يواجه برنامج الأغذية العالمي، نقصاً غير مسبوق في التمويل بالسودان، في وقت يتوقع فيه أن ترتفع الاحتياجات الإنسانية بالبلاد إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في العام 2022م.
التغيير- الخرطوم: سارة تاج السر
قالت الأمم المتحدة، إن برنامج الأغذية العالمي، يواجه نقصاً غير مسبوق في التمويل بالسودان، قدره «358» مليون دولار للأشهر الستة المقبلة.
في وقت تعهد فيه الاتحاد الأوروبي، بالتبرع بنحو «10» ملايين يورو من قسم الحماية المدنية وعمليات المعونة الإنسانية، للمساعدات الغذائية المنقذة للحياة في السودان، بالإضافة إلى «13» مليون يورو تم تلقيها في بداية العام 2021م، حسب نشرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» اليوم الخميس.
ويأتي هذا التمويل في وقت حرج حيث من المتوقع أن تصل الاحتياجات الإنسانية في السودان إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في العام 2022م.
احتياجات هائلة
وقالت ممثلة برنامج الأغذية العالمي بالإنابة، المدير القطري في السودان ماريان وارد: «نحن ممتنون للغاية لهذه المساهمة، ولكن الموارد الإضافية من الشركاء الآخرين أمر بالغ الأهمية».
وأضافت: «الاحتياجات هائلة ومن المرجح أن تنفد المخزونات الغذائية والنقود ابتداءً من أوائل العام المقبل».
واختتمت قائلة: «إن الوقت ينفد لتوصيل الطعام إلى بعض المناطق النائية والتي سيتعذر الوصول إليها خلال موسم الأمطار».
ويقدّر عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى الأمن الغذائي أو مساعدات سبل العيش بشكل عاجل بـ«10.9» ملايين شخص، بما في ذلك «1.1» مليون لاجئ. في الأساس، كما يواجه واحد من كل أربعة أشخاص في السودان أزمة غذائية مقلقة.
في جميع أنحاء البلاد، يعاني ما معدله «13.6%» من الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية.
في بعض المناطق، يصل معدل انتشار سوء التغذية الحاد الشامل إلى «30%» أو أكثر- مستويات كارثية وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
تزايد الاحتياجات
وقال ويم فرانسن، رئيس مكتب «ECHO» في السودان: «نحن نعمل على زيادة الدعم الإنساني لمن هم في أمس الحاجة إليه في السودان. في عام 2021م».
ولفت إلى أن الاحتياجات الإنسانية في السودان استمرت في النمو، بسبب الأزمة الاقتصادية الممتدة، والتي تفاقمت بسبب «COVID-19»، فضلاً عن زيادة انعدام الأمن والعنف بين المجتمعات المحلية، إلى جانب الفيضانات وتفشي الأمراض وتدفق اللاجئين وطالبي اللجوء. بالإضافة إلى ذلك، أدى عدم اليقين السياسي إلى تعميق أزمة الغذاء في البلاد.
وذكر «أوتشا» أن الشركاء المانحين الدوليين، مثل الاتحاد الأوروبي، قد عزّزوا حتى الآن والتزموا أكثر من ذي قبل باستجابة برنامج الأغذية العالمي في السودان، يضطر برنامج الأغذية العالمي إلى خفض المساعدات أو تعليق بعض الأنشطة لأن مستويات التمويل لا تواكب الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في عام 2022م.
في عام 2021م، ساهم الاتحاد الأوروبي أيضاً بمبلغ «3.5» مليون يورو للخدمات الجوية الإنسانية للأمم المتحدة التي يديرها برنامج الأغذية العالمي في السودان، مما مكّن برنامج الأغذية العالمي من نقل أكثر من «21.000» مسافر إنساني إلى «38» موقعاً يصعب الوصول إليها لتقديم خدمات منقذة للحياة على مدى أكثر من السنة الماضية.
الحماية الإجتماعية
في ذات السياق، قال المدير القطري لمنظمة «اليونسيف» في السودان أرشد مالك: «خلال العام المقبل، سيواجه ما يقرب من 10 ملايين شخص في البلاد صراعاً يومياً للحصول على ما يكفي من الغذاء، من بينهم أكثر من 5 ملايين طفل».
وحسب المنظمة فقد ارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد من «522.000» في عام 2020م إلى «570.000» في 2021م.
وحث مالك الحكومة على توفير المزيد من برامج الحماية الإجتماعية لمساعدة الأسر الضعيفة للوقوف على أقدامهم في العام الجديد، كما دعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم المالي لهذه البرامج. «يجب إعادة إحياء البرامج الخاصة بالفئات الأكثر ضعفًا في البلاد، مثل برنامج دعم الأسرة الذي تم تعليقه حالياً، على سبيل الاستعجال».
تتشارك منظمة إنقاذ الطفل مع برنامج الأغذية العالمي وحكومة السودان لتقديم وجبات مدرسية للأطفال في جميع أنحاء السودان.
تلعب برامج التغذية المدرسية دوراً حاسماً في تطوير الأجيال القادمة وتقليل الفوارق من خلال تسهيل الوصول إلى التعليم وإعادة البناء بشكل أفضل بعد جائحة «COVID-19».
