رحل عن دنيانا الشيخ ثنيان بن فهد الثنيان إلى رحمة الله وعفوه.

والشيخ الثنيان كان معروفاً بالشهامة والنجدة والكرم وقد عرفته منذ طفولتي فقد كان صديقاً حميماً لوالدي رحمهما الله ولخالي سعود المقبل -حفظه الله- حيث تربطهما علاقة رحم، وقد كان كثير الزيارة والتردد على منزلنا بمزرعتنا بالدرعية وكنا نزوره في داره بشارع الخزان ثم في منزله بالعليا.. وأذكر له موقفاً لا أنساه أبداً فقد أصيبت أختي الكبرى رحمها الله بارتجاجٍ في الرأس بعد أن زل بها حذاؤها وهي في أعلى الدرج فتدحرجت وأصيبت. وظلت في المستشفى لمدة أسبوع ولكن حالتها كانت تسوء فقررنا السفر بها ألى طبيبٍ مشهور في بيروت أسمه فؤاد حداد -وكنت في السنة الأولى من الجامعة- وقد خرج معنا الشيخ ثنيان إلى المطار وأوصى المسؤولين هناك بل إنه دخل الى الطائرة وودعنا..

لا يزال ذلك الموقف الشهم النبيل يأسرني ويجعلني أشعر بأبوته ونبله.. وعند وفاة والدي -رحمه الله- حزن حزناً شديداً ووقف معنا لمدة ثلاثة أيام يأخذ العزاء وكأنه واحدٌ منا وكان يردد: «والله الي فقدنا رجال» يقصد والدي..

إن مثل هذه المواقف الشهمة والنبيلة هي التي أسرتنا جميعاً وجعلتنا نقدرهُ ونجلهُ كوالدٍ حنون.. تلك بعض مواقف ذلك الرجل الشهم النبيل..

غفر الله للشيخ ثنيان ورحمه رحمة واسعة.. وصادق العزاء لابنه المؤدب الخلوق فهد ولزوجته وبناته ولجميع أسرته الكريمة.

وسلام الله عليك يا أبا فهد ميتاً ويوم تبعث حيا..