تعد شجرة المانجروف "الشورى" أو كما تعرف لدى أهالي جزر فرسان بـ "القندل" التي تغطي مساحات شاسعة من شواطئ منطقة جازان في كل من مدينة جيزان وجرز فرسان وعدد من المواقع بمركزي المضايا وقوز الجعافرة من المواقع السياحية التي يرتادها الأهالي والسائحون على مدار العام، والمحميات الطبيعية المهمة في تعزيز التنوع الإحيائي وحماية البيئة كغيرها من المواقع التي توجد به هذه الشجرة على امتداد البحر الأحمر والخليج العربي.

وانطلاقا من أهمية الشجرة ودورها في التنمية السياحية، وتحقيق لرؤية المملكة 2030 و"مبادرة السعودية الحضراء"، للاستفادة من شجر المانجروف في التنمية السياحية وحماية البيئة فقد أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن عزمها تنفيذ أول متنزه وطني للمانجروف في المملكة، في المضايا وفرسان في منطقة جازان، ضمن أعمال الوزارة في تطوير المتنزهات الوطنية التي يبلغ عددها 27 متززها وطنيا في أنحاء المملكة.

وتأكيداً لهذه الأهمية والسعي الحثيث لحماية هذه الشجرة فقد جرى إنشاء مشروع إنتاج وزراعة أشجار "الشورى" بمنطقة جازان، الذي يعد أكبر مشروع لإنتاج أشجار المانجروف ضمن مجموعة من المشروعات المماثلة في عدة مناطق، الذي أسهم في إنتاج وزراعة أكثر من 875 ألف شتلة من الشورى في الموقعين المختارين لإقامة المشروع جنوب البحر الأحمر بمنطقه جازان فيما يعرف بـ "بحر1" بجوار القرية التراثية على الشاطئ الجنوبي لمدينة جيزان، الذي تم من خلاله زراعة 440 ألف شتلة، و"بحر2" في قرية الصوارمة التابعة لمركز الحكامية بالمضايا وتم من خلاله إنتاج وزراعة 435 ألف شتلة.

وتكمن أهمية شجرة الشورى "القندل" في فوائدها بيئية والاقتصادية وما تسهم به في دعم المخزون السمكي والأحياء البحري باعتبارها مخزنا غذائياً لها، بالإضافة إلى قدرتها العالية على زيادة نسبة الأوكسجين وامتصاص ثاني أكسيد الكربون بصورة أعلى من بقية الأشجار، وتثبيت التربة من الانجراف، إضافة إلى كونها ملجأ طبيعيا للطيور، ومصدات للرياح، الأمر الذي يجب معه الحرص والمتابعة لأي عمليات استغلال لهذه المواقع واخضاعها لاشتراطات بيئية صارمة تحافظ على المكون الطبيعي وعدم المساس أو تغيير للبيئة الأصلية لها.