"نرفض رفضا قطعيا هذا التعيين!" تصريحات أميرة محمد، صحافية في وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) ونائبة رئيس نقابة، كانت صارخة ومعبرة عن استياءها وعن سخط زملائها أمام "اقتحام" مقر الوكالة الإعلامية الرسمية من قبل ما وصفته بـ"المليشيات".
وكما أظهر مقطع فيديو نشره صحافيون على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت أميرة محمد تتحدث خلال مؤتمر صحافي عقب دخول المدير الجديد للوكالة، كمال بن يونس، الثلاثاء إلى مقر المؤسسة مرفقا بعناصر من الشرطة بعد أن منعه الصحافيون أول مرة، وهم يحتجون على تعيينه من قبل الحكومة التونسية برئاسة هشام مشيشي. وأكدت عزم الصحافيين على الدفاع عن استقلاليتهم وحريتهم، قائلة "إما نحن إما كمال بن يوسف".
صحافية وات يرفضون "تسييس" الإعلام
اقتحام عناصر من القوة العامة وكالة تونس افريقيا للأنباء بالعاصمة، واعتداء على الصحفيين والعاملين بها الرافضين للتعيين الجديد على رأس الوكالة #وكالة_وات pic.twitter.com/884NGXW6pd
— Agence Tunis-Afrique-Presse (@AgenceTAP) April 13, 2021
وقالت زميلتها سلمى هني: "نطالب رئاسة الحكومة بإعادة النظر في قرارها بتعيين كامل بن يونس على رأس وكالة تونس إفريقيا للأنباء"، وتابعت: "ندافع عن القطاع العمومي، الذي يقدم خدمة مستقلة، على مسافة متساوية مع جميع الأحزاب"، مطالبة "رئاسة الحكومة بإعادة النظر في قرارها".
بن يونس "تم تعيينه بالقوة والعنف"...
وأضافت أميرة محمد قائلة إن "وات" مؤسسة عمومية "تعود للشعب" التونسي وللصحافيين وإنها "ليست مؤسسة حزب أو (مؤسسة) مشيشي". وأشارت إلى أن ما حدث الثلاثاء "لم يحدث هذا حتى في عهد (الرئيس التونسي الراحل زين العابدين) بن علي".
وشدد على أن بن يونس "تم تعيينه بالقوة والعنف" وأنه بالتالي "لا يمكنه تسيير هذه المؤسسة" التي تم تأسيسها في يناير/كانون الثاني 1961.
وبدأ الخلاف بين صحافيي وكالة تونس إفريقيا للأنباء وحكومة هشام مشيشي منذ الإعلان عن تعيين كمال بن يونس، وهو إعلامي تقلد عدة مناصب آخرها مديرا عاما لإذاعة الزيتونة، على رأس المؤسسة الإعلامية الرسمية في 6 أبريل/نيسان.
دليل على إرادة الحكومة "تسييس" الإعلام
ورأى الصحافيون أن هذا القرار دليل على إرادة الحكومة "تسييس" الإعلام، معتبرين أن الخطة بدأت بإذاعة "شمس إف إم" لتصل إلى "وات" قبل محطات أخرى. وحتى أن البعض منهم يتهمون كمال بن يونس بأنه مقرب من حركة النهضة الإسلامية وأنه شارك في محاضراتها وندواتها السياسية.
وطالبت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين الحكومة بـ"مراجعة التعيينات السياسية والحزبية على رأس وسائل الاعلام وفتح حوار جدي وعميق حول إصلاح هذه المؤسسات بدل السعي نحو تدجينها لخدمة أجندات سياسية وحزبية ضيقة".
إضراب صحافيي وكالة تونس للأنباء في 22 أبريل/نيسان تنديدا بـ "تسييس" الإعلام
اثر اجتماع طارئ لنقابة الصحفيين التونسيين والجامعة العامة للإعلام وفرْعي النقابتين بوكالة تونس افريقيا للأنباء ، تم اقرار مقاطعة الوكالة لكافة أنشطة الحكومة والأحزاب الدّاعمة لها، إلى غاية يوم 22 أفريل الجاري، تاريخ الإضراب المقرر في الوكالة. #وكالة_وات 1/2 pic.twitter.com/wVtjCn7eKF
— Agence Tunis-Afrique-Presse (@AgenceTAP) April 13, 2021
مقاطعة أنشطة الحكومة
وأمام هذه "السابقة الخطيرة" دعت نقابة الصحافيين التونسيين "كافة الصحافيات والصحافيين والمنظمات الوطنية وكافة المدافعين عن حرية التعبير وحرية الإعلام لوقفة احتجاجية" الخميس عند الساعة الواحدة ظهرا أمام مقر وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وكانت أعلنت مساء الثلاثاء إثر اجتماع طارئ لها مع الجامعة العامة للإعلام وفرع النقابتين بالمؤسسة، بحضور الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل المكلف بالإعلام والنشر سامي الطاهري، أعلنت "مقاطعة وكالة تونس إفريقيا للأنباء لكافة أنشطة الحكومة والأحزاب الداعمة لها، إلى غاية يوم 22 أبريل (نيسان) الجاري، تاريخ الإضراب العام المقرر في الوكالة".
وطالبت النقابة كلا من رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية "بالاعتذار عن الاعتداءات بالعنف وانتهاك حرمة المؤسسة، ودعوة رئيس الحكومة (...) مجددا الى التراجع" عن تعيين كمال بن يونس على رأس "وات".
علاوة مزياني
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم