في معرض حديثه عن الاستراتيجية الجديدة لكرة الإمارات رؤية 2038، أوضح الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس اتحاد الكرة، أن خصخصة أندية الإمارات سترى النور في القريب العاجل، مشيراً إلى أن تأسيس دوري قوي لا بد من اعتماد الفكر التجاري، وفتح المجال أمام القطاع الخاص للمشاركة لضمان الوصول للعالمية وتحقيق رؤية 2038، فهل تملك أنديتنا المحلية المملوكة والمدعومة من الحكومة مقومات التحول لمؤسسات تجارية يملكها القطاع الخاص؟
في حقيقة الأمر ومن خلال معايشة واقع أنديتنا المحلية التي تعتمد بنسبة 90% على الدعم الحكومي، تبدو مسألة تحولها وانتقال ملكيتها للقطاع الخاص في الوقت الراهن تغلفها الكثير من المحذورات والعقبات، نقول ذلك رغم امتلاك الإمارات مؤسسات وشركات تحمل علامات تجارية عالمية، على سبيل المثال طيران الإمارات والاتحاد واتصالات وإعمار ومبادلة وغيرها، لكن جميع تلك الشركات لن تغامر ولن تعرض نفسها للخطر، بالدخول في مغامرة محفوفة بالمخاطر وغير مضمونة العوائد والعواقب، ولأن الشركات العملاقة تعتمد أساساً على المردود الاستثماري سواء المالي أو الدعائي والإعلامي، فإن ذلك المردود غير متاح على صعيد أنديتنا التي تدار بأسلوب تقليدي، وفي دورينا الذي لا يزال يحتاج إلى الكثير حتى يخرج من دائرته المحلية والإقليمية، وبالتالي فإن فكرة الخصخصة تعتبر غير مغرية للشركات التجارية.
محاولة انتهاج أسلوب إدارة الأندية في أوروبا وشرق آسيا كونها الأكثر تطوراً، خطوة إيجابية وتؤكد سعي اتحاد الكرة للارتقاء بالمنظومة الكروية، لكي تواكب التطور الذي تشهده اللعبة على المستوى العالمي، وتحقيق تلك المعادلة تتطلب خلع عباءة التقليدية واعتماد أسلوب عمل مختلف من شأنه أن يصل بكرتنا للعالمية، أما الاعتماد على الدعم الحكومي المباشر واستنزاف الموارد المالية، وهو الأمر المتبع منذ 50 عاماً، فلن يغير من واقع رياضتنا بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص، ولكن كيف يمكن تحقيق تلك المعادلة المعقدة؟
كلمة أخيرة
بعض المبادرات تحتاج إلى خطوات استباقية لإثبات أفضليتها أمام تحفظ الأغلبية، وحتى يرى مشروع خصخصة الأندية النور لا بد من قرار جريء مشابه لقرار عودة اللاعبين الأجانب في 98 وقرار تطبيق الاحتراف في 2008.
*نقلاً عن الرؤية الإماراتية
