سجلت الليرة اللبنانية هبوطا قياسيا جديداً امام الدولار الاميركي بعد اعتذار الرئيس المكلف سعد الدين الحريري عن تشكيل الحكومة فتخطى الدولار أعلى مستوى له في السوق السوداء ليتجاوز عتبة ال 23 ألف ليرة لبنانية
أي بخسارة أكثر من 15 % من قيمتها في ساعات قليلة لتتوقف بذلك أعمال الصيرفة، وتضع المواطنين بحالة ترقب وضياع
ويؤكد المحللون الاقتصاديون ان هذا الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار هو ناتج عن الانقسام السياسي الحاد من جهة والاخفاق في ايجاد خطة اقتصادية اصلاحية طارئة من جهة اخرى.
لقد أدى التراجع الكارثي لسعر صرف الليرة الى إرباك في الأسواق التجارية، وزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية، لا سيما أن عدداً من المؤسسات التجارية أقفل أبوابه وامتنع عن استقبال الزبائن الذين تآكلت رواتبهم بنسبة 1500% وتراجعت قدرتهم الشرائية مع تجاوز أسعار المنتجات نسبة 500%
الأزمة في لبنان ظاهرها اقتصادي - نقدي غير أن باطنها سياسي فالثقة بالليرة مرتبطة بهيبة الدولة وسلطتها فهل سيستمر التأزم السياسي ويستمر معه التدهور المالي والاقتصادي من دون افق واضحة للحل في لبنان؟
