هيباتيا

عودة للموسوعة

هيباتيا السكندرية (350-370 تقريبًا - 415) (باليونانية: Υπατία)‏ هي فيلسوفة تخصصت في الفلسفة الأفلاطونية المحدثة، وهي تعد أول امرأة في التاريخ يلمع اسمها كعالمة رياضيات، كما لمعت في تدريس الفلسفة وفهم الفلك.

لا توجد معلومات مؤكدة عن تاريخ ميلادها لكن دراسات أجريت مؤخراً تشير إلى أنها قد ولدت عام 370م بالإسكندرية. أي أنها كانت تبلغ 45 عامًا عند وفاتها. يظهر حتى هيياتيا كان تعهد باسمين مختلفين أوكان هناك طريقتان لكتابة نفس الاسم، الأولى هيباتيا والثانية هيباشيا. وقد كان هناك آنذاك امرأتان تحملان ذلك الاسم، هيباتيا ابنة ثيون السكندري، وهيباتيا ابنة اريتريوس. كان والد الأولى هوعالم الرياضيات والفلك الشهير ثيوس الذي عاصر ببس الرومي الذي عاش بالإسكندرية خلال فترة حكم الإمبراطور ثيوذوسيوس الأول. وقد اعتبر كُتّاب السيرة الذاتية لثيون، رئيس جامعة الإسكندرية، أنه كان فيلسوفًا.

كانت هيباتيا تتبع المدرسة الأفلاطونية المحدثة الفلسفية القديمة، لذا فكانت تتبع النهج الرياضي لأكاديمية أفلاطون في أثينا، التي مثّلها إيودوكيوس الكنيدوسي، تأثرت هيباتيا بفكر أفلوطين الذي عاش في القرن الثالث الميلادي، الذي كان يفضّل الدراسة المنطقية والرياضياتية بدلاً من الفهم التجريبية، ويرى حتى للقانون أفضلية على الطبيعة. حياة العقل لأتباع أفلوطين كان الهدف منها الاتحاد مع الصوفية الإلهية.

عاشت هيباتيا في مصر الرومانية، وماتت على يد حشد من الغوغاء المسيحيين بعد اتهامها بممارسة السحر والإلحاد والتسبب في اضطرابات دينية. ترى كاثلين وايلدر حتى مقتل هيباتيا يُعدّ نهاية للعصر الكلاسيكي القديم، كما لاحظ ستيفن غرينبلات إذا مقتلها "أثَّر بشدة في انحدار الحياة الفكرية السكندريَّة"، وعلى النقيض فيرى كريستيان فيلدبرغ وماريا زيليسكا حتى الفلسفة الهلنستية ظلت في حالة متألقة خلال القرنين الخامس والسادس، وربما حتى إبَّان عهد الإمبراطور جستينيان الأول.

نشأتها

لم ينقل لنا كتاب السيرة الذاتية لهيباتيا سوى القليل عن حياتها الخاصة المبكرة. ونفهم أنها نشأتها على صلة وثيقة مع جامعة الإسكندرية وقد تلقت الجزء الأكبر من تفهمها على يد والدها.

إذا كنا يفترض أن نحكم بناءًا على السجلات التي هجرها المؤرخون يمكننا حتى نستخلص حتى حياتها المبكرة لم تكن مليئة بالأحداث وإنها قد قضت الجزء الأكبر من وقتها في الدراسة والقراءة مع والدها في الجامعة. وقد دفعنا سويداس وسقراط وآخرون إلى الاعتقاد بأن هيباتيا كانت رائعة الجمال ليس فقط من حيث الشكل بل أيضاً من حيث الشخصية.

ولدت هيباتيا في الإسكندرية حوالي عام 355م. والدها هوالفيلسوف وعالم الرياضيات ثيون. ومع أنه من أفضل الفلاسفة الذين عاشوا في منتصف القرن الرابع، إلا حتى المصادر لم تذكر أي شيء بشأن زوجته والدة هيباتيا. لكنها من الممكن كانت تنتمي إلى أسرة من المفكرين حيث كانت تتم الكثير من الزيجات التي جمعت بلاغيين وفلاسفة ببنات زملائهم خلال الفترة التي تزوج فيها والدي هيباتيا. على سبيل المثال تزوج الفيلسوف ثامسطيوس من ابنة فيلسوف آخر خلال أربعينات القرن الثاني (340م)، كما تزوج البلاغي هوميروس من فتاة تنتمي إلى أسرة عريقة من المفكرين بأثينا في نفس الفترة تقريبًا.

في العادة كان الأبناء الذين يولدون لمثل تلك الزيجات يتلقون تعليمًا يؤهلهم للعمل الثقافي الذي تمتهنه الأسرة. هذا الأمر ليس مفاجئًا، لكن الأبناء الإناث أيضًا كن بحاجة إلى التعليم. وقد كانت بعضهن تتدربن كذلك على التدريس، لكن حتى اللاتي لم ترغبن في التدريس كن بحاجة إلى تدريب كافٍ كي تتمكن من تعليم أبنائها. كانت الزوجات الرومانيات أصغر سنًا بكثير من أزقابلن وأدى الواقع الديموغرافي آنذاك إلى حتى تتولى النساء تعليم الأبناء بعد وفاة الأزواج. إذا كان الأبناء يفترض أن يرثون مهنة العائلة فلا بد حتىقد يكون باستطاعة الأمهات تحديد ما إذا كان المفهم قادراً أم لا.

ليس بإمكاننا حتى نحدد قدر التعليم التي تلقته والدة هيباتيا لكن من الواضح حتى ثيون وزوجته أنشآها على حتى تكون شابة فيلسوفة ورياضية مثقفة، وهوما يعني حتى التعليم الذي حظيت به هيباتيا اختلف تمامًا عن التدريب العملي الذي كانت تتلقاه المصريات. وعلى الرغم من تفهم نساء الطبقتين الفقيرة والمتوسطة اللاتي تعيشن في المناطق الريفية مبادئ الآداب إلا أنهن لم يحتجن إلى مستوى أكثر تقدمًا. قد يحدث الحال أفضل قليلاً بالنسبة للفقيرات من سكان الحضر، فقد كانت لديهن فرصة أكبر في التفهم لكن ذلك لم يكن يتعدى مجرد التعهد على الحروف وكتابتها. أما نساء الطبقة العليا فقد كن يحظين بفرص أكثر، على الأقل نظريًا.

وقد كان التعليم لدى الصفوة في القرن الرابع تعبير عن عملية متعددة المراحل، تبدأ في المنزل بإعطاء مقدمة عن سبل الخطابة الملائمة ثم تحليل القصص التي تستخلص منها دروساً حول السلوك اللائق. وقد كان معظم هذا التدريب المبدأي يتم بواسطة سقمعات تعينهن الأسر للاعتناء بالطفل حتى سن السادسة أوالسابعة. وفي سن السابعة تبدأ الفتاة في تفهم اللغة وقواعد السلوك الأساسية التي ستجعل منها أحد أفراد الصفوة.

بلغت هيباتيا فترة التدريب النحوي في بداية مراهقتها وهويرتكز على تمارين تساعدها على تفهم كيفية تسليم القواعد النحوية، وتطوير مهارات التعبير البلاغي، وإجادة المحتوى الرئيسي لبعض الأعمال الأدبية الشهيرة التي تنتمي للعصور الوسطى. كان هذا التدريب ذا إهمية مضاعفة نظرًا لاختلاف اللغة اليونانية التي يستخدمها صفوة المصريين في الكتابة، عن اللغة اليونانية المستخدمة التي يتحدث بها معظم الناس. فبعد مرور 700 عام على الفترة التي عاش فيها أفلاطون، وبينما ظلت اللغة اليونانية الأدبية إلى حد ما كما هي طوال تلك القرون، تطورت اللغة الشفهية بشكل ملحوظ. فقد كانت اللغة اليونانية في الفترة الكلاسيكية تنطق بلهجة مختلفة عما أصبحت عليه في القرن الرابع، مما جعل من الصعب على متحدثي اللغة اليونانية الرومانية الأواخر حتى يستوعبوا الأوزان الشعرية اليونانية (وحتى بعض الحدثات المنفردة). لذلك فقد كان لا بد من تفهم اللغة اليونانية الأدبية لمن كانت اليونانية لغتهم الأم مثل هيباتيا.

كان التدريب النحوي بمثابة تمهيد لكيفية القراءة والكتابة وفهم اللغة، ولكن كان له أيضًا غرض خفي. فقد كان المفهمون يصممون دروسهم بحيث يتم قراءة مجموعة من النصوص والتوقف عند جميع مرة يتم فيها الإشارة إلى وقع أوشخصية مهمة لشرحها للطلاب. ومع تقدم الفتاة في التدريب، بدأت تعمل على تمرينات تعهد باسم "بروجيمناسماتا".

وقد دفعتها تلك التمارين إلى تناول تفاصيل بعض القصص شهيرة، والمقولات المؤثرة المنسوبة لشخصيات تاريخية مثل ديوجانس الكلبي وإيسقراط، بالإضافة إلى تحديد الموضوعات بإستخدام المهارات اللغوية التي كانت قد اكتسبتها مسبقًا. وقد ساعدها ذلك على تطوير مهاراتها في الكتابة والقراءة كما كان هذا التدريب أيضا بمثابة تربية أخلاقية فقد تم اختيار النصوص التي قرأت والقصص التي حللت والشخصيات التاريخية التي نوقشت لأنها تساعد أفراد الصفوة الصغار على فهم السلوكيات اللائقة.

تعليمها

هذا الاستعراض للممارسات التعليمية التي شهدها العالم الروماني الأخير يلقي الضوء على  عدد من الطرق التي قد تكون هيباتيا قد درست بواسطتها. لسوء الحظ، فإن معلوماتنا حول تعليم هيباتيا تقتصر على نظرة شاملة دون وجود معلومات عن العملية التي اكتسبت من خلالها هذا التعليم. وتشير المصادر إلى حتى هيباتيا "قد درست العلوم الرياضية بشكل كامل" على يد والدها، وأن اهتماماتها قد اتسعت لتضم "صورًا أخرى من الفلسفة" لدرجة أنها تفوقت على والدها "بطرق عديدة". وهوما يشير على أنها قد أجادت اللغة، والقواعد النحوية، والفلسفة (بالمعنى الواسع)، دون ذكر أنها قد تلقت تعليمتها على يد أي مفهم سوى والدها.

بذلك فإن معظم تعليمها المبكر يظل موضع شك، حيث يغلب الغموض على فترة تدريبها الأولي على القراءة والكتابة، لكنها على الأغلب قد تمت في المنزل. وربما كان ذلك أمرًا عاديًا للغاية لذا لم يذكره أي من المؤلفين الذين خطوا عن هيباتيا. ومع حتى المصادر لم توضح أي شيء حول تدريب هيباتيا على القواعد النحوية، يمكننا على الأقل حتى نخمن الكيفية التي تم من خلالها.

في منتصف القرن الرابع، كانت الحواجز بين فروع النحو، والبلاغة، والفلسفة، قد بدأت تتلاشى بسبب زيادة الطلب على تفهم البلاغة والنحوبشكل خاص مقارنةً بالفلسفة والرياضيات. ولإعالة أنفسهم، منح الكثير من الفلاسفة دروسًا نحوية لذوي المستويات الأدني.

وقد كان هذا هوالحال بالنسبة للفلاسفة البارزين أيضًا، مثل كريسانثيوس وهومفهم سابق للإمبراطور يوليانوس، وقد كان يقوم بتدريس قواعد النحوبلقاء مادي للتلاميذ في مدينة سارد بحلول عام 350 م، إلى جانب تعليم الفلسفة. وقد قام الفيلسوف الشهير سيوريانس بالشيئ نفسه حوالي عام 400 م. مع ذلك فقد كان جادًا في اهتمامه بتدريس القواعد النحوية حتى أنه قام بشرح اثنين من المؤلفات النحوية لهيرموجينيس من طرسوس (Hermogenes of Tarsus) . في العقود الأخيرة من القرن الخامس، كان الفيلسوف هورابولون (Horapollon)، وهومن زملاء متحف الإسكندرية مثل ثيون، يدير مدرسة لتعليم قواعد النحوفي الإسكندرية. إذًا فمن الممكن حتى تكون هيباتيا قد انتقلت مباشرة من تفهم اللغة في المنزل على يد مفهم، إلى مدرسة والدها. وإذا كان هذا سليمًا، فإنها لم تخرج أبدًا من دائرة تابعي ثيون.

وربما تكون قد تلقت تعليم النحوفي فصل دراسي يضم أولادًا (وربنا بعض الفتيات الأخريات)، وذلك تحت إشراف أحد مساعدي ثيون.  وليس من الواضح ما إذا كانت هيباتيا قد تلقت أي تدريب رسمي في البلاغة. طالما كان هذا سليمًا، فلا بد أنه قد تم في مدرسة والدها ثيون أوأحد البلاغيين الذين تربطهم به علاقة. مع ذلك تجدر الإشارة إلى أنه لم يرد ذكر أي تدريب بلاغي تلقته هيباتيا.

رغم حتى المستويات الدنيا من التدريب البلاغي كانت تتضمن مهارات مفيدة مثل كتابة الخطاب الرسمي، إلا حتى الهدف النهائي لهذا التدريب كان حتى يتفهم الطلاب كيفية إلقاء خطابات عامة مقنعة تتفق مع الأنماط البلاغية السائدة. لم يكن مسموحًا للنساء آنذاك بالعمل في المحاماة أوتقديم عروض بلاغية على حد فهمنا، لذا فقد كان هذا التدريب غير مجدي بالنسبة لهيباتيا.

من المحتمل إذًا حتى تكون هيباتيا قد قضت وقتًا قصيرًا في دراسة البلاغة، وبدلاً منها انتقلت سريعًا إلى الرياضيات بعد دراسة مبدأية لكتاب "بروجيمناسماتا" (Progymnasmata) واستعراض باقي المسائل العملية الأساسية مثل الكتابة الفعالة للخطابات. قد يحدث هذا القرار مفاجئًا بالنسبة للتلاميذ من الذكور لكن من المؤكد حتى هيباتيا كان بوسعها إتخاذه إذا أرادت. سيصبح الأمر أكثر تأكيدًا عندما ننتقل إلى التعليم الرياضي والفلسفي الذي تلقته هيباتيا. على الأرجح أنها قد بدأت تحت توجيه من والدها وذلك في أواخر فترة المراهقة أوبداية العشرينات. رغم حتى الرياضيات والفلسفة تختلفان بشدة في إطار التعليم الجامعي الحالي، إلا أنهما كانا مرتبطين خلال العصور القديمة. وقد كان الفلاسفة الأفلاطونيون يقومون بتدريس الرياضيات كمنهج تمهيدي بحيث يتم تهيئ التلاميذ لدراسة أرسطووأفلاطون. إلا حتى مدرسة ثيون كانت هجرز أكثر على الرياضيات عندما كانت هيباتيا طالبة. على الأغلب، تضمن تدريبها قراءة منهجية لمجموعة من النصوص الرياضية التي تم إعدادها صورة خاصة بحيث تسمح لها باكتساب وتطوير المهارات الرياضية الأكثر تعقيدًا.

لا يوجد أي أثر يوضح المنهج الدراسي الذي اتبعته  هيباتيا، لكن منهج دراسة الطب والفلسفة في القرن السادس يعطي فكرة عن ذلك، فقد كان طلاب الفلسفة يدرسون كتاب "الأورغانون" من تأليف أرسطويليه مجموعة من حوارات أفلاطون التي يقرأونها بترتيب محدد وتهدف إلى تنمية الفضائل الفلسفية لدى الطلاب. وقد كان طلاب الطب يتبعون منهجًا مماثلاً يتكون من 11 عملاً لأبقراط و15 أو16 عملاً لجالين، تتم قراءتها بترتيب محدد وتنتمي إلى مجالات طبية مختلفة.

من المرجح حتى دارسي الفلسفة من الرجال والنساء كانوا يرون حتى مناهجهم تتشابه في طريقة إعدادها. وقد ألف عالم الرياضيات السكندري "ببس" عملاً بعنوان "المجموعة" في أوائل القرن الرابع ويضمثمانية خط تتناول عددًا من الموضوعات الرياضية من بينها: الحساب، والهندسة، والفلك، والميكانيكا. وهوبمثابة خلاصة وافية للتعليم الرياضي وهومنظم بحيث تستند المواد الأكثر صعوبة على تلك التي تم تناولها مسبقًا.

لم تكتف هيباتيا بمجرد تدريب رياضي عادي، بل نجحت بسرعة في إثبات أنها أكثر قدرة من والدها وقامت بتطوير مهارات أعظم من تلك التي يمتلكها. في فترة ما، انتقلت هيباتيا من كونها طالبة تدرس العلوم الرياضية في مدرسة والدها، إلى حتى أصبحت أحد زملائه. وفي العالم الحديث، يتحدد هذا الانتنطق بصورة واضحة حيث يصبح الطلاب من زملاء أساتذتهم عند مناقشة الرسالة، وهي عمل مهم ينتج عن دراسة مبتكرة تنم عن إبداع فكري وقدرة عملية في مجال المجال.

حياتها

هيباتيا هي ابنة ثيون آخر زملاء سيزاريوم الإسكندرية الذي كان إما ملاصقا لمخطة الإسكندرية أوبداخلها، والذي كان مفهمها وآخر فهماء الرياضيات المعروفين، والمنتمين إلى مدرسة الإسكندرية. وقد سافرت إلى أثينا وإيطاليا للدراسة قبل حتى تكون عميدة للمدرسة الأفلاطونية نحوعام 400 ميلادية. وقد عهدت هيباتيا بدفاعها عن الفلسفة والتساؤل، ومعارضتها للإيمان المجرد.

كانت هيباتيا، بحسب للموسوعة البيزنطية المسماة (سودا) والتي صدرت في القرن العاشر الميلادي، أستاذة فلسفة وعلّمت فلسفتَي أرسطووأفلاطون على السواء. وكان بين طلابها عدد من المسيحيين والأجانب، ورغم أنها كانت لا تؤمن بأي إله (لا يوجد مصدر يؤكد دينها)، إلا أنها كانت محل تقدير وإعجاب تلامذتها المسيحيين واعتبرتها في العصور اللاحقة بعض المؤلّفين المسيحيين رمزًا للفضيلة. وأشيع أنها كانت زوجة الفيلسوف ايزودور السكندري غير أنها بقيت طوال حياتها عذراء. ويحكى أنها رفضت أحد خطابها عن طريق إعطائه خرقة بها بقع من دمها مشروحة له أنه لا يوجد "شيء جميل" في الرغبات الجسدية.

تبادلت هيباتيا مراسلات مع تلميذها السابق سينوسيوس القورينائي، الذي أصبح عام 410 ميلادية أسقف بتلومياس (ليبيا). وتعتبر هذه الرسائل مع كتابات دامسكيوس عنها المصادر الوحيدة المتبقية عن هيباتيا من طريق طلابها.

يتحدث المؤرخ الكنسي سقراط عن هيباتيا في كتابه "تاريخ الكنيسة"، قائلاً: "كانت هناك امرأة في الإسكندرية تدعى هيباتيا، وهي ابنة الفيلسوف ثيون. كانت بارعة في تحصيل جميع العلوم المعاصرة، مما جعلها تتفوق على جميع الفلاسفة المعاصرين لها، حيث كانت تقدم تفسيراتها وشروحاتها الفلسفية، خاصة فلسفة أفلاطون لمريديها الذين قدموا من جميع المناطق، بالإضافة إلى تواضعها الشديد لم تكن تهوى الظهور أمام العامة. رغم ذلك كانت تقف أمام قضاة المدينة وحكامها دون حتى تفقد مسلكها المتواضع المهيب الذي كان يميزها عن سواها، والذي أكسبها احترامهم وتقدير الجميع لها. كان والي المدينة (اورستوس) في مقدمة هؤلاء الذي كانوا يكنون لها عظيم الاحترام."

موتها

كان المسيحيون هم أقوى المنافسين الفلسفيين لهيباتيا، وقد رفضوا رسميًا أقوالها الأفلاطونية حول طبيعة الإله والحياة الأخرى بالإضافة إلى عدم التزامها بمبادئ الدين المسيحي الصارمة. قد كانت تعتبر نفسها أفلاطونية محدثة، ووثنية، ومن أتباع أفكار فيثاغورس.

وكان التفاف جمهور المثقفين حول الفيلسوفة هيباتيا يسبب حرجًا بالغًا للكنيسة المسيحية وراعيها الأسقف كيرلس الأول الذي كان يدرك خطورة هيباتيا على جماعة المسيحيين في المدينة، خاصة وأن أعداد جمهورها كان يزداد بصورة لافتة للأنظار، بالإضافة إلى حتى صداقتها للوالي (أوريستوس) الذي كانت بينه وبين أسقف الإسكندرية (كيرلس الأول الملقب "عمود الدين") صراع سياسي في النفوذ والسيطرة على المدينة، لقد كان أوريستوس مقربًا إلى هيباتيا ويكن لها تقديرًا كبيرًا. كما قيل أنه كان أحد تلاميذها، وهوما يفسراستياء البابا كيرلس مستاء قد يمثله وجود هيباتيا.

وزاد الأمر سوءًا حتى الأسقف ولج في صراع مع اليهود الموجودين بالمدينة، وسعي جاهداً لإخراجهم منها، ونجح في ذلك إلى حد كبير وذلك بمساعدة أعداد كبيرة من الرهبان، الذين شكلوا ما يمكن تسميته (بجيش الكنيسة)، ولم يكن باستطاعة الوالي التصدي لهذه الفوضى، بل وتعرض بدوره للإهانة من جانب بعض الرهبان الذين قاموا بقذفه بالحجارة، بعد حتى فهموا بالتقرير الذي أوفده للإمبراطور متضمنًا الفوضى التي جرت بالإسكندرية جراء اشتباكاتهم مع اليهود، ومن ثم تأزمت العلاقة بين جمهور المسيحيين وبين الوالي أوريستوس رغم أنه كان مسيحياً أيضا، وسرت الشائعات في المدينة حتى سبب هذا العداء بين رجلي الإسكندرية يعود إلى هيباتيا وتأثيرها على حاكم المدينة، وهذا لم يكن يعني حسب اعتقادهم حتى المدينة لن تعهد الهدوء إلا بالخلاص منها.

كان مقتلها مأساويًا على يد جموع من المسيحين التي تتبعتها عقب رجوعها لبيتها بعد إحدى ندواتها حيث قاموا بجرها من شعرها، ثم قاموا بنزع ملابسها وجرها عارية تماما بحبل ملفوف على يدها في شوارع الإسكندرية حتى تسلخ جلدها، ثم إمعانا في تعذيبها، قاموا بسلخ الباقي من جلدها بالأصداف إلى حتى صارت جثة هامدة، ثم ألقوها فوق كومة من الأخشاب وأشعلوا بها النيران، وكان ذلك على الأغلب في شهر مارس من عام 415م.

على غرار الكثير من ضحايا الإرهاب الديني، من الممكن لم تقتل هيباتيا سوى لأنها كانت شخصية شهيرة تتبع الجانب الآخر من الانقسام الديني.

جدير بالذكر حتى هيباتيا هي أول عالمة رياضيات في تاريخ البشرية نمتلك عنها معلومات مؤكدة ومفصلة إلى حد ما، ولم تظهر بعدها أية عالمة رياضيات شهيرة أخرى قبل ماريا أنيزي في عصر النهضة.

وقد قيل عن هيباتيا أنها كانت ذات مظهر جذاب وأنها أمضت حياتها عزباء بإرادتها. وعند سؤالها عن سبب ولعها بالرياضيات ورفضها للزواج، أجابت بأنها متزوجة بالحقيقة.

تسبب مقتل هيباتيا في رحيل عدد كبير من الفهماء عن الإسكندرية، كما كان نهاية لقرون من التقدم اليوناني في مجال الرياضيات. خلال العصور المظلمة في أوروبا، لعب الهندوس والعرب دور الريادة في الرياضيات.

الحياة الفكرية بعد هيباتيا

كان موت هيباتيا إيذانًا بنهاية عصر التنور الفكري والتقدم المعهدي الذي شهدته مدينة الإسكندرية لمدة 750 عامًا.  بعد مقتلها، قام الكثير من الفهماء بهجر المدينة والانتنطق إلى أثينا أوإلى مراكز أخرى.

خلال العقود التالية، قام الغزاة الأجانب والمواطنون المتمردون بمهاجمة مباني الجامعة العظيمة، وتخريب المخطة، وحرق عدد كبير من الخط لتدفئة مياه الحمامات العامة. إذا النسخة الخاصة بهيباتيا وثيون من كتاب "الأصول" لإقليدس، وتعليقات هيباتيا على جميع من كتاب "أريثميتيكا" لديوفانتوس، وكتاب "الجداول"  “Handy Tables” لبطليموس، وكتاب بليناس "البتر المخروطي"Conics"، لم يتم الحفاظ عليها إلا من خلال النسخ التي جلبها الفهماء إلى مدن الشرق الأدنى حيث تمت ترجمتها إلى العربية، أما الكتابات الفلسفية فقد فقدت إلى الأبد.

أدى الطابع الفريد لهيباتيا كامرأة مفكرة في ثقافة يهيمن عليها الرجال، فضلاً مصرعها بطريقة بشعة، إلى قيام المؤرخين والكتاب بنقل قصتها مرات عديدة على مدار القرون.  وتذكر النصوص التاريخية من القرن الخامس، والسابع، والعاشر، سيرة حياة هيباتيا، وموتها، ومساهماتها في الرياضيات والفلسفة. في عام 1851م ، قام الروائي الإنجليزي تشارلز كينجسلي بتحويل سيرة حياة ومقتل هيباتيا إلى عمل درامي في كتابه "هيباتيا".  كما اتى وصف السيرة الذاتية لهيباتيا في الكثير من خط القصص القصيرة المجمعة مثل كتاب "رحلات إلى بيوت مفهمين عظام" لألبرت هابرت والصادر عام 1908.

في عام 1980، أسس فهماء العصر الحديث مجلة "هيباتيا" للنشر الأوراق الفهمية الخاصة بالنساء والتي تتناول الدراسات الفلسفية ودراسات المرأة.

أعمالها

معظم أعمالها كانت تعبير عن أعمال مشهجرة مع والدها، ثيون الكنسدروس نتيجة إلى ندرة وجود أعمال أنثوية منفردة للنساء في العصور القديمة. ومن مساهماتها الهامة في مجال العلوم: رسمت مواقع للأجرام السماوية، واختراعها مقياس ثقل السائل النوعي (المكثاف) المستخدم في قياس كثافة ولزوجة السوائل. ونطق تلميذها سينوسيوس أنها صنعت أيضاً نوع من آلات الإسطرلاب.

تضمنت أعمال هيباتيا تعليقات على كتاب "أريثميتيكا" من تأليف ديوفانتوس.

في إحدى المسائل الرياضية التي طرحتها هيباتيا على طلابها، طلبت منهم إيجاد حل، وهورقم سليم، للزوج التالي من المعادلات: س - ص = أ، س2 - ص2 = (س - ص) + ب، إذا كان أ وب معروفين، أوجد قيمة س، وص، وأ، وب لجعل كلتي المعادلتين سليمتان.

أثرها

العصور القديمة

لم تكن هيباتيا هي الوثنية الأخيرة، ولم تكن أيضًا الفيلسوفة الأخيرة التي تتبع منهج الأفلاطونية الجديدة. نجت الأفلاطونية الجديدة والوثنية على مدار قرون بعد وفاتها. يلاحظ بوث حتى عددًا كبيرًا من قاعات المحاضرات الأكاديمية الجديدة قد بنيت في الإسكندرية في كوم الدكة بعد وقت قصير من وفاة هيباتيا، مما يشير إلى حتى الفلسفة كانت لا تزال تُدرّس دون أدنى شك في مدارس الإسكندرية. ازدهرت الأفلاطونية الجديدة في جميع أنحاء شرق البحر الأبيض المتوسط خلال الـ200 عام التالية، وذلك بفضل مواصالة فلاسفة مثل هيروكليس بالإسكندرية وجون فيلوبونوس وسيمبليسيوس صقلية وأوليمبيودوروس الأصغر تقديم الملاحظات الفلكية وتدريس الرياضيات وكتابة تعليقات مطولة على أعمال أفلاطون وأرسطو. يشير بوث إلى حتى هيباتيا لم تكن حتى آخر فلاسفة الأفلاطونية الجديدة. من أبرز فيلسوفات الأفلاطونية الجديدة اللواتي تبعن نهجها: أيدسيا وأسكلبيجينيا وتيودورا إيميسا، وجميعهن عشن حياة مهنية مماثلة.

ورغم ذلك، وفقا لِواتس لم يكن لدى هيباتيا خليفة مُعيَّنة، ولا زوج، ولا ذرية، ولم يتسبّب موتها المفاجئ في هجر إرثها دون حماية فحسب، بل أثار أيضًا رد عمل عنيف ضد إيديولوجيتها بأكملها. كانت هيباتيا بتسامحها مع الطلاب المسيحيين واستعدادها للتعاون مع القادة المسيحيين تأمل في ترسيخ سابقة يمكن للأفلاطونية والمسيحية حتى تتعايش فيها بسلام وتعاون. بدلاً من ذلك، فإن وفاتها والفشل اللاحق من جانب الحكومة المسيحية في فرض العدالة على قتلتها دمّرا هذه الفكرة برمّتها ودفعوا الأفلاطونيين المحدثين المستقبليين، مثل داماسكيوس، إلى اعتبار الأساقفة المسيحيين "شخصيات خطرة وغير فلسفية نهائيّاً أيضًا". أصبحت هيباتيا "شهيدة للفلسفة"، وقد أدى قتلها الفلاسفة إلى تبني مواقف شدّدت تشديدًا متزايدًا على الجوانب الوثنية لنظام معتقداتهم وساعدت في خلق شعور بالهوية للفلاسفة باعتبارهم تقليديين وثنيين منفصلين عن الجماهير المسيحية. وبالتالي، على الرغم من حتى موت هيباتيا لم يضع حدّاً لفلسفة الأفلاطونية الجديدة ككل، إلا حتى واتس يقول إنها أنهت مجموعة متنوعة منها.

بعد وقت قصير من مقتل هيباتيا، ظهرت رسالة مزورة معادية للمسيحية باسمها. كان داماسكيوس "قلقًاعمن حتى تُستغل فضيحة موت هيباتيا"، وعزى المسؤولية عن اغتيالها إلى الأسقف كيرل وأتباعه المسيحيين. يخلُص مبتر من حياة دمشيد في إيزيدور، المحفوظ في موسوعة سودا Suda ، حتى اغتال هيباتيا كان بسبب حسد كيرلس بشأن "حكمتها التي تجاوزت جميع الحدود وخاصة في الأمور المتعلقة بفهم الفلك". رواية داماسيوس للجريمة المسيحية بحق هيباتيا هي المصدر التاريخي الوحيد الذي ينسب المسؤولية المباشرة للأسقف كيرلس. في الوقت نفسه، لم يكن داماسيوس طيبًا تمامًا مع هيباتيا؛ فهووصفها على أنها مجرّد كلبية (تشاؤمية) تائهة، وقارنها مقارنة سلبية مع مفهمه إيزيدور الإسكندرية، معلّقًا: "تفوّق إيزيدوروس على هيباتيا تفوقًا عظيمًا، لا كما يتفوّق الرجال على النساء، بل في الكيفية التي سيتجاوز فيها الفيلسوف الحقيقي مجرد عالمة هندسة."

العصور الوسطى

كانت وفاة هيباتيا مماثلة لموت الشهداء المسيحيين في الإسكندرية، الذين سُحِلوا في الشوارع خلال اضطهاد ديسيوس في عام 250. هناك جوانب أخرى من حياة هيباتيا تصبّ أيضًا في نطقب الشهيد المسيحي، وخاصة عذريتها طوال حياتها. في العصور الوسطى المبكرة، خلط المسيحيون موت هيباتيا بقصص شهداء ديسيوس وأصبحت جزءًا من أساس أسطورة سانت كاترين الإسكندرانية، وهي شهيدة عذراء قيل إنها شديدة الحكمة ومثقفة. ويعود تاريخ أول إجازة على عبادة سانت كاترين من القرن الثامن، أي بعد حوالي ثلاثمائة عام على وفاة هيباتيا. تحكي إحدى القصص عن لقاءة سانت كاترين لخمسين من الفلاسفة الوثنيين الذين يسعون لتحويلها عن دينها، ولكن بدلاً من ذلك تحولّهم جميعًا إلى المسيحية بفضل بلاغتها. زعمت أسطورة أخرى حتى القديسة كاترين كانت طالبة أثانسيوس بالإسكندرية.

تحتوي الموسوعة البيزنطية سودا على مدخل طويل جدًا حول هيباتيا يلخص روايتين مختلفتين عن حياتها. تنتمي الخطوط الإحدى عشر الأولى إلى مصدر واحد، أما بقية المدخل مأخوذة من كتاب حياة إيزيدور الذي خطه داماسيوس. معظم الأسطر الإحدى عشرة الأولى من المدخل قد تكون مقتبسة من كتاب  أونوماتولوس الذي ألّفه هيسيخيوس، ولكن جزءًا من أصل غير معروف، بما في ذلك انادىء بأنها كانت "زوجة إيزيدور الفيلسوف" (إيزيدور الإسكندرية على ما يبدو). يصف واتس هذا بأنه محيّر للغاية، ليس لأن إيزيدور الإسكندرية لم يولد إلا بعد وفاة هيباتيا بفترة طويلة وحسب، ولا يعهد أي فيلسوف آخر بهذا الاسم المعاصر مع هيباتيا، بل لأنّه يتناقض مع تصريح داماسيوس نفسه الوارد في المدخل نفسه عن هيباتيا كونها عذراء مدى الحياة أيضًا. يشير واتس بأن شخصًا ما من الممكن أساء فهم معنى حدثة gynē التي استخدمها داماسيوس لوصف هيباتيا في كتاب حياة إيزيدور، لأن ذات الحدثة يمكن حتى تعني إما "امرأة" أو"زوجة".

وجمع المفكر البيزنطي فوتيوس (حوالي 810 / 820-893) على رواية داماسيوس عن هيباتيا وسقراط القسطنطينية في كتابه بيبليوتيك Bibliotheke. في تعليقاته الخاصة، يعلّق فوتيوس عن شهرة هيباتيا العظيمة كعالمة، لكنها لكنه لا يذكر موتها، وربما يشير إلى أنه رأى حتى عملها الفهمي يتمتع بأهمية أكبر. وقد وصف المؤرخ نيسفوروس غريغوراس المفكر إيدوكيا مكرمبولتيسا (1096-1021)، الزوجة الثانية للإمبراطور البيزنطي قسطنطين العاشر دوكاس، قائلاً: "هيباتيا الثانية".

أوائل العصر الحديث

استخدم العالم الربوبي الإنجليزي في القرن الثامن عشر، جون تولاند، وفاة هيباتيا كأساس لجدل معادٍ للكاثوليكية، حيث غيّر تفاصيل اغتيالها وقدّم عناصر جديدة غير موجودة في أي من مصادره من أجل تصوير كيرلس أسوء تصوير.

استغلّ العالم الربوبي في القرن الثامن عشر جريمة اغتال هيباتيا كأساس للمسلك المعادي للكاثوليكية: هيباتيا: أوتاريخ أجمل سيدة، أوالأكثر فضيلة، أوالأكثر ثقافة، أوالأكثر تكاملًأ؛ السيدة التي مزقها رجال الدين في الإسكندرية، لإشباع غرور وقسوة الأسقف كيرلس، المعروف، الذي لا يستحق شهرته، والاقتداء به. من أجل تصوير موت هيباتيا في أسوء تصوير ممكن، غيّر تولاند السيرة واخترع عناصر غير موجودة في أي من المصادر القديمة. خط توماس لويس في عام 1721 رداً يدافع فيه عن كيرلس بعنوان تاريخ هيباتيا، أكثر مُدرّسة وقحة في الإسكندرية: مقتولة وممزقة بين أيدي العوام، في الدفاع عن القديس كيرلس ورجال الدين السكندريين من أباطيل السيد تولاند. رفض لويس رواية داماسياس بأنها غير موثوقة على الإطلاق بسبب حقيقة حتى مؤلفها كان "وثنيًا" ثم شرع في المجادلة بأن سقراط سشولاستيكوس كان "بوروريتاني" ، والذي كان دائمًا متحيزًا ضد سيريل.

وضّح فولتير في كتابه اختبار أهمية ميلورد بولينجبروك أوقبر التعصّب (1736) حتى هيباتيا كانت مؤمنة "بقوانين الطبيعة العقلانية" و"قدرات العقل البشري الخالية من العقائد"، ووصف وفاتها بأنها "جريمة اغتال وحشية ارتكبتها كلاب صيد كيرلس، مع عصابة متعصّبة أخمص أقدامهم". في وقت لاحق، صوّر فولتير مرة أخرى هيباتيا على أنها ربوبية عبقرية ومفكرة حرّة قتلها بوحشية مسيحيون جاهلون أساؤوا الفهم وذلك في مدخل كتابه القاموس الفلسفي (1772). تتجاهل معظم المدخل هيباتيا نفسها وبدلاً من ذلك تتعامل مع الجدل حول ما إذا كانت كيرلس مسؤولاً عن مقتلها أم لا. يختم فولتير بتعليق دنيء: "عندما يجرّد المرء النساء الجميلات عاريات من ملابسهن، فليس عليه ذبحهن".

في عمله الضخم «تاريخ ضعف وسقوط الإمبراطورية الرومانية»، توسّع المؤرخ الإنجليزي إدوارد جيبون في الصور المضللة لتولاند وفولتير بإعلان كيرلس كسبب وحيد لكل الشرور في الإسكندرية في بداية القرن الخامس وتفسير مقتل هيباتيا كدليل لدعم أطروحته الجدلية بأن صعود المسيحية كان السبب الوحيد لانحطاط الإمبراطورية الرومانية. وقد أشار إلى تبجيل كيرلس المستمر كقديس مسيحي، مشروحًا حتى "الخرافات [المسيحية] من الممكن تصفح بلطف أكبر سفك دم عذراء، من نفي قديس ما" ردًّا على هذه الاتهامات، أصرّ المؤلفون الكاثوليك، وكذلك بعض البروتستانت الفرنسيين، بقوّة شديدة على حتى كيرلس لم يكن له أي دور على الإطلاق في اغتال هيباتيا وأن بيتر ذا ليكتور كان المسؤول الوحيد عن مقتلها. في أثناء هذه المناقشات الساخنة، توضع هيباتيا جانبًا ويتم تجاهلها، في حين هجرز النقاشات هجريزًا أكبر بكثير على مسألة إذا ما كان بيتر ذا لكتور قد تصرّف من تلقاء نفسه أوبموجب أوامر تلقاها من كيرلس.

مراجع

  1. Scholasticus, Socrates. . مؤرشف من الأصل في 08 أبريل 2016.
  2. ^ Krebs, Groundbreaking Scientific Experiments, Inventions, and Discoveries; The Cambridge Dictionary of Philosophy, 2nd edition, Cambridge University Press, 1999: "Greek Neoplatonist philosopher who lived and taught in Alexandria."
  3. ^ Mueller, I. (1987). Women of Mathematics: A Biobibliographic Sourcebook. New York: Greenwood Press.
  4. ^ Columbia Encyclopedia, Hypatia citation:Alexandrian Neoplatonic philosopher and mathematician نسخة محفوظة 19 أبريل 2009 على مسقط واي باك مشين.
  5. ^ Hypatia, موسوعة بريتانيكا: "Egyptian Neoplatonist philosopher who was the first notable woman in mathematics." نسخة محفوظة 04 سبتمبر 2008 على مسقط واي باك مشين.
  6. ^ Toohey, Sue (2003). "The Important Life & Tragic Death of Hypatia". Skyscript.co.uk. مؤرشف من الأصل فيستة مايو2019. اطلع عليه بتاريخ 09 ديسمبر 2007.
  7. Richeson, A. W. (1940). "Hypatia of Alexandria". National Mathematics Magazine. 15 (2): 74–82. doi:10.2307/3028426. مؤرشف من الأصل في 12 أكتوبر 2019.
  8. ^ Hypatia of Alexandria – a philosophical martyr, The Philosopher's Zone, ABC Radio National (4 April 2009). نسخة محفوظة 14 مارس 2011 على مسقط واي باك مشين.
  9. ^ Edward Jay Watts, (2006), City and School in Late Antique Athens and Alexandria. pages 197–198. University of California Press
  10. ^ Women Philosophers in the Ancient Greek World: Donning the Mantle, by Kathleen Wider. Hypatia © 1986 Indiana University Press p. 49–50; Mangasarian, Mangasar Mugurditch. The Martyrdom of Hypatia, 1915
  11. ^ Greenblatt, The Swerve: how the world became modern 2011:93.
  12. ^ Christian Wildberg, in Hypatia of Alexandria – a philosophical martyr, The Philosopher's Zone, ABC Radio National (4 April 2009); Dzielska 1995, p. 105 نسخة محفوظة 14 مارس 2011 على مسقط واي باك مشين.
  13. Booth 2017، صفحات 151–152.
  14. Watts 2017، صفحات 154–155.
  15. ^ Booth 2017، صفحة 151.
  16. ^ Watts 2017، صفحات 117–119.
  17. ^ Watts 2017، صفحة 119.
  18. ^ Watts 2017، صفحة 155.
  19. ^ Whitfield 1995، صفحة 14.
  20. ^ Wessel 2004، صفحة 51.
  21. Wessel 2004، صفحات 52–53.
  22. Dzielska 1996، صفحة 55.
  23. ^ Walsh 2007، صفحة 11.
  24. ^ Booth 2017، صفحة 150.
  25. ^ Booth 2017، صفحة 152.
  26. ^ Walsh 2007، صفحة 10.
  27. ^ Deakin 2007، صفحات 135–136.
  28. ^ Booth 2017، صفحة 130.
  29. ^ Watts 2017، صفحة 129.
  30. ^ Dzielska 1996، صفحة 67.
  31. ^ Watts 2017، صفحات 135–136.
  32. Dzielska 1996، صفحة 2.
  33. ^ Watts 2017، صفحات 136–137.
  34. ^ Dzielska 1996، صفحة 3.

وصلات خارجية

  • "Hypatia", Biographies of Women Mathematicians, Agnes Scott College
  • سقراط الدارس: التاريخ الكنسي
  • (Maria Dzielska, Hypatia of Alexandria (1995
  • (رواية عزازيل) للدكتور يوسف زيدان
تاريخ النشر: 2020-06-10 19:15:25
التصنيفات: مواليد 360, مواليد في الإسكندرية, وفيات 415, وفيات في الإسكندرية, هيباتيا, أشخاص مصريون في القرن 4, أفلاطونيون جدد, المرأة في مصر القديمة, بيزنطيات في القرن 4, بيزنطيات في القرن 5, بيزنطيون في القرن 4, بيزنطيون في القرن 5, رومان في القرن 4, رومان في القرن 5, رياضياتيو القرن 5, رياضياتيون في القرن 4, رياضياتيون مصريون, رياضياتيون يونانيون قدماء, ضحايا قتل رومان قدماء, عالمات رياضيات, علماء بيزنطيون في القرن 4, علماء بيزنطيون في القرن 5, علماء مقتولون, فلاسفة العصر الروماني, فلاسفة في القرن 4, فلاسفة في القرن 5, فلاسفة قتلوا, فلاسفة هيلينيون, فلكيون إغريق, فلكيون بيزنطيون, فلكيون في القرن 5, فيلسوفات إغريقيات, كاتبات القرن 4, كاتبات إغريقيات, كاتبات في القرن 5, كاتبات قتلوا, كتاب بيزنطيون في القرن 4, كتاب بيزنطيون في القرن 5, مخترعات, مصريون في القرن 5, مصريون يونانيون, مواليد 380, مواليد القرن 4, نساء فلكيات, وفيات خارج نطاق القانون, يونانيون في القرن 4, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, مقالات تحتوي نصا بالإغريقية, صفحات تستخدم خاصية P1559, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P18, صفحات تستخدم خاصية P569, صفحات تستخدم خاصية P19, صفحات تستخدم خاصية P570, صفحات تستخدم خاصية P20, صفحات تستخدم خاصية P509, صفحات تستخدم خاصية P157, صفحات تستخدم خاصية P27, صفحات تستخدم خاصية P22, صفحات تستخدم خاصية P106, صفحات تستخدم خاصية P1412, صفحات تستخدم خاصية P101, صفحات تستخدم خاصية P737, صفحات تستخدم خاصية P135, مقالات تحتوي نصا باليونانية, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة الإمبراطورية الرومانية/مقالات متعلقة, بوابة المرأة/مقالات متعلقة, بوابة اليونان القديم/مقالات متعلقة, بوابة تاريخ العلوم/مقالات متعلقة, بوابة روما القديمة/مقالات متعلقة, بوابة رياضيات/مقالات متعلقة, بوابة علم الفلك/مقالات متعلقة, بوابة فلسفة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P213, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P268, صفحات تستخدم خاصية P409

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

58 تلميذ في القسم الواحد والأساتذة يحتجون ببلدية سيدي عكاشة

المصدر: صوت الشلف - الجزائر التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-21 15:26:39
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 59%

«التعليم» تحظر استخدام العقاب البدني والنفسي للطلاب بالمدارس

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-21 15:26:29
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 54%

طرح 2,957 أرضاً مجانية في 8 مخططات بـ 5 مناطق

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-21 15:24:58
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

بالصور..سائق سيارة “مجنونة” يحول 10 سيارات إلى خردة بأكادير

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-21 18:15:25
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 40%

بعد أن ضلت طريقها..230 من الحيتان تجنح إلى شواطئ أستراليا

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-21 18:15:27
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 47%

اتساع رقعة الاحتجاجات في إيران إثر وفاة الشابة "مهسا أميني"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-21 15:25:48
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

اتساع رقعة الاحتجاجات في إيران إثر وفاة الشابة "مهسا أميني"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-21 15:25:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 61%

صاحب مشروع سوق ممتاز بمراكش ينفي اعتراض الساكنة على مشروعه

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-21 18:15:23
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 44%

وزير الصحة يتابع تنفيذ خطة تطبيق التأمين الصحي الشامل الجديد

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-21 15:26:28
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

القوى العاملة: تسهيل تنقل العمال بين الدول العربية

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-21 15:26:24
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

هذا كان إفتتاح الدخول المدرسي 2022-2023الجديد بولاية الشلف

المصدر: صوت الشلف - الجزائر التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-21 15:26:40
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 55%

مشجعو كأس العالم بقطر مطالبون بفحص كورونا

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-21 18:15:26
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 48%

هيفتي يكشف أن إصابات بونو وأمرابط ومزراوي ليست مقلقة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-21 15:24:57
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

جمعية نسائية تطالب بـ"رفع التجريم عن الإجهاض الطبي"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-21 15:25:21
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

جمعية نسائية تطالب بـ"رفع التجريم عن الإجهاض الطبي"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-21 15:25:20
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

متابعة الغنوشي في حالة سراح في قضية “التسفير”

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-21 18:15:24
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 36%

وزيرة التضامن تلتقي الأمهات المثاليات عن العام الجاري

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-21 15:26:26
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية