تلميح واشنطن بالاعتراف ببرنامج إيران النووي كارثة كبرى ويقود إلى المجهول


ألمح المبعوث الأمريكي لشؤون إيران روبرت مالي، إلى إمكانية الاعتراف بالبرنامج النووي الإيراني العسكري، وقال مالي: «في الأسابيع القليلة المقبلة، ستصل إيران إلى نقطة في أنشطتها النووية، حيث لن يبقى فيها من الاتفاق النووي شيء، وسيتعين علينا التفاوض على اتفاق مختلف تماما».

وأضاف مالي لقناة «سي إن إن»، أمس الأول الثلاثاء 21 ديسمبر، أن الوقت المتبقي ينفد وهناك خطر حدوث «أزمة حادة».


وصرح بأنه في المستقبل غير البعيد سنصل إلى نتيجة مفادها أنه لم يبقَ من الاتفاق النووي شيء، وأنه سيتعين علينا التفاوض على اتفاق «جديد ومختلف تماما»، والتي ستكون فترة حرجة للغاية.

وقال مالي إن إيران تقترب من قدرة بناء سلاح نووي في «المستقبل القريب»، «إذا استمر الإيرانيون على هذا النحو، فلن يتبقى سوى بضعة أسابيع أو أكثر لنقتنع بأنه لم يبق اتفاق نووي لنحييه».

كارثة كبرى

وقالت الباحثة في الشؤون الإيرانية د. سمية عسلة لـ«اليوم» إن مجرد تلميح واشنطن بالاعتراف بمشروع إيران النووي يمثل كارثة كبرى ويقود المنطقة إلى المجهول، مؤكدة أن إيران استغلت انقسام المجتمع الدولي بشأن خطورة ملفها النووي السري نتيجة وجود مصالح لها مع بعض هذه الدول خصوصا في أوروبا، وسعت إلى تطوير قدراتها لتصنيع سلاح نووي، ما يعني أنها ستشكل تهديدا خطيرا على الأمن والسلم الدوليين خلال الفترة المقبلة.

وحذرت عسلة من خطورة تغير مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه الاتفاق النووي، مشيرة إلى أن إعادة التفاوض مع طهران يمنحها مزيدا من الوقت للاستمرار في أنشطتها النووية ويمهد لها الطريق لتصنيع سلاح نووي تهدد به كل من يتصدى لمؤامراتها الخبيثة في بث الفوضى في المنطقة، إضافة إلى مخططاتها التحريضية لإشعال الفتن الطائفية.

تطوير البرنامج

وعُقدت آخر جولة من المحادثات بين إيران وأعضاء آخرين في الاتفاق النووي في فيينا 17 ديسمبر، والتي، وفقا لمسؤولين أوروبيين، لم تحقق تقدما كبيرا.

وليس من الواضح بالضبط متى ستعقد الجولة الجديدة من المحادثات، لكن مالي قال إنه يأمل أن تستأنف المحادثات «قريبا». وقال بعض المسؤولين الأوروبيين في وقت سابق: من المرجح أن تعقد الجولة القادمة من المحادثات يوم 27 ديسمبر.

وقال مالي إنه من الواضح أن إيران تحاول تطوير برنامجها النووي كوسيلة ضغط للتوصل إلى اتفاق أفضل لنفسها، لكنها «لن تنجح».

وقال المبعوث الأمريكي لشؤون إيران إنهم إذا سعوا إلى مثل أوراق الضغط هذه، فلن يؤدي ذلك إلى اتفاق أفضل لهم، لأن الولايات المتحدة قالت إنها مستعدة للعودة إلى اتفاق 2015، وستؤتي إستراتيجيتهم بمثل هذا النهج نتائج عكسية.

وكان إنريكي مورا، المنسق الأوروبي لمحادثات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعلن في 17 ديسمبر الجاري، في نهاية الجولة الأخيرة من المحادثات النووية مع إيران، أن «أمامنا «أسابيع قليلة» فقط للتوصل إلى اتفاق نووي».

نهاية الطريق

وتزامنا مع نهاية الجولة الأخيرة من المحادثات في فيينا، أعلنت دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بصفتها أعضاء أوروبيين في الاتفاق النووي، أن المحادثات تقترب بسرعة من النهاية والطريق المسدود، ويجب على إيران الامتناع عن الأعمال التي تؤدي إلى التوترات.

وفي الأشهر الأخيرة، زادت إيران بشكل حاد من احتياطياتها من اليورانيوم منخفض التركيز بنسبة 20 في المائة و60 %، وأطلقت أجهزة طرد مركزي متطورة وأقدمت على صنع اليورانيوم المعدني. كل هذه الإجراءات تعد انتهاكا للاتفاق النووي.

وعادت إيران مؤخرا إلى طاولة المفاوضات بعد مماطلة دامت خمسة أشهر، لكنها تقول إنها جاءت بمقترحات جديدة.

وأعرب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في الآونة الأخيرة عن عدم رضاه عن عملية إحياء الاتفاق النووي، قائلا: «من خلال المفاوضين الأوروبيين، وجهنا التحذيرات الضرورية إلى طهران».

القنبلة النووية

من جهته، قال عضو مجلس الطاقة العالمي د. ماهر عزيز إن إيران سعت خلال الأعوام الماضية إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 % وهي نسبة كبيرة وخطيرة جدا تشير إلى سعيها لامتلاك القنبلة النووية، مؤكدا خرق إيران الاتفاق النووي خلال الأعوام الماضية وحتى اللحظة الراهنة عن طريق الأنشطة السرية النووية في مواقع تحت الأرض، محذرا من أن تساهل واشنطن أو المجتمع الدولي مع نظام الملالي سوف يشجعه في الاستمرار في الأنشطة النووية التي قد تحرق العالم بأسره.

وشدد د. ماهر عزيز على أن إيران تمثل خطرا داهما على الأمن الدولي بمؤامراتها المتكررة لذا عدم وضع حد عاجل لتجاوزاتها في محادثات فيينا الأخيرة والتراخي في فرض عقوبات جديدة ومنعها من تخصيب اليورانيوم، وتركها تطلق أجهزة الطرد المتطورة يعني أن العالم أوشك على كارثة كبرى سيدفع ثمنها غاليا من استقراره.

منعطف حاسم

وفي سياق متصل قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال زيارة للقدس، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة وإسرائيل في «منعطف حاسم» فيما يتعلق بقضايا أمنية مختلفة، وإن عليهما وضع إستراتيجية مشتركة.

ووزع مكتب بينيت مقطع فيديو للقاء، وقال في بيان إن مباحثاتهما تناولت إيران ومساعي القوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي المبرم معها عام 2015.

من جهته أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في لقائه مع سوليفان، عن قلقه إزاء تقدم إيران نحو بناء سلاح نووي «تحت غطاء محادثات فيينا»، وشدد على أنه «بأي ثمن» يجب منع إيران من حيازة سلاح نووي.
تاريخ الخبر: 2021-12-23 00:43:38
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٤)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:21:31
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

عاجل.. لحظة خروج الدكتور التازي من سجن عكاش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:25:38
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

عاجل.. لحظة خروج الدكتور التازي من سجن عكاش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:25:45
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية