«على خطى الأساتذة».. كتاب يروون تجربتهم بين الصحافة والإبداع (2-2)

في عالم الإبداع تمكن موهوبون من الجمع بين الصحافة ومجالات مختلفة بدءا من الشعر والرواية حتى القصة.

وتمثل هذا النموذج في العديد من الصحفيين منهم فتحي غانم، وإحسان عبد القدوس، ومحمود عوض، وأحمد رجب، ومحمود السعدني، ولويس جريس وغيرهم.

وفي هذا التقرير يحاور موقع «الدستور» موهوبون جمعوا بين احتراف الصحافة والإبداع. 

زينب عفيفي

تقول الكاتبة الصحفية الروائية زينب عفيفي: «في بداية حياتي بعالم الكتابة، لم يكن لدي خيار بالاشتغال بين الصحافة أو الكتابة الإبداعية، لأنني تخرجت في كلية الإعلام جامعة القاهرة قسم صحافة، فصارت الصحافة مهنتي».

وأضافت في تصريحات لـ«الدستور»: «بقيت الكتابة الإبداعية بداخلي تظهر على استحياء، من خلال كتابة بعض القصص القصيرة والنوفيلات، وحين بدأت العمل الصحفي كمحررة متدربة في مجلة آخر ساعة، قبل تعيني في جريدة أخبار اليوم كان لدي بعض المحاولات في كتابة القصة القصيرة، عرضتها على الكاتب أحمد رشدي صالح رئيس تحرير المجلة حينذاك؛ فاقترح أن أبدأ تجربتي بالكتابة الصحافية، كي تلهمني التجربة للكتابة الإبداعية».

وأشارت إلى أن الصحافة مثل «الفريك» كما يقول المثل الشعبي «لا تحب الشريك»، قائلة: «أخذتني الصحافة سنوات طويلة، حققت فيها نجاحات متتالية بين كتابة المقالات والحوارات الأدبية وبين الكتابات القريبة من القصص الإنسانية، ومن حين لآخر كانت تطل الكاتبة بداخلي في عمل أدبي دون التفرغ الكامل للكتابة الأدبية، وأصبح لدي 16 عملا بين القصص القصيرة والروايات والكتب الحوارية».

واختتمت: «صدر لي حديثا رواية «معك تكتمل صورتي» التي كتبتها في شبه حالة تفرغ من الكتابة الصحفية أثناء عزلة كورونا، وبدأت الكاتبة تتواجد أكثر من الصحفية التي اكسبتها التجربة والخبرة الحياتية بالإضافة إلى القراءة، التي لم يكن لها مساحة من الوقت الكافي أثناء تواجد الصحفية على ساحة حياتي، ومحاولات التوفيق بينهما إلى أن أخذت إجازة محارب، حاملة العديد من الحكايات والتجارب والخبرات للكاتبة، كي تجد مكانا بين دفتي كتاب، فهناك العديد من المشاريع الأدبية التي أحلم بأن أجد لها وقتا إضافيا لكتابتها».

أحمد مجدي همام: بدأت روائيا وكانت الصحافة أقرب المهن لمواصلة مشوار الإبداع

يقول الكاتب الصحفي والروائي أحمد مجدي همام لـ«الدستور»: «نشرت روايتي الأولى في 2008، وبدأت العمل بشكل احترافي في الصحافة في 2010، وكنت أكتب قبل ذلك في مجلات شبابية كهواية».

ويضيف: «اخترت الصحافة لأن الكتابة كانت المهارة الوحيدة التي كنت متمكنًا منها، وبمرور الشهور أحببت الأمر، هناك صلة قرابة بين الكتابة الأدبية والكتابة الصحفية، وصار الأمر بسيطًا وسهلًا بالنسبة لي، وعندما أثبت نفسي في مضمار العمل الصحفي – الصحافة الثقافية – انفتحت لي الآفاق، ونشرت في أشهر الصحف والمجلات العربية، لتتحول المسألة لاحقًا إلى مصدر دخلي الرئيسي. سواء كان ذلك عن طريق العمل بصيغة نظامية في الصحافة، أو العمل الصحفي الحر».

وتابع: «بالتقادم تزايدت مكتسباتي من الصحافة، فهي لا تضمن لي دخلًا فحسب، بل صارت وسيلة للبقاء على اتصال بالمشهد الثقافي، بات غالبية الكتاب المصريين والعرب أصدقاءً لي، كما أجبرتني ضرورات المهنة على متابعة الكثير من المستجدات على الساحة مثل إصدار الأعمال الجديدة ومواعيد ونتائج المنح والجوائز والاشتباكات الأدبية والفكرية، وهكذا التصقتُ بالصحافة وباتت مسألة التراجع عنها إلى مهنة أخرى تدر دخلًا أفضل – وهي كثيرة – أمرًا صعبًا، فلقد تمرّست في العمل الصحفي وتنقلت بين مؤسسات عدّة وصار النشر في أي مكان أمرًا في المتناول، لذلك وجدت أن صلة القرابة تلك بين الكتابتين مدخل منساب بين الحقلين، ثم صارت مكتسبات المهنة ماديًا ومعرفيًا خطوة أخرى في المسار، وهكذا مضيت في المسارين، وإن كنت في النهاية مخلصًا للأدب أكثر بكثير من إخلاصي للصحافة، فتعريفي الأولي والأساسي هو (أديب) قبل أن يكون تعريفي (صحفي)».

اسراء عبد التواب

إسراء عبد التواب: الصحافة تمنحنا التفاصيل  

أما الكاتبة الصحفية والروائية الشابة إسراء عبد التواب: قالت لـ«الدستور»: «الصحافة أضافت لي الكثير في تجربتي على مستوى الكتابة، من حيث عمق التعبير عن الصورة بكل زواياها، فهي تمنحنا عين تدلف إلى التفاصيل التي لا يراها البعض، كما أنها عالم ثري للغاية للكاتب للاحتكاك بنماذج إنسانية مختلفة ومتنوعة من البشر وحكاياتهم المتشابكة مع همومهم التي يلتقطها الصحفي ويبحث عنها ليرصد معاناتهم».

وتضيف: «قد يحسدنا بعض الكتاب الذين يمتهنون مهنة أخرى مغايرة للصحافة على تنوع علاقاتنا وقدرتنا على الوصول إلى شبكة متنوعة من النقاد والكتاب الذين يساهمون في تقديم إنتاجنا الأدبي بسهولة مقارنة بكتاب الأقاليم الذين لا يمتلكون ذات الدوائر الثقافية التي تتاح للصحفيين وخاصة العاملين منهم في المجال الثقافي، ولكن هذا الحسد ينقلب إلى شفقة لو عرفوا ترس الماكينة الصحفية التي نخضع لآلاتها ليل نهار ولا تترك لنا وقت كاف للتعبير عن تجربتنا الإبداعية».

وتتابع: «الصحافة لها الكثير من المزايا التي تتيح للكاتب تقديم نفسه بسهولة والوصول إلى قدر كبير من النقاد، إلا أن الخيال الروائي يحتاج إلى مساحة بعيدة عن هذا الضغط الذي يواجه الصحفيين يوميا في البحث عن لقمة العيش للتفرغ للإنتاج الأدبي، وفي شهادات عدد كبير من الكتاب عن تجربتهم في الجمع بين الصحافة والكتابة واجهتهم نفس المعضلة بين التحقق الصحفي والروائي».

وتختم صاحبة «أنثي العنكبوت» بالإشارة إلى أن تجربة الجمع بين الصحافة والكتابة تبدو ثرية ومثيرة للحسد للبعض، لكنه ثراء منقوص إذا لم ينتبه الكاتب لتخصيص وقت كاف للكتابة وخلق توازن بين لقمة العيش والتحقق في مجال الكتابة.

وليد علاء الدين 

وليد علاء الدين: سوء السمعة التي لحقت بالأدب حرضت على احتراف الصحافة

قال وليد علاء الدين: «يكون الجواب الأقرب لسؤال لماذا يلجأ المبدع (الأديب) للصحافة ويحترفها، والأكثر صلة به هو لأن الأدب ليس مهنة، فهو من جهة ليس وظيفة تؤدَّى لصالح منظومة عمل يستثمر أصحابها رأس مالهم فيها بغرض زيادته، ومن جهة أخرى ليس الأدب مادة خام يسهل بيعها ولا هو منتج وسيط تحتاجه صناعات أخرى ولا هو منتج نهائي له سوق محددة، ورغم كونه من منتجات التسلية - بالمعنى المحترم للسلوان الذي يشمل فيما يشمل الفكر والفلسفة والفنون والرياضيات مثلا كل امرئ حسب ما يحقق له السلوى والسلوان- فإنه لأسباب يصعب تفسيرها في عالمنا العربي وُصم بسوء السمعة -ضمن سوء السمعة الذي طال تقريبا معظم الفنون والآداب الجادة وغير الجادة- لأنه يشغل الإنسان - مثلها- عن ما هو أهم منه في سلم الأولويات، راجعوا سلالم أولوياتكم وفق ترتيب المجتمع من زاوية نظر الدين أو التعليم أو العمل أو الوجاهة الاجتماعية أو أيا كانت الزاوية لتعرفوا محل الآداب والفنون منها».

ويضيف: «ما سبق، هو السبب الأول الذي يدفع كل من أصيب بعلة إنتاج الأدب أو الفن إلى البحث عن أقرب مهنة من رائحة ما يُنتج، تسمح له بأن يظل في حقلها مستخدمًا أدواتها نفسها، مستأنسًا بأهلها ومن يعرفون قدرها وقيمتها، فتجد الشاعر والقاص والروائي وكل من أصابته حرقة الرغبة في الكتابة ملهوفًا على العمل في الصحافة الثقافية أو الصحافة الفنية مثلما يتلهف المصاب بحرقة المعدة على الماء. فلا الحرقة تنتهي ولا الماء يرويه». 

وتابع: «إلا أنه واقع الأمر، لا يخلو العمل في الصحافة الثقافية، للكاتب من فوائد، فظني أن الكاتب الذي تتاح له فرصة العمل في الصحافة، ومضى فيها كما ينبغي لصحافي فهيم، أي انتبه لاستكمال أدواتها، ستكون له أفضل مهنة إذ تجعله عمليات المتابعة والرصد والتساؤل والفهم والتدقيق، والاجتهاد في خلق طريقة عرض جيدة للقراء، قادرًا على اقتناص أفكاره الأدبية وتأسيس عوالمه وتأثيثها بالتفاصيل».

أحمد سراج 

أحمد سراج: ارتباط الصحافة بالإبداع أمر طبيعي

من جانبه، يرى الكاتب الصحفي والروائي أحمد سراج للأمر مدخلان؛ هل يشترط لممارس الكتابة الإبداعية ألا يعمل في الصحافة أو العكس؟ فلدينا مبدعون من مهن مختلفة فلماذا نندهش من كون بعضهم يعمل بالصحافة؟ 

المدخل الثاني هو ارتباط الكتابة بالصحافة في كثير من الأمور أهمها الأداة ووسيلة النشر والموضوعات ومع استقلال الصحافة الثقافية بصفحات ودوريات بات من الطبيعي أن يكون الصحفي كاتبًا والكاتب صحفيا. 

ولفت إلى أننا أمام ظاهرة طبيعية فحتى لو لم يدخل الكاتب من باب الأدب أولاً فاحتكاكه بالكتاب وقضاياهم يدفعه دون أن يدري إلى الكتابة الإبداعية سواء بتحويل حواراته وتقاريره إلى كتب، أو بكتابته لأحد الفنون الإبداعية. 

وتابع: «لكن هذه الطبيعية تستحيل خطرًا شديدًا حين تلعب المصالح الشخصية دورها فنجد الصحفي يمارس ضغطًا على النقاد أو يسهل لهم النشر مقابل الكتابة عنه، وبكثرة الحالات يتحول الأمر إلى ظاهرة تشبه السحب السوداء، وفي ظل تركز الصحف في العواصم يدفع المبدعون غير الصحفيين الذين يعيشون في الأقاليم الضريبة مضاعفة». 

وقال: «لا يقتصر هذا الاختلال على الأخبار والمقالات النقدية، بل يتسع فيبتلع فرص النشر والندوات والجوائز، والغريب أن أول من يدفع ثمن هذا هو الصحفي الذي تنفتح أمام إبداعه الأبواب؛ فهو ليس بحاجة إلى تجويد عمله لأن مهنته ستتكفل بالنشر والتغطية والجوائز».

تاريخ الخبر: 2021-11-29 23:26:01
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

60 مزارعا يتنافسون في مهرجان المانجو السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-26 03:24:02
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

أخنوش: الحكومة تقوم بإصلاح تدريجي ولن يتم إلغاء صندوق المقاصة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-26 03:24:51
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

افتتاح المعرض التشكيلي "الرحلة 2" في تناغم الفن بجدة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-26 03:24:03
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية