أعلنت وزارة السياحة والآثار أمس العثور على أكثر من ١٣ ألف أوستراكا من العصر البطلمي واليوناني والقبطي والإسلامي، بمنطقة الشيخ حمد الأثرية بمحافظة سوهاج، في أضخم كشف أثري للأوستراكات في مصر.
وأكد الدكتور محمد عبد المقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، أهمية هذا الكشف لأنه يضيف 13,000 قطعة أوستراكا بما تحمله من كم هائل من المعلومات المدونة والتي ستقدم معلومات كثيرة عن التاريخ المصري.
ويرى الدكتور محمد عبد المقصود، أن هذا الكشف من أهم الإكتشافات الأثريه لأن أهميته ترجع لما يضيف من معلومات ربما لم تكن معروفة من قبل لأن هذا الكشف يقدم وجبة كاملة من المعلومات التى تكشف عن تاريخ فترة معينة وتفتح الباب للعديد من الدارسين للعمل عليها والنشر العلمي، خاصة أن رئيس البعثة على كفاءة عالية للوصول إلى مثل هذه الإكتشافات.
وتابع الدكتور محمد عبد المقصود، أن هذه القطع هى بمثابة نواة لمشروع متحف نوعي عن تاريخ الكتابة في كل العصور في مصر أو على الأقل إضافة قسم أو قاعة في متحف سوهاج القومي عن تاريخ الكتابة في مصر، لأن ما تم إكتشافه يمثل أضخم كشف أثري وثائقي في مصر لعدد من القطع الأثرية من الشقفات المكتوبة.
وحول ظهور حروف متكررة تشبه حرف "سى" في الإنجليزية يؤكد د. عبد المقصود أنها تمثل تدريب على الكتابة، فمن المعروف أنه بالمدرسة يتم تعليم التلاميذ الكتابة بتكرار الحرف عدة مرات للتدريب.
وكانت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة، قد توصلت إلى هذا الكشف.. والذى يرجع إلى العصر البطلمي وبداية العصر الروماني، و العصر القبطي والإسلامي، وذلك أثناء أعمال الحفائر بمنطقة الشيخ حمد الأثرية بالقرب من معبد أتريبس غرب محافظة سوهاج.
وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن تلك الأوستراكات "كسرات أوانى فخارية" عليها كتابات باللغة المصرية القديمة في صورة خطوط ديموطيقية وهيراطيقية وهيروغليفية، أو في صورة الكتابة اليونانية والقبطية والعربية، مؤكدًا على أهمية هذا الاكتشاف حيث أنه يتيح الفرصة أمام الباحثين لدراسة الحياة الاقتصادية لمدينة أتريبس، وتعاملات سكان المدينة خلال عصورها القديمة، كما يسلط الضوء على أهمية الموقع الأثري باعتباره ثاني أهم مصدر للأوستراكات المكتشفة بعد موقع دير المدينة غرب الأقصر، مشيرًا إلى أن تلك الكتابات تشير إلى التعاملات المالية التي تمت خلال هذه الفترة مثل حسابات النقود والقمح والخبز، كما احتوت على قوائم بأسماء عدد من الأشخاص وعائلاتهم.
من جانبه أوضح الدكتور كريستيان لايتس رئيس البعثة من الجانب الألماني، أن اعضاء البعثة يعكفون على فحص ودراسة الأوستراكات بعنايه للوصول إلى معرفه المجتمع ونشاطاته في تلك الفترة المهمه من تاريخ مصر، حيث أن الكتابات الموجودة على بعض الأوستراكات أظهرت إحتمالية إنتمائها إلى مدرسة لتعليم الديموطيقية والهيراطيقية والهيروغليفية واليونانية.
وأشار محمد عبد البديع رئيس الإدارة المركزية لمصر العليا، إلى أن البعثة توصلت أيضا إلى عدد من الأوستراكات اليونانية ترجع إلى نهاية العصر الروماني أو العصر البيزنطي "الفترة من القرن الثالث حتى القرن السادس الميلادي"، كما استمر وجودها حتى بعد الفتح العربي لمصر "الفترة من القرن السابع إلى القرن التاسع الميلادي".
اقراء ايضا: وزير الآثار: حملة ترويجية للسياحة البيئية في مصر
