حدد الخبير في مناطق الحروب والصراعات والباحث الإستراتيجي، الإعلامي السعودي فهيم الحامد، 3 وسائل في التعامل مع الإعلام المعادي، وهي: استخدام الرسائل الإعلامية المبنية على الحقيقة، واستقدام القوى الناعمة لإيصال الرسائل إلى كافة المجتمعات، وتقديم الصورة الحقيقية المبنية على الأرقام والإحصائيات للمساهمة في الإقناع بشكل أكبر، مبيناً أن ثورة الإعلام الجديد ومواقع التواصل الإعلامي، تعد من أكبر القوى الناعمة في العالم، ومن الضروري استخدام هذه القوى لإيصالها إلى الجمهور المستهدف بكافة أطيافه.

التحرك الدبلوماسي

أشار الحامد، الذي كان يتحدث في لقاء افتراضي، بعنوان «دور الإعلام أثناء الأزمات والحروب» في بيت شباب الأحساء الإعلامي التابع لهيئة الصحفيين السعوديين في الأحساء، (عن بعد)، إلى أن التحرك الدبلوماسي هو مرآة للخط الإعلامي، وعندما تكون الدبلوماسية واضحة، يكون دور الإعلام واضحاً، مضيفاً أن الإعلام الجديد هو من يقود المعركة، وأن إعلامنا السعودي إعلام واع ومتزن ويدافع عن رسالة المملكة المبنية على «الأمن والسلام»، مبيناً أن الحروب في المنطقة، أصبحت ذات تأثير طائفي، وتغيير وغسيل أدمغة مؤكدا أن التهيئة الإعلامية هي مفتاح نجاح للحروب العسكرية.

وأضاف أن الجيل الإعلامي الجديد، يمتلك أدوات متعددة جديدة خصوصا بعد الثورة في الإعلام الجديد، ويستطيع من خلالها التصدي للإعلام المعادي، وإيصال رسالة المملكة، مضيفاً أن "المملكة تواجه إعلاما معاديا يحاول جهده لتزييف الحقائق، إلى جانب الإطلاع وقراءة ما يكتب في الإعلام العالمي عن المملكة لكي يستطيع فهم طبيعة فكر وثقافة الطرف الآخر لمواجهته، فضلا عن ضرورة إتقان اللغات خصوصا الإنجليزية كونها اللغة العالمية للتعامل مع القوى المعادية أو الغربية، وفهم الإستراتيجية الإعلامية للقوى المعادية، والانتقال من الإطار التقليدي إلى الإطار التقني الحديث والاستفادة من تجارب الرعيل الأول.

مناطق الصراع

أضاف أن مناطق الصراع، هي مخرجات لسلسلة من الأحداث والحروب، وعقود من الإشكاليات والأزمات، وإيجاد حلول لها يتطلب الوقت والجهد السياسي الإستراتيجي، مستشهداً بالصراع العربي الإسرائيلي الذي استغرق عقودا من الزمن بلا حلول، مبيناً أن الصراع ليس أزمة بل نتيجة تراكمات ومناوشات سياسية عتيدة وحروب ضارية، موضحاً أن المناطق المعادية، هي التي يصبح فيها تأثير المحور المعادي عاليا جدا، مستشهدا بتأثير النظام الإيراني على دول العراق وسورية ولبنان واليمن، إذ أن النظام الإيراني لم يؤثر على هذه الدول كمناطق بل أضحت تحت سيطرته، مشدداً على التزام السعودية بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وإرساء الأمن والسلام والحفاظ على دول الجوار، وتكريس قيم التسامح والوسطية والاعتدال والحب والإخاء، مؤكداً ضرورة مواجهة الشائعات، باليقين في قرارات وإجراءات الدولة التي تتخذها لمصلحة المواطن، وعدم الارتهان بالأخبار الزائفة، والاعتماد على الخبر الرسمي، واستقاء الأخبار من مصادرها وعدم الترويج لأي أخبار زائفة أو مشكوك في مصداقيتها.

الحروب الرمادية

أكد أن الإعلام يمثل الخط الأول في الدفاع، وفي بعض الدول يعد الخط المدمر الأول، من خلال تقديم معلومات خاطئة، موضحاً أن الإعلام السعودي إعلام مسؤول يدافع عن الحق ويبرز الجهود، مشيراً إلى أن الحروب الرابعة والخامسة يطلق عليها الحروب الرمادية، وهي اختراق صفوف أو جانب في المؤسسات الأمنية، وإحداث الأزمات والانقلابات.

وأضاف أن القنوات السعودية، نجحت في إبراز دور المملكة في الأزمات، موضحاً أن «تويتر» قد يكون بؤرة تأجيج صراعات إذا استخدم في ذلك الاتجاه، بسبب عدم وجود المرجعية الرسمية لهذه المنصة، وهو عالم مفتوح ويمكن استخدامه لتأجيج الصراعات ويمكن كذلك لإحلال السلام.