انتهى موسم ريال مدريد بالخروج من دوري أبطال أوروبا، ولكنه حقق الدوري الإسباني قبلها، ومنذ أشهر، حقق كأس السوبر الإسباني الجديد أيضًا، هكذا يمكن اختصار حصاد الموسم من حيث الألقاب.

هناك الكثير من الإحصائيات أيضًا حول الأهداف المسجلة والستقبلة، التراجع التهديفي، المشاكل المتكررة، والأشياء التي تحسنت، تلك التي تعطي تقييمًا عادلًا للخطوات التي قطعوها في الطريق، لا لما نتج عنها، وكم من نتائج لا تعبر عن الطريق المؤدي لها.

بالنسبة لهذا الموسم يستحق زين الدين زيدان التصفيقات على بعض الأشياء، ويسستحق كذلك اللوم على أخرى، لا يمكن تلخيص حالة المدرب الفرنسي هذا الموسم في كلمة واحدة.

لمسة زيدان

بداية ما يستحق عليه ريال مدريد الإشادة من حيث التقييم في حصاد موسمه هو التخلص من بعض الأشياء التي كانت تتكرر بشكل تكراري وتضيع منه ألقاب، فتخلص منها حتى لا تفقده شيئًا.

ريال مدريد اعتاد أن يسجل كثيرًا، ولكنه يستقبل فلا يحقق شيئًا في بعض المباريات، ويتنازل عن معدلاته التهديفية فجأة في مباراة فيفقد نقاطها، وهكذا يستمر النزيف حتى يتسع الفارق بينه وبين صاحب الصدارة.

أما في هذا الموسم، فإن زيدان قد اعتمد على عاملين رئيسيين، أولهما إعادة كاسيميرو إلى مركزه الذي يتألق فيه دون واجبات إضافية تتعلق بالخروج بالكرة، حيث أصبح لاعب ارتكاز صريح من خلال جوهرة فيدي فالفيردي.

فالفيردي منح ريال مدريد رئة هجومية كلاعب يستطيع اللعب على الطرف والتحول إلى جناح إضافي، ولكنه لعب دور الارتكاز المساند على أكمل وجه ليمنح كاسيميرو المساندة التي يحتاجها ليمنح البرازيلي خط الدفاع الأمان المطلوب.

هذه الفلسفة لم تتطلب أن يتراجع ريال مدريد إلى مناطقه ليلعب على المرتدات، بل منحته الصلابة الدفاعية وهو بحوزته الكرة، وقللت من احتمالية تعرضه للمرتدات والكرات الطولية في ظهر دفاعاته، وتلك الأشياء التي تضطر راموس للخروج من مكانه ليلعب الخصم على المساحة التي يفرغها.

هذه الاستراتيجية أعادت التوازن المفقود إلى البيت الملكي، وأصبح بإمكان ريال مدريد اللعب بشكل هجومي قائم على الاستحواذ والتحكم في مجريات الأمور دون المعاناة من شوارع في خط ظهره ووسط ملعبه الخلفي، ليضرب عصفورين بحجر.

مشاكل أزلية

ريال مدريد لا يواجه أي أزمة في صناعة الفرص، ولكنه يواجه أزمة وحيدة في أنه يلعب بنفس الطريقة التي كان يعتمد عليها بوجود رونالدو، ولكن بدونه.

ريال مدريد يرسل الكثير من العرضيات في كل مباراة ثم في النهاية تجد الكرة في الهواء وهازارد وبنزيما خارج منطقة الجزاء بلا محاولة في لحاقها.

الجودة لدى ريال مدريد ليست أزمة، ولكن المشكلة في عدم ملائمة اللاعبين المتاحين للخطة في هذه النقطة فقط، تلك التي تتعلق بإنهاء الفرص.

يعاب على زيدان عدم وضع حطة تتناسب مع الوضع الجديد للفريق بعد رحيل رونالدو، مما يكرر نفس النمط حتى دون أمل في نجاحه ولا منطق في ذلك.

قبل وبعد الكورونا

يمكن القول إن كورونا كان نعمة على ريال مدريد، إذ منحه الفرصة للمنافسة على لقب الدوري الإسباني في ظروف أفضل، وفي الوقت ذاته، جعلت المباريات المتبقية من الدوري أشبه ببطولة مجمعة، تلك التي يجيدها زيدان أكثر من غيرها.

فقط كان التأثير السلبي لكورونا على ريال مدريد اقتصاديًا، فسواء النادي أو اللاعبون كلاهما تضرر مما تضرر منه كوكب الأرض كله بسبب الوباء.

النادي فقد الكثير من مداخيله في وقت يحتاج فيه إلى المزيد من الأموال من أجل دعم عملية تجديد ملعبه سانتياجو برنابيو.

أما اللاعبون ففقدوا جزءًا من رواتبهم، وكذلك حرموا من مكافئات الفوز بلقب الدوري الإسباني، والذي يدخل خزائن الفريق الملكي لأول مرة منذ 3 سنوات.

في النهاية كان موسم ريال مدريد ناجحًا، إذ حقق الفريق ما جاء من أجل تحقيقه، وضع زيدان الدوري الإسباني هدفًا للموسم وحققه، وما دون ذلك كان ليكون إضافات.