انطلقت، اليوم الأربعاء بالمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات ISCAE بالدار البيضاء، أشغال النسخة السابعة والثلاثين ل “ملتقى المسير Carrefour du Manager” المنظمة حول موضوع ” الرأسمال البشري في عصر الاقتصاد الرقمي”.
ويشكل هذا الملتقى، الذي تنظمه مجموعة المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات وغرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب (CFCIM)، على مدى يومين، إطارا لعقد لقاءات ، والتبادلات والاندماج المهني للتلاميذ وخريجي مدارس التجارة، كما يعد فرصة لمعالجة المواضيع ذات الطابع الاقتصادي .
وأوضح المنظمون خلال هذا المنتدى ، المنظم تحت إشراف وزارة الصناعة والتجارة ، أن اختيار موضوع هذه النسخة، الذي أملته الجائحة وأرخت بظلالها على المستوى العالمي، من شأنه المساهمة في العمل على تعزيز الاقتصاد الرقمي.
واعتبروا أن الوضع الاستثنائي، الذي يمر منه العالم، أدى إلى تغيير الطرق التي تشتغل بها المقاولات بطرق دائمة ، وكذا سبل التعلم عن بعد والتدابير الصحية المعززة، باعتبارها نماذج جديدة يجب أن تتعامل معها.
وأضافوا أن الاقتصاد الرقمي، باعتباره رافعة حقيقية للتنمية، يواجه تحديات مختلفة وتساؤلات حول مكانة الموارد البشرية كرأسمال ثمين غير مادي.
وفي هذا السياق فإن الملتقى، من خلال اختيار هذا الموضوع، يهدف إلى فتح النقاش حول هذه القضايا، وأيضا تدارس مختلف الممارسات الجيدة في هذا المجال.
وبهذه المناسبة، أبرز وزير الصناعة والتجارة السيد رياض مزور في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية M24، أهمية موضوع هذه النسخة من “ملتقى المسير Carrefour du Manager”، مشيرا إلى أن المغرب يبدأ مسارا جديدا يندرج ضمن نموذج تنموي جديد .
وشدد الوزير على أن المغرب، الذي قطع في هذا المجال مراحل عديدة، عمل على أن يكون منفتحا على سوق يبلغ عدد سكانه مليارين نسمة .
وقال إنه في هذا الملتقى تعقد اللقاءات وتتم الاختيارات وتبدأ مسيرات لحوالي أربعين شركة من بين أفضل المقاولات في المغرب، داعيا الخرجين الجدد إلى أن يكون اختيارهم وفقا لرغباتهم الخاصة لأنهم هم وحدهم الذين يرسمون مستقبلهم .
كما أشار إلى أن ISCAE تحتفل اليوم بالذكرى الخمسين لتأسيسها بحضور المدراء السابقين لهذه المؤسسة المعترف بهم على الصعيدين الوطني والدولي، مضيفا أن هذه المدرسة في رصيدها عشرة ألف خريج .
ومن جانبه، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، أن الملتقى أصبح موعدا سنويا رائدا من أجل النقاش والتبادل حول القضايا المتعلقة بالرأسمال البشري والتشغيل .
وفي هذا الصدد، أعرب عن ارتياحه لاختيار الموضوع الرئيسي لهذا الملتقى ، المتمثل في الرأسمال البشري في عصر الاقتصاد الرقمي ، مشيرا إلى بعدين مهمين ومتكاملين، في هذه الحالة .. دور الرقمنة كأداة أساسية في تصميم واستعمال الأساليب ، والمحتويات التعليمية والمكانة المركزية للرقمنة كقطاع التكوين في حد ذاته ، ومحور بحث وابتكار مهم من أجل تزويد المغرب بالمهارات التي يحتاجها لتأمين مسار التنمية على المدى المتوسط والطويل.
كما أبرز الأولوية التي تحظى بها الرقمنة في برنامج الحكومة 2021-2026، خاصة ما يتعلق بتنمية الرأسمال البشري، موضحا أن الأمر يتعلق بتسريع التحول الرقمي للنظام التربوي – التعليمي ، من أجل تعزيز جودة النظام، وتكييفه مع حالات الأزمات المماثلة لتلك التي حدثت في جائحة (كوفيد-19)، مع إعطاء الأولوية لإدراج المناطق النائية.
وتتماشى أولوية البرنامج الحكومي في هذا المجال، حسب الوزير، مع توصيات النموذج التنموي الجديد، والتي جعلت من التكنولوجيا الرقمية رافعة للتحول العرضاني، وربح رهان المستقبل من أجل أن يصبح المغرب دولة رقمية، مؤكدا أن الارتكاز على الرقمنة هو خيار لا محيد عنه.
من جانبه أكد وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري أن مسألة الرأسمال البشري والتشغيل أصبحت تطرح بشكل حاد، مضيفا أن ريادة الأعمال أصبحت اليوم ، ليست خيارا افتراضيا بل خيارا يحمل في طياته الأمل في المستقبل.
واعتبر أن عدد من الوظائف ستختفي نتيجة الروبوتات، ومن هنا تأتي الحاجة إلى تعليم المواهب الشابة أن تكون جاهزة عند مغادرة المدرسة لاحتضان هذه الأشكال الجديدة من النماذج أو “Network organization”.
من جانبها، اعتبرت المديرة العامة لمجموعة ISCAE، ندى بياز، هذه الدورة استثنائية ، لأنها تتزامن مع الذكرى الخمسين للمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات ، حيث يجمع “ملتقى المسير Carrefour du Manager” بين العالم الأكاديمي والعالم الاقتصادي والبحث العلمي الموجه نحو الابتكار.
وأشارت إلى أن موضوع هذا النسخة يعزز التزام ISCAE بإثراء النقاش الوطني حول الرأسمال البشري في العصر الرقمي، بناء على القناعة بأن تعزيز المهارات وربط الرأسمال البشري بالتكنولوجيا الرقمية يساهم في تحرير الطاقات وتسريع المسيرة نحو التقدم .
وتشهد هذه الدورة مشاركة أزيد من 40 مقاولة من جميع القطاعات وما يقرب من 2000 طالب من العديد من مدارس التجارة وهندسة تكنولوجيا المعلومات.
وتقترح هذه المنصة، التي تجمع مختلف الجهات الفاعلة في سوق الشغل، برنامجا غنيا وأنشطة دينامية وتفاعلية تعقد على مدى يومين وتتضمن ندوات حول العديد من المواضيع المخصصة لكل من المهنيين والطلبة.
وستتوج هذه الأنشطة بتسليم جوائز ريادة الأعمال الشبابية لفريق الطلاب الأكثر ابتكارا ، خاصة للذين يحملون مشروع المسؤولية الاجتماعية للمقاولة .
