نمو قياسي للاقتصاد الأمريكي في الربع الثالث .. الناتج المحلي قفز 33.1 %


نما الاقتصاد الأمريكي بوتيرة قياسية مرتفعة في الربع الثالث من العام، مع ضخ الحكومة أكثر من ثلاثة تريليونات دولار من حزم التحفيز المالي للتخفيف من أثر جائحة كوفيد - 19، ما دعم إنفاق المستهلكين، لكن الندوب الغائرة التي خلفها الركود الناجم عن الجائحة قد تستغرق عاما أو أكثر لتلتئم.
ووفقا لـ"رويترز"، قالت وزارة التجارة أمس، في تقدير أولي "إن الناتج المحلي الإجمالي نما 33.1 في المائة، على أساس سنوي في الربع المنقضي، وتلك أسرع وتيرة نمو منذ بدأت الحكومة في حفظ سجلات تلك البيانات في 1947 وجاء إثر انكماش تاريخي بلغ 31.4 في المائة، في الربع الثاني".
لكن التقرير، وهو أحد آخر المؤشرات الاقتصادية المهمة قبل انتخابات الرئاسة الأسبوع المقبل، لن يكون له أثر إيجابي يذكر في المأساة الإنسانية التي تسببت فيها الجائحة، إذ فقدت عشرات الملايين من الأمريكيين وظائفهم وأودى المرض بحياة أكثر من 222 ألفا.
وكان اقتصاديون استطلعت "رويترز" آراءهم توقعوا نموا نسبته 31 في المائة، في الفترة من تموز (يوليو) حتى أيلول (سبتمبر). وتراجع عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة الأسبوع الماضي، إذ قالت وزارة العمل الأمريكية في تقرير منفصل أمس، "إن إجمالي الطلبات الجديدة للحصول على الإعانة والمعدل في ضوء العوامل الموسمية بلغ 751 ألفا للأسبوع المنتهي في 24 تشرين الأول (أكتوبر) مقارنة بـ791 ألفا في الأسبوع السابق".
وتظل الطلبات عند مستويات مرتفعة تفوق ذروة فترة الركود بين 2007 و2009 البالغة 665 ألفا، وذلك على الرغم من تراجعها عن مستوى قياسي بلغ 6.867 مليون في نهاية آذار (مارس).
بدوره أكد جويل ناروف خبير الاقتصاد لـ"الفرنسية"، أن إعلان النمو الاقتصادي لا أهمية له باستثناء بعض الدعاية السياسية، حيث إن الرقم تاريخي ولا معنى له، لأنه لن يكشف لنا كثيرا عن آفاق المستقبل".
وأضاف "بالفعل تراجع أول اقتصاد في العالم كثيرا في الربيع لدرجة إنه مهما كان معدل الانتعاش فلن يكون كافيا للعودة إلى مستوى العام الماضي".
وكان الاقتصاد الأمريكي دخل في الفصل الثاني في مرحلة ركود وتراجع بـ31.4 في المائة، بعد تراجع بـ5 في المائة، في الفصل الأول بوتيرة سنوية. وأخيرا أعلن أحد نواب ريتشارد كلاريدا رئيس "الفيدرالي" الأمريكي أن "هذا الركود كان الأهم منذ الحرب العالمية الثانية، لكنه قد يدخل أيضا كتب الأرقام القياسية كأقصر فترة ركود في تاريخ أمريكا".
وللعودة إلى مستواه قبل تفشي الوباء، يجب أن يبلغ النمو الأمريكي 53.3 في المائة، وفقا لديفيد ويلكوكس خبير الاقتصاد في معهد بيترسن للاقتصاد العالمي، إذ توقع أن يحطم معدل النمو المسجل بين تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر) الرقم القياسي في الفصل الأول من 1950 مع 16.7 في المائة.
وحذر ويلكوكس الأربعاء خلال مؤتمر افتراضي بالقول "بما أنه النمو الأسرع المسجل فمن المؤكد أن السياسيين سيعدونه إنجازا استثنائيا". ووعد دونالد ترمب أيضا بإجمالي ناتج داخلي ضخم في تغريدة نشرها الثلاثاء.
ويفتخر الرئيس الأمريكي بانتظام بقدرته على تنشيط الاقتصاد ويراهن كثيرا على ذلك للفوز بولاية ثانية أمام خصمه الديموقراطي جو بايدن، حيث يقول "إن بايدن وراء نهوض اقتصادي بطيء عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما، وإن البلاد تسعى إلى النهوض من أزمة مالية عالمية".
لكن هذا النهوض التاريخي قد يكون مجرد ذر للرماد في العيون، لأنه يعكس ارتفاعا كبيرا مؤقتا للنشاط الاقتصادي وليس انتعاشا دائما، وقال ويلكوكس "تباطأ الانتعاش كثيرا في الأشهر الماضية، ويرجح أن يكون نمو النشاط بسيطا أو معدوما في أيلول (سبتمبر)".
ولإنقاذ النمو في الفصل الرابع تتجه الأنظار إلى البيت الأبيض والكونجرس العاجزين حتى الآن عن الاتفاق على تبني تدابير جديدة تسمح بدعم الأسر والشركات الامريكية رغم مفاوضات مستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وأعلنت ديان سونك خبيرة الاقتصاد من "جرانت ثورنتون" أن "آفاق الفصل الرابع تزداد سوءا يوما بعد يوم، دون طوق نجاة".
وسمحت خطة النهوض الطموحة بـ2200 مليار دولار التي تم تبنيها في الربيع، للأمريكيين بالاستمرار في الإنفاق، داعمين بذلك الاقتصاد بعد عزل دام لأسابيع، حتى إن الوظائف كانت مهددة.
لكن الأسر الفقيرة حصلت على شيكات من الحكومة، أما ملايين العاطلين عن العمل في البلاد، فقريبا لن يحق لهم الحصول على مخصصات البطالة وكذلك المساعدة الإضافية التي حصلوا عليها وتم استبدالها بمساعدة بقيمة أقل، وحتى تم إلغاؤها كليا في بعض الولايات.
وفي غياب مساعدات جديدة قد يغرق الاقتصاد الأمريكي أكثر مما هو متوقع في 2020، ويراهن صندوق النقد الدولي لمجمل العام على تراجع لإجمالي الناتج الداخلي بـ4.3 في المائة، مقارنة بـ2019 في حين يرى الاحتياطي الفيدرالي تراجعا أقل بـ3.7 في المائة.
إلى ذلك، قال لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض أمس "إن أي اتفاق بشأن تشريع لإقرار حزمة مساعدات مالية للتخفيف من تبعات جائحة فيروس كورونا لن يكون وشيكا"، واتهم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب بتقييد الإدارة، ورفض قبول حل وسط.
وأضاف كودلو في تصريحات أدلى بها لمحطة فوكس نيوز "إنها تقيد حركتنا... لم يظهروا أي مؤشرات على الاستعداد لقبول حل وسط فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية، وبالتالي ربما سيتعين علينا أن ننتظر".

تاريخ الخبر: 2020-10-29 22:23:17
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 32%
الأهمية: 44%

آخر الأخبار حول العالم

رئيس نيجيريا يصل إلى الرياض - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-27 03:23:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية