كشف مصدر مسؤول بادارة مصانع الكسكس “تانسيفت” بمراكش، كيف تم تطويق بؤرة فيروس كورونا في الوحدتين الصناعيتين التابعتين للشركة، بفضل تظافر جهود مختلف المتدخلين، واصفا الايام الماضية باصعب أسبوع مر في مشوار الشرطة، بعدما عاش الجمبع لحظات حرجة، مشيرا في الوقت ذاته، لمدى اعتزازه بلحمة العمال وتعبئتهم من خلال الخضوع الجماعي للتحليلات، و بذل المزيد من التضحيات من اجل عدم اضافة عمال قد ينسفون مجهودات الشركة لتطويق الوضع.

ووصف المصدر ذاته في تصريح لـ “كشـ24″، تطويق العدوى بالانتصار على فيروس كورونا الذي اقتحم الوحدتين الصناعيتين، وذلك بتظافر الجهود، سواء السلطات المحلية والمديرية الجهوية للصحة، وخصوصا الطبيب ادوسعدن سعيد الذي كان الاخ والرفيق لعمال الوحدة الصناعية، منذ أول إصابة علما ان مختلف التدخلات في هذا الاطار اسفرت في النهاية، عن حصيلة 13 إصابة من أصل 107، من ضمنهم 9 في الوحدة الاولى بازلي، و 4 في الوحدة الثانية بدوار العسكر ومنهم عاملتين.

واشار المتحدث، أن البداية كانت بإصابة عامل واحد ينحدر من مدينة تحناوت، حيث تحركت السلطات المحلية بسرعة فائقة لمعرفة علاقة العامل مع باقي العمال في الوحدة الاولى المتواجد بمنطقة ازلي، وتم اكتشاف ان 5 من العمال يسكنون في بيت واحد، ليتم تطويق البيت، وربط الاتصال بمديرية الصحة التى ارسلت سيارة إسعاف لنقل المخالطين الخمسة .

واشار المصدر ذاته انها كانت ضربة قاسية بعد التأكد من إصابة أربعة أشخاص من أصل خمسة، ليتم تشكيل لجنة الكشف على أقرب المخالطين بالاستعانة بكاميرات المراقبة، كما تم تشكيل مجموعات لإجراء الاختبارات،التي كشفت عن 8 إصابات إضافية تتوزع بين الوحدتين ، ومن ضمنها أكثر من 6 إصابات نتيجة استهتار العمال، حيث رغم التحذيرات من الاكل الجماعي أو تقاسم نفس كأس الشاي، لكن هذا التهور كان قاسيا علي الجميع وفق تعبير المتحدث.

ونتيجة هذه التعبئة تمت محاصرة الوباء بأقل الأضرار، حيث كانت جميع الإصابات خفيفة جدا، ووقع عقبها تحول كبير في عقلية جميع العمال حيث اصبح الكل ملتزم بجميع الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها من طرف ادارة الشركة، بتنسيق مع مختلف المتدخلين و تحت اشراف لجنة اليقظة التي اشرفت على العملية، وصادقت على الاجراءات

وقد شملت هذه الاجراءات تقليص عدد العمال بنسبة الثلث، حيث تم استبعاد ذوي الامراض المزمنة بالخصوص مع الاحتفاظ بصرف اجورهم، كما باشرت الشركة مراقبة حرارة العمال يوميا مع فرض ارتداء الكمامات، والاستعانة بالمعقمات بشكل مستمر، مع إلغاء مجموعة من المرافق التي كانت مخصصة لتجمع العمال، وتدخل الادارة من أجل كراء منازل توفر السكن الفردي للعمال من خلال غرفة لكل عامل ، وتوفير وجبات فردية في وقت الافطار لتفادي تجمعهم حول وجبات مشتركة كالسابق.

ويضيف المصدر ذاته أن الوضع الصحي للعمال المصابين مستقر حيث يتواجد 9 منهم بمستشفى ابن زهر و 4 اخرين بمستشفى الرازي بمراكش ، ويحظون بدعم متواصل من الادارة التي تقوم بتوفير الحاجيات للمصابين عبر عامل تم تكليفه بشكل دائم بالامر، ومن خلال ربط الاتصال اليومي بهم الى جانب مواصلة صرف اجورهم.