قصة طالبة اقتحمت ريادة أعمال في سن الثانية والعشرين!

استطاعت سلسبيل ربيحة كتيتني، أن تقتحم مجال ريادة الأعمال في سن صغيرة، فأنشأت مؤسسة جزائرية لها مختبرات بحثية مع فرع يعمل بألمانيا، لتتخصص في تأطير البحث العلمي وتقديم الاستشارات وتطوير الأفكار والمشاريع، وهو نجاح تخبرنا الطالبة الشابة أنه «لم يأت على طريق من حرير»، بل اعترضته عقبات لم تكبح إصرارها على تتبع شغفها وأحلامها.
ولِدت سلسبيل، صاحبة الـ 22 ربيعا، في بلدية الرغاية بالجزائر العاصمة، أين كبرت و واصلت تعليمها، لكن في أحد الأيام تفاجأت عند عودتها للمنزل، بعد يوم فقط من عيد ميلادها الثامن، بأن والدها المريض فارق الحياة، وهو حدث شكل صدمة كبيرة لها، وجعل العائلة تعيش ظروفا صعبة كانت أسوأ بالنسبة للطفلة كونها مصابة بمرض الصرع.
رغم ذلك لم تستسلم سلسبيل فواصلت تعليمها هي وشقيقاتها بدعم من الأم التي فارقت الحياة قبل فترة قصيرة، حيث تقول محدثتنا بتأثر «لم نبق مكتوفي الأيدي و واصلنا حياتنا، حيث فعلت والدتي رحمها الله، المستحيل لندرس أنا وأخواتي”.
سلسبيل، هي اليوم طالبة بطور الماستر  في التخصص محاسبة ومراجعة بجامعة الجزائر 3، كما تزاول الدراسة عن بعد في السنة الأولى بتخصص إدارة أعمال  مع جامعة مانهايم بألمانيا، إضافة إلى ذلك، أنشأت منذ جانفي الفارط، مؤسسة “ساينتيفيك آنجين” المكونة من خبراء في تخصصات متعددة أغلبهم من ألمانيا، حيث يرتكز عملها على البحث العلمي وتأطير الباحثين بـ “أسلوب مختلف عن التدريبات التي تعود عليها المجتمع الجزائري”، إذ تدوم حلقات التدريب لمدة لا تقل عن 3 أشهر، كما يتم تقديم خدمات خاصة بتطوير الأفكار والمشاريع لتكون دليلا علميا للمستثمرين والزبائن.
وتفصّل محدثتنا أكثر عن عمل مؤسستها، بالقول «إذا وجدنا الفكرة مناسبة، نبدأ في حلقة التدريب مباشرة، أما إذا وجدنا أنها تحتاج تغييرا فإننا عمل على تطويرها. نحن نطور المشاريع من خلال براءات الاختراع والتدريب والبحث العلمي أيضا». وتضيف سلسبيل أن الكثير من طلبة الدكتوراه تعاملوا مع مؤسستها كنموذج لدراستهم كما تم تطوير الكثير من الأفكار والانتقال إلى مرحلة تدريب الأفراد في مجال المقاولاتية، حيث تم في 23 جانفي الفارط تنظيم مؤتمر دولي استقبل “سفير المريخ”، العالم نورالدين مليكشي و علماء جزائريين آخرين.
رحلة نجاح بدأت بالفوز في مسابقة بألمانيا
وعن الدافع وراء ولوج عالم ريادة الأعمال في هذه السن الصغيرة، تقول سلسبيل إن ذلك كان خطوة حتمية، فبعد العديد من التدريبات والمحاضرات التي كانت تقدمها للطلبة في الجامعات والمدارس الوطنية، أتت الفرصة لمشاركتها في مسابقة البحث العلمي التي نظمتها جامعة مانهايم بألمانيا، حيث تحصلت على المركز الرابع بين 283 مشاركا، ومن هنا انطلقت الطالبة الشابة في تجسيد فكرتها مع دكاترة بألمانيا، ليصبح لمؤسسة «ساينتيفيك آنجين» فرع ومختبر بحث هناك.
وتخبرنا سلسبيل أنها فتاة شغوفة بالبحث العلمي، أما ريادة الأعمال فهي وسيلتها لإحداث تأثير في المجتمع، والتعبير عن إمكاناتها، مضيفة أن أكثر ما يحفزها على ولوج هذا المجال هو «فكرة أن كل شيء ممكن وأنه يجب علينا أن نتعلم بسرعة وأنه بعد كل خطوة نتقدمها نعرف جيدا أن هناك خطوة أصعب تنتظرنا».
وتضيف محدثتنا أنها عايشت عقبات بحكم أنها باحثة ومهتمة كثيرا بالبحث العلمي في مختلف المجالات، حيث كان من الصعب أن تجعل المؤسسة تركز على هذا الجانب، لكن فرع ألمانيا ساعدها على تخطي الصعوبات بفضل الدكاترة الذين تعاملت معهم، حيث تقول «استطعنا باتحادنا أن نُدخِل جميع التخصصات وتمكنا من تدريب عشرات الباحثين خاصة طلبة الدكتوراه والماستر، والعمل على 3 مشاريع مهمة للغاية. أنا فخورة جدا بفريقي ومؤسستي لما استطعنا إنجازه في ظرف شهرين فقط».
مزاوجة بين البحث العلمي ومجال الأعمال
وعن مشاريعها المستقبلية تستطرد الطالبة بالقول إن الكثير من الأشياء العظيمة والمفاجآت على جدول الأعمال الخاص بمؤسستها، لكن هدفها المطلق هو توعية الباحثين والطلبة بأهمية البحث العلمي لأنه الدليل العلمي لأي مؤسسة أو مشروع، مضيفة «عندما أدرب شخصا لديه فكرة ويريد أن يدخل بها عالم ريادة الأعمال، فإن أهم شيء عندي هو أن يقدم لي دليلا علميا يثبت أن فكرته ستصبح مشروعا ناجحا. أطمح كذلك لتحقيق الاستقلالية في البحث».
تخبرنا سلسبيل أنها لم تتخيل يوما بأنها ستدخل عالم ريادة الأعمال في عمر 22 سنة، لتتابع بالقول «عندما يكون الإنسان طموحا ويثق في نفسه بعد الثقة بخالقه عز و جل ويغتنم الفرصة عندما تأتيه، وتكون له الشجاعة للمواصلة والمثابرة رغم الصعوبات، سوف ينجح».     
«يجب الاستعداد للمخاطر»
وترى الشابة أن الفرص موجودة في كل الأوقات لكن على الفرد أن يتشجع ويبحث عنها وأن يبني الدافع الخاص به، فمجال ريادة الأعمال مثلا، لم يكن يوما طريقا طويلا من حرير، إذ يجب، تتابع سلسبيل، الاستعداد لاتخاذ خيارات محفوفة بالمخاطر مع وضع احتمالات الفوز والتفكير مليا حول الهدف، وأخذ الوقت الكافي للتحضير و توفير الأدوات اللازمة.
وتضيف محدثتنا أن الكثير من الأشخاص يلهمونها في حياتها اليومية، وأولهم والداها اللذان لطالما كانا «مثالا حيا يدفعها لجعل المستحيل ممكنا»، إضافة إلى أستاذها جمال بن زيان والذي كان يجيب عن كل أسئلتها الغامضة في الجامعة، وأيضا الأستاذ فاتح كزيم الذي يقبل ويرحب بأي حدث يجده في منفعتها، وكذلك أساتذتها بألمانيا وآخرون كثير أتيحت لسلسبيل الفرصة للحديث معهم والالتقاء بهم في السنوات الأخيرة، مثلما تؤكد.
ياسمين.ب

تاريخ الخبر: 2021-03-07 13:25:53
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

رئيس نيجيريا يصل إلى الرياض - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-27 03:23:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية