بن بدر الجمالي على القدس.
  • 493 هـ احتل الصليبيون القدس وارتكبوا مجاز دموية في ساحة المسجد الأقصى وحملوا الصليب على الصخرة المقدسة.
  • 1187 استرداد بيت المقدس من الصليبين على يد صلاح الدين الأيوبي في أعقاب معركة حطين.
  • 1190 سقطت حملة ريشارد قلب الأسد ملك إنكلترا وفيليب الثاني ملك فرنسا (الحملة الصليبية الثالثة) واستيلائه على فلسطين في معركة "أرسوف".
  • 1239 استولى الأيوبيون على القدس.
  • 1253 استولى المماليك على فلسطين.
  • 1260 سقطت معركة "عين جالوت" واندحار المغول.
  • 1291 أنهى السلطان "الأشرف بن قلاوون" مملكة بيت المقدس الصليبية.
  • 922 هـ استولى السلطان "سليم العثماني" على القدس.
  • 1831 سقطت القدس بأيدي "إبراهيم باشا العثماني".
  • 1854 أقيم أول حي يهودي يدعى "حي مونتفيوري" في القدس نسبة إلى رجل يهودي استطاع شراء أرض فلسطينية بمساعدة السلطان العثماني.
  • 1920 وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني من أجل إنشاء دولة اليهود فيها.
  • 1948 اغتصبت فلسطين من قبل اليهود وطرد العرب الفلسطينيون منها.
  • 1967 استكمل اليهود سيطرتهم على عموم فلسطين والقدس بعد نكسة حزيران، وعادوا يطلقون عليها اسم "أورشليم".
  • 1980 تم إعلان ضم القدس سياسياً إلى دولة الاحتلال البريطاني تحت شعار توحيد القدس.


الهوامش

  1. ^ "Do We Divide the Holiest Holy City?". Moment Magazine. Archived from the original on June 3, 2008. Retrieved 2008-03-05.. According to Eric H. Cline’s tally in Jerusalem Besieged.
  2. ^ "Timeline for the History of Jerusalem". Jewish Virtual Library. American-Israeli Cooperative Enterprise. Retrieved 2007-04-16.
  3. ^ "تاريخ القدس القديم". منتديات عالم الرومانسية. 2013-04-04. Retrieved 2013-06-09.
  4. ^ أولا: تاريخ القدس القديم في الفترة العربية، منتديات الخيمة
  5. ^ موجز تاريخ القدس، شبكة فلسطين للحوار
  6. ^ Michael, E. (2005-02-28). The Complete Book of When and Where: In The Bible And Throughout History. Tyndale House Publishers, Inc. pp. 20–1, 67. ISBN . Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help); |access-date= requires |url= (help)
  7. ^ Merling, David (1993-08-26). "Where is the Ark of the Covenant?". Andrew's University. Retrieved 2007-01-22.
  8. ^ Zank, Michael. "Capital of Judah (930–586)". Boston University. Retrieved 2007-01-22.
  9. ^ Zank, Michael. "Capital of Judah I (930–722)". Boston University. Retrieved 2007-01-22.
  10. ^ "Ezra 1:1–4; 6:1–5". Biblegateway.com. Retrieved 2010-09-11.
  11. ^ Sicker, Martin (2001-01-30). Between Rome and Jerusalem: 300 Years of Roman-Judaean Relations. Praeger Publishers. p. 2. ISBN . |access-date= requires |url= (help)
  12. ^ Zank, Michael. "Center of the Persian Satrapy of Judah (539–323)". Boston University. Retrieved 2007-01-22.
  13. ^ "Nehemiah 1:3; 2:1–8". Biblegateway.com. Retrieved 2010-09-11.
  14. ^ Schiffman, Lawrence H. (1991). From Text to Tradition: A History of Second Temple and Rabbinic Judaism. Ktav Publishing House. pp. 60–79. ISBN .
  15. ^ Jankowski, 1997, p. 174.
  16. ^ Beshara, 2012, Part 1.
  17. ^ El-Hasan, 2010, p. 38.
  18. ^ Fromkin, David (2001-09-01). A Peace to End All Peace: The Fall of the Ottoman Empire and the Creation of the Modern Middle East (2nd reprinted ed.). Owl Books e. pp. 312–3. ISBN . |access-date= requires |url= (help)
  19. ^ التغيرات الجغرافية والديمغرافية، مركز دراسات المستقبل، جامعة أسيوط، 1996، ص 833.
  20. ^ "Chart of the population of Jerusalem". Focusonjerusalem.com. Retrieved 2010-09-11.
  21. ^ Tamari, Salim (1999). "Jerusalem 1948: The Phantom City". Jerusalem Quarterly File (3). Archived from the original (Reprint) on 2006-09-09. Retrieved 2007-02-02.
  22. ^ Eisenstadt, David (2002-08-26). "The British Mandate". Jerusalem: Life Throughout the Ages in a Holy City. Bar-Ilan University Ingeborg Rennert Center for Jerusalem Studies. Retrieved 2007-02-10.
  23. ^ "History". The Hebrew University of Jerusalem. Retrieved 2007-03-18.
  24. ^ "Considerations Affecting Certain of the Provisions of the General Assembly Resolution on the "Future Government of Palestine": The City of Jerusalem". The United Nations. 1948-01-22. Archived from the original on 2008-01-26. Retrieved 2007-02-03.
  25. ^ Lapidoth, Ruth (1998-06-30). "Jerusalem: Legal and Political Background". Israel Ministry of Foreign Affairs. Archived from the original on 2007-08-07. Retrieved 2008-07-22.
  26. ^ Benny Morris, 1948 (2008), pp.218–219.
  27. ^ عاموس أوز، رواية حب وظلام، (2004)، ISBN 0-15-100878-7
  28. ^ القدس.. سيرة مدينة، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، ط1، ص 24 والعسلي، الموسوعة الفلسطينية، المجلد...، ص 813.
  29. ^ Lebanon Israel Armistice Agreement UN Doc S/1296 23 March 1949
  30. ^ Egypt Israel Armistice Agreement UN Doc S/1264/Corr.1 23 February 1949
  31. ^ Hashemite Jordanian Kingdom Israel Armistice Agreement UN Doc S/1302/Rev.1 ثلاثة April 1949
  32. ^ Syria Israel Armistice Agreement UN Doc S/1353 20 July 1949
  33. ^ "No Man's Land". Jposttravel.com. Retrieved 2010-09-11.
  34. ^ "Legal Status in Palestine". Birzeit University Institute of Law. Retrieved 2008-07-22.
  35. ^ Announcement in the UK House of Commons of the recognition of the State of Israel and also of the annexation of the West Bank by the State of Jordan. Commons Debates (Hansard) 5th series, Vol 474, pp 1137–1141. April 27, 1950. scan (PDF)
  36. ^ S. R. Silverburg, Pakistan and the West Bank: A research note, Middle Eastern Studies, 19:2 (1983) 261–263.
  37. ^ P. R. Kumaraswamy (2000-03). "Beyond the Veil: Israel-Pakistan Relations" (PDF). Tel Aviv, Israel: Jaffee Center for Strategic Studies, Tel Aviv University. Archived from the original (PDF) on 2007-06-28. Retrieved 2009-07-22. Check date values in: |date= (help)
  38. ^ Greg Noakes (September/October 1994). "Dispute Over Jerusalem Holy Places Disrupts Arab Camp". Washington Report on Middle East Affairs. Retrieved 2008-07-20. Check date values in: |date= (help)
  39. ^ Martin Gilbert, "Jerusalem: A Tale of One City", The New Republic, Nov. 14, 1994
  40. ^ رشيد خالدي، "مستقبل القدس العربية" النشرة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط، المجلد. 19، العدد. 2 (1992)، صفحة: 133–143
  41. ^ "Jerusalem's Holy Places and the Peace Process". The Washington Institute for Near East Policy. 1988. Retrieved 2008-07-20.
  42. ^ Bowen, Jeremy (2010-07-15). "House-by-house struggle for East Jerusalem". BBC. Retrieved 2010-09-11.
  43. ^ "Basic Law- Jerusalem- Capital of Israel". Israeli Ministry of Foreign Affairs. 1980-07-30. Retrieved 2008-07-20.
  44. ^ "Resolution 478 (1980)" (PDF). United Nations. 1980. Retrieved 2008-07-30.
  45. ^ "Jewish Inroads in Muslim Quarter: Settlers' Project to Alter Skyline of Jerusalem's Old City" The Washington Post Foreign Service, February 11, 2007; Page A01
  46. ^ ". Jerusalem Post. 2007-10-25. Archived from the original on 2007-10-27. Retrieved 2008-07-20.
  47. ^ "No Mid-East advance at UN summit". BBC. 2000-09-07. Retrieved 2007-02-03.
  48. ^ خالد أبوطعمة (2007-01-11). "عبّاس: توجيه السلاح في وجه الاحتلال". جيروزاليم بوست. Retrieved 2007-02-03. []
  49. ^ Biblical verses on public display: the Peace Monument
  50. ^ تاريخ مدينة القدس، الكوثر

المصادر

  • Armstrong, Karen (1996). Jerusalem: One City, Three Faiths. Random House. ISBN 0-679-43596-4.

وصلات خارجية

  •  [[wikisource:Catholic Encyclopedia (1913)/Jerusalem (Before 71 CE) "Jerusalem (Before 71 CE)]"] Check value (help). Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company. 1913.
  • Jerusalem (71–1099) – Catholic Encyclopedia article
  • Jerusalem, Latin Kingdom of (1099–1291) – Catholic Encyclopedia article
  • Jerusalem (After 1291) – Catholic Encyclopedia article
  • 4,000-year-old cemetery uncovered in Jerusalem (November 8, 2006)
  • Jerusalem Through Coins
  • History.com – Jerusalem Timeline from Kind David to the 20th Century


خطأ استشهاد: وسوم <ref> موجودة لمجموعة اسمها "معلومة"، ولكن لم يتم العثور على وسم <references group="معلومة"/> أوهناك وسم </ref> ناقص

تاريخ النشر: 2020-06-09 15:41:26
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Pages using citations with accessdate and no URL, CS1 errors: missing periodical, CS1 errors: dates, All articles with dead external links, Articles with dead external links from September 2010, Articles with invalid date parameter in template, القدس, Commons category link is locally defined, Pages with URL errors, تاريخ القدس, صفحات بأخطاء في المراجع, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

قبلي: تمكين 10 نساء من مساعدات لبعث مشاريع

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:24:31
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 62%

أوكرانيا: مقتل وإصابة 10 أشخاص في قصف روسي على دونيتسك

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:24:38
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

القوات الإسرائيلية تغلق مدخلَي مدينة أريحا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:26:00
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 96%

بلايلي يثير الجدل في فرنسا من جديد والاعلام الفرنسي ينتقده

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:24:34
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

بلينكن يجري محادثات مع دول آسيا الوسطى لتعزيز الحضور الأميركي

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:26:00
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 92%

مواجهات دامية بين طالبان و«داعش» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:26:17
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 64%

العلاقات السودانية المصرية والمسكوت عنه

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:25:03
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 60%

إطلاق نار قرب مدرسة ألمانية وإصابة شخصين بجروح خطيرة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:25:54
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 88%

لماذا أوقفت روسيا الطيران فوق بطرسبورغ؟ - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:26:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 61%

خطوة فنلندية إضافية للانضمام إلى «الناتو» دون السويد

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:26:02
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 85%

فرانكفورت .. لقاء تواصلي مع مواطنين يهود من أصول مغربية – Aldar.ma

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:26:15
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 55%

استئناف حركة الطيران في سان بطرسبرغ بعد تعليقها بسبب جسم «مجهول»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:25:57
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 94%

موسكو: واشنطن تخطط لاستخدام مواد كيماوية في أوكرانيا - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:26:16
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 57%

ثلاثة أزمات على الأقل تؤرق المدرب الوطني جمال بلماضي

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:24:41
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 63%

سانا: وصول سفينة مساعدات روسية إلى ميناء طرطوس لمتضرري الزلز

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:24:34
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 60%

العراق: لا إصابات جراء حريق في مطار النجف الأشرف

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:24:30
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 68%

تراجع أرباح «سابك» إلى 16.5 مليار ريال في 2022

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:25:49
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 96%

البرهان و«فش الغبينة»

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:25:01
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 53%

القيروان: وفاة عون أمن وإصابة آخر في حادث مرور

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:24:29
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 66%

بعد الزلزال... أكثر من 40 ألف سوري عادوا من تركيا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:25:51
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 96%

اجتماع فلسطيني - أميركي يبحث تصاعد التوتر في الضفة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-28 12:25:52
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 94%

تحميل تطبيق المنصة العربية