هل تدفع واشنطن ثمن أحلام حكام الإمبراطوريات القديمة؟


تساءلت صحيفة «واشنطن تايمز» عن الإستراتيجية التي يتحصن بها الرئيس جو بايدن في مواجهة 3 إمبراطوريات قديمة تحاول الانتقام من الولايات المتحدة.

وبحسب مقال لـ«كليفورد د.ماي»، رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، الصين يحكمها شيوعي، وروسيا تحكمها قومية متشددة، وإيران يحكمها متشدد إسلامي.


وأردف يقول: يسعى الثلاثة جميعا إلى استعادة ما يعتبرونه عوالمهم المشروعة، ويرون جميعا في الولايات المتحدة على أنها أكبر عقبة أمامهم.

ومضى يقول: على هذا الأساس أصبح لديهم الآن تحالف مزدهر. ولا عجب أن الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يتحدثون بلطف ويحملون الجزرة بدلا من العصا يفشلون في تحقيق تقدم مع أي منهم.

واستطرد بقوله: أولئك الذين يعلنون أنفسهم جهاديين من مختلف الأطياف يعتزمون أيضا إقامة إمبراطورية، إلى جانب الخلافة.

وأردف: بالمناسبة، على الرغم من أنها ليست خصما، فقد أصبحت تركيا، قلب الإمبراطورية العثمانية السابقة، حليف أمريكا الأقل موثوقية والأكثر إشكالية منذ أن أصبح رجب طيب أردوغان سلطانها الجديد.

وتساءل الكاتب: هل أمريكا إمبراطورية؟ مضيفا: هذا يعتمد على كيفية تعريفك للمصطلح.

نظام دولي

وتابع: لطالما قادت الولايات المتحدة نظاما دوليا ليبراليا قائما على القواعد. كنا نأمل بل توقعنا أن تصبح روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي والصين ما بعد الماوية أصحاب مصلحة في هذا الترتيب، مفضلين التسوية على المواجهة والاعتراف ضمنيا بأن الهيمنة الأمريكية هي أسوأ شكل من أشكال التنظيم العالمي، باستثناء جميع الأنواع الأخرى التي تمت تجربتها.

ومضى يقول: على الرغم من ذلك، أوضحت موسكو وبكين، على مدار السنوات الأخيرة، أنهما تعتزمان الحلول محل واشنطن عبر زعامة وصناعة نظام دولي غير ليبرالي على نحو متزايد. وأردف: اعتقد الرئيس السابق باراك أوباما أنه يمكن أن يغري حكام إيران للانضمام إلى النادي مقابل دولارات واحترام دول الجوار. يواصل الرئيس بايدن تقديم عروض يرفضونها.

وبحسب الكاتب، كل هذه الإمبراطوريات التي كانت عظيمة في يوم من الأيام ترد بالانتقام مما تعتبره إذلالا وتضرب لتوسيع نفوذها.

ومضى يقول: لنبدأ ببكين، التي تشمل ممتلكاتها الإمبراطورية الحالية منطقة شينجيان، وهي أرض تركية ومسلمة، والتبت، التي تتميز أيضا دينيا ولغويا وثقافيا عن الصين.

الحزام والطريق

وتابع: جرد حكام الصين هونغ كونغ من الحكم الذاتي والحرية، على الرغم من توقيعهم معاهدة تتعهد بعدم القيام بذلك.

وأضاف: لم تكن تايوان الحرة والديمقراطية والمزدهرة قطُّ تحت الحكم الشيوعي الصيني، لكن بكين تسميها مقاطعة مارقة يجب القضاء عليها عاجلا أم آجلا. وأثارت التهديدات العسكرية المتصاعدة مخاوف من احتمال حدوث ذلك في وقت أقرب.

واستطرد: مبادرة الحزام والطريق هي مشروع إمبريالية جديدة ذات امتداد عالمي. يقال إن حكام الصين الشيوعيين يعتزمون إقامة أول وجود بحري دائم لهم على المحيط الأطلسي في غينيا الاستوائية. لديهم أيضا قاعدة عسكرية في جيبوتي تطل على باب المندب، وهو ممر إستراتيجي للسفن التي تعبر قناة السويس عبر البحر الأحمر. وتابع: دعونا ننتقل إلى إمبراطورية طهران. وهي تشمل لبنان، البلد الذي يسيطر عليه حزب الله وكيل حكام إيران. وينشر هؤلاء الحكام أيضا فيلق الحرس الثوري الإسلامي في سوريا، ويوجهون الميليشيات الشيعية في العراق، ويدعمون المتمردين الحوثيين في اليمن، التي تقع على الشواطئ الشرقية لباب المندب، مقابل القاعدة العسكرية الصينية في جيبوتي.

تفجيرات إرهابية

وأشار إلى أن تدخلات طهران في أمريكا اللاتينية أدت تفجيرات إرهابية في الأرجنتين، وتشمل حاليا شحنات أسلحة إلى فنزويلا ونيكاراغوا.ولفت إلى أن حكام إيران يريدون التفوق على الشرق الأوسط مثل العملاق.

ومضى يقول: لننتقل الآن إلى روسيا، يرى الرئيس فلاديمير بوتين نفسه قيصر القرن الـ21، ملتزما بإعادة بناء الإمبراطورية الروسية، التي أصبحت الإمبراطورية السوفيتية حتى عندما أعلن القادة السوفييت أنفسهم معادين للإمبريالية.

وأردف: بيلاروسيا، تحت حكم الكسندر لوكاشينكو، هي بالفعل دولة تابعة. استخدم بوتين القوة العسكرية للحصول على موطئ قدم في الشرق الأوسط، بما في ذلك ميناء سوري على البحر الأبيض المتوسط.

وأضاف: منذ عام 2008، احتل 20 % من جورجيا المجاورة. وهو يهدد دول البلطيق ويثير عدم الاستقرار في دول البلقان. لقد أخذ شبه جزيرة القرم بعيدا عن أوكرانيا في عام 2014 ويدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا. لديه الآن عشرات الآلاف من الجنود يضغطون على حدود أوكرانيا.

الحكمة التقليدية

وتابع: تقول الحكمة التقليدية إن بوتين يخشى أن تنضم أوكرانيا إلى الناتو. لكن أعترض على ذلك، حيث يعرف بوتين جيدا أن أعضاء الناتو الحاليين ليسوا مستعدين باتفاق إجماعي لدعوة أوكرانيا للانضمام في المستقبل المنظور.

ومضى يقول: الأهم من ذلك، استنادا إلى مقال من 5000 كلمة نشره في يوليو، يعتقد بوتين أن الروس والأوكرانيين هم شعب واحد ولا ينبغي فصله أبدا. وألقي بالكثير من اللوم على فلاديمير لينين، الذي أسس في عام 1922 الاتحاد السوفيتي كاتحاد جمهوريات متساوية، وهي الخطوة التي رأى أنها زرعت أخطر قنبلة موقوتة.

وأشار إلى أنه إذا لم يكن لدى الرئيس الأمريكي وضوح فيما يتعلق بالأولوية القصوى التي يجب إيلاء الاهتمام بها إذا كان يريد ردع خصوم الولايات المتحدة والغرب، سيظل الأمن القومي الأمريكي في خطر.
تاريخ الخبر: 2021-12-21 02:41:48
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

ما خسائر قطاع النقل والمواصلات نتيجة الحرب في غزة؟

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:22:07
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

يعيش في قلق وضغط.. هل تُصدر المحكمة الجنائية مذكرة باعتقال ن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:22:01
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

إبادة جماعية على الطريقة اليهودية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:06:57
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 92%

تعليق الدارسة وتأجيل الاختبارات في جامعة جدة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:23:55
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية