تاريخ رومانيا

عودة للموسوعة

تاريخ رومانيا

جزء من عن
قبل التاريخ
داتشيا
الحروب الداتشية
داتشيا الرومانية
تراقو-رومان
العصور الوسطى المبكرة
أصل الرومانيين
العصور الوسطى
تاريخ ترانسلڤانيا
إمارة ترانسلڤانيا
تأسيس ولاخيا
تأسيس مولداڤيا
العصور الحديثة المبكرة
فناريوتس
الإمارات الدانوبية
الصحوة الوطنية
Organic Statute
الثورة المولداڤية 1848
الثورة الولاخية 1848
الإمارتان المتحدتان
حرب الاستقلال
مملكة رومانيا
الحرب العالمية الأولى
رومانيا العظمى
الحرب العالمية الثانية
الاحتلال السوڤيتي لبسرابيا وبكوڤينا الشمالية
بوابة رومانيا

هذا الموضوع يعطي ملخص مختصر عن جميع فترة من تاريخ رومانيا ، التفاصيل في منطقات مستقلة -(انظر الروابط في المربع وأدناه)

قبل التاريخ

مفكروHamangia, Neolithic Hamangia culture (ح. 5250 – 4550 ق.م.)

34,950-year-old remains of modern humans with a possible Neanderthalian trait were discovered in present-day Romania when the Peștera cu Oase ("Cave with Bones") was uncovered in 2002. In 2011, older modern human remains were identified in the UK (Kents Cavern 41,500 to 44,200 years old) and Italy (Grotta del Cavallo 43,000 to 45,000 years old) but the Romanian fossils are still among the oldest remains of Homo sapiens in Europe, so they may be representative of the first such people to have entered Europe. The remains present a mixture of archaic, early modern human and Neanderthal morphological features.

The Neolithic-Age Cucuteni area in northeastern Romania was the western region of the earliest European civilization, which is known as the Cucuteni–Trypillia culture. The earliest-known salt works is at Poiana Slatinei near the village of Lunca; it was first used in the early Neolithic around 6050 BC by the Starčevo culture and later by the Cucuteni-Trypillia culture in the pre-Cucuteni period. Evidence from this and other sites indicates the Cucuteni-Trypillia culture extracted salt from salt-laden spring water through the process of briquetage.[]


داتشيا

أحرام عاصمة المملكة الداتشية القديمة، Sarmizegetusa Regia
حدود مملكة داتشيا في أقصى اتساعها

The earliest written evidence of people living in the territory of present-day Romania comes from Herodotus in Book IV of his Histories, which was written in ح. 440 BC; He writes that the tribal confederation of the Getae were defeated by the Persian Emperor Darius the Great during his campaign against the Scythians. The Dacians, who are widely accepted as part of the Getae described earlier by the Greeks, were a branch of Thracians who inhabited Dacia, which corresponds with modern Romania, Moldova, northern Bulgaria and surrounding nations.

The Dacian Kingdom reached its maximum expansion during the reign of King Burebista between 82 BC and 44 BC. Under his leadership, Dacia became a powerful state that threatened the regional interests of the Romans. Julius Caesar intended to start a campaign against the Dacians due to the support that Burebista gave to Pompey but he was assassinated in 44 BC.[] A few months later, Burebista was assassinated by his own noblemen. Another theory suggests he was killed by Caesar's friends. Burebista's powerful state was divided into four and was not reunified until 95 AD under the reign of the Dacian king Decebalus.[]

داتشيا الرومانية (106–275 م)

داتشيا الرومانية، بين 106 و271 م.

The Romans exploited the rich ore deposits of Dacia. Gold and silver were especially plentiful, and were found in great quantities in the Western Carpathians. After Trajan's conquest, he took to Rome over 165 tons of gold and 330 tons of silver. The Romans colonized the province extensively, beginning a period of intense romanization, during which the language Vulgar Latin morphed into the Proto-Romanian language.

Dacia's geographical position made it difficult to defend against the barbarians and during 240–256 AD, Dacia was lost under attacks of the Carpi and the Goths. The Roman Empire withdrew from Dacia Romana around 271 AD, making it the first province to be abandoned.


العصور المظلمة

قلعة بران بنيت في 1212، وتشتهر بإسم قلعة دراكولا وتقع في مركز رومانيا المعاصرة. بالاضافة إلى عمارتها الفريدة، فالقلعة تتمتع بشهرة فائقة بسبب الأساطير الرائجة حتى اليوم أنها كانت مقر ڤلاد الثالث دراكولا.


العصور الوسطى

أوائل العصر الحديث

منطق رئيسي: رومانيا في العصر المبكر الحديث
Seal of Michael the Brave after the union of the three Romanian principalities
The three Principalities united under Michael's authority from 1599 to 1600

إمارات الدانوب: ولاخيا ومولدافيا قبل 1853

الصحوة الوطنية

أحرزت الحركة القومية في صربيا نجاحاً جزئياً يإقامة حكومة ذاتية والتخلص من الإدارة العثمانية, وكيف حتى الحركة القومية في اليونان نجحت أيضاً في التخلص من الحكم العثماني وإقامة دولة مستقلة بحماية دولية بعد حتى تحمل الفلاحون في هذين البلدين عبء معارك الثورة والقتال من أجل الإستقلال. أما الحركة القومية في إمارتي الدانوب (ولاخيا (بالعربية: الأفلاق) ومولدافيا (بالعربية: البغدان) فقد اختلفت عن الحركة في الصرب واليونان رغم وجود بعض أوجه الشبه بين ذلك حتى هاتين الإمارتين كانتا قد حققتا تطوراً ملحوظاً سياسياً وإقتصادياً في نهايةالقرن الثامن عشر كما سبقت الإشارة.

ففي القرن الثامن عشر كانت الإمارتين تحت حكم مسيحي ولكن من قبل يونانيين من منطقة الفنار حول استانبول والمعروفون بالفنارين, وبالتالي فإن الحكومة العثمانية لم تحكم الإمارتين بشكل مباشر لأن هؤلاء اليونانيين الفناريين يحكمون باسم السلطان. وعلى هذا كانت أول خطوة في الحركة القومية في الإمارتين هي العمل على التخلص من حكم أولئك اليونانيين الأجانب كجزء من النضال ضد السيادة العثمانية. وثانياً لم يكن بالإمارتين طبقة من المسلمين ملاك التيمارات الكبيرة أوالجفالك, وإنما كان بها أرستقراطية محلية من النبلاء الإقطاعيين (البويار Boyars) الذين كانوا في وضع سياسي قوي ليس لأنهم يمثلون زعامات طبيعية للبلاد, ولكن لأنه كان بإمكانهم الإفادة بشكل هائل من التطورات الإقتصادية في أوروبا آنذاك.

كانت إمارتا الدانوب أوالبلاد الرومانية تمثل مصدراً للمواد الطبيعية اللازمة لتوسيع آفاق الإنتاج في الدول الصناعية الغربية مثلما كان حال بولندا والمجر وبروسيا وروسيا, ذلك حتى التربة في الإمارتين ملائمة جداً لزراعة الحبوب للتصدير على نطاق واسع بعكس أراضي البلقان الأخرى. ولهذا وبناء على هذه الظروف كان من مصلحة أي نبيل إقطاعي حتى يحوز أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الزراعية وأن يضمن قوة أيدي عاملة من الفلاحين تحت يده, وفي القوت نفسه كان أي فلاح يسعى لكي يحوز أي بترة أرض تكون تحت تصرفه حتى يتحرر من الإلتزامات الإقطاعية المفروضة عليه. ولهذا كانت هناك خصومة طبيعية بين طبقة الفلاحين وطبقة الإقطاعيين بسبب تناقض مصالح جميع منهم.

وبالتالي لم يكن من المنتظر وجود إندماج بين الطبقتين في الحركة القومية عكس ما كان قائماً في بلاد اليونان والصربوومن ثم فإن المراحل الرئيسية في تحقيق إستقلال رومانيا ثامت على أساس المفاوضات الدبلوماسية وليس على معارك القتال ومن هنا كان فشل الثورة التي تزعمها في 1821 تيودروفلاديميريشكوVladimirescu, وكذا الثورة في ولاخيا في1848 اللتان كانت عنواناً على الإنقسام بين الفلاحين والإقطاعيين.

وهناك إختلاف ثالث بين أحوال رومانيا وكل من الصرب واليونان راجع إلى المسقط الجغرافي لإمارتي الدانوب (رومانيا)، فلأنهما تقعان على الطريق إلى استانبول فقد كانتا مسرحاً لإحتلال روسي متكرر في سنوات 1711, 1736-1739, 1787-1792, 1806-1812, 1828-1834, 1849-1851, وأخيراً 1853-1854. وعلى هذا كان وجود جيوش خارجية على أراضيهما عاملاً له أهمية حيوية في الحركة القومية بين الرومانيين, إلا أنها تسببت في جلب التدخل الخارجي في المنطقة, بل إذا النمسا مارست إلى حد ما ضغوطاً على الرومانيين أثناء حرب القرم 1854-1857. ومن هنا فقد أجبر تصارع النمسا وروسيا على حدود الإمارتين الزعماء الرومانيين على الإعتماد على الدبلوماسية أكثر من الإعتماد على المعارك لتحقيق هدف الإستقلال, إذ لمقد يكونوا يرغبون في مقاومة جيرانهم الأكثر قوة كما لمقد يكونوا يريدون تحويل بلادهم إلى أرض معارك.

وبسبب تلك الملامح الفريدة لأوضاع البلاد الرومانية فمن الأفضل حتى ندرس الحركة القومية هناك على فترتين, الأولى وتمتد حتى إشتعال حرب القرم في 1853, وهي موضوع هذا الفصل وقد تم خلالها التخلص من سيطرة اليونانيين الفنارين لتحل محلهم حماية روسية تغلغلت في جميع مجالات حياة الرومانيين. أما الفترة الثانية فتبدأ من 1853 إلى 1878 وقد شهدت تحقيق الإستقلال الذي رافقه إيجاد موقف في البلقان جاز لحكومة رومانيا حتى تقوم بدور التوازن بين القوى الكبرى.

على حتى إحلال النفوذ الروسي في بلاد رومانيا محل النفوذ اليوناني-العثماني قد مر بعدة عمليات منذ أواخر القرن الثامن عشر وبناء على معاهدة كوتشك قينارجي، ذلك حتى هذه المعاهدة التي حدت من مضايقات الحكم العثماني كانت خطوة أولى ف يمكاسب روسيا في الإمارتين, فقد نصت المادة 16 منها على الباب العالي يصدر أوامره بالعفوالعام عن "رعاياه" الرومانيين الذين حاربوا في صفوف روسيا, وأن يعد با، يمارس المسيحيون شعائرهم الدينية في حرية, وأن يحدد الجزية المفروضة, فضلاً عن حتىقد يكون لخوسبدار جميع من الإمارتين وكيلاً في العاصمة استانبول. والأهم من جميع ذلك أنه أصبح بإمكان روسيا حتى تتحدث بإسم هاتين الإمارتين, وأن الحكومة العثمانية وعدت بالإستماع بقدر كبير من الإعتبار إلى صوت القوى الدولية. وفي 1779 وفي مؤتمر آينالي كاڤاك Aynali Kavak بشأن القرم تقرر حتى يتم دفع الجزية جميع عامين, وأنقد يكون لروسيا حق التدخل في شؤون الإمارتين حسب مقتضى الحال. وف يالعام التالي (1780) تم تعيين أول ممثل روسي لدى الإمارتين في بوخارست.

ولقد أصبحت الإمتيازات الجديدة التي حصلت عليها الإمارتين حقيقة واقعة اتضحت في المراسيم التي أصدرتها الحكومة العثمانية. ففي عامي 1783, 1792 وافق الباب العالي على حتى تقوم روسيا بتعيين ممثلين لها للتباحث بشأن الأعباء المالية المفروضة على الإمارتين. وفي 1784 صدر خط شريف يعترف بالآثار السلبية التي تنجم عن التغيير السريع لحكام الإمارتين وقرر حتى خلع الأمراء الحكام أوعزلهمقد يكون فقط بسبب إرتكاب الجرائم. كما تقرر ألا تفرض أية أعباء جديدة على الإمارتين في المستقبل فيما عدا الجزية المقررة. وإذا إحتاج الباب العالي أية مواد تموينية من أي منهما عملية حتى يشاريها بثمن السوق.

لكن هذه الشروط لم تنفذ أبداً أذ استمرت أساليب الإدارة الداخلية بالإمارتين طبقاً لما كان عليه الحال من قبل من حيث تغيير الحكام بشكل سريع. ففي خلال المدة من 1792-1802 تم تغيير حكام ولاشيا شأن الصرب وبلغاريا من هجمات بشفان اوغلوومن حملات السلب والنهب التي كانت تشن من القلاع العثمانية على الدانوب.

ومن الملاحظ حتى الأخطاء التي ارتكبها بشفان أوغلومن حيث تجريد الناس من أملاكهم وحرمانهم من حقوقهم أدت إلى وقوع أزمة أخرى في العلاقة بين الباب اعالي والإمارتين في عام 1802. وفي تلك الأثناء تمكن النبلاء (البويار) بتأييد من روسيا من إستصدار خط شريف من السلطان يؤكد على إمتيازاتهم السابقة وعلى إستمرار سريانها. ومن ذلك حتى تعيين خوسبدارية الإمارتين أصبح لمدة سبع سنوات متتالية من أجل الإستقرار, وعدم جواز عزلهم إلا في حالة إرتكاب جرائم وبموافقة روسيا ورضاها, وإلغاء جميع الضرائب التي فرضت بعد مرسوم 1783, وإعادة ما صادرته السلطات العثمانية من ملكيات وعقارات وأموال النبلاء. كما تقرر تنظيم إحتياجات الباب العالي من مواد تموينية من الإمارتين بمقتضى فرمانات وليس بالإجراءات التحكمية القسرية وأن يدفع ثمنها بأسعار السوق الجارية. كما تقرر منع المسلمين من دخول الإمارتين أوالإقامة فيها بإستثناء التجار الذين يحملون فراماناً بالدخول. ويضاف إلى هذا حتى الأوامر صدرت للخوسبدارية لكي يضعوا في إعتبارهم النصيحة التي يتقدم بها المندوبون الروس لدى الإمارتين في بوخارست. وكان من شأن هذا الإجراء حتى يحد من التدخل العثماني في الإمارتين وأن يفتح الباب في الوقت نفسه لزيادة النفوذ الروسي هناك.

إلى غير ذلك وبعد عام 1802 تولى الخوسبدارية في الإمارتين يونانيين من الفناريين وهما قسطنطن يبسلانتس ypsilantes, وألكسندر موروزي Moruzi. وعندما تجدد القتال بين الدولة العثمانية وروسيا في 1806 أصبحت الإمارتين ميداناً للمعارك الحربية. ثم موضع مقايضة بين نابليون بونابرت إمبراطور فرنسا وألكسندر الأول قيصر روسيا في صلح تيلست Tilsit عام 1807 وفي صلح إرفورت Erfurt عام 1808 الذي حصلت روسيا بمقتضاه على حق السيطرة على الإمارتين, ولم يحل دون تمتعها بالسيطرة الحقيقية على الإمارتين إلا إستمرار خلافاتها مع فرناس. ففي 1812 والإستعدادات قائمة للقاءة غزوفرنسي متسقط على الإمارتين اضطرت الحكومة الروسية لتوقيع معاهدة بوخارست 1812 تنازلت بمقتضاه عن أراضي الإمارتين للدولة العثمانية فيما عدا الأرض بين نهري الدنيستر وپروث Pruth المعروفة ببساربيا Bessarabia رغم حتى الجيوش الروسةي ظلت باقية في الإمارتين. وكان هذا يعني ضم بساربيا إلى روسيا رغم حتى بساربيا تخص مولدافيا لأن سكانها رومانيون أساساً. وكان ضم بساربيا إلى روسيا على هذا النحوصدمة كبيرة للعلاقات الطيبة بين روسيا والإمارتين ف يالمستقبل. وفي أثناء تلك التطورات كان يوان كاراگيا Ioan Caragea خوسبدارية ولاخيا, وسكارلات كاليماخي Scarlat Calimachi خوسبدارية مولدافيا.

ورغم ما سببته الحروب من خراب ودمار, إلا حتى هذه الفترة شهدت فرصاً كبيرة وواسعة لترويج المنتجات الزراعية خارج البلاد. والحاصل أنه بعد حتى إستعادت روسيا شبه جزيرة القرم من الدولة العثمانية في 1783 بدأ الباب العالي يعتمد بشكل متزايد على إمارتي الدانوب (رومانيا) في إمداد الدولة العثمانية بكافة المواد اللازمة. إلى غير ذلك سنحت الفرصة لملاك الأراضي الزراعية في الإمارتين لتحقيق أرباح حقيقية عندما أكدت لهم السلطات العثمانية بأنها يفترض أن تشتري ما ترغب من محاصيل وخلافه بثمن السوق. وبدأ أولئك الملاك في إقامة مشروعات صناعية صغيرة في إقطاعياتهم تقوم على الإنتاج الزراعي مثل دباغة الجلود, وتقطير الكحول, وإعداد اللحوم المدخنة. وبناء على إمكانات هذا الثراء سعي الملاك الكبار (البويار) لتوسيع حجم إقطاعياتهم مع ضمان إستمرار وجود اليد العاملة لسد إحتياجات السوق, وفي الوقت نفسه أبدوا رغبتهم ف يالتخلص من القيود التي تفرضها الحكومة العثمانية على جميع نشاط يقومون به.

وفي هذا الخصوص كان ثمة تنظيم لأوضاع الفلاحين وقع أثناء حكم قسطنطين مفروكورداتوس لولايتي ولاخيا ومولدافيا في منتصف القرن الثامن عشر, وكان الفلاح بمقتضاه إنسان متحرر م جميع القيود الإقطاعية من الناحية القانوينة ذلك حتى حقوقه في الأرض والضرائب المقررة عليه لم تكن قد استقرت بعد. ففي 1774 تقرر حتى يقوم الفلاحون بزراعة ثلثي أرض النبيل الإقطاعي (من البويار) سخرة Claca مدة إثنا عشر يوماً متصلة أومتفرقة, ثم تم تقنين أيام العمل وتحديدها حسب نوع العمل المطلوب, أي ما بين 25 يوماً إلى 40 يوماً. وكان من الصعب عملياً فرض هذه القواعد على فلاحين لا يقيمون في مكان واحد وإنما يعيشون في أماكن متناثرة ومتباعدة ويتحركون من مكان إلى آخر, ويعتمدون إعتماداً رئيسياً على تربية الحيونات للتصدير. ولهذا تم إستبدال سخرة أيام العمل بمال يدفعه الفلاح. وقد ظل هذا اللقاء المادي (العشر) الذي دفعه الفلاح للإقطاعي يمثل المصدر الرئيسي لدخل النبلاء حتى منتصف القرن التاسع عشر. وفي الوقت الذي كان النبلاء فيه لا يدفعون أية ضرائب للحكومة كان الفلاحون يدفعون ضرائب ويخضعون لإلتزامات أخرى كثيرة. ولم يقتصر الأمر على هذا بل إذا النبلاء سعوا فيما بعد لمد بساط السخرة وضم مزيد من أراضي الغابات والمراعي لإقطاعياتهم والتي كانت من قبل للمنفعة العامة.

وبالإضافة إلى أراضي النبلاء وإقطاعياتهم الخاصة والتي يغرسها لهم الفلاحون كانت الكنيسة الأرثوذكسية تمتلك خمس مساحة الأراضي الزراعية في الإمارتين تحت تصرف رهبان الأديرة, وخلا فترة حكم اليونانيين الفناريين تمتعت مؤسسات الكنيسة بميزات هائلة ساعدتها على تكوين الثروة وممارسة النفوذ, فلم تكن تخضع لسلطة حكومة مدنية, ولم تكن تدفع ضرائب بدعوى حتى الأرباح التي تجنيها تصرف على إعانة رهبان الأماكن المقدسة مثل جبل آثوس Athos وجبل سيناء والضريح المقدس. كما كانت تتمتع برعاية روسية منذ استخدما الجيش الروسي أثناء غزوه المتبتر لأراضي الإمارتين, وكان الفلاحون في تلك المناطق يعانون قسوة الحياة.

ولكن وعلى الرغم من تصادم المصالح بين الفلاحين والنبلاء إلا أنهما كانا يعارضان السيادة العثمانية وسيطرة اليونانيين الفنارينين, فالنبلاء كانوا يعارضون القيود التي فرضتها الحكومة العثمانية على نشاطهم حيث كانوا يتطلعون لإيجاد سوق حرة تماماً لترويج منتجاتهم, والفلاحون كانوا يعانون من إهمال الحكم العثماني لهم وعدم توفير ضمانات لتطبيق القانون والأمن في مناطق الريف, كما كانوا دوماً ضحية ليس فقط للطبقة الحاكمة بل أيضاً للعصابات المتناحرة وللتخريب الذي تحدثه الجيوش شأن ما كان يحدث الفلاحين في بلاد الصرب. ويضاف إلى هذا حتى الحرفيين والتجار وهم يشكلون طبقة صغيرة كانوا غير راضين عن نظام الإمتيازات المعمول به في الإمبراطورية العثمانية, إذ رأوا حتى الأجانب يتمتعون بإمتيازات هائلة في التجارة على أراضيهم ويتمتعون بإستثناءات وإعفاءات من دفع الضرائب وسائر القيود التي يقاسي منها فلاحوالبلاد. إلى غير ذلك وجدنا حتى جميع القوى الإجتماعية في الإمارتين (رومانيا) منالنبلاء والفلاحين والتجار يرغبون في إحداث تغيير في الحياة السياسية في البلاد.

ولقد إتضحت وجهات نظر تلك القوى ودى تأثيرها أثناء التمرد الذي تزعمه جميع من ألكسندر اپشيلانتس, وتيودور فلاديميريشكووقد تجاوز حتى شرحنا الأسباب التي كانت وراء إختيار الإمارتين مفتتحاً للثورة اليونانية. والحقيقة حتى دور فلاديميريشكوكان أكثر تعقيداً فهوابن لعائلة ولاشية من الفلاحين الأحرار تزعم حركة تمتعت بتوافق إجتماعي قوي, وكانت تعبر عن رغبة الفاحين في التخلص من السخرة وسائر الإلتزامات القهرية الأخرى, وهاجم في خطابه السياسي الإمتيازات التي يتمتع بها النبلاء.

في مارس 1821 كما رأينا ولج إيشيلانتيس مولدافيا ومعه عصبة من اليونانيين وسرعان ما تبين صعوبة التعاون بين اليونانيين والرومانيين من أي طبقة إجتماعية, ذلك حتى اليونانيين أقدموا على ذبح التجرا الأتراك في مدينتي ياشي Iaşi وجلاطة ثم تصرفوا بشكل عام في مولدافيا بأسلوب أثار شعور العداء للفناريين اليونانيين. وكان هذا من شأنه حتى جعل الأمر ف يالنهاية بيد الروس. وهنا نلاحظ حتى رابطة فيليكه هتايريا Philike Hetairia كانت حرة في تقديم المساعدة الروسية, في الوقت الذي لم يكن من حق الجيش العثماني دخول أراضي الإمارتين دون موافقة الدول الثلاث الحامية. ولهذا كان الثوار يأملون في إيجاد موقف في المنطقة يعجز الباب العالي عن التعامل معه, ويضطر روسيا للتدخل مثلما كانت النمسا تتصرف في الأراضي الإيطالية بموافقة دول الحلف المقدس.

ولكن روسيا رفضت التحرك بل لقد وافقت على دخول القوات العثمانية أراضي الإمارتين فكان هذا بمثابة إعلان ليس فقط عن هلاك الثورة بل عن حتى التعاون اليواني-الروماني أضحى أكثر توتراً. ورغم حتى فلاديميريشكوتعاون في البداية مع إبشيلانتيس, إلا حتى هزيمة الحركة جعلته يتصل بالباب العالي طلباً للتفاوض, وفي القوت نفسه زاد شعور عداء للنبلاء الرومانيين لليونانيين. وفي أثناء تفاوض الرومانيين مع مندوبي الباب اعالي ركز فلاديميريشكووالنبلاء القول على حتى غضبهم ليس موجهاً ضد السيادة العثمانية بل ضد حكم الفناريين, وهي أقوال تشابهت مع الحجج التي كان يبديها زعماء لصرب طوال الفترة من 1790-1805 عندما كانوا يعلنون أنهم يهاجمون حكم الإنكشارية وليس حكم السلطان بشكل مباشر. وعندما فهم إبشيلانتيس بتصرفات فلاديميريشكوفي التفاوض مع العثمانيين قام بتحريض أتباعه على إختطافه وتم إعدامه بتهمة الخيانة وانتهى الأمر العثمانيين قام بتحريض أتباعه على إختطافه وتم إعدامه بتهمة الخيانة وانتهى الأمر بإنضمام بعض قواته إلى إبشيلانتيس وإنصرف البعض الاخر إلى بيوتهم تاركين الميدان.

وبعد القضاء على التمرد والتخلص من فاديميريشكووتصفية قواته أصبح بإمكان نبلاء رومانيا التفاوض مع الحكومة العثمانية بدعم من روسيا للحصول على مكاسب سياسة أفضل لبلادهم. ورغم أ، الإنتفاضة تسببت في خسائر إقتصادية حقيقية في البلاد وأدت إلى إحتلال عثماني لمدة ستة عشر شهراً, إلا أنه تحققت أهداف سياسية مهمة لعل أهمها قاطبة إنتهاء حكم اليونانيين الفناريين الطويل للإمارتين, ففي 1822 تم تعيين جريجوري غيكا Ghica حاكماً على ولاخيا, ويونيتا ستوردزا Ionita Sturdza حاكماً على مولدافيا وهما من الرومانيين أهل البلاد, وحل النبلاء الرومانيون محل أولئك اليونانيين في مختلف هيئات الحكم والدواوين (الإدارات). ورغم حتى عائلات من أصول يونانية ظلت أصحاب نفوذ في شؤون البلاد, إلا حتى الثورة أنهت التقوق اليوناني الذي كان سائداً في حكم الإمارتين من قبل.

على حتى إستمرار أزمة اليونانيين مع قيام إنتفاضة في شبه جزيرة المورة كان من شأنه إحداث تغييرات سياسية حاسمة في الإمارتين وبمقتضى مؤتمر آكرمان Akerman في أكتوبر 1826 تدعمت حقوق الرومانيين ضد السيادة العثمانية وكذا حقوق روسيا في التدخل فضلاً عما تقرر في المؤتمر بشأن الصرب, وأصبح من المتعين حتى إختيار الخوسبدارية (حكام الإمارتين) وعزلهمقد يكون بفهم دواوين النبلاء ولمدة سبع سنوات وبموافقة روسيا والدولة العثمانية. كما قرر المؤتمر حتى يقوم النبلاء في جميع من ولاشيا ومولدافيا بإصدار القانون التنظيمي اللازم لشؤون الحكم والإدارة في الإمارتين.

ولقد أكدت معاهدة آدريانوبل في 1829 التي أعقبت الحرب الروسية-العثمانية على نصوص معاهدة آكرمان ووسعت من أفاقها, إذ تقرر حتى يعين الخوسبدارية في مناصبهم مدى الحياة, وأن تخلي القوات العثمانية القلاع القائمة على الضفة اليسرى من الدانوب, وأن يخرج الرعايا العثمانيون من البلاد في خلال ثمانية عشر سهراً بعد حتى يبيعوا ما بحوزتهم من أراضي لأهالي البلاد الأصليين (إمارتا الدانوب). كما تم تنظيم مسألة الجزية المقررة بشكل نهائي حيث تقرر ألا تدفع عيناً وإنما تدفع نقداً وفي 1834 تحددت قيمتها بثلاثة مليون قرشاً. كما تخلت الدولة العثمانية عن حق الشفعة الذي كانت تتمسك به في شراء محاصيل الإمارتين من الحبوب والماشية الأغنام. كما تقرر تكوين ميلشية رومانية,وأخيراً كررت المعاهدة ما تجاوز حتى أكدت عليه المعاهدة آكرمان من حيث ضرورة إصدار قانون تنظيم إداري للبلاد.

ويلاحظ أيضاً حتى معاهدة آدريانوبل أكملت عملية كانت قد بدأت مع معاهدة كوتشك قينارجي تتعلق بالسيادة العثمانية على البلاد, إذ تقرر حتى تكون السيادة على الإمارتني اسمية على حين زاد نفوذ روسيا في اللقاء. وأكثر من هذا فقد ضمنت روسيا بمقتضى المعاهدة دلتا نهر الدانوب مما جعلها تتمكن من مراقبة النهر إستراتيجياً, وإحتفظت بقوتها العسكرية في جميع أراضي الإمارتين حتى يتم دفع تعويضات الحرب مع العثمانيين. كما شرعت روسيا في تنظيم الحياة السياسة في الإمارتين من واقع إدراكها الكامل لوضعها الجديد.

ومن حسن حظ الرومانيين (أهالي الإمارتين) حتى المسئول الروسي عن إدارة أحوالهم كان الكونت بول كيزليف Kiselev الذي برهن خلال مدة وجوده من 1829-1834 على أنه رجل دولة من الطراز الأول, إذ يرجع له الفضل في إجراء التغييرات التي حدثت, فقد وضع في إعتباره أولاً الزمات الناتجة عن فترة الحروي وكذا المشكلات الصحية القائمة بما فيها التعامل مع طاعون الكوليرا وإعادة تأسيس الحجر الصحي في الدانوب. وكان أكبر إنجاز حققه إشرافه على وضع الدستور فعندما وصل إلى البلاد كانت لجان وضع الدستور تعمل تطبيقاً لنصوص معاهدتي أكرمان وأدريانوبل. وكانت اللجنة في جميع إمارة تتكون من أربعة نبلاء (بويار) إثنان منهم إختارهم الديوان, وإثنان إختارتهما الحكومة الروسية. وبعد إنتهاء من وضع مسودة الدستور تم إرسالها إلى روسيا وهناك تولت مراجعتها لجنة أخرى برئاسة الأمير داشكوف Dashkov وبعدها أوفدت كافة الأوراق إلى الباب العالي الذي أعادها بدوره إلى ديوان الحكم في الإمارتين وبناء على ذلك صدر دستور ولاشيا في 1830 ودستور مولدافيا في 1832.

على حتى دستور الولايتين كانا يتشابهان ويتوازيان في كثير من المواد ويمثلان خطوة للأمام تجاه قيام وحدة سياسية بينهما. لكنهما لمقد يكونا دساتير سياسية بالمعنى الإصطلاحي بل كانا أقرب إلى صياغة تنظيم إداري طويل المدى, إذ كانت موادهما تغطي جميع ملامح الحياة القومية إبتداء من تنظيم السلطات التطبيقية والتشريعية والقضائية للحكومة وإنتهاء بالتفاصيل الصغيرة التي تتعلق بالشؤون الصحية العامة والإدارات المحلية. وبشكل عام كانت نصوصهما جملة وتفصيلاً لصالح طبقة من النبلاء (البويار), إذ أصبحت القوة في الإمارة في يد مجموعة من الملاك على حساب السلطةالتطبيقية مثلما اتى في دستور الصرب عام 1838, ومرة أخرى يخرج الفلاحون من المشاركة في الحكم بشكل مباشر. ومثلما وقع في الصرب واليونان كان أسلوب الإدارة في الإمارتين مركزياً يعطي الحكومة سلطة مراقبة الشؤون المحلية الني يقوم بها مسئولون في المديريات والمراكز عينتهم الحكومة المركزية في مناصبهم.

ومن الناحية النظرية كانت سلطة الحكم موزعة ، فالسلطة التطبيقية في يد الخوسبودار الذي يتم إختياره من بين كبار النبلاء مدى الحياة وتنتخبه جمعية خاصة تتكون من 150 عضواً منهم 123 نبيلاً, و27 عضواً يمثلون التجار والطبقة الوسطى ولا يوجد فيها من يمثل الفلاحين. والسلطة التشريعية في يد جمعية من 49 نبيلاً يتم إنتخابهم بمقتضى حق التصويت العام فتمكنوا من السيطرة على الأمور وضبطها لصالحهم. وطبقاً لهذا النظام فليس للخوسبدار إلا حق الإعتراض (الفيتو) على قرارات الجمعية أوتأجيل إنعقادها وليس حلها وبموافقة روسيا والباب العالي, ولها أيضاً حق الإعتراض على الميزانية ولكن ليس من حقها عزل الخوسبودار ولكن يمكن لها بالإتفاق مع الأمير الحاكم مناشدة روسيا عزله. على حتى هذا الأسلوب الذي من شأنه حتى يسمح للسلطتين التطبيقية والتشريعية حتى تعرقل جميع منهما الأخرى منح الحكومة الروسية فرصة غير محدودة للتدخل في شؤون الإمارتين.

وفي ضوء هذا الأسلوب السياسي الذي يتسار مع مصالح النبلاء إتجهت أنظارهم للحصول على إمتيازات أكثر تضمن مصالحهم الإقتصادية, فأصبحت الفرصةمتاحة أمامهم لتقوية سيطرتهم على الفلاحين فضلاً عن إستثنائهم من دفع الضرائب. وبمقتضى الدستور أصبح النبيل يعهد لأول مرة ب"مالك الأرض", وأصبح للفلاح حق المشاركة في ثلثي الأرض (ارض الإقليم التي أصبحت بإسم النبيل) لقاء دفع الضرائب المقررة, وإلتزامه بأيام العمل المفروضة عليه في أرض النبيل سخرة وقدرها 12 يوماً في السنة ولوأنها بلغت عملياً 36 يوماً في ولاشيا وضعفها في مولدافيا. وكان هذا يعني حتى الفلاح في ولاشيا مدين بعمل 52 يوماً سخرة ودفع ما عليه من إيجار نقداً, والفلاح في مولدافيا ملتزم بالعمل 84 يوماً. وعلى الرغم من حتى الفلاح لم يكن من الناحية النظرية مرتبطاً بالأرض ولا يبرحها إلا بإذن النبيل شأن نظام القنانة في أوروبا العصور الوسطى, إلا أنه كان يتعين عليه إذا أراد هجر الأرض حتى يبلغ النبيل برغبته قبل الموعد بستة أشهر, وأن يدفع ما عليه من ضرائب قبل المغادرة. ومع هذا ينبغي الإشارة إلى أنه كان من الصعوبة بمكان فرض إلتزام أيام العمل المقررة على الفلاح بدقة خلال العقود الأولى من القرن التاسع عشر. ولكن يلاحظ بشكل عام حتى مقاطعات مولدافيا كانت تدار بواسطة النبلاء مباشرة المقيمون في المكان, وأما في ولاشيا فكان كثير من الملاك يفضلون الحياة في بوخارست ويؤجرون ضياعهم للغير أويغرسونها بطريقة المشاركة.

عل جميع حال . . لقد أفاد مالك الأرض من إلغاء العمل بحق الشفعة العثماني الذي تقرر دستورياً, ومن زيادة طلب بلاد أوروبا على المحاصيل الزراعية مما أدى إلى حدوث توسع هائل في الزراعة في الإمارتين وخاصة بعد حرب القرم, إذ بدأ الإنتفاع بمساحات كبيرة من الأرض, وارتفعت الإيجارات بشكل حاد, وجرت محاولات لتحسين أساليب العمل الزراعي. ولكن ترتب على هذه التغيرات زيادة في إنتاج الحبوب ونقص نسبي في الثروة الحيوانية مثلما وقع في الصرب, مما أدى في النهاية إلى سوء حالة الفلاح وخاصة في نظامه الغذائي.

وفي هذا الخصوص تجدر الإشارة إلى حتى دستور الإمارتين (ولاشيا ومولدافيا) تجاوز دستور الصرب (1838), ودستور اليونان (1844, 1864), وكانت نصوصهما إنعكاس لأركان الفكر الدستوري في أوروبا الغربية آنذاك من حيث وقوع المؤسسات الحكومية في أيدي أصحاب الثروة والمال مما ترتب عليه إضعاف السلطة التطبيقية المركزية, وإبعاد غالبية الشعب عن المشاركة الساسية, وهونفس ما وقع في إنجلترا بمقتضى قانون الإصلاح عام 1832 وفي ملكية يوليوفي فرنسا, في الوقت الذي ظلت فيه روسيا وهي القوة الراعية للإمارتين تخضع لنظام حكم الملكية المطلقة.

كان من المتعين حتى تكون مواد الدستور في جميع من الإمارتين التي استهدفت بناء حكومة قومية طبيعية خطوة متقدمة على طريق تحقيق الإستقلال القومي, لكن الذي وقع أ، هذه المواد كانت علامة على بداية فترة من زيادة تدخل روسيا في شؤون الإمارتين ففي 1834 وبمقتضى معاهدة سانت بطرسبرج نجحت روسيا والباب العالي في تسوية مسائل الحرب بينهما ضمت جلاء القوات الروسية, وإختيار ألكسندر غيكا خوسبودار حديث لولاشيا ومايكل ستوردزا خوسبودار لمولدافيا. ورغم أ،الدستور نص على حتىقد يكون التعيين في الوظائف العليا مدى الحياة إلا حتى القوى الدولية وافقت على حتى تتولى الدفعة الأولى من الأمراء مناصبهم لمدة سبع سنوات فقط. وسرعان ما اتضح في السنوات التالية حتى البلاد أصبحت أما ثلاث مراكز قوة جميع منها منفصل عن الخرى وتتصارع معها وهي: الخوسبدارية, والجمعية التشريعية, والقنصلية الروسية, ذلك حتى الدستور والمعاهد الروسية-العثمانية سمحت بتآمر لا حدود له بفهم الأمير الحاكم في الوقت الذي كانت فيه القوى الدولية الحامية والجمعية التشريعية ضد الخوسبدار, وأكثر من هذا حتى فترة الحماية الروسية للإمارتين حتى 1856 شهدت من حديث كثير من الملامح السيئة التي كانت سائدة في فترة سيطرةالفناريين اليونانيين.

على حتى النبلاء كانوا راضين بشكل عام عن هذا الموقف السياسي أساساً خاصة حتى بعض كبارهم أثبتوا تشيعهم بقوة لروسيا التي ضمنت حمايتها وجود حكومة محافظة من شأنها تأمين ميزاتهم الإقتصادية والأجتماعية والسياسية. وفي هذا الخصوص ينبغي حتى نتذكر حتى الحكم في الإمارتين لم يكن أمامه بديلاً إلا التعاون مع روسيا, وذلك في ضوء توقيع روسيا في عام 1833 معاهدة خونكار اسكلسي مع الباب العالي جعلت الدولة العثمانية في وضع هامشي, ثم توقيع معاهدة مونشن‌گراتس Munchengratz في 1834 مع النمسا اتىت علامة على تجديد التعاون بين هاتين الدولتين المحافظتين تجاه المنطقة. وعلى هذا لم يكن في وسع الإمارتين التطلع لمساعدة خارجية لمقاومة التدخل الروسي وفي الوقت نفسه لم يكن بإستطاعة إنجلترا وفرنسا تقديم مساعدة إيجابية للإمارتين واكتفتا بحياكة المؤامرات في بوخارست وياصي ضد روسيا.

ومن الملاحظ حتى شؤون الإمارتين في فترة الحماية الروسية كانت تجري في سهولة ويسر في مولدافيا أكثر منها في ولاشيا. ففي مولدافيا أثبت مايكل ستوردزا (الخوسبدار) أنه حاكم قوي وجرئ رغم أنه كان فاسداً وكثيراً ما كان يتغاضى عن حالات السرقة والرشوة, كما كان قادراً على التعامل مع قناصل روسيا وخاصة مع بيزاك Besak, ثم مع كوتسبوKotsebu رغم حدوث بعض المضايقات. ولما كان قد وضع في إعتباره إصلاح البلاد طبقاً للدستور فقد طرأ تحسن ملحوظ على حالة الطرق والبريد والتعليم بصفة خاصة, فكان من الطبيعي والحال كذلك حتى يقابل معارضة نبلاء الإمارة لكنه كان قادراً على السيطرة على الأمور بما كان يملكه من خبرات في المناورات السياسية.

أما الموقف في ولاشيا فكان أكثر صعوبة من مولدافيا ذلك حتى حاكمها الخوسبدار ألكسندر غيكا لم يكن يقابل معارضة نبلاء الإمارة فحسب بل لقد اصطدام مع القنصل الروسي في إمارته, ففي 1837 طلب القنصل ريكمان Rikman حتى تقبل جمعية الإمارة وضع مادة إضافية للدستور تقضي بألا يحدث تغيير في مواد الدستور دون موافقة روسيا والدولةالعثمانية, وقد برر هذا الطلب بقوله إذا المادة المقترحة قد سقطت سهواً من المسودة الأصلية للدستور. ولما كانت هذه المادة تمثل ضربة قاصمة للحكم الذاتي للإمارة فقد رفضت الجكعية الموافقة عليها. كما حتى الجمعية التالية التي تكونت بعد حل الأولى لم تعارض فقط المادة المقترحة بل وقفت موقفاً عدائياً وقوياً ضد الخوسبدار وطلبت من الباب العالي وروسيا التدخل, وعلى الفور أوفدت الدولتان بعثات للتحقق من الأمور, وانتهى الأمر بعزل غيكا في 1842. وفي ديسمبر من العام نفسه اجتمعت جمعية تشريعية خاصة تكونت طبقاً للدستور واختارت جورج بايبيشكوBibescu خوسبدار بأغلبية الأصوات فكان أول خوسبدار ينتخب بهذه الطريقة.

ولقد قابل الحاكم الجديد (الخوسبدار بابيشكو) المشكلات نفسها التي قابلت سلفه من قبل من حيث الضغط الروسي ومؤمرات النبلاء التي لم تنبتر. وعندما اجتمعت الجمعية التشريعية وكانت تضم أغلبية معادية له بادر بحلها فوراً, وعندما اجتمعت مرة أخرى في 1844 سقطتأزمة كبيرة مع روسيا وخلاصتها حتى ألكسندر تراندافيلوڤ Trandafilov وهومهندس روسي يمثل شركة مناجم روسية طلب إذناً لإجراء مسح للبلاد بحثاً عن المناجم وبحيثقد يكون من حق الشركة استغلال المناجم التي يتم كشفها لمدة 12 سنة لقاء دفع تعويضات للحكومة ولملاك الأراضي التي يتم اكتشاف المناجم بها. ولقد وافق الخوسبدار وديوانه على العرض المقدم من المهندس لكن الجمعية رفضته ولهذا تم حلها فوراً ورفض المشروع كله. وفي 1847 انتخبت جمعية جديدة بأغلبية في صف الحاكم لكن مؤمرات ضده لم تنبتر وكذا توجيه الإتهامات المتنوعة لعل أبرزها أنه يوالي روسيا جميع الولاء فضلاً عن حتى معارضة قناصل روسيا وفرنسا وإنجلترا الدائمة له جعلت حياته صعبة وسمعته سيئة في جميع من بوخارست وبلجراد وأثينا.

غير حتى بايبيشكونجح مثلما عمل ستوردزا قبله في تحسين الأحوال العامة في الأقليم رغم نقص الأموال اللازمة, فقد تم تحسين وسائل المواصلات, وتنظيم المدارس الإبتدائية والثانوية, وإقامة مسرح في بوخارست, وإنشاء حديقة عامة محل المستنقع الكبير في وسط العاصمة. كما أصدر تشريعين على جانب كبير من الأهمية ففي 1847 صدر قانون بتطبيع العلاقات مع ولاشيا وبمقضاه أصبح من السهولة بمكان لأي مولدافي حتى يحصل على جنسية ولاشيا. وفي العام نفسه تأسس إتحاد جمركي بين الإمارتين, وكانت الوحدة الإقتصادية هي المستوى السليمية الكبيرة تجاه الوحدة السياسية وقد مهد لها بالقوانين التي تجاوز ذكرها.

والحق حتى الحماية الروسية على الإمارتين كانت الفترة التي شهدت نموالمشاعر القومية الرومانية بدرجة عالية وخاصة بين المتفهمين والشرائح الممتازة في المجتمع. وفي هذا الخصوص تكونت جمعيات وطنية لتنمية تلك المشاعر انعكست بدورها على برامج التعليم. ولما كان التدخل الروسي في شؤون الرومانيين أكثر وضوحاً بدرجة أكبر من أية إجراءات إتخذتها الدولة العثمانية فقد أصبحت الحماية الروسية هدفاً رئيسياً لهجوم الحركة القومية التي تولى زمامها في المستقبل الشباب من أبناء النبلاء الذين تم إيفادهم لجامعات أوروبا وخاصة باريس لإستكمال تعليمهم.

ألكسندرويوان كوزا، first domnitor of رومانيا

وإبتداء من أربعينات القرن التاسع عشر بدات أعداد كبيرة من الشباب الروماني الذين يتفهمون في باريس تتزايد يوماً بعد يوم ويشكلون مجموعات متنوعة وقد جذبتهم محاضرات مفكرين أمثال/ ألفونس دي لامارتين، وجول ميشيليه, وإدگار كينيه وغيرهم من أنصار الفكر القومي. ولقد فضل أغلبية هؤلاء الشبان الإلتحاق بالكوليج دي فرانس حيث لا توجد درجات فهمية ولا توجد إمتحانات, ومن ثم أصبحت الفرصة متاحة لهم لتكريس معظم نشاطهم للنادىية القومية الرومانية لبلادهم وتكوين جمعيات لهذا الشأن تعقد إجتماعات بين آن وآخر بشأ، موضوع القومية. ورغم عدم وجود هدف سياسي محدد يجتمعون حوله, إلا أنهم يشتكرون في أفكار معينة تدعو– وهذا له أهمية كبرى – إلى توحيد البلاد الرومانية (إمارتا الدانوب) في دولة واحدة مستقلة, كما نادوا بحكومة دستورة ووضع برنامج للحقوق المدنية. ولكن لسوء الحظ فإن كثيراً من البرنامج الليبرالي الذي نادى به أولئك الشباب مثل المساواة بين الطبقات في فرض الضرائب وأما القانون, وإقامة حكومة نيابية حقيقية كان من شأنها حتى تقوض نادىئم المؤسسات السياسية والإقتصادية للطبقة الإجتماعية لهؤلاء الشباب التي تحكم في الإمارتين. وأكثر من هذا فإن أولئك الشباب بأصولهم الإجتماعية وتفهمهم في فرنسا لم يكن لديهم فرصة لفهم الفلاح وفهم مشكلاته, كما كانت تنقصهم الرؤية المستقبلية, بل إذا حدثة "الشعب" في تفكيرهم تعبير عن تصور مجرد تعهدوا عليه من خلال الخط. ومن المفارقات الجديرة بالإعتبار حتى زعامة الحركة القومية في الإمارتين حتى نهاية القرن التاسع عشر اتىت من بين هؤلاء الطلاب حيث برزت منهم أسماء مهمة في مقدمتها ألكسندر كوزا Cuza, ونيقولا جوليشكوGolescu, ورادوجوليشكو, وروزتي C. A. Rosetti, وإيون براشيانوIon Bratianu, وشقيقه ديمترو, ونيقولا بالشيسكوBalcescu. أما المؤرخ ميشيل كوگالينشانوKogalniceanu المولدافي الذي تفهم في برلين فقد كانت له مرتبة سياسية تناظر مكانة أولئك الذين درسوا في باريس.


ثورات 1848

والحاصل أنه عند إندلاع الثورة في باريس ضد حكم لويس فيليب في فبراير 1848 عاد معظم الشباب الروماني من الذين كانوا يدرسون في باريس إلى بلادهم للقيام بدور في الأحداث التي سقطت هناك. وكانت مدينة ياصي مركز الحركة في بواكيرها, ففي الثامن من أبريل 1848 تجمع هناك حوالي ألف رجل أغلبهم من ملاك الأراضي الزراعية الليبراليون بينهم ألكسندر كوزا, وإمانويل إپوريانوEmanoil Epureanu. وفي هذا التجمع تم إختيار لجنة من ستة عشر فرداً لصياغة عريضة تضمنت 33 مادة سقط عليها حوالي ثمانية آلاف إنسان تطالب بإصلاح إجتماعي وسياسي معتدل يضم قرار الحرية الفردية, والمسئولية الوزراية, وإقامة بنك وطني, وتكوين ميليشية قومية, وإنهاء الوصاية على الصحف والمطبوعات, وإنتخاب جمعية تشريعية جديدة. ورغم حتى هذه الحركة لم تكن "ثورة" حقيقية بالمعنى الإصطلاحي, إلا أ. ستوردزا (خوسبدار مولدافيا) تحرك فوراً لإخماده كلية حيث اعتقل بعض قادتها ونفى آخرين إلأى خارج البلاد.

أما في ولاخيا فقد كان الموقف غاية في الصعوبة والتعقيد عكس ما وقع في مولدافيا, إذ تشكلت حكومة ثورية في بوخارست نجحت في السيطرة على الأمور لمدة ثلاثة أشهر, وقام الشقيقان براشيانوومعهما روزتي, وبالشيسكة, وآخرون فور عودتهم من باريس بإعداد خطط للتمرد والعصيان واتصلوا بالزعماء الرومانيين في ترانسلفانيا. وكان الهدف الرئيسي في حركتهم مقاومة الحماية الروسية, وتطلعوا إلى حتى يتعاون معهم الخوسبدار بايبشكوبنفسه. وأول خطوة اتخذت في الثورة كانت في 21 يونيوفي ايشلاز Islaz وهي مدينة على الدانوب حيث أصدر الثوار بياناً يحتوي على 22 مطلباً أساسياً في مقدمتها المساواة في الضرائب, وإقامة جمعية تشريعية تمثل جميع الطبقات, وإنتخاب مسئول تطبيقي من أي طبقة من الطبقات لمدة خمس سنوات. ويتضمن المطلب الثالث عشر تدعيم تحرير الفلاحين دون تعويض لملاك الأراضي الزراعية التي يعملون فيها. ولقد حرص الثوار من البداية حتى يؤكدوا على حتى حركتهم ضد الدستور القائم المعمول به, وضد روسيا, وليست ضد الدولة العثمانية, وأن جميع ما يرغبون فيه هوإعادة حقوقهم السابقة.

وبعد إصدار البيان إعلن الثوار قيام أول حكومة مؤقتة ضمت جميع من كرستيان تل Tell, واصطفان گوليسكوGolescu, ورادوشاپكا Sapca, ونيقولا پلشويانوPlesoianu, وانتقلت إلى مدينة كرايوڤا Craiova في يوم 25 يونيو. وفي تلك الأثناء كانت وقائع الثورة في بوخارست تتقدم في الطريق نفسه حيث سقط الخوسبدار بايبيشكو"بيان إيشلاز" ولكنه لم يتخذ خطوة عملية للقضاء على التمرد. إلى غير ذلك وفي 26 يونيوتشكلت حكومة مؤقتة أخرى ضمت بعض أعضاء مجموعة "بيان ايشلاز" وفي ليلة 26 يوينوتنازل بايبيشكوعن الحكم ومضى إلى مدينة براصوف Brasov في ترانسلفانيا. ومن مظاهر سيطرة الثوار على الأحوال اختيارهم راية جديدة ثلاثية الألوان: أزرق وأصفر وأحمر في وسطها شعار العدالة والإخاء Dreptate-Fratie. وقد تلقت حكومة الثورة منذ البداية تأييد مدينة بوخارست إذ عقدت سلسلة من الإجتماعات في ميدان الحرية حضرها آلاف البشر أظهرت مدى عمق المشاركة الشعبية للثورة.

ولاشك حتى الحكومة المؤقتة كانت في وضع غير مستقر فقد كانت في خطر دائم من قيام ثورة مضادة بقيادة العناصر المحافظة, فضلاً عن حتى أعضاءها لمقد يكونوا متفقون على البرنامج الإجتماعي والسياسي الذي يقدموه. وفي أول يوليوتم إعتنطق أعضاء تلك الحكومة في مؤامرة بقيادة الكولونيل ايون اودوبشكوIon Odobscu, وايون سولومن لكن تم الإفراج عنهم تحت ضغط جماهير بوخارست. وسرعان ما أصبح الإنشقاق بين قيادات الثورة واضحاً بين هؤلاء الذين يرغبون فقط في إجراء تغييرات سياسية وأولئك مثل بالشيسكوالذين رغبوا في إصلاح إجتماعي وإقتصادي تام وخاصة تطبيق المادة 13 من بيان ايشلاز فيما يتعلق بحالة الفلاح. كما حاولت الحكومة المؤقتة تطبيق بعض مواد البيان مثل إلغاء العقوبة البدنية وعقوبة الإعدام.

على حتى أكثر المخاطر التي كانت تنتظر الحكومة المؤقتة لم تكن تلك التي تأتي من العناصر المضادة لها داخل البلاد بل كانت تلك التي أتت من الخارج وبخاصة من روسيا. ففي يوليواحتلت القوات الروسية مدينة ياصي استعداداً لإقتحام ترانسلفانيا لمواجة الثورة في المجر, وسرت شائعات في أنحاء بوخارست مؤداها حتى روسيا قد تحتل ولاشيا فما كان من أعضاء الحكومة المؤقتة إلا حتى غادروا بوخارست, وأقام نيوفيت Neofit حكومة جديدة استناداً إلى الدستور وتشكل مجلس وصاية Caimacamie من جميع من تيودور فاكاريشكوVacarescu, وباليانوE-Baleanu أ]ده جميع كل من أودبشكو, وسولومون ولكن سرعان ما أطيح به.

وفور عودة الحكومة المؤقتة إلى بوخارست أخذت تخطط للدعوة لجمعية تشريعية قومية يتم إنتخابها على أساس حق التصويت العام, وفي الوقت نفسه جرت محاولات للتوصل إلى إتفاق مع الباب العالي. وفيتسعة يوليوبعثت الحكومة برسالة إلى استانبول تؤكد فيها حتى الحكم الجديد لا يرغب في الإنفصال عن الدولة بإيفاد سليمان باشا على رأس قوة عسكرية من عشرين ألف رجل إلى مدينة روزه Ruze وتوجه وحده إلى بوخارست حيث استقبل بترحيب حار. ورغم أنه لم يعترف بالحكومة المؤقتة, إلا أنه قبل تكوين مجلس الوصاية الذي يضم أعضاء من حكومة الثورة, لكن الباب العالي رفض جميع هذه الترتيبات. وفي 25 سبتمبر من العام نفسه قدم مندوب آخر من لدن الباب العالي (فؤاد أفندي) تصحبه قوات عثمانية دخلت بوخارست ولم تقابل مقاومة شديدة ذلك حتى قوات الثورة كانت أضعف من حتى تنظم مقاومة عسكرية حقيقية. وعلى هذا وفي يوم 27 سبتمبر دخلت قوات روسية أرض الإمارة واختار مندوب السلطان العثماني شخصاً واحد فقط ليكون وصياً على العرش ألا وهوقسطنطين كنتاكوزينوCantacuzino أحد النبلاء المحافظين وتم نفي جميع زعماء الثورة.

إلى غير ذلك . . وبوجود قوات روسية في مولدافيا وقوات روسية وعثمانية في ولاشيا تأسس نظام سياسي حديث في الإمارتين أكثر قمعاً. وفي مايو1849 عقدت روسيا والدولة العثمانية معاهدة بلطة ليمانٍٍ وافقا فيها على حتى يقوم الطرفان بتعيين الخوسبودار لمدة سبع سنوات بدلاً من إنتخابه, وأن تستبدل بالجمعية التشريعية في الإمارتين ديوان يعين الخوسبودار أعضائه. وظلت القوات الروسية في الإمارتين حتى 1851.

وبناء على هذا تعين باربوستيربي Barbu Stirbey وهوشقيق بايبيشكوخوسبودار لولاشيا, وعُين جريجوري غيكا خوسبودار لمولدافيا. وقد حاول الإثنان العمل من أجل تحسين أحوال البلاد رغم الموقف الصعب, وكان أكبر تشريع له مغزاه إصدار "قانون الأراضي" في 1851 الذي قرر زيادة عدد أيام العمل سخرة على الفلاح مع تحديد المطلوب منه عمله. ولقد أفاد هذا القانون بطبيعة الحال النبلاء الذين بقيت أهدافهم كما هي وتتلخص في الإحتفاظ بسيطرة كاملة مع الأرض مع ضمان توفير قوة عمل زراعية مجانية.

إلى غير ذلك . . انتهت أكبر حركة ثورية في البلاد الرومانية (ولاخيا ومولدافيا) في القرن التاسع عشر بالفشل ذلك حتى قيادتها كانت أضعف من حتى تقابل المعارضة المشهجرة الروسية العثمانية. كما لم تكن الظروف في ترانسلفانيا مواتية لتساعدج حالةالتمرد في البلاد فالعناصر الرومانية النمساوية مساولوضع لمجريين. ولهذا وقفت تلك العناصر إلى جانب التدخل الروسي في ولاشيا ومولدافيا, وإلى جانب حكومة النمسا ضد ثورة المجر.

ويضاف إلى عوامل الفشل ما وقع من إنقسام بين قياداتها حول برنامج الإصلاح الداخلي. والحق حتى أي برنامج قومي كان لابد وأن يتضمن تحرير الفلاح من قيود التبعية والسخرة لكنها مسألة لم يكن يقبلها إلا قلة قليلة من الزعماء مثل بالشيسكووبشرط ألا يمس هذا التحرير إمتيازات النبلاء الإقتصادية والإجتماعية.

وفي المنفى لم يتفق زعماء الثورة على برنامج واحد للعمل بل لقد انتقل معظمهم إلى صفوف تيار اليمين المحافظ حتى حتى برنامج ثوار عام 1848 الذين عهدوا فيما بعد بجماعة الثامنة والأربعين كان برنامجاً محافظاً نسبياً وأبعاده القومية محدودة, فبدلاً من حتى يعملوا من أجل إقامة دولة قومية تضم جميع الأراضي الرومانية, وتقديم برنامج إجتماعي حقيقي, وجدناهم قد حددوا أغراضهم في توحيد ولاشيا ومولدافيا فقط تعيين حاكم أجنبي عليها, بل لقد اعترف كثير منهم بعدم جدوى الثورة المسلحة. وطالما وقفت الثلاث إمبراطوريات (روسيا والنمس والدولةالعثمانية) ضد المطالب القوميةالرومانية ظل أمل الرومانيين في تحقيق أهدافهم بالقوة ضعيفاً, الأمر الذي دفع الكثير منهم للإعتماد على الوسائل الدبلوماسية.

ورغم الحقيقة القائلة بأن المنفيين الرومانيين لمقد يكونوا تنظيماً سياسياً في المنفى إلا أنهم كانوا يتصرفون كما لوكان هناك تنظيماً يجمعهم. ولم يكن أمامهم وقد منوا بفشل الثورة إلا حتى يستعدوا للمستقبل, فشرعوا من ثم في تنظيم نادىية قومية, وعقدوا كثيراً من الإجتماعات وحرروا كثيراً من الموضوعات في الصحف, وبذل بعضهم جهداً كبيراص لمحادثة رجال السياسة الأوروبيين ذوي النفوذ الملحوظ. وكان أكبر نجاح حققوه في هذا المجال اكتساب تأييد نابليون الثالث إمبراطور فرنسا على حين خابت مساعيهم مع إنجلترا لأنها كانت ما تزال آنذاك مع مبدأ المحافظة على وحدة الأراضي العثمانية كنادىمة ضد أطماع روسيا. ومن ناحية أخرى لم يكن من الممكن تحقيق الحد الأدنى من برنامج القومية الرومانية ألا وهوتوحيد ولاخيا ومولدافيا ما لم يتم إبعاد الحماية الروسية بطريقة أوبأخرى. ثم كانت حرب القرم هي الحادثة التي قد تساعد على بلوغ المرام.

الاستقلال ومملكة رومانيا

الحرب العالمية الأولى

(1916-1918)


رومانيا العظمى

1918-1940
رومانيا العظمى (1920 - 1940)
اعلان الوحدة بين ترانسلڤانيا ورومانيا
Administrative map of Greater Romania in 1930. the colors represent the historical regions (no administrative value)


الحرب العالمية الثانية

1940-1947
خريطة من نسخة 1941 من الموسوعة السوڤيتية العظمى تـُظهِر رومانيا بعد معاهدة كرايوڤا وقبل العملية برباروسا
حدود رومانيا أثناء الحرب العالمية الثانية (1941-1944)
خريطة رومانيا بعد الحرب العالمية الثانية


الفترة الشيوعية

(1947-1989)
1947: تنحي ميهاي 1.

وفي 30 ديسمبر 1947، تنازل الملك ميهاي الأول عن العرش، تحت ضغط من الحكومة الشيوعية. إعلان الجمهورية الشعبية في رومانيا.

ثورة 1989

الحكام الرومانيون

  • قائمة الحكام الأفلاق (حتى 1859)
  • قائمة الحكام البغدان (حتى 1859)
  • قائمة الحكام الترانسلڤان (up to 1867)
  • ملوك رومانيا (1881 - 1947)
  • رؤساء رومانيا (since 1947)
  • رؤساء وزراء رومانيا (منذ 1862)

انظر ايضاً

Wikisource has original text related to this article:
The Principalities of the Danube
  • تاريخ رومانيا العسكري
  • تاريخ البلقان
  • تاريخ اوروپا

المصادر

  1. ^ Trinkaus, E.; Milota, S; Rodrigo, R; Mircea, G; Moldovan, O (2003), "Early Modern Human Cranial remains from the Peștera cu Oase", Journal of Human Evolution 45 (3): 245–253, doi:10.1016/j.jhevol.2003.08.003, PMID 14580595, http://www.geo.edu.ro/sgr/mod/downloads/PDF/Trinkaus-JHE-2003-45-245.pdf 
  2. ^ Fossil Teeth Put Humans in Europe Earlier Than Thought, November 2, 2011, https://www.nytimes.com/2011/11/03/science/fossil-teeth-put-humans-in-europe-earlier-than-thought.html?scp=1&sq=kents%20cavern&st=cse 
  3. ^ Zilhão, João (2006), "Neanderthals and Moderns Mixed and It Matters", Evolutionary Anthropology 15 (5): 183–195, doi:10.1002/evan.20110, http://www3.interscience.wiley.com/cgi-bin/fulltext/113440973/PDFSTART, retrieved on 2008-01-10 []
  4. ^ A 40,000-year-old skull shows both modern human and Neanderthal traits, University of Bristol Press Releases, 2007, http://www.bris.ac.uk/news/2007/5245.html, retrieved on 2008-01-10 
  5. ^ Rougier, Hélène; Milota, S; Rodrigo, R; Gherase, M; Sarcina, L; Moldovan, O; Zilhão, J; Constantin, S; et al. (2007), "Pestera cu Oase 2 and the cranial morphology of early modern Europeans", Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America 104 (4): 1165–1170, doi:10.1073/pnas.0610538104, PMID 17227863, PMC: 1783092, Bibcode: 2007PNAS..104.1165R, http://www.pnas.org/cgi/content/abstract/0610538104v1, retrieved on 2008-01-10 
  6. ^ Jonathan Amos, "Human fossils set European record", BBC News, 22 September 2003
  7. ^ Zilhão, João (2006). "Neanderthals and Moderns Mixed and It Matters". Evolutionary Anthropology. 15 (5): 183–195. doi:10.1002/evan.20110.
  8. ^ John Noble Wilford (1 December 2009). "A Lost European Culture, Pulled From Obscurity". The New York Times (30 November 2009).
  9. ^ Patrick Gibbs. "Antiquity Vol 79 No 306 December 2005 The earliest salt production in the world: an early Neolithic exploitation in Poiana Slatinei-Lunca, Romania Olivier Weller & Gheorghe Dumitroaia". Antiquity.ac.uk. Archived from the original on 30 April 2011. Retrieved 2012-10-12.
  10. ^ Herodotus (1859) [440 BCE, translated 1859], The Ancient History of Herodotus, William Beloe (translator), Derby & Jackson, pp. 213–217, https://books.google.com/?id=sfHsgNIZum0C&pg=PA215&lpg=PA215&dq=herodotus+dacians+darius, retrieved on 2008-01-10 
  11. ^ "Google Translate". translate.google.com. Retrieved 2020-05-25.
  12. ^ Dacia-Province of the Roman Empire, United Nations of Roma Victor, http://www.unrv.com/provinces/dacia.php, retrieved on 2010-11-14, ""and were found in great quantities in the Western Carpathians. After Trajan's conquest, he brought back to Rome over 165 tons of gold and 330 tons of silver."" 
  13. ^ Deletant, Dennis (1995), Colloquial Romanian, New York: Routledge, pp. 1 
  14. ^ Matley, Ian (1970), Romania; a Profile, Praeger, p. 85 
  15. ^ Giurescu, Constantin C. (1972), The Making of the Romanian People and Language, Bucharest: Meridiane Publishing House, pp. 43, 98–101, 141 
  16. ^ Eutropius; Justin; Cornelius Nepos (1886), Eutropius's Abridgment of Roman History, London: George Bell and Sons, http://www.ccel.org/p/pearse/morefathers/eutropius_breviarium_2_text.htm 
  17. ^ Watkins, Thayer, The Economic History of the Western Roman Empire, http://www.sjsu.edu/faculty/watkins/barbarians.htm, "The Emperor Aurelian recognized the realities of the military situation in Dacia and around 271 A.D. withdrew Roman troops from Dacia leaving it to the Goths. The Danube once again became the northern frontier of the Roman Empire in eastern Europe" 

وصلات خارجية

  • Illustrated History of Romanians
  • World Statesmen: Romania, including a timeline, a comprehensive history of the Romanian flag; a listing of princes, monarchs, prime ministers; etc.
تاريخ النشر: 2020-06-09 15:45:02
التصنيفات: All articles with dead external links, Articles with dead external links from February 2019, Articles with invalid date parameter in template, Sidebar using too many parameters, All articles with unsourced statements, Articles with unsourced statements from April 2020, قبل التاريخ في جنوب شرق اوروبا, تاريخ رومانيا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أمن المنافذ بوزارة الداخلية يواجه جرائم التهريب بشتى صورها

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-17 15:21:24
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

نقابة المهندسين المصريين تستمر في تطوير نادى ابو الفدا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-17 15:21:50
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

رفع إجمالي جوائز مسابقة القرآن بالاوقاف إلى 10 ملايين و650 ألف جنيه

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-17 15:21:30
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 54%

إظلاق أول منصة تعنى بمرضى القصور الكلوي بالمغرب

المصدر: الحرية تي في - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-17 15:20:37
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

قداسة البابا يعزي أسقف بني سويف في نياحة القمص ايليا يوسف

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-17 15:21:41
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية