باحث مغربي لـ«الدستور»: الإخوان أثبتوا فشلهم في الوطن العربي

منيت جماعة الإخوان في المغرب والممثلة في حزب العدالة والتنمية بهزيمة مدوية، حيث لم تحصل في الانتخابات البرلمانية سوى على 12 مقعدا من إجمالي 395 مقعدا في البرلمان. 

وبذلك، سيتمكن حزب "التجمع الوطني للأحرار" الليبرالي لتشكيل الوزارة، ليطوى ملف عقد من حكم الإخوان في سادس بلد بشمال أفريقيا.

وفي هذا الصدد، قال الباحث المغربي عبد الله حتوس، إنه بمجرد وصول الإخوان لسدة الحكم في الدول العربية أثبتت فشلا ذريعا وكشفت عن مدى تناقض شعاراتها الظاهرية مع ما تبطنه الجماعة.

وأضاف حتوس في تصريحات لـ"الدستور"، أن ما يجري اليوم في تونس هو محاولة من جانب الرئيس التونسي قيس سعيد لإنقاذ ما تبقى من ثورة الياسمين التي قادها الشعب التونسي سنة 2011 واستولى عليها التيار الإخواني ممثلا في حركة النهضة، حيث أجهزت حركة النهضة على آمال التونسيين في حياة كريمة تحت سقف وطن حر ديمقراطي.

وتابع: "في تونس اليوم، لا صوت يعلو فوق صوت المساندين لقرارات الرئيس قيس سعيد الذي كشف بما لا يدع مجالا للشك أن ما كان يسمى سابقا بالقاعدة الاجتماعية والإنتخابية للإخوان في تونس قد ذابت كما يذوب الثلج تحت أشعة الشمس الحارقة"، مشيرا إلى أن بسبب الثقة الزائدة في قدرة الإخوان على الخداع والمناورة، لم تنتبه التيارات الإخوانية إلى أنه يمكنها أن تخدع الناس بعض الوقت ولكنها لن تستطع خداعهم كل الوقت.

وأكد أن الفترة الوجيزة التي خدع فيها التيار الإخواني شعوب المنطقة واستطاع فيها الوصول إلى السلطة في بعض الدول العربية، كانت كافية للإجهاز على الأمل في بناء ديمقراطية قادرة على الصمود، وحتى في  المغرب فقد أضاع حزب العدالة والتنمية على المغاربة عشر سنوات كاملة  (2011-2021)، كان بالإمكان استثمارها لتحقيق تنزيل ديمقراطي للدستور، وكانت كافية أيضا للانتقال بالمغرب من المنطقة الرمادية التي يوجد فيها ليكون قوة اقتصادية صاعدة ونموذجا في البناء الديمقراطي. 

وحول وضع الإخوان في المغرب، قال حتوس: "لقد كشفت رئاسة الإخوان المغاربة للحكومة عن عجزهم الكبير في تدبير أبسط أمور الشأن العام بالبلد، فقد كان تدبيرهم لشؤون المدن الكبرى كارثيا بكل المقاييس (الدارالبيضاء وأكادير نموذجا) أما تدبيرهم للقطاعات الحكومية التي آلت لوزراء العدالة والتنمية فلم يكن احسن حالا من تدبيرهم للمدن الكبرى".

وأردف أنه "يجب أن لا ننسى بأننا بصدد الحديث عن تنظيم رأى النور سنة 1928، فالتيار الإخواني راكم قرنا من الممارسة الميدانية، وهي فترة زمنية في اعتقادي كافية لتجعل منه تنظيما أخطبوطيا عابرا للحدود كما استفاد  التيار أيضا من دعم استخباراتي من قبل بعض الدول الأوروبية في سعيها لإنجاح أجنداتها الجيوستراتيجية".

وأشار إلى أن هناك تحالف بين التنظيم العالمي للإخوان المسلمين مع جهات نافذة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي العديد من الدول الأوروبية. 

وأكد أنه للأسف ما زالت الكثير من مجموعات الضغط في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تعتقد أن التيارات الإخوانية حليف استراتيجي ويمكن الاعتماد عليها لتنفيذ أجندات اقتصادية نيوليبرالية وجيوستراتيجية لفائدة القوى الغربية، مشيرا إلى أنه لا يمكن مواجهة التيارات الإخوانية إلا بتحرير العقول والتربية على الفكر النقدي، ففي غياب منظومة تعليمية تحرر العقول من جبروت الجهل ومن لازمة "لا تجادل ولا تناقش" ستكون المواجهة صعبة للغاية.

وقال حتوس إنه كما يشير الباحث السويسري باتريك هايني صاحب كتاب "إسلام السوق"، خرجت ظاهرة الإسلام المُبَرجَز والمُلَبرَل من قبعة الإسلام السياسي كما تخرج الأرانب من قبعة الساحر، غير أن ذاك الخروج وإن كان اختيارا تكتيكيا لدى بعض قيادات تنظيمات الإسلام السياسي، بشقيه الرئيسيين الإخواني والسلفي، فإنه أصبح نهجا استراتيجيا لدى أغلب نخب وقواعد تلك التنظيمات، مضيفا أنه  مضى زمن كان فيه شعار "الإسلام هو الحل" يسحر العقول والأفئدة.

وأكد أنه من خلال التجربة الميدانية، تبين أنه كلما غاصت أقدام التيارات الإخوانية في الحكم وفي تدبير الشأن العام، كلما ظهر الفارق بين شعاراتها وواقع ممارستها على أرض الواقع، وكلما استوعب الناس ذاك الفارق كلما ابتعدوا عن تلك التيارات وأداروا لها الظهر، في تونس مثلا حينما تمكن حزب النهضة من جزء من مقاليد الحكم انقلب على الديمقراطية واغتال أشرس معارضيه (شكري بلعيد ومحمد البراهمي كمثال)، وفي المغرب رفع حزب العدالة والتنمية شعار محاربة الفساد وبعد بضع سنوات من تراؤسه للحكومة ساد الفساد بكل أنواعه في صفوفه، فساد أخلاقي وفساد في تدبيره للشأن العام. 

وأضاف أن جماعات الإسلام السياسي يعلنون خلاف ما يُبطنون، يكذبون حينما يعلنون احترامهم لمبادئ الديمقراطية، حربائيون في تعاطيهم مع مصالح الدول والأمم التي يعيشون تحت سقفها وتحت حمايتها، يتربصون بها ويتحينون فرص الإنقضاض عليها لإعادة أمجاد الخلافة، فتلك الأوطان بالنسبة إليهم، طال الزمن أو قصر، لن تكون سوى ولاية من ولايات دولة الخلافة.

وأكد الباحث أن الإخوان المسلمون يؤمنون بما بشرهم به حسن البنا، الأب الروحي للتنظيم، حيث خاطبهم في بداية التأسيس سنة 1928 بقوله: "إن الدور عليكم في قيادة الأمم وسيادة الشعوب"، فالإخوان مؤمنون أشد الإيمان، بأن طبيعة رسالة تنظيمهم تفرض أن يبسطوا سلطانهم على العالم، وعليهم الاستعداد كل من موقعه لإعادة الخلافة على أنقاض الدول الأمم.

تاريخ الخبر: 2021-09-09 11:23:26
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

الجيش الجزائر يقتل ثلاث شبان شرق “مخيم الداخلة” بتندوف

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-26 21:25:16
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية