تسلسل لانهائي

التسلسل اللانهائي حتى يحدث قبل جميع حادث حادث آخر لا إلى بداية. فمهما تصورت حادثاً في القدم فيجوز حتى تتصور حادثاً قبله لا إلى بداية. فيتكون من مجموع هذه الحوادث سلسلة غير منبترة من جهة القدم ومنبترة الآن في الحاضر. فهذا الأمر هوما يسمى بالتسلسل في القدم.

مخطط يشرح التسلسل في القدم

توضيح التسلسل

يقول الباحث في فهم الكلام سعيد فودة في كتابه مختصر شرح الخريدة البهية إذا بعض الناس يعتقد حتى التسلسل جائز في العقل وغير محال. إلا إذا ما يلزم عن هذه الفكرة هوحتىقد يكون جميع حادث مشروطاً بحادث قبله إلى غير ذلك لا إلى بداية. فشرط الحادث (الموجود بعد عدم) اليومي هوحادث في الأمس إلى غير ذلك لا إلى بداية للشروط. فتتألف من هذا الفرض مجموعة شروط لا نهاية لها فيتحصل حتى الحادث اليومي مشروط بحصول حوادث لا نهاية لها وانقضاء هذه الحوادث، لأن الفرض حتى جميع حادث فإنه قبل سابقه، فيستلزم ذلك انقضاء ما لا نهاية له من الحوادث.

ولكنه إذا تنبهنا إلى اللازم السابق لرأينا أنه محال في العقل أي إنه لا يمكن للعقل السليم حتى يصدق به. فلا يوجد هنالك معنى مفهوم لانقضاء (انتهاء) ما لا نهاية له، لأن في هذا تناقض. فكأنك تقول إذا لا نهاية له ينتهي وواضح حتى في هذا تناقض بين.

الاستحالة العقلية للتسلسل

بالإضافة إلى ما تجاوز يمكن تقديم المثال التالي لزيادة توضيح استحالة القول بالتسلسل في القدم عقلاً.

إذا افترضنا حتى هذه السلسلة حاصلة، أي سلسلة الحوادث التي تنتهي اليوم ولا بداية لها في الأزل, فيمكن في العقل حتى نتصور سلسلة أخرى، تنتهي قبل يومين مثلاً ولا بداية لها منذ الأزل أيضاً. فما دام جاز تصور الأولى فيجوز تصور الثانية ولا مانع منه عقلاً. ويلاحظ حتى هاتين السلسلتين ليس لهما نفس الطول فالأولى تزيد عن الثانية. فإن تصورنا الثانية والأولى فإنه يمكن في العقل التطبيق بينهما، أي لقاءة جميع فرد من أفراد الأولى بكل فرد من أفراد الثانية وبداية التطبيققد يكون من الزمن الحاضر لأنه هوالمعلوم التفصيلي والمتفق على حصوله. فلوشرعنا في التطبيق من الطرف الحاضر وأسقطنا لقاء جميع حلقة من حلقات السلسلة الأولى حلقة من السلسلة الثانية واستمرينا في ذلك فلا يخلوالأمر من أحد ثلاثة احتمالات:

الاحتمال الأول: حتى تنتهي الأولى والثانية معاً وهذا باطل عقلاً لأننا نجزم حتى الأولى تزيد عن الثانية بعدد معين.

الاحتمال الثاني: حتى تنتهي الثانية ويبقى من الأولى عدد غير محدود، وهذا باطل أيضاً لأننا نفهم حتى الأولى تزيد على الثانية بقدر محدود وهوحلقتان.

الاحتمال الثالث: حتى تنتهي الثانية ويبقى من الأولى عدد متناه وهذا هوالواجب القول به، ويلزم عليه حتى السلسلة الثانية محدودة ومتناهية، وما دامت الحلقة الثانية متناهية فيجب حتى تكون الأولى متناهية أيضاً لأنها تزيد عن الثانية بعدد محدود وما زاد على المحدود بعدد محدود فهومحدود بتراً.

الوجوب العقلى للتسلسل

من جهة أخرى هل يمكن الإستدلال على وجوب التسلسل في القدم من خلال مبدأ امتناع الترجح من غير مرجح، لأن القول ببطلان التسلسل في القدم يعنى وجود حادث أوّل لا يسبقه أى حادث، هذا الحادث يجب حتى يعلّل بعلّة، وعلّته يستحيل ان تكون قديمة للزوم قدم المعلول، ويستحيل ان تكون حادثة للزوم تقدّمها على الحادث الأوّل، ويستحيل ان لاقد يكون معلّل بعلّة لامتناع الترجّح من غير مرجّح. بالتالى يؤدى نفى التسلسل في القدم إلى القول بالترجّح من غير مرجّح وهوباطل. وهذا البرهان قدّم من قبل الفلاسفة القائلين بقدم العالم ردّاً على المتحدثين القائلين بحدوثه.

انظر أيضاً

دور

المصادر

^ "معلومات عن تسلسل لانهائي على مسقط universalis.fr". universalis.fr. مؤرشف من الأصل في 22 مارس 2019.
^ "معلومات عن تسلسل لانهائي على مسقط plato.stanford.edu". plato.stanford.edu. مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2020.
^ "معلومات عن تسلسل لانهائي على مسقط academic.microsoft.com". academic.microsoft.com. مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 2020.

مختصر شرح الخريدة البهية: سعيد فودة, 24-25.
تهذيب شرح السنوسية.