لا تتركني وحيدا يا دونالد ترامب!. أوقفوا عد الأصوات ولا تزوروا الانتخابات ولا تحرموني من الأمريكي الوحيد الذي كنت أفهم إنجليزيته .

حميد زيد-كود///

كنتُ في حاجة إليك يا ترامب.

كنتَ الأمريكي الوحيد الذي أفهم إنجليزيته.

كنت الناطق الوحيد باللغة الأنجليزية الذي لا أحتاج معه إلى ترجمة.

وكنتُ أراهن عليك.

كنتُ من أنصارك.

كنتُ صراحة أعول عليك كثيرا في تطوير قدراتي اللغوية.

كنتُ تمنحني الثقة.

كنتُ أستمع إليك دائما لأتعلم منك اللغة.

كانت إنجليزيتك سهلة ومباشرة ومفهومة.

كانت مخارج الحروف عندك واضحة.

كنتَ معلمي.

كان مستواك أقرب إلى مستواي.

كنا معا في الصف الأول.

كنتُ معك في القسم الأول. كنتُ معك مبتدئا. وكنتَ مبسطا للغة الإنجليزية.

كنتَ بيداغوجيا في تعليمي وتعليم كل من هم على شاكلتي.

كنتَ الأمريكي الوحيد الواضح.

كنتَ أستاذا للكسالى أمثالي في كل العالم.

كنتَ رئيس كل الأغبياء في العالم.

كنتَ كأنك تتوجه بإنجليزيتك إلي. وكما لو أنك تعلم أني موجود. في سلا. مبسطا لي اللغة.

وقد جربتُ أن أتعلم الإنجليزية في إم بي سي 2 لكني فشلت.

وجربت أن أتعلمها بالاستماع إلى الأغاني. ولم ينفعني ليونارد كوهن ببطئه. ولم يحمسني بوب ديلان.  ولم تنفعني دولي بارتن بصدرها النافر. ولم ينفعني أي مغن. ولم تنفعني أي مغنية.

وجربت أن أتعلمها من خلال والت وايتمان.

ومن خلال الكوميكس.

وجربت أن أتعلمها من خلال التعليق الإنجليزي على مباريات كرة القدم. لكن عبثا.

وجربت في البي بي سي. وفي السي إن إن. وفي الرسوم المتحركة.

وفي قناة للرضع اسمها بيبي تيفي.

وبكل اللكنات. إلى أن فقدت الأمل.

وإلى أن ظهرت.

فكنتَ المنقذ. والمحفز لي. وكنتَ الرئيس الذي جعلني لا أيأس.

وحين فزتَ في  الانتخابات على هيلاري كلينتون قبل أربع سنوات.

ومن أول كلمة. قلتُ هذا رئيسي أنا أيضا.

هذا هو المعلم الرئيس.

هذا هو من سيعلمني الإنجليزية بعد أن فشل الجميع معي.

هذا هو مبسط اللغة. ومبسط السياسة. ومبسط الحياة.

ومن أول تصريح لك تفاءلت. وعاد إلي الأمل. واقتنعتُ أن كل شيء ممكن. وما دمت صرت يا ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية. فلا شيء مستحيل. وبإمكاني أنا أيضا أن أتعلم الإنجليزية.

وسوف تكون معلمي.

ولو متأخرا.

وأي كلمة منك. وأي جملة. وأي هجوم على خصومك كنت أفهمه بالكامل.

وأي تغريدة في تويتر.

ولم أكن معك في حاجة إلى قاموس. ولا إلى شرح.

كنتَ واضحا يا ترامب.

كانت أنجليزيتك من القلب. وصريحة. ومبسطة. ولي. ولشخص لا يفهم إلا كلمات قليلة. ومعدودة.

وهي التي كنت تستعملها من أجلي.

ومن أجل كل من يشبهني في هذا العالم الكبير.

كنتَ تتحدث مثل ولد صغير.

كنت تتحدث مثل شخص متمرد على المدرسة.

كنت مثل برنامج لتعليم اللغة للمبتدئين.

كنت مثل رسوم متحركة.

وكانت إنجليزيتك ضعيفة ومعجمك محدود إلى درجة أني كنت أفهم كل ما تقول.

وكل ما تكتب.

كما لو أنك كنت تخاطبني.

كما لو أنك كنت تفكر في. وتعمل جاهدا على أن تتواصل معي.

كأنك رئيسي.

ولم أكن أفهم أي أحد في بلادك.

بينما كنت بارعا في فهمك. كأنك كنتَ تتوجه إلي. وإلى كل المتعثرين في تعلم الأنجليزية في كل العالم.

ولذلك كنتُ في صفك.

كنتُ أتمنى فوزك.

كنت تخليت عن الديمقراطيين والليبراليين وشعاراتهم.

كنت أفضل صدقك. وصراحتك الجارحة.

كنتُ أراهن على ولاية أخرى. وعلى أربع سنوات أخرى. وأنا أستمع فيها إلى إنجليزتيك. حتى أتقنها.

وأحارب بها مع حزب العدالة والتنمية. يدا في يد. الفرونكفونيين. أتباع فرنسا.

وأتباع ماكرون المسيئون إلى الرسول.

كنتُ أمني النفس أن تبقى.

كنتَ ممتعا في عالم انتهى فيه كل شيء. وانتهت العقائد. والأحلام.

كنتَ هدية في عالم لا أوهام فيه.

وكنتُ أتمنى لو كان بمقدوري أن أصوت لك. كي لا يفوز منافسك النعسان.

وحتى هذا اللقب فهمته. وضحكت يا ترامب.

تخيل هذا يا ترامب.

تخيلت أني فهمته بالأنجليزي. دون وسيط. ودون سوتيتراج. ودون مساعدة من أحد.

وإذا كانت إنجليزيتي قد تحسنت في الفترة الأخيرة. فالفضل في ذلك يعود إلى أروع رئيس في تاريخ أمريكا.

ولست وحدي. بل معي الآلاف. بل الملايين.

وأخشى أن يتخلصوا منك.

وأخشى ما أخشاه أن يزوروا الانتخابات. كي يعود الغموض. وكي تعود تلك الإنجبيزية المبتلعة. وغير المفهومة.

وكي يعود العفاريت والتماسيح.

بمرشحهم النعسان.

وأخشى ألا  يتحسن مستواي. بعد أن تدخلت “الداخلية” الأمريكية في الانتخابات. وفرضت مرشحها.

وأخشى أن تكون الولايات المتحدة اليوم في عصر ادريس البصري.

وفي عصر تصويت الموتى.

ولأنك كنت واضحا. ومباشرا. ولا تلجأ إلى استعارة. ولا إلى مجاز. ولا إلى تورية. فقد خاطبت العالم دون لف ولا دوران.

وخاطبت العرب. وكنت صريحا معهم. وقلت لهم هاتوا المال. وأهنتهم.

وما كان من سبقك من رؤساء يصل إليه بالطرق الملتوية. وبالدبلومساية. وبالتهديد البطن. ذهبت إليه رأسا.

وما كانت الإدارة الأمريكية لا تجرؤ عليه فعلته دون تردد.

وبنفس تلك الإنجليزية.

بلكنتك الرائعة والمفهومات. وبإشارات يدك  المساعدة على التعلم.

منحت إسرائيل القدس. ومنحتها كل فلسطين. ومنحتها كل العرب.

ودائما كنتُ أفهم كل الخطوات التي تقوم بها. وأفهم إنجليزيتك.

وصدقني يا ترامب.

فقد كنتُ شبه متأكد من فوزك. لكن يبدو أنك ستتركني وحدي.

ولن أرى في المستقبل شعرك المصبوغ بالأصفر. والذي يشبه كوز ذرة.

ولن أرى غرتك الصفراء التي كانت تلعب بها الريح وأنت نازل من الطائرة.

ولن أرى إيفانكا. ولا جاريد كوشنر. ولا ميلانيا. ولا الأحفاد.

بعد أن هزمك الديمقراطيون .

وهزمتك حيزبونهم نانسي بيلوسى. والتي أراها تتشفى فيك الآن.

وإذا تخلى عنك الجميع. وتخلى عنك الجمهوريون.  فلن أتخلى عنك أنا.

لأني أفهمك.

وأفمهم لغتك.

ولأني لست ناكرا للجميل.

وأجزم أنها انتخابات مزورة. وأجزم أن الموتى بدورهم صوتوا ضدك.

ومثلك أقول

أوقفوا عد الأصوات.

أوقفوا هذه المهزلة.

أوقفوا انتخابات ادريس البصري الأمريكية.

حالا

حالا

وأقولها لكم بالإنجليزي. وفاء مني لمعلمي ترامب. ولأروع رئيس عرفته الولايات المتحدة.

رئيس كان رمزا لعصر النهايات. من نهاية الأحزاب التقليدية. إلى نهاية الإيديولوجية. إلى نهاية السياسة.

رئيس له غرة شعر صفراء

وربطة عنق حمراء

رئيس لن يقبل الهزيمة. وسيعلنها حربا شاملة. دفاعا عن الشرعية.وسوف يتحداكم.

وسوف يفضح الدولة الأمريكية الفاسدة.

وفي الميسيسيبي. وفي نيفادا. وفي كل المدن. والولايات.

وفي كل العالم

يتحدث ترامب ونفهم كل كلمة يقولها.

ولو لم يكن لنا أي معرفة بالإنجليزية

فإننا نفهمه.

وندعمه. ضدا على الديمقراطيين. النخبويين. الذين يتكلمون الإنجليزية من أرنبة أنفهم.

يتكلمونها كي لا أفهمها.

وكي لا أتعلمها. وكي لا أعرف ماذا تقول أمريكا. دون وسيط. ودون مترجم فوري. ودون سوتيتراج. ودون إم بي سي 2.

تاريخ الخبر: 2020-11-06 17:16:42
المصدر: كود - المغرب
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

المغرب – فرنسا: فتاح تدعو إلى أشكال تعاون جديدة تستشرف المستقبل

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-27 00:25:37
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية